تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سيمياء العنوان " مولاة قلبي" للدكتور عمر جلال الدين هزاع



محمد الحامدي
11-09-2007, 10:35 PM
في سيمياء العنوان " مولاة قلبي " للدكتور عمر جلال الدّين هزاع

قد تمرّ العينُ أحيانا على عنوان أيّ أثر أدبي دون كبير اعتناء ، بل قد يذهب بي الظنّ – وبعضه إثم – إلى أنّ بعض المبدعين لا يعيرون اعتناء كبيرا للعنوان ، ولو أن طه حسين قد روي عنه ذلك الشغف المدهش بالعناوين ، و لا يسلم الدارسون أحيانا من إهمال للعناوين أو المرور عليها سريعا كمن يفتح بابا ليدخل إلى الأثر ولو سألته بعد الدخول عن لون ذلك الباب ورسومه وأشكاله وزخرفه يوجز القول ولا يفصل بل قد يكون نسي من الباب الكثير ... على كلّ حال قرأت " مولاة قلبي " للشاعر الفذ " د. عمر جلال الدين هزاع " فبقيت نقوشه ودلالته تقض راحة الذوق لما وجدت فيه من دلالات تدفع النفس إلى البحث في تفاصيلها وزخرفها وأشكالها قدرما يسع الجهد ويبين الفهم ..
1 – يلاحظ المتمعّن في هذا العنوان " مولاة قلبي " أنّه تركيب جزئي بالإضافة المركبة ، فمولاة مضافة إلى " قلب " و" قلب " مضافة بدورها إلى ياء المتكلم . وبما أنّي من القائلين بأنّ في الشعر لكل استخدام لغوي دلالة أو هالة من الدلالات تحيط باللفظة كما يحيط بياض الضياء بقلب الإنارة في القمر .، فإني أرى أن الإضافة رابط تركيبي متين بين المضاف والمضاف إليه ، لذلك يشتدّ هذا الرابط بين " المولاة " والقلب كأن لا فكاك بينهما ، ثمّ إن الإضافة ضرب من التعريف فهذه " المولاة " ليست أي سلطة وإنما سلطانة على هذا القلب وربما فيه . فهي إذن تكتسب هويتها من كونها ذات سلطان ويد طولى على هذا القلب أو فيه . هذا من يمين الإضافة ، أما عن يسارها فنجد أن هوية هذه القلب تمدّ جذورها في ياء المتكلم ، ومن أعاجيب الشعر ، أو بدقة وتدقيق ، من أعاجيب العناوين في الشعر ، أن نجد هذا الاعتزاز بأن تضاف " المولاة " علامة السلطة والجبروت إلى قلب ياء المتكلم ! كأن الشاعر يعتزّ بأن قلبه عبد بين يدي هذه السلطة القاهرة ولية النعمة والأمر والنهي . أضف إلى ذلك دلالة إضافة جبروت السلطة إلى رقة القلب ، وهل تجد في هذه الدنيا المتيبسة أفضل من طلاوة القلب ورقة شغافه حريرا يلفّ هذه المولاة التي قد لا تبالي كثيرا بما يلقاه هذا القلب من سلطانها .
بقي أن أشير إلى أنّ ياء المتكلم المضاف إليها نحوا هي في الحقيقة ضرب من " الإعلان " والإشهار لهذه العلاقة الحاضنة للمولاة داخل القلب ، وهل يعلن المتيم في أدبنا العربي على أنه عبد لمولاة إلا في الشعر ، فالشعر من هذه الزاوية رغم قيوده النحوية والتصويرية والبلاغية والعروضية والإيقاعية ... هو في الحقيقة مجال الانعتاق النفسي والتحرر " اللافكري " ففيه يستساغ للشاعر أن يقول ما لا يقوله عندما يكون الاستخدام اللغوي في الدرجة الصفر أو دونها ، الدرجة الصفر للاستخدام اللغوي بفهم " رولان بارطه " . تلك هي حرية التخييل في نظري وذاك هو أحد أفضال الشعر في خلق مدلولات جديدة للدال الخام / المعجمي يستمد ألقها من السياق .
2 – نبحث الآن في مدلول العنواة " مولاة " قلبي من الناحية العمودية / المعجمية . فـ " مولاة " و " مولى " لها في المعجم دلالتان متضادتان ، أي هي من المتضادات في اللغة . فـ " المولى " هو صاحب الولاية والقائم بها وعليها من جهة ، وهو المستفيد من هذه الولاية بما هي رعاية وسهر وحماية . فما حال " مولاتك " يا سيدي " عمر" وكيف نفهمها ؟ أعتقد أن الفهم المباشر الأولي المتسرع لها سيكون على أنّها صاحبة الجاه والسلطان ، المتحكمة في هذا القلب المحتلة له المستعمرة له العابثة فيه كيّا وتلويعا وتجريحا ,,, ولكن الوجه الآخر ممكن أيضا ، ممكن لا عنادا بل من حيث ثراء الدلالة ، فقد تكون هذه المولاة هي المستفيدة من الرعاية والحماية والحراسة فهي المكنونة في هذا القلب المنسوب بكل اعتزاز إلى ياء المتكلم . تلك هي لذة " قراءة " الشعر فهو المتكفي بالتلميح دون التصريح وإثارة هوجاء المعاني حتى تجعل القارئ يتلمس المقصد في هالات تعبيرية فيوغل فيها وقد يعود ظمآن فيعود للاستزادة من القراءة وبذا تكون حياة النص وخلوده . إذا فهم الشعر قتل ، فلا يقتل الأدب شيء قدرما يقتله الفهم العقلي والحسم الذهني ، الأدب من هذه الزاوية يُحسُّ ولا يفهم .. وهدف الأديب الوجدان لا العقل .. وكم تقتل " التحقيقات " البوليسية الشعر والأدب ...
خبر : كنتُ في أيام الجاهلية ، لا أعادها الله ، أحاول أن أترجم بيتين من الشعر لإحدى الغربيات ( ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددتُ تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم )
ودون أن أقدر على ترجمة حسن الصياغة إذ اكتفيت بتشويه المعاني ، وجدتها تسألني : لماذا " في الشارع " يخجل الرجل الشرقي من عواطفه وفي الشعر لا يتورع عن التذلل والبكاء والتصريح بأدق تفاصيل هيامه وغرامه ؟ فترجمت لها قول العرب " أعذب الشعر أكذبه " لأصون كرامتي فقد كنت أدعي الشعر .
3 – في اللسانيات ، أعتقد ، وقد أكون مخطئا ، أن جميع المدارس اللسانية ، وخصوصا الوظيفية ( أندري مارتينيه مثلا ) وهنا أنا متأكد ، يعتبرون أنّ الدالّ والمدلول هما كوجهي الصفحة أو القطعة النقدية . لا فكاك بين الدال ومدلوله ، هذا قد يكون صحيحا في صرامة المنهج اللساني العلمية . ولكن مع الشعر تبدو هذه القطعة النقدية غير راضية بأن يكون لدالها مدلول واحد بل مدلول ثابت الالتصاق بها . وببساطة أسأل قارئ هذه التهويمات عن مدلول كلمة " قلب " في هذا العنوان . قل ما شئت وسيكون قولك صوابا ، هذا دون أن نتعرض للدلالات الحافة المحيطة بالعنوان . تذكروا فقط أنّ الرجل الشرقي في نسيجه النفسي لا يفرح كثيرا عندما تكون مولاة أموره امرأة إلاّ في العشق وفي الشعر وفي الشعر فقط . ثمّ ترجم هذا القول إلى أية لغة أو لهجة وسترى كم هو حلو لذيذ تهيم به كلّ امرأة . فشاعرنا هنا لا يبدع مجرد عنوان لقصيدته بل هو يبدع قالب يصح أن نصب فيه عناوين لقصائد أخرى ، إنه ببساطة درس في تعليم صياغة العنوان ....
لاحظ معي أخي القارئ أنّ الحركة الوحيدة في العنوان " مولاة قلبي " هي الضمة في تاء التأنيث في " مولاةُ " . وما أجمل أن يضم القلب صاحب هذه التاء وضمتها ،، لم نخرج من الضم إلاّ إلى ضمّ ،، ألم أقل إن للشعر قواعد خاصة به في الفهم والإفهام .
قلتُ إذن إنّ الحركة الوحيدة هي " الضمّ " لم أنس التاء فالضمّ له دلالات أيضا وما عدا ذلك فنحن بين السكون الساكن أو المد وهو غياب الحركة ، أي السكون ، ضم في بحر من السكون يسبقه ويلحقه ،، وهل تحتاج الأشواق والهيام إلى سوى ذلك ؟؟؟ اسألوا الشاعر ، فالمعنى في بطنه .
يقال دائما – عند الإيقاعيين – إن المدّ أو السكون أو غياب الحركة ، وكلها تصب في مصبّ واحد – يساعد على الإيقاع ، بل على الإيقاع الشجي وتحريك شجن السامع ، والشعر أصله المشافهة والإنشاد ، من هنا يظهر لنا في هذا العنوان بعض شكوى فيها من الشجن والتألم ما خفي ولم يخف واستتر فبان بمقدار ونسبة محددين بدقة تحديد النسب في الدواء إن زادت قتل وإن نقصت ذهب مردودها أدراج النقصان . وكذا النساء تعتزّ بشكوى المتيم بهن على أن تكون هذه الشكوى مقدرة بنسبة إن نقصت كانت باهتة الحرارة فتوسم بالبرود حتى الكذب وإن زادت ظهرت المبالغة فوسمت بالكذب كذلك ، وتكره النساء الإيغال في الشكوى لأنها تمس من شخص الرجل الشرقي الذي يجب أن يكون حتى في شكواه قوي الحضن شديد البطش لتحقيق القدرة على المحافظة على رقة القوارير التي دعانا نبينا الأكرم للرفق بها ...
إذن حتى من الناحية الصوتية ( علم الأصوات ) يوظف الشاعر المدّ والسكون لخدمة هالة المعاني التي تحفّ بأقمار معانيه ، ولم يجعل بين هذا المدّ الشجي المعتز بألمه وعبوديته إلاّ حركة واحدة وكانت حركة الضمّ ... ذكاء أليس كذلك ؟ بقي هل هو ذكاء اللغة أم ذكاء المبدع أم هو وهم هذا الذي يقرأ ؟ يعلم ذلك الله .
دائما أقول – في مجال الشعر – إنّ النساء يحملن في أرحامهنّ بين يحمل الرجل إذا حمل في قلبه وشتان بين آلام الحمل بطفل صغير جدا في رحم يتسع له ، وبين الحمل بامرأة هوايتها الرقص جذلانة بحب حاملها في القلب وهو رقيق لا يحتمل أوجاع ذلك الحمل الطبيعي والطبيعي جدا بالرغم من أنه رجل ....
4 – في علاقة العنوان " مولاة " قلبي بمتن القصيدة ، سأقول ما قادتني إليه أوهامي من جهة العنوان فقط ، أما من جهة القصيدة فقد يكون ذلك في دراسة حول التصوير الشعري في " مولاة قلب الهزاع " إن شاء رب العزة .
فالعنوان مبتدأ والقصيدة خبر ، أو على الأقل هو مبتدأ يبحث عن خبر ، وقد يكون خبرا مبتدأه في " بطن " الهزاع أو قلبه أو ملفاته ،، الله يعلم . ولكن الجانب التركيبي يتيح لنا أن نفهم العنوان على أنه مبتدأ خبره إما القصيدة أو هو محذوف ، أو أن نفهمه على أنه خبر لمبتدإ محذوف . في الحالين لا يخلو الأمر من دلالة بل دلالات :
أ – مبتدأ خبره القصيدة : يبدأ الشاعر بإعطائنا المبتدأ فيقول لنا " مولاة قلبي " تفعل بي ( وفعلها في القصيدة ) لا يخفى على أحد . هنا يظهر جليا ذلك الحوار الخفي الذي يقيمه الشاعر خلسة بين وبين قارئه . وهو ما يسمى اختصارا للمتاعب ، التشويق . نعم ، يكتب الشاعر لقرائه لا لحبيبته فقد تكون هذه الحبيبة عدما لا وجود لها ، بل إن وجودها أو عدمه لا يتم إلا بواسطة " مخافر الشرطة " أبعنا الله وإياكم عنها ( أقول أبعدنا عنها ، لا أبعدها عنا فهي قريبة غصبا عنا ) ومهمة التحقق من ذلك ليست من مهام قارئ مثلي على الأقل إذ لا أعتقد أن ذلك يفيد في القراءة وإظهار شعرية العنوان وصاحبه .
فكأن الشاعر بهذا الفهم يرمي لنا مجملا يفصله في القصيدة ، أو يرمي " فلاشا " إعلانيا علينا أن نشتري / نقرأ البضاعة حتى نفهمه . بذلك تكون للعنوان مهمة " التبشير " بالقصيدة فنهم " الجواب من عنوانه " . كم من عنوان جعل القارئ يقرأ ، وكم من عنوان نفر القارئ من القراءة ..
ب – خبر مبتدأه محذوف : وتقديره ( هي ، إنها ، هي ذي ... ) بهذا الفهم يكون العنوان بمثابة السؤال وجوابه القصيدة . أو على الأقل يثير سؤالا جوابه القصيدة . وحتى من هذا الوجه يكون العنوان " إعلانا " تبشيريا مشوقا لقراءة القصيدة . أي إن دور العنوان بوجهيه هو الإثارة ، إثارة الحماس للقراءة وتحريك تلك الرغبة الكامنة فينا للبحث عن جواب الشوق وفهم المختزل .
وفي الحالتين تكون القصيدة تفصيلا لمجمل وتوضيحا لمبهم . ومتى كان العشق إلا ذلك الضباب المبهم الذي لا نجد لـ " لماذا " الحافة به جوابا ، وهل يستطيع أيٌّ منا أن يقول لنا بوضوح وبلغة التخثر المادي والشواغل اليومية ، لماذا عشق هذه المرأة ؟ لا يكون الجواب إلاّ شعرا وما أبرع " الهزاع " في التلذذ بأوجاع العشق ، ودفعنا إلى التلذذ معه بـ " أوهام الشعر " وأنغام الشكوى اللذيذة .. يذكرني قولي هذا بمشهد " حناّ مينه " في " الياطر" عندما جلس " زكريا المرسلني " ينتزع الشوكة من قدمه في تلذذ خفي . نعم نحن – البشر – نلتذّ بالألم ، أو ليس التغني بالعشق وأوجاعه ضربا من اللذة بالأم والمتعة بالعذاب . ألا نشرب القهوة مرة علقما لم يقرب السكر ساحتها ونقول بعد كلّ رشفة " ما ألذها ، إنها رائعة " فأي روعة في المرارة ؟؟؟
أجيب على ذلك في دراسة وعدتُ بها صاحبنا الهزاع في " التصوير الشعري " في هذه القصيدة وأرجو من الله أن يفسح لي في الجهد والقدرة ما يجعلني أفي بوعدي .
وأعتذر من شاعرنا الهزاع إن قصرت أو حرفت أو عجزت فتلك من صفات البشر .

د. عمر جلال الدين هزاع
11-09-2007, 10:38 PM
و كيف أزجي لك شكري يا حبيب ؟؟
جمعني الله بك في جنته
وتحت ظل عرشه
آمين
آمين
إنما مروري الأول لتحيتك وبكل تأكيد
لي أكثر من عودة
لبعض حوار
جزاك الله خيرًا
ونفع بك الأمة
ولك وافر الامتنان

عطاف سالم
12-09-2007, 05:31 PM
الناقد والشاعر الأديب / محمد الحامدي
بارك الله فيك على ماقدمته هنا من ثراء فكري ونقدي دقيق ...
لقد أحسنت اختيار هذه القصيدة بالذات لشاعرنا الكبير البديع / عمر هزاع
فهي من أروع وأمتع وأبلغ ماقرأت له على الإطلاق رغم براعته المتجدده في قول الشعر في قدرة عجيبة ليس لهامثيل على الواحة غير القليل والنادر جدا ..
سيمياء العنوان ..
لقد غصت كثيرا في تلافيف سيميائك ..
كم كنت بارعا في استنطاق أسرار العنوان متكأ في ذلك على دلالة اللغة ووظيفة التركيب النحوي والتشكيل الإملائي وربط ذلك كله بالحس والوجدان بعيدا كما ذكرت عن فرض العقلية والمفهومية التي تقتل الإبداع وتقتل الشاعرية في النص ....
ولقد لفت نظري في سرديتك القيمة هذا روح الظرافة التي ذكرتني بروح الأديب الشاعر د/ غازي القصيبي
وكذا كان لافتا استطراداتك الجميلة بين الفينة والفينة ...
سأبقى هنا بانتظار تصويرك الشعري لهذه الفاتنة أشاركك فيها هم النقد البليغ لها ..
إنما قبل أن أذهب أحب أن أضيف أن الشعراء مع عناوين قصائدهم هم على ضربين
ضرب يستوحيه من فكرة النص دون وجود لفظة بعينها فيه
وضرب يقتطعه من عبارة في نصه كما كان يفعل الشاعر السوري الكبير عمر أبوريشه في قصائده , ولعل هزاعنا البديع يتشابه معه كثيرا ..
ملحوظة أخرى حبذا لو ألصقت رابط القصيدة مع نقدك البديع هذا
إنما دعني أنا ألصقه هنا
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=24965


تحيتي وكامل تقديري لك أستاذنا الحامدي على مابذلته هنا من جهد كبير وقيم وشيق
نحن بانتظارك ولعل هناك مايفتح الشهية للتحاور معك حول بعض النقاط لاحقا

محمد الحامدي
12-09-2007, 06:51 PM
الأخت عطاف ، شكرا جزيلا على هذه " الثقة " الغالية التي أستمدها من متابعتك ما أرى في شعر شاعرنا الكبير " عمر جلال الدين هزاع " .
أما فيما يخص ما وجدته من ظرف واستطراد ، فمرد ذلك أني أقرأ الأدب والشعر خصوصا باستمتاع ، بعيدا - هنا - في الواحة عن تلك الضوابط الأكاديمية الصارمة والجادة ، فهي قراءة تحاول إمتاع قارئها ولفت انتباهه إلى ما لفت انتباهي في هذا العنوان .
أوافقك تماما في آرائك في اختيار الشعراء عناوين قصائدهم وطرقهم في ذلك ، كما أنتظر محاورتك فيما ترينه جديرا بالنقاش مع الوعد بمحاولتي القرائية في " التصوير الشعري " عساها تروق لكم ولشاعرنا الكريم .
دمت بخير

محمد الحامدي
12-09-2007, 06:58 PM
و كيف أزجي لك شكري يا حبيب ؟؟
جمعني الله بك في جنته
وتحت ظل عرشه
آمين
آمين
إنما مروري الأول لتحيتك وبكل تأكيد
لي أكثر من عودة
لبعض حوار
جزاك الله خيرًا
ونفع بك الأمة
ولك وافر الامتنان

لا عليك أيها " الهزاع " الحبيب ، فقط اكتب لنا الشعر وأطربنا بـ " جنونك " الشعري وستجدني خلفك أصفق وأبحث وأفسر وأشرح وأسلط الأضواء كيفما تشاء ولا تشاء . فقط المطلوب منك أن تبدع وألا تترك سطرا واحدا تخطه إلا وتضعه لنا هنا في هذه الواحة .
فلك فضل الإنتاج ولنا عيوب الاستهلاك ، ودعنا نعيش عالة عليك فالعهد بك أنك كريم سخي ...
ههههههههه سأعيش على نقد شعرك واعلم أنه لا حقّ لك في الممانعة ،، تلك هي اللعبة

د. عمر جلال الدين هزاع
13-09-2007, 12:13 AM
ويل لي
أيجتمع علي أرباب النقد هنا
فلأهربن
هههه
بوركتما
الحامدي وعطاف
أنا في غاية السرور
وفي قمة السعادة بكما
ولي عودة للمشاركة من جديد

د. عمر جلال الدين هزاع
13-09-2007, 02:44 PM
فلتسمح لي أخي الحامدي الحبيب
بعودة لهذه الدراسة التحليلية الرائعة لخواص العنوان و صفاته الإملائية و النحوية و اللفظية و الموسقية التي عنيت بها
لا يسعني يا سيدي
و أستاذي
إلا أن أبدي إعجابي الشديد بما قدمت من فكرة و ما استطعت أن تضع يدك عليه فتحركه رواكده أمام النظارة
وربي إنك لمبدع
ولن أبالغ لو أنني قلت بأنك أحسنت الحديث عما في نفسي
و أشعر أنك كنت معي في ذاتي وضميري عندما تخيرت هذا العنوان
بل وكأنني تحاورت به معك فاستطعت أن تقرأ به كل أفكاري
و تخطها هنا على الورق
ولا غرابة في ذلك
فأنت عين بصيرة وذائقة خبيرة
وقد فتحت أبواب الجمال و النضرة على نصي هذا من مدخل العنوان فأسرتني بحرفك أسرًا
فكيف بك تقف على صوره الشعرية ؟؟
أنت مبدع ومُجيد وعارف لما تقول
وكم يشرفني أن اقف معك على بعض تساؤلات تركت إجابتها لي
( على مبدأ المعنى في بطن الشاعر , ههه )
فهاك يا حبيبي رؤاي :

- نعم أوافقك فيما ذهبت إليه في كل ما كتبت أخي بل إنك قد استطعت أن تحيط العنوان بهالة من نور وتلبسه حلة من حرير
- السلطة الأنثوية التي يمنحها الشاعر لمحبوته , هي عين ما أردت الحديث عنه في نصي وفي عنوانه
وقد التقطتها ذائقتك الفريدة بمجسات الأدب العميق الذي نما في قلبك فأينع بساتين خضراء يرفل في ظلالها الواردون , فلله ردك
- ومع تأيدي المطلق لوجهة نظرك في أن تكون مولاة أحد وجهي علمة واحدة في السلطة فهي إما مليكة أو مملوكة
إلا أنها كانت المليكة في نصي
وهذا ما بدا لك واضحًا ولكنك أحببت بأسلوبك الرائع مداعبتي ومداعبة القراء
لتزيد جمال الفكرة التي تخطها بجمال روحك وفنه وفكاهة حرفك ونكهتك الشهية
- دعني أتوقف عند عبارتك هذه يا أستاذي :
( : لماذا " في الشارع " يخجل الرجل الشرقي من عواطفه وفي الشعر لا يتورع عن التذلل والبكاء والتصريح بأدق تفاصيل هيامه وغرامه ؟ فترجمت لها قول العرب " أعذب الشعر أكذبه " لأصون كرامتي فقد كنت أدعي الشعر . )
وأقول :
وربك ما قلت إلا صدقًا وما قالت تلك الغربية إلا صدقًا
نعم الرجل الشرقي عاشق من الطراز الأول ومحب و متيم لأقصى درجات الوله
ولكن عشقه هذا لا يظهر في حياته واقعًا ملموسًا ولا يجد له متنفسًا إلا في خلجاته وزفراته
وقد كان من حسن حظ الشاعر قدرته على التنفيس عنها
فيما ضاقت بها صدور الآخرين الذين لم يكن لديهم ذلك المتنفس للتعبير عن مقدار عشقهم
فاستطاع الشاعر الوصول إلى قلب حبيبته
فيما عجز الآخرون
وليست تلك بقاعدة مطردة
ولكنها جزء من الحقيقة في أغلب الظن
- أما ما تفضلت به من مدلولات الحرف وعلم اللسانيات فقد راقني جدًّا إلمامك به
وما تفننت به من وصف لتظهر مدى توافق الحروف المنتقاة مع المشاعر التي جاشت بي أثناء اختيار العنوان
- و اسمح لي بوقفة أخرى عند حدود هذه العبارة :
( وما أجمل أن يضم القلب صاحب هذه التاء وضمتها ،، لم نخرج من الضم إلاّ إلى ضمّ ،، ألم أقل إن للشعر قواعد خاصة به في الفهم والإفهام .)
و التي جعلتني أعيد النظر كليًّا في قدرة العجائز و المسنين بحق على التصوير اللغوي والشعري لحروف الغزل
هههه
وربك لقد أذهلتني بها
حتى أنني أحسست بها لأول مرة في عبارتي بهذا الجمال برغم إدراكي للكثير مما تفضلت به لدى ضبطي للعنوان
- أما عن الخبر في بطني أو قلبي أو ملفاتي فلم يعد سرًّا بعد أن افتضحته بحرفك هذا , هههه
- وأخيرًا ايها الحبيب :
أراك قد كللت عبارتي الصغيرة هذه بالجمال
وعنوان قصيدتي بالسحر
فلله درك
ولا زلت أتعلم منك أستاذي
ويشرفني أن ألتقي بك دومًا لكي أستزيد
بوركت ولك القلب

محمد إبراهيم الحريري
13-09-2007, 08:12 PM
بورك بكما
قراءة تستوقف النطق إلا من إعجاب بها ، وتصفيقا لها ، فلقد شرعت لنا أبواب الرؤى على منطق الموضوع بكل اتجاهاته ، من الف العنوان إلى ياء القراءة له ، فلك الشكر أيها الحامدي على استنطاق الشواهد ، وبث الروح في أقلام طالما تخشبت عليها ردود لا تسمن معنى ، ولا تحيي بيانا إلا من خلال مشاركات هزيلة ، تبعث التردد بين رد عليها أو طيها في غلاف الندم .
هنا كانت الرؤى تحمل الخيال على بساط الجمالية ، تحليل لكل حرف ، يتبعها برهان ، فلك مني وافر الشكر .
وللأخ د عمر تهنئة قلبية لنيل نصوصه حركة أدبية نقدية تليق بها .

د. عمر جلال الدين هزاع
13-09-2007, 11:20 PM
عطاف أيتها الناقد الفذة
و الأخت المكرمة
وربك إنك لمرورك بأي موضوع معنى الثقة و الجمال
وفيض الكرم والبهاء
دمت لي أختًا نصوحًا انتظر مرورها كل حين
وأشكرك من صميم قلبي لما تفضلت به من مشاركة كان لها فتح منافذ رؤى أخرى إلى بعض صور قصيدتي
وفحوى عنوانها
بوركت
وأشكر إضافتك لرابط القصيدة
وهذا دلالة اهتمام بنصوصي
تمنحني ثقة أكبر
و تدفعني لمزيد من الاهتمام بها كي تكون في أبهى حللها
لعلها تليق بكرم الواحة وأدبائها
فأنتم قرة العين وسكن الروح
بوركتم جميعًا
ولكم التحايا

د. عمر جلال الدين هزاع
14-09-2007, 06:59 PM
أبا القاسم :
ــــــــــ

يا لهذا المرور وهذه المشاركة التي تنم عن كرمك واحتضانك لحرفنا بجمال روحك وسعة فكرك
لك وافر الود أستاذي
ولك التقدير كله
بوركت

محمد الحامدي
14-09-2007, 07:34 PM
بورك بكما
قراءة تستوقف النطق إلا من إعجاب بها ، وتصفيقا لها ، فلقد شرعت لنا أبواب الرؤى على منطق الموضوع بكل اتجاهاته ، من الف العنوان إلى ياء القراءة له ، فلك الشكر أيها الحامدي على استنطاق الشواهد ، وبث الروح في أقلام طالما تخشبت عليها ردود لا تسمن معنى ، ولا تحيي بيانا إلا من خلال مشاركات هزيلة ، تبعث التردد بين رد عليها أو طيها في غلاف الندم .
هنا كانت الرؤى تحمل الخيال على بساط الجمالية ، تحليل لكل حرف ، يتبعها برهان ، فلك مني وافر الشكر .
وللأخ د عمر تهنئة قلبية لنيل نصوصه حركة أدبية نقدية تليق بها .


حييت أبا القاسم
لهذا السبب أتأخر أحيانا في الردّ ، أو إبداء الرأي ، وأحيانا أجدني مجبرا على تسجيل الحضور
ولست من لا يعلم أن القراءة المتفحصة التي تريد الفهم والبحث وإماطة الاستعجال عن القراءة تتطلب وقتا وجهدا وبحثا وتمحيصا ، خصوصا وأني أجد في واحتنا الغراء ما يستدعي الإدلاء بدلاء الرأي ، وصاحبنا الهزاع يخرج علينا بين الحين والآخر في حلل من الإبداع يدفعنا إلى القراءة دفعا ...
حييت أخي
وإلى لقاء مع محاولات في الفهم أخرى قد تنال نصوصا إبداعية أخر ،، وما أكثرها في هذه الواحة الرائعة

د. عمر جلال الدين هزاع
15-09-2007, 12:36 AM
و هل بقي لنا من إبداع يا سيدي بعد هذه النافذة الإبداعية التي أتحفتنا بها
لله درك أستاذ وأديب ناقد فذ
أقف له بكل احترام وتقدير

تحيتي أخي الحبيب

محمد الحامدي
15-09-2007, 12:59 AM
و هل بقي لنا من إبداع يا سيدي بعد هذه النافذة الإبداعية التي أتحفتنا بها
لله درك أستاذ وأديب ناقد فذ
أقف له بكل احترام وتقدير
تحيتي أخي الحبيب

إنما قولي على قولك ،، ونثري على نظمك ،، فقل نقل واشعر نقرأ

عطاف سالم
15-09-2007, 03:54 PM
عطاف أيتها الناقد الفذة
و الأخت المكرمة
وربك إنك لمرورك بأي موضوع معنى الثقة و الجمال
وفيض الكرم والبهاء
دمت لي أختًا نصوحًا انتظر مرورها كل حين
وأشكرك من صميم قلبي لما تفضلت به من مشاركة كان لها فتح منافذ رؤى أخرى إلى بعض صور قصيدتي
وفحوى عنوانها
بوركت
وأشكر إضافتك لرابط القصيدة
وهذا دلالة اهتمام بنصوصي
تمنحني ثقة أكبر
و تدفعني لمزيد من الاهتمام بها كي تكون في أبهى حللها
لعلها تليق بكرم الواحة وأدبائها
فأنتم قرة العين وسكن الروح
بوركتم جميعًا
ولكم التحايا


أخي الكريم , المبدع والشاعر البديع / عمر هزاع
أشكرك جدا على حسن ثقتك في وجهات نظري حول نصوصك ..
وكما ألمحت للأستاذ الحامدي أن ( مولاة قلبي ) هي من أروع ما قرأت لك ولولا أن الأستاذ الحامدي تصدى لها بالنقد لكانت من ضمن خططي في منتدى الدراسات لكن لن أبخل بوجهة نظر أتشارك فيها هنا مع الناقد حول قصيدتك البليغة هذه ..
بارك الله فيك
تقبل تحيتي وتقديري
ودعني أجدد لك التحية على جميل ثنائك
دمت بخير

د. عمر جلال الدين هزاع
15-09-2007, 06:52 PM
ومع كل ما تفضلت به أيتها الأخت الفاضلة
عطاف ..
إلا أنني لا زلت أنتظر مثل هذا النقد
فلك ولأخي الحامدي
جزيل تقديري

د.إعتدال الكثيري
18-09-2007, 01:34 PM
أخي الأستاذ محمد الحامدي

لا أعجب بعد قراءة قصيدة رائعة إلا من قراءة نقدية مدهشة ، تستثمر معارفنا في اللغة خير استثمار لتستجلي ما يكمن وراء الألفاظ من إيحاء خفي. وإذا كان (مولاة قلبي) قد حازت كل هذا الاهتمام ، فما عسانا نرى من إبداعك عندما تفي بوعدك وتحلل لنا القصيدة كاملة ..

أنا في شوق إلى قراءة مزيد من هذه الكشوفات المتبصـّرة .

فقط لي ملاحظة واحدة في مدلول (مولاة ) إذ إنها كما تقول من الأضداد ، وقد تتحول من معنى السلطة إلى الرق والعبودية ، ولكنك قدمت فيما سبق إشارتك إلى ذلك في أثناء تحليلك لمعنى الإضافة في (مولاة قلبي ) قولك:" ثمّ إن الإضافة ضرب من التعريف فهذه " المولاة " ليست أي سلطة وإنما سلطانة على هذا القلب وربما فيه". فجعلها المولاة الخاضعة يهدم هذا المفهوم ، ويجعل إضافتها إلى القلب معكوسة ، حيث السلطان هو القلب ، وهذا يضعف الإحساس عند الشاعر ، ويحيله إلى شخص متجبر، لذا فأنا أفضل اختيار دلالة مولاة على السلطة لا الخضوع .

د. عمر جلال الدين هزاع
18-09-2007, 02:13 PM
د. اعتدال
لك وافر التقدير لمثل هذا المرور ومثل هذا الرأي الحصيف
وأنا وإن كنت أرى في أن الأستاذ الناقد و الأديب والشاعر الكبير محمد الحامدي
قد فتح أبواب السعة المعنوية للدلالة اللفظية كنوع من الكرم النقدي و الأدبي
إلا أنني أوافقك في انها لسلطانة على القلب
ومتحكمة فيه
برغم وجود سلطة ذكورية في النص
ولكنها في مواضع أخرى غير موضع سلطة هذه الحاكمة
,,,,

خالص تقديري

محمد الحامدي
18-09-2007, 08:06 PM
أخي الأستاذ محمد الحامدي
لا أعجب بعد قراءة قصيدة رائعة إلا من قراءة نقدية مدهشة ، تستثمر معارفنا في اللغة خير استثمار لتستجلي ما يكمن وراء الألفاظ من إيحاء خفي. وإذا كان (مولاة قلبي) قد حازت كل هذا الاهتمام ، فما عسانا نرى من إبداعك عندما تفي بوعدك وتحلل لنا القصيدة كاملة ..
أنا في شوق إلى قراءة مزيد من هذه الكشوفات المتبصـّرة .
فقط لي ملاحظة واحدة في مدلول (مولاة ) إذ إنها كما تقول من الأضداد ، وقد تتحول من معنى السلطة إلى الرق والعبودية ، ولكنك قدمت فيما سبق إشارتك إلى ذلك في أثناء تحليلك لمعنى الإضافة في (مولاة قلبي ) قولك:" ثمّ إن الإضافة ضرب من التعريف فهذه " المولاة " ليست أي سلطة وإنما سلطانة على هذا القلب وربما فيه". فجعلها المولاة الخاضعة يهدم هذا المفهوم ، ويجعل إضافتها إلى القلب معكوسة ، حيث السلطان هو القلب ، وهذا يضعف الإحساس عند الشاعر ، ويحيله إلى شخص متجبر، لذا فأنا أفضل اختيار دلالة مولاة على السلطة لا الخضوع .

الأخت الفاضلة " الكثيري " أولا شكرا جزيلا على مرورك الكريم
أما فيما يخص قولك في " مولاة " فأنا معك تماما وإنما قلت ما قلت فيها في إطار البحث في جميع مدلولات الكلمة وفي إطار مداعبة خفية لصاحب النص وقد فهمها كما فهمها ذوقك الرفيع وأنا مدين لك بهذا التوضيح الثرّ ...
شكرا سيدتي على توضيحك فهو في محله تماما