مشاهدة النسخة كاملة : جنـون السـؤال .. أخشى أن يُباغـتـني ما أبحث عنه .!
أبوبكر سليمان الزوي
22-09-2007, 10:11 PM
لم أعرف للحب المطلق سبيلاً .. ولم أر للصدق الصادق خليلاً .. منذ زمـنٍ فصل جيلاً عن جيل ..
بداية ذاك الزمن ليست موضوعي – ولا أذكـر حـول نهايته ، ولم أسعـد يوماً برحيله ..
كل ما أذكـره عن ذاك الـزمـن أنه كان موجوداً ، وأني كنتُ يومها في عِداد أحيائه ولم أكـن في عداد الحاضرين .
وكانت نهاية ذاك الزمن السعيد – المجهولة المعلومة .. هي الإيذان ببدء زمنٍ آخرٍ مجهول النهاية هو الآخر .. هو زمني الحاضر الذي أحاول أن أكون حاضراً فيه - حتى وإن خاصمتني بعض شروط وآليات الحضور ..!
كلفني زمني الحاضر الظالم بمهام دونما تأهيل ولا تمويل .. فوجدتُ أسمي مُـدرجاً على قوائم الضعفاء المسئولين ؛ والطلقاء المكبلين ؛ والعقلاء المساكين ؛ والحكماء العاجزين ؛ والمثقفين العاطلين عن الثقافة ؛ والأدباء المنحدرين من جذور الفكر المُحارَب ..
وكـردة فعل من جهتي - لم أستشر فيها أحداً - سمحت لنفسي بعشق السؤال حتى أضحى السؤال جزءاً من كياني .
فاعتدت مشاكسة سؤالي لي طيلة صحبتنا الطويلة - التي لا يصح الآن أن أَهَـبَـها كيل مديحي ، ولا يليق بي ذمها - قبل أن أرى ما يكون بعدها - من أمـر الجواب أو وقفة اليأس .
ورغم أني لم أعد مطمئناً- كثيراً- لخبث سؤالي ، واستغلاله لحبي له ، وتطاوله على مبادئ أفكاري ، واقترابه أحياناً من خدش كبريائي ؛ ..
لكن عزائي ومبعث صبري يكمن في اعتقادي بأني أمتلك جوابه ، وأُتقنه نغماً وحبراً- أدباً وفكراً وأسباباً – بما يكفيه تلميحاً – وإن شئت تجريحاً وكشفاًً وتشريحاً وردماً له في نفسي ، ويكفي جوابي حُجّـةً حتى لمن أراد من المكابرين عنادي .. ؛
وما يؤخرني عن صفعه بجوابه سوى انتظاري لاكتمال نصاب أنصاري وشهود العدل وإذن الزمان وبلوغ محطة في الدهر أوكل القـادر اختيارها للأقـدار .
ورغم طاقتي على الصبر وطول انتظاري ، .. إلا أن ظنوناً أضحت تطرق مسامعي - يتقطع ولا ينقطع أزيزها ؛ وأمست أجراس هواتف الشكوكِ تـُفسد عليّ متعتي بمشاهد رحلتي السرمدية – فأتوهّـم أن صبري قد يكون هو الفرصة القاتلة التي يحتاجها قاتلي ..
فقد يُفلح مع الأيام سؤالي في تعرية كلماتي من حُجّـتها التي تزينها – ذلك إذا أطلت مكوثي حيث أنا الآن - في إحدى مكتبات منطق الجنون وفكر العبثية ..
حيث أدرس وأبحث عن سر تلذذ العاجزين بعجزهم ، وسر سعادتي معهم بعدم قدرتي على إدراك ما يُخفيه غـدي ؛ حتى بت أخشى أن تعثر عليّ الإجابة أثناء بحثي المزمن المزعوم عنها ..
انتابني مرة - هي وحيدة ليس قبلها ولا بعدها - شعور بالأسى والشفقة على روح سؤالي ، وكأنها توشك أن تُزهق بأمرٍ مني ، ..
كما لو أني كنتُ أُدرك أن الجواب قادم لا ريب – يحمل حكم إعدام الأسئلة جميعها - فليس بعد وصول الجواب من سؤال ..
فصدّقت الأمر للحظاتٍ - بحثت خلالها عن سؤالٍ أنيس لسؤالي - أحتفظ بهما خشية أن يمتلئ الكون أجوبة تبحث عن سؤال .!
ورغم إيماني بوضوح رسالتي ، واعتقادي بقـدرتي على إيصالها قولاً وفعلاً لكل من ألقى جسداً يحوي سمعاً و شيئاً من البال وقدراً يسيراً من الإبصارِ , ..
إلا أني بِتُ أشعر بقصور لدي في الأداء .. دلل عليه وأكده لي - وجود أبرياء وبسطاء ومغفلين وحمقى – في حياتي - في قائمة علاقاتي ..
يعرضون علي نصحهم وإرشادي ، ويستعرضون أمامي صنوف عبقرياتهم التي تصول وتجول في مناسبات لعب الورق ..
بينما أستعرض أنا من خلالهم كم هو غائر جرحنا ، وكم هو صادق أنين مأساتنا ، وكم هي قاصرة وقذرة –أحياناً – وبعيدة دائماً رؤية الأنا لدينا - عن حقيقة الآخـر .
وبذلك فإن سؤالي القديم ما يزال قادراً على البقاء أعزباً - رافضاً كل الأجوبة من مختلف الأعمار - التي ما انفكت تخطب وده ، ..
يسرح ويمرح كطفل برئ – أطربُ أنا برؤية سعادته وشقاوته ، في حين يعبث هو بزينة خيالي – لا مبالياً بمشاعري ..
حتى صار أملي أن أحصل على جواب له ، يكشف شيئاً من غموضه ، أو يـُلجم سيل خواطري من حدبه ..
فلا تعد تزورني إلا بموعدٍ أتهيأ فيه لاستقبالها أو طرده - ما دمت عاجزاً عن بلوغ إجابة تـُضيء ظلماءه وتملأ تجاويفه فينهار أمامها صمود حيرتي في أمـره - حتى حينه .!
كنت قد استهزأت بأمره بادئ الأمـر ، وكان ذلك مني طيشاً وجهالةَ معشر الغُشُـمِ .. ؛
أما اليوم فقد أعدتُ قراءة الجُـمَلِ أحـرفاً لا كلماتٍ – فأدركت كم كنتُ غِـرّاً حين ظننت أن صحبة السؤال تبقى أقل من أن تشغل حيزاً من البال ..
وأن سؤالاً - أنا من أذن بطرحه - يظل سهلاً – لا يحتاج جوابه الوصول إلى الحِمى البعيد الكبير– حيث مراتع الأفكار ومشارب الخيال .!
وكم كنت أسيراً لهوى الشباب ربما – وربما لعديدِ أوهامـٍ يربطني بها عَـقـْدٌ طوال حياتي – لم أُستَشَرْ في زواجي بها ، ولم يُسمح لي الآن بطلاقها ..
كنت كذلك حين كنت أنتظر - دون جهدٍ - انجلاء ضباب الأمر أمام ثقتي المفرطة العمياء بصحة تنبؤاتي .. ؛
لم أكن أُقيم للزمن وزناً وقتها - لاعتقادي أنها مسألة قادم الساعات لا الأيام ..، وتطمئن بعدها نفسي – وما ذاك إلا تأكيداً لأمرٍ أراه مؤكداً ، أما الجديد حينها فسيكون تسليم الآخرين بكل مسلماتي ..؛
قال أحدهم عني أني مجنون .. فقلت لا شك أنه جنون سؤال لا جنون عقل .. وإلا .. فإني لم أقابل عاقلاً ، أو أني لم أقابل أحداً فيما مضى من سني حياتي ..
لا أشك الآن - أيها الأديب القارئ البليغ – في أنك قد أدركت مظلمتي لدى الزمان والأقدار ..!
ولمن أراد معرفة المزيد عن صورِ سؤالي أو أراد مرافقتي .. أسوقُ بعض البوح كما أعيشه الآن واقعاً وطوال ما مضى من حياتي التي أذكـر ..
أذهلتني قهقهاتهم حيث عجزت أنا عن التبسّم . فأعدت النظـر في المشهد كله ، فوجدتني أمتلك للابتسامة مرفأً - يعُـجُّ بسفن الضحك إذا كان ما لديهم .. يُضحك ُ .!
حاولت مراراً -عبثاً - أن أجد سبيلاً – لغةً – قاسماً مشتركاً – سرداباً – أو أي شيء -غير الجنون - يُعطي لما يدور تعريفاً – ولو مُبهماً .!
لعلي في نهاية اليوم أخرج من المسرح بجملة لها معنًى يُنطق بعد أن استحال عليّ الفهم .
فوجدتني أحيا بين آهات ٍ تبتسم كلما ماتت أوراق من شجرة الأخلاق ، .. وآلامٍ تـُنكـر داءها وتصف البلسم لأعدائها ، .. وعاهاتٍ تـُسدي للسلامة بنصحها وأفكارها ، وتـُرشد العقل إلى طريق الجنون الآمن ..
أجـد من حولي عباقرة يـدّخرون حكمتهم لحين حاجتهم - وهم في أوج محنتهم ..
وجدت حولي من يكذبون على أنفسهم قبل الآخر - دون أدنى ضائقة – أثناء دعوتهم للتضحية بالأرواح من أجل صون فضيلة الصدق ..
يمتدحون المنطق ويُظهرون حبه ويلعنون غيابه وعدوّه ؛ .. ويبقى رأيهم في المنطق قائماً ؛ وصون وده من أولوياتهم ..
إلى أن يُصـدّقهـم المنطق المسكين فيتجرأ يوماً - يخالف فيه واقعاً لهم - ليس فيه ذرة من منطق ..
فحينئذٍ - يظهر أن في الأمر قولان - فتتوارد فتاوى دحض حجّة المنطق ، .. ويتفقون حينها أن المنطق -هنا - ضربٌ من الجهلِ ، فيجافونه ويُحرضون الواقع ضده ؛
.. ولا يأتونه بعدها إلا مكرهين - أو أن يُطابق هو أهواءهم صدفة ، .. ويرون أن هذا الذي يفعلون هو ضربٌ من أجود أنواع المنطقِ ..
وجدت بينهم ظلوماً يبغض ظلماً ، وأتاني من صوبهم جهلٌ يشتكي جهـولاً ..
رأيت شروط الانتحار وقد توافدت وتجمعت بينهم - فتحققت .. ولم يعد يفصلها عن النصاب ويمنعها من حفظ كرامة الإنسان لديهم - سوى تخلف ممثل الفتوى عن حضور جلسات فقه عصر العقل المنطقي .
أخيراً .. لستُ متمكناً من قواعد الشعر الفصيح وأنماطه .. فعذراً – سلفاً – يا سادة الشعر ..
ولكن أظنه أنه حدث .. في زمن قد مضى وقد نسيته ، أني سألت يوماً مخلوقاً - لا أذكر جنسه – عن أمـر كنت أجهله ..
وكل ما علق في الذاكرة من أحداث ذاك اليوم هي بعض أبيات من شعر قاله لي ذلك المخلوق ..
لا تسل سواك عما أنت به أجـدرُ .. وليس صواباً كل ما يأتيك من طرف الأنا ..
فإن حيّرك سؤالٌ أنت عليه أقـدرُ .. فاعلم أن في الأمـرِ أمـرٌ ليس مكشوفاً لنا
فلا تعد لطرحه في خلواك وانتظر .. فأغلب ظني أنك لن تكون بعد الآن ها هنا ..
لكل أناً في الحياة يا صديقي آخـرُ .. ويحصل أن يكون آخـَرُكَ بعضاً من الأنا ..
مع فائق تقديري وكبير احترامي للجميع ..
نور سمحان
22-09-2007, 11:17 PM
أخي الفاضل
جميل حرفك
وبهي نثرك
تقديري
وفاء شوكت خضر
22-09-2007, 11:52 PM
مفكر ، فيلسوف ، حكيم ، منطقي ..
أديب متمكن من علمه وثقافته ومن ثم حرفه ..
يصوغ لنا الحكمة بلغةالأدب السهل الممتنع ، العصي البسيط ، لنتفكر ..
نص لا يمر عليه مرور الكرام عاقل ، بل سيخرج حاملا ألف سؤال وسؤال تبحث عن إجابات .
أسئلة تشاغب العقل ، وتستفز الفكر .
أعتقدني سألاحق فكرك على كل الصفحات إن أذنت لي ..
شكرا على فكر نير يمنحنا فرصة للتفكر .
تقديري وتحيتي .
أبوبكر سليمان الزوي
23-09-2007, 12:16 AM
الأخت الأديبة .. نور سمحان ..
أسعدني جميل مرورك ، وأبهجني لطيف شعورك ..
أشكرك كثيراً من قلبي .. تقديري ..
أبوبكر سليمان الزوي
23-09-2007, 01:37 AM
الأديبة الكبيرة ، والإنسانة الكبيرة ، والأخت الوفية للزمالة والأُخوّة والأدب والفكر .. وفاء شوكت خضر ..
ما قلته بحقي .. يحتاج مني بعض الوقت لأفيه وأفيكِ حقكِ ..
هذا رد مبدئي .. وانتظري مني جواباً -هنا - يليق بالكبار ..
أشكر وأثمّن عالياً وأمتن كثيراً - لعظيم أخلاقك ونبل مشاعركِ ..
جوتيار تمر
23-09-2007, 10:07 AM
الزوي...
عن النص/ لاغبار عليه/ انه من النصوص التي تحمل نفساً طويلاً/ ورؤية ذاتية نابعة من عمق فكري فلسفي / والمتلقي لابد وان يجد نفسه تحت تأثير المقولات العميقة فيه/ لان المتلقي اي كان لابد وان تُثار فيه ملكة السؤال التي هي مغروسة في كل انسان/ لكن بشكل نسبي/ والنسبية هذه لاتعني ان هناك تفضيل/ لكن لكن دائما المجد/ المجتهد/ الذي يبذل/ ويبحث ويريد الوصول/ والاخر المتكأ على ما يصل اليه غيره/ اللغة البارزة هنا هي لغة / الأنا/ مع وقف للتنفيذ/ لانها تخوض غمار صراع وجودها في مساحة ليست بضيقة/ انها مساحة تسع الكل في اللأنا/ واللأنا في الكل/ الزمن/ الوجود/ امرنا بني عليهما الكون/ اذا لازمن بدون وجود/ ولاوجود بدون زمن/ ولعل من سائل يقول كيف/ والاجابة فقط تحتاج الى رؤية داخليه/ متى هو/ واين هو/ وايهما يمكنه الاستغناء عنه/ اعود للنص ثانية/ والصراع المحتمدم بين الانا/الوجود/ والزمن/ وكأني بمقول الزمكان/ تتجه بنا نحو امور خاصى تتعلق بالنظريات الفلسفية القائلة بالشك/ والاخرى التي تقول بأن للوجود قيمته اذا ما كان سابقا للماهية/ واي كان فأنك هنا قد ادخلت اللأنا في صراع هو اصلا فيه لكنه كالامر السابق الذي ذكرنا نسبيته/ فهناك من يعي صراعه هذه وهناك من يجهله تمام الجهل/ والاول هنا يقدر الذات/ فتكون له البدء/ او ما اسميه نهاية لنهاية سابقة/ ليدخل في مخاض نهاية اخرى تلوح في الافق له/ وعندما تكون الذات الانسانية مثار وموضع نص/ فأن صاحبه بلاشك يعرف قيمة هذه الذات/ ويدرك تماما قدرة الذات هذه على ان تكون ذات حاضرة وعلى جميع المستويات.
اسف لهذياني
محبتي لك
جوتيار
أبوبكر سليمان الزوي
23-09-2007, 03:08 PM
الأخ العزيز .. جوتيار تمر ..
لله درّك .. وهل يجد الهذيان لمثلك طريقاً - حتى من باب المزاح .. وأنت الذي يتابع تعليقاتك وكتاباتك الكبار ..
ولكن سيدي الكريم .. كنت أتمنى أن لو كانت ملاحظاتك أكثر تركيزاً واختصاراً ووضوحاً ..
وأظن أن النص يستحق منك قراءة ثانية ..
فالأنا مثلاً : عندما تكون منصفة - فلا بأس من سماعها ومحاورتها .. بديلاً عن الآخـر. وهي التي تقول عن نفسها - في النص - أن أداءها يشوبه القصور .. لأنها كانت تعتمد على اتفاق الأنفس والعقول البشرية على المسلمات الفطرية .. واتضح لها أن ذلك ليس من المسلمات ؛ وإنما هو من القواعد .. ولكل قاعدة شواذ ..
أجمل تحياتي ..
ريمة الخاني
23-09-2007, 04:21 PM
دعني كاتبنا بمداخله ربما بعيدا عن كلماتك الصداقه
الكاتب يتأرجح بين حالات:
رواسب قديمه
واحداث في حياته ..
تركت ندبات في قلبه يبوح بها حروفا..
ولن تنتهي...والافضل الا تنحرف عن المسار القويم...
وهواجس تنتاب الكاتب كتبتها انت:
فهي هواجس الابداع التي لاتنفك عن المبدع...
والا لفقد قلمه...
وفي كلا الحالين اجد ان كل كاتب يملك حساسيه خاصه وردات فعل نتمناها ايجابيه
تجاه الواقع لولاها لما كان...
تقديري
أبوبكر سليمان الزوي
23-09-2007, 08:43 PM
[quote=وفاء شوكت خضر;313262]مفكر ، فيلسوف ، حكيم ، منطقي ..
أديب متمكن من علمه وثقافته ومن ثم حرفه ..
يصوغ لنا الحكمة بلغةالأدب السهل الممتنع ، العصي البسيط ، لنتفكر ..
نص لا يمر عليه مرور الكرام عاقل ، بل سيخرج حاملا ألف سؤال وسؤال تبحث عن إجابات .
أسئلة تشاغب العقل ، وتستفز الفكر .
أعتقدني سألاحق فكرك على كل الصفحات إن أذنت لي ..
شكرا على فكر نير يمنحنا فرصة للتفكر .
الأخت العـزيزة .. وفاء
شهادة الأدباء الكبار أمثالك .. مبعث فخر كبير لي ..
جميل أن يجد الكاتب صدىً لأفكاره بين الأدباء والمفكرين ..
وجميل أن يرى الإنسان رسالته وقد وجدت من يعي أبعادها من النظرة الأولى ..
وجميل أن نجد عقلاً عربياً كبيراً - في هذا العصر العربي الصغير - عقلٌ يمتلك الشجاعة الأدبية والثقة في قدرته على تقييم أفكار الآخرين .. وقول الحقيقة مجردة .
لولا وجود أمثالك من المنصفين .. لكان الإحباط مصير الكتاب والمفكرين ..
أختي الكريمة .. مثلك من المحللين لا يحتاج إذناً لملاحقة أفكار الآخرين .. فمروركِ شرف كبير ، وسرورك بالنص شهادة فخر .
فمثلكِ من المحايدين الواثقين من أفكارهم ومبادئهم ومكانتهم .. هم من يُعـوّل عليهم أدبنا للدفع به ، بعد تنقيته من شوائبه وغباره ..!
أرجو أن يكون إنتاجي الفكري والأدبي - جديراً بمرور الأدباء الكبار أمثالكِ - وتقديرهم ..
الأديبة المحترمة .. وفاء ..
أرجـو أن أكون عند حسن ظنكِ .. أقبل النقد - ولا أجد في نفسي حرجاً ..
وأرجو أن تجدي أني .. بعيدٌ في كل كتاباتي - كل البعد - عن حشو النصوص والأفكار بالجمل والكلمات المتشابهة - التي يَملُّ القارئ العادي -قبل الأديب قراءتها ..
خجولٌ أنا أمام كرمكِ الحاتمي ، وكرم الأستاذ د. محمد حسن السمان - في مشاركتي السابقة هنا ، وكرم كل الزملاء الأفاضل ..
ولا أجد سبيلاً لرد الجميل ..
أشكـر مروركِ الكريم وشعوركِ النبيل وتشجيعكِ الأصيل .. أختي الفاضلة ..
وهذه مدونتي الخاصة .. إن شئتِ مروراً .. وجلُّ كتاباتي في واحتنا العزيزة .. هي في واحة الفكـر ..
www.humane2.net (http://www.humane2.net)
أبوبكر سليمان الزوي
23-09-2007, 10:02 PM
الأديبة الفاضلة .. ريمة الخاني ..
الأمـر كما وصفتِهِ أنت إلى حد كبير ..
فعثرات الزمان تعصف بالقلوب - فتترك بصماتها -أسئلة تـُغازل أو تتحدى - فكر الإنسان ، .. فينطق بصداها اللسان في محيطه حيث هو .. باحثاً عن الجواب تارة .. وتارة باحثاً عن الأمان ..
وعندما يجد أن محيطه من البشر مناصرٌ لظلم الزمان .. يلجأ إلى قلمه - يخاطب البعيد مسافة - والقريب من الوجدان .. طلباً للعون ..
أي عون يطلب ..! إنه يطلب فهماً لما يدور من أحداث - مخزية - أبطالها بشرٌ عقلاء - من الأقارب والجيران ..!
دمت بخير أيتها الأديبة الراقية ..
د. نجلاء طمان
24-09-2007, 07:45 PM
المفكر الرائع: الزاوي
إن الكاتب هنا يقف على المحك بين ماض وحاضر؛ يتجمع الماضي ويتبلور داخل قنينة العقل ويثبت في وضع الغليان , إلى أن يمر الكاتب بمحك في الحاضر, شد سدادة الفلينية للقنينة في عنف, فخرج جنون السؤال من عقل الذات الكاتبة باحثا عن متنفس للعقل والنفس معا. إن جنون السؤال عند الزاوي يجرنا إلى جنون نفسي من نوع آخر يغرقنا في عمق أوضاع فكرية متردية في المجتمع, ويحثنا في ذكاء من القاص إلى إعمال أفكارنا في حل لها. إن الكاتب يبدأ في إخراج مكنونات العقل في سرد متألم حائر, إلى أن يأتي بالنهاية مليئة بأمثلة كل مثال منها, يفتح مجالا للنقاش.
باقتباس عبارة مذهلة - وكل النص مذهل " أذهلتني قهقهاتهم حيث عجزت أنا عن التبسّم . فأعدت النظـر في المشهد كله ، فوجدتني أمتلك للابتسامة مرفأً - يعُـجُّ بسفن الضحك إذا كان ما لديهم .. يُضحك ُ .!...."
لقد تحيرت في تصنيف هذه الفقرة فهي تمثل بذاتها قصة قصيرة جدا متكاملة العناصر, وهي تختزل فيها بشكل خاص كما في النص بشكل عام أطروحة فكر فلسفي جديد, لكنه مغمس بالألم .لذا أسميتها "نص الفكر", فهو يخرج لنا مرارة تتخلل نفس الكاتب سببها اضمحلال فكري أدي الى حيرة وتباعد من الكاتب عن الجو المحيط,, في قص قصير أوضح في شدة رغاوى ثقافية معرفية لدى الكثيرين.
وفي النهاية يضع نص الزاوي هنا أول دائرة حول مكان الصدع في محاولة منه لترميم أكيد- بمساعدة فكرية وطرح فكري جاد من الذات المتلقية- دون إخفاء الصدع الظاهر في ثنايا الأفكار أو الأيديولوجيات الفكرية لها هي لزيادة عمرها الافتراضي في حراكها السوشيوثقافي، وتموضعها داخل المنظومة الثقافية الحضارية.
دمت فكيرا مبدعا
شذى الوردة
رمضان كريم والله أكرم
د. نجلاء طمان
أبوبكر سليمان الزوي
27-09-2007, 04:52 PM
المتألقة دوماً .. ذات اللمسات الفريدة في قراءة الأفكار .. د. نجلاء طمان ..
اللهم لا حسد .. مدهش بكل المقاييس .. هذا التعمّـق الدقيق المدروس المحكم المختصر الشامل - في روح النص .. ؛
وهذا السفر السعيد المتأني الحـر المـرح - عبر تجاويف الأفكار المطروحة .. ؛
ومن ثم .. هذا الولوج السلس -عبر نافذة التساؤلات - إلى حيث تكمن حيرة الكاتب ؛
ثم .. هذه المعاينة الدقيقة ، وهذا التحديد البارع لمواضع الداء لديه .
شأني مع مثل هذه الردود المتكاملة .. هو أني أصف وأشرح النص مستقبلاً - عن طريق قراءة هذا الرد .. فأقول مثلاً النص الذي كان عنوانه .. كذا .. والذي كان الرد عليه .. يشتمل على كذا وكذا وكذا ..
أدام الله حضوركِ وسروركِ ورعاكِ من عين الحسد- أيتها المتمكنة من حرفها ..
أصدق التحيات وأنبل المشاعر .. أختي الغالية ..
مأمون المغازي
27-09-2007, 06:31 PM
الأستاذ الأديب المفكر : أبوبكر سالم .
دعني بداية سيدي أقبل هذا الإبداع قبلة المتعلم .
نحن أمام مقال صادق لم ينتج رغبة في الكتابة أبدًا وإنما انساب ساقيًا اثنين : صاحبه ، والمتلقي والدليل على ذلك أنه بني على فكر سائل مهما بحث عن سؤال يزاوج به سؤاله فلن يجد هذا السؤال الذي يرقى لذات السؤال ، وذلك لأنه باحث عن ذاته في ذاته يحاول أن يؤطر لها في مجتمع متشعب الرؤى ، ومتعدد الدرجات ، والبحث في الذات أمر من الصعوبة أن ندرك غاية يته لأن الذات كلما انكشف منها جانب صعب السؤال عن ذي قبل وذلك ـ كما أبان أستاذنا ـ لترابي الإجابات الآتية إيه من خارج ذاته أو من حدودها ، لأن الأجوبة تأتي من حدود قطنها آخرون منهم من حاوره السؤال فاستعار له إجابة ، أو اكتفي بمقتضب قول توهم فيه الراحة ، أما المدرك للأنا المقدر لها ، القادر على محاورتها هو الصحييح العيي ، هو المستقر المضطرب ، هو العاقل المجنون ، نعم كما قال الأديب : هو جنون السؤال لأن السؤال يصل إلى حد النزق فيضرب صاحبه بألف سوط كل سوط ينضه منطقة في العقل ، ومنطقة في الذات ، ومنطقة في النفس ، ومنطقة في الرغبات ، ومنطقة في الاعتقاد ، ومنطقة في الحلم ، ومنطقة في علاقة الماضي بالحاضر ، ومنطقة في علاقة الحاضر بالمستقبل ، ومنطقة في علاقة الأنا بما سبق من زمن والآتي ، والأقوى في هذا كله منطقة بين الأنا والأنا ، ومنطقة بين الأنا والآخر ، أما بين الأنا والأنا فهي غاية الحكمة ، وأما بين الأنا والآخر فهي ترجي الفائدة ، أما القادر من الناس على اسكناه الأنا فلا يمكن إلا أن يكون عالمًا لا يمل ، ومنطقيًا يقدر قيمة وجوده ، وشاعر بنقصه لأنه باحث عن التمام ... أعتقد أن القول سيطول بي لأناقش هذا الكتاب المختصر في مقال ، لكني وبمنتهى الحيادية أشعر أنني في حيقة غناء وارفة الظلال طرية الهواء تفتح مساحات للتأمل .
أديبنا الزوي ،
أنت رائع بحق .
محبتي واحترامي
مأمون
أبوبكر سليمان الزوي
28-09-2007, 07:59 PM
الأديب والناقد والمحلل والمفكر والمبدع .. الأستاذ مأمون المغازي ..
سيدي الفاضل .. أٌقسم لك .. أني قد طلّقت أخت النفاق( المجاملة الكاذبة القاتلة للإبداع) منذ زمن ليس بالقصير ..
وعليه إسمح لي أن أقول .. أن تعليقاً كالذي تفضلت به يُعطي للنص شكلاً أدبياً وطابعاً فكرياً -صادقين واقعيين .. لم يخطرا ببال الكاتب أوان انهماكه واسترساله بكتابة النص ..
ويُعطي للكاتب ثقة في أدبه وحرفه وقدرته على إيصال رسالته ، ويمـده بحيوية وطاقة متجددة ..
سيدي.. أراني لا أجد حرجاً إذا قلت أني عرفت شيئاً جديداً عن نفسي- ككاتب- بعد أن قرأت ما أفضت به حضرتك .. خلال استعراضك لآفاق النص وأفكاره ، وتصوراتك البديعة -الواقعية- لنفسية الكاتب ..
تعلمت الآن منكم سيدي الفاضل أن الفرق يبقى أبداً كبيراً بين الطالب والأستاذ ..
وحضرني المثل الشعبي الذي يقول .. العين ما تعلا على حاجبها ..
أرجو أن يُحالفني الحظ دائماً -لأسعد بتعليقكم المُغـذّي للفكر ..
تقبـّل فائق تقدير وامتناني ، وعظيم احترامي ..
خليل حلاوجي
28-12-2007, 12:24 PM
وقد قالها من قبل ... سقراط : أنا متأكد جداً من جهلي ...
ولكن الناس اليوم منشغلون بالكينونة ... عن الصيرورة ...
فهم بحاجة إلى استفاقة ... من شخير الهم ورخص الذمم وضياعنا بين الأمم
\
لك محبتي خالصة
مروة عبدالله
28-12-2007, 07:41 PM
أبو بكر سليمان الزوي الراقي
،
،،
وحكم تتألق بها جميع خواطركَ
وقلم يتميز بفكره وعقله وقدرته على التعبير
حقاً أتعلم منكَ كثيراً
فأنت أستاذاً في مضماركَ
دمت ألقاَ ودمت نبراساً أيها الرائع
محبتي لهكذا فكر
سيلفا حنا حنا
28-12-2007, 07:58 PM
الأخ المتألق وذات الابتسامة المخملية
ابو بكر سليمان الزوي
:os::0014::os:
سيدي الفاضل .مادمت فارس الكلمة
والحرف يتراقص بين يديك فما عساي اقول
امام هذه اللوحة المتألقة الشامخة
دمت لنا يا عزيزي وباركك الخالق
ليوفقنا الله
http://www5.0zz0.com/2007/12/07/17/45871529.gif
عبدالله المحمدي
29-12-2007, 12:10 AM
قالت : أريد أن أشعر أني أتحدث إلى إنسان ...
لم َ التعقيد في حديثك ؟
قلتُ : أنا في منتهى السهولة ... ماذا تريدين ؟
قالت : كم عمرك ؟
قلتُ : ألم أقل لك
(ولدتُ ولم أعش , وسأموت كالآخرين ) !
قالت : هل لك أن توضحها اكثر للمرةِ الأخيرة ؟
اخي ابوبكر :
حروفك تجري طوع بنانك ...فدعها تجري في ربوع الجمال والحكمة لنستمتع بها نحن
ولا نريد لك الشقاء ..ربما هي لعنة الحرف او لعنة الوطن
لك الحب والتقدير ....كل عام وانت بخير
أبوبكر سليمان الزوي
26-01-2008, 06:31 PM
وقد قالها من قبل ... سقراط : أنا متأكد جداً من جهلي ... ولكن الناس اليوم منشغلون بالكينونة ... عن الصيرورة ...
فهم بحاجة إلى استفاقة ... من شخير الهم ورخص الذمم وضياعنا بين الأمم
\ لك محبتي خالصة
أخي وحبيبي \ خليل .. العزيز
هكذا هو الحال ، وهكذا هي الأمة ، وهكذا هم الأفراد ، وهكذا هو قَـدَرُنا .!
وربما كانت الحقيقة أمـراً نسبيًا ، وربما كانت هي كل ما يجهله الآخـرون عن الآخـرين .!
حروفك وآهاتك تبعثُ على الأملِ في الأمة .! فلا توقفها .!
أَنتظرُ حرفاً يحمل فكرك بعدما عـزّ اللقاء .!
أصدق تحياتي ..
أبوبكر سليمان الزوي
26-01-2008, 07:12 PM
أبو بكر سليمان الزوي الراقي
،، وحكم تتألق بها جميع خواطركَ
وقلم يتميز بفكره وعقله وقدرته على التعبير
حقاً أتعلم منكَ كثيراً
فأنت أستاذاً في مضماركَ
دمت ألقاَ ودمت نبراساً أيها الرائع
محبتي لهكذا فكر
واللهِ إن الأدب والرُقِـيَّ والأخـلاق لفي ما قرأتُه من حـرفكِ الذي أخجلني وأمدني بالتشجيع وحب العطاء .!
أتمنى أن يمُنّ الله عليّ دائماً برضا الصادقين ، وتواصل الشرفاء النبلاء .!
مثلكِ أتعلم منه الكثير .!
تقبّـلي أصدق تحياتي وخالص امتناني وبالغ تقديري .. بكل أمانة وصدق .
أبوبكر سليمان الزوي
03-02-2008, 01:48 PM
الأخ المتألق وذات الابتسامة المخملية
ابو بكر سليمان الزوي
:os::0014::os:
سيدي الفاضل .مادمت فارس الكلمة
والحرف يتراقص بين يديك فما عساي اقول
امام هذه اللوحة المتألقة الشامخة
دمت لنا يا عزيزي وباركك الخالق
ليوفقنا الله
http://www5.0zz0.com/2007/12/07/17/45871529.gif
نُبلُ مشاعركِ وكرمُ أخلاقكِ وسمو نفسكِ - ظاهرةٌ جليةٌ ، وعفويةُ حرفكِ الأخّاذة تبعثُ على الأمل والعطاء ونشر الحب بين الناس ..
أبقاكِ الله سعيدة وأبقى المحبة الصادقة سبيلاً للعطاء والتواصل بين الشرفاء الطيبين .
مروركِ حملَ عبقاً خاصاً ميّزه وأعطاه وقعاً على النفس لا أُحب أن يُفارقني .!
ليحفظنا الله جميعاً وليبقى الصدق رمزاً للعطاء ..
أبوبكر سليمان الزوي
03-02-2008, 01:59 PM
قالت : ...
لم َ التعقيد في حديثك ؟
...
قلتُ : ...
(ولدتُ ولم أعش , وسأموت كالآخرين ) !
...
اخي ابوبكر :
حروفك تجري طوع بنانك ...فدعها تجري في ربوع الجمال والحكمة لنستمتع بها نحن
ولا نريد لك الشقاء ..ربما هي لعنة الحرف او لعنة الوطن
لك الحب والتقدير ....كل عام وانت بخير
أخي العزيز \ المحمدي ..
أنتَ أهلٌ للتقدير الكبير والحب الصادق .!
يكفي حرفي فخراً وسبباً للجريان في ربوع الجمال أنْ ينال إعجابك أيها الكريم .!
كلماتك الكبيرة التي تتوهج جدية وفهماً وصدقاً .. كفيلة بأن تجعل الإنسان مبدعاً .!
لك كل الود أيها العزيز المتمكن من حرفه ولغته .!
يسرى علي آل فنه
10-02-2008, 09:09 PM
لم أعرف للحب المطلق سبيلاً .. ولم أر للصدق الصادق خليلاً .. منذ زمـنٍ فصل جيلاً عن جيل ..
بداية ذاك الزمن ليست موضوعي – ولا أذكـر حـول نهايته ، ولم أسعـد يوماً برحيله ..
كل ما أذكـره عن ذاك الـزمـن أنه كان موجوداً ، وأني كنتُ يومها في عِداد أحيائه ولم أكـن في عداد الحاضرين .
وكانت نهاية ذاك الزمن السعيد – المجهولة المعلومة .. هي الإيذان ببدء زمنٍ آخرٍ مجهول النهاية هو الآخر .. هو زمني الحاضر الذي أحاول أن أكون حاضراً فيه - حتى وإن خاصمتني بعض شروط وآليات الحضور ..!
كلفني زمني الحاضر الظالم بمهام دونما تأهيل ولا تمويل .. فوجدتُ أسمي مُـدرجاً على قوائم الضعفاء المسئولين ؛ والطلقاء المكبلين ؛ والعقلاء المساكين ؛ والحكماء العاجزين ؛ والمثقفين العاطلين عن الثقافة ؛ والأدباء المنحدرين من جذور الفكر المُحارَب ..
وكـردة فعل من جهتي - لم أستشر فيها أحداً - سمحت لنفسي بعشق السؤال حتى أضحى السؤال جزءاً من كياني .
فاعتدت مشاكسة سؤالي لي طيلة صحبتنا الطويلة - التي لا يصح الآن أن أَهَـبَـها كيل مديحي ، ولا يليق بي ذمها - قبل أن أرى ما يكون بعدها - من أمـر الجواب أو وقفة اليأس .
ورغم أني لم أعد مطمئناً- كثيراً- لخبث سؤالي ، واستغلاله لحبي له ، وتطاوله على مبادئ أفكاري ، واقترابه أحياناً من خدش كبريائي ؛ ..
لكن عزائي ومبعث صبري يكمن في اعتقادي بأني أمتلك جوابه ، وأُتقنه نغماً وحبراً- أدباً وفكراً وأسباباً – بما يكفيه تلميحاً – وإن شئت تجريحاً وكشفاًً وتشريحاً وردماً له في نفسي ، ويكفي جوابي حُجّـةً حتى لمن أراد من المكابرين عنادي .. ؛
وما يؤخرني عن صفعه بجوابه سوى انتظاري لاكتمال نصاب أنصاري وشهود العدل وإذن الزمان وبلوغ محطة في الدهر أوكل القـادر اختيارها للأقـدار .
ورغم طاقتي على الصبر وطول انتظاري ، .. إلا أن ظنوناً أضحت تطرق مسامعي - يتقطع ولا ينقطع أزيزها ؛ وأمست أجراس هواتف الشكوكِ تـُفسد عليّ متعتي بمشاهد رحلتي السرمدية – فأتوهّـم أن صبري قد يكون هو الفرصة القاتلة التي يحتاجها قاتلي ..
فقد يُفلح مع الأيام سؤالي في تعرية كلماتي من حُجّـتها التي تزينها – ذلك إذا أطلت مكوثي حيث أنا الآن - في إحدى مكتبات منطق الجنون وفكر العبثية ..
حيث أدرس وأبحث عن سر تلذذ العاجزين بعجزهم ، وسر سعادتي معهم بعدم قدرتي على إدراك ما يُخفيه غـدي ؛ حتى بت أخشى أن تعثر عليّ الإجابة أثناء بحثي المزمن المزعوم عنها ..
انتابني مرة - هي وحيدة ليس قبلها ولا بعدها - شعور بالأسى والشفقة على روح سؤالي ، وكأنها توشك أن تُزهق بأمرٍ مني ، ..
كما لو أني كنتُ أُدرك أن الجواب قادم لا ريب – يحمل حكم إعدام الأسئلة جميعها - فليس بعد وصول الجواب من سؤال ..
فصدّقت الأمر للحظاتٍ - بحثت خلالها عن سؤالٍ أنيس لسؤالي - أحتفظ بهما خشية أن يمتلئ الكون أجوبة تبحث عن سؤال .!
ورغم إيماني بوضوح رسالتي ، واعتقادي بقـدرتي على إيصالها قولاً وفعلاً لكل من ألقى جسداً يحوي سمعاً و شيئاً من البال وقدراً يسيراً من الإبصارِ , ..
إلا أني بِتُ أشعر بقصور لدي في الأداء .. دلل عليه وأكده لي - وجود أبرياء وبسطاء ومغفلين وحمقى – في حياتي - في قائمة علاقاتي ..
يعرضون علي نصحهم وإرشادي ، ويستعرضون أمامي صنوف عبقرياتهم التي تصول وتجول في مناسبات لعب الورق ..
بينما أستعرض أنا من خلالهم كم هو غائر جرحنا ، وكم هو صادق أنين مأساتنا ، وكم هي قاصرة وقذرة –أحياناً – وبعيدة دائماً رؤية الأنا لدينا - عن حقيقة الآخـر .
وبذلك فإن سؤالي القديم ما يزال قادراً على البقاء أعزباً - رافضاً كل الأجوبة من مختلف الأعمار - التي ما انفكت تخطب وده ، ..
يسرح ويمرح كطفل برئ – أطربُ أنا برؤية سعادته وشقاوته ، في حين يعبث هو بزينة خيالي – لا مبالياً بمشاعري ..
حتى صار أملي أن أحصل على جواب له ، يكشف شيئاً من غموضه ، أو يـُلجم سيل خواطري من حدبه ..
فلا تعد تزورني إلا بموعدٍ أتهيأ فيه لاستقبالها أو طرده - ما دمت عاجزاً عن بلوغ إجابة تـُضيء ظلماءه وتملأ تجاويفه فينهار أمامها صمود حيرتي في أمـره - حتى حينه .!
كنت قد استهزأت بأمره بادئ الأمـر ، وكان ذلك مني طيشاً وجهالةَ معشر الغُشُـمِ .. ؛
أما اليوم فقد أعدتُ قراءة الجُـمَلِ أحـرفاً لا كلماتٍ – فأدركت كم كنتُ غِـرّاً حين ظننت أن صحبة السؤال تبقى أقل من أن تشغل حيزاً من البال ..
وأن سؤالاً - أنا من أذن بطرحه - يظل سهلاً – لا يحتاج جوابه الوصول إلى الحِمى البعيد الكبير– حيث مراتع الأفكار ومشارب الخيال .!
وكم كنت أسيراً لهوى الشباب ربما – وربما لعديدِ أوهامـٍ يربطني بها عَـقـْدٌ طوال حياتي – لم أُستَشَرْ في زواجي بها ، ولم يُسمح لي الآن بطلاقها ..
كنت كذلك حين كنت أنتظر - دون جهدٍ - انجلاء ضباب الأمر أمام ثقتي المفرطة العمياء بصحة تنبؤاتي .. ؛
لم أكن أُقيم للزمن وزناً وقتها - لاعتقادي أنها مسألة قادم الساعات لا الأيام ..، وتطمئن بعدها نفسي – وما ذاك إلا تأكيداً لأمرٍ أراه مؤكداً ، أما الجديد حينها فسيكون تسليم الآخرين بكل مسلماتي ..؛
قال أحدهم عني أني مجنون .. فقلت لا شك أنه جنون سؤال لا جنون عقل .. وإلا .. فإني لم أقابل عاقلاً ، أو أني لم أقابل أحداً فيما مضى من سني حياتي ..
لا أشك الآن - أيها الأديب القارئ البليغ – في أنك قد أدركت مظلمتي لدى الزمان والأقدار ..!
ولمن أراد معرفة المزيد عن صورِ سؤالي أو أراد مرافقتي .. أسوقُ بعض البوح كما أعيشه الآن واقعاً وطوال ما مضى من حياتي التي أذكـر ..
أذهلتني قهقهاتهم حيث عجزت أنا عن التبسّم . فأعدت النظـر في المشهد كله ، فوجدتني أمتلك للابتسامة مرفأً - يعُـجُّ بسفن الضحك إذا كان ما لديهم .. يُضحك ُ .!
حاولت مراراً -عبثاً - أن أجد سبيلاً – لغةً – قاسماً مشتركاً – سرداباً – أو أي شيء -غير الجنون - يُعطي لما يدور تعريفاً – ولو مُبهماً .!
لعلي في نهاية اليوم أخرج من المسرح بجملة لها معنًى يُنطق بعد أن استحال عليّ الفهم .
فوجدتني أحيا بين آهات ٍ تبتسم كلما ماتت أوراق من شجرة الأخلاق ، .. وآلامٍ تـُنكـر داءها وتصف البلسم لأعدائها ، .. وعاهاتٍ تـُسدي للسلامة بنصحها وأفكارها ، وتـُرشد العقل إلى طريق الجنون الآمن ..
أجـد من حولي عباقرة يـدّخرون حكمتهم لحين حاجتهم - وهم في أوج محنتهم ..
وجدت حولي من يكذبون على أنفسهم قبل الآخر - دون أدنى ضائقة – أثناء دعوتهم للتضحية بالأرواح من أجل صون فضيلة الصدق ..
يمتدحون المنطق ويُظهرون حبه ويلعنون غيابه وعدوّه ؛ .. ويبقى رأيهم في المنطق قائماً ؛ وصون وده من أولوياتهم ..
إلى أن يُصـدّقهـم المنطق المسكين فيتجرأ يوماً - يخالف فيه واقعاً لهم - ليس فيه ذرة من منطق ..
فحينئذٍ - يظهر أن في الأمر قولان - فتتوارد فتاوى دحض حجّة المنطق ، .. ويتفقون حينها أن المنطق -هنا - ضربٌ من الجهلِ ، فيجافونه ويُحرضون الواقع ضده ؛
.. ولا يأتونه بعدها إلا مكرهين - أو أن يُطابق هو أهواءهم صدفة ، .. ويرون أن هذا الذي يفعلون هو ضربٌ من أجود أنواع المنطقِ ..
وجدت بينهم ظلوماً يبغض ظلماً ، وأتاني من صوبهم جهلٌ يشتكي جهـولاً ..
رأيت شروط الانتحار وقد توافدت وتجمعت بينهم - فتحققت .. ولم يعد يفصلها عن النصاب ويمنعها من حفظ كرامة الإنسان لديهم - سوى تخلف ممثل الفتوى عن حضور جلسات فقه عصر العقل المنطقي .
أخيراً .. لستُ متمكناً من قواعد الشعر الفصيح وأنماطه .. فعذراً – سلفاً – يا سادة الشعر ..
ولكن أظنه أنه حدث .. في زمن قد مضى وقد نسيته ، أني سألت يوماً مخلوقاً - لا أذكر جنسه – عن أمـر كنت أجهله ..
وكل ما علق في الذاكرة من أحداث ذاك اليوم هي بعض أبيات من شعر قاله لي ذلك المخلوق ..
لا تسل سواك عما أنت به أجـدرُ .. وليس صواباً كل ما يأتيك من طرف الأنا ..
فإن حيّرك سؤالٌ أنت عليه أقـدرُ .. فاعلم أن في الأمـرِ أمـرٌ ليس مكشوفاً لنا
فلا تعد لطرحه في خلواك وانتظر .. فأغلب ظني أنك لن تكون بعد الآن ها هنا ..
لكل أناً في الحياة يا صديقي آخـرُ .. ويحصل أن يكون آخـَرُكَ بعضاً من الأنا ..
مع فائق تقديري وكبير احترامي للجميع ..
أخي الراقي الكريم أبو بكر الزوي
بين نور العلم ونار الجهل ترفرف الأسئلة فإن هي آوت لنور العلم اهتدت لجواب يطمئن إليه وبه عقل صاحبها وإن هي آوت لنار الجهل زادت في اشعالها وأقلقت عقل صاحبها
وأشد الأسئلة استقراراً تلك التي تقترن بإجابة تلذ للنفس وأشدها مراوغة تلك التي تتقبلها النفس على مضض الترغيب ولهذا تبقى هنالك أسئلة حائرة مع تقلبات النفس وأسئلة رهينة لفتوى القلب
أيها الأديب :-
كم من الأسئلة -لايستهان به- يتزاحم على بوابات العقل كلما قرأنا نصاً رحب الأفق كنصك الممتع هذا
احترامي لك وعميق تقديري لفكرك المميز.
أبوبكر سليمان الزوي
25-10-2008, 01:56 AM
أخي الراقي الكريم أبو بكر الزوي
بين نور العلم ونار الجهل ترفرف الأسئلة فإن هي آوت لنور العلم اهتدت لجواب يطمئن إليه وبه عقل صاحبها وإن هي آوت لنار الجهل زادت في اشعالها وأقلقت عقل صاحبها
وأشد الأسئلة استقراراً تلك التي تقترن بإجابة تلذ للنفس وأشدها مراوغة تلك التي تتقبلها النفس على مضض الترغيب ولهذا تبقى هنالك أسئلة حائرة مع تقلبات النفس وأسئلة رهينة لفتوى القلب
أيها الأديب :-
كم من الأسئلة -لايستهان به- يتزاحم على بوابات العقل كلما قرأنا نصاً رحب الأفق كنصك الممتع هذا
احترامي لك وعميق تقديري لفكرك المميز.
أشكر مروركِ الصادق، وقراءتك المتأنية، التي دلّل عليها تحليلك الفكري الصائب، لرسالة النص الأدبية ..
( أحياناً نُبقي على السؤال حياً - نحافظ على روحه-، بأن لا نجدُّ في طلب جوابه.. وذلك إما رُعباً من الجواب، أو تفادياً لسؤالٍ آخـرٍ - أكبر وأخطر .. قد يأتي بعده.! ولكن ذلك لا ينفي ولا يُخفي أنيننا تحت وطأة السؤال القائم!)
تقبلي فائق تقديري، وعظيم امتناني.. لمرورك المميز ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir