تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عبرات يائسة .. عبرة أولى ..



بثينة محمود
08-09-2003, 07:03 PM
أغلقت باباً من خلفها .. ترنحت خطواتها وتواتر الظلام أمام عينيها .. تلمست طريقاً بين أثاث غرفتها وخيل إليها أنها تسير على الماء .. كان صوت أبيها يحيط بكيانها .. يخترق مسامها .. يعصر أحلاماً أنفقت سنينها القلائل فى نسجها ..

جلست الى كتبها وتناولت واحداً منهم .. فتحت صفحاته ولمست أناملها تلك القرنفلة الجافة .. خيل إليها أن الدنيا تضيق من حولها .. قبضت على زهرتها برقة حب مات تواً بأمر أبيها وبعنف غضب لا يملك حتى قدرة التعبير عن نفسه .. حائرة زهرتها فى كفها .. كحيرتها بين حروف نطقها أباها يصدقها العقل حيناً .. ويرفضها الفؤاد كل حين ..

حائرة بين أعراف يتمسك الأهل بحذافيرها .. ولا تعيرها هى وزناً ..قاموسها الخاص يترجم خوفهم المزعوم عليها إلى مجرد الرغبة فى التملك وفرض السيطرة .. ويحيل أوامرهم التى لابد وأن تجاب إلى قيود عانوا منها فى شبابهم ويجب أن يورثوها لأبنائهم ..

توقن بداخلها أن الأمر إنتهى .. أن الحلم تكسر على صخرة آرائهم .. وأنهم دهسوا رغبتها بأقدامهم ..

تلاشت حيرة زهرتها .. واستكانت لضغط الكف الصغير .. وامتزج رمادها بدموع الاستسلام ..

خالد عمر بن سميدع
08-09-2003, 11:02 PM
عبرات حزينة ونثرات يائسة .


وهذا دليل جودة القصة وجمال وصفها ..


:010:

ياسمين
11-09-2003, 01:33 AM
عبرات يائسة
زهور حزينة
قلوب كسيرة
امانى تائهة
احلام ضائعة
مشاعر تناثرت حزنا على صخور الواقع
قلوب تمزقت ألما على أرض الحب
فيا كفوف القلوب الصغيرة
ضمى زهورا بين حنايا الضلوع
مادامت لم تر النور يوما فى بستان عمر الزهور
,
,

جميلة ياسنبلة
لا ادرى لماذا انتابنى احساس بحزن وألم حقيقى
تحياتى لقلم صادقة حروف سنابله

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

عبدالرحيم فرغلي
11-09-2003, 01:57 PM
وخيل إليها أنها تسير على الماء .

لا ندري أي قدر هو لنا خير .. نسير في هذه الحياة فإذا ما تأملناه حلما حققناه انقلب بؤسا .. ولا طريق سلكناه مضطرين إلا عرفنا فيه متعة ونعمة لم تكن لتتبدى ونحن نبتدأ الطريق .. وكل اقدرا المؤمن خير ما دام هو مجنح بين شكر وحمد .. .

أسلوبك السردي قد انطبع بطابع العفوية والصدق في البوح وبدأ جمال قلمك وأنت تمازجي بين استسلام الزهرة بين كفك واستسلامك فكان رائعا .
وامتزج رمادها بدموع الاستسلام

تحية لك وتقدير

بثينة محمود
12-09-2003, 02:32 AM
أخى المغترب القديم

وجودك بارق سناه بين كلماتى
شكرا لك الحضور الجميل

ياسمينة العزيزة

ينتابنى حزن لما سببته لك ..
ولكنه مداد القلم الذى يهفو دوماً للإغراق فى الحزن

تحية عطرة


أخى أبو همام
لا أدرى إن كنت أجدت التعبير ولكنها سلسلة من العبرات
تحكى كيف نهضم حق المرأة فى اختيار زوجها

هل أجرؤ على الاستمرار ..هذا ما أوده

خالص تحياتى لحضورك المميز

د. سمير العمري
03-11-2003, 07:02 PM
لا أرى لعادات وتقاليد قبلية مخرجاً إلا في الالتزام الصحيح بتعاليم ديننا الحنيف ففيه العدل والإنصاف بلا إفراط ولا تفريط.

للأهل حق في أن يقرروا ما يرونه مناسباً وللمرء حق في أن يعيش حياة سعيدة وهذا لا يكفله إلا شرع ربنا الحكيم.


كلماتك الأنيقة والحزينة ومعانيك المتمردة رغم ما تبدي من استسلام هي ما اعتدنا من إبداعك سنبلة ومن رقي بيانك وألق يراعك.


دمت بخير
:0014:

بندر الصاعدي
03-11-2003, 09:32 PM
بينَ رغبةٍ إنسانية وقوَّةٍ جبرية وسلطةٍ تقليدية يكابدُ المرءُ مسيرتَهُ , قدْ يخسر نفسهُ ليكسب غيره , إنّها التضحية لستُ أدري ما سلامتها وأين وقتُها , وما الإنسانُ إلا طبقاتٍ من المشاعرِ إنْ تراكبتْ على بعضها أسىً تلو أسى تزعزعَ ساسُها والريحُ لها هبوبها متى اجتاحتْ أركانَ الطبقاتٍ دوّتِ القلبَ تهدُّماً , فكمْ نخشى ذلك إلا أنَّ الصبرَ عمادٌ منِ استندَ بهِ عانتْ مِنْ قواهُ الريح ...

لك التحية والتقدير
دمتِ بخير
في أمان الله .

بثينة محمود
18-03-2005, 07:46 PM
د سمير

أخى بندر

شكرا " متأخرة جداً جداً" لمروركما والتعليق الرقيق

دفعتنى الرغبة فى استكمال العبرات إلى البحث عن جزئها الأول

هل أطلب العفو ؟؟ :0014:

بثينة محمود
18-03-2005, 07:48 PM
الدمعة الثانية
*********

لون أخضر ممتد إلى الأفق ..متدرج الأطوال والثمار .. تلمع فوقه أشعة الشمس فى وهج أخاذ .. والساقية العتيقة تدور بلا هوادة ..خرير الماء فيها يهمس لصوت الريح الذى يداعب الأوراق الخضراء العالية ..بكلمات مبهمة ..و هى .. تأخذ مكانها فوق مساحة من العشب المستوى .. فى ظل شجرة وارفة تنظر بعيون حائرة إلى أرضها .. تكاد تحتضنها .. وتعبث يدها بثمار التوت الملقاة حولها .. الحيرة الساكنة بداخلها تحيل جنتها إلى جحيم ..حيرة تقتل الأمل فى حياة جديدة لها ولطفليها بعد رحيل أبيهما .. كم أحبت هذا الرجل الذى امتلك هذا المكان من أجلها .. ليحيل حلمها الأخضر إلى حقيقة .. كم تفانى فى صنعه حتى نال منه المرض .. ورحل تاركاً لها قلباً جريحاً وطفلين يحملان ملامح وجهه المحب وأرضاً تعشقها وتبغضها فى آن واحد .. فهى من أنبتت طمعاً قبيحاً فى قلوب من حولها ..

علا صوت الريح قليلاً..وحمل إلى أذنيها صوتاً خادعاً لهاتفها وصوت أخيها الملىء بالغضب.. هزت رأسها لتطرد عنها خيالاً قاسياً.. وتساءلت أفكارها .. لماذا يصر الأهل على إرغامها لتنسى حلمها القديم ..وذكرياته التى تملأ أروقتها .. لماذا يجب عليها ألا تكون وحيدة..وابتسمت قليلاً ..هل هى حقاً وحيدة.. إنها ترى حبيبها الراحل فى طفليها .. فى كل ورقة شجر أعطاها من رعايته .. هل هى وحيدة ..وهى تشعر به يؤازرها فى ضيقها .. ويربت على كتفيها بحنانه المعهود
لا ..لم تجن ..إنها إمرأة قوية لكنهم لا يريدون لها ذلك إنهم يتنصلون من مسئولية يظنون أنها ستلقيها على أكتافهم يوماً ويرغبون أن يعلقونها على أكتاف رجل .. أى رجل ..

أغمضت عينيها .. وامتلأ جفناها بصورة طفليها .. و تداخلت الأفكار فى رأسها بينما يدها تعبث بثمار التوت التى إمتزجت ..بدموع الحيرة ..

بثينة محمود
18-03-2005, 07:50 PM
الدمعة الثالثة
**************
نظرت لمرآتها طويلاً ..كانت تريدها أن ترد عليها مثلما تروى الحكايات ..لم تكن تريدها أن تقول لها أنت أجمل أمرأة فى الدنيا .. كانت تريدها فقط أن تقول .. أنت على حق .. ولكن الجوامد لا تنطق إلا فى الحكايات ..وابتسمت إبتسامة صغيرة لم تجعلها تمتد طويلاً..حتى لا تأخذالتجاعيد طريقاً حول ثغرها ..

أفاقت من أفكارها على صوت حفيدتها الصغيرة وهى تناديها فذهبت مسرعة .. وهى تتمنى عودة ابنتها من عملها بفارغ الصبر .. لقد سئمت من لعب دور الأم مرة أخرى ..يكفى ما أعطته فى شبابها من مجهود لتربية أبنائها الثلاثة ..
وبدأ السخط يأخذ طريقه إليها .. موقناً أن استثارتها أمر يسير .. فبدأت تفكر .. أنها لم تنل منهم إلا جزاء سنمار فهم يريدونها أماً حتى النهاية .. لا يعترفون بها كإمرأة لها الحق فى الحياة بعد وفاة أبيهم ..

كانت تهدهد حفيدتها برفق حتى تنام وقلبها يعتصره الحزن هل مقابلة الحب بالإيلام أمر معتاد .. لماذا يمنعون عنها رحيق الحياة .. لماذا يهاجمون وجود الرفيق والزوج فى أيامها الأخيرة .. هل هذا سيقلل من قدسية صورتها أمامهم وأمام مجتمعهم .. لماذا يعتبرون بحثها عن رفقة رجل صالح تصابياً .. لا يصح من أم رؤوم مثلها ..
نظرت لحفيدتها النائمة بعيون حانية .. تملؤها دموع القهر..

سحر الليالي
26-04-2006, 12:32 AM
عبرات حزينة جدا ولكنها جميلة جدا

سلمت قلمك أختاه سنبلة

بإنتظار المزيد من روائعك

كوني بخير أينما كنت

ناديه محمد الجابي
01-07-2017, 05:26 PM
دمعات حزينة
وحروف ناقمة ثائرة ـ وقد شف البوح عن جروح عميقة
فسالت على جنباته الحروف في دفق رائع من مشاعر صادقة
خواطر ذكية معبرة بمهارة أدبية، وأصالة فكرية، وحس إنساني عالي
بوركت ـ ولك كل تحياتي وتقديري.
:hat::hat: