تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى فلسطين،،



ماجدة ماجد صبّاح
13-09-2007, 12:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة غزة/ في يوم الانتصار

فلسطين الغالية، نصرها الله-تعالى-.
تحية ملؤها الإيمان والسلاح، تحية الإسلام والسلام، الدم بالدم، المقاومة والنضال، تحية الشموخ والكبرياء، الأسرى والجرحى، تحية الشهداء والموتى، الكبار والصغار من هم كبار، تحيتي إليك. وبعد،

بقلم العَزة والمنعة، بكل معاني الصبر والاحتساب، بأسمى كلمات الجهاد والشرف، بحبر الدم القاني، بيد الحرية الحمراء تضرب كل باب مضرج بالدم العربي، بكل آيات الفخر التي سطرها شهداء فلسطين، التي كتبها مغابريها ومعاصريها، أسطر كلماتي التي آمل أن تصل روحك، أكتب شعاراتي التي يزداد بها اصراري، والتي لا طالما اتخذتها سلاحي في وجههم.

أمي، لا تعذليني والقدر، ولا تشتكي البشر، لا تلومي القهر، ولا تماطلي مع القمر. لا تفقدي الأمل، ولا تنسي الألم، لا تقفي وقفة العار صرعا، ولا تجري جرية الخذل عجلا. لا تسابقي القضاء، ولا تشكري يد رمضاء، لا تهاوني عصمة جرداء، ولا تقلعي عن الرفع للسماء.

أمي، قد غدا مصيرنا موحد، وأنيننا مجدد، ويلاتنا ونكباتنا حتى صرخاتنا، لا تفي طلب التنديد، بل صار الوهج شراره منبثق من بين خبايا آلام الشعب، من بين طموحات الشعب، الألم، الغضب،و الأمل مسمانا للعلياء صاعد مرتب.

أمي، قد شهدتي جهادنا، وعلمتي انتصارنا، حضرت مصرع الشهداء منا، فلا تنسي عزما حاد إليه أبطال ارتدوا الأكفان فداء، ولا تنسي ماضيا فيه فقد العزيز والغالي.

أمي، ها قد صرنا نتخبط في عتاهية الليل وحلكته، وما عدنا كما كنا، ما هنا ولا انتصرنا، ولكنا حفظنا، وأصرت قلوبنا، أن النصر حتما لنا.

أمي، لا تأمني مكر اليهود تجلدا، ولا تفضي إليهم الوعود تنكرا، ولا تبدي شفاهاً البسمة عليها، بل إن قُدر فأنياب تلاقيهم بها، ولا تأخذي على نفسك حلم لا يدرك مسربه، ولا ترضخي عقلك بنا شهداء أو جرحى، ولا تشغلي نفسك بمصيرنا، هيمان هو لنا، لا تذرفي الدمع، ولا تسكبي الحزن.

أمي، بل اربطي الجرح وقاومي، وامسحي دمعا حزينا، أمي، لا، لن يساومنا النريم. قد أسمعتنا صوتا شهيقه صدّع الأرداف،به مزقت الأستار وبانت العورات، هي لأمم ضاعت، وليل السواد تغشاها.
أمي، تجلدي، أرض الكرامة استنهضي، لَعمْرك ما انتقص حق أثقلته دمانا، وقد لهفت زمنا فيه أرضك قد ضرجتها دمانا، فلا تحزني ولا تندبي، لا تعذلي ولا ترضخي، لا تبكي ولا تسدلي ستار الآلام، بل هو خلق ظاهر، ولكل هذا، أيعقل أن تكوني لليهود مجانا؟

أمي، أنت أنجبتني، وأنا لك من المحبين، وما ازداد عشقي لك، إلا لما علمت صرع الدنيا لك، فقبلت أن أحفظك، أهديك قلبي لك زوجا، فلا ترديه، ومعه هدية لؤلؤ وماس. أعلم ما تفكريه الآن، ستقولي: لست بحاجة. بل لا تشغلي ذهنك به، هو جزء من كل، هديتي والكل لك مرجانا مرصع تاجه بالدم، عبيره مسك شهيد على أديمك فاح فانتشر، ومهرك معلق على صدري لا يزال، فمتى ما قبلتي بقلبي-وأنا أدرك حق الجواب- فابعثي بعطر الأُترجة مسكا وريحانا لي؛ أدرك حق الجواب، أبعث لك بمهرك الإسلام دينا، فحافظي عليه، وتكرمي بغيره.هو مهرك وربه حمانا.

أمي، أدركت منالك التائه، ألا فأمري إني قيد أمرك، أجيب الموت وأتسلح الردى، أركب ظهر الخطر وأسوقه، أجري مسابقة لهو الريح إعصار، أعدو منافسة موج البحر ركبان. ولتدركي، لا كرامة لجود أمة تناستها، ولا حق لشعب تهاون. وهذا ما حصل ، صارت الكرامة حذاء بأقدام الرؤوس المسمومة تداس، ولا سائل أو مسئول عن ملهاها ومرتعها مكانا. ولكن أمي، لا تظني الأمر على الكل سائر، فنحن شعب لك سقنا خطى الأمجاد، على درب الإيمان أرسلناه، وها ما أُقره: افتحي باطنك ثغورا، تعلمي كيف نطفيها دما، من علقمه ذاب جيش الغزو وفر، حين رأى رُبىً هي جبال من دم هائج شموخا.

أمي، أنت الحل، ولك الحل، منك الحل، ودونك الحل. قد ترجيت أبناءك صبرا، وما علمت أنه أمر، وليس كما أي أمر، بل هو أسرع في تنفيذه من طلبه، وها أنت الشاهد، شعبي رفع عاليا هامة السمو، وما عذل بدّا حالم أبيّ حين ارتضى المصاب قدرا.

أمي، لا توجزي أن يُغيّر الرأي، إن الحديد عند من لأجلك لبسه ليس حديدا، إنما هو المجد والفخار، هو العز انتسابا.

أمي، علمتُ أن درة الياقوت من تاجك قد سلبت، أقصى هو لنا راية، ولك تاج مرصع، بل لا تحزني، فعودته قريب. ولتيقني، دين الإسلام لا يرضى له هوان، ودين محمد المصطفى لا يقبل لأهله ذلولا.

أمي، اعلمي أنه لمن يقضي شجاعا، لا لمن يعيش جبانا. ولتجدِّفي في بحر الشجاعة ، ملاحه هو شعب لك، بل من أراد معرفة الشجاعة معنى، جاء إلينا، فهو ليس من قال فحسب، بل هو اليوم يظهر.

أمي، رجائي مكفكف إليك بخواطر الألم، لا تنسي موعدنا، ومن الآن نفذي، وأرني والعالم صمودا مجددا، تحديت به الزمان، آلمت به العدوان، وبسراجه كنت قد أنرت دروب مسلك التائهين.


أمي، لن أطيل كثيرا، ختامي لك:

لا تنظري للورا إنما
من نظر له فقد هوى


التوقيع:
ماجدة صبّاح

جوتيار تمر
13-09-2007, 01:35 PM
العزيزة ماجدة...

ربما لن اغوص في المسألة/القضية/ ما يحدث/ في غزة حيفا/ واكتفي بالرؤية والتمتع بهذه اللغة الرائعة.. وبهذه الخاطرة البديعة بيانا وشكلا ومضمونا..وصورا..لقد ابدعت في رسم مىمح الام..كما ابدعت في رسم ملامح الابنة التي سطرت ورسمت ملامح الام..وجدت الالم ينكسب من الحرف روحا..وجدت المعاناة تصيح بالوجوه كفاكم..وجدت الامل بين الاحرف رغم كل ما يحدث وحدث.

دمت بخير

محبتي لك
رمضان كريم
جوتيار

ماجدة ماجد صبّاح
13-09-2007, 04:04 PM
جوتيار
أنيرت صفحتي بوجودك
وكل عام وانت بخير

طه محمد طه عاصم
13-09-2007, 04:59 PM
الأخت الفاضله /ماجده
أراك تمهدين لصباح بالورد آتي إن شاء الله
تحاولين كشف الغمة عن أعين الكثير ممن لا ينظرون إلا تحت أقدامهم
آآآآآآآآآآآآآه دنوت والله من الجرح واستخرجت آلاف الدمعات
آه يافلسطين
يا لغة التنزيل
ياأول لفظ من قدح الروح مع النور
من همسة طفلة فى الماء
من نغمة ناى مجروح
من خفقة قلب متروح
أنت
ما بين الزهرةوشذاها
ما بين الحدقة والنور
صبرا سيدتي
سيولي الزمن المأجور
أختي الفاضلة
صرخة بنت مجروحة لأم مغتصبة
بوركت من ابنة باره
أهنؤكِ بحلول شهر رمضان الكريم
دمت بود وخير

ماجدة ماجد صبّاح
13-09-2007, 06:25 PM
أخي مشكور على المرور والمشاركة بالمشاعر الطيب
كل عام وانت بخير

علي أسعد أسعد
13-09-2007, 09:09 PM
وجع هي


تأكل من أكبادنا


وتشرب من نور عيوننا

فلسطين الحبيبة كيف أغفو
وفي جفنيك أطياف العذاب

سهير ابراهيم
13-09-2007, 09:28 PM
ما اجملها من كلمات
وكم هو رائع تعبيرك وقيم المضمون
فلسطين ارضي الحبيبة
ارض اجدادنا الاوفياء
سنحررك ونمسح حزن ارضك ولو بعد مئة عام
احترامي وتقديري

ماجدة ماجد صبّاح
14-09-2007, 11:41 AM
السيد/ أسعد ، السيد/ إبراهيم
جل احترامي وتقديري وشكري السديد وكل عام وأنتما بخير

ياسمينا مسلمة
14-09-2007, 12:28 PM
لأن الغالية هي فلسطين وتلك الدرة غزة .. قرأت سطرك وعشت بين حرفك
لأتعلم كيف يكون الحب للوطن وكيف يكون عشق التراب
أسعدت بمشاركتي هنا وقراءتي لهذا الأدب الراقي
دمتِ بكل الخير أ. ماجدة صبّاح
وكل عام وكل أهلينا بفلسطين بخير
ياسمينا مسلمة

منى الخالدي
14-09-2007, 12:52 PM
الأخت الفاضلة ماجدة

كم أبهرني هذا النص
لا أخفيكِ سراً أنني دخلت أكثر من مرة ، ومنذ الأمس وحروفه ترنّ كجرس الحبّ في أذني
ما أسعدها فلسطين إذ تحضى بهكذا قلوب تعشقها ، وما أجمل هذه الرسالة التي حملت بين طيّاتها
أروع وأعظم مشاعر الانتماء للوطن..

أحييكِ غاليتي ألف مرة..

ماجدة ماجد صبّاح
14-09-2007, 05:17 PM
أ. ياسمينه جل تقديري لكي مع اني لست استاذه انا عمري فقط 16 عاما
وأخت ي الاستاذه منى احترامي الشديد لكي

راضي الضميري
19-11-2007, 09:36 PM
رسالة صيغت بطريقة بديعة ، وطرحت أمورًا غاية في الأهمية ، و نحن أحوج ما نكون الآن لإعادة قراءتها والتفكّر في معانيها .

لكِ الله يا فلسطين وسلامٌ عليكِ ما دامت السموات والارض.

شكرًالكِ أختنا الفاضلة ماجدة صباح على هذا الجمال الذي أتحفتنا به.

تقديري واحترامي

وفاء شوكت خضر
20-11-2007, 03:20 PM
الابنة ماجدة ..

رائعة هذه الرسالة بمضمونها وأسلوبها الأدبي الرفيع المستوى ..
ننتظر مزيدك ..

ماجدة ماجد صبّاح
20-11-2007, 05:30 PM
رسالة صيغت بطريقة بديعة ، وطرحت أمورًا غاية في الأهمية ، و نحن أحوج ما نكون الآن لإعادة قراءتها والتفكّر في معانيها .
لكِ الله يا فلسطين وسلامٌ عليكِ ما دامت السموات والارض.
شكرًالكِ أختنا الفاضلة ماجدة صباح على هذا الجمال الذي أتحفتنا به.
تقديري واحترامي

أ. راضي الضميري..
كل الاحترام لحضرتك ولشخصك الكريم...
تحيتي

ماجدة ماجد صبّاح
20-11-2007, 05:33 PM
الابنة ماجدة ..
رائعة هذه الرسالة بمضمونها وأسلوبها الأدبي الرفيع المستوى ..
ننتظر مزيدك ..

أ. وفاء خضر...
كم هل جميل أن أراكِ هنا.!
أتمنى حقا أنها قد نالت اعجابك..
وغن شالله يتحسن أسلوبي في الطرح مادمت معكم
كل الحب...

مادلين يوحنا
21-11-2007, 01:43 PM
اختي ماجدة

شعوبنا تتطلع للحرية لكنها دائما تصطدم بجدار لايهتز من صناعة اعدائه

اتمنى لكم التحرر وكما لنا

ودي واحترامي

ماجدة ماجد صبّاح
23-11-2007, 09:52 AM
أ. مادلين..
ولكن الإصرار هو المفتاح،، والحل هو الإسلام،،و الوسيلة هي السلاح،، ولا مكان لزيف السلام..
كل التحية لحضرتك...

د صبرى إسماعيل
18-06-2008, 04:17 PM
العزيزة ماجدة...

ربما لن اغوص في المسألة/القضية/ ما يحدث/ في غزة حيفا/ واكتفي بالرؤية والتمتع بهذه اللغة الرائعة.. وبهذه الخاطرة البديعة بيانا وشكلا ومضمونا..وصورا..لقد ابدعت في رسم مىمح الام..كما ابدعت في رسم ملامح الابنة التي سطرت ورسمت ملامح الام..وجدت الالم ينكسب من الحرف روحا..وجدت المعاناة تصيح بالوجوه كفاكم..وجدت الامل بين الاحرف رغم كل ما يحدث وحدث.

دمت بخير

محبتي لك
رمضان كريم
جوتيار

المبدعة ماجدة
اخترت كلمات جوتيار لك لاننى لا استطيع ان اقول افضل منها
الا انك مبدعة
دكتور صبرى اسماعيل

ماجدة ماجد صبّاح
25-06-2008, 09:08 AM
الدكتور الكريم الفاضل/ صبري
يكفيني مرورك العطر على صفحتي المتواضعة...
لكَ مني تحيةً وتقدير، وللكريم جوتيار كذلك.
مودتي