تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حول قصيدة (طيف) للشاعر د. عمر جلال الدين هزاع



انتصار صبري
07-09-2007, 06:56 PM
طَيْف
,,,,,
http://www.al3ez.net/upload/b/hazza3_teef.gif
,,,,,

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِي سُدَى=وَ حُمُولَتِي قَهْرٌ ثَوَى وَ تَمَرَّدا
وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِيْ دَمِيْ=وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَا وَ أُنْسٌ أَسْعَدا
وَ تَزُوْرُنِيْ ذِكْرَاكِ يَا لَيْلَى فَلَا=أَحْظَى سِوَى بِالدَّمْعِ ثَوْبًا يُرْتَدَى
وَ أَرَاكِ فِي كُلِّ الثَّوَانِيْ هَهُنا=بَيْنِيْ وَ بَيْنِيْ , أَمْسَ عِشْقِيَ وَ الغَدا
وَ يَذُوْبِ هَمْسُكِ فِيْ ضَميْري أُغْنِيَا=تٍ , نَاعِسَاتٍ مِثْلُ رَجْعٍ لِلصَّدَى
فِي غُرْبَتِي أَشْتَاقُ وَجْهَكِ مَاطِرًا=وَ غَمَامُ دَمْعِي فِي العُيُونِ تَلَبَّدا
وَ أَحِنُّ لِلصَّوتِ الغَريدِ إِذَا هُنَا=شَهَقَ الكَنَارِيْ , فِي دُجُنِّيَ غَرَّدا
وَ تَلُوْكُنِيْ فِيْكِ القَوَافِيْ كُلَّمَا=سَامَرْتُ طَيْفَكِ تَائِهًا وَ مُشُرَّدا
هَلْ يَا تُرى لَيْلَايَ يَفْطرُ قَلْبَها=طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُرِّدا ؟
أَمْ يَا تُرى تَخْتَالُ ضَاحِكَةً هُنَا=كَ فَلَا تُحِسُّ بِمَا بِجَوفِيَ مِنْ رَدَى ؟
أَتُرَى هُنَاكَ هُنَا ؟ وَ أَنَّ هُنَا هُنَا=كَ ؟ لَعَّلَنَا طَيْفَانِ تَاهَا فِي المَدَى ؟
وَيْحِيْ أُرَاقِبُكِ - المَسَاءَ - بِخُطْوَةٍ=تَخْطِيْنَها حَجَلًا تَمِيْسُ وَ هُدْهُدا
فِيْ ظُلْمَةِ الِإلْحَاحِ أَنْظُرُ لِلضِّيَا=ءِ , وَ نُوْرُ وَجْهِكِ قَدْ سَبَاهُ فَبَدَّدا
أَتَلَصَّصُ النَّظراتِ أَسْتَرِقُ الجَمَا=لَ بِفِكْرَتِيْ وَ أَبِيْتُ فِيْكِ مُسَهَّدا
فِي رُدْهَةٍ بِالْبَابِ , لَيْلَى تَعْبُرِيْ=نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَالُ تَمَدَّدا
قَدَمَاكِ أَحْرَقَتَا بِسَاطِيَ فَاسْرِعِي=بِالعَدْوِ قَدْ بَاتَ البِسَاطُ مُجَعَّدا
لَوْ أَنَّهُ يَشْكُوْ لَصَاحَ مُجَلْجِلًا=وَ لَوَ أنَّهُ يَقْوَى لَهَاجَ وَ أَرْعَدا
فَإِذَا تَجَاوَزْتِ البِسَاطَ لِغُرْفَتِي=وَ مَدَدْتِ نَحْوِيَ بِابْتِسَامَاتٍ يَدا
قَفَزَ الوَرِيْدُ - بِصَدْرِكِ - المَحْمُوْمُ مِنْ=لَهَفٍ إِلَى صَدْرِيْ لِكَيْ يَتَنَهَّدا
وَ إِذَا - تَنُطِّيْنَ - العُطُوْرُ تَضَوَّعَتْ=مَا بَيْنَ خَاصِرَتَيْكِ بَلَّلَها النَّدَى
هَيَّا إِلَيَّ , قِفِيْ أَمَامِيْ وَ ارْفَعِي=كَعْبَيْكِ لَمَّا تَرْقُصِيْنَ تَبَغْدُدا
وَ تَحَفَّزِيْ قَبْلَ الهُجُوْمِ عَلَى فَمِيْ=وَ دَعِيْ حَيَاءً - فِي الهُجُوْمِ - تَرَدَّدا
صَرَخَتْ خَلَايَايَ احْتِضَارًا فَامْدُدِيْ=شَلَّالَ شَعْرٍ هَاجَ فَوْقِيَ أَسْوَدا
وَ دَعِيْ زِنَادِيَ قَادِحًا مَا دُمْتِ فِيْ=نَجْوَايَ لَا لَنْ يَنْطَفِيْ , لَنْ يُخْمَدا
لَيْلَى , تَعَالَيْ فِي يَدَيَّ فَإِنَّنِي=صَعِقٌ وَ قَبْلَكِ كُنْتُ صَلْبًا جَلْمَدا
فَدَنَوْتِ فِي كَفِّ البَهَاءِ حَضَارَةً=شَرْقِيَّةَ القَسَمَاتِ دَامِيَةَ المُدَى
وَ وَقَعْتِ فِي صَدْرِيْ كَنَصْلَةِ قَابِضٍ=كَمْ لَاحَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ مُهَدِّدا
وَ أَرَاكِ تَنْدَسِّيْنَ قُرْبِيَ ثَوْرَةً=وَ تُعَمِّدِيْنِي بِالَّلهِيْبِ تَصَعُّدا
تَتَنَقَّلِيْنَ عَلَى اشْتِيَاقِ صَبَابَتيْ=هِرًّا تَمَادَى فَوْقَهَا فَاسْتَأْسَدا
مِنْ رَاحَتَيَّ لِخَصْرِيَ المَحْرُوقِ مِنْ=ثَغْرٍ تَسَعَّرَ بِالشِّفَاهِ مُنَدِّدا
قُوْلِيْ بِرَبِّكِ مَا الَّذِيْ أَغْرَاكِ فِيْ=قَدَمَيَّ , سَاجِدَةً هُنَاكَ تَهَجُّدا
قُوْمِي انْهَضِيْ , مَا كُنْتُ رَبَّكِ تَارَةً=وَ دَعِيْهِمَا , مَا كُنْتُ - يَوْمًا - مَعْبَدا
لَيْلَى , كَفَاكِ المَكْرُ أَضْنَانِي الهَوَى=وَ غَدَا بِضِلْعِكِ مُسْتَقَرِّيَ سَرْمَدا
وَ تَثُوْرُ فِيَّ عَزِيْمَتِيْ طَوْرًا وَ طَوْ=رًا قَدْ تَخُوْرُ لِكَيْ تَثُوْرَ مُجَدَّدا
وَ يَدَاكِ تَلْتَصِقَانِ مِثْلُ فَرَاشَةٍ=سَقَطَتْ بِلَفْحِ النَّارِ - بِيَّ - تَوَقُّدا
وَ إِلَى حُقُولِ الثَّأْرِ فِي جَسَدِيْ تَمُدِّ=يْنَ اليَدَيِن وَ تَتْرُكِيْنِيْ مُجْهَدا
وَ إِلَى يَنَابِيْعِ الخُمُوْرِ أَمُدُّ ثَغْ=رِيَ - يَا كِعَابُ - فَتَأْسُرِيْنَ وَ أُفْتَدَى
وَ تُسَدِّدِيْنَ الرَّمْيَ مِنْ شَفَتَيْ=كِ , لَكِنَّ الرِّمَايَةَ مِنْ فَمِيْ , لَوْ سَدَّدا
فَلْتَعْلَمِيْ إِنِّيْ بِفِيْكِ سَأَبْتَدِيْ=مَا أَعْذَبَ الَأَنْدَاءَ رِيْقًا يُبْتَدا
لَكِنَّنِيْ لَنْ أَنْتَهِيْ حَتَّى أَصِيْ=رَ زَبَرْجَدًا - لَيْلَى - وَ أَنْتِ زُمُرُّدا
\
/

توجتُ فاتنةَ القصيد على المدى = " ليلى وليل البعد أرّقني سُدى "
الشاعر الهزّاع هزّ مشاعري = بسنيّ سحرٍ بالجمال تفردا
جمع الفطاحل في القريض وبذّهم = لسماء شعرٍ ما يدانيه (حدا)
لأرى الفرزدق مع جرير حوله = وكذاك قيسا والمقدّمَ أحمدا
عشرات أرباب البيان تقاطروا = من حوله طافوا وهبوّا إذ بدا
قد قام فيهم لا أقول كقولهم = بدرا، لإن الشمسَ أبلغُ مقصدا
بعض النجوم تلوح رغم ضيائه = وضياؤها يخفي النجوم مبدّدا
أصغوا معي فالكلّ مصغٍ قانتٌ = لبيانه إذ قام فيهم منشدا
ثملوا ومزق بعضهم قمصانه = والبحتريّ رنا إليه تودّدا
عجبي من المشدوه جنب عنيزةٍ = وعلى العبيط تجاولا وتمددا
فضل القصيدة فيّ يفعل فعله = أخشى أبالغ لو مضيت معددا
لله درك يا ابن هزاعٍ بما = أعليت سارية البيان مجددا
هذا مديحي وهو دون مقامكم = فاسمح لطالبة أتتك لتنقدا
فكلاهما مدحي ونقدي ضُمّخا = مني احتراما يا أخي وتودُّدا

أما أن هذه القصيدة فيها من رائع البيان وجميل التمثيل واتساق السرد ما استحقت به هذا التكريم فأمر لا مراء فيه، ولكن ارتفاعها بصاحبها إلى الصفوف الأولى بيانا يرافقه ارتفاعها به إلى الصفوف الأولى نقدا، فلا يجوز أن تنقد بما ينقد به سائر شعر الشبكة، ولا بد أن تنقد بما ينقد به شعر من استوت بقائلها في صفوفهم من الأفذاذ. وليس في ذلك إلا التكريم لمن قالها.
نهجت من هذا المنطلق لأامضي ناقدة لا مادحة، فقد استوفى المدح سواي، ولئن كان بريق مشعشعِ قمم القصيدة قد غشى أبصار المادحين فعموا عن عتمة دركاتها، وظلال سفوحها، فعلى عتمة هذه الدركات وظلال هذه السفوح سينصب كلامي، غير مغلوبة بهذه الرؤية عن إيجابيات القصيدة.

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِـي سُـدَى = وَ حُمُولَتِي قَهْـرٌ ثَـوَى وَ تَمَـرَّدا
الصدر:
بقدر جمال الوقع الصوتي في هذا المطلع المصحوب بجمال التعبير معنى وصورة
(لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِـي ) بقدر ما يبدو التباين بين هذا المستوى وانتكاسة الصدر ومن ثم العجز في الوقوع في ربقة الوقع الصوتي وحده دون التوفق بما يناسبه من جمال المعنى والتركيب.
ليلى وليل البعد رافقني ( سُدى )
أليست (سدى هنا) مجرد حشو جيئ به ليناسب القافية ، وماذا أضافت للمعنى ؟ وهل هي من جنسه أصلا !
ليل البعد أرّقني سُدى ، كيف ؟ وهل يمكن أن يؤرق ليل البعد أرقا ( ليس سُدى ) سؤال تصعب علي إجابته . فهذا من نوع العبارة المسجوعة:
سرتُ ميلين وسبعة جنيهات، فهل وصلت هيهات هيهات
فإن المعطوف على الميلين يمكن أن يكون ( سبع جنيات , سبع سنبلات , سبعة احتمالات) ويمكن لقائل كل منها أن يصطنع لها سرياليا معنى أو شبهة معنى، ولكن تبقى الحقيقة الناصعة وهي أنها أقحمت على المعنى طلبا لتحقيق السجع.
وذات القول على ينطبق العجز:

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِـي سُـدَى = وَ حُمُولَتِي قَهْـرٌ ثَـوَى وَ تَمَـرَّدا
فما أجمل ( لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِـي)، وما أفدح ما ألحقه بهذا الجمال إلصاق كلمة (سُـدَى)
وَحُمُولَتِي قَهْـرٌ ثَـوَى وَتَمَـرَّدا وما أفدح ما ألحقه بهذا الجمال إلصاق كلمة ( وتمردا)
(قهر ثوى في القلب والنفس) جميل هذا التعبير فكيف يتمرد أو لا يتمرد هذا القهر ؟
ولا أقصد استعراض شعري ولكنها لا ينبغي للخوف من الاتهام بالفخر أن يحجب مثلا جيدا
قلت في صدر المطلع:
توجتُ فاتنةَ القصيد (على المدى )
أنظر رعاك الله جمال تعبير ( توجدت فاتنة القصيد ) وانظر كيف اتصل بما يناسبه جمالا ( على المدى ) ولو أني قلت : توجت فاتنة القصيد ( مجدَّدا ) أو ( كما بدا ) أو ( توحّدا ) لكان ذلك من نوع نهايتي شطري مطلع قصيدتك. ( سدى ) و ( تمردا )
أنظر إلى البهاء اللائق بمقدمتي شطري المطلع كيف ينتشله من أسر طلب الوقع الصوتي مبددا جمال الشعرية فيه، لو جاء على النحو التالي:

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ يبدو سرمدا = وَ حُمُولَتِي قَهْـرٌ على قلبي عدا

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ (فيّ ) استفردا = وَ حُمُولَتِي قَهْـرٌ يذيب( الأكبدا)
وقد كنت أفضل هذا المطلع لولا ما يشوب ( فيّ استفردا ) من شبهةالعامية فالفصيح ( بي استفردا ) ولولا أن( الأكبدا ) بصيغة الجمع فيها خروج عن حميمية البث .

وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ = وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا وَ أُنْـسٌ أَسْعَـدا
ليس من خطأ نحوي هنا، ولكن أيهما أجمل وأقرب للأساليب العربية:
( وليل البعد أرقني ومنبع للحزن ) أم ( وليل البعد أرقني ومنابع الأحزان )
(ليلُ) اكتسبت تعريفها بإضافتها لكلمة ( البعد المعرفة ومن الأجمل أن نعطف عليها معرفا لا نكرة)، وذات الشيء يقال عن( وإنس أسعدا ) فقد كان أجمل لو قلت ( بأنس أسعدا ) فإن باء المصاحبة هنا تجعل الأنس متصلا ( بليالينا ) وهذا أجمل من انفلاته منها، فلا تحمل ( وأنس أسعدا ) ظلال اتصال الأنس ( بليالينا ) بنفس الوضوح، وهنا كما ترى فإن المقارنة بين حد الكفاية من الصواب في التعبير ودرجة الإحسان فيه، وليست بين خطأ وصواب.
وَ
مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ=وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا وَ أُنْـسٌ أَسْعَـدا
وَ مَنَابِعُ الأحزانِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ=وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا بإنسٍ أَسْعَـدا
أكتفي بهذا القدر الآن ولو مضيت مفصلة على هذا النحو لطال الأمر إلى ما لا يسمح به وقتي، ولعلي أعطيت بهذا مثالا لما ينبغي أن يكون عليه النقد، هذا في حدود البيت والشطر وتناول اتساق الأبيات وانسجام أجزاء القصيدة أمر أطول واشمل وأهم..
ولقد تكون لي عودة .
أملي أن يشارك سواي في هذا النهج سواء في هذه القصيدة أو سواها.

فاطمة جرارعة
07-09-2007, 07:01 PM
أما و الله إنّي لا أطيق الطوال...

و لكنّ ما أحاط بها شدّني إليها...

و جعلني أتابعها حرفا تلو الآخر...

بوركت يا أختنا الغالية...

فالقصيدة أصبحت هكذا أجمل...

تحياتي

حوراء آل بورنو
07-09-2007, 07:12 PM
الأخت الفاضلة
شكر الله لك الجهد و أحسن إليك ، و اسمحي لي بنقل نقدك البديع هذا إلى منتداه .

تحيتي و تقديري .

انتصار صبري
08-09-2007, 02:14 AM
أستاذة فاطمة جرارعة

لو لم أَقرأ من جَمالٍ سوى هَذه السطور
لكفَتني أزَرع بها بَساتين ورود..
><><><><><><><><><><><
حَسبي أَن أَزرع إطرائكِ في الأحَداق
لـ يَفيض القَلب نهراً أبيض ..
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

د. عمر جلال الدين هزاع
08-09-2007, 02:25 AM
بوركت يا انتصار
لمحاولتك النقدية هذه
ولجهدك الواضح فيها
وطالما
أنك قد أفردت لها موضوعًا خاصًا
فاسمحي لي بنقل ما رددت به على محاولتك هذه
في ذات الموضوع
ورابطه

https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=25143
ــــــــــ

وردي هو الرد التالي :
( في المشاركة التالية )

د. عمر جلال الدين هزاع
08-09-2007, 02:27 AM
أيتها الأديبة القديرة
ومع جزيل امتناني لمحاولتك النقدية التي وإن لم تقع على الصواب
إلا أنها فتحت بابًا لكشف جمال خفي من جماليات الأسلوب اللغوي عندي
وربما كان من العصي علي أن أوضح ذلك , كي لا أتهم بالدعاية و الإعلان لنصي
فهذه مهمة النقد وليست مهمة الشاعر
وسألج إلى قرارة الأمر مختصرًا الكثير من المقدمات التي لن تغني أو تسمن
فأقول :
,,,,
- إن حديثًا يدور عن قيعان القصيدة لهو حديث يشدني كي أعرف مدى سقطتي التي أبصرتها بعينك النقدية
والتي غفلتُ عنها كما غفل عنها كل الأدباء والنقاد الذين مروا هنا
ولدى عودتي لما كان من ردك وجدت هذا :
- ليلى وليل البعد رافقني ( سُدى )
أليست (سدى هنا) مجرد حشو جيئ به ليناسب القافية ، وماذا أضافت للمعنى ؟ وهل هي من جنسه أصلا !
وبداية أقول بأنها : ليلى , وليل البعد أرقني ( وليست رافقني ) سدى
و ماكانت إضافة ( سدى ) في محل نصبها على المفعولية لتكون مزيدة على جملتي إلا لتزيدها معنى و توضيحًا على ماجاء فيها من معنى أصلًا
بل وربما لم تكن الصورة لتكتمل بغيرها
فهي تعبر بشكل صارخ وصريح عن معنى الأرق الذي ينتابني دون فائدة ترجى أو طائل
فهذا قلقي الذي أعايشه ليلًا دون أدنى نفع منه
فهل وصلك المعنى أم لازال هناك بعض الغموض ؟؟
وعلى ما كان منك نقدًا سأعتبر أن المعنى لا يزال في طي الإدراك غير المكتمل
فأزيدك وضوحًا بمثال من الآي الحكيم , لكي نرى ما فيه من تشابه معنوي مع جملتي
( وحاشى لله أن تدرك كلماتي الهزيلة معاني قرآنه )
( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) ... القيامة
فلو قلنا ( أيحسب الإنسان أن يترك ) ؟ أليس هذا بكلام تام ؟ ولنلاحظ معًا ما الذي أضافته كلمة سدى في محل نصبها على المفعولية عندما أضافها الرحمن إلى الآية الكريمة
وسنرى هل حقًّا هي مجرد حشو في الكلم الإلهي ؟؟
( وحاشى وكلا )
فقد جاء في تفسير هذه الآية عن
1- تفسير الجلالين :
(أيحسب) يظن (الإنسان أن يترك سدى) هملا لا يكلف بالشرائع لا يحسب ذلك
2- التفسير الميسر :
أيظنُّ هذا الإنسان المنكر للبعث أن يُترك هَمَلا لا يُؤمر ولا يُنْهى، ولا يحاسب ولا يعاقب؟
3- ابن كثير :
وقوله تعالى: { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } ؟ قال السدي : يعني لا يبعث، وقال مجاهد : يعني لا يؤمر ولا ينهى، والظاهر أن الآية تعم الحالتين، أي ليس يترك في هذه الدنيا مهملاً، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سدى لايبعث، بل هو مأمور منهي في الدنيا محشور إلى اللّه في الدار الآخرة، والمقصود هنا إثبات المعاد
4- تفسير القرطبي :
قوله تعالى: "أيحسب الإنسان" أي يظن ابن آدم "أن يترك سدى" أي أن يخلى مهملا، فلا يؤمر ولا ينهى؛ قال ابن زيد ومجاهد، ومنه إبل سدى: ترعى بلا راع.
وقيل: أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث. وقال الشاعر:
فأقسم بالله جهد اليميــ ــن ما ترك الله شيئا سدى
5- تفسير الطبري :
حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس قوله: أيَحْسَبُ الإنْسانُ أنْ يُتْرَكَ سُدًى يقول: هملاً.
6- تفسير البغوي :
"أيحسب الإنسان أن يترك سدى"، هملاً لا يؤمر ولا ينهى، وقال السدي: معناه المهمل وإبل سدى إذا كانت ترعى حيث شاءت بلا راع.
7- تفسير السعدي :
" أيحسب الإنسان أن يترك سدى "
، أي : مهملا ، لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يثاب ولا يعاقب ؟ هذا حسبان باطل ، وظن بالله غير ما يليق بحكمته
ثم صعقت حقًّا بما جاء في تتمة ردك في ذات الموضوع
وسنرى ما الردود الممكنة حول تساؤلاتك :
- ليل البعد أرّقني سُدى ، كيف ؟
بأن منعني من النوم بلا فائدة ولا نفع ولا جدوى
- وهل يمكن أن يؤرق ليل البعد أرقا ( ليس سُدى ) سؤال تصعب علي إجابته .
ولم تصعب الإجابة على مثله ؟؟
نعم قد يؤرقني الليل في انتظار لقاء المحبوبة ومن ثم تزورني في هزع منه فهنا أكون قد أرقت بفائدة وجدوى وليس سدى ..
فإن صعب عليك فهذا شأنك واعذريني فما وجدت من بين الجميع من اشتكى منه أو منعه مانع من أن يفضي لي بإشكالية فهم حوله ..
- فهذا من نوع العبارة المسجوعة:
سرت ميلين وسبع جنيهات، فهل وصلت هيهات هيهات
فإن المعطوف على الميلين يمكن أن يكون ( سبع جنيات ، سبع سنبلات، سبعة احتمالات) ويمكن لقائل كل منها أن يصطنع لها سرياليا معنى أو شبهة معنى، ولكن تبقى الحقيقة الناصعة وهي أنها أقحمت على المعنى طلبا لتحقيق السجع.
وأي عطف يا سيدتي وأي جنيهات وسنبلات ؟؟
ومن تحدث عن عطف , هي جملة متواصلة تامة في شطرها الأول أقول فيها :
ليلى : منادى بأداة نداء محذوفة
وليل البعد أرقني سدى : فأتابع الحديث عن حالة من الأرق الليلي الذي يضطهد مشاعري بلا نفع ولا فائدة ترجى منه
فمن خلط المسافات بالعملات , ومن مزج الأبعاد بالسنبلات ؟؟
رحماك يا ناقدتنا الكريمة , فمن ينظر لنقدك بعيدًا عن نصي ليظنن أنني تعلمت اللغة حديثًا وأخربش خربشات على ورق وأدعي بانها قصائد وأفرض على الناس أن يقرؤوها
وأية سريالية أو رمزية مغرقة في نصي ؟؟
هل قرأت فلم تفهمي ؟؟ أم شعرت بأنك أمام لوحة ملونة بشكل جيد ولكنها لا تعبر بشيء ظاهر الدلالة ؟؟
وأظن أن في تمثيلي لدلالات كلمة سدى ما يوقف النقاش حولها , فلا قول في نص قرآني صريح وواضح ولو اجتمعت الإنس والجن على ذلك ..
- فما أجمل ( لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِـي)، وما أفدح ما ألحقه بهذا الجمال إلصاق كلمة (سُـدَى)
حاشى لله أن نقول : ما أفدح إلحاق ( سدى ) بالجملة : ( أيحسب الإنسان أن يترك )
- وَحُمُولَتِي قَهْـرٌ ثَـوَى وَتَمَـرَّدا وما أفدح ما ألحقه بهذا الجمال إلصاق كلمة ( وتمردا)
وأي فداحة في صورة من نادرات الأخيلة التي لونت بها قصيدتي ؟؟
تعالي لنرى :
حملي الذي ينال مني قهر مقيم في النفس والحشا , ولا ينفك يتمرد على خواطري في ليلي المعنى ..
أي فداحة عنيت بربك ؟؟
أم أن النقد هو ما نظن أنه الأصوب من خلال حسن وقوع الكلم في نفوسنا بعيدًا عن أصوله ومذاهبه وأساليبه ؟؟
لا يا أديبتنا
للنقد أسس وقواعد , ولعلني أنصحك بالنظر في بعض كتب اللغة وأساليبها كي تعيدي صياغة الطريقة النقدية التي تعتمدينها فهي بعيدة كل البعد عن الواقع
ونائية جدًّا عن المنهج الأكاديمي في الدراسة النقدية والتحليلية
فانظري : أساليب البلاغة للزمخشري , و أسرار البلاغة للجرجاني , وفقه اللغة للثعالبي , والعمدة لابن رشيق , والصاحبي في فقه اللغة لابن فارس و الكامل في اللغة و الأدب للمبرد , وزهرة الآداب للحصري , والخصائص لابن جني ..
ثم قولي لي : هل ما تزالين ترين في ما كتبت هنا نقدًا ؟؟
ودعيني أنقل لك مقتبسات من صدر ما قاله ابن فارس في الصاحبي في فقه اللغة ففيه فائدة عن أساليب تعلم اللغة وفقهها :
إِن لعلم العرب أصلاً وفرعاً: أمَّا الفرعُ فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: "رجل" و "فرس" و "طويل" و "قصير". وهذا هو الَّذِي يُبدأ بِهِ عند التعلُّم.
وأمَّا الأصلُ فالقولُ عَلَى موضوع اللغة وأوَّليتها ومنشأها، ثُمَّ عَلَى رسوم العرب فِي مخاطبتها، وَمَا لَهَا من الافْتِنان تحقيقاً ومجازاً.
والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِ: رجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويل" باسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ" و "الأَمقَّ" وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل.
وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه فيُحْوَج إِلَى علمه؛ ويقل مثله أيضاً فِي ألفاظ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم، إذ كَانَتْ ألفاظُه صلى الله عَلَيْهِ وسلم هي السّهلة العَذْبَة.
ولو أنه لَمْ يَعْلم توسُّع العرب فِي مخاطباتها لَعَيَّ بكثير من علم مُحْكَم الكتاب والسنَّة، ألا تسمع قول الله جل ثناؤه: "ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعون ربَّهم بالغَداةِ والعَشِيِّ يُريدون وجهَه" إِلَى آخر الآية? فسِرُّ هَذِهِ الآية ي نَطْقها لا يكون بمعرفةٍ غريب اللغة والوَحْشيِّ من الكلام، وإنَّما معرفته بغير ذَلِكَ
ومثله يقول يقول بقية شيوخ اللغة وكتبتها
,,,,
وأما الحديث عن جماليات الأسلوب اللغوي في ردك الشعري
فهذا ما أنأى عنه لأنني لن أدخل في الأدب المقارن هنا , فهذا يحول الموضوع إلى جهة أخرى ليست بمبحثنا هنا لأنك تتدارسين نصي وليس نصك ..
ولكن لن يفوتني أن أعرج على ما فيه من أخطاء لكي أوضحها لك
فاسمحي لي بالقول
إن اللغة لم تكن ملكًا لأحد
ولا حكرًا على أحد
وما قد تجدينه مميزًا لديك
ربما لن يعدو أن يكون كلماً مرصوفًا في نظر الآخرين
وبالمثل ما تجدينه عندي
وإنما الحديث يتم وفق أساليب نقدية معروفة
لها أهلها المختصون بها
وسأعود لما تقولين هنا :
- لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ يبدو سرمدا
وَ حُمُولَتِي قَهْـرٌ على قلبي عدا
ربما ترين هذا التغيير بنور البهاء وإشعاع السناء ولكنه لا يعبر عن نفسي ومشاعري
فلا مجال لأن أكون كاتبه
فأنا أتحدث عن قلق لم يظهر في بيتك وعن تمرد وطغيان للقهر في حناياي وليس مجرد عدو أو مرور كرام
- لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ (فيّ ) استفردا
وَ حُمُولَتِي قَهْـرٌ يذيب( الأكبدا)
للعلم فإن الفعل استفرد يتعدى بباء الجر وليس بـ في , فنقول : استفرد به ولا نقول : استفرد فيه
كما أن الجمع من كبد : هو أكباد وكبود وليس أكبد
وهاك ماجاء في مادة : ك ب د في لسان العرب
الكَبِدُ والكِبْدُ، مثل الكَذِب والكِذْب، واحدة الأَكْباد:
اللحمة السوْداءُ في البطن، ويقال أَيضاً كَبْد، للتخفيف، كما قالوا للفَخِذ
فَخْذ، وهي من السَّحْر في الجانب الأَيمن، أُنْثى وقد تذكر؛ قال ذلك
الفرّاء وغيره. وقال اللحياني: هو الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ.
قال ابن سيده: وقال اللحياني هي مؤنثة فقط، والجمع أَكبادٌ وكُبُودٌ.
ومع مثل هذين الخطئين الجسيمين , لا يمكنني مناقشة جمالية الأسلوب اللغوي لديك
لأن الجمالية تأتي مرحلة تالية بعد السلامة اللغوية
فلا نقول عن بناء متصدع : ما أجمل ألوانه وما أبهى زركشاته وتوشيته
كما وإنه لمن الحري بي في مقام كهذا أن أقول بأنه ما كان لشاعر ( وأعني بذلك نفسي ) وظف كل هذه الصور والأخيلة بهذا الترف الشعري أن يعجز عن قول من قبيل :
ليلى , بليلي كم أبيتُ مسهدا ــ و حمولتي قهر ثوى و تمددا
ولكنني لا أعني صورًا بسيطة مما يكثر تداوله بين الشعراء كهذه
فالصور لدي كثيفة لدرجة أن محاولة الدراسة الأدبية لعدة أبيات من قصيدتي تسبب جهدًا للدارس
وانظري للصور عندي كيف تبود متراكبة بدقة متناهية
ليل , بعد , أرق ( وكل ذلك سدى ) , حمل من القهر , صورة عن استفحال الحزن في النفس ( ثوى ) , صورة عن فتك القهر بالحشا ( تمرد )
- ليس من خطإ نحوي هنا، ولكن أيهما أجمل وأقرب لأسالسب العربية:
( وليل البعد أرقني ومنبع للحزن ) أم ( وليل البعد أرقني ومنابع الأحزان )
لا شان لهذا بذاك
أم كنت تخالين أن العطف بين مفرد و جمع غير جائز
فهاك مثالًا :
( إن الله و ملائكته يصلون على النبي ) .. الأحزاب
- فقد كان أجمل لو قلت ( بأنس أسعدا ) فإن باء المصاحبة هنا تجعل الأنس متصلا ( بليالينا )
وهذا أجمل من انفلاته منها، فلا تحمل ( وأنس أسعدا ) ظلال اتصال الأنس ( بليالينا ) بنفس الوضوح
لا يا سيدتي وشاعرتي الفذة
تقولين
ذهبت ليالينا بأنس أي أن الليالي هي من ذهبت بما كان فينا من أنس
وأقول
ذهبت ليايلنا و أنس أسعدا , فالأنس لدي ممتد في الليل وفي النهار ولذا فقد ذهب الأنس وذهبت الليالي
ولم تذهب الليالي به
,,,,
وختامًا
أكرر شكري لك على هذه المحاولة النقدية
ولعلك تعودين لما ذكرت لك في ردي من كتب البلاغة والنقد فتقرئينها ففيها ما يفيد بكل تأكيد
وإن شئت فهي لدي على جهازي بشكل كتب اليكترونية ومستندات وورد ومستندات نصية ويمكنني ضغطها ورفعها على النت لتحميلها
بكل سرور
فالنقد له وسائله وساورد لك مثالًا عن ذلك أقتبسه من دراسة نقدية للأديبة عطاف السالم في أحد نصوصي ( مولاة قلبي ) لكي تري الفارق في الأسلوب المعتمد في النقد
ـــــــــــ
الشاعر البديع البليغ د/ عمر جلال الدين ........ والشعر كما أسميتك
هاأنذا قد عدت كما وعدتك إلى هذه الخريدة المتحدرة من عل فلا عصفا ولا عصدا
وربك لقد مررت بها كثيرا قبل أن أسجل شيئا لك عنها
هنا بحق لقد أعجزتني قصيدة من أبرع وأبلغ وأروع ماكتبت على الإطلاق عرفت هذا من عجزي المستميت أمامها وأنا أحاول قراءة سريعة لها ...إنما دعني أبوح لك ببعض خواطري حولها دون تحليل ونقد دقيق ..
اللافت في القصيدة أول ما استوقفني فيها هو هذه القافية التي بدت لي كعقدة من حبل مسبوك مبروم بيد صانع حاذق جدا ..
وثاني ما استوقفني فيها هو أبياتها التي ينادي بعضها على بعض في تلاحم شديد جدا وفي انسجام بالغ حتى لتكاد القصيدة أن تتفتق وتتفجر في وجوهنا من شدة الإلتحام والإنسجام بين أبياتها في نفث من السحر لايبطل أبدا ..
ثم بدا من بعد وكأن كل بيت هو قصيدة شامخة بذاته يشير إلى نفسه أن أنا أنا ... أنا بيت القصيد .. بل أنا القصيدة !
وثالث الوقفات تلك الصور الشعرية الباذخة المتخمة بالجمال والروعة ولا أدل على ذلك رغم الوفرة والغزارة سوى قولك :
مَاسَتْ بِخَطْوٍ خَبَّ فِي صَدْرِي=خَبًّا كَخَيْلٍ طُوْرِدَتْ عَمْدَا
فَاشَّقَّقَتْ أَعْطَافُ أُمْنِيَتِي=وَ اطَّايَرَتْ فِي صَدْرِها وَرْدَا
فلله درك في : ( طوردت عمدا ) ووالله لقد قرأت أغلب الشعر وأنهيت أغلب مؤلفات البلاغة وجئت على كل الموازنة والوساطة وديوان المعاني والموشح فما مرت علي صورة كهذه في التشبيه الغريب والعجيب ولقد جاء ابن رشيق في كتابه العمدة بشواهد عدة على هذه التشابيه الغريبة فما رأيت تشبيه ولاصورة تشبه ما أتيت به أنت هنا..إلا أن أكون غافلة ناسية! أو لا أفقه شيئا ..
وآخر مالفت نظري حقا في قصيدك هو كثرة التضعيف في أفعالك والإغراب في الإشتقاق مما زاد القصيدة رقيا بالغا حده في التفرد والتميز من غير ماتكلف أو تعمد أو قصد مخل أبدا .. إنما جاء كالسلسال منهمرا صدقا باذخا وعاطفة لاتختلف عنه في البذخ أبدا
ـــــــــــ
خالص تقديري لجهدك
مع تمنياتي بتقدم في مجال النقد الأدبي والدراسة التحليلية كما أراك تتقدمين شعرًا

عاطف الجندى
08-09-2007, 07:32 AM
العزيزان
انتصار نادر
د عمرجلال الدين هزاع
فى الحقيقة أنا فى غاية السعادة بهذا النص الجميل الذى فجر كل هذه الطاقة النقدية و الرؤى المختلفة
و التعليقات التى أعطت للقصيدة معناً آخراً وجمالاً فوق جمالها
وكنت مستمتعاً بهذا الحوار النقدى بينكما الذى يدل على ثقافة عالية و دربة كبيرة فى مجال الإبداع
تحيتى لكما و دمتما بألف خير
مودتى
عاطف الجندى

عبدالملك الخديدي
08-09-2007, 08:26 AM
بداية يحسب للأخت الأديبة : انتصار نادر هذه الجرأة في نقد نص شعري صاخب أثير حوله جدل كبير .
ومن حقها أن ترى في النص ماتراه من نقد لغوي وبلاغي .. كما أن النص أيضاً تعرض للنقد بطريقة أخرى من ناحية المعنى وما ورد فيه من إيحاءات ...
ولكن المدهش في الموضوع هو هذا الشاعر الداهية إن جاز التعبير .. المتنوع في ثقافته واطلاعه .
لقد تخلص من تلك الإيحاءات بطريقة عجيبة بأبيات أخرى أقوى وأجمل من تلك التي تم نقدها .
كما أنه هنا وفي دفاعه عن نصه من الناحية اللغوية والبلاغية .. أكاد أجزم بأنه اقنع الناقدة انتصار نادر بوجهة نظره .. إلا إذا استطاعت أن تنقد القصيدة كاملة وكوحدة وفكرة لا تتجزأ ، حيث نرى أن الشاعر في بداية القصيدة أخبرنا بأرقه وتعبه الذي ذهب ( سدى ) بدون فائدة منه ، ولكنه في آخر القصيدة أخذ كل شيء فكيف سارت الرحلة به من البداية إلى النهاية .. هل هو تناقض أم أنه الخيال.
كنت أتمنى من الناقدة أن تضع النص الجديد بدلاً من القديم فهو أجدر بالاهتمام خاصة وأن الشاعر تنازل عنه مشكوراً.
تحيتي لكما

انتصار صبري
08-09-2007, 01:26 PM
السلام عليكم
وهقد عدت مرة جديدة بعد بعض التعديل في بضعة أبيات
وآمل أن تروق لكم القصيدة بشكل النهائي
ولكم ودي

,,,,,,,,
طَيْف
,,,,,
http://www.al3ez.net/upload/b/hazza3_teef.gif

,,,,,

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِي سُدَى=وَ حُمُولَتِي قَهْرٌ ثَوَى وَ تَمَرَّدا
وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِيْ دَمِيْ=وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَا وَ أُنْسٌ أَسْعَدا
وَ تَزُوْرُنِيْ ذِكْرَاكِ يَا لَيْلَى فَلَا=أَحْظَى سِوَى بِالدَّمْعِ ثَوْبًا يُرْتَدَى
وَ أَرَاكِ فِي كُلِّ الثَّوَانِيْ هَهُنا=بَيْنِيْ وَ بَيْنِيْ , أَمْسَ عِشْقِيَ وَ الغَدا
وَ يَذُوْبِ هَمْسُكِ فِيْ ضَميْري أُغْنِيَا=تٍ , نَاعِسَاتٍ مِثْلُ رَجْعٍ لِلصَّدَى
فِي غُرْبَتِي أَشْتَاقُ وَجْهَكِ مَاطِرًا=وَ غَمَامُ دَمْعِي فِي العُيُونِ تَلَبَّدا
وَ أَحِنُّ لِلصَّوتِ الغَريدِ إِذَا هُنَا=شَهَقَ الكَنَارِيْ , فِي دُجُنِّيَ غَرَّدا
وَ تَلُوْكُنِيْ فِيْكِ القَوَافِيْ كُلَّمَا=سَامَرْتُ طَيْفَكِ تَائِهًا وَ مُشُرَّدا
هَلْ يَا تُرى لَيْلَايَ يَفْطرُ قَلْبَها=طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُرِّدا ؟
أَمْ يَا تُرى تَخْتَالُ ضَاحِكَةً هُنَا=كَ فَلَا تُحِسُّ بِمَا بِجَوفِيَ مِنْ رَدَى ؟
أَتُرَى هُنَاكَ هُنَا ؟ وَ أَنَّ هُنَا هُنَا=كَ ؟ لَعَّلَنَا طَيْفَانِ تَاهَا فِي المَدَى ؟
وَيْحِيْ أُرَاقِبُكِ - المَسَاءَ - بِخُطْوَةٍ=تَخْطِيْنَها حَجَلًا تَمِيْسُ وَ هُدْهُدا
فِيْ ظُلْمَةِ الِإلْحَاحِ أَنْظُرُ لِلضِّيَا=ءِ , وَ نُوْرُ وَجْهِكِ قَدْ سَبَاهُ فَبَدَّدا
أَتَلَصَّصُ النَّظراتِ أَسْتَرِقُ الجَمَا=لَ بِفِكْرَتِيْ وَ أَبِيْتُ فِيْكِ مُسَهَّدا
فِي رُدْهَةٍ بِالْبَابِ , لَيْلَى تَعْبُرِيْ=نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَالُ تَمَدَّدا
قَدَمَاكِ أَحْرَقَتَا بِسَاطِيَ فَاسْرِعِي=بِالعَدْوِ قَدْ بَاتَ البِسَاطُ مُجَعَّدا
لَوْ أَنَّهُ يَشْكُوْ لَصَاحَ مُجَلْجِلًا=وَ لَوَ أنَّهُ يَقْوَى لَهَاجَ وَ أَرْعَدا
فَإِذَا تَجَاوَزْتِ البِسَاطَ لِغُرْفَتِي=وَ مَدَدْتِ نَحْوِيَ بِابْتِسَامَاتٍ يَدا
قَفَزَ الوَرِيْدُ - بِصَدْرِكِ - المَحْمُوْمُ مِنْ=لَهَفٍ إِلَى صَدْرِيْ لِكَيْ يَتَنَهَّدا
وَ إِذَا - تَنُطِّيْنَ - العُطُوْرُ تَضَوَّعَتْ=مَا بَيْنَ خَاصِرَتَيْكِ بَلَّلَها النَّدَى
هَيَّا إِلَيَّ , قِفِيْ أَمَامِيْ وَ ارْفَعِي=كَعْبَيْكِ لَمَّا تَرْقُصِيْنَ تَبَغْدُدا
وَ تَحَفَّزِيْ قَبْلَ الهُجُوْمِ عَلَى فَمِيْ=وَ دَعِيْ حَيَاءً - فِي الهُجُوْمِ - تَرَدَّدا
صَرَخَتْ خَلَايَايَ احْتِضَارًا فَامْدُدِيْ=شَلَّالَ شَعْرٍ هَاجَ فَوْقِيَ أَسْوَدا
وَ دَعِيْ زِنَادِيَ قَادِحًا مَا دُمْتِ فِيْ=نَجْوَايَ لَا لَنْ يَنْطَفِيْ , لَنْ يُخْمَدا
لَيْلَى , تَعَالَيْ فِي يَدَيَّ فَإِنَّنِي=صَعِقٌ وَ قَبْلَكِ كُنْتُ صَلْبًا جَلْمَدا
فَدَنَوْتِ فِي كَفِّ البَهَاءِ حَضَارَةً=شَرْقِيَّةَ القَسَمَاتِ دَامِيَةَ المُدَى
وَ وَقَعْتِ فِي صَدْرِيْ كَنَصْلَةِ قَابِضٍ=كَمْ لَاحَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ مُهَدِّدا
وَ أَرَاكِ تَنْدَسِّيْنَ قُرْبِيَ ثَوْرَةً=وَ تُعَمِّدِيْنِي بِالَّلهِيْبِ تَصَعُّدا
تَتَنَقَّلِيْنَ عَلَى اشْتِيَاقِ صَبَابَتيْ=هِرًّا تَمَادَى فَوْقَهَا فَاسْتَأْسَدا
مِنْ رَاحَتَيَّ لِخَصْرِيَ المَحْرُوقِ مِنْ=ثَغْرٍ تَسَعَّرَ بِالشِّفَاهِ مُنَدِّدا
قُوْلِيْ بِرَبِّكِ مَا الَّذِيْ أَغْرَاكِ فِيْ=قَدَمَيَّ , سَاجِدَةً هُنَاكَ تَهَجُّدا
قُوْمِي انْهَضِيْ , مَا كُنْتُ رَبَّكِ تَارَةً=وَ دَعِيْهِمَا , مَا كُنْتُ - يَوْمًا - مَعْبَدا
لَيْلَى , كَفَاكِ المَكْرُ أَضْنَانِي الهَوَى=وَ غَدَا بِضِلْعِكِ مُسْتَقَرِّيَ سَرْمَدا
وَ تَثُوْرُ فِيَّ عَزِيْمَتِيْ طَوْرًا وَ طَوْ=رًا قَدْ تَخُوْرُ لِكَيْ تَثُوْرَ مُجَدَّدا
وَ يَدَاكِ تَلْتَصِقَانِ مِثْلُ فَرَاشَةٍ=سَقَطَتْ بِلَفْحِ النَّارِ - بِيَّ - تَوَقُّدا
وَ إِلَى حُقُولِ الثَّأْرِ فِي جَسَدِيْ تَمُدِّ=يْنَ اليَدَيِن وَ تَتْرُكِيْنِيْ مُجْهَدا
وَ إِلَى يَنَابِيْعِ الخُمُوْرِ أَمُدُّ ثَغْ=رِيَ - يَا كِعَابُ - فَتَأْسُرِيْنَ وَ أُفْتَدَى
وَ تُسَدِّدِيْنَ الرَّمْيَ مِنْ شَفَتَيْ=كِ , لَكِنَّ الرِّمَايَةَ مِنْ فَمِيْ , لَوْ سَدَّدا
فَلْتَعْلَمِيْ إِنِّيْ بِفِيْكِ سَأَبْتَدِيْ=مَا أَعْذَبَ الَأَنْدَاءَ رِيْقًا يُبْتَدا
لَكِنَّنِيْ لَنْ أَنْتَهِيْ حَتَّى أَصِيْ=رَ زَبَرْجَدًا - لَيْلَى - وَ أَنْتِ زُمُرُّدا


اسمحوا لي أن أضع القصيدة أيضاً بعد تعديل د. عمر
فالمضمون جاء بناء على البيت الأول
والبيت الثاني حتى بعد تعديل القصيدة
وأعلم أن القصيدة قوية ولكنها لا تخلو من بعض الهفوات,, ونقدي لم يكن محاولة
لذلك أدعو الجميع للمشاركة هنا
وخاصة الناقد الدارس
د. عمر دفاعك عن قصيدتك بعد الذي كتبته لم يكن في صالحك
وقد مدحتك في قصيدتي التي هي ردا على قصيدتك
وذكرت المتنبي ... وقد نُقد أيضاً المتنبي
وكما قلت لي عودة لضيق الوقت
:
الناقدة والشاعرة :انتصار صبري

محمد إبراهيم الحريري
08-09-2007, 01:41 PM
الأخت الشاعرة أنتصار
تحية طيبة
شددت على القلم غاية الدخول إلى مرتبع الرؤى لأجد هنا درر كلم ، وجواهر بيان ، فيه من اللغة ما يطارحه الفكر إعجابا ، ومن البصيرة مدى يمتشقه الناظر ترحيبا بهذه الذائقة النقدية ،
جمالية تسم شفاه التهليل بإطراء ،فلك شكر أختي الفاضلة .
فلك شكر بحجم صحيفة قلمك .
وتحية
قد فتحت باب النقد الموضوعي ، وهنا سأضرب خيمة البصيرة متلقيا ما يدور بنخلتي شكر .
لك أيتها الفاضلة ، وللأخ الشاعر عمر .
أما قصيدتك فلي عودة لها بعد استجماع نثيرات أدب تليق بها .

د. عمر جلال الدين هزاع
09-09-2007, 12:31 AM
أخي عاطف
بوركت يا حبيب
أخي أبا الوليد
لك وافر التقدير وأنعم بمقدمك وثنائك
ولي رد على ردك إن استمر هذا النقد
فأوضح فيه تساؤلك الحبيب
أخي أبا القاسم
نورتنا يا سيدي
فلك الود كله

د. عمر جلال الدين هزاع
09-09-2007, 12:35 AM
وقد مدحتك في قصيدتي التي هي ردا على قصيدتك
وكما قلت لي عودة لضيق الوقت
:
الناقدة والشاعرة :انتصار نادر


,,,,,,,,

و لن أنسى أن أرد لك المعروف
و أن أرد على شعرك الجميل
وكرمك الباذخ
كي لا تتهميني بأنني قصرت من حيث قد وجب الإحسان
فهاك ردي شعرًا
تقديرًا لمديحك الرائع
وثنائك الصادق
مع خالص اعتزازي :

ــــــ


قَبَسٌ مِن الِإشْعاعِ لَيْلِيَ بَدَّدا=وَلَّادةٌ , لَمَّا خَطَرْتِ فَأَسْعَدا
فَخُذِي التَّحَايَا عَاطِرَاتٍ إِنَّنِي=أَزْجَيْتُها بِالوِدِّ يَا قَطْرَ النَّدَى
ماذا أقولُ لِمَنْ سَقَتْنِي كَأسها=فِي لَيلِ " قُرْطُبَ " فَاسْتَبَاحَ وَ شَرَّدا
خَلِّي قَصِيْدِي , شَطْرَ حُسْنِكِ , إِنَّهُ=حَرفٌ بَديعٌ بِالجلَالِ تَفَرَّدا
وَ دَعِي حُروفِي مَا بِها مِنْ عِلَّةٍ=إِلَّا حَسيسُ النَّارِ فِي وَجْهِ العِدا
وَلَّادةٌ , وَيْحِي , وَ وَيحَ شَظِيَّةٍ=- ظُلْمًا - رَمَيْتِ بِهَا القَصيدَ فَأَرْعَدا
وَ عمدتِ تَغتالينَ - طَيْفًا - زَارَنِي=فَالعُذْرِ إِنْ رَدِّيْ - هَيَاجًا - عَرْبَدا
ظَلِّيْ بِشِعْرِيَ لَيْلَ أَنْدَلُسِ الهَوَى=كَيْ تَخْلُدِي دَهْرًا بِحَرْفِيَ سَرْمَدا
قَسَمًا بِرَبِّ الشِّعْرِ مَدْحًا أَوْ هِجَا=مَنْ طَالَهُ حَرْفِي يَبِيْتُ مُخَلَّدا
عَبِقٌ أَنَا لَوْ مَرَّةً مَسَّتْ يَدِي=يَدَّيْكِ فَاحَ العِطْرُ فَاخْتَضَبَ المَدَى
وَ مُتَوَّجٌ بِالغَارِ حَرْفُ قَصِيْدَتِي=وَ ظِبَاءُ شِعْرِيَ كَمْ تَمِيْسُ تَبَغْدُدا
لَكِنَّنِي أَرْعَى النُّجُومَ بِوَحْدَتِي=وَ الَّليلًُ فِي أُفُقِي يَبَاتُ مُصَفَّدا
لُغَتِي وَ بَوْحُ حُشَاشَتِي صِنْوانِ مَا=دَامَ الهَوَى فِي مُهْجَتِي وَ تَرَدَّدا
وَ الشِّعْرُ عِنْدِي زَفْرَةٌ فِي أَضْلُعِي=أُحْيِيْ بِهِ مَيْتَ الحُرُوفِ مُجَدَّدا
أُهْدِيْكِهِ مِنِّيْ هَدَايَا شَاعِرٍ=عِقْدًا مِن الَألْمَاسِ زِيْدَ زَبَرْجَدا

ـــــــ

وهقد أزجيت لك شعري ترحيبًا و امتنانًا مرة أخرى
ولك التقدير لكه

وائل أبو حمزة
09-09-2007, 12:38 AM
وأنا أشد على يد من سبقوني من الأخوة بالإشادة بهذه الوقفات النقدية النافعة ..

وربما يكون لي فيها نصيب ... وخصوصا بعد الرد النقدي العلمي الباهر من أبي حفص على الوقفة النقدية التي تقدمت بها الأخت انتصار ..

ونحن بانتظار ما سيجود به وقتها لعلنا نتابع معها موافقين أو مخالفين ..

مع أمنية بأن يكون الهدوء والسكينة سبيلا لنا جميعا في هذا ..

تحية للجمع الكريم

د. عمر جلال الدين هزاع
09-09-2007, 02:58 AM
بوركت أخي الحبيب أبا حمزة
وانا بانتظار ما ستجود به أيها الألمعي
والناقد الكبير
مع وافر ودي

انتصار صبري
09-09-2007, 05:56 AM
هذا مديحي وهـو دون مقامكـم=فاسمـح لطالبـة أتتـك لتنقـدا
فكلاهما مدحي ونقـدي ضُمّخـا=مني احتراما يا أخـي وتـودُّدا

ومع جزيل امتناني لمحاولتك النقدية التي وإن لم تقع على الصواب
إلا أنها فتحت بابًا لكشف جمال خفي من جماليات الأسلوب اللغوي عندي
إن بيتي وسطريك الآنفين معالم تعليقي هذا،
إحترامي لشخصك الكريم، وإعجابي بشعرك الرائع غير المنزه عن النقد، ومحاولة فتح باب للنقد يتعدى كلمات الإطراء، فإن أصبت أصلحت، وإن أخطأت ( فتحت بابا لكشف خفي من جماليات الأسلوب اللغوي عندك ) وتعلمت، وفي كل خير.

ليلى , وليل البعد أرقني ( وليست رافقني ) سدى
( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) ... القيامة
فلو قلنا ( أيحسب الإنسان أن يترك ) ؟ أليس هذا بكلام تام ؟ ولنلاحظ معًا ما الذي أضافته كلمة سدى في محل نصبها على المفعولية عندما أضافها الرحمن إلى الآية الكريمة
وسنرى هل حقًّا هي مجرد حشو في الكلم الإلهي ؟؟
( وحاشى وكلا )
فقد جاء في تفسير هذه الآية عن

سبحان الله العظيم

ومن يقرأ ردك دون كلامي يظن أني أنكرت ورود الكلمة في القرآن أو أنها عربية الأصل، فلأفصل
هناك ثلاثة منازل لاستشهادك بالآية الكريمة في معرض ردك على ما ذكرته عن (حشوية) سدى في بيتك،

1- أن سدى عربية فصيحة ولا ينكر هذا غير جاهل أو مجنون
2- أن سدى وردت في القرآن الكريم ولا ينكر هذا غير جاهل أو كافر
3- أن اعتباري ( سدى ) حشوا في قولك ( وليل البعد أرقني سدى) يتبعه بالضرورة اعتباري ( سدى) حشوا في قوله تعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى).
ولا بد من التفريق بين هذه المنازل الثلاثة فأنا
1- أقول بأن سدى عربية فصيحة
2- أنها وردت في القرآن الكريم
3- أقول إن استعمال كلمة سدى في قولك ركيك، واستعمالها في قوله تعالى آية في البلاغة والبيان.
وأراك في ما ذهبت إليه من ربط هذه المنازل الثلاثة أشبه بربط بعض الاستفتاءات عندما كانت تصاغ على النحو التالي توضيحا لا حرفية : ( هل أنت مع الوحدة العربية وتحرير فلسطين والتجديد للسيد الرئيس )
وقد أطلت في الاستشهاد والتفاسير دون داع، فإن تفسيرا واحدا كاف، والإطالة فيما لا جدال فيه من معنى الآية الكريمة تشتيت للانتباه وصرف له عن صلب ( تحرير القضية )
شتان بين قولك ( أرقني سدى ) وقوله تعالى ( يترك سدى)
فمما تفضلت بنقله فإن معنى سُدى في الآية الكريمة يعني (أن يُترك هَمَلا) وإعرابها هنا لا يخرج عن المفعولية كما تفضلت .
(
وليل البعد أرقني سدى )..........
فهي تعبر بشكل صارخ وصريح عن معنى الأرق الذي ينتابني دون فائدة ترجى أو طائل
فهذا قلقي الذي أعايشه ليلًا دون أدنى نفع منه
فلو قلنا ( أيحسب الإنسان أن يترك ) ؟ أليس هذا بكلام تام ؟ ولنلاحظ معًا ما الذي أضافته كلمة سدى في محل نصبها على المفعولية عندما أضافها الرحمن إلى الآية الكريمة
وسنرى هل حقًّا هي مجرد حشو في الكلم الإلهي ؟؟
( وحاشى وكلا )
ألف حاشا وكلا عن كتاب الله الكريم
استعمال سُدى في قولك : ( وليل البعد أرقني سُدى ) غير استعمالها في الآية الكريمة من وجهين متلازمين وهما الإعراب والمعنى.
فهل كلمة سدى في قولك ( أرقني سدى ) في محل نصب على المفعولية كما هي في الآية الكريمة ؟ وكيف يستقيم المعنى إذ ذاك.
لنعبر عن المعنى الذي يتضمن مفعولية سُدى في الآية الكريمة وفي بيتك حسب تفاسير المفسرين للآية وتفسيرك لبيتك :
أيحسب الإنسان أن يترك هَملا .....معنى واضح بين
وليل البعد أرقني : فهذا قلقي الذي أعايشه ليلًا دون أدنى نفع منه
1- فهل للكلمة في الآية وفي بيتك نفس المعنى ؟
2- هل هي في بيتك في محل نصب على المفعولية وإن كان الأمر كذلك فهل ( أرّق) تتعدى إلى مفعولين ؟ وإن لم تكن في محل نصب مفعول به ثان فما محلها من الإعراب؟
3- وإذ تبين أنها من حيث المعنى والإعراب مختلفة الاستعمال عما ورد في الآية الكريمة فماذا تسمي افتراضك التلازم بينهما ؟
إنه لدي ذو منازل ثلاثة أيضا:
1- حرف للحوار
2- قرن غير صحيح بين مختلفين
3- إيحاء بإن من يقول بركاكة تعبيرك يطعن في بلاغة القرآن الكريم
لقد اتخذت هذه النقطة محورا لردك ولهذا اقتصرت عليها في ردي دون سواها.
وإلى لقاء قريب.

انتصار صبري
09-09-2007, 08:15 AM
وليل البعد أرقني سدى )..........
فهي تعبر بشكل صارخ وصريح عن معنى الأرق الذي ينتابني دون فائدة ترجى أو طائل
فهذا قلقي الذي أعايشه ليلًا دون أدنى نفع منه
فلو قلنا ( أيحسب الإنسان أن يترك ) ؟ أليس هذا بكلام تام ؟ ولنلاحظ معًا ما الذي أضافته كلمة سدى في محل نصبها على المفعولية عندما أضافها الرحمن إلى الآية الكريمة
وسنرى هل حقًّا هي مجرد حشو في الكلم الإلهي ؟؟
( وحاشى وكلا )
فاتني تسجيل السبق لك بأنك أول من قال من الإنس بأن من يقول بوجود حشو في شعره فإنه يقول بوجود حشو في القرآن الكريم، ولا أظن أحدا من الجن قال بذلك.

مأمون المغازي
09-09-2007, 12:03 PM
جميل هذا التفاعل الرائع ، وتعارض وجهة النظر ظاهرة صحية .

شاعرنا : د. عمر هزاع ،

شاعرتنا : انتصار نادر ،

نتابع بشغف وحرص لهذا الحوار البناء وهذا النقاش الراقي الذي نطمع أن يكون له ألف مثيل بالواحة .

لكن لنتريث ونلتقط الأنفاس قبل كتابة الردود ليبقى الموضوع والحوار لائقًا بكبيرين بارعين ، والفائدة عامة فكم من متعلم سيقف هنا يلتقط خيط فكرة أو دلالة أو يستنبط مدلولاً ، أو يعود إلى كتاب .

على أية حال سعيدون بما يدور هنا على مستوى الفكر واللقاء المتحضر البناء العلمي .

محبتي واحترامي

مأمون

انتصار صبري
09-09-2007, 01:23 PM
الأستاذة حوراء آل بورنو

سعدت بتواجدك
وشكرا لنقل الموضوع قسم مُلتَقَى الدِّرَاسَاتِ النَّقْدِيَّةِ
وَعُلُومِ اللغَةِ ليأخذ مداه في السطوع النقدي
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
09-09-2007, 01:24 PM
الأستاذ عاطف الجندي

وجودك على هذه الصفحات شرف كبير
وسعادتي بك كبير
كتبت فأوجزت .. وحضرت فأبدعت
مرحباً بكَ
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
09-09-2007, 01:27 PM
الأستاذ عبد الملك الخديدي

حضورك أسعدني جدا
وكنت أتمنى لو تقرأ النقد بعناية زائدة
لعلمت أني أقصد البيتين الأوائل من القصيدة
سواء كانت الأولى أو بعد التعديل
كن معنا عن قرب وتابع
تحياتي لك.
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
09-09-2007, 01:41 PM
الأستاذ محمد إبراهيم الحرير

مرحباً بك أستاذي الرائع
ما هذا الشرف الذي أنلتني إياه ؟
كل الشكر لفيض حرفك على صفحاتي
وحضورك الذي أبهجني
كان لابد من وجودك
وأنت أديب أحترمه وأقدره
حتماً أنا في انتظار عودتك
والى ذلك الوقت لك
لك كل الود,,,
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
09-09-2007, 01:58 PM
الأستاذ وائل أبو حمزة

تواجدك ندى أراقته الزهور
ليفوح أريجه العابق في صفحتي
شكراً لجمال تواجدك
امتننتٌ كثير لِحضورك الكريم على صفحاتي
وأتمنى أن تتابع معنا
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
09-09-2007, 02:11 PM
الأستاذ مأمون المغازي

سأكتبُ كل العبارات في ورقٍ مَخطوط ْ
لأجَعل منها أروع أكليل من الحَروف والكَلمات
وأَلحان الشكرِ والاحترامْ
لأقدمها لكَ تعبيراً عن شُكري وامتناني لوجودكَ الساحر
:
امتنَنتٌ كثير لِحضوركَ الكريم على صفحاتي
تحياتي لك.
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

محمد إبراهيم الحريري
09-09-2007, 06:18 PM
لله درك يا ابن هزاعٍ بما = أعليت سارية البيان مجددا
هذا مديحي وهو دون مقامكم = فاسمح لطالبة أتتك لتنقدا
فكلاهما مدحي ونقدي ضُمّخا = مني احتراما يا أخي وتودُّدا
الأخت انتصار
شاعرة وناقدة
تحية طيبة
سعدت بما فاضت به ريشة الرؤى من صور تخلب الندى ، وفكرة تجاري قصيدة الأخ الدكتور عمر ، وحقا ، أجدت الحرف ، واشرقت المعاني من عنيزة إلى تل الاحترام الظاهر منارة قلم .
جل التحايا لك ، تواضع ، وأدب ، وسفير الحرف ممثل للفكرة ببهاء صورة ، ليتك تأخذين قصيدتي الأخيرة معادلة الرغيف والسراب وتعملين بها مشرط البصيرة ، لأنا بحاجة فعلا لناقد موضوعي ، يرى ما لايراه الشاعر .
أتذكر هنا قولا ملازما لسماعنا من أديب ومفكر مؤلف إعراب القرآن الكريم ، حيث يقول : إن أردت كشف الحقيقة عما تقول فدع غيرك يقرأ لك ناصحا .
أحييك
وتحية للأخ الشاعر أبا حفص ، لنيل قصيدته شرف النقد .

وائل أبو حمزة
09-09-2007, 11:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا بد لي في البداية أن أوجه التحية للناقدة الفذة انتصار نادر لما قامت به من تسليط للضوء على قصيدة لها من الوزن ما يجعلها محط اهتمام أصحاب المجهر ,, فأثارت شهيتنا نحوها ...
فأرجو أن تتقبلوا هذه الوقفة النقدية وأعدكم بعدم الإطالة ما استطعت بإذن الله تعالى ...
مبدأ الأمر عند تمييز لمفهوم النقد الذي أريد اتباعه انطلاقا من المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة ( النقد ) والتي اتُفق على أنها تسليط الضوء على ما جاء في نص أدبي لكشف المكنون عن بعض ما خفي على القارئ العادي ... وبهذا المفهوم يكون معنى النقد شاملا لما جاء من جماليات مستترة أو هنات لم ينتبه إليها الأديب ... ولا تقتصر على أحدهما دون الآخر ... وإلا لكان النقد إما مدحا أو قدحا وبالأخير يكون ( انتقادا لا نقدا ) ..
بالدخول إلى ثنايا هذه القصيدة ... سوف يكون لي وقفة في كل من :
( الجانب النفسي , الجانب الموسيقي , الجانب اللغوي ) وائتلاف ذلك أو انفصامه ...
في تآلف الجانب النفسي الوجداني مع الموسيقي مع اللغوي :
الأبيات متنفس عاطفي هائل يطلقه الشاعر بعد أن اضطرمت مشاعره وضاق ذرعا من وجده ... ولذلك كان هذا التصوير النادر المنبعث من الصدق الشعوري لديه .. فهو لم يتكلف مشاعره ولا هو يتحدث عن تجربة متجردة عنه أو أدرك منها حد السماع للقصة فوصفها ,, بل تدفقت المشاعر من قلب واع يعلم ما يعاني فجاءت الأبيات على هذا الصعيد متسقة مع الوحدة الكلية للقصيدة ( على غير المعتاد في الشعر العامودي المتهم بعدم وحدة القصيدة ) فانظر - رعاك الله - معي في قوله في البيت الثاني :
وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ ××× وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا وَ أُنْـسٌ أَسْعَـدا
وفي قوله في البيت التاسع :
هَلْ يَا تُرى لَيْـلَايَ يَفْطـرُ قَلْبَهـا ×× طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُـرِّدا
وما كان بينهما من أبيات إنما وجدت لتخدم هذا الشعور المتحدر من قلب صب مُعان ..
ولكن هنا لا يخفى على القارئ ذلك التحول السلس الذي يحسب للشاعر من خلال انتقاله للغزل الصريح وبتلك الروعة لم نشعر بشرخ في وحدة الأبيات ككل بل وجدناه يعبر عن حصوله على مبتغاه الذي رآه شبه مستحيل في مطلع الأبيات بكلمة ( سدى ) التي توقف عندها الإخوة مليا في نقدهم ... والتي أراها غاية في الروعة والمناسبة ...
فهو عاشق صب متيم رأى حبه بعيد المجيء وصعب المنال ... فوظف تلك المفردات الرصينة ( سدى , حمولتي , تمردا ) في مكانها التي – من وجهة نظري – لا تؤديه غيرها هنا على الرغم مما دار حولها من نقاش ..
عندما نقرأ السلم البياني للمشاعر التي فاضت في نفس الشاعر هنا نلاحظ هبوطا في جانب الألم وصعودا في جانب الثقة والنشوة الغزلية ... اطرادا عكسيا وبينهما مرحلة مزدوجة الطرفين تقربهما بحيث لا يظهران منفصلين كان ذلك في قوله :
فِي رُدْهَةٍ بِالْبَـابِ , لَيْلَـى تَعْبُـرِيْ ××× نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَـالُ تَمَـدَّدا
وكأني بهذه الروعة تتجلى على لسان ( عمر بن أبي ربيعة ) المشهور بأنه محل غزل من النساء لا محل تغزل بهن ...
فانظر معي كيف عبر هزاع هنا عن حصوله على مراده بمجيء محبوبته إليه لا ذهابه إليها ...
وانظر أيضا ممحصا بصورة الجوامد التي خلع عليها كثيرا من المشاعر والأحاسيس فالبساط مجعد ( تجسيم ) والبساط يصيح ويستصرخ ( تشخيص ) وبين التجسيد والتشخيص كانت هذا الجمال التعبيري ..
في الجانب الموسيقي : الموسيقا الخارجية : القصيدة على البحر الكامل المعروف بالمساحة الواسعة للتعبير عن الفكرة المرادة دون لجوء إلى اختزال ممجوج للألفاظ أو إيجاز زائد عن الحد يوصل القارئ إلى مرحلة اللافهم أو البحث عن المراد وفك اللغز ...
ومن جانب التآلف الموسيقي الداخلي فإننا نرى ذلك جليا في مكنوز الحروف للمعنى وهذا يسمى في علم اللسانيات ( الانسجام الفونيمي ) فمثلا : ( منابع للحزن ) اشتملت فيها كلمة ( حزن ) على حرف الحاء الدال على أسى دفين وحرف الزاي الدال على هم يحاول صاحبه تنفيسه وحرف النون الدال على أنين وكمد .. أولا يعد ذلك خادما لما جاء في القصيدة من معنى وما حملته من مشاعر ؟
ولكن كي لا نبالغ في المسألة فإن هذا الأمر لا يعتبر مطردا ولا يقاس عليه وإنما هو من قبيل التحسين التحليلي لها ...
وبما أن الحديث يدور حول الاختزال وفي عودة لعنوان القصيدة فإننا نقرأ أبياتا مديدة بكلمة واحدة هي العنوان ( طيف ) ومدلولات هذه الكلمة :
• نقيض الحقيقة وهكذا كان حبه وحصوله عليه .....
• خفة وسرعة وكذلك كانت ألفاظها ومعانيها ....
• زيارة متأخرة في وهن الليل وقد كانت في زيارة المحبوبة ...
وأخيرا .... في ملاحظتي لمطلع الأبيات أقف عند كلمة ( ليلى ) فعلى الرغم من أنها علم معرفة إلا أنها تكاد توغل في التنكير والإبهام ... فالكلمة تقبل من الوجهة النحوية أكثر من وجه ( منادى , خبر لمبتدأ محذوف , خبر ومبتدؤه كلمة ( قهر ) ) ولا نعلم مراد الشاعر بهذه السهولة المتخيلة حتى نكمل قراءة المقطع الأول في القصيدة ... ومن جهة أخرى ( ليلى ) اسم جرى على ألسنة الشعراء منذ القدم و به كانت التورية عن الاسم الحقيقي للمحبوبة , ومن هذا الباب كان استخدامه هنا ,, أولا يؤخذ هذا من قبيل التعدد الطيفي للقصيدة والتي عنون بها هزاع قصيدته ؟
هذه وقفة جزئية تحليلية نقدية لما خطر في البال مما يسره الله في هذه القصيدة الهزاعية ... مع جوانب قليلة منها ولو أردنا أن نفصل في القصيدة كلها بمثل هذا لاتسع المقام ولسببنا شيئا من الملل .... إنما أحببت أن أقدم أمثلة فحسب وأترك للقارئ مجالا في القياس على باقي الأبيات ...

د. عمر جلال الدين هزاع
10-09-2007, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
,,,

أما بعد أيتها الشاعرة المكرمة
سانهي الحديث في هذه المرة حول ما تقدم كله
لأن الموضوع بات يخرج عن إطاره
وسأقدم لحديثي ببضع نقاط محورية كي لا أضطر لتكرارها في مجمل حديثي

أولًا :
ـــ
من عادتي ألا أحرق أوراق محاوري دفعة واحدة بإجابة قاطعة كي تمتد مساحة المنفعة في الحوار لكل من يمر بالموضوع
ولكن عندما تكون صيغة الحوار تهكمية فإنني أضطر إلى رد حاسم كي لا تشط الحروف عن مواضعها وتزل الأقدام بأصحابها
وهذا ما بدأ يلوح في الأفق
فعندما عرضت أول ردودي هنا كان رد فعلك المباشر هو التهكم بصيغة الحط من نصي وشعري و بل شخصي , فتقولت عليَ ما لم أقله بحق كتاب الله وقرآنه
وهذا لوحده كفيل بأن يدفعني للجم استفساراتك الملتوية رغم نصوع الحق , بإجابات قاطعة لا تقبل مزيدًا من نقاش

ثانيًا :
ـــ
كل ابن آدم خطاء , والمنزه الوحيد عن الزلل والشخص الوحيد الذي يؤخذ منه فلا يرد عليه هو النبي المصطفى محمد عليه أفضل صلاة وتسليم
ولذا فإن لمزي بكلام من قبيل :
شعرك غير المنزه و اتهامي بأنني ادعيت أن من عارض كلامي فقد عارض كلام الله في محكم تنزيله فهذا كثير بحق
فكلنا غير منزهين عن النقد
ولكن لا مبرر لقول كقولك فيما أسلفت

ثالثاً :
ـــ
قلتها من قبل , وأعيدها بأن النقد يعتمد على كفاءة في كل فروع اللغة وفنونها من سعة إلمام بالمعاني و ونحو وصرف و إملاء و بلاغة ... إلخ , إلخ ...
وليس كما يريد كل شخص أن ينظر إليه من منظاره الخاص
فهذا بعيد عن روح الحوار النقدي
لأن الخصم لن يقنع بكل الحجج والبراهين , طالما أنه مستند إلى نظريته وذائقته فقط , مهما تعارض ذلك مع الحقيقة
وهذا ما حدث عندما تعارضت وجهة نظرك مع الحقيقة الماثلة بالشواهد الشعرية وقبلها بالأنموذج القرآني
فرفضتها بإمالة الحوار للتهكم من صاحبه
وأذكرك بأنني قلت في ردي الأسبق :
[ فأزيدك وضوحًا بمثال من الآي الحكيم , لكي نرى ما فيه من تشابه معنوي مع جملتي
( وحاشى لله أن تدرك كلماتي الهزيلة معاني قرآنه ) ,, ]
دحضًا لأي تهمة قد تجرينها إلى منطقي وردي
ومع ذلك فقد حدث ما توقعته

رابعًا :
ـــ
أنني في ما سَيَلي , لن أحدثك بصفة المحاور المدافع عن نصه , بل بصفة ناقد لردك ( كنص نقدي برغم افتقاده إلى معظم أسس وقواعد النقد المعمول بها )
منتصرًا لما جاء من صواب في كل ماسبق
لكي يكون هذا درسًا تعليميًا في وقفة سريعة مع النقد , لغةً و نحوًا
معتمداً في ذلك على ما جاء في كلماتك
فتفضلي معي إلى هذا الدرس ..

ــــــــــــــــــــ

ومن يقرأ ردك دون كلامي يظن أني أنكرت ورود الكلمة في القرآن أو أنها عربية الأصل، فلأفصل
هناك ثلاثة منازل لاستشهادك بالآية الكريمة في معرض ردك على ما ذكرته عن (حشوية) سدى في بيتك،

1- أن سدى عربية فصيحة ولا ينكر هذا غير جاهل أو مجنون
2- أن سدى وردت في القرآن الكريم ولا ينكر هذا غير جاهل أو كافر
3- أن اعتباري ( سدى ) حشوا في قولك ( وليل البعد أرقني سدى) يتبعه بالضرورة اعتباري ( سدى) حشوا في قوله تعالى ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى).

,,,

وأقول أنني لم أتهمك بأنك قلت عنها غير عربية وأنها لم ترد في القرآن وأنني اعتبرت من عارضني قد كفر
وردي لا زال موجودًا وقد اقتبست لك منه أعلاه ما يضع الحقيقة أمام عينيك كي تدركيها بلا لبس أو تأويل من شخص الكريم حسب ما ترين
ويستطيع الجميع أن يرى ذلك بنصوع
فقد قلت أنه حاشى لله أن أقرن كلامي بقرآنه
وإنما لتشابه الصيغة التي بنيت عليها الآية مع الصيغة التي بني عليها الشطر فقد جعلت كلام ربي مثلًا أعلى لحجة أقوى
وسأتحدث بتفصيل ووضوح عن ذلك الشبه في صيغة بناء الجملتين عندما أصل إلى لب إجابتي

ـــــــــ

وقد أطلت في الاستشهاد والتفاسير دون داع، فإن تفسيرا واحدا كاف، والإطالة فيما لا جدال فيه من معنى الآية الكريمة تشتيت للانتباه وصرف له عن صلب ( تحرير القضية )

,,,

ومع ذلك
وبرغم كل التفاسير فلا زلت تصرين على رأي خاطىء لأنك تعتمدين في منطقك على ما نظريتك وليس على الحقيقة
وهذا هو أول ما يجب أن تتركيه إذا أردت أن تتعلمي النقد حقًّا
فالإذعان اللحقيقة
هي روح الحوار وغاية النقد
وأعجب أن تقولي أن تفسيرًا واحدًا كاف
ولا أجدك فعلت برغمها كلها
وسآتيك بواحد منها للتذكرة , ففيه قول فصل تفسيرًا و تمثيلًا بمثال شعري في آن معًا :
تفسير القرطبي :
قوله تعالى: "أيحسب الإنسان" أي يظن ابن آدم "أن يترك سدى" أي أن يخلى مهملا، فلا يؤمر ولا ينهى؛ قال ابن زيد ومجاهد، ومنه إبل سدى: ترعى بلا راع.
وقيل: أيحسب أن يترك في قبره كذلك أبدا لا يبعث. وقال الشاعر:
فأقسم بالله جهد اليميــ ــن ما ترك الله شيئا سدى
فهل كانت سدى عند الشاعر حشو ؟؟
فإن كانت كذلك
فلم مثل بها القرطبي لتفسير آية قرآنية و من قبله حبر الأمة ( عبد الله بن عباس ) في تفسير القرآن بكلام العرب وأمثالهم وأشعارهم ؟؟
ترى عساهما أرادا أن يقولا أن ( سدى ) حشو في الآية كما ترينها حشوًا في البيت السابق
أم هي حشو عندي في بيتي فقط
دون شعر العرب ؟؟

ــــــــــ

شتان بين قولك ( أرقني سدى ) وقوله تعالى ( يترك سدى)
فمما تفضلت بنقله فإن معنى سُدى في الآية الكريمة يعني (أن يُترك هَمَلا) وإعرابها هنا لا يخرج عن المفعولية كما تفضلت .

,,,

لا تعتمدي على رؤاك كثيرًا في الأدب المقارن
مع تكرار تذكيري بعدم جواز المقارنة أصلًا بين أي أدب ونص قرآني
وإنما يستعان بالآي الحكيم للقدوة الحسنة وللحجة الأقوى و للبرهان الأنصع
وسترين أنك في كل مرة تخطئين أكثر
بإصرارك على عدم قبول الحق الجلي في ردي عندما أصل للمقارنة بين النصين
وكما قد ذكرت من قبل
سدى : جاءت معجميًا على أنها همل , وهي للتعبير عن الإهمال فلا نفع ولا ضرر ( أي دون جدوى )
وهاك ما يقوله ابن كثير :
وقوله تعالى: { أيحسب الإنسان أن يترك سدى } , قال السدي : يعني لا يبعث، وقال مجاهد : يعني لا يؤمر ولا ينهى، والظاهر أن الآية تعم الحالتين، أي ليس يترك في هذه الدنيا مهملاً
فهنا سؤال استنكاري مفاده :
هل يظن الإنسان أنه سيترك هملًا ( سدى , بغير جدوى , بلا نفع ولا فائدة , ولا حساب , ولا عقاب ) ؟؟
وفي نصي :
ليل البعد أرقني سدى
أسلوب خبري مفاده :
إن ليل النأي قد أرقني هملًا ( سدى , بغير جدوى , بلا نفع ولا فائدة )

فهلا أخبرتني أين ذلك الــ ( شتان ) فأظنني ومن معنا هنا لا نرى فارقًا وخاصة بعد أن أوضح لك ردي على تساؤلك التالي

ــــــــ

استعمال سُدى في قولك : ( وليل البعد أرقني سُدى ) غير استعمالها في الآية الكريمة من وجهين متلازمين وهما الإعراب والمعنى.
فهل كلمة سدى في قولك ( أرقني سدى ) في محل نصب على المفعولية كما هي في الآية الكريمة ؟ وكيف يستقيم المعنى إذ ذاك.
لنعبر عن المعنى الذي يتضمن مفعولية سُدى في الآية الكريمة وفي بيتك حسب تفاسير المفسرين للآية وتفسيرك لبيتك :
أيحسب الإنسان أن يترك هَملا .....معنى واضح بين
وليل البعد أرقني : فهذا قلقي الذي أعايشه ليلًا دون أدنى نفع منه
1- فهل للكلمة في الآية وفي بيتك نفس المعنى ؟
2- هل هي في بيتك في محل نصب على المفعولية وإن كان الأمر كذلك فهل ( أرّق) تتعدى إلى مفعولين ؟ وإن لم تكن في محل نصب مفعول به ثان فما محلها من الإعراب؟
3- وإذ تبين أنها من حيث المعنى والإعراب مختلفة الاستعمال عما ورد في الآية الكريمة فماذا تسمي افتراضك التلازم بينهما ؟

,,,,

لعلني أوضح أمرًا تجهلينه
إن النصب على المفعولية لا يختص بالمفعول به لوحده , ولعل غالب ظنك أنني عنيتها مفعولًا به فلم تتكشف لك الحقيقة كاملة
وتخبط ردك في مواضع تفسيرك لوجهة نظرك
فأما الأسماء المنصوبة التي تقع بصيغة المفعولية فهي كثيرة
ومنها المفعول لأجله , وظروف الزمان والمكان , والمفعول الطلق , والمفعول به ..
وهنا سأرد على تساؤلاتك أعلاه مع تفسير سينهي النقاش قطعًا في هذا الأمر

- فهل كلمة سدى في قولك ( أرقني سدى ) في محل نصب على المفعولية كما هي في الآية الكريمة ؟ وكيف يستقيم المعنى إذ ذاك.

نعم كلاهما ( سدى ) في محل نصب نائب مفعول مطلق , وقد يشط البعض لاعتبارهما تمييزين
وسأحدثك قليلًا عن المفعول المطلق ونائبه قبل تتمة ردي
كي تري ما فيه
فهاك هذه الفائدة :

د. عمر جلال الدين هزاع
10-09-2007, 12:30 AM
* المَفْعُولُ المُطْلَق:
-1 تعريفُه:
هوَ اسمٌ يُؤَكِّد عامِلَه، أو يُبَيِّنُ نَوْعَه أو عَدَدَه، وليسَ خَبراً ولا حَالاً (بخلاف نحو قولك "فضلُك فضلان" و "علْمك علمٌ نافع" فإنه وإن بين العدد في الأول والنوع في الثاني، فهو خبر عن "فضلك" في الأول، وخبر عن "علمك" في الثاني، وبخلاف نحو "ولَّى مُدْبراً" فإنه كان توكيداً لعامله فهو حال من الضمير المستتر في "ولَّى")، نحو "اسْعَ للمَعْرُوفِ سَعْياً" و "سرْ سَيْرَ الفُضَلاءِ" و "افْعَل الخيرَ كلَّ يومٍ مرَّةً أو مَرَّتين".
-2 كَوْنُه مَصْدَراً، وغير مصدر:
أَكْثَرُ مَا يكونُ المَفْعُولُ المُطْلَقُ مَصْدراً، ولَيسَ قَوْلك: "اغْتَسَل غُسلاً" و "أعْطَى عَطاءً" مصدرين فإنهما من أسماءِ المصادر، لأنها لم تَجْرِ على أفْعالِها لِنَقْصِ حُروفِها عنها، وقد يكونُ غير مصدر، وسيأتي تفصيلُ ذلك.
-3 عامِلُه:
عامِلُ المَفْعُولِ المُطْلَق إمَّا مصدرٌ مِثلُه لَفْظاً ومعنىً نحو: {فإنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً} (الآية "63" من سورة الإِسراء "17" ).
أَوْ مَا اشْتُقَّ مِنه من فِعْلٍ نحو: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً} (الآية "164" من سورة النساء "4" ) أوْ وَصْفٍ (المراد من الوصف: اسم الفاعِل، أو اسم المفعول أو المُبَالغة، دون اسمِ التفضيل والصفة المشبهة)، نحو {وَالصَّافَّاتِ صَفَّاً} (الآية "1" من سورة الصافات "37" ) ونحو "اللحمُ مَأكُولٌ أكلاً" لاسمِ المَفْعُول، ونحو: "زَيْدٌ ضَرَّابٌ ضَرْباً" لمبالغةِ اسمِ الفاعل.
-4 ما يَنُوبُ عن المَصْدَر:
قدْ يَنُوبُ عنِ المَصْدَر في الانْتِصابِ على المَفْعُولِ المُطلقِ (وهو منصوب بالفعل المذكور، وهو مَذهبُ المازني والسِّيرافي والمبرِّد واختاره ابنُ مَالك لاطِّراده، أما مذهبُ سيبويه والجمهور فينصب بفعلٍ مقدَّر مِنْ لَفْظه ولا يَطَّرد هذا في نحو "حَلَفْتُ يميناً" إذْ لا فِعلَ له)، ما دلَّ على المَصْدَرَ، وذلك أربعة عشرَ شيئاً: أحد عشرَ للنَّوع، وثَلاثَةٌ للمُؤَكَّد.
أمّا الأحد عَشَر للنَّوع فهي:
(1) كُلِّيَّتُه، نحو: {فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ} (الآية "128" من سورة النساء "4" ).
(2) بَعْضِيَّته، نحو "أكْرَمْتُهُ بعضَ الإِكْرامِ".
(3) نَوْعُهُ، نحو "رَجَعَ القَهْقَرَى" و "قعَد القُرْفُصَاءَ".
(4) صِفَتُهُ نحو "سِرْتُ أَحْسنَ السَّيرِ".
(5) هيئَتُهُ، نحو "يَمُوْتُ الجَاحِدُ مِيتةَ سُوءٍ".
(6) المُشَار إليه، نحو "عَلَّمنِي هذا العِلم أُسْتاذِي".
(7) وَقْتُه، كقولِ الأعشى:
ألمْ تَغْتَمِضْ عَيناك لَيْلَةَ أَرْمَدَا * وَعَادَ كما عَادَ السَّليم مُسَهَّدا
(البيت للأعشى مَيْمون بن قيس من قصيدة في مَدْح النبي (ص) و "السَّليم": المَلْدُوغ، والشَّاهِد فيه "لَيْلَة أَرْمَدا" حيث نَصَب "ليلة" بالنيابة عن المَصدر والتَّقدير: اغتماضاً مثلَ اغْتِمَاض لَيْلَة أَرْمَد، وليسَ انْتِصَابُها على الظرف)
أي اغْتِماضَ لَيْلَةِ أَرْمد.
(8) "مَا" الاسْتِفهامِيّة، نحو "مَا تَضْرب الفَاجِر؟" (أي: أيَّ ضرب تضربه).
(9) "ما" الشَّرْطية، نحو "ما شئتَ فاجْلِسْ" (أي: أيّ جُلُوس شئْته فاجْلِس).
(10) آلَتهُ، نحو "ضَرَبْتُه سَوطاً" وهو يَطَّرد في آلةِ الفِعْل دُونَ غَيرِها، فلا يَجُوز ضَرَبْتُه خَشَبةً.
(11) العَدَد، نحو: {فَاجْلِدُوهمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً} (الآية "4" من سورة النور "24" ).
أمَّا الثَّلاثة للمُؤكَّد فهي:
(1) مُرادِفُه، نحو "فَرِحتُ جَذِلاً" و "ومَقْتُه حُبّاً".
(2) مُلاَقِيهِ في الاشْتِقَاقِ، نحو: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأرْضِ نَبَاتَاً} (الآية "17" من سورة نوح "71") {وَتَبَتَّلْ إلَيْهِ تَبْتَيْلاً} (الآية "8" من سورة المزمل "73"). والأصل: "إنْبَاتاً" و "تبَتُّلاً".
(3) اسم المَصْدر، نحو: "تَوَضّأ وُضُوءًا" و "أعْطى عَطَاءًا".
-5 حُكمُ المَصْدر مِنْ حَيْثُ إفْرَادُه أَوْ جَمْعُه:
المَصْدر المُؤكِّد لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ، فَلا يُقالُ "أَكَلْتُ أكْلَيْن" ولا أُكُولاً مُرَاداً التَّأكِيد لأنَّ المَقْصُودَ به الجنسُ مِنْ حَيْثُ هو.
وأمَّا المصدر العَددي فيُثَنَّى ويجمَع باتفاق، نحو "ضَرَبْتُه ضربةً، وضَرْبَتَينِ، وضَرَباتٍ".
وأمَّا المَصْدر النَّوعِي فالمَشْهور جَوازُ تَثْنِيتهِ وجَمْعِه (وظاهر مذهب سيبويه المنع)، ودليلُ ذلكَ قولُه تَعالى: {وَتَظنُّونَ باللَّهِ الظُّنُونا} (الآية "10" من سورة الأحزاب "33" ).
-6 ذِكْرُ العامل، وحَذْفُه:
الأصلُ في عَامِلِ المَصْدر أنْ يُذْكَر وقَدْ يُحذَفُ جَوازاً لِقَرِينةٍ لَفْظِيَّةٍ أَوْ مَعنويَّةٍ، فاللفظيَّة: كأنْ يُقال: مَا جَلستَ، فتقول: "بَلَى، جُلُوسَاً طَويلاً" أو بَلَى "جَلْسَتَيْنَ"، والمَعْنَوية: نحو "حَجّاً مَبْرُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً". أي حَجَجْتَ، وسَعَيْتَ وقدْ يَجِبُ حَذْفُ العَامِل عند إقَامَةِ المَصْدَرِ مُقام فِعْله، وهُوَ نَوْعَان:
"أ" ما لا فِعْلَ لهُ مِنْ لَفْظِهِ نحو:
"وَيْلَ أَبي لهب" و "ويْح عَبدِ المطلب" و "بلْهَ الأكفِّ" فيُقدَّر: أهلكه اللَّهُ، لِكَلِمة "وَيْلٌ" ورَحِمه اللَّهُ لـ "ويح"، واتْرُك ذِكرَ الأَكُف، لـ "بَلْه الأكَفِّ".
ومِثْلُها: ما أُضِيفَ إلى كافِ الخِطَاب، وذلكَ: وَيْلَكَ، ووَيْحَكَ، وَوَيْسَكَ (وَيسٌ: كويح كلمة رحمه)، ووَيْبَك (ويبك: كويْلَكَ، تقول: وَيْبَكَ وَوَيْبٌ لك)، وإنَّما أُضِيفَ لِيكونَ المُضَافُ فيها بمَنْزِلَتِهِ في اللامِ إذا قلتَ: سَقْياً لك، لِتُبَيِّن من تعني، وهذه الكلمات لا يُتَكلَّم بها مُفْرَدةً إلاَّ أن يكون على ويْلَك (أو ويل وهما في المعنى واحد كما تقدم)، ويقال: ويْلَكَ وعَوْلَكَ (عولك: مثل ويب وويل كما في القاموس)؛ ولا يجوز عولك وحدها، بل لا بُدَّ من أن تتبع ويلك.
"ب" ما لَه فِعْلٌ مِن لفظه، ويُحذَف عامِله في سِتَّةِ مَواضع.
(1) ما يُنْصَبُ مِنَ المَصَادِرِ على إضْمَارِ الفِعل غَيْرِ المُسْتَعْمَل إظْهَارُه:
وذلك قولك: "سَقْياً ورَعْياً" ونحو قولك "خَيْبةً، ودَفْراً، وجَدْعاً، وعَقْراً، وبُؤْساً، وأُفَّةً، وتُفَّةً، وبُعْداً، وسُحْقاً" ومن ذلك قولك "تَعْساً، وتَبّاً، وجُوعاً وجُوساً" (الجُوس: الجوع، يقال: جوعاً له وجوساً) ونحو قول ابنِ مَيَّادَة:
تَفَاقَد قَومي إذ يَبِيعون مُهْجَتي * بِجَارِية بَهْراً لَهُم بَعْدها بَهْرَا
(نسبُه المبرد إلى ابن المفرِّغ، تَفَاقَد قومي: فَقَد بعضُهم بَعْضاً، إذا لم يعينوني على جارية علقت بها، فكأنهم باعوا مهجتي) أي تَبّاً.
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ثم قَالُوا تُحبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ النَّجْمِ والحَصَى والتراب
(أراد بالنجم اسم الجنس، ويروى: عدد الرمل والحصى والتراب وبَهْراً: في الأساس يقولون: بهراً له، دعاء بأن يغلب)
كأنه قال جَهْداً، أي جَهْدي ذلك.
وإنمال يَنْتَصِبُ هذا وَمَا أشْبَهَهُ إذا ذُكر مَذْكُورٌ فَدَعَوتَ له أَوْ عَلَيه على إضمار الفِعل كأنَّك قلتَ: سَقَاك اللَّهُ سَقْياً، ورَعَاكَ اللَّهُ رَعْياً، وخَيَّبَكَ اللَّهُ خَيْبَةً، فَكُلُّ هذا وأشْبَاهه على هذا يَنْتَصِب. وقَدْ رفَع بَعْضُ الشُّعراء بَعْضَ هذا فجَعَلُوه مُبْتَدأً، وجَعَلوا مَا بَعْدَه خَبَراً، مِن ذَلِكَ قول الشَّاعِر:
عَذِيرُك مِن مَوْلىً إذا نِمْتَ لم يَنَمْ * يَقُولُ الخَنَا أو تَعْتَرِيك زَنَابِرُهُ
فلم يَجْعلِ الكَلامَ على اعْذُرْني، ولكنَّه قال: إنما عُذْرُكَ إيَّايَ مِنْ مَوْلىً هذا أمْرُه.
(2) مَا يَنْتَصِبُ على إضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوكِ إظْهَارُه مِن المَصَادِرِ غيرِ الدُّعاء:
ومن ذلكَ قولُك: حَمْداً، وشُكراً لا كُفْراً وعَجَباً، وافْعَلُ ذَلك وَكَرَامَةً، وَمَسَرَّةً، ونُعْمَةَ عَيْنٍ، وحُبّاً، وَنَعَامَ عَيْن. ولا أفْعَلُ ذلك لاَ كَيْداً ولاَ هَمّاً، ولأفْعَلَنَّ ذلكَ وَرَغْماً وهَوَاناً، فإنَّما يَنْتَصبُ هذا على إضْمَارِ الفِعْل، كأَنَّكَ قلت: أحْمَدُ الله حَمْداً، وأشكرُ اللَّهَ، وكأنك قلت: أعْجَبُ عَجَباً، وأُكْرِمُك كرامةً، وأسُرُّكَ مَسَرَّةً، ولا أكاد كَيْداً، ولا أهُم هَمّاً، وأُرْغِمُكَ رَغْماً.
وإنَّما اخْتُزِلَ الفِعلُ هَهُنا لأنَّهم جَعَلوا هذا بَدَلاً من اللفظ بالفعل، كما فَعلُوا ذلكَ في باب الدُّعاء، كأنَّ قولك: حَمْداً في مَوضِع أحْمدُ اللَّهَ، وقدْ جاءَ بعضُ هذا رَفْعاً يُبْتَدَأُ به ثُمَّ يُبْنَى عليه - أي الخَبَر - يقول سيبويه: وسَمِعْنَا بَعْضُ العرب المَوْثُوق به يُقال له: كَيفَ أَصْبَحْتَ؟ فيقول: حَمدُ اللَّهِ وثَنَاءٌ عليه، كأن يقول: أمْرِي وشَأْنِي حَمدُ الله وثَنَاءٌ عَلَيه.
وهَذَا مثلُ بيتٍ سَمِعناهُ مِن بعضِ العَرَب المَوْثُوقِ به يَرْوِيه - وهو للمُنْذِر ابنِ دِرْهم الكلبي:
فَقَالتْ حَنَانٌ مَا أتى به هَهنا * أذُو نَسَبٍ أَمْ أنْتَ بالحَيِّ عَارِفُ
قالت: أمْرُنا حَنَانٌ، ومثله قوله عزَّ وجلَّ: {قَالُوا مَعْذِرَةٌ إلى رَبِّكم} (الآية "164" من سورة الأعراف "7" ) كأنهم قالوا: مَوْعِظَتُنَا مَعْذِرةٌ إلى رَبِّكم.
(3) المصدر المُنْتَصب في الاسْتِفْهَام:
فَذَلِكَ نحو قَوْلِكَ: "أَقِياماً يا فُلانُ والنَّاسُ قُعُودٌ" ونحو "أجُلُوساً والناسُ يَعْدُون" لا يُريدُ أنْ يُخْبِر أنَّه يجْلِسُ ولا أَنَّه قد جَلَس وانْقَضَى جُلُوسُه ولكنَّه في تِلك الحال - أي حالِ قُعُودِ الناس وعَدْوِهم - في قِيَامٍ وفي جُلُوسٍ، ومن ذلك قول الرَّاجز - وهو العجاج -:
أطَرَباً وأنْتَ قِنَّسْرِيُّ
وإنما أرَادَ: أتطربُ وأنْتَ شَيخٌ كبير السن.
ومن ذلك قول بعض العرب - وهو عَامِرُ بن الطفيل - "أغُدَّةً كَغُدَّةِ (هذه الغدَّة خَرجتْ على رُكْبَته لما أصيب في حَادِثة انظرها في أمثال الميداني، وسَلُول: أحطُّ بيتٍ في العرب، يضرب في خَصْلتين إحْداهما شَرٌّ من الأُخرى) البَعِير، ومَوْتاً في بَيْتِ سُلُولِيَّة" كأنَّه إنما أرَاد:
أَأُغَدُّ غُدَّةً كَغُدَّةِ البَعير، وقال جرير:
أعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَريباً * ألُؤماً لا أبَا لَك واغْتِرَابا
يقول: أتَلْؤُمُ لُؤْماً، وأتَغْتَربُ اغتراباً، وحَذَفَ الفِعْلَين لأنَّ المَصْدَر بَدَلُ الفِعل.
وأمّا عَبْداً فإنْ شئت نَصَبْتَهُ على النِّدَاء، وإنْ شِئْتَ على قوله: أتَفْتَخر عَبْداً، ثم حَذَفَ الفِعْلَ، وقدْ يأتي هذا الباب بغير استفهام نحو "قاعِداً عَلِمَ اللَّهُ وقد سَارَ الركب" حذف الاستفهام بما يَرى مِنَ الحَالِ.
(4) مَصَادِرُ لاَ تَتَصَرَّف تَنصِب بإضْمار الفِعل المَتْرُوك إظْهَارُه:
وذلكَ قَوْلُك: سُبْحَانَ اللَّهِ، ومَعَاذَ الله، ورَيْحَانَه، وعَمْرَكَ اللَّهَ، وقِعْدَكَ اللَّهَ إلاَّ فَعَلتَ (=في حروفها).
(5) المَصْدَر المنصوبُ الواقعُ فِعْلهُ خبراً إمَّا لمُبْتَدأ أو لغيره:
وذلك قولك "مَا أنْتَ إلاَّ سَيْراً" أي تَسِير سَيْراً، و "ما أَنْتَ إلاَّ سَيْرَ البَريد سَيْرَ البرِيد" فكأنَّه قال في هذا كُلِّه: ما أنْتَ إلاَّ تَفْعَلُ فِعلاً، وما أنت إلاّ تَفْعلُ الفِعْلَ، ولكنهم حَذَفُوا الفِعْلَ في الإخبار والاسْتِفْهام، وأَنَابُوا المَصْدَرَ، ويُشتَرَطُ فيه التَّكرارُ أو الحَصْر.
وتقول: "زَيْدٌ سُيْراً سَيْراً" و "أنَّ زَيْداً سَيْراً سَيْراً" و "ليْتَ زَيْداً سَيْراً سيْراً" ومِثْلُها لَعَلَّ ولكِنَّ وكَأَنَّ وكذلكَ إنْ قُلْتَ "أنْتَ الدَّهرَ سَيْراً سَيْراً" و "كانَ عبدُ اللَّهِ الدَّهرَ سَيْراً سيراً" و "أنتَ مُذُ اليوم سَيْراً سَيْراً".
وإنَّما تكرر السَّير في هذا الباب ليُفيدَ أنَّ السير مُتَّصلٌ بَعْضُه بِبَعْض في أيِّ الأحوالِ كان ومن ذلك قولك: "ما أنْتَ إلاَّ شُرْبَ الإِبِلِ" و "ما أنْتَ إلاّ ضَرْبَ النَّاسِ" وأما شُرْبَ الإِبِلِ فلا يُنَوَّنُ - لأنَّه لم يُشْبَّه بِشُرب الإِبل.
ونظيرُ ما انتَصَبَ قولُ اللَّهِ عزَّ وجَلَّ: {فإمَّا مَنَّاً بَعْدُ وإِمَّا فِدَاءً} (الآية "4" من سورة محمد "47") أي فإمَّا تَمنُّون مَنّاً، وإمّا تُفَادُونَ فِدَاءً. ومثلُه قولُ جرير:
أَلَمْ تَعْلمِي مُسَرَّحِيَ القَوَافي * فلا عِيّاً بِهِنَّ ولا اجْتِلاَبَا
يَنْفي أنه أعْيَا بِهِنَّ عِيّاً أو اجْتُلبَهُنَّ اجْتِلابَا.
قال سيبويه: وإنْ شئت رَفَعْتَ هذا كلَّه فَجَعَلْتَ الآخِرَ هو الأوَّلَ فجَاز على سَعَةٍ من الكَلام ومن ذلكَ قولُ الخَنساء:
تَرتَعُ مَا رَتَعَتْ حتَّى إذا ادَّكَرَتْ * فإنَّما هيَ إقْبَالٌ وإدْبَارُ
فَجَعَلها - أي الناقة - الإِقْبالَ والإِدْبَارَ، وهذا نحو نهارُك صَائِمٌ وليلُكَ قَائِمٌ.
(6) نَصْبُ المَصْدر المُشَبَّه به على إضْمار الفِعلِ المَتْرُوكِ إظْهَارُه:
وذَلكَ قَوْلُكَ: "مَرَرْتُ به فإذا له صَوْتٌ صَوْتَ حمار" - أي كَصَوتِ - و "مرَرْتُ به فإذا له صُرَاخٌ صُراخَ الثَّكْلَى".
وقال النابغة الذبياني:
مَقْذُوفةٍ بِدَخِيسِ النَّحضِ بَازِلُها * لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ
(النَّحْض: اللحم، والدَّخِيس: ما تداخَلَ من اللحم وتَرَاكب، والبَازِل: السِّن تَخْرج في التاسعة من عمر الناقة، الصَّريف: صوت أنياب الناقة إذا حَكَّت بعضها ببعض نَشَاطَاً، القَعْو: ما تَدُور عليه البكرة من خَشَب، والمسد: الحبل)
وقال النَّابِغَةُ الجَعْدِي:
لَهَا بعدَ إسْنَادِ الكلِيم وهَدئِه * ورَنَّةِ مَنْ يَبْكي إذا كانَ باكيا
(إسْناد الكليم: إقْعادُ المَجْروح مُعتمداً على ظَهْره. ورَنَّةُ: الصوت بالبكاء)
هَدِيرٌ هَدِيرَ الثَّوْر يَنْفُضُ رَأْسَهُ * يَذُبُّ بِرَوْقَيْه الكِلابَ الضَّوارِيَا
(الرَّوق: القِرن، الضواري: الكلاب التي اعتادت على الصيد)
فإنَّما انْتَصب هذا لأنَّكَ مَرَرْتَ به في حال تَصْوِيتٍ، ولم تُرِدْ أن تجعلَ الآخِرَ - أي الصوتَ المَنْصُوبَ - صِفَةً للأَوَّل ولا بَدَلاً منه - أي فترفَعُه - ولكنَّك لما قُلْتَ: له صَوْتٌ عُلِمَ أنَّه قد كانَ ثمَّ عَمَل فَصَارَ قَوْلُكَ: له صوتٌ بمنزلةِ قولِك: فإذا هو يُصوِّت - صَوتَ حمار - . ومثل ذلك "مَرَرْتُ به فإذَا لَهُ دَفْعٌ دَفْعَكَ الضَّفِيف" ومثل ذلك أيضاً "مَرَرْتُ به فإذا لهُ دَقٌّ دَقَّكَ بالمِنحَاز (المِنْحَاز: آلة الدق) حَبَّ الفُلْفُلِ" ومثلُ ذلك قول أبي كبير الهذلي:
مَا إنْ يَمسُّ الأرضَ إلاّ مَنْكِبٌ * منه وَحَرْفُ السَّاق طَيَّ المِحْمَلِ
(الشاهد فيه: طيَّ المِحمل، والمِحْمل: عَلاَّقة السيف وإنما نصبَ طيَّ بإضْمار فعل دلَّ عليه أي إنه طُوِي طَيَّ المِحْمَل)
-7 أسماءُ لم تُؤخذْ من الفِعل تَجْري مَجْرى مَصَادِرَ أُخِذَتْ مِن الفِعل:
وذَلِكَ قَوْلُكَ: "أتَمِيمِيَّاً مَرَّة وقَيْسيَّاً أُخْرى" كأنَّكَ قُلتَ: "أتتحوَّل تميمياً مَرَّةً وقَيْسيَّاً أُخْرى" فأَنْتَ في هذا الحَالِ تَعْمَلُ في تثبيت هذا لَه، وهو عندك في تلك الحال في تَلَوُّوٍ وتَنَقُّل، وليس يَسأَلُه مُسْتَرْشِداً عن أمْرٍ هو جاهِلٌ به ولكنه على الاستِفْهام الإِنكاري أو التوبيخي.
يقول سيبويه: وحدثنا بعض العَرَب أن رجلاً من بني أسَدٍ قال يوم جبله - واسْتَقبَلَهُ بَعِيرٌ أعْورُ فتطير منه - فقال: يا بني أسد "أَعْوَرَ وذَا نَابٍ؟" كأنه قال: أتَسْتَقْبِلُونَ أَعْوَر وذا ناب، ومثل ذلك قولُ هِنْدِ بنِ عُتْبَةَ:
أفي السَّلْمِ أعْيارَاً جَفَاءً وغِلْظَةً * وفي الحرب أشْباهَ الإِمَاءِ العَوارِك
أي تَنَقَّلُون وتَلَوَّنُون مَرَّةً كذا، وَمَرَّةً كذا، وقال الشاعر:
أفِي الوَلاَئم أوْلاَداً لِوَاحِدَة * وفي العِيَادَة أولاداً لِعَلاَّتِ
(وورد في اللسان بغير نسبة، وروايته، وفي المآتم، وأولاد العلات: أولاد الرجل من نسوة شتى)
نَصَبَ أوْلاَداً بإضْمَارِ فعلٍ، كأنَّه قَال: أَتَثْبُتُون مُؤْتَلِفين في الوَلاَئِم، ونَصَبَ أولاداً الثانية بإضْمَار فعل، كأنه قال: أتَمْضُون متفرقين.
-8 ما وَقَع من المَصَادِرِ تَوْكيداً للجُمْلة:
وذلك مِثل قَوْلِكَ: "هذا زَيْدٌ حقاً" لأنك لما قلتَ: هذا زيدٌ إنَّما خَبَّرت بِمَا هو عِنْدَكَ حَقٌّ، فأكَّدْتَ هَذا زَيْدٌ بِقَولِكَ: "حَقّاً" وحَقّاً مصدر منصوبٌ مؤكِّدٌ للجملة.
ويقول سيبويه في كتابه:
"هذا بابُ مَا يَنْتَصِب من المصادر توكِيداً لما قَبْله" وذلكَ قولُك: "هذا عبدُ اللَّهِ حَقّاً" و "هذَا زيدٌ الحقَّ لا الباطلَ" و "هذَا زيدٌ غيرَ مَا تَقُول".
ويقولُ سيبويه: وزَعَم الخليل رحمه الله - أي قال إن قوله: "هذا القَوْلُ لا قَوْلَك" إنَّما نَصْبُه كنَصْبِ "غيرَ مَا تقول" لأنَّ "لاَ قَوْلَك" في ذلك المَعْنى ألاَ تَرى أنَّكَ تَقُول: "هذا القَولُ لا مَا تَقُول" فهذا في موضع نصب.
ومن ذلك في الاستفهام "أجِدَّكَ لا تفعلَ كذل وكذا؟" كأنه قال: "أحَقاً لا تَفْعل كذا وكذا؟"، وأصْلُه من الجِدّ، كأنَّهُ قال: أجِدّاً، ولكنه لا يَتَصَرَّفُ، ولا يُفارِقُه الإِضَافَةُ كما كان ذلك في "لَبَّيك" و "معَاذَ الله" (=أجدّكما).
-9 مصادرُ مِن النَّكِرة يُبْتَدأ بها كما يُبْتَدأ بما فِيه الألفُ واللامُ:
وذلِكَ قَوْلكَ: سَلاَمٌ عَليك، وخَيْرٌ بَيْنَ يَدَيك، ووَيلٌ لك، وَوَيْحٌ لك، ووَيْسٌ لك، ووَيْلَةٌ لك، وَعَوْلَةٌ لك، وخَيْرٌ لك، وشَرٌّ له، {ألاَ لَعْنَةُ اللَّهِ على الظَّالِمين} (الآية "18" من سورة هود "11" ) فهذه المَصَادِر كُلُّها مُبْتَدَأَةٌ مَبْنيٌّ عليها مَا بَعْدَها، والمَعْنى فيهن أنَّك ابْتَدَأتَ شَيْئاً قد ثَبَتَ عِندك ، وفيها ذلك المعنى - أي مَعْنى الدعاء - كما أنَّ "رَحْمةُ اللَّهِ عليه" فيه مَعْنى "رَحِمَهُ اللَّهُ" - وهو الدُّعاء -.
كما أنَّهم لم يَجْعَلوا "سَقْياً ورَعْياً" بِمَنْزِلَةِ هذه المَصَادِر المَرْفُوعَة، ومثل الرَّفع {طُوبَى لهم وحُسْنُ مآب} (الآية "29" من سورة الرعد "13" ).
وأمَّا قَوْلُه تعالَى جَدُّه: {وَيْلٌ يَومئِذٍ للمُكَّذِّبِين} (الآية "1" من سورة المطففين "83"). فإنَّه لا يَنْبغي أنْ تَقُول إنَّه دُعَاءٌ هَهُنا، لأنَّ الكلامَ بذلك قبيحٌ فكأنه - والله أعلم - قيل لهم: ويْلٌ للمطففين، ووَيْلٌ يومئذٍ للمكذبين، أي هؤلاء ممَّن وَجَبَ هذا القَوْلُ لَهُم، لأنَّ هذا الكلام إنَّما يُقال لِصَاحبِ الشَّر والهَلَكَةِ، فقيل: هؤلاءِ مِمَّن دَخَلَ في الشَّرِّ والهَلَكَةِ ووَجَبَ لهُم هذا. ومن هذا الباب "فِدَاءٌ لكَ أبي وأمي".
وبَعْضُ العرب يقول: "وَيْلاً لَهُ" و "عوْلَةً لك" ويُجْريها مُجْرى خَيْبةً، والرَّفْع أكثر في كَلامِهم.
-10 المَصَادِر المُحَلاَّة بأل والتي يُخْتَار فيها الابتداء:
وذلك قولُك: الحمدُ للَّهِ، والعَجَبُ لك، والوَيْلُ لك، والتُّرابُ لك، والخَيْبةُ لك.
وإنَّما استَحبّوا الرفْعَ فيه لأَنَّه صارَ مَعْرِفَةً فَقوِي في الابْتداء. وأَحسَنُه إذا اجْتَمع نكِرةٌ ومعرفةٌ أنْ يَبْتَدِئ بالأعرف.
ولِيْسَ كلُّ مَصْدرٍ يَصْلُح للابتداء، كما أنَّه ليس كلُّ مَصْدرٍ يَدخُل فيه الألفُ واللاَّمُ مِنْ هذا الباب، لو قلت: السَّقْيُ لَكَ والرَّعْيُ لَكَ، لم يَجُز - أي إلاّ سَقْياً ورَعْياً - ومن العرب من يَنْصِب بالألف واللام من ذلك قولك: الحمدَ لله فينصِبُها عَامَّةُ بني تَميم ونَاسٌ من العَرَب كثير.
يقول سيبويه: وسَمِعنا العربَ المَوْثوق بهم يَقُولون: "التَّرابَ لك" و "العَجَبَ لك" وتَفسير كتفسيره حيث كان نكرة.

د. عمر جلال الدين هزاع
10-09-2007, 12:31 AM
وبعد
ــــــــــ

وكما رأيت من خلال ما أحببت أن أذكره لك من درس مفصل عن المفعول المطلق ونائبه
فإن ما بنيت عليه نظريتك النقدية في حكم الهوى الشخصي
والرؤية الفردية التي لا تعدو عن كونها محظ افتراض يدحضه الحق بجلاء
وإن كنت ترين في كلمة ( سدى ) حشو وزيادة لا قيمة لها
فإنك قد ضربت بقسط كبير من الشعر العربي عرض الحائط
وأنكرته إنكاراً بغير وجه حق
فما من شاعر إلا وقد كثر في شعره استخدام هذا الأسلوب
وفي ما ذكرته في حقيقة المفعول المطلق ونائبه
أمثلة شعرية كثيرة
سأورد لك بعضًا منها هنا :
عمر بن أبي ربيعة:
ثم قَالُوا تُحبُّها قلتُ بَهْراً * عَدَدَ النَّجْمِ والحَصَى والتراب
جرير:
أعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَريباً * ألُؤماً لا أبَا لَك واغْتِرَابا
جرير:
أَلَمْ تَعْلمِي مُسَرَّحِيَ القَوَافي * فلا عِيّاً بِهِنَّ ولا اجْتِلاَبَا
أبو كبير الهذلي:
مَا إنْ يَمسُّ الأرضَ إلاّ مَنْكِبٌ * منه وَحَرْفُ السَّاق طَيَّ المِحْمَلِ

ـــــــــــ

وأعود للرد على تساؤلاتك برغم أن الإجابة عليها بتت في حكم المحققة

- فهل للكلمة في الآية وفي بيتك نفس المعنى ؟

نعم :
فإن سدى في الآية الكريمة
أيحسب الإنسان أن يترك ( تركًأ ) سدى
وفي نصي
ليل البعد أرقني ( أرقًا ) سدى

,,,,

- هل هي في بيتك في محل نصب على المفعولية وإن كان الأمر كذلك فهل ( أرّق) تتعدى إلى مفعولين ؟ وإن لم تكن في محل نصب مفعول به ثان فما محلها من الإعراب؟

سؤال خاطىء في أصله
فالتعدي لمفعولين من اختصاص الأفعال وليس من اختصاص المصادر
ومع ذلك
أقول لك
إن سدى ليست بمفعول به ومعنى النصب على المفعولية أكبر مما فهمت بكثير
وقد بينت لك محلها من الإعراب

,,,,

- وإذ تبين أنها من حيث المعنى والإعراب مختلفة الاستعمال عما ورد في الآية الكريمة فماذا تسمي افتراضك التلازم بينهما ؟

هما متماثلتان وإنما افتراضك أنت هو ما ليس له تسمية سوى أنه نظرية فردية تصرين على صحتها بوجه كل الدلائل
وبعد كل هذا
إن لم يقع ردي لديك في منزلة الإجابة الشافية ( والتي أظنها باتت جلية كنور الشمس ) فهذا شأنك
ولن أتكلف مزيدًا من الجهد في الرد على هذا الحوار
فقد ظهر الحق
وكفاني الله بما قدمت ( وله الفضل و المنة من قبل ومن بعد ) أن أزيد ولو بحرف ..

,,,,,,,,,,,,,,,

وهذا آخر المقال
مع وافر تقديري للجميع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

د. عمر جلال الدين هزاع
10-09-2007, 12:34 AM
لله درك يا ابن هزاعٍ بما = أعليت سارية البيان مجددا
هذا مديحي وهو دون مقامكم = فاسمح لطالبة أتتك لتنقدا
فكلاهما مدحي ونقدي ضُمّخا = مني احتراما يا أخي وتودُّدا
الأخت انتصار
شاعرة وناقدة
تحية طيبة
سعدت بما فاضت به ريشة الرؤى من صور تخلب الندى ، وفكرة تجاري قصيدة الأخ الدكتور عمر ، وحقا ، أجدت الحرف ، واشرقت المعاني من عنيزة إلى تل الاحترام الظاهر منارة قلم .
جل التحايا لك ، تواضع ، وأدب ، وسفير الحرف ممثل للفكرة ببهاء صورة ، ليتك تأخذين قصيدتي الأخيرة معادلة الرغيف والسراب وتعملين بها مشرط البصيرة ، لأنا بحاجة فعلا لناقد موضوعي ، يرى ما لايراه الشاعر .
أتذكر هنا قولا ملازما لسماعنا من أديب ومفكر مؤلف إعراب القرآن الكريم ، حيث يقول : إن أردت كشف الحقيقة عما تقول فدع غيرك يقرأ لك ناصحا .
أحييك
وتحية للأخ الشاعر أبا حفص ، لنيل قصيدته شرف النقد .
,,,,,,,,
أبا القاسم
,,,
بوركت
وهذا خير من كل شكر
فلك دعائي أبدا
تحيتي

د. عمر جلال الدين هزاع
10-09-2007, 12:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
لا بد لي في البداية أن أوجه التحية للناقدة الفذة انتصار نادر لما قامت به من تسليط للضوء على قصيدة لها من الوزن ما يجعلها محط اهتمام أصحاب المجهر ,, فأثارت شهيتنا نحوها ...
فأرجو أن تتقبلوا هذه الوقفة النقدية وأعدكم بعدم الإطالة ما استطعت بإذن الله تعالى ...
مبدأ الأمر عند تمييز لمفهوم النقد الذي أريد اتباعه انطلاقا من المعنى الاصطلاحي لهذه الكلمة ( النقد ) والتي اتُفق على أنها تسليط الضوء على ما جاء في نص أدبي لكشف المكنون عن بعض ما خفي على القارئ العادي ... وبهذا المفهوم يكون معنى النقد شاملا لما جاء من جماليات مستترة أو هنات لم ينتبه إليها الأديب ... ولا تقتصر على أحدهما دون الآخر ... وإلا لكان النقد إما مدحا أو قدحا وبالأخير يكون ( انتقادا لا نقدا ) ..
بالدخول إلى ثنايا هذه القصيدة ... سوف يكون لي وقفة في كل من :
( الجانب النفسي , الجانب الموسيقي , الجانب اللغوي ) وائتلاف ذلك أو انفصامه ...
في تآلف الجانب النفسي الوجداني مع الموسيقي مع اللغوي :
الأبيات متنفس عاطفي هائل يطلقه الشاعر بعد أن اضطرمت مشاعره وضاق ذرعا من وجده ... ولذلك كان هذا التصوير النادر المنبعث من الصدق الشعوري لديه .. فهو لم يتكلف مشاعره ولا هو يتحدث عن تجربة متجردة عنه أو أدرك منها حد السماع للقصة فوصفها ,, بل تدفقت المشاعر من قلب واع يعلم ما يعاني فجاءت الأبيات على هذا الصعيد متسقة مع الوحدة الكلية للقصيدة ( على غير المعتاد في الشعر العامودي المتهم بعدم وحدة القصيدة ) فانظر - رعاك الله - معي في قوله في البيت الثاني :
وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِـيْ دَمِـيْ ××× وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَـا وَ أُنْـسٌ أَسْعَـدا
وفي قوله في البيت التاسع :
هَلْ يَا تُرى لَيْـلَايَ يَفْطـرُ قَلْبَهـا ×× طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُـرِّدا
وما كان بينهما من أبيات إنما وجدت لتخدم هذا الشعور المتحدر من قلب صب مُعان ..
ولكن هنا لا يخفى على القارئ ذلك التحول السلس الذي يحسب للشاعر من خلال انتقاله للغزل الصريح وبتلك الروعة لم نشعر بشرخ في وحدة الأبيات ككل بل وجدناه يعبر عن حصوله على مبتغاه الذي رآه شبه مستحيل في مطلع الأبيات بكلمة ( سدى ) التي توقف عندها الإخوة مليا في نقدهم ... والتي أراها غاية في الروعة والمناسبة ...
فهو عاشق صب متيم رأى حبه بعيد المجيء وصعب المنال ... فوظف تلك المفردات الرصينة ( سدى , حمولتي , تمردا ) في مكانها التي – من وجهة نظري – لا تؤديه غيرها هنا على الرغم مما دار حولها من نقاش ..
عندما نقرأ السلم البياني للمشاعر التي فاضت في نفس الشاعر هنا نلاحظ هبوطا في جانب الألم وصعودا في جانب الثقة والنشوة الغزلية ... اطرادا عكسيا وبينهما مرحلة مزدوجة الطرفين تقربهما بحيث لا يظهران منفصلين كان ذلك في قوله :
فِي رُدْهَةٍ بِالْبَـابِ , لَيْلَـى تَعْبُـرِيْ ××× نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَـالُ تَمَـدَّدا
وكأني بهذه الروعة تتجلى على لسان ( عمر بن أبي ربيعة ) المشهور بأنه محل غزل من النساء لا محل تغزل بهن ...
فانظر معي كيف عبر هزاع هنا عن حصوله على مراده بمجيء محبوبته إليه لا ذهابه إليها ...
وانظر أيضا ممحصا بصورة الجوامد التي خلع عليها كثيرا من المشاعر والأحاسيس فالبساط مجعد ( تجسيم ) والبساط يصيح ويستصرخ ( تشخيص ) وبين التجسيد والتشخيص كانت هذا الجمال التعبيري ..
في الجانب الموسيقي : الموسيقا الخارجية : القصيدة على البحر الكامل المعروف بالمساحة الواسعة للتعبير عن الفكرة المرادة دون لجوء إلى اختزال ممجوج للألفاظ أو إيجاز زائد عن الحد يوصل القارئ إلى مرحلة اللافهم أو البحث عن المراد وفك اللغز ...
ومن جانب التآلف الموسيقي الداخلي فإننا نرى ذلك جليا في مكنوز الحروف للمعنى وهذا يسمى في علم اللسانيات ( الانسجام الفونيمي ) فمثلا : ( منابع للحزن ) اشتملت فيها كلمة ( حزن ) على حرف الحاء الدال على أسى دفين وحرف الزاي الدال على هم يحاول صاحبه تنفيسه وحرف النون الدال على أنين وكمد .. أولا يعد ذلك خادما لما جاء في القصيدة من معنى وما حملته من مشاعر ؟
ولكن كي لا نبالغ في المسألة فإن هذا الأمر لا يعتبر مطردا ولا يقاس عليه وإنما هو من قبيل التحسين التحليلي لها ...
وبما أن الحديث يدور حول الاختزال وفي عودة لعنوان القصيدة فإننا نقرأ أبياتا مديدة بكلمة واحدة هي العنوان ( طيف ) ومدلولات هذه الكلمة :
• نقيض الحقيقة وهكذا كان حبه وحصوله عليه .....
• خفة وسرعة وكذلك كانت ألفاظها ومعانيها ....
• زيارة متأخرة في وهن الليل وقد كانت في زيارة المحبوبة ...
وأخيرا .... في ملاحظتي لمطلع الأبيات أقف عند كلمة ( ليلى ) فعلى الرغم من أنها علم معرفة إلا أنها تكاد توغل في التنكير والإبهام ... فالكلمة تقبل من الوجهة النحوية أكثر من وجه ( منادى , خبر لمبتدأ محذوف , خبر ومبتدؤه كلمة ( قهر ) ) ولا نعلم مراد الشاعر بهذه السهولة المتخيلة حتى نكمل قراءة المقطع الأول في القصيدة ... ومن جهة أخرى ( ليلى ) اسم جرى على ألسنة الشعراء منذ القدم و به كانت التورية عن الاسم الحقيقي للمحبوبة , ومن هذا الباب كان استخدامه هنا ,, أولا يؤخذ هذا من قبيل التعدد الطيفي للقصيدة والتي عنون بها هزاع قصيدته ؟
هذه وقفة جزئية تحليلية نقدية لما خطر في البال مما يسره الله في هذه القصيدة الهزاعية ... مع جوانب قليلة منها ولو أردنا أن نفصل في القصيدة كلها بمثل هذا لاتسع المقام ولسببنا شيئا من الملل .... إنما أحببت أن أقدم أمثلة فحسب وأترك للقارئ مجالا في القياس على باقي الأبيات ...

,,,
أبا حمزة
كم أفخر بك ناقدًا فذَا
وأديبًا رائعًا
وكم تفخر حروفي
أنها لقيت من بنانك اهتماماً
ومن فكرك حنوًّا
ومن قلبك نصيبًا
لله أنت
ولك دعائي
بكل خير
تحيتي

أحمد الرشيدي
10-09-2007, 02:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة الشاعرة انتصار
الأخ الفاضل الشاعر د. عمر هزاع

قرأتُ ما كان من نقاش موضوعي جاد ، فأفدتُ منه ، وقد لفتني بعض العبارات التي أوردها الدكتور الشاعر عمر - حفظه الله - وهي قوله :

( فأزيدك وضوحًا بمثال من الآي الحكيم , لكي نرى ما فيه من تشابه معنوي مع جملتي ) فيا أخي الكريم مَنْ يشبه مَنْ ؟ الآية تشبه جملتك ؟! أنا لا شك بأنك حسن النية ، ولكن العبارة ما كان ينبغي أن تورد هكذا ... ثم من أعجب ما رأيتُ لكَ يا أخي الكريم قولك :

- فما أجمل ( لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِـي)، وما أفدح ما ألحقه بهذا الجمال إلصاق كلمة (سُـدَى)
" حاشى لله أن نقول : ما أفدح إلحاق ( سدى ) بالجملة : ( أيحسب الإنسان أن يترك ) ". سبحان الله ! وهل ما قلتَه والآية سواء ، فما يُوجه إليكَ من نقد يصدق على كلام الله ؟! ألا يوجد فرق ؟!
هذا ما أردتُ قوله لله ، وأما الشعر وفقهه ، فأنا أتركه لأساتذتي ليقولوا فيه ما لا أحسنُه ، ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه .

تحيتي ومودتي

د. عمر جلال الدين هزاع
10-09-2007, 02:27 AM
بوركت أخي
وهذا قد رددت عليه
وحاشى لله أن أشبه كلماتي الهزيلة الضعيفة بقرآنه الكريم
وإنما عنيت الصيغة الفعلية في الآية وتشابهها مع الصيغة الفعلية في شطري المذكور
ولكن
يبدو انك لم تر ردي الأخير
والذي عدت فيه مرارًا لهذه النقطة
فلست أنا من يتطاول على ذكر ربي
واحمده على نعمة الخضوع له
وعلى منته علي بعبوديتي لوجهه الكريم
فهي أعظم نعمة ينعم بها على المرء
,,,,,,,,,,
خالص ودي

د. نجلاء طمان
11-09-2007, 12:13 AM
أتابعكم للنهاية

شذى الوردة وتقدير واحترام

د. نجلاء طمان

د. عمر جلال الدين هزاع
11-09-2007, 12:29 AM
حييت د. نجلاء
وأزهرت الصفحة بحضورك المميز
ولك
ولأديبتنا المكرمة
انتصار
خالص ودي

انتصار صبري
11-09-2007, 12:46 PM
أستاذي الشاعر البارع والأديب الراقي محمد إبراهيم الحريري

صباحك مزهر أيها العزيز ، أبهجتني قراءتك
سعيدة بك وبمداخلتك الثرية ، التي لا أستغربها
على شاعر وأديب بحجمك الكبير الساطع ..
كم أحترمك وأقدرك وأحرس على وجودك داخل صفحاتي
فإن توقيع اسمك وحده على أي عمل شرف كبير
سعيدة بهذا الرأي المثلج لصدري ، إن كان هناك تميز فهو من خلالكم ،
من خلال الآراء الواعية ،
والمداخلات التي تَفتح أمام القارئ والكاتب آفاقا أُخرى يرى النص من خلالها ،
النقد قد يوضح الحقيقة إن أمعنا النظر في مدخلاته ومخرجاته دون مجاملة ,
فإن المجاملات تقتل العمل الأدبي ,
وأنه لفخر لي أن تتطلب مني نقد قصيدتك
صدقني حروفي وكلماتي عاجزة عن التعبير عما سأكتبه أو أدونه هنا
في حضرة حضورك الراقي
انتظرني قريبا بإذن الله في نقد يجمعني بك
حتى أنول شرف النقد .
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
11-09-2007, 12:52 PM
الأستاذ وائل أبو حمزة

شرفتني بحضورك و تعليقك الرائع ..
و بانتظار حضور لا ينتهي على صفحاتي
و الاستفادة من قلمكَ الوثاب
و رأيك البنًّاء الذي يشحذ القَلم و يُحمس الأَفكار.
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
11-09-2007, 01:10 PM
الأستاذ أحمد الرشيدي

رائع أنتَ حين أسمع صرير قلمك َ
و الأروع ضياء اسمك يتصدر السطور
فيزيدها نوراً و يكسها جمالاً ،،
سلمت و دام حضورك .
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
11-09-2007, 01:13 PM
د.نجلاء طمان

حين أرى اسمكِ هنا
كأني أرى نقش الحناء على يد حسناء ،
شكراً لمروركِ البهي
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif
:
:
انتصار صبري

انتصار صبري
11-09-2007, 01:15 PM
انتظروني لي عودة بإذن الله
ودي وورديhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/i.gif

د. عمر جلال الدين هزاع
11-09-2007, 10:31 PM
بوركت أيتها الشاعرة و الناقدة المميزة
و ننتظرك على ضفاف الحرف
وكلنا فخر بك
خالص المودة
ورمضان مبارك

انتصار صبري
12-09-2007, 06:52 AM
للأساتذة الكبار هنا وفي طليعتهم أنت أخي الشاعر الكبير د. عمر الهزاع عاطر التحيات ووافر الاحترام
وسواء رافق التوفيق أو الخطأ رأيي فقد أفدت كثيرا من علمهم وخاصة علمك محاوري الفاضل. ولا ينقص من قيمة ما أزجيته من علم لغوي ونحوي أي من الأساليب التالية :
1- لجوءك إلى قدر من الترهيب ابتدأ بالربط بين شعرك والقرآن الكريم بشكل قررت فيه تقريرا جازما بأن من ينتقد (سدى ) في شعرك فإنما ينتقد استعمالها في القرآن الكريم.

ليلى , وليل البعد أرقني ( وليست رافقني ) سدى
( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ) ... القيامة
فلو قلنا ( أيحسب الإنسان أن يترك ) ؟ أليس هذا بكلام تام ؟ ولنلاحظ معًا ما الذي أضافته كلمة سدى في محل نصبها على المفعولية عندما أضافها الرحمن إلى الآية الكريمة
وسنرى هل حقًّا هي مجرد حشو في الكلم الإلهي ؟؟
( وحاشى وكلا )
ولا يغير من مدلول قاطع كلماتك إلا اعترافك بخطإ تعبيرك . أما القول بأنك تعني ما لا يعنيه ظاهر الكلمات أو أنك تعني ما يعنيه من يحاورك وهو يقول بعكس قولك فأمر لا يغني وقد تكرر منك وإن شئت استقصيته لك في غير مشاركة وموضوع.
ثم اتهامك لي بالتهكم عليك : بصيغة الحط من نصي وشعري و بل شخصي , فتقولت عليَ ما لم أقله بحق كتاب الله وقرآنه


ثم اتهامك لي بالجهل :" لعلني أوضح أمرًا تجهلينه إن النصب على المفعولية لا يختص بالمفعول به لوحده , ولعل غالب ظنك أنني عنيتها مفعولًا به فلم تتكشف لك الحقيقة كاملة
وتخبط ردك في مواضع تفسيرك لوجهة نظرك
فأما الأسماء المنصوبة التي تقع بصيغة المفعولية فهي كثيرة
ومنها المفعول لأجله , وظروف الزمان والمكان , والمفعول الطلق , والمفعول به ..
وهنا سأرد على تساؤلاتك أعلاه مع تفسير سينهي النقاش قطعًا في هذا الأمر"
وكأنما صرفي لها إلى أحد أبواب المفعولية نفي لسوى ذلك الباب من الأبواب، ولي هنا أن أقول إنك قسرت كل استعمالات سدى على أنها نائب مفعول مطلق. .
2- استطرادك – وهو مفيد جدا – ولكنه في مواضيع ليست محل خلاف وإنما الخلاف هو في الربط بينها وبين استعمالك لكلمة سدى، فلا خلاف على المفعول المطلق وأحكامه. وإنما الخلاف على مصادرة سُدى أينما حلت وإلحاقها بالمفعول المطلق وهذا خلاف اتساع مفهوم المفعولية الذي تفضلت بتقديمه، واختلاف صنف المفعولية بين مفعول به وحال ومفعول مطلق أونائب مفعول مطلق أو مفعول لأجله يعني اختلاف المعنى واختلال القياس في حالة اختلافه. وهنا أفرق بين صحة ودقة معلوماتك وعدم دقة استعمالك لها، أو لأقل وتجيير ذلك بشكل تعسفي لصالح نصك وقسرها عليه قسرا.
3 –لا يمكنني عدم الربط بين سابق تعسف فرضك أن استعمال سدى في بيتك هوذات استعماله في الآية القرآنية وتعسفك في القول :

وبعد
وكما رأيت من خلال ما أحببت أن أذكره لك من درس مفصل عن المفعول المطلق ونائبه
فإن ما بنيت عليه نظريتك النقدية في حكم الهوى الشخصي
والرؤية الفردية التي لا تعدو عن كونها محظ افتراض يدحضه الحق بجلاء
وإن كنت ترين في كلمة ( سدى ) حشو وزيادة لا قيمة لها
فإنك قد ضربت بقسط كبير من الشعر العربي عرض الحائط
وأنكرته إنكاراً بغير وجه حق
فما من شاعر إلا وقد كثر في شعره استخدام هذا الأسلوب
وفي ما ذكرته في حقيقة المفعول المطلق ونائبه.
وهكذا فأنت تخلط بين أمرين
أ*- ورود سدى في الشعر العربي
ب*- وقسر ما ورد في الشعر العربي من استعمال لها على ما ورد في بيتك، وكأن بيتك أضحى مرجعا للشعر العربي وليس العكس. وهذه مغالطة كتلك التي أوردتها بصدد الآية الكريمة ولكنها أخف وزنا.
ولكي لا يكون كلامي تعميما أقول ما كنت أفضل أن أقوله دون ما تقدم مما فرضه علي هجومك غير المبرر.
أستاذيّ الفاضلين وشاعريّ الكبيرين د. عمر هزاع ووائل أبو حمزة

لاشك أن اتفاقكما على أمر لغوي يكسبه ثقلا كبيرا. وهذا جعلني أفكر مليا في تفسير ما أجده من فروق دقيقة في استعمال كلمة سدى مما قد يدخل في باب فقه اللغة ، وعلى توضيح هذه الفروق تعتمد دقة الربط وصحة الاستدلال وهما لحمة هذا الحوار وسداه، وليس أي استطراد فيما لا خلاف حوله.
هنا معنييان لهذه الكلمة يمكننا استشفافهما من هاتين العبارتين
أ- الأولى لطالب سهر الليل دارسا ثم رسب في الامتحان فراح سهره سدى فيما كان ينبغي منطقيا أن يترتب على جهده المتمثل في ( الدراسة التي أسهرته ) سُدى . فسدى هنا تعني ضياع سعي دون الوصول إلى النتيجة التي هي ذهنه مرتبطة بسهره في الدراسه
ب - الثانية لطالب سهر الليل ليرى الشمس عند شروقها فنام قبيل ذلك فذهب سهره سُدى، وهنا فإن طلوع الشمس منطقيا غير مرتبط بسهره، فسواء سهر أولم يسهر فإن طلوع الشمس متوقع وأكيد.
والتمييز بين المعنيين –على تقاربهما - ضروري فيما نحن فيه وحمل أحدهما على الآخر غير دقيق.
ثم هناك فرق بين قولنا :
تركته هَملا ، فهنا هملا يمكن أن تكون نائب مفعول مطلق وربما جاز اعتبارها حالا
تركته مهملا ، فمهملا هنا حال لا غير
كلمة سُدى جامدة ويتوقف إعرابها على المعنى الذي تنصرف إليه، وحملها على معنى دون آخر تعسف. فالإعراب تبع للمعنى وليس العكس.
http://www.iid-alraid.de/EnOfQuran/Tafseer/Irab/irab578.htm
36 - { أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى }
"أنْ " ناصبة، وجملة "يُترك" خبرها، و"أنْ" وما بعدها في تأويل مصدر سدَّ مسدَّ مفعولَيْ حسب، و"سدى" حال.
قد نكون ابتعدنا عن أصل الموضوع ولكن على من يروم الحقيقة أن يربط المتأخر بالمتقدم من يلتزم موضوع الحوار ومن يشتت الذهن عنه باستطرادات ليست محل خلاف. إذ الخلاف في الوهم بأن صحة الاستدلال تعني صحة النتيجة وهذه نصف الحقيقة التي لا تكتمل إلا بأمرين
1- صحة الاستدلال وليس هذا محور خلاف
2- صحة الربط، وهذا هو محور الخلاف
أعيذك أن تتخذ من التركيز على قوة النقطة الأولى تغطية على ضعف النقطة الثانية التي لا تكاد تلتفت إليها.

محمود الديدامونى
12-09-2007, 10:22 PM
الناقدة المجيدة / انتصار نادر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير
سوف أقرأ العمل النقدى جيدا
وسوف أتداخل مع الدراسة النقدية المثارة حول النص الشعرى للدكتور هزاع
إن شاء الله
لكن الان أعتذر لظروف صحية ، وعندما تتحسن إن شاء الله سيكون لى قراءة ومداخلة
شكرا لدعوتكم الكريمة لزيارة النص
وتقبلى تقديرى العميق

د. عمر جلال الدين هزاع
13-09-2007, 12:07 AM
السلام عليكم
ـــــــــــــ
إن من أسوأ ما يحيد بموضوع عن محوره هو اللجوء إلى الدوران في كل مرة حوله دون الولوج إليه بشكل مباشر
وفي كل مرة يظهر لك فيها خطؤك
تحاولين الالتفاف على الموضوع لتغيير مساره
وما هذا من النقد في شيء
وقد قلت قبلًا أنني سانهي الحديث حول هذه النقطة ولن أعود إليها , ولكنك تصرين على ما لم يحدث
وتحاولين ترك إجاباتي الواضحة ونتائجها وتذهبين إلى نقاط أخرى عللتها في أكثر من رد
وحقًّا فإن الحديث حول نقطة باتت أكثر من جلية ليذهب بالنفس مذهب شر
لأن من ينكر الحق عند سطوعه كشمس في رابعة النهار
فإنما يتبع الهوى و الظن في تأويلاته
واسمحي لي أن أقول كلمة قبل رد نهائي على ما قلت :
إن الجهل بالشيء لا يعيب المرء , و إنما يعيبه عدم الإنصياع إلى الحق , وعدم اعترافه بجهله فيه
فإن ظل أسلوبك يعتمد على مجرد عناد لإثبات وجهة نظر خاطئة فهذا مما يستحيل علي إقناعك بما هو ضده
لأن شرط الحوار هو القبول بنتائج صحيحة لا تقبل دحض
وإن إصرارك على مثل هذا الأمر ليدفعني أن أسلك مسلك الترك وعدم الرد
لأمرين :
أولهما أن أنأى عن مواضع الزلل فكثرة الكلام في ما لا ينفع تصدع
وثانيهما :
لأعيذك من أن تكوني في زمرة المتعنتين الذين قال فيهم إمام الفصاحة كلها , الإمام علي كرم وجهه :
ما جادلني جاهلٌ إلا و غلبني
وهاك إجابات مختصرة بعيدًا عن أي غموض :

ـ لا تنفكين ترددين أنني أخطأت بمقارنة بين عبارتي وآية قرآنية
وقد قلت منذ أول رد وكررت حتى عجز التكرار أن القرآن كلام الله ولا يجوز بأي حال أن يعتقد المرء بموازاة نصوصه الخاصة بهذا الآي الحكيم
وإنما كان استخدام الآية المذكورة لأنها حجة أنصع وأقوى من كل قول
فإن امتنعت عن القبول بها فهذا شأنك

- وأما إن كان مني ما قد تبدى أنه كلام غير مفسر وأنني وقعت في زلل حول ما عنيته بتمثيلي للرد حول الآية
فإنه وبكل رحابة صدر يسعدني ويشرفني ألا أتمادى في مقولة خاطئة أو شبه لك بأنها خاطئة , ولن يعيبني الرجوع إلى الحق لأن هذا ما أبحث عنه

- ثم لي تذكرة بان الإمام القرطبي جزاه الله خيرًا
قد استعان في تفسير الآية الكريمة ببيت شعري كانت فيه ( سدى ) نائب مفعول مطلق
وهذا هو :
فأقسم بالله جهد اليميــ ــن ما ترك الله شيئا سدى
وقد تعبت حقًّا من تكرار أنها ليست بحشو وفصلت لك في نص كامل عن المفعول المطلق ونائبه ومعناه ووقت وقوعه وفائدته
وإن جاز أن تعرب حالًا فهذا لا يمنع من إعرابها نائب مفعول مطلق

- ولست أنا من قسر المفعولية على المفعول المطلق ونائبه يا سيدتي بل أنت من ظن أن المفعولية خاصة بالمفعول به وحده , ولك أن تعودي لردينا فترين ما قلته أنت و هذا هو :
( هل هي في بيتك في محل نصب على المفعولية وإن كان الأمر كذلك فهل ( أرّق) تتعدى إلى مفعولين ؟ وإن لم تكن في محل نصب مفعول به ثان فما محلها من الإعراب؟ )
وكان هذا ردي عليه :
( لعلني أوضح أمرًا تجهلينه
إن النصب على المفعولية لا يختص بالمفعول به لوحده , ولعل غالب ظنك أنني عنيتها مفعولًا به فلم تتكشف لك الحقيقة كاملة
وتخبط ردك في مواضع تفسيرك لوجهة نظرك
فأما الأسماء المنصوبة التي تقع بصيغة المفعولية فهي كثيرة
ومنها المفعول لأجله , وظروف الزمان والمكان , والمفعول الطلق , والمفعول به .. )

- كما أنني لم أصادر ( سدى ) لكي تكون نائب مفعول مطلق على الدوام و لم أجبرها أن تكون كذلك بل قد أشرت إلى أن البعض قد يعتبرها تمييزًا ..

- كما أنني لم أجعل من شعري مرجعًا للشعر ولو فعلت لأكتفيت به دون أن أقدم لك أمثلة من شعر العرب فيه ذات اللفظة وفي ذات الموقع
ولك أن تعودي لردي السابق فتنظري في الأنموذجات فيه لأنني تعبت من الاقتباس

- وأخيراً :
لابد لي من الوقوف على ما جاء من بعض أخطاء في ردك لكي يصار إلى تصويبها :
* جمعتِ ( فرق ) على أفرق وما عرفتُ لها جمعًا كهذا من قبل
* في إعراب الآية الكريمة ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى )
قلتِ :
"أنْ " ناصبة، وجملة "يُترك" خبرها، و"أنْ" وما بعدها في تأويل مصدر سدَّ مسدَّ مفعولَيْ حسب، و"سدى" حال.
وهذا جديد كليًّا عليَ
فهل تحتاج أن الناصبة لخبر ؟؟
أعلم أنها تنصب الفعل المضارع وهذا ما أراها قد فعلته , فهي قد نصبت الفعل ( يترك ) المبني للمجهول فكان حظه مع الفتحة شاهد نصبها له
وما علمت من قبل أنه يتبعها جملة خبر , فهل تراها مبتدأ ؟ فتحتاج إلى ما يخبر عنها ؟؟
لعلك ظننتها ( أنَّ ) المشبهة بالفعل فاختلطت الأمر عليك ..
وأما سدى : فإعرابها : نائب مفعول مطلق باعتبارها نابت عن المفعول المطلق المحذوف وجوبًا بسبب الاستفهام ( أسلوب طلب ) و تقديره ( تركاً سدى ) , أو تمييز , أو حال باعتبارها ( هملًا )

ــــــــــــ

والسلام عليكم ورحمة الله

انتصار صبري
13-09-2007, 03:34 PM
واسمحي لي أن أقول كلمة قبل رد نهائي على ما قلت :
إن الجهل بالشيء لا يعيب المرء , و إنما يعيبه عدم الإنصياع إلى الحق , وعدم اعترافه بجهله فيه
فإن ظل أسلوبك يعتمد على مجرد عناد لإثبات وجهة نظر خاطئة فهذا مما يستحيل علي إقناعك بما هو ضده
لأن شرط الحوار هو القبول بنتائج صحيحة لا تقبل دحض
وإن إصرارك على مثل هذا الأمر ليدفعني أن أسلك مسلك الترك وعدم الرد
لأمرين :
أولهما أن أنأى عن مواضع الزلل فكثرة الكلام في ما لا ينفع تصدع
وثانيهما :
لأعيذك من أن تكوني في زمرة المتعنتين الذين قال فيهم إمام الفصاحة كلها , الإمام علي كرم وجهه :
ما جادلني جاهلٌ إلا و غلبني


أكتفي بهذه السطور أمام الجميع
الرد يثبت من فينا المخطأ
وشرف لي أن أخطأ في نقد ولا أخطأ في غيري
ومع ذلك لو إني مخطئة ..أريد أكبر ناقد أن يأتي هنا ليواجهني بخطئي !!..

د. عمر جلال الدين هزاع
13-09-2007, 03:48 PM
فليأتك من تريدين
هل تظنينها مساجلة شعرية تريدين أن تنتصرين بها
ولن تستطيعين ..
أم لعلك تريدين إعادة صياغة اللغة كما ترين
عامة
أتحدى أياً كان هنا ؟
أن يدخل فيقول بأن كلمة سدى كانت حشوًا
وأن
ما جئت به هو الصواب
وكفاني أنني قد أوضحت لك في كل مرة الزلات التي وقعت بها
والموضوع هنا شاهد ودليل واضح للعيان على أنك لا زلت تحتاجين ألف سنة ضوئية أو يزيد
لكي تستطعين أن تقومي بدراسة نقدية حقيقية
,,,
يقال أن النص ملك صاحبه
وعندما يخرج للعلن فهو ملك القراء
وهذا ما جعلني أسمح لك بنقده
ولكن
لو أنني علمت أنك ستكتبين فيه ما يخطر ببالك
لطلبت من الإدارة وقف هذا الموضوع
لأنه عبارة عن حلبة مصارعة وليس نافذة أدبية أو نقدية
,,,,,,
خالص اعتذاري للجميع
ولكنكم تلاحظون بأنفسكم ما جرى
وأي تعنت ألقاه في الرد
برغم وضوح كل الأدلة التي أدليت بها
و كل أخطاء الأخت انتصار التي تصر على عدم الاعتراف بها

انتصار صبري
13-09-2007, 03:52 PM
فليأتك من تريدين
هل تظنينها مساجلة شعرية تريدين أن تنتصرين بها
ولن تستطيعين ..
أم لعلك تريدين إعادة صياغة اللغة كما ترين
عامة
أتحدى أياً كان هنا ؟
أن يدخل فيقول بأن كلمة سدى كانت حشوًا
وأن
ما جئت به هو الصواب
وكفاني أنني قد أوضحت لك في كل مرة الزلات التي وقعت بها
والموضوع هنا شاهد ودليل واضح للعيان على أنك لا زلت تحتاجين ألف سنة ضوئية أو يزيد
لكي تستطعين أن تقومي بدراسة نقدية حقيقية
,,,
يقال أن النص ملك صاحبه
وعندما يخرج للعلن فهو ملك القراء
وهذا ما جعلني أسمح لك بنقده
ولكن
لو أنني علمت أنك ستكتبين فيه ما يخطر ببالك
لطلبت من الإدارة وقف هذا الموضوع
لأنه عبارة عن حلبة مصارعة وليس نافذة أدبية أو نقدية
,,,,,,
خالص اعتذاري للجميع
ولكنكم تلاحظون بأنفسكم ما جرى
وأي تعنت ألقاه في الرد
برغم وضوح كل الأدلة التي أدليت بها
و كل أخطاء الأخت انتصار التي تصر على عدم الاعتراف بها

لا تعليق أخي عمر
أترك التعليق للأخرين
شكرا وكل عام وأنت والجميع بألف خير

د. عمر جلال الدين هزاع
13-09-2007, 03:54 PM
وأنت بخير وأمتنا جمعاء

كفاح محمود كريم
14-09-2007, 07:51 PM
الاديبة والاعلامية المصرية المبدعة
انتصار صبري

الشاعر والناقد المبدع
د. عمر الهزاع


حقا كنتما رائعان في حواركما النقدي النبيل

فقد شهدت نقدا خلاقا ورفيعا يليق بسمو اخلاقكما

واكثر ما راقني هو رفعة اسلوبكما

رغم ما شابه من محطات ظهر فيها الانفعال

لكنه كان جميلا لم يقلل من شأنكما

سلاما يا هزاع.. لله درك

ومجدا يا عزيزة مصر

زميلتي الراقية انتصار صبري

فقط بودي وانا أرى فيك هذه الجرأة الجميلة

أن تتابعي ردك على المبدع

د. عمر الهزاع

ونحن بانتظارك

د. عمر جلال الدين هزاع
14-09-2007, 08:11 PM
أخي المكرم كفاح
بعيدًا عن كل نقد وحوار
دعني أحييك
وأرحب بك هنا
فأنت علم من أعلام الأدب
فلك وافر تقديري
ولك جليل احترامي
بوركت

كفاح محمود كريم
14-09-2007, 08:21 PM
الشاعر المبدع والناقد الرفيع
د. عمر جلال الدين هزاع


شكرا من القلب لترحيبك النبيل

وسمو خلقك الرفيع

وبوركت مع اختك المبدعة

الاديبة انتصار صبري

في حواركما الرائع

اكرر شكري لترحيبك

ايها الاديب القدير

انتصار صبري
14-09-2007, 09:39 PM
الزميل الرائع كفاح محمود كريم
نجم برنامج لنتحاور
وعلم من أعلام الأدب العربي
أرحب بك عزيزي
ولي تكملة مع قصيدة د. عمر هزاع طيف
سوف أتناولها
من بداية البيت الثالث والرابع بإذن الله
سعدت كونك هنا
وكل عام وأنت بألف خير

انتصار صبري
14-09-2007, 09:53 PM
الاديبة والاعلامية المصرية المبدعة
انتصار صبري
الشاعر والناقد المبدع
د. عمر الهزاع
حقا كنتما رائعان في حواركما النقدي النبيل
فقد شهدت نقدا خلاقا ورفيعا يليق بسمو اخلاقكما
واكثر ما راقني هو رفعة اسلوبكما
رغم ما شابه من محطات ظهر فيها الانفعال
لكنه كان جميلا لم يقلل من شأنكما
سلاما يا هزاع.. لله درك
ومجدا يا عزيزة مصر
زميلتي الراقية انتصار صبري
فقط بودي وانا أرى فيك هذه الجرأة الجميلة
أن تتابعي ردك على المبدع
د. عمر الهزاع
ونحن بانتظارك


كفاح وحمد والمكارم جاءوا = بشخصك أهلا فالمكان ضياء
أجيب قريبا ما طلبت فرؤيتي = قريضا لهزّاعٍ عليه بهاء
وليس يعيب الشعرَ نقدُ كليمةٍ = وسائره للقاصدين رجاءً
تشرفني منه الأخوة دائما = ويؤسفني مني أراه يُساءُ

كفاح محمود كريم
14-09-2007, 09:55 PM
الزميل الرائع كفاح محمود كريم
نجم برنامج لنتحاور
وعلم من أعلام الأدب العربي
أرحب بك عزيزي
ولي تكملة مع قصيدة د. عمر هزاع طيف
سوف أتناولها
من بداية البيت الثالث والرابع بإذن الله
سعدت كونك هنا
وكل عام وأنت بألف خير


الاديبة والاعلامية المتألقة
انتصار صبري

انا هنا حيثما ينبض القلب
ويتألق الحرف وتتجلى الكلمات
في رفعة وسمو وجمال
شكرا سيدتي العزيزة
ترحيبك النبيل

انتصار صبري
19-09-2007, 08:49 PM
وتزورني ذكراك يا ليلى فلا ....أحظى سوى بالدمع ثوبا يرتدى
وأراك في كل الثواني ههنا .....بيني وبيني أمسَ عشقي والغدا

أما وقد تصدى شاعرنا لما رأيته من نقد في البيتين الأولين تصديا باسلا أوقف النقد عند تخوم كلمة سدى وحال دون التطرق لبقية ما كنت سأتطرق له، فلم يعد أمامي سوى الانتقال إلى حيث يحلق الشاعر، دون مدعاة للنقد إلى أفق سام، فلا يدع لقارئه إلا التصفيق والإعجاب
وساعدني في ذلك البيت الثالث :
وتزورني ذكراك يا ليلى فلا ....أحظى سوى بالدمع ثوبا يرتدى

أصخ السمع معي ففي الصدر خفوت يوحي برقة البوح والوصل تعكسه أحرف المد وأكثرها الألف ، وكأنما كل حرف تنهيدة، ليصطدم القارئ بعد ذلك بالعجز الذي يعكس صدمة الشاعر الذي لا تفضي به الزيارة ( زيارة الذكرى) إلا إلى الشعور بالفقد، في سياق لفظي ترتفع فيه السواكن، ولو كنت أتقن م/ع فلربما وجدت في ذلك ما يترجم هذا الإحساس لدي.

ثم تأملوا معي ثوب الدمع الذي غطى الشاعر بل الذي أضحى كالنقاب له يغطي ما دون عينيه.
لئن قال الشاعر ( حتى بل دمعي محملي ) فإني لأتصور دمع الشاعر ثوبا وعباءة وبعض لثام تتصل لتغطيه وتغطي محمله لو امتطى ممتطى الشاعر الجاهلي.

أتوقف عند البيت الثالث يغمرني توجس سؤالين لعل الشيطان يوسوس لي بهما وأعوذ بالله من وسوسته،وأرجو أن أجد في جواب شاعرنا الكبير ما يبعد هذه الوساوس

وأراك في كل الثواني هاهنا ............وأراك في نبض الثواني هاهنا

وأعوذ بالله من الوسوسة بأن (كل) تطغى عليها الحشوية وأن نبض فيها حياة أكثر وبعد عن الحشوية.

ووسوسة أخرى بسؤال

بيني وبيني أمسَ عشقي والغدا .............( أراكِ.....أمسَ عشقي )
هل وردت أمس هكذا بالفتح في اللغة العربية
وخشية من مزيد من الوسوسة أتوقف عند هذا الحد
وكل عام وأنت شاعري الكبير بخير.

د. عمر جلال الدين هزاع
19-09-2007, 11:44 PM
بورك فيك شاعرتنا وأديبتنا العالية خلقًا وأدبًا
سأصفق لعودتك الكريمة
مرحبًا بنقاء سريرتك
ومعتذرًا عن أي كلمة جفاء قد تكون بدرت مني بغير قصد
وسأنظر مليًّا فيما تفضلت به من وقفة جديدة وأرد ببعض ما يناسب
إن كان هناك من إجابة
تفضلي بقبول وافر احترامي
وكل عام وأنت بخير

ضحى بوترعة
20-09-2007, 12:09 AM
الغالية انتصار

شكرا لهذا المجهود الرائع .......... كم نحن في حاجة لمثل هذا التعمق والتوغل في كلمات القصيد

كما اننا في حاجة لنقد موضوعي يرتقي بنا الى الارقى

لقد اتخذت شكلها الجميل بعد هذا التحليل والتفكيك من مبدعة مثلك

شكرا لك .تقديري ومحبتي

د. عمر جلال الدين هزاع
20-09-2007, 02:36 AM
وعودة لوقفتك النقدية هذه مع جليل تقديري و وافر امتناني :
ـــــــ
- أجملت وأحسنت في وصف الحالة في البيت الثالث ولا مزيد , فلك شكري
- أما بخصوص البيت الرابع وما جاء فيه من رؤاك فلتسمحي لي بهذه الملاحظات :
,,,,
وأراك في كل الثواني هاهنا ............وأراك في نبض الثواني هاهنا
وأعوذ بالله من الوسوسة بأن (كل) تطغى عليها الحشوية وأن نبض فيها حياة أكثر وبعد عن الحشوية.
,,,,,
هو رأي ماتع وجميل أحتفي به
وعلى رغم غرضي من أن هذا الطيف الذي يلاحقني قد شغل كل وقتي واستهلك كل ثوانيه
فإنه لا يسعني إلا أن أعترف بجمال مقترحك
,,,,,,
بيني وبيني أمسَ عشقي والغدا .............( أراكِ.....أمسَ عشقي )
هل وردت أمس هكذا بالفتح في اللغة العربية
,,,,,
فلتسمحي لي بشيء من التوسع في الرد هنا للفائدة :
من الواضح أن كلمة ( أمس ) التي سيقت هنا لم تكن لتعمل في الظرفية الزمانية كما قدر لها عادة في وقوعها في الكلام
لأن المفعول فيه ظرف الزمان ( ومثله ظرف المكان ) هو اسم عرضت دلالته على أحدهما أو جرى مجرى الزمان و ضُمِّنَ معنى ( في ) باطراد .
و يشترط فيه أن دلالته قد عرضت على أحدهما أربعة أشياء :
1- أسماء العدد المميزة بالمكان و الزمان : مثل : سرت خمسن يومًا ثمانين ميلًا
2- ما أفيد به كلية الزمان و المكان أو جزئيتهما : مثل : سرت بعض يوم نصف ميل
3- ما كان صفة لأحدهما : مثل : انتظرتك طويلًا ( أي زمنًا طويلًا )
4- ما كان مخفوضًا بإضافة أحدهما وأنيب عنه بعد حذفه , وغالباً ما يكون النائب مصدرًا , مثل : جئتك صلاةَ الظهر أو , لقاؤُنا عيدَ الفطر
وما خلا ذلك مما لا ينطبق عليه التعريف فهو ليس بظرف زمان ولا مكان
مثل ( وترغبون أن تنكحوهن ) النساء , أو ( بخافون يومًا ) النور
لأنه ليس على معنى ( في )
فهو مفعول به
ومثل : ( دخلت البيتَ ) لأن تعدي الفعل إلى البيت لا يطرد الدخول على معنى ( في ) فلا نقول : ( ركعت البيت ) لأنه مكان مختص , والمكان لا ينصب إلا إن كان مبهمًا
وعليه فإن نصبهما هو على التوسع بإسقاط الخافض
ولذا فهو هنا ( أمس ) بمعنى
أنني أراها أمسًا لعشقي و أراها غدًا له
فهي مفعول به منصوب ( وقد يعتبرها البعض منصوبة على الحالية )
وبغض النظر عن موقع كلمة ( أمس ) من الإعراب هنا
فإنني أعود للرد على تساؤلك :
- هل وردت أمس هكذا بالفتح في اللغة العربية ؟؟
على اعتبار أنك سألت عنها كمفعول فيه ظرف زمان فإنني سأقدم هذه الفائدة :
حكم المفعول فيه النصب , وناصبه لفظ دال على المعنى الواقع فيه ولهذا اللفظ ثلاث حالات :
الأولى : أن يظهر في السياق : سرتُ بين الحشود يومًا , فالفعل سرت هو اللفظ الناصب للمفعولين ( بين , يومًا )
الثانية : أن يحذف جوازًا , كقولنا : كم سرت ؟ فتكون الإجابة : ميلًا ..
الثالثة : أن يحذف وجوبًا , على ست مسائل , ويقع فيها :
1- صفةً
2- صلةً
3- خبرًا
4- حالًا
5- مشتغلًا عنه
6- أن يسمع بالحذف لا غير
ومن الجدير بالذكر أن جميع أسماء الزمان منصوبة , أما أسماء المكان فينصب منها نوعان :
1- المبهم : الذي يفتقر إلى غيره لبيان معناه مثل أسماء الجهات وشبهها و المقادير ..
2- ما اتحدت مادته و مادة عامله ( وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع ) .. الجن
ــــــــ
وأخيرًا لك مني كل ثناء لعودة طيبة
واستكناه لفحوى بيتين آخرين من قصيدتي
ولك موفور الامتنان
تحيتي وتقديري