مشاهدة النسخة كاملة : وقفة ( 1 ) مع آية سورة طه ( قال هي عصاي ... ).
أحمد الرشيدي
25-09-2007, 06:55 PM
من هدي سلفنا الصالح في رمضان الانقطاع إلى قراءة القرآن وتدبره ، وقد كان الإمام مالك - رحمه الله - إذا دخل رمضان لم ينشغل بغير القرآن ، ولذا أحببت أن أكون ممن يسابق في الخيرات في هذه الصفحة ، ويتنافس فيما هو خير بأن أورد آية من كتاب الله توقفتُ عندها طويلا ، وهي قوله - تعالى - حكاية عن موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - : ( قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ). { لم أعرف كيف التزم برسم المصحف } طه / 18 .
فقد ذكر كثير من علماء البلاغة والتفسير - فيما أعلم - أن في الآية إطنابا ، وأن الغرض منه التلذذ بإطالة الخطاب مع الرب - جل وعلا - إلا أن في نفسي شيئا من هذا التعليل ، فالموقف والسياق لا يحتمل هذا التوجيه ، بل يدفعه - فيما أحسب - ولذا أرجو تكرما وتفضلا أن ينقل كل من له علم بما ذكرتُ واستشكلتُ ما عنده نقلا ، أو تفكرا، والذي يبدو لي - والله أعلم - أن موسى - عليه السلام - كان في موقف يقتضي منه الخوف والفزع ، وقد كان ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه ، والسياق أن موسى عليه السلام ذهب ليأتي بقبس ، فنودي : ( يا موسى # إني أنا ربك .. وأنا أخترتك فاستمع لما يوحى # إنني أنا الله لا إله إلا أنا .... ) وهذا مما لا شك فيه موقف ذو جلال لاسيما أن موسى فُجِئ به ... ، فهل هذا يتناسب مع توجيه الإطناب بالتلذذ بالخطاب ؟! في نفسي شيء من هذا ، ربما كان كان موسى في حال من استشعر الخوف من توجيه الاستفهام ( وما تلك بيمينك يا موسى ) ، مما جعله يقول - تبعا لمقتضى حاله - ( هي عصاي ) ولعلنا نلحظ الإضافة ، فتعريف الطرفين يحمل بين طياته نفي موسى - عليه السلام - عن نفسه ما قد يسبب له عقوبة ، وقد كان يكفيه أن يقول : عصا ، ثم ذَكَرَ ما بعد ذلك للسبب ذاته ، وهذا الإطناب في غاية الاتساق مع الحال التي تلبَّس بها - عليه السلام - هذا من جهة ، ومن جهة أخرى تتجلى لنا رحمة الله - عز وجل - من الاستفهام ، وقد ذكر علماء البلاغة والتفسير أن الغرض منه التقرير والإيقاض والتنبيه ، وهذا حسن جدا ، ودقيق جدا ، ولكنهم لم يولوا - فيما أعلم - حال المخاطب الخائف عناية نستنبطها من هذا الاستفهام الذي من شأنه أن يهدئ من روع موسى ، ويعيده إلى شيء محسوس في يمينه ، ومن ثم يؤهله لتلقي الخطاب الإلهي ، ورؤية المعجزة في العصا وهذا الأخير هو ما نبه إليه العلماء فيما وقفتُ عليه .
كنتُ قد كتبتُ هذه الكلمات في موضع آخر ، فلما رأيت ( قبسات من بلاغة آيات الصيام ) للفاضلة الأديبة سمو - حفظها الله - سولت لي نفسي أن أعيده هنا ، والله أسأل أن ييسر لي عودة إلى الآية الكريمة لأكتب فيها بشيء من التفصيل .
والله أعلم
د. عمر جلال الدين هزاع
25-09-2007, 06:59 PM
بارك الله بك
وقفة مفيدة
وهل أروع من السياحة في فكر أديب مثلك
عندما يتحدث عن أروع ما في الكون ؟؟
لك التقدير أخي الحبيب
وفاء شوكت خضر
25-09-2007, 07:32 PM
ألأخ الفاضل / الأديب أحمد الرشيدي ..
سورة طه من أحب السور إلى نفسي وخاصة ألأيات الأولى فيها .
قد جعلتني اقف معك في هذه النقطة مفكرة ، بحق رد الفعل يكون عند الخوف أو الفرح ، تحسس ما هو ملموس ، واقرب شيء يكون للمنفعل ، وفي حالة الخوف يكون رد الفعل الإجابه والتعليل والتوضيح ، بشكل عفوي ولا إرادي ..
والعلم عند الله ، أن ما قلته أخي وبلا فتوى قد اطمأن له قلبي وأنا أتفكر به وبالموقف ..
بارك الله بك أذ أنك وضعت بين أيدينا مثل هذا الفكر العميق ، وأعتقد أن الإجتهاد بمثل هذه الموافق ليس فيه ما يخالف الشرع بقدر ما فيه ما يوافقه مع ما أمر به سبحانه وتعالى أن نتدبر أيات كتابه ..
أسأل الله أن لا أكون أخطأت ..
غفر الله لي ولك وتقبل الله طاعاتك وصالح عملك .
مأمون المغازي
25-09-2007, 07:47 PM
الأديب المتفكر : احمد الرشيدي ،
جزاك الله كل الخير وأثابك الجنة وتقبل منك .
جميل يا أستاذنا هذا التدر وهذا التفكر في مكنون اللفظ والتركيب القرآني وربطة بعدة أمور لعل أهمها هنا الحالة النفسية لمتلقى الخطاب الإلهي سواء بالمشافهة أو الوحي فلكليهما جلاله ، بيد أن الروع في حال التلقي إيحاءً كما حدث مع أم موسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ يقل في الدرجة عن استقبال الوحي بجلاله وهيبته كما حدث في أول لقاء للمصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بجبريل عليه السلام ، وهذا بدوره يقل في الدرجة عن التلقي المباشر من الله سبحانه حال المشافهة ، وهذا له ما له من التوتر النفسي ن فلهاذا جلاله وخصوصيته .
وأنت هنا أيها الأستاذ ، تتعامل مع القول الكريم برؤية متعمقة أراها مفيدة جدًا لأنها تفتح أفقًا للتعامل مع النص برؤية بلاغية عقلية تأملية تُقر في النفس هذا السمو في التعامل مع العلي القدير خصوصًا وأن مقصد موسى عليه السلام قد حفز ذهنه لما هو ذاهب إليه ( إشباع الحاجة ) وإذا به ينبه بمنبه لا طاقة له به ؛ إنه النداء ، ومجرد النداء في الظلام منبه يسبب الإفزاع ، أي أنه بلغ حدًا من التوتر يصرفه عن كل فكر وتفكير ، ليأتي بعد ذلك التقرير من الله سبحانه : ( إني أنا ربك ...... إني أنا الله ) وما بين هذين التقريرين يأتي تقري بالاختيار ، فأي حالة نفسية يمر بها النبي هنا ؟! إنها حالة من استجماع اليقين أنه في الحضرة الإلهية ، وإذا كان السؤال من الله عز وجل يحمل في طياته المؤانسة وإذهاب الهلع عن نبيه ، إلا أن الجواب ربما لا يحمل مدلول الاستئناس ، بل يحمل مدلولات الفزع والخوف ، فلعل العصا مستنكرة عليه ، لكنه بصدق نسبها لنفسه مضيفًا الغرض منها ، وهنا ربما يحاول أن يذهب عن نفسه الذنب أو الريبة ، وربما يبث في نفسه اليقين أنه استمع إلى السؤال جيدًا وتلقاه على أصله فلو أن الله رد عليه قوله لغير مسار القول لكنه هنا أيقن أن السؤال وصله على أصله ، وقد برر كونها معه في هذا الموقف ، كما أرى ـ والله أعلم ـ أن هذه الحميمية والعلاقة بينه وبين عصاه كانت تمهيدًا لبث المعجزات فيها ، والله أعلم .
أديبنا : أحمد الرشيدي ،
قلمك يحفز فكرنا ، وعلى الله القصد .
محبتي واحترامي أستاذنا .
مأمون
سمو الكعبي
25-09-2007, 11:41 PM
الأستاذ الرشيدي :
وقفتك مع الآية كشفت لثام النور عن مكنون نوري دُري ,جعلتنا نعيش في أكنافها ونتلمس عبق أريجها, ونستطيب من مسكها المصوغ بحكايا الأنبياء الأبرار , جمعنا الله وإياهم في جنات نعيم .
د. عمر جلال الدين هزاع
26-09-2007, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب الرشيدي المكرم
لعلك تسمح لي بعودة لبعض حوار
فمعك يطب مثل هذا
ــــــ
قد علمت والعلم كله لله ومن خلال تفاسير القرآن أن هذه الآية جاءت لتصف حال النبي ( موسى ) عليه السلام عند مناداة الله عز وجل له عند جانب الطور
وقد أعجبني حقًّا من :
تفسير القرطبي ما سأنقله هنا :
في هذه الآية دليل على جواب السؤال بأكثر مما سئل؛ لأنه لما قال "وما تلك بيمينك يا موسى" ذكر معاني أربعة وهي إضافة العصا إليه، وكان حقه أن يقول عصا؛ والتوكؤ؛ والهش، والمآرب المطلقة.
فذكر موسى من منافع عصاه عظمها وجمهورها وأجمل سائر ذلك.
وفي الحديث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال (هو الطهور ماؤه الحل ميتته).
وسألته امرأة عن الصغير حين رفعته إليه فقالت: ألهذا حج؟ قال (نعم ولك أجر).
ومثله في الحديث كثير.
ومن تفسير ابن كثير هذه اللفتة الرائعة لموضوع المؤانسة و التقرير :
وقوله: {وما تلك بيمينك يا موسى} قال بعض المفسرين إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له؛ وقيل وإنما قال له ذلك على وجه التقرير، أي أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها؟
فسترى ما نصنع بها الآن، {وما تلك بيمينك يا موسى}؟
ومثله في تفسير الطبري :
ولعلّ قائلاً أن يقول: وما وجه استـخبـار الله موسى عما فـي يده؟ ألـم يكن عالـما بأن الذي فـي يده عصا؟
قـيـل له: إن ذلك علـى غير الذي ذهبتَ إلـيه, وإنـما قال ذلك عزّ ذكره له إذا أراد أن يحوّلها حية تسعى, وهي خشبة, فنبهه علـيها, وقرّره بأنها خشبة يتوكأ علـيها, ويهشّ بها علـى غنـمه, لـيعرّفه قُدرته علـى ما يشاء, وعظم سلطانه, ونفـاذ أمره فـيـما أحبّ بتـحويـله إياها حيّة تسعى, إذا أراد ذلك به لـيجعل ذلك لـموسى آية مع سائر آياته إلـى فرعون وقومه.
ــــــ
وهذه بضع إحالات للنص لتوسيع الرؤية وتوضيحها للقارىء من وحي تفسير القرآن الكريم
ولعلها تشفي الغليل حقًّا
ومرة ثانية
لك وافر التقدير أيها الحبيب
أحمد الرشيدي
26-09-2007, 05:13 PM
بارك الله بك
وقفة مفيدة
وهل أروع من السياحة في فكر أديب مثلك
عندما يتحدث عن أروع ما في الكون ؟؟
لك التقدير أخي الحبيب
بارك الله بك ، وفيك ، ولك
نعم هناك ما هو أروع ، مرورك أيها الشاعر ناثرا حروفك على أروع ما في الكون .
لك الشكر من أخيك والحب .
أحمد الرشيدي
26-09-2007, 05:18 PM
ألأخ الفاضل / الأديب أحمد الرشيدي ..
سورة طه من أحب السور إلى نفسي وخاصة ألأيات الأولى فيها .
قد جعلتني اقف معك في هذه النقطة مفكرة ، بحق رد الفعل يكون عند الخوف أو الفرح ، تحسس ما هو ملموس ، واقرب شيء يكون للمنفعل ، وفي حالة الخوف يكون رد الفعل الإجابه والتعليل والتوضيح ، بشكل عفوي ولا إرادي ..
والعلم عند الله ، أن ما قلته أخي وبلا فتوى قد اطمأن له قلبي وأنا أتفكر به وبالموقف ..
بارك الله بك أذ أنك وضعت بين أيدينا مثل هذا الفكر العميق ، وأعتقد أن الإجتهاد بمثل هذه الموافق ليس فيه ما يخالف الشرع بقدر ما فيه ما يوافقه مع ما أمر به سبحانه وتعالى أن نتدبر أيات كتابه ..
أسأل الله أن لا أكون أخطأت ..
غفر الله لي ولك وتقبل الله طاعاتك وصالح عملك .
نعم أيتها الأخت الفاضلة هذا ما أردتُ :
( بحق رد الفعل يكون عند الخوف أو الفرح ، تحسس ما هو ملموس ، واقرب شيء يكون للمنفعل ، وفي حالة الخوف يكون رد الفعل الإجابه والتعليل والتوضيح ، بشكل عفوي ولا إرادي ..) .
شكر الله لك دعاءك ، اللهم استجب برحمتك وكرمك
أحمد الرشيدي
26-09-2007, 05:25 PM
الأديب المتفكر : احمد الرشيدي ،
جزاك الله كل الخير وأثابك الجنة وتقبل منك .
جميل يا أستاذنا هذا التدر وهذا التفكر في مكنون اللفظ والتركيب القرآني وربطة بعدة أمور لعل أهمها هنا الحالة النفسية لمتلقى الخطاب الإلهي سواء بالمشافهة أو الوحي فلكليهما جلاله ، بيد أن الروع في حال التلقي إيحاءً كما حدث مع أم موسى ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ يقل في الدرجة عن استقبال الوحي بجلاله وهيبته كما حدث في أول لقاء للمصطفى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بجبريل عليه السلام ، وهذا بدوره يقل في الدرجة عن التلقي المباشر من الله سبحانه حال المشافهة ، وهذا له ما له من التوتر النفسي ن فلهاذا جلاله وخصوصيته .
وأنت هنا أيها الأستاذ ، تتعامل مع القول الكريم برؤية متعمقة أراها مفيدة جدًا لأنها تفتح أفقًا للتعامل مع النص برؤية بلاغية عقلية تأملية تُقر في النفس هذا السمو في التعامل مع العلي القدير خصوصًا وأن مقصد موسى عليه السلام قد حفز ذهنه لما هو ذاهب إليه ( إشباع الحاجة ) وإذا به ينبه بمنبه لا طاقة له به ؛ إنه النداء ، ومجرد النداء في الظلام منبه يسبب الإفزاع ، أي أنه بلغ حدًا من التوتر يصرفه عن كل فكر وتفكير ، ليأتي بعد ذلك التقرير من الله سبحانه : ( إني أنا ربك ...... إني أنا الله ) وما بين هذين التقريرين يأتي تقري بالاختيار ، فأي حالة نفسية يمر بها النبي هنا ؟! إنها حالة من استجماع اليقين أنه في الحضرة الإلهية ، وإذا كان السؤال من الله عز وجل يحمل في طياته المؤانسة وإذهاب الهلع عن نبيه ، إلا أن الجواب ربما لا يحمل مدلول الاستئناس ، بل يحمل مدلولات الفزع والخوف ، فلعل العصا مستنكرة عليه ، لكنه بصدق نسبها لنفسه مضيفًا الغرض منها ، وهنا ربما يحاول أن يذهب عن نفسه الذنب أو الريبة ، وربما يبث في نفسه اليقين أنه استمع إلى السؤال جيدًا وتلقاه على أصله فلو أن الله رد عليه قوله لغير مسار القول لكنه هنا أيقن أن السؤال وصله على أصله ، وقد برر كونها معه في هذا الموقف ، كما أرى ـ والله أعلم ـ أن هذه الحميمية والعلاقة بينه وبين عصاه كانت تمهيدًا لبث المعجزات فيها ، والله أعلم .
أديبنا : أحمد الرشيدي ،
قلمك يحفز فكرنا ، وعلى الله القصد .
محبتي واحترامي أستاذنا .
مأمون
أيها الأديب الفذ
ساستعين بردك النافذ لاستكمال القول في الآية الكريمة بشكل أكثر تفصيلا ، فما كان مني استشكال أملاه عليَّ حال موسى - عليه السلام - عند تلقيه الوحي الإلهي ، ولذا سأضمن الوقفة ( 2 ) ردي على ما أتحفتني به من آراء سديدة قيمة ، فلك الشكر أستاذنا يتقدم بين يديه حبي ، ويقفوه سلام من بعد سلام .
أحمد الرشيدي
26-09-2007, 05:27 PM
الأستاذ الرشيدي :
وقفتك مع الآية كشفت لثام النور عن مكنون نوري دُري ,جعلتنا نعيش في أكنافها ونتلمس عبق أريجها, ونستطيب من مسكها المصوغ بحكايا الأنبياء الأبرار , جمعنا الله وإياهم في جنات نعيم .
شكر الله لك أيتها الفاضلة ، وجعل عملي خالصا لوجه ، وجعل لك منه نصيبا جزاء ما سَنَّيْتِ .
آمين
أحمد الرشيدي
26-09-2007, 05:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب الرشيدي المكرم
لعلك تسمح لي بعودة لبعض حوار
فمعك يطب مثل هذا
ــــــ
قد علمت والعلم كله لله ومن خلال تفاسير القرآن أن هذه الآية جاءت لتصف حال النبي ( موسى ) عليه السلام عند مناداة الله عز وجل له عند جانب الطور
وقد أعجبني حقًّا من :
تفسير القرطبي ما سأنقله هنا :
في هذه الآية دليل على جواب السؤال بأكثر مما سئل؛ لأنه لما قال "وما تلك بيمينك يا موسى" ذكر معاني أربعة وهي إضافة العصا إليه، وكان حقه أن يقول عصا؛ والتوكؤ؛ والهش، والمآرب المطلقة.
فذكر موسى من منافع عصاه عظمها وجمهورها وأجمل سائر ذلك.
وفي الحديث سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر فقال (هو الطهور ماؤه الحل ميتته).
وسألته امرأة عن الصغير حين رفعته إليه فقالت: ألهذا حج؟ قال (نعم ولك أجر).
ومثله في الحديث كثير.
ومن تفسير ابن كثير هذه اللفتة الرائعة لموضوع المؤانسة و التقرير :
وقوله: {وما تلك بيمينك يا موسى} قال بعض المفسرين إنما قال له ذلك على سبيل الإيناس له؛ وقيل وإنما قال له ذلك على وجه التقرير، أي أما هذه التي في يمينك عصاك التي تعرفها؟
فسترى ما نصنع بها الآن، {وما تلك بيمينك يا موسى}؟
ومثله في تفسير الطبري :
ولعلّ قائلاً أن يقول: وما وجه استـخبـار الله موسى عما فـي يده؟ ألـم يكن عالـما بأن الذي فـي يده عصا؟
قـيـل له: إن ذلك علـى غير الذي ذهبتَ إلـيه, وإنـما قال ذلك عزّ ذكره له إذا أراد أن يحوّلها حية تسعى, وهي خشبة, فنبهه علـيها, وقرّره بأنها خشبة يتوكأ علـيها, ويهشّ بها علـى غنـمه, لـيعرّفه قُدرته علـى ما يشاء, وعظم سلطانه, ونفـاذ أمره فـيـما أحبّ بتـحويـله إياها حيّة تسعى, إذا أراد ذلك به لـيجعل ذلك لـموسى آية مع سائر آياته إلـى فرعون وقومه.
ــــــ
وهذه بضع إحالات للنص لتوسيع الرؤية وتوضيحها للقارىء من وحي تفسير القرآن الكريم
ولعلها تشفي الغليل حقًّا
ومرة ثانية
لك وافر التقدير أيها الحبيب
الفاضل الموقر د. عمر
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أيها الحبيب يأنس بكَ المكان كل حين ، فعد وزد ، لا حرمت من إطلالتك المرتقبة النافعة ، وليتك تتكرم على أخيك بنقل بعض أقوال المفسرين الذين عُنوا بالبلاغة القرآنية كالزمخشري ، أوسعد الدين التفتازاني ، أو ابن عاشور - رحمهم الله .
نعم هي تشفي الغليل ، ولكن إذا أضيف إليها ما تقدم كان ذلك شفاء للغليل حقا ، فعلتَ تكرما وتفضلا مأجورا مشكورا .
لك خالص الدعاء ، و جزيل الشكر من أخيك المحب
الصباح الخالدي
26-09-2007, 08:49 PM
بارك الله فيك اخي الكريم أحمد للقران انفع للناس من كل الكلام
جمعك الله ومن تحب تحت ظل العرش
اخوك الصباح
د. عمر جلال الدين هزاع
27-09-2007, 12:07 AM
بارك الله قلبك أخي الحبيب الرشيدي
وقد عدت إلى كتاب الكشاف للزمخشري ونقلت لك ما وجدته حول هذه الآية
وعلمت أي فائدة أردتني أن أجنيها بالعودة لمثل هذا
فجزاك الله عنا كل خير
وتفضل ما وجدته حولها :
ــــــــــــ
وَمَا تلك بيمِينِكَ يموسى قَالَ هِىَ عَصَاىَ أتوكوءا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مئارب أخرى ".
" وَمَا تِلكَ بِيَمِينِكَ يمُوسَى " كقوله تعالى: " وهذا بعلي شيخاً " هود: 72 في انتصاب الحال بمعنى الإشارة: ويجوز أن تكون " تِلكَ " اسماً موصولاً صلته " بيمينك " إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه وينبهه على قدرته الباهرة.
ونظيره أن يريك الزراد زبرة من حديد ويقول لك: ما هي.
فتقول: زبرة حديد ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك: هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد.
قرأ ابن أبي إسحاق " عصي " على لغة هذيل.
ومثله " يا بشرى " يوسف: 19 أرادوا كسر ما قبل ياء المتكلم فلم يقدروا عليه فقبلوا الألف إلى أخت الكسرة وقرأ الحسن " عصاي " بكسر الياء لالتقاء الساكنين وهو مثل قراءة حمزة " بمصرخي " إبراهيم: 22 وعن ابن أبي إسحاق سكون الياء " أَتوكَؤُا عَلَيهَا " أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة.
" وأهش بها على غنمي " هش الورق: خبطه أي: أخبطه على رؤس غنمي تأكله.
وعن لقمان بن عاد: أكلت حقاً وابن لبون وجذع وهشة نخب وسيلاً دفع والحمد لله من غير شبع سمعته من غير واحد من العرب.
ونخب: واد قريب من الطائف كثير السدر.
وفي قراءة النخعي: أهش وكلاهما من هش الخبز يهش: إذا كان ينكسر لهشاشته.
وعن عكرمة: أهس بالسين أي: أنحى عليها زاجراً لها.
والهس: زجر الغنم.
" وَلِىَ فِيهَا مئارِبُ أُخرَى " ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال: ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان.
ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه ويجوز أن يريد عز وجل أن يعقد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة كأنه يقول له: أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتد بها وتحتفل بشأنها وقالوا: إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته.
وقالوا: إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه وقالوا: انقطع لسانه بالهيبة فأجمل وقالوا: اسم العصا نبعة.
وقيل في المارب: كانت ذات شعبتين ومحجن فإذا طال الغصن حناه بالمحجن وإذا طلب كسره لواه بالشعبتين وإذا سار ألقاها على عاتقه فعلق بها أدواته من القوس والكنانة والحلاب وغيرها وإذا كان في البرية ركزها وعرض الزندين على شعبتيها وألقى عليها الكساء واستظل وإذا قصر رشاؤه وصله بها وكان يقاتل بها السباع عن غنمه.
وقيل: كان فيها من المعجزات أنه كان يمشي بها فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلواً وتكونان شمعتين بالليل وإذا ظهر عدو حاربت عنه وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت وكان يحمل عليها زاده وسقاءه فجعلت تماشيه ويركزها فينبع الماء فإذا رفعها نضب وكانت تقيه الهوام.
سمو الكعبي
27-09-2007, 01:12 AM
هنا مجلس علم يوجب علي المكوث , بارك الله في الجميع .
عطاف سالم
27-09-2007, 05:56 AM
ممايحز في نفسي أخي أحمد أني شاركتك هنا سهوم البلاغة ثم ابتلع حاسوبي اللعين كل سطوري وذهب بها إلى واد سحيق لا علم لي به حيث هلكت هناك وطوتها الرياح .. بل ذرتها سرابا ولم يعد لها أي خلال حتى ولاحتى صفير ....
وإلى الآن أنا في ذهول ومقيدة بالحيرة المتحيرة لم اختارت صفحتك هذه الحروف البالية مني على أحرف كانت من ذهب ؟؟!!
تحيتي لك وكل تقديري
وحتما سأعود ......... ولكن أرجو ألا تكون عودة بخفي حنين المرة القادمة
مازن سلام
27-09-2007, 09:21 PM
الأديب العزيز الأستاذ أحمد الرشيدي المحترم
.....
الشكر لك أيها المفكـّر الباحث و الساعي إلى تبيان الحقيقة , في ذات الحقيقة ... مبادرة راقية هذه التي تدعونا إليها ..إني أرى أنّ الموضوع على درجة عالية من الأهمية , ليس لأنّ السؤال هو في القرآن الكريم فحسب, بل لأنها دعوة كي نفهم بأنفسنا ... و نرى بقلوبنا .. و نقول رأينا ... عن تفسيرٍ ما , بأنه غير قريب للمنطق أو للقلب أو للحقيقة , أو أنّ القراءة و التفسير يتطابقان ... و علينا أن نبسّط القراءة... لا أن نعقــّدها ... رغم صعوبة المهمّة...
ـ رغم أنّ ظاهر الآيات قد يبدو واضحاً .. ( لبساطة المفردات و الحوار) إلا أنّ قراءة تدخل في روح ـ روح النص قد تكشف عن أسرار و أسرار .., و هذا النوع من القراءة غير مبنيّ على أي تحليل علمي أو تأريخي , بل يستند أبداً على إحساس خاص و إيمان فطري ... غير مشوّش ...أو يكون إلهامياً صافياً .
بانتظار الوقفة التالية.
.....
تقبّل أيها الفاضل كل المحبة و التقدير
مازن سلام
يسرى علي آل فنه
27-09-2007, 11:35 PM
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36
*******
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الراقي الكريم الأديب أحمد الرشيدي
جميلة هذه الوقفات النورانية لما تتضمنه من مدارسة لكتاب الله تعالى يشرق معها الفكر وترتاح النفس وتسمو الروح في تجلياته الباهرة
مع هذه الآية -التي أشرتَ إليها -من سورة طه أراني أميل للقول بأن موسى عليه السلام لم يكن في حالة الخائف خصوصاً وأن السؤال سبقته آيات تتضمن تكليفاً والخائف يكون في وضع الغير مستعد للاستيعاب ولهذا أظن بأنه- بأمر الله تعالى- كان في منتهى درجات السكينة ليصغي لهذه الرسالة السماوية وكأنه هناوقع في نفس موسى سؤال( كيف سيقتنع قومي برسالتي يارب)
وعندها جاء السؤال وما تلك بيمينك يا موسى ففهمه موسى بمعنى حدثني عن هذه العصا التي بيمينك فجاء الجواب بليغاً ومختصراً لا إطناب فيه
فجملة هي عصاي فيها اشارة بملازمة العصا لسيدنا موسى
ولهذا كانت المعجزة تتحقق بهذه العصا لا سواها ومع موسى دون سواه
ثم جاء الجواب مشيراً إلى توظيف موسى لعصاه في أمور كثيرة اختصرها بقوله ولي فيها مآرب أخرى وربما في ذلك تعجلاً لما سيعقب من كلام الله تعالى فأتت صيغة الأمر ألقها فألقاها طاعة وليظهر مأرب جديد فيها يساعده في تبليغ رسالته كآية على تأيد الله عز وجل
وجملة لا تخف أظهرت كيف كان حال موسى مع العصا من مرافقة وكيف تملكه الخوف من حالها كحية فجاءت عبارة خذها ولا تخف لطمأنته
ثم توالى الحديث عن المعجزات وما طلبه موسى عليه السلام من الله عز وجل ليساعده في البدء بتبلغ رسالته.
هذا والله أعلم
استغفر الله العظيم اذا اخطأت في فهمي وأساله تعالى أن يعلمنا ماجهلنا وينفعنا بما علّمنا
احترامي وتقديري لك أخي الكريم أحمد وللجميع
وشكر خاص للدكتورهزاع لمااورده من أقوال مهمة للمفسرين
أحمد الرشيدي
28-09-2007, 02:26 AM
وبارك الله فيك أخي صباح
آمين ، ومن تحب
أحمد الرشيدي
28-09-2007, 02:34 AM
بارك الله فيك اخي الكريم أحمد للقران انفع للناس من كل الكلام
جمعك الله ومن تحب تحت ظل العرش
اخوك الصباح
وبارك الله فيك أخي صباح
آمين ، ومن تحب
أحمد الرشيدي
28-09-2007, 02:40 AM
بارك الله قلبك أخي الحبيب الرشيدي
وقد عدت إلى كتاب الكشاف للزمخشري ونقلت لك ما وجدته حول هذه الآية
وعلمت أي فائدة أردتني أن أجنيها بالعودة لمثل هذا
فجزاك الله عنا كل خير
وتفضل ما وجدته حولها :
ــــــــــــ
وَمَا تلك بيمِينِكَ يموسى قَالَ هِىَ عَصَاىَ أتوكوءا عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مئارب أخرى ".
" وَمَا تِلكَ بِيَمِينِكَ يمُوسَى " كقوله تعالى: " وهذا بعلي شيخاً " هود: 72 في انتصاب الحال بمعنى الإشارة: ويجوز أن تكون " تِلكَ " اسماً موصولاً صلته " بيمينك " إنما سأله ليريه عظم ما يخترعه عز وعلا في الخشبة اليابسة من قلبها حية نضناضة وليقرر في نفسه المباينة البعيدة بين المقلوب عنه والمقلوب إليه وينبهه على قدرته الباهرة.
ونظيره أن يريك الزراد زبرة من حديد ويقول لك: ما هي.
فتقول: زبرة حديد ثم يريك بعد أيام لبوساً مسرداً فيقول لك: هي تلك الزبرة صيرتها إلى ما ترى من عجيب الصنعة وأنيق السرد.
قرأ ابن أبي إسحاق " عصي " على لغة هذيل.
ومثله " يا بشرى " يوسف: 19 أرادوا كسر ما قبل ياء المتكلم فلم يقدروا عليه فقبلوا الألف إلى أخت الكسرة وقرأ الحسن " عصاي " بكسر الياء لالتقاء الساكنين وهو مثل قراءة حمزة " بمصرخي " إبراهيم: 22 وعن ابن أبي إسحاق سكون الياء " أَتوكَؤُا عَلَيهَا " أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع وعند الطفرة.
" وأهش بها على غنمي " هش الورق: خبطه أي: أخبطه على رؤس غنمي تأكله.
وعن لقمان بن عاد: أكلت حقاً وابن لبون وجذع وهشة نخب وسيلاً دفع والحمد لله من غير شبع سمعته من غير واحد من العرب.
ونخب: واد قريب من الطائف كثير السدر.
وفي قراءة النخعي: أهش وكلاهما من هش الخبز يهش: إذا كان ينكسر لهشاشته.
وعن عكرمة: أهس بالسين أي: أنحى عليها زاجراً لها.
والهس: زجر الغنم.
" وَلِىَ فِيهَا مئارِبُ أُخرَى " ذكر على التفصيل والإجمال المنافع المتعلقة بالعصا كأنه أحس بما يعقب هذا السؤال من أمر عظيم يحدثه الله تعالى فقال: ما هي إلا عصا لا تنفع إلا منافع بنات جنسها وكما تنفع العيدان.
ليكون جوابه مطابقاً للغرض الذي فهمه من فحوى كلام ربه ويجوز أن يريد عز وجل أن يعقد المرافق الكثيرة التي علقها بالعصا ويستكثرها ويستعظمها ثم يريه على عقب ذلك الآية العظيمة كأنه يقول له: أين أنت عن هذه المنفعة العظمى والمأربة الكبرى المنسية عندها كل منفعة ومأربة كنت تعتد بها وتحتفل بشأنها وقالوا: إنما سأله ليبسط منه ويقلل هيبته.
وقالوا: إنما أجمل موسى ليسأله عن تلك المآرب فيزيد في إكرامه وقالوا: انقطع لسانه بالهيبة فأجمل وقالوا: اسم العصا نبعة.
وقيل في المارب: كانت ذات شعبتين ومحجن فإذا طال الغصن حناه بالمحجن وإذا طلب كسره لواه بالشعبتين وإذا سار ألقاها على عاتقه فعلق بها أدواته من القوس والكنانة والحلاب وغيرها وإذا كان في البرية ركزها وعرض الزندين على شعبتيها وألقى عليها الكساء واستظل وإذا قصر رشاؤه وصله بها وكان يقاتل بها السباع عن غنمه.
وقيل: كان فيها من المعجزات أنه كان يمشي بها فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلواً وتكونان شمعتين بالليل وإذا ظهر عدو حاربت عنه وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت وكان يحمل عليها زاده وسقاءه فجعلت تماشيه ويركزها فينبع الماء فإذا رفعها نضب وكانت تقيه الهوام.
جزاك الله عني خير الجزاء أخي الكريم د. عمر جلال الدين
أفدت مما نقلت فوائد جليلة ضمنتها ما أسعفني الفهم في قراءة ( 2 ) أسأل الله أن يضعف لك الأجر وينفعنا بعلمك .
أثقلت عليك أيها الفاضل ، فشكرا لك ألف شكر
أحمد الرشيدي
17-12-2007, 05:57 PM
الأحبة الكرام الذين أفدت منهم علما وخلقا تكرموا بالصفح عن عجزي وتقصيري الذي تسبب فيه رائع بيانكم ، وكريم ردودكم ، ونافذ بصيرتكم .
كتب الله لكم عظيم الأجر ، ولكم مني جزيل الشكر
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir