المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُسَافِرٌ في الحُلْمِ إلى الحُلْمِ



طه محمد طه عاصم
28-09-2007, 04:54 PM
مُسَافِرٌ في الحُلْمِ إلى الحُلْمِ
سَافَرْتُ في حُلْمِي ذَاتَ لَيلَةٍ،إلى أين؟...لاأدري،لَكِنِّي سَافَرْتُ... ووصلتُ...إلى هذا المكان العجيب! ...الذى لم أرَ مِثْلَهُ من قبل،إنه يَجْذِبُ نَظَرِي ، يَسْتَلْهِمُ خَاطِرِي.
أحاول مَعْرِفَة كُنْهَهُ،لَكِنَّهُ إِحجام المرتاب بداخلي،....لاتدخل....ألا تخشى من حداثته ،ألا تخشى من غرابته !!!!.
لكنه التطفل الطاغي على نفوس البشر، أَقْدَامِي تتقدم ببطء ،تتحسس الأرض، وكأنِّي قد ضَلَّتْ مشيتي، أوأخْطَأْتُ الأرض،ومع كل هذا الجبن،إلا أن أقدامي لم تتراجع ، أو لعلها لم تهتم.
ها أنا قد وصلتُ إلى بوابة الدخول، أضع حقائبي المملؤة بعنائي وتعبي ،بصبري وألمي، المملؤة بهذه الصور الإعلامية الفارهة ،بهذه الشعارات الحقوقية الكاذبة ، يا إلهي ما هذا؟؟!!!! إنه عالم صناعي ، عالم من الكرتون ،أو أنِّي اعتقدتُ هذا،لأنه عالم مرسوم، طَبِيعَةٌ ساحرة، لكنها جامدة لا حياة فيها، عالم نُزِعَت منه الروحُ.
ما هذه الحدود والأعلام؟ ... ما هذه الألوان ؟... ما هذه الأجناس واللغات ؟....أهذا عالم غير العالم أم أنهم بَشَرٌ غير البشر؟! أسئلة لا أجد لها إجابة، كأني جَهِلْتُ عقلي أو نَسِيتَهُ في مكان.
أيعقل أن يكون هذا هو الحلم الذي يلهث وراءه عَطْشَى اللذة والمتعة ! والحضارة الزائفة الكاذبة، هل هذه هى الغاية المُبَرِرَةِِ لترك الوطن تحت ستار الهجرة؟! .
تُهْتُ لبرهة في المكان،سبحتُ بنظري في هذا الخيال، فنون.... تصوير....تناسق....رُقِي....نهضة ...وبُنْيَان....
وجوه وأجساد نساء....عُرْي....لواط.... سحاق....تجارة (نخاسة)....بيع لحوم وشراء أخلاق....فتنة الأقوياء وذل الضعفاء.
عالم بمرتبتين عُلْيَا ودُنْيَا ، لا ارتباط فيه بين حياة وعقائد ومبادئ وقيم.
إنه عالم خرافي ،فيه تختلط الألوان وتمتزج بعضها ببعض ، لتشكِّل لوحة عبثاً يقال عنها الحضارة.
نعم أعترف فى لحظة ظننتُ أنِّي سأرثُ عرش هذه الحياة،أو أنِّي سأمتلك عصبة المفاتيح الذهبية هذه التى يُفْتَحُ بها أبواب العمرالمغلقة، للحظة ظننت أنِّي سأكون مِنْ صانعي تارخ هذا العالم، وأنا مَنْ سَيُوَقِعُ على بوابات تلك الدول.
لا .لايمكن أن أضع رأسي بين فَخْذَىَّ،لن أكون خنزيرا يرى في الروث شهيته.
لن أعيش داخل هذا المسخ المختبئ خلف قناع السماحة والبراءة والطهر، لايمكن أن أعيش في هذا الكيان البارد طقساً وأخلاقاً ودماً.
لن أقبل بأنصاف الحلول، لن أكون إسفنجة تبتلع الماء دون أن تميز الطاهر من غيره.
نعم لا أريد الغرق في بحور الخطيئة،لأنه من المحال نزول الماء دون بلل، وقد يكون الغرق هو البديل لمن لا يجيد السباحة.
ليس بوسعي أن أظل واقفاً وسط هذا الجنون المسمى بالحرية.
كم أكره الصدام المجهول، أو اللا منتظر،لا أستتطيع أن أخرج من بشريتي أو أن أهين نفسي.
نعم سأتجاوز جميع إشارات المرور بعقلي حتى يَخْرُجَ من هذا العالم البلوري.
هيا يا عقلي اصحُ من غفوتك،لا تبقَ في هذا المكان،ارحل تحت ستار الظلام ،فتش عن حياة أخرى،لا تترك حياءك بغير غطاء،ابحث عن وطن يُثِيرُ حنينك،يُشَاطِرَك شجونك،
ابحث عن وطن فيه رصيد من الأخلاق،فيه من الطباع والشِّيَم ما ليس في غيره،وَطَنٌ يُعِيدُ إليك القيم، وَطَنٌ تَثِقُ به،وَتُوَثِقُ به حُبَّك،تَعْلُو به وَيَعْلُو معه قَدْرَك.
فكم من البشاعة أن تقف على قيم عارية، أن تجعل شهوتك دليلك،كم من البشاعة أن تترك عالم الطهر إلى عالم المحظيات والعبيد الجُدُد، أن تكون ظلاً بلا جسد.
فاعذرني إن فرضتُ عليك حصاراًحتى لا يعاودك هذا الحُلْم.
نعم سأعود بك إلى مكاني القديم ، أرتشف القهوة من فنجاني المميز، أحاور نجمتي المتوهجة فى السماء ،كم اشتقت الفضفضة إليها.
ها أنا قد استيقظت من نومي ،وغسلت وجهي من عناء هذا الحلم، لقد أنهيت رحلتي هذه ، والتي استخدمت فيها طائرة من الورق.
طه عاصم
28/9/2007

فاطمة جرارعة
28-09-2007, 07:52 PM
أخي الكريم طه عاصم

مهما كان في النفس من نوازع الشر

لا بدّ من وجود بذرة خير في قلوب البشر

لكن هذه البذرة في حاجة من يغرسها في تربها

و يسقيها الماء الزلال, و يعتني بها

حتى تنمو و تنبت أكوانا من الفضيلة و الجمال

و نستطيع ذلك إذا كنّا نحن

ما أجمل أن ينظر الإنسان إلى الجانب المشرق في حياته

و ألا يتجه إلى الظلمات و في هذا الكون شموس

و ألا يمضي في طريق اليأس و في الدنيا أمل

هذه النعوت التي ألصقتها بالعالم

تجعل المتلقّي يشعر أنك في غابة سوداء

و لكن

حين تعجزني الكلمات

و تبدأ يدي بالكتابة و أصابعي بالمحو

حينها فقط

أدرك أنني أمام نص مذهل
مثل هذا

تحيتي و تقديري

وفاء شوكت خضر
28-09-2007, 10:57 PM
حلم العارف ، الهارب من الرمضاء إلى النار وهو على علم بها ..
نوازع النفس ما بين الهجرة إلى وطن غريب عن النفس والروح ، وبين البقاء في الوطن الضنين على ابنائة قسرا ..
مفارقة جميلة صنعتها في حلم إلى وطن الحلم ، الذي أنت على يقين من زيفه ، ومن تعفنه الأخلاقي ، وفقره الديني ، وتفككه الإجتماعي ، مجتمع حمل كل الأوبئة وكل الرذائل باسم الحيرة ، واستباح حتى القتل باسمها زورا وبهتانا ، ما هي إلا شعارت كاذبة ، وألوان صاخبة براقة على يافطات معدنية أو كرتونية .
أجدت في إبراز الفكرة من خلال هذا النص الذي اتسم بفكر واعي .

تحيتي .

جوتيار تمر
29-09-2007, 10:29 AM
العزيز طه...
انقل لك هنا مقولتين في الحلم/
الاولى لجبران خليل/لتكن ثقتكم عظيمة بالاحلام،لان بوابة الابدية مختفية فيها.

والثانية لنوفاليس/حين نحلم باننا نحلم، فاننا نبدأ بالاستقاظ .

واريدك ان تقارن بينهما/ وبين ما اتيت انت به هنا في النص...!

لقد اجدت في الولوج في الواقع / وكاني بالانسان الحالي لن يجد غير الحلم مفتاح ولوج الى الواقع/ فهو يجد الابواب كلها قد سدت بوجهه/ ولم يبقى له غير الحلم / لكن هل نثق بالحلم/ اذا قلنا نعم/ كيف نعيش الواقع ونحن نعيش الحلم/ اذا هل نؤمن بالاستيقاظ منه / لكن أ ليس الواقع هذا مرا/ اليما/ بدائيا متوحشاً/ اذا ماذا عسانا نفعل ..؟ هذا السؤال/ والاجابة عنه لاجواب/ لان كل ما قيل ويقال شعاراتي/ طوبائي/ لايمشي مع تقاليد الواقع/ اعجبني نفسك الطويل في النص هذا الذي جاء كسردية بوحية/ والمضمون بلاشك اراه يستحق منا الوقفة المتانية.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

طه محمد طه عاصم
01-10-2007, 05:01 AM
أخي الكريم طه عاصم
مهما كان في النفس من نوازع الشر
لا بدّ من وجود بذرة خير في قلوب البشر
لكن هذه البذرة في حاجة من يغرسها في تربها
و يسقيها الماء الزلال, و يعتني بها
حتى تنمو و تنبت أكوانا من الفضيلة و الجمال
و نستطيع ذلك إذا كنّا نحن
ما أجمل أن ينظر الإنسان إلى الجانب المشرق في حياته
و ألا يتجه إلى الظلمات و في هذا الكون شموس
و ألا يمضي في طريق اليأس و في الدنيا أمل
هذه النعوت التي ألصقتها بالعالم
تجعل المتلقّي يشعر أنك في غابة سوداء
و لكن
حين تعجزني الكلمات
و تبدأ يدي بالكتابة و أصابعي بالمحو
حينها فقط
أدرك أنني أمام نص مذهل
مثل هذا
تحيتي و تقديري
أختي الفاضلة/ فاطمة
الخير موجود ما بقيت الدنيا ولكن" قد عم الفساد فى البر والبحر ........... الآيه
لابد لنا من وقفة للسيطرة على هذا الوباء حتى لا يأخذ المساحة الأكبر فى حياتنا
سيدتي
ليكن ما قلت/: فالنزرع بذرة الخير هذه في أرضنا ونأخذ من ثمارها ترياقا لهذه المفاسد الواردة إلينا من أناس ليس لهم بنا أى صلة أو قرابة غير أ نهم من بني آدم.
سيدتي
أنا لم أنعت العالم أجمع بهذه النعوت ولكني نعتُ عالمهم هم هذا العالم الغربي المتحرر من كل شيئ ومع هذا لا أنكر أن لهم من المميزات الكثير ولكن لكل منا مذاقه الخاص.
وفى النهاية هو حلم
دمت بخير ودام مرورك علينا منيرا لبصائرنا قبل عيوننا
مع تحيتي ومودتي

د. نجلاء طمان
01-10-2007, 06:22 AM
الرائع: طه عاصم

حمدا لله أن كانت طائرتك ورقية
وكان الحلم عالما كرتونيا خياليا
فربما كان الغرق!!!!!!

هذه الفلسفة والعرض المؤلم لما آل إليه حال الأوطان ... يأتي به الأنقياء دوما في شكل حلم , رفضا منهم للواقع. إن النجاة من هذا الضياع تكمن في التمسك بالدين واللجوء الى خالقنا , فعنده دوما نجاتنا.
شذى الوردة لتجددك وتألقك


رمضان كريم وأكرم منه ربي

د. نجلاء طمان

طه محمد طه عاصم
02-10-2007, 09:04 PM
حلم العارف ، الهارب من الرمضاء إلى النار وهو على علم بها ..
نوازع النفس ما بين الهجرة إلى وطن غريب عن النفس والروح ، وبين البقاء في الوطن الضنين على ابنائة قسرا ..
مفارقة جميلة صنعتها في حلم إلى وطن الحلم ، الذي أنت على يقين من زيفه ، ومن تعفنه الأخلاقي ، وفقره الديني ، وتفككه الإجتماعي ، مجتمع حمل كل الأوبئة وكل الرذائل باسم الحيرة ، واستباح حتى القتل باسمها زورا وبهتانا ، ما هي إلا شعارت كاذبة ، وألوان صاخبة براقة على يافطات معدنية أو كرتونية .
أجدت في إبراز الفكرة من خلال هذا النص الذي اتسم بفكر واعي .
تحيتي .
الأستاذة والأديبة الرائعة /وفاء
كم أعجبني تحليلكِ للنص
لقد قلت ما أردته بالفعل
دمت بخير

أنس إبراهيم
20-10-2007, 01:55 PM
أخي طه

آسف على التأخير إنما هو التمعن بهذا الكلام الرائع

تحيتي لك

حمزة محمد الهندي
20-10-2007, 07:24 PM
طه ........


الحلم هو الرؤية الوجودية ...... للخلود الأبدي ...

فأنت بالحلم تصنع الكثير ....... ولكن بالاستيقاظ يتلاشى


كن بخير...
كن بخير


حمزة ومحبتي

راضي الضميري
20-10-2007, 07:47 PM
أيها الرائع

لقد وضعت يدك على الجرح تمامًا ، ولن تكفي كل مكياجات هذا العالم لتجمييل هذا الوجه القبيح الذي يسمى حضارة أرذل البشر .

تقبل مودتي وتقديري

طه محمد طه عاصم
21-10-2007, 12:31 AM
العزيز طه...
انقل لك هنا مقولتين في الحلم/
الاولى لجبران خليل/لتكن ثقتكم عظيمة بالاحلام،لان بوابة الابدية مختفية فيها.
والثانية لنوفاليس/حين نحلم باننا نحلم، فاننا نبدأ بالاستقاظ .
واريدك ان تقارن بينهما/ وبين ما اتيت انت به هنا في النص...!
لقد اجدت في الولوج في الواقع / وكاني بالانسان الحالي لن يجد غير الحلم مفتاح ولوج الى الواقع/ فهو يجد الابواب كلها قد سدت بوجهه/ ولم يبقى له غير الحلم / لكن هل نثق بالحلم/ اذا قلنا نعم/ كيف نعيش الواقع ونحن نعيش الحلم/ اذا هل نؤمن بالاستيقاظ منه / لكن أ ليس الواقع هذا مرا/ اليما/ بدائيا متوحشاً/ اذا ماذا عسانا نفعل ..؟ هذا السؤال/ والاجابة عنه لاجواب/ لان كل ما قيل ويقال شعاراتي/ طوبائي/ لايمشي مع تقاليد الواقع/ اعجبني نفسك الطويل في النص هذا الذي جاء كسردية بوحية/ والمضمون بلاشك اراه يستحق منا الوقفة المتانية.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
الأخ الفيلسوف الأديب /جو
قبل المقارنة بين المقولتين لي مقولة ثالثة
الحلم حصاد نقيدين الفشل والنجاح ........ فإذا فشلنا حلمنا بالنجاح وإذا نجحنا حلمنا بالخيال......
ومن هنا أقول
لو وثقنا في الحلم لابد أن تكون معنا مقومات النجاح فيما نبغيه من وراء هذا الحلم(وهذا هو حلم الناجح)
أما إذا آمنا بالإستيقاذ منه فهذا دافع قوي للدخول من بوابة النجاح (وهذه لابد أن تكون إستفاقة الفاشل)
ومن هنا أرى أن كلا من المقولتين صحيح ولكن إذا وظفت كل مقولة في مكانها المناسب.
لاعدمنا مرورك
دمت بخير

طه محمد طه عاصم
25-10-2007, 12:26 PM
الرائع: طه عاصم
حمدا لله أن كانت طائرتك ورقية
وكان الحلم عالما كرتونيا خياليا
فربما كان الغرق!!!!!!
هذه الفلسفة والعرض المؤلم لما آل إليه حال الأوطان ... يأتي به الأنقياء دوما في شكل حلم , رفضا منهم للواقع. إن النجاة من هذا الضياع تكمن في التمسك بالدين واللجوء الى خالقنا , فعنده دوما نجاتنا.
شذى الوردة لتجددك وتألقك
رمضان كريم وأكرم منه ربي
د. نجلاء طمان
الأديبة الرائعة صاحبة القلم الجميل والمرور العطر/د نجلاء طمان
الحمد لله أننا ما زلنا نحلم وأنهم إلى الآن لم يستطيعوا ان يسرقوا الحلم من عقولنا كما سرقوا الفكر من قبل.
شذى الوردة لمرورك المحمل بأزهارالحب
تحيتي وتقديري