المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَصْلٌ جديدٌ في زمنٍ غابر



محمد بن ظافر الشهري
07-09-2007, 05:29 AM
قـُرِعتْ نَعْلُ المُعَلِّمْ
فتـَلـَقـَّاهُ التلاميذُ يصيحونَ:
قِيَامْ!
تـَمْتـَمَ الأستاذُ في زَهْوٍ
ولَمْ يُلـْقِ السلامْ :
بل قعودٌ فقيامْ
فقعودٌ فقيامْ
فقيامْ!
لـَـقـَمَ الطُّعْمَ "أديبْ"
قعد الغافلُ في لمعةِ برقٍ ثم قامْ
قهقهَ الأستاذُ كالسَّاديِّ
إذ يُرْقِصُ سبَّابتهُ
تنفثُ في روعٍ "أديبٍ"
أَنْ تـَقـَدمْ!
وتـَلـَقـَّاه بلطمٍ
ثم ثـنـَّى في غضَبْ:
لِمَ خالفتَ القطيعْ؟
أيها الراضعُ من ثدي الشـَّغـَبْ
بئس مَنْ سماكَ زورًا بأديبٍ
يا ضديدًا للأدبْ
إنما ألفظُ كي تـسـمع مني وتطيعْ
لن تعيشَ العلمَ إلا
بعد أن تـُقـْبرَ في ذُلِّ الطلـَبْ
لِمَ تعصيني؟
أجِبْ!
والتلاميذُ تـَغـَشـَّاهمْ وُجُومٌ ..
طرِفَتْ أعينـُهمْ
حِذْرَ شراراتِ الغضبْ
رَسمَتـْهمْ ريشةُ الأستاذِ لوحاتٍ من الذعرِ
بلونٍ مكتئبْ
وحروفٌ هدَّها الغبنُ
تغذُّ السيرَ من صدرِ "أديبْ"
كلما جازتْ نشيجًا
في نشيجٍ تتعثرْ:
أيها الأستاذ قف أنت قليلا..
وتذكرْ..
حينما تقدرُ
أن الله أقدرْ
وتذكرْ ..
حينما يَحْملك الكِبْرُ على الطغيانِ
أن الله أكبرْ!
جحظتْ عينا المعلمْ
ومضى يُرْعِدُ غيظـًا..
ولِدَهـْـشٍ يتلعثمْ:
أيها الخائض في يَمِّ الحرامْ
قمْ على ساقٍ
وكرسيي على رأسكَ
وادع الله لي جهرًا وتكرارًا بطولِ العيشِ
حتى لا تنامْ!
أيها الطلابُ
إنْ لمْ تفهموا قولي
فإن السوط قد يُفـْهـِمُ
مَن يعجزُ عن فَهمِ الكلامْ
اجعلوا الأقربَ مني مجلسًا
فرقةَ حُفـَّاظِ النِّظامْ
وعريفَ الصفِّ -ما عاش- "أثيرًا"
فتـَنـَبَّه يا "عصامْ"
واحجبوا عني وجوهَ البؤس في الصفِّ
بطلاب ضخامْ
واحذروا أن تسخروا مني إذا ولـَّيتكمْ ظهري
فليْ خمسة أزواجٍ من الأعينِ في الخلفِ
وزوجٌ في الأمامْ
وعلى صلـْصَـلـَةٍ تـَكـْسِرُ غـُلَّ الانتظارْ
أنشدَ الأستاذُ زيفًا من زيوفِ الاعتذارْ:
أي بُنَيْ ..
انتهى الدرسُ فأمْسِكْ يا "أديبْ"
وإذا شئتَ فكـَرِّرْ خـُفـْيةً دعْواك لي
واستغفرِ اللهَ
لعلَّ الله لِيْ أنْ يستجيبْ!
وقـُمِ الآنَ على ساقيْكَ
واطرَحْ ما على رأسكَ مِنْ وِزْرٍ
ولا تفعلْ بمعروفِيْ أفاعيلَ اللئامْ
وبهذا ..
خـَتمَ الدرسَ وولـَّى
ورماهمْ قـبـْـلَ أن ينزاحَ عنهمْ بابتسامْ
كلـُّهـمْ ودَّعهُ مبتسمًا
لكنهُ يمقتهُ حَدَّ الحِمَامْ
كلهمْ ينعتهُ في السرِّ: مجرمْ!
فارقَ الجلادُ أسراهُ
وقد أرْبَتْ على رغبتهِ في قهرهمْ
رغبتـُهمْ في الانتقامْ

محمد إبراهيم الحريري
07-09-2007, 08:43 AM
تحية لك أخي الشاعر
فكرة رائدة ، وحرف متيم بسرد الحياة ، نضحت علينا حالة شابت منها دفاتر الرصد ، وأبكت هوامش الانتظار ،
هواجس طريق نسيره مرغمين ، والسيقان تنتصب تحية لوجوه الجلادين ، مرغمين ، ولهم علينا ألاف العيون ، ولكن سيظل السوط ميلاد رجال ، هم أباحوا من زوايا الصمت معنى لا ينام
هذه الجدران تغفو فوق أوراق الحمام
سيزول الباب يوما ، ويطل الحرف من شبك القيام .
أحييك شاعرا قرع جرس البصيرة

فارس جميل الهيتي
07-09-2007, 09:02 AM
الشاعر الشاعر
محمد الشهري
أحييك
أحييك
أراك بخير وعز

علي أسعد أسعد
07-09-2007, 12:02 PM
كل شئ معقول في هذا الزمن


فكرة جديدة تستحق الوقوف عندها

أحيي واقعيتك

د. عمر جلال الدين هزاع
07-09-2007, 03:51 PM
يا لها من وقفة عبقرية للبوح
أجدتها
و أحسنت سبكها
فجاءت ناطقة بالمشاعر
و جملت ختامًا
بوركت
مع وافر تقديري

محمد بن ظافر الشهري
08-09-2007, 02:04 PM
أخي الأديب الشاعر
محمد إبراهيم الحريري
سعدت بحضورك العاطر
فشكر الله لك وسلمك من كل سوء

محمد بن ظافر الشهري
08-09-2007, 02:07 PM
شكر الله لك أيها الأخ الحبيب
الشاعر فارس جميل الهيتي
سعدت بحضورك النبيل
فأهلا بك ومرحبا

محمد بن ظافر الشهري
09-09-2007, 04:43 PM
أخي الأستاذ علي أسعد أسعد
أسعدك الله فقد أسعدني مرورك
ولك تحيتي وتقديري

محمد بن ظافر الشهري
09-09-2007, 04:47 PM
أخي الدكتور عمر جلال الدين هزاع
يسرني حضورك وتشجيعك
ويسرني أكثر نقدك لما أطرحه
حتى أفيد من التوجيه
نفع الله بعلمك واستعملني وإياك فيما يرضيه عز وجل
شكرا لك

أيمن كمال
09-09-2007, 04:57 PM
الحبيب محمد الشهري
قصيدة "مطرية" رائعة
تطرب القارئ بمتانة البناء وجودة الألفاظ ، ترجع بنا إلى زمن "قيام وقعود" مع اختلاف الوجهة بتحويل البوصلة الفكرية إلى حيث معتصر الهم الذي تكابده أمم
ما أحب الشعر إلا ما اصطف منه في نسق العمود العتيق
لكنني أجد نفسي كثيرا من الأحايين أصفق لنصوص محبوكة رائعة مثل هذا النص
حييت أخي الحبيب
ولك الود مع التحية
أيمن كمال

محمد بن ظافر الشهري
10-09-2007, 07:51 PM
أخي الحبيب الشاعر المكين أيمن كمال
شكر الله لك نشر العطر هاهنا
أما الشعر الذي يروقك نسقه فهو فئة النجوم الخمس
وهذا رأيي في المسألة
ولكن نتكئ على هذه الجرسيات (التفعيليات) عند ضيق ذات اليد! (تبسم)
بارك الله فيك يا أخي

د. سمير العمري
28-10-2007, 07:43 PM
تجديد طرح في المبنى والمعنى يستحق به التقدير والإعجاب بك أيها الشاعر الكريم.

لا فض فوك!

أهلا بك دوما في أفياء واحة الخير.



تحياتي

محمد بن ظافر الشهري
27-11-2007, 08:44 PM
أخي الحبيب وشاعرنا الكبير الدكتور سمير
شرفت بهذا الحضور البهي فجزاك الله خيرا
وبارك فيك

يوسف أحمد
27-11-2007, 09:13 PM
سلام عليك أخي محمد

وأسعد أوقاتك وطيبها
لعلها تأتي من باب الرد على قصيدة " المعلم"........( ابتسامة)

انتزعت مني ضحكة حزينة حذرة، فشكرا لحرفك الجميل، ولو أنك حضرت أخوات لهذه القصيدة هناك لشاركتنا المعركة ، لكننا ألقينا السلاح بعد أن ألقت الحرب أوزارها، وما زلت حذرا من اتقادها ثانية، وبخاصة أن بعضهم حاول استدراج الشعراء إلى هذه الحرب من جديد.

سلمت وسلم قلمك
أخوك

محمد بن ظافر الشهري
28-11-2007, 10:10 AM
حفظك الله يا يوسف
لم يخطر لي على بال أن أربط بين قصيدة "المعلم" وجرسية "فصل جديد .."
ولقد كان وجودهما في صفحة واحدة محض اتفاق لم أقصده البتة
ولا أخفيك أن "الفصل الجديد .." قرئت من قبل على وجوه ..
وربما كان الأولى أن تفتتح بقولي: قرعت نعل "المقاول" (تبسم)
أما من علموني -رحم الله ميتهم وحفظ حيهم- فلم أر منهم إلا الخير والبذل رفع الله قدرهم وأعظم مثوبتهم
والخلاصة أن الجرسية لم تصنع -ولا تصلح- للنزال في حرب يكون المعلمون طرفا فيها
نفع الله بك أديبا أريبا وأخا حبيبا
سددك الله