مشاهدة النسخة كاملة : مأساة دجلة
محمود شاكر الجبوري
05-09-2007, 11:38 AM
طِفلةٌ بيضاءْ حينما تُلامس الشمس خديَها تضيءُ أشعاعاً ينيرُ عتمةَ المُستقبل أقحوانية العطر مُخملية الضفائرِ خضراءُ العيون تُناغي شفائها السماء خطواتها تكادُ خجلى فما زالتْ تخطو بأنصافِ الخطوات ضَحكاتها وكلمَتي ماما وبابا الشبه كاملة هي كل ما تملك في قاموسها اللغوي فهي تتلقى أصوات القنابل بأعينٍ بريئة ذاهلات ودمعة مكبوتة أقطرتها مرةً ولكنها أعتادت صوت الأنفجارات لم تكن ترغب بالمشي فهي تحبو وكأنها تغبط الأرض حباً كان أسمها مغطى بالدم والحروب فجنون أبيها بحب هذا الوطن المذبوح ومعاناته من داء حبه جعلتهُ يسميها (دجلة)
وفي أحد صباحات هذا الوطن المجنون المتمرد على نفسه دفعها فضولها لأكتشاف عالم المشي على الاقدام حاولت وحاولت ونجحت في حفظ توازنها أصبحت تسرح وتمرح فرحى بأقدام طرية لم يَكلُها الهَمْ (دجلة) أغتفلت أهلها وسارت نحو الباب الذي كانت تتمنى أن ترى ما خلفه تجاوزت دجلة عتبةَ الباب أبتعدت قليلاً فداهمها الخوف فحاولت الرجوع لكنها ولبرائتها وطراوة عقلها الذي تفتنه الألوان الجميلة وتجذبهُ كالنحلة التي تجذبها جميلات الزهور أغفلت دجلة باب منزلها من بين أبواب عدة
ولكن مالمشكلة في طفلة في عالم غير عالمنا ولكن في عالمنا مشكلة وأصبحت دجلة في موقف لاتُحسد عليه فهي هذه المرة أمام أختيار لم تدرك اهميتهُ بعد فهي عذراءُ العقل والقلب عمياء الطفولة ومازالت لحد الأن لاتدرك خطورة اللهب فأمامها الكثير لتدرك أن النار تؤذي ولكي يفهمها أبيها بضع كلمات أعدها لها منذ ولدت أن في هذه الأيام الجار أصبح عدو يقتنص الفرص كي تتجنب كل هذه الابواب وتدخل باب بيتها فقط على أن تحرص أن تدخل وأياه وأمها فقط فأعتبت دجلة باب من ابواب الجيران فطرقته بيدٍ ملائكية
فُتِحَ الباب فأختفت دجلة وفي ذلك الحين افتقد الأهل ضوضاءَ دجلة من ضحكاتها ودمدماتها ومخططات الكلمات لديها علت أصواتهم تبحث عنها جن جنونهم فراحوا يبحثون حتى تحت الشراشف والوسادات نعم أيقن الجميع بأن دجلة خطفت قتلت ضاعت
وادجلــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــتاه
وفي لحظة الألم أنصاع والداها لأوامر الجنون فابتاعا عقليهما وأصبحا في عالم أخر
وبعد عدة أيام والأهل ينوحون جنون الولدين وفرقى دجلة الأمل
طُرق الباب بسرعة
فتسارعت الأرواح والقلوب قبل الاقدام لتفتح الباب وياليت الباب ما فُتح وياليت الارواح بلغت الحلاقيم قبل ان تفتح الباب
فالجار يا أهل دجلة أعادها
ولكن كيف أعاد دجلة الأمل
عادت دجلة مقطوعةَ الرأس مغطاةُ الدم بثوبها البهي مذبوحة على الطريقة الأسلامية موضوعة في صحن كبير كأنها في كرسي عرسها ومع مقبلات من أيديها وقدميها على الطريقة العربية وما فيها من كرمٍ وشهامة
ذهُل الناس ومنهم من فقد عقله
وراح الناس يتسائلون
ادجلة فاجرة؟
ام أنها خائنة؟
ام انها كافرة ؟
ومن ذا يجيب وفي كل يوم الف دجلة تقتل ؟
محمود الجبوري
5/9/2007
وفاء شوكت خضر
05-09-2007, 02:24 PM
الأخ الفاضل / محمود شاكر الجبوري ..
أعتذر لك أولا على إهمالنا في هذا المنتدى ، الذي أنشأناه حرصا منا على أقلام واعدة مثل قلمك ، ولكنّا خذلناهم دون قصد ..
نصك فكرته رائعة ، وطنيتك وصدق مشاعرك ، وألمك الذي اصطبغت به الحروف ، جعلت لأسلوبك حس مميز ..
الفقرات متربطة ، وتسلسل سردي جميل ، يلزمك الإهتمام باللغة ، وزيادة في القراءة حتى تتمكن من صقل موهبتك الجميلة ، وقدراتك الفنية في الكتابة بشكل أكبر ..
أعدك بأن يكون هناك اهتمام أكبر لنصوصك وجميع النصوص في منتدى على درب الإبداع ..
تقبل مروري واقبل معذرتنا ..
تحيتي وتقدير لقلم يشق دربه في طريق الإبداع بجد وألق .
كل الود .
د. سلطان الحريري
05-09-2007, 03:41 PM
الحبيب الجبوري :
منذ فترة طويلة لم أقف عند ضفاف حروفك ، ولذلك فإنني أقدم اعتذارا بين يدي نصك هذا ، والذي أرى فيه تطورا كبيرا في مجال الكتابة يحسب لك ، فقد كان نصا إبداعيا بفكرته وصياغته ، وبلغ الإبداع ذورته في تشخيص دجلة وجعلها طفلة ، والتعامل مع الفكرة بأسلوب الحكاية التي تدخل القلب بدون استئذان ، ويبقى لي بعض الهمسات التي لابد من تداركها في نصوصك القادمة ، وأهمها عدم إغفال علامات الترقيم التي توضح ما يمكن أن يغلق على المتلقي ، وأهميتها لا تقل عن أهمية النحو والإملاء ، وأما هذين الأخيرين فقد وقعت بهنات واضحة المعالم فيهما ، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
تُناغي شفائها= تناغي شفاهها
(ودمعة مكبوتة أقطرتها) فعل أقطر لا يصلح لهذا المقام ، وهو ليس بصحيح
أعتادت صوت الأنفجارات = اعتادت ... الانفجارات
ومثل هذا كثير في نصك ، فأنت تخلط بين همزتي الوصل والقطع ، وعليك أن تتنبه لهذا جيدا
(ولكن مالمشكلة في طفلة في عالم غير عالمنا ولكن في عالمنا مشكلة) هذه الجملة ليست مستقرة في موضعها من السياق ، وهي أقرب إلى حديثنا العامي ، وإن كتبت بلغة فصيحة ، وكان بإمكانك أن تستغني عن الجزء الثاني منها بالجزء الأول ، ويستقيم معك المعنى حينئذ.
ولكي يفهمها أبيها بضع كلمات = أبوها
أن في هذه الأيام الجار أصبح عدو يقتنص الفرص = عدوا
وراح الناس يتسائلون = يتساءلون
لقد اخترت لك بعض الهنات ، وعليك أن تكتشف غيرها في النص ، ولكن ذلك كله لا يقلل من قيمة النص ، ووصولك فيه إلىدرجة الإبداع .
ويبدو لي أن مشكلتك تكمن في ضعف في النحو والإملاء قد يكون سببه التسرع في الكتابة ، وعدم تنقيحها قبل الاشتراك بها
تقبل مني خالص الود والتقدير
حمدى ليلة
05-09-2007, 05:29 PM
عزيزى محمود
أخذنى النص إلى عالم لايسمع عنه الكثيرون ولايرونه إلا فى نشرات الأخبار
خضت معك تجربة "دجلة" وعشتها بتفاصيلها
المشهد معبرتماما عن جرح من جراح الامة
تحياتى لك
ول د.سلطان الذى أمتعنا بتعليقه ونقده
ووقفاته التى أفادتنى أنا شخصياً
دمتم بخير
محمد إبراهيم الحريري
05-09-2007, 09:31 PM
الحبيب الأديب محمود الجبوري
تحية طيبة
لن أقف على شواهد الألم إلا باكي الحرف ، متشح المصيبة على كثبان من الوجع ناصيتي ، أطرق الأحزان خجلا أقدمه لدجلة ، ولكن من أين أغترف الدموع وفي فمي من كل شطآن هواء ؟ وعلى جبيني كدست أضعاف دجلة من بلاء .
رمزية دجلة ، وطن ينيخ نخيله على ترب الزمن ، وبه منابت أمة قطعت بسكين الوطن ، فرق من الموت المحضر في زنازين الطغاة ، سيكون يوما للنخيل أوانس ، وتظل دجلة والفرات عروستان لكل شطئأن الحياة .
من ذا يجيب وكل يوم ألف دجلة تقتل ؟
لله ما أشد قساوة المعنى ، صورة نطقت بالحاضر .
ولمن مر قبلي تحية ،
أرجو يا أخي أن تأخذ ما قدم من ملاحظات بروح أدبية .وخاصة ملاحظات الدكتور سلطان .
أحييك
محمود شاكر الجبوري
07-09-2007, 11:33 AM
الأخ الفاضل / محمود شاكر الجبوري ..
أعتذر لك أولا على إهمالنا في هذا المنتدى ، الذي أنشأناه حرصا منا على أقلام واعدة مثل قلمك ، ولكنّا خذلناهم دون قصد ..
نصك فكرته رائعة ، وطنيتك وصدق مشاعرك ، وألمك الذي اصطبغت به الحروف ، جعلت لأسلوبك حس مميز ..
الفقرات متربطة ، وتسلسل سردي جميل ، يلزمك الإهتمام باللغة ، وزيادة في القراءة حتى تتمكن من صقل موهبتك الجميلة ، وقدراتك الفنية في الكتابة بشكل أكبر ..
أعدك بأن يكون هناك اهتمام أكبر لنصوصك وجميع النصوص في منتدى على درب الإبداع ..
تقبل مروري واقبل معذرتنا ..
تحيتي وتقدير لقلم يشق دربه في طريق الإبداع بجد وألق .
كل الود .
الأستاذة الكبيرة
وفاء شوكت خضر
لا داع للأعتذار فلكل منا اسبابه ومتطلبات العيش في هذه الحياة التي لاتسمح لنا بالوقوف لوهلة وليس لساعة
اشكرك جزيلا الشكر على جميل كلامك الذي اترفني
اتمنى ان يدوم عهدك للجميع بمتابعة هذا المنتدى وذلك لما فيه من مواهب مكبوتة بحاجة الى من يتبناها
تحياتي لك
محمود شاكر الجبوري
07-09-2007, 11:37 AM
الحبيب الجبوري :
منذ فترة طويلة لم أقف عند ضفاف حروفك ، ولذلك فإنني أقدم اعتذارا بين يدي نصك هذا ، والذي أرى فيه تطورا كبيرا في مجال الكتابة يحسب لك ، فقد كان نصا إبداعيا بفكرته وصياغته ، وبلغ الإبداع ذورته في تشخيص دجلة وجعلها طفلة ، والتعامل مع الفكرة بأسلوب الحكاية التي تدخل القلب بدون استئذان ، ويبقى لي بعض الهمسات التي لابد من تداركها في نصوصك القادمة ، وأهمها عدم إغفال علامات الترقيم التي توضح ما يمكن أن يغلق على المتلقي ، وأهميتها لا تقل عن أهمية النحو والإملاء ، وأما هذين الأخيرين فقد وقعت بهنات واضحة المعالم فيهما ، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر :
تُناغي شفائها= تناغي شفاهها
(ودمعة مكبوتة أقطرتها) فعل أقطر لا يصلح لهذا المقام ، وهو ليس بصحيح
أعتادت صوت الأنفجارات = اعتادت ... الانفجارات
ومثل هذا كثير في نصك ، فأنت تخلط بين همزتي الوصل والقطع ، وعليك أن تتنبه لهذا جيدا
(ولكن مالمشكلة في طفلة في عالم غير عالمنا ولكن في عالمنا مشكلة) هذه الجملة ليست مستقرة في موضعها من السياق ، وهي أقرب إلى حديثنا العامي ، وإن كتبت بلغة فصيحة ، وكان بإمكانك أن تستغني عن الجزء الثاني منها بالجزء الأول ، ويستقيم معك المعنى حينئذ.
ولكي يفهمها أبيها بضع كلمات = أبوها
أن في هذه الأيام الجار أصبح عدو يقتنص الفرص = عدوا
وراح الناس يتسائلون = يتساءلون
لقد اخترت لك بعض الهنات ، وعليك أن تكتشف غيرها في النص ، ولكن ذلك كله لا يقلل من قيمة النص ، ووصولك فيه إلىدرجة الإبداع .
ويبدو لي أن مشكلتك تكمن في ضعف في النحو والإملاء قد يكون سببه التسرع في الكتابة ، وعدم تنقيحها قبل الاشتراك بها
تقبل مني خالص الود والتقدير
استاذي الكبير هذا هو عهدي بك
سمعا وطاعة لمعلوماتك التي افادتني والتي ساعمل على تفاديها في مساهماتي التالية
تحياتي لك
اتمنى ان لاتحرمنا من مرورك لمرات عدة فوق نصوصي الفقيرة
وليزدها نقدك نضارة واشراقاً
محمود
محمود شاكر الجبوري
07-09-2007, 11:39 AM
عزيزى محمود
أخذنى النص إلى عالم لايسمع عنه الكثيرون ولايرونه إلا فى نشرات الأخبار
خضت معك تجربة "دجلة" وعشتها بتفاصيلها
المشهد معبرتماما عن جرح من جراح الامة
تحياتى لك
ول د.سلطان الذى أمتعنا بتعليقه ونقده
ووقفاته التى أفادتنى أنا شخصياً
دمتم بخير
اخي الحبيب
حمدي ليلة
شكرا لمرورك اخي الحبيب
محمود شاكر الجبوري
07-09-2007, 11:43 AM
الحبيب الأديب محمود الجبوري
تحية طيبة
لن أقف على شواهد الألم إلا باكي الحرف ، متشح المصيبة على كثبان من الوجع ناصيتي ، أطرق الأحزان خجلا أقدمه لدجلة ، ولكن من أين أغترف الدموع وفي فمي من كل شطآن هواء ؟ وعلى جبيني كدست أضعاف دجلة من بلاء .
رمزية دجلة ، وطن ينيخ نخيله على ترب الزمن ، وبه منابت أمة قطعت بسكين الوطن ، فرق من الموت المحضر في زنازين الطغاة ، سيكون يوما للنخيل أوانس ، وتظل دجلة والفرات عروستان لكل شطئأن الحياة .
من ذا يجيب وكل يوم ألف دجلة تقتل ؟
لله ما أشد قساوة المعنى ، صورة نطقت بالحاضر .
ولمن مر قبلي تحية ،
أرجو يا أخي أن تأخذ ما قدم من ملاحظات بروح أدبية .وخاصة ملاحظات الدكتور سلطان .
أحييك
استاذي الكبير
محمد ابراهيم الحريري
عتبي عليك
انا لااريدك قارئاً اريدك ناقدا ومعلما معنويا ولغويا وتربويا
تقبل مني
قبلة على جبينك انتظر منك المرور مرة اخرى ...........
جوتيار تمر
10-10-2007, 11:29 AM
الجبوري المبدع............
النص جاء مراوحة بين الخاطرة/البوح الذاتي/ والسردية القصيرة/ وهي من حيث الصياغة جاءت بلاشك رائعة/ محكمة البناء/ ومن حيث الفكرة/ جاءت شجية/ كأنها استقت من صميم الواقع العياني / ونهلت منه الوجع فامطرته / وبدورها امطرتنا بوابل من تلك الاوجاع التي دائما نجد دجلة يحصنها/ نعم دجلة / هل سمعت بتلك الفتوى التي تقول لاتأكلوا اسماكل دجلة/ لانها اصبحت تتغذى من لحم العراقيين / فاصبح لها لون وطعم اخر..؟
ايها الجبوري الفذ............
للوجع مكان واحد............
محبتي لك
جوتيار
محمود شاكر الجبوري
10-10-2007, 07:09 PM
الجبوري المبدع............
النص جاء مراوحة بين الخاطرة/البوح الذاتي/ والسردية القصيرة/ وهي من حيث الصياغة جاءت بلاشك رائعة/ محكمة البناء/ ومن حيث الفكرة/ جاءت شجية/ كأنها استقت من صميم الواقع العياني / ونهلت منه الوجع فامطرته / وبدورها امطرتنا بوابل من تلك الاوجاع التي دائما نجد دجلة يحصنها/ نعم دجلة / هل سمعت بتلك الفتوى التي تقول لاتأكلوا اسماكل دجلة/ لانها اصبحت تتغذى من لحم العراقيين / فاصبح لها لون وطعم اخر..؟
ايها الجبوري الفذ............
للوجع مكان واحد............
محبتي لك
جوتيار
العملاق دوماً والمحبب الى قلبي الأخ الاستاذ جوتيار
حينما اقرأ ردودك تأخذني الغيرة وأسلوب التكبر
لاحرمني الله من ردودك الراقية دوماً
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir