المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رباعياتٌ مِن الآخرة !



سامي العامري
19-09-2007, 07:57 PM
رباعياتٌ مِن الآخرة !
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*

سامي العامري
---------
alamiri60@hotmail.de


بلادٌ حُرَّةٌ تبلو حنينا
وتَحكمُ مُهجَتي شَدَّاً ولِينا!
وأشرعةٌ كأجنحةِ الكراكي
عَلَتْ شَدْواً ورَفَّتْ ياسمينا
وأذكُرُ مِن جِهاتِ الروحِ غَرباً
كأنّا في مشارقهِ رَبينا
شتاءاتٌ كأنَّ الصيفَ فيها
اذا ما الحُبُّ خالَطَها سخينا !

*****

إنني أروي لكَ الآنَ قصيدا
كتبَتْهُ النفسُ في الخُلْدِ بريدا
لستُ أهوى في جِنانٍ ثَرَّةٍ
غيرَ مَن أشغلَ في الأرضِ وحيدا
انتَ مَن أشغَلَني قِدْماً ولن
أُطلقَ الحرفَ جُزافاً او أُعيدا
آهِ لو تعشَقنُي حَدَّ الردى
أقليلٌ أنْ أُسمّيكَ شهيدا ؟!

*****

وصلَ الضفافَ لوعدِهم نَهْرُ
فاستجوبتْهُ الريحُ والصَّخْرُ
مُلِئَتْ حقائبُهُ عِتابَ جوىً
وقياثرَ استشرى بها السُّكْرُ !
واليكَ أرسَلَني الثُقاةُ صِوىً
يا مَن ضَلَلْتَ فرُحتَ تغتَرُّ
أهلَكْتَني يوماً فأنقَذَني
رَبٌّ فكانَ الدِّينُ والحَشْرُ !

*****

مِن صلاح الدينِ آتي بكتابي
ومِن الناجينَ في يوم الحِسابِ !
انا لا أدري أأحكي عن هوىً
ام بلادٍ ما حَوَتْ غيرَ الخِطابِ !
ما فلسطينُ وما أندلسٌ
وَهُما نَزْفٌ وبغدادُ كغابِ ؟
بِحمورابي فَخَرْنا , يا لَنا
يُحْيي أهلُ الغابِ ذكرى حمورابي !

*****

مَوتي وموتُكَ واحدٌ فتعالا
نُحْيي بمِيتَتِنا الأُلى والآلا
هُمْ فوقَ أرضكَ مَيِّتون وليتَهمْ
كَثراكَ نبضاً او دُجايَ هِلالا !
يتحاصَصون فحِصَّةٌ في حِصَّةٍ
من حِصَّةٍ عن حِصَّةٍ تتوالى !
- في القلبِ تبقى الدارُ – قالوا , فاغتنوا
فاذا بذاك القلبِ يَغسلُ مالا !


*****

آخرتي – يا انتَ – نَفْحاتُ
وهيَ – وأيمِ الحُبِّ – أبياتُ
انتَ الذي تُهْتُ بهِ أفقاً
لولا غداً تَهديكَ سعفاتُ !
لستُ الذي ينطقُ عن غَيبٍ
فَتَرْجفُ العُزّى او اللاتُ !
لكنَّها شطحةُ مفتونٍ
وصبوةُ الناسِ وما فاتوا !

*****

أشواقُكَ عِبْرَ النجماتِ
مع إطلالةِ ليلٍ آتِ
تُرضيني وتُناغي شجوني
إذْ تَتَدلّى كالنغماتِ
وتهيبُ بأحداقِ حروفي
أنْ تبسُمَ مِلءَ العبراتِ
لكنكَ لم تزلِ الراضي
بِسَواقٍ لا عَذْبِ فراتِ !


*****

كأني بكَ اختَرتَني من حشودِ
فَرُحْتَ تُهَدِّدُني بالخلودِ !
فأنّى ومُؤْنِسَتي وحشتي !
وأُكسى الذُبولَ وما من شهودِ ؟
ألا لا أراكَ الزمانُ هموماً
ولا حدَّثَتْكَ الرؤى عن صدودِ
ألستَ مَنِ اختارَ بُعدي جزاءاً
ولَمْ يَرْعَ في كِبَري ضَعْفَ عُودي ؟!

----------------
كولونيا – آب - 2007

محمد إبراهيم الحريري
19-09-2007, 08:57 PM
الأخ سامي
تحية طيبة
سامية هي معانيك لامراء أقصد ، ولا سلحفة معاني ، وإنما هي الحقيقة تشي بما يكمن الحرف من بديع صور تستوجب الشكر ، والوقوف على طرفيها لنيل نفحة من شذاها .
وما القول هنا إلا ضرب من الإعجاب بكل حرف سطرته ذائقتك السامقة فكرا .
وصلَ الضفافَ لوعدِهم نَهْرُ
فاستجوبتْهُ الريحُ والصَّخْرُ
مُلِئَتْ حقائبُهُ عِتابَ جوىً
وقياثرَ استشرى بها السُّكْرُ !
واليكَ أرسَلَني الثُقاةُ صِوىً
يا مَن ضَلَلْتَ فرُحتَ تغتَرُّ
أهلَكْتَني يوماً فأنقَذَني
رَبٌّ فكانَ الدِّينُ والحَشْرُ !

ما أجملها من صور ، فلك حقيبة من التحايا

سامي العامري
19-09-2007, 09:36 PM
المبدع الجميل الحريري
ولك كذلك حقائب من الشكر والتحايا
إنني كما ترى أنتصر مثلك للتراث ولكن ضمن رؤية أحاول او أطمع بأن تبقى حديثة .
مودتي مرة أخرى وبعد طعام العشاء سأتفرّغ لرائعتك او ربما غداً صباحاً !
سامي

مازن سلام
19-09-2007, 10:09 PM
رباعياتٌ مِن الآخرة !
مَوتي وموتُكَ واحدٌ فتعالا
نُحْيي بمِيتَتِنا الأُلى والآلا
هُمْ فوقَ أرضكَ مَيِّتون وليتَهمْ
كَثراكَ نبضاً او دُجايَ هِلالا !
يتحاصَصون فحِصَّةٌ في حِصَّةٍ
من حِصَّةٍ عن حِصَّةٍ تتوالى !
- في القلبِ تبقى الدارُ – قالوا , فاغتنوا
فاذا بذاك القلبِ يَغسلُ مالا !


الشاعر الأستاذ سامي العامري المحترم
قرأتها و قرأتها
كل رباعيّة من الآخرة
تحييني و تعيدني
إلى زمن البدء
فأعود للقراءة
.....
حرفك جميل
و فكرك راقي
.....
كل التحية
مازن سلام

سامي العامري
20-09-2007, 09:27 PM
الشاعر الأستاذ سامي العامري المحترم
قرأتها و قرأتها
كل رباعيّة من الآخرة
تحييني و تعيدني
إلى زمن البدء
فأعود للقراءة
.....
حرفك جميل
و فكرك راقي
.....
كل التحية
مازن سلام

المبدع الجميل مازن سلام
بعد التحية والود
أقول لك وأنا ربما أضحك الآن خَجِلاً نوعاً ما ولكن الأمر ليس بسببي غير أني عجبت لهذه السرعة غير المتوقعة في تحوّل المواد وهذا دليل آخر بالطبع على مدى نجاح ورقي الواحة الغنّاء ,
عزيزي , أجزلُ لك الشكر وقد فرحتُ لأنك فرحتَ ! وهذا جُلُّ ما يطمح له كاتب : رضى القاريء المثقف وهو غاية لا تُدرك !
سأقرأ لك بمتعة كلّما وجدتُ لك فيضاً وألقاً شعريَين ودمت .
سامي العامري

عبدالملك الخديدي
20-09-2007, 11:38 PM
رائع رائع
بورك فيك أيها الشاعر المبدع
لا أرق ولا أجمل من هذه الرباعيات الفاتنة بلغتها الساحرة ببلاغتها ..
تقبل تحيتي وتقديري

عمر زيادة
20-09-2007, 11:52 PM
شاعرية راقية سامقة
و صور عميقة رقيقة

ما شاء الله
لا فض فوك