المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البلاءُ المُفَدّى !



سامي العامري
25-09-2007, 12:49 PM
البلاءُ المُفَدّى !
****************
سامي العامري
---------

هُويَّتي ,
قَلَقي المُتَسامي تَساميَ اللَّبلابْ
قَطَفْتُها قَطْفَ العناقيد ,
قَطْفَ الشُهُبِ النابِضة
وهل هي إلاّ هذا البَلاءُ المُفَدّى ,
هذا النبيذْ ؟!
أَجَل هي كذلك
لأَنني ودَدْتُ أنْ أُصبِحَ كالشمس
جِرْماً جليلاً بِلا ذكرَياتٍ
وقَد فَعَلْتُ
وهذا نسيانٌ
ما عشتُ لا أنساه .
ما عشتُ
أفترسُ ما يفترسُ الذاكرة َمن مَرَدَةٍ وأباليس !
او أصنعُ منهم مَزَّة ً
لقدحي المُوشِكِ على الرفيف
نعم
مُتَعصِّبٌ للخمرةِ انا ,
طائفيٌّ في هذا المنحى !
ومن خلال بابي الصغير مثلَ كُوَّةٍ
نظرتُ
كان كلُّ شيءٍ مُعْتِماً
معتماً كهواء غرفتي ,
أمّا سريري الآن فتسحبُهُ مُمَرِّضةٌ ,
شَعرُها الأشيبُ يحكي سُحُباً صيفيةً رائحةً وغادية !
سريري يمضي خلفَ الممرِّضةِ
تخيَّلْتُهُ باخرةً
لا تُفَتِّشُ عن سواحلَ فالسواحلُ هنا هي الدهشةُ
تنهمِرُ من أعيُن الناظرين ,
مخلوقاتٌ لا أعرفها
إنها تصيحُ بأصواتٍ خفيضةٍ
كأنها ذئابٌ رخيمةُ العواء !
ها انا كما انا
فَلتقْبَلْني أيّها العالَم
على عِلاّتكِ !
او فلْتَرْفضني
فها أصبح لي في المنافي من الأعوام
ما يسيلُ لهُ لُعابُ التماسيح !
إنهُ فصلُ الصيف ...
أكتبُ بالطبشُور على جسد الليلِ ...
الليلُ عباءةُ القمر !
وهناك سَبُّورةٌ سوداءُ أُخرى
هي هذه الروحُ التي سأخُطُّ على سمواتها
بنجومٍ كالطباشير عبارةً هي التالي :
أعطيتُ الآخرَ حُرِّيتي الصغيرةَ
فغَدَتْ واسعةً عليه
وأعطاني حُرِّيتَهُ الكبيرةَ
فضقتُ بها !


-------------------------

فرانكفورت – كولونيا
1990 -2007

جوتيار تمر
25-09-2007, 01:36 PM
العامري...
البلاء المفدى/ المفردات تخلق معانيها المتفردة ضمن اطار/ الذاكرة / الليل/ الواقع/..والتشظي الذي يحكم خلايا النص يدفعنا نحو البحث أكثر عن معان جديدة ..حضور الذات كفاعل وكمتلقي خلق وهم حوار لذيذ ..اشتغال جميل على اللغة ..حيث تتحرر الدوال من ذاكرة مداليلها ..واشتغال رائع على الصورة الشعرية/ حيث تلازم المنتلقي بصورة عفوية منذ البدء للنهاية/ ومضمون يحتاج الى اكثر من وقفة.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

مازن سلام
25-09-2007, 10:41 PM
المبدع السيد سامي العامري المحترم
.....
لغتك الخاصة التي تحيكها من نور , مرة يحرقنا لنصحو
و مرة يكون منارة إن تهنا عن الجمال يردّنا إلى دروبه
لها طعم لذيذ رغم مرارة الحرف
و لها مذاق الشهد رغم لسعات النحل
و كأنّ الفكرة صارت هوية تسكنها و تعتنقها وطنـاً
.....
كل التحية
مازن سلام