زاهية
07-10-2007, 09:34 PM
هو:تزداد حيرتي لحظة بعد لحظة ويكبر قلقي يومًا بعد يوم ..من أنا ؟ولماذا وجدت دون أب أو أم ؟.كل إنسان له أب وأم ،ولد من صلب أبيه وتكوَّن في رحم أمه إلا أنا لاأب لي ولاأم ،جئت كما أخبروني من قطعة عظم لايعرف صاحبها وجدت في أحد القبور الغارقة بالقدم تاريخيًا..ترى من يكون صاحب هذا العظم المهترئ فيكون أبي وأمي وأنا في نفس الوقت ..هل هو ملك ام مملوك ؟كريم أم حقير ؟ فقيرأم غني ؟ لست أدري ..تمنيت لوأنهم سمحوا لي برؤية العظم الأنا ،فقد أحس نحوه بشيء من حب أو كره ..حنان أو نفور..
أولاد القسوة ألقوا بي في غياهب الفِكَر المشتعلة بالأسئلة التي ليس لها جواب..ماهذا العالم الغريب الذي أراه ؟
في داخلي كره له يزاحمه عالم أجمل يغزوني بكل هدوء ..يجعلني أهرع إلى الحديقة أستظل تحت الشجر، وأتنسم هواء نظيفًا ..عندما أنفرد بذاتي أشعر بالقرب مني ،وثمة إحساس يؤنسني بأنني لست وحيدًا فنفسي تريد أن تصحبني للراحة بخلاف ماهم يفعلون ..هم يحاولون حشو رأسي بأشياء لاأستسيغها ولاأحب القيام بها .أنا أكره الذبح ، وأكل لحم الإنسان نيئًا،وشرب دمه ،وهم يريدونني أن أغبه من شرايين الأطفال ساخنًا ..أولاد القسوة ألا يعلمون بأنني طفل بمشاعري وأحاسيسي ،مسالم وهم يجهدون لجعلي شريرًا ،قذرًا ومجرما،أحس بأن هذه الطفولة تتضخم شيئًا فشيئًا بما يحشونها من أفكار شريرة ،أخشى أن تغرقهم ببحرٍ من دمائهم اللزجة ..
هي:مابال هذا الإنسان يجلس كل يوم تحت هذه الشجرة وحيدًا ينظر إلى السماء متفكرًا ؟
ليتني أستطيع اختراق فكره لأعرف مايشغله ..أحس بميلٍ شديدٍ إليه فقد ألفت وجوده هنا ، وأتمنى أن أكلمه، ولكن أولاد القسوة لايسمحون لي بذلك ..تبًا لهم أوجدوني في هذه الحياة من قطعة عظم غارقة بالقدم لاأدري من صاحبها ..كل الناس لهم أب وأم إلا أنا ، فأبي وأمي هوشيء من عظم ..مازالت الرحمة تسكن قلبي رغم محاولتهم سلخها عني ..كل يوم يحضرون لي كأسًا من الدم وقطعة من لحم طفل صغير يطلبون مني أن أتلذذ بأكلها ،وكرع الدم بشهية ..رغم محاولاتي الامتناع عن ذلك بالرفض ، فإنني أبوء دائما بالفشل ..ليت هذا الرجل الجالس تحت الشجرة يساعدني بالهروب من هنا والعيش بعيدًا عن مبنى الإجرام بحق الإنسانية ..أجل هذا مبنى إجرام بحق الإنسانية ، وأولها بحقي أنا ، فقد أوجدوني دون أب أو أم ، فكنت أنا الأم والأب والابنة ..أكاد أجن مما أنا فيه ..أيها الرجل انظر إلي ولو مرة أرجوك أرجوك ..
هو:أكاد أطق قهرًا ..الوحدة تخنقني ..السماء اليوم صافية ، والشمس ساطعة لاتحجبها الغيوم ..لأصوات الطيور جمال أحبه ..يأخذني إلى ذاتي ..أعانق فيها ماضيًا غائبًا لست أدري عنه شيئًا ..مالهذه الفتاة تنظر إلي برجاء ..من تكون أراها كل يوم هنا تنظر إلى السماء ،وكأنها تعاني من أمرٍ ما ..سأكلمها فلربما استطعت مساعدتها ..سأجرب ذلك ..
هو:وأخيرًا سمحوا لنا باللقاء بعد مناقشات ودراسات كثيرة قاموا بها حولنا ..أنا سعيد بلقائك يافتاة ..لم أعد أحس بأنني وحيد في هذه الحياة ، فأنت تعانين مما أعانيه..والدانا قطعة من عظم مهترئ غارق بالقدم ..لقد سمحوا لنا بالزواج وسيقيمون لنا عرسًا يشهده أهل المبنى جميعًا ..
هي :ستكون ليلة مشهودة لزواج لم يتم مثله يومًا أبدأ ،فلم يسبق أن ولد في الدنيا مثلنا ولا تزوجا..نحن ولدا قطعة العظم المهترئة الغارقة بالقدم ..أتمنى مثلك رؤية تلك القطعة العظمية لأقبل سطحها فهي أبي وأمي معًا ...سأبحث عنها فقد أجدها في غرفة التجارب التي يجرونها علي، وابحث أنت عنها أيضًا في غرفة التجارب التي يجرونها عليك ..
هو :سأجدها بطريقتي الخاصة فقربك مني جعلني أكثر قوة وتصميمًا على التحدي ،وإن فشلنا الآن فربما نجحنا بعد أن نعيش معًا في غرفة واحدة ..
هي :أنا حزينة لأنك فشلت بالحصول على أبوينا ألا تستحيي من نفسك؟ حتى متى سنظل في غرفة التجارب كالفئران لايسمح لنا بالخروج إلى عالمهم الواسع ؟ أنت لست رجلا..إنت حرمة .
هو :سأثبت لك بأنني رجل في الوقت المناسب ياامرأة ..
هي :أحسنت يارجلي لقد أحضرت قطعة العظم بدهائك بعد أن احتجزت الدكتور الذي يجري علينا التجارب وأجبرته على إحضار قطعة العظم ولكنك للأسف لم تحضر لي عظم والديَّ.
هو:بل أحضرتها وقتلت كل من في المبني عندما علمت بأن قطعة العظم الخاصة بي هي نفس قطعة العظم الخاصة بك.
بقلم
بنت البحر
أولاد القسوة ألقوا بي في غياهب الفِكَر المشتعلة بالأسئلة التي ليس لها جواب..ماهذا العالم الغريب الذي أراه ؟
في داخلي كره له يزاحمه عالم أجمل يغزوني بكل هدوء ..يجعلني أهرع إلى الحديقة أستظل تحت الشجر، وأتنسم هواء نظيفًا ..عندما أنفرد بذاتي أشعر بالقرب مني ،وثمة إحساس يؤنسني بأنني لست وحيدًا فنفسي تريد أن تصحبني للراحة بخلاف ماهم يفعلون ..هم يحاولون حشو رأسي بأشياء لاأستسيغها ولاأحب القيام بها .أنا أكره الذبح ، وأكل لحم الإنسان نيئًا،وشرب دمه ،وهم يريدونني أن أغبه من شرايين الأطفال ساخنًا ..أولاد القسوة ألا يعلمون بأنني طفل بمشاعري وأحاسيسي ،مسالم وهم يجهدون لجعلي شريرًا ،قذرًا ومجرما،أحس بأن هذه الطفولة تتضخم شيئًا فشيئًا بما يحشونها من أفكار شريرة ،أخشى أن تغرقهم ببحرٍ من دمائهم اللزجة ..
هي:مابال هذا الإنسان يجلس كل يوم تحت هذه الشجرة وحيدًا ينظر إلى السماء متفكرًا ؟
ليتني أستطيع اختراق فكره لأعرف مايشغله ..أحس بميلٍ شديدٍ إليه فقد ألفت وجوده هنا ، وأتمنى أن أكلمه، ولكن أولاد القسوة لايسمحون لي بذلك ..تبًا لهم أوجدوني في هذه الحياة من قطعة عظم غارقة بالقدم لاأدري من صاحبها ..كل الناس لهم أب وأم إلا أنا ، فأبي وأمي هوشيء من عظم ..مازالت الرحمة تسكن قلبي رغم محاولتهم سلخها عني ..كل يوم يحضرون لي كأسًا من الدم وقطعة من لحم طفل صغير يطلبون مني أن أتلذذ بأكلها ،وكرع الدم بشهية ..رغم محاولاتي الامتناع عن ذلك بالرفض ، فإنني أبوء دائما بالفشل ..ليت هذا الرجل الجالس تحت الشجرة يساعدني بالهروب من هنا والعيش بعيدًا عن مبنى الإجرام بحق الإنسانية ..أجل هذا مبنى إجرام بحق الإنسانية ، وأولها بحقي أنا ، فقد أوجدوني دون أب أو أم ، فكنت أنا الأم والأب والابنة ..أكاد أجن مما أنا فيه ..أيها الرجل انظر إلي ولو مرة أرجوك أرجوك ..
هو:أكاد أطق قهرًا ..الوحدة تخنقني ..السماء اليوم صافية ، والشمس ساطعة لاتحجبها الغيوم ..لأصوات الطيور جمال أحبه ..يأخذني إلى ذاتي ..أعانق فيها ماضيًا غائبًا لست أدري عنه شيئًا ..مالهذه الفتاة تنظر إلي برجاء ..من تكون أراها كل يوم هنا تنظر إلى السماء ،وكأنها تعاني من أمرٍ ما ..سأكلمها فلربما استطعت مساعدتها ..سأجرب ذلك ..
هو:وأخيرًا سمحوا لنا باللقاء بعد مناقشات ودراسات كثيرة قاموا بها حولنا ..أنا سعيد بلقائك يافتاة ..لم أعد أحس بأنني وحيد في هذه الحياة ، فأنت تعانين مما أعانيه..والدانا قطعة من عظم مهترئ غارق بالقدم ..لقد سمحوا لنا بالزواج وسيقيمون لنا عرسًا يشهده أهل المبنى جميعًا ..
هي :ستكون ليلة مشهودة لزواج لم يتم مثله يومًا أبدأ ،فلم يسبق أن ولد في الدنيا مثلنا ولا تزوجا..نحن ولدا قطعة العظم المهترئة الغارقة بالقدم ..أتمنى مثلك رؤية تلك القطعة العظمية لأقبل سطحها فهي أبي وأمي معًا ...سأبحث عنها فقد أجدها في غرفة التجارب التي يجرونها علي، وابحث أنت عنها أيضًا في غرفة التجارب التي يجرونها عليك ..
هو :سأجدها بطريقتي الخاصة فقربك مني جعلني أكثر قوة وتصميمًا على التحدي ،وإن فشلنا الآن فربما نجحنا بعد أن نعيش معًا في غرفة واحدة ..
هي :أنا حزينة لأنك فشلت بالحصول على أبوينا ألا تستحيي من نفسك؟ حتى متى سنظل في غرفة التجارب كالفئران لايسمح لنا بالخروج إلى عالمهم الواسع ؟ أنت لست رجلا..إنت حرمة .
هو :سأثبت لك بأنني رجل في الوقت المناسب ياامرأة ..
هي :أحسنت يارجلي لقد أحضرت قطعة العظم بدهائك بعد أن احتجزت الدكتور الذي يجري علينا التجارب وأجبرته على إحضار قطعة العظم ولكنك للأسف لم تحضر لي عظم والديَّ.
هو:بل أحضرتها وقتلت كل من في المبني عندما علمت بأن قطعة العظم الخاصة بي هي نفس قطعة العظم الخاصة بك.
بقلم
بنت البحر