الشاعر محمود آدم
23-09-2007, 09:49 PM
و مضى رمضان
********
تمضي السنونُ ..و تنقضي الأزمانُ=و أرى هواكَ يزيـدُ... يا رمضانُ
أنا منذُ عـامٍ واقف ... متخـوِّف=أنِّي أمـوتُ و تَسْـرقُ الأكفـانُ
مني لقاءكَ يا حبيـبُ ...و إنَّـما=منَّ الإلهُ الواهــبُ المـــنانُ
و بقيت حيًّا ...كي أراكَ و أرتوي=من نهرِ ريِّكَ ........أيُّها الرَّيـانُ
فأنا ملأتُ صحائفي بفضــائحي=و عصيتُ ربِّي .....ويْحَهُ الإنسانُ
يمضي جريئًا في المعاصى للرَّدى=في رغبةٍ تشتـــاقُها الأبــدانُ
لا يَرْعوي عن خُسْـرِهِ مُتَسَــفِّلا=نحوَ الجحيمِ يقــودُهُ الشَّيــطانُ
لا ينتــهي عن غَيِّهِ حتى يُـرَى=تحـتَ الترابِ. تَعُـضُّه الدِّيـدانُ
هوَ و الضَّلالةُ و الغِوَايَةُ و الخَـسا=رةُ و الشَّقاوةُ و الهوى أخْــدانُ
مَلأتْ قُرابَ الأرضِ مِنْهُ عظـائمٌ=الكذبُ.... والتزويرُ..... و البهتانُ
و الغلُّ و الحسـدُ الممزِّق صدرَهُ=و الحقدُ ..و البغضاءُ و الأضغانُ
إلا الـذينَ بحبلِ خيرِكَ أمسـكوا=فَسَمَا بهمْ نحـوَ الهُدى الإيــمانُ
إلا الذين تعايشــوا في غُــربةٍ=ورفيقُ غربتِـهمْ بِها القُـــرآنُ
هذا قليلٌ مِنْ كثيرٍ ..........لمْ أقُلْ=أرأيتَ حــالَ القومِ يا رمضانُ؟!
فامـدُدْ يديْــكَ بكلِّ خيرٍ صُـنْتَهُ=للمتقين ليسمــوَ الإنســــانُ
و افتحْ لـنا أبوابَ تقــواكَ التي=نحــتاجُــها لِيَعُمَّـنا الغُفْـرانُ
و اشفــعْ لنا في حفرةِ القبرِ التي=فيها الشُّـجاعُ الأقـرعُ الثعـبانُ
واشفعْ لنا في ساحةِ العَرضِ التي=فيها الصِّراطُ و تحـتَهُ النِّــيرانُ
لما تزاحَمَـتِ الخلائـقُ تَرتَـجي=صَرْفَ الجُموعِ ...و ربُّنا غضبانُ
و الشمسُ تدنو للرؤوسِ فتـمتلي=عرقًا ... و تغـرَقُ تحتَهُ الآذانُ
ثقِّلْ مـوازينَ العبــادِ شـفاعةً=في هولِ ساعـةِ يُنْصَـبُ الميزانُ
بلِّغْ لـنا في ليـلةِ القـدرِ الرِّضا=مِنْ ربِّنا ..... فينـالَنا الإحـسانُ
تأتي .. فيأتينا الصيامُ ....فتزدهي=أيامُنا .... و بخــيرِهِ نَــزْدانُ
تأتي ...فتأتينا الصلاةُ .... فتنتشي=ليلاتُنا .... و يُرَدَّدُ القــــرآنُ
تمحو الخطايا و الذنوبَ .. فتنتهي=أحزانُنا .... و تُغَسَّــلُ الأدرانُ
علَّمْتَنا أنَّ الســعادةَ في التُّـقى=أنَّ الحــياةَ تَخيُّـلٌ و دُخــان
و سحـابُ صيفٍ زائلٌ في لحظةٍ=و صغـيرُ عُشْبٍ بعدَهُ الطُّـوفانُ
و كلامُ ليلٍ زائفٌ ... طلعَ الضُّحى=فإذا بِـهِ التَّخْريـصُ و الهَذَيَـانُ
نجري وراءَ الوهْـمِ طولَ حيـاتِنا=و الموتُ يرْقُـبُ و الرَّدى ألْـوانُ
و القـبرُ ينتظرُ الجمـيعَ بِظُـلْمَةٍ=تحـتَ الترابِ يهابُـها الشُّجعـانُ
لـمَّا يُفارِقُـنا الحبـيبُ و يَنْـثَني=و يدوسُ فوقَ رؤوسِـنا الأعْوانُ
و العرضُ يا ويلَ المُسيء إذا غدا=عريانةً حسناتُه العــــــريانُ
و إذا تعودُ لنا ... يعـودُ ثبـاتُنا=و يعـودُ في خـيراتِه الإنـسـانُ
و إذا المسـاجدُ بعـدَ هجـرٍ ظالمٍ=ترتـادُها الفتــياتُ و الفتــيانُ
و إذا دَوِيُّ النَّحْـلِ في جنـباتِـها=و إذا المـآذنُ شــاقَـهـن أذانُ
تجفو مضاجِعَها الجُنوبُ و ترتدي=ثوبَ الخشوعِ ... و تدمعُ الأجفانُ
فيصـومُ عن أكلِ الحـرامِ ببطنِهِ=و يصومُ عن نطقِ الحـرامِ لسانُ
و يصومُ عن مشيِ الحـرامِ برجلِهِ=و يصومُ عن لمسِ الحـرامِ بَـنانُ
و يصومُ عن رصدِ الحـرامِ بعينِهِ=و تصومُ عن شهـواتِها الأركـانُ
و الناسُ في العشرِ الأواخرِ شَمَّروا=يتنافسون .... فيثـمرُ المَــيدانُ
بينَ اعتـكافٍ و اعتــمارٍ. كلُّهمْ=يتعـبدون .... دليـلُهم رمضـانُ
والآنَ تمضي في جـلالٍ صامتٍ=فمتى سترجـــــعُ أيُّها الرَّيَّانُ
يــا ربِّ .... بلِّغْـنا بِهِ آمالَـنا=ياربِّ .. يا رحمنُ .. يا رحمنُ
محمود آدم
********
تمضي السنونُ ..و تنقضي الأزمانُ=و أرى هواكَ يزيـدُ... يا رمضانُ
أنا منذُ عـامٍ واقف ... متخـوِّف=أنِّي أمـوتُ و تَسْـرقُ الأكفـانُ
مني لقاءكَ يا حبيـبُ ...و إنَّـما=منَّ الإلهُ الواهــبُ المـــنانُ
و بقيت حيًّا ...كي أراكَ و أرتوي=من نهرِ ريِّكَ ........أيُّها الرَّيـانُ
فأنا ملأتُ صحائفي بفضــائحي=و عصيتُ ربِّي .....ويْحَهُ الإنسانُ
يمضي جريئًا في المعاصى للرَّدى=في رغبةٍ تشتـــاقُها الأبــدانُ
لا يَرْعوي عن خُسْـرِهِ مُتَسَــفِّلا=نحوَ الجحيمِ يقــودُهُ الشَّيــطانُ
لا ينتــهي عن غَيِّهِ حتى يُـرَى=تحـتَ الترابِ. تَعُـضُّه الدِّيـدانُ
هوَ و الضَّلالةُ و الغِوَايَةُ و الخَـسا=رةُ و الشَّقاوةُ و الهوى أخْــدانُ
مَلأتْ قُرابَ الأرضِ مِنْهُ عظـائمٌ=الكذبُ.... والتزويرُ..... و البهتانُ
و الغلُّ و الحسـدُ الممزِّق صدرَهُ=و الحقدُ ..و البغضاءُ و الأضغانُ
إلا الـذينَ بحبلِ خيرِكَ أمسـكوا=فَسَمَا بهمْ نحـوَ الهُدى الإيــمانُ
إلا الذين تعايشــوا في غُــربةٍ=ورفيقُ غربتِـهمْ بِها القُـــرآنُ
هذا قليلٌ مِنْ كثيرٍ ..........لمْ أقُلْ=أرأيتَ حــالَ القومِ يا رمضانُ؟!
فامـدُدْ يديْــكَ بكلِّ خيرٍ صُـنْتَهُ=للمتقين ليسمــوَ الإنســــانُ
و افتحْ لـنا أبوابَ تقــواكَ التي=نحــتاجُــها لِيَعُمَّـنا الغُفْـرانُ
و اشفــعْ لنا في حفرةِ القبرِ التي=فيها الشُّـجاعُ الأقـرعُ الثعـبانُ
واشفعْ لنا في ساحةِ العَرضِ التي=فيها الصِّراطُ و تحـتَهُ النِّــيرانُ
لما تزاحَمَـتِ الخلائـقُ تَرتَـجي=صَرْفَ الجُموعِ ...و ربُّنا غضبانُ
و الشمسُ تدنو للرؤوسِ فتـمتلي=عرقًا ... و تغـرَقُ تحتَهُ الآذانُ
ثقِّلْ مـوازينَ العبــادِ شـفاعةً=في هولِ ساعـةِ يُنْصَـبُ الميزانُ
بلِّغْ لـنا في ليـلةِ القـدرِ الرِّضا=مِنْ ربِّنا ..... فينـالَنا الإحـسانُ
تأتي .. فيأتينا الصيامُ ....فتزدهي=أيامُنا .... و بخــيرِهِ نَــزْدانُ
تأتي ...فتأتينا الصلاةُ .... فتنتشي=ليلاتُنا .... و يُرَدَّدُ القــــرآنُ
تمحو الخطايا و الذنوبَ .. فتنتهي=أحزانُنا .... و تُغَسَّــلُ الأدرانُ
علَّمْتَنا أنَّ الســعادةَ في التُّـقى=أنَّ الحــياةَ تَخيُّـلٌ و دُخــان
و سحـابُ صيفٍ زائلٌ في لحظةٍ=و صغـيرُ عُشْبٍ بعدَهُ الطُّـوفانُ
و كلامُ ليلٍ زائفٌ ... طلعَ الضُّحى=فإذا بِـهِ التَّخْريـصُ و الهَذَيَـانُ
نجري وراءَ الوهْـمِ طولَ حيـاتِنا=و الموتُ يرْقُـبُ و الرَّدى ألْـوانُ
و القـبرُ ينتظرُ الجمـيعَ بِظُـلْمَةٍ=تحـتَ الترابِ يهابُـها الشُّجعـانُ
لـمَّا يُفارِقُـنا الحبـيبُ و يَنْـثَني=و يدوسُ فوقَ رؤوسِـنا الأعْوانُ
و العرضُ يا ويلَ المُسيء إذا غدا=عريانةً حسناتُه العــــــريانُ
و إذا تعودُ لنا ... يعـودُ ثبـاتُنا=و يعـودُ في خـيراتِه الإنـسـانُ
و إذا المسـاجدُ بعـدَ هجـرٍ ظالمٍ=ترتـادُها الفتــياتُ و الفتــيانُ
و إذا دَوِيُّ النَّحْـلِ في جنـباتِـها=و إذا المـآذنُ شــاقَـهـن أذانُ
تجفو مضاجِعَها الجُنوبُ و ترتدي=ثوبَ الخشوعِ ... و تدمعُ الأجفانُ
فيصـومُ عن أكلِ الحـرامِ ببطنِهِ=و يصومُ عن نطقِ الحـرامِ لسانُ
و يصومُ عن مشيِ الحـرامِ برجلِهِ=و يصومُ عن لمسِ الحـرامِ بَـنانُ
و يصومُ عن رصدِ الحـرامِ بعينِهِ=و تصومُ عن شهـواتِها الأركـانُ
و الناسُ في العشرِ الأواخرِ شَمَّروا=يتنافسون .... فيثـمرُ المَــيدانُ
بينَ اعتـكافٍ و اعتــمارٍ. كلُّهمْ=يتعـبدون .... دليـلُهم رمضـانُ
والآنَ تمضي في جـلالٍ صامتٍ=فمتى سترجـــــعُ أيُّها الرَّيَّانُ
يــا ربِّ .... بلِّغْـنا بِهِ آمالَـنا=ياربِّ .. يا رحمنُ .. يا رحمنُ
محمود آدم