المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شاهد عيــان/ ديوان / من صبرا و شاتيلا ... إلى جِنين



مازن سلام
18-09-2007, 01:58 AM
بعد عشرين سنة على المجزرة أصدرت الديوان
فقد كنت في المخيمين مع متطوّعي الدفاع المدني في لبنان
و اليوم يكون قد مرّ ربع قرن على تلك الواقعة

شاهد عيان
الدبابات, الملالات, راجمات الصواريخ, المدرعات
آلاف المدنـّسين لأرض بلادي
و بلادي, بشيوخها و نسائها و أطفالها كانت تنادي
أين أنتم يا إخوتي؟
لتـنزعوا سكين الغاصب من خاصرتي؟
كي تدحروا عدوّي و عدوّكم
كرامتي, و عرضي و أبنائي
هم كرامتكم و عرضكم و أبناؤكم
أين أنتم؟ أين رحتم؟
و تركتموني أُمزَّقُ بسيف الجلاد
هل تخلـّيتم عني؟
ألست أنا منكم كما أنتم مني؟
بلادي كانت تقول لكم
اغتصبوا بناتي
و أدرتم وجوهكم لفظاعة المشهد
نحروا أولادي
فهل لهذه الجريمة أقلقكم المرقد؟
الشيوخ كانت تهان كرامتهم
من رفس و دهس, من تعذيب و تنكيل
هل هانت دمائي عليكم في هذا الزمان البخيل؟
ألا أستحق منكم هذا الشئ القليل
أن ترفعوا أصواتكم كي تُرفعَ عني السياط؟
دخلوا إلى المخيّمات...
جمعوا الرجال في الساحات
و النساء كانت تحاول الدفاع
عن الأبناء و البنات..
دخلوا إلى المخيمات
و كانت المجزرة...
ساعات طويلة كأنـّها عصور
يقتلون, و يذبحون
يغتصبون, و يحرقون
يرتعون, و يدمّرون
و أنخاب جرائمهم يشربون...
كانوا يضحكون و يقهقهون
و الآخرون يُـقتلون و يسقطون
تحت وابل الرصاص
تحت ضربات الفؤوس
التي لا مفر لهم منها و لا مناص
من لهب نار تُـفتـَحُ على أجسادهم
و هم أحياء آمنون في ديارهم
أو ما يشبه الديار...
تلك النار التي فتحت له
طريق الشهادة
بينما العالم يلهو متفرجاً
على مسلسل الإبادة
كم تمنـّيت لو لم ألمس بذاتي
ما تركته, و ما حفرته في ذاكرتي
هذه الفاجعة
.....
سأدعو الله إن شاء
أن يمحو كل الصور القاتمة
باستثناء
تلك العائلة, و كأنها في تلك اللحظة
صارت جزءاً من عائلتي
جزءاً مني, جزءاً من مصيبتي...
أب لم يُكتَب له أن يكمل طعامه
و بقيت الملعقة معلـّقة بالهواء
ما بين فمه و موته...
أخت تحاول أن تخبئ أخاها
خلف ظهرها, كأنها جبل
لتحميه من تلك المجزرة
أمٌّ, على صدرها طفل
لم يبلغ شهره التاسع
كانت ترضعه حليب الوطن الضائع..
كانت ترضعه, حتى يكبر و يرجع
إلى بلاده, إلى فلسطين
تحت تكبير الكنائس و أجراس الجوامع
لكن حليب تلك الأم,
أوصله و أوصلها إلى أحلى البقاع
إلى جنان الشهادة
و بلادي عادت تسأل من جديد
أين حليب الأمة؟
ماذا أرضعتنا أمهاتنا حتى,
وَهِنـّا و صغرنا و سكتـنا؟
بلادي تسأل كم مجزرة علينا أن نعيش
كي نصحو من رقادنا؟
كم مجزرة علينا أن نعدّ و نشاهد
على أجهزة التلفزيون
قبل أن تتحرّك وتغلي
العزّة و النـّخوة في دمائنا؟
صبرا و شاتيلا
كنت شاهداً على زهورها
كنت شاهداً على قبورها
كنت شاهداً على سقوطها
كنت شاهداً على صمودها
و على جريمتين...
جريمة الإرهابي ابن صهيون
و جريمة أمـّة بصمتها كانت تخون...
عشرون عاماً, و الجلاد يقتل
عشرون عاماً و المجرم لم يتبدّل
عشرون عاماً
و تلك الجريمة المأساة
تلك المجزرة المعاناة
ما زالت أثارها على يديّ
و صورها في عيني
و بلادي, فلسطين تنادي
ماذا ستفعلون الآن يا إخوتي؟
و متى, متى سننزع هذا السكين من خاصرتي؟
.....
مازن سلام

د. محمد حسن السمان
18-09-2007, 02:43 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الديب الشاعر مازن سلام

لقد قدمت لنا هنا , خلجات شعرية , تحكي قصة مأساة , جعلتني أعيش المشاهد , وأحسّ عمق المشاعر , إنه جرحي كما هو جرحك , نزف قلبي وأنا كنت بعيدا , فكيف هو حالك , لأجل هذا جاء قصيدك , قويا مدويا , ينضح بصدق وعفوية , ويخرج من أعماقك , ليصل الى أعماق العالم .
تقبل احترامي وتقديري وإعجابي

أخوك
د. محمد حسن السمان

منى الخالدي
18-09-2007, 10:16 AM
الأديب الفاضل
مازن سلام

قد تجاوزت حدّ الألم في هذا النص المغرورق بالدمع
هكذا نحن الأوفياء كلما قدُم جرحنا نضج أكثر فأكثر..

المجازر مازالت تدوي على معظم بقاع أراضينا العربية..!

أحييك أخي المبدع ..

جوتيار تمر
18-09-2007, 12:45 PM
المبدع مازن...
تأتي الكلمة هنا حقيقية /مضيئة/ خارقة/لانها كلمة لا تخرج من الفم/ليست صوتا تصدره الحنجرة/ بل هي خروج الروح الداخلية/اي الداخل الانساني الفردي يكشف نفسه بصورة واضحة/ ورؤية عالية التمكين/ وهي المواجع تتسرب فينا منا لتخلقنا بشكل اخر غير الذي كنا عليه من قبل.

دمت بألق

محبتي لك
رمضان كريم
جوتيار

أنس إبراهيم
18-09-2007, 12:53 PM
الأخ الأديب مازن سلام
كلمات لها وقعها وسمعها ولكن !!! ليس عند الجميع...
أخي جعلت الصورة تبدوا بأعيننا كما وأنا رأيناها الآن أعدت الذاكرة للوراء سنين وسنين ربما يجب أن نشهد ما نشهده كل يوم كل يوم لتنمو ذرة في جسد عاقل من أبناء العرب يقول ويصيح هاهي بلادي الآن رأيتها وقد أمسكتها يد الغاصبين
تحتي أخي

سهير ابراهيم
18-09-2007, 02:02 PM
اخي الاديب المحترم مازن
جعلتني اتخايل تلك المشاهد المألمة
لا اذكر الكثير ولكن ماازال اذكر المشاهد التي رأيتها على التلفاز
التي كانت دائمآ تتكرر كانت فظيعة
اقدم احترامي وتقديري لمشاعرك وحروفك الصادقة
التي صورت لنا ما حصل

بابيه أمال
18-09-2007, 04:11 PM
تلك الدبابات والملالات وراجمات الصواريخ والمدرعات قد مرت أول ما مرت على العقول العربية فدكت منها شعور النخوة والالتحام والإيمان بأن لا غالب ولا ناصر سوى الله، كما مرت على القلوب فأماتت الإحساس منها أمام كل الصور والمشاهد الدموية منذ أول مجزرة بالأمة العربية إلى يومنا هذا وأشلاء أطفالها الغضة في كل مكان..
وهناك بين جنبات البلدان الغير مستعمرة بعد، يوجد صوت المزنجرات الفكرية التي لا زالت تعمل بجد على دك كل ما يمكّن الصرخة من الانفلات.. ولا زال الصمت سيد الموقف..
لك الله يا أمة الإسلام ولشعوبك البريئة والثمن أرواح تفارقنا كل وقت وحين..

لا طاقة للبقاء أكثر على صفحتك سيد مازن.. فالوجع يصرخ بين حروفها..
لنا الله..

أحمد الرشيدي
19-09-2007, 04:10 AM
لقد نكأت حروفك جروحا في قلبي هيهات أن تندمل

مازن سلام
20-09-2007, 01:15 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الديب الشاعر مازن سلام
لقد قدمت لنا هنا , خلجات شعرية , تحكي قصة مأساة , جعلتني أعيش المشاهد , وأحسّ عمق المشاعر , إنه جرحي كما هو جرحك , نزف قلبي وأنا كنت بعيدا , فكيف هو حالك , لأجل هذا جاء قصيدك , قويا مدويا , ينضح بصدق وعفوية , ويخرج من أعماقك , ليصل الى أعماق العالم .
تقبل احترامي وتقديري وإعجابي
أخوك
د. محمد حسن السمان

الأديب الشاعر د. محمد حسن السمان المحترم
قبل الرد على وجودك الكريم و تفاصيل الوجع الذي شرّفتني بالمشاركة به
اسمح لي بلفتةٍ تلطـّف جوّ المأساة العابق منذ سنين ...
سقطت الألف فأصبحت أنا الديب .. فوالله لا أنت قصدت و لا أنا كذلك ...
أيها الفاضل
قد ننسى قصة قرأناها , أو نرمي كتاباً في أقبية التاريخ , أو فيلماً وثائقياً , لكن لا ننسى مجزرة رأيناها بأيدينا , وحملنا معنا رائحة الموت العابقة كبخور يحمينا ... في كل مرة تعود الصور , فيسقط ما تبقـّى من الروح بين يديّ يستجديني ... كفى .
كل التحية و التقدير
مازن سلام

مازن سلام
20-09-2007, 10:50 PM
الأديب الفاضل
مازن سلام
قد تجاوزت حدّ الألم في هذا النص المغرورق بالدمع
هكذا نحن الأوفياء كلما قدُم جرحنا نضج أكثر فأكثر..
المجازر مازالت تدوي على معظم بقاع أراضينا العربية..!
أحييك أخي المبدع ..

الأديبة السيدة منى الخالدي المحترمة
.....
كلـّما حاولت أن يكون النسيان دوائي
تذكرّني عطور بأني خلِقتُ بلا نسيان
حاضري ماضٍ يلاحقني
و مستقبلي أراهن عليه يومياً
.....
دام حضورك و تجلـّيك
كل التحية
مازن سلام

عطاف سالم
20-09-2007, 11:00 PM
قرأت هذا النص مرتين .. ولم أجرؤ على التعليق وكأن الكلمات قد أخرستني ...
إنما نعم الشاهد قلم ناطق وقلب محسن صادق قادر على نقل الصورة وكأننا فيها ..
قد تكون بعض الكلمات رصاص .. نعم!
الإبداع هو أن ينقلك إليه تعيش اللحظة باللحظة ..
فإما أن تفرح معه وإما أن تحزن
وإما أن تسير وئيدا وإما أن تجري معه وأنت تلهث ..
النص المبدع متحرك ويحركك معه ..
أخي العزيز , مازن سلام
مازال حرفك كما عهدت معبر وناطق
تقبل جل تحيتي وجل تقديري
باركك الله تعالى

مازن سلام
21-09-2007, 02:44 PM
المبدع مازن...
تأتي الكلمة هنا حقيقية /مضيئة/ خارقة/لانها كلمة لا تخرج من الفم/ليست صوتا تصدره الحنجرة/ بل هي خروج الروح الداخلية/اي الداخل الانساني الفردي يكشف نفسه بصورة واضحة/ ورؤية عالية التمكين/ وهي المواجع تتسرب فينا منا لتخلقنا بشكل اخر غير الذي كنا عليه من قبل.
دمت بألق
محبتي لك
رمضان كريم
جوتيار

الأديب الأستاذ جوتيار تمر المحترم
.....
كأنـّـك عرفت مدى تعبي و إرهاقي
فقطـّعت لي عباراتك حتى أدرك روعتها
و والله إنك أيها المبدع أبكيتني من قلمي
.....
كل التحية و المحبة
مازن سلام

مازن سلام
22-09-2007, 12:53 PM
الأخ الأديب مازن سلام
كلمات لها وقعها وسمعها ولكن !!! ليس عند الجميع...
أخي جعلت الصورة تبدوا بأعيننا كما وأنا رأيناها الآن أعدت الذاكرة للوراء سنين وسنين ربما يجب أن نشهد ما نشهده كل يوم كل يوم لتنمو ذرة في جسد عاقل من أبناء العرب يقول ويصيح هاهي بلادي الآن رأيتها وقد أمسكتها يد الغاصبين
تحتي أخي

السيد رفيق الحزن المحترم
.....
كما أنّ الكلمة إذا نقصت حرفاً انقلب معناها ...
التاريخ كذلك إذا أسقطت منه صورة ,
فالمشهد النهائي قد لا يكتمل ...
.....
كل التحية
مازن سلام

راضي الضميري
22-09-2007, 01:48 PM
إن هذه المأساة لن تنسى ، ما دام فينا من هم مثلك ، يحملون قلمًا وفكرًا نبيلاً ، يدافعون فيه عن قضايا أمتهم .

الأديب الشاعر مازن سلام

لقد أبدعت أيها الأديب الرائع ، فلك مني كل تحية وتقدير

مازن سلام
23-09-2007, 12:47 PM
اخي الاديب المحترم مازن
جعلتني اتخايل تلك المشاهد المألمة
لا اذكر الكثير ولكن ماازال اذكر المشاهد التي رأيتها على التلفاز
التي كانت دائمآ تتكرر كانت فظيعة
اقدم احترامي وتقديري لمشاعرك وحروفك الصادقة
التي صورت لنا ما حصل

المبدعة السيدة سهير ابراهيم المحترمة
.....
ربما أحسدك على نعمة نسيان بعض المشاهد.
أنا متى أنسى و قد كنتُ الشاهد !!...
شكراً لمرورك و نبل التعبير في كلامك
.....
كل التحية
مازن سلام

مازن سلام
25-09-2007, 12:03 AM
تلك الدبابات والملالات وراجمات الصواريخ والمدرعات قد مرت أول ما مرت على العقول العربية فدكت منها شعور النخوة والالتحام والإيمان بأن لا غالب ولا ناصر سوى الله، كما مرت على القلوب فأماتت الإحساس منها أمام كل الصور والمشاهد الدموية منذ أول مجزرة بالأمة العربية إلى يومنا هذا وأشلاء أطفالها الغضة في كل مكان..
وهناك بين جنبات البلدان الغير مستعمرة بعد، يوجد صوت المزنجرات الفكرية التي لا زالت تعمل بجد على دك كل ما يمكّن الصرخة من الانفلات.. ولا زال الصمت سيد الموقف..
لك الله يا أمة الإسلام ولشعوبك البريئة والثمن أرواح تفارقنا كل وقت وحين..
لا طاقة للبقاء أكثر على صفحتك سيد مازن.. فالوجع يصرخ بين حروفها..
لنا الله..


السيدة بابيه أمال المحترمة
.....
هي المأساة عينها , تتكرر منذ عقود و عصور
لم نعد نعرف رائحة الورود إلا في قصائدنا
أرجو أن تعودي على صفحة مقبلة , حتى تفرح الكلمات بحضورك الكريم
.....
كل التحية
مازن سلام

مازن سلام
25-09-2007, 11:04 PM
لقد نكأت حروفك جروحا في قلبي هيهات أن تندمل

الأديب الحبيب السيد احمد الرشيدي المحترم
.....
أكاد أقسم و أجزم أنـّي كنت أتوقــّع ردّك هذا!!
سأدعو كي تغفر لي ما سبّبته لك من ألم
و سأعمل جاهداً كي أزرع البسمة و الأمل في كل القلوب
.....
كل التحية و المحبة
مازن سلام

مازن سلام
27-09-2007, 10:07 PM
قرأت هذا النص مرتين .. ولم أجرؤ على التعليق وكأن الكلمات قد أخرستني ...
إنما نعم الشاهد قلم ناطق وقلب محسن صادق قادر على نقل الصورة وكأننا فيها ..
قد تكون بعض الكلمات رصاص .. نعم!
الإبداع هو أن ينقلك إليه تعيش اللحظة باللحظة ..
فإما أن تفرح معه وإما أن تحزن
وإما أن تسير وئيدا وإما أن تجري معه وأنت تلهث ..
النص المبدع متحرك ويحركك معه ..
أخي العزيز , مازن سلام
مازال حرفك كما عهدت معبر وناطق
تقبل جل تحيتي وجل تقديري
باركك الله تعالى

الأديبة الشاعرة السيدة عطاف سالم المحترمة
.....
أيتها الفاضلة , ربما انتظرتُ عشرين عاماً قبل أن أخرج عن صمتي , لا عن طيب خاطر , بل لأني كنت أحاول أن أجد نفسي قبل أن أجد الكلمات... فما زالت الصور تقتلني كل يوم ألف مرة.
شكراً لحضورك الذي يخفف من ألم المأساة.
.....
كل التحية
مازن سلام

مازن سلام
03-11-2007, 01:31 PM
إن هذه المأساة لن تنسى ، ما دام فينا من هم مثلك ، يحملون قلمًا وفكرًا نبيلاً ، يدافعون فيه عن قضايا أمتهم .
الأديب الشاعر مازن سلام
لقد أبدعت أيها الأديب الرائع ، فلك مني كل تحية وتقدير

المبدع السيد راضي الضميري المحترم
كما تعلم , الكتابة تأتي بعد آلام مخاض ...
هنا كان الألم عظيماً لأن العين رأت و حفرت في الذاكرة مأساة إنسانية و لا أبشع ...
أشكر لك رقيّ حضورك
كل التحية
مازن سلام