تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الفانوس الضائع



فدوى أحمد التكموتي
21-10-2007, 01:40 AM
صار عـندي أ لـف أ لـف سنة , ما أن أستيقـظ من صفعة إلا وتأتيني الثانية, وكأنني أطلب المستحيل , علمتني كرة الحياة أن لاشيء يدوم ولا شيء ينقطع , ومع

ذلك لم يصلني إلا حسام با ثر مزق حيا تي كلها , فلم أجد غير مشاعري أتوسل بها عساها تأخذ بيدي إلى بر الأمان , الذي أبحث عنه وسط دهليز مظلم وكأنني أبحث

في فوهة بركان عن فانوس ضائع لي حتى وجدته , أعطيته كل اهتمامي , فضلته على كل المصابيح في دربي عرفت معه الأمان والمعرفة , عشقت معه ثورة الشك ,

سبحت مع أشعار نزار وعود عبد الوهاب وكروان نجاة الصغيرة , أنار طريقي , شجعني , آمن بي , وأعز تواصلي معه في أية لحظة, رغم سكوته إلا أنني كنت أسمع

صدى صوته يقول إلى أين ستأخذني سفينة صمتي معها, صراخ كنت أخفيه في أعماقي وبدأ يعلو و يعلو حتى ا نفجر وثار وقال قيدك أدمى معصمي, و أوردة دمي

سارت تناجي أروقة سكون فؤادي, لابد من حقن دمي الذي ينسال كشلالات مياه نهر ثا ئر , فقلت والرمز شعاري , والتلاعب بالألفاظ هوا يتي المفضلة , وهو يسمعني

ويسمعني , صمته الرهيب أرهقني و أسقطني في بحر الصراخ العنيف , وتجرأت وقلت وبحت حتى سار أنين آها تي يسمع في أي مكان حللت فيه , يعرفه الوليد

وتردده عصفورة نهى عقلي وفؤادي , أسفي ليس على إيجادي فانوس الأمان ولا على تمسكي وتعلقي به ولكن عتابي له لصمته وتشجيعه لي , فماذا أصنع الآن ليس لي

يد فيما صرت عليه الآن , قد أكون تصورت أنك سراج دربي ولكن تشجيعك وصمتك قال و يقول لي أشياء وأشياء , قل لي بالله عليك ماذا أصنع ؟ أرفض صمتك ,

كما أرعب من كلماتك بعدما أدركت أني يستحيل لي فقدانك بعدما وجدتك , ويستحيل لي نسيانك , فأنا وقعت في فهوة بركان الهوى , فهويت , ولو قال لي البحر , أحب

ا لناس لي من يقول إني أعرف العوم , فأقول له , لست من السباحين , ولكن أحب ركوب البحر , لو قال أمواجي بركان ثائر في مده وفوهة طوفان في جزره , أقول ,

عاشق الشعر وملهم حوريات اليم لطلوع للبرية مجنون ركوبك , لو قال صفعتي ضربة قاتلة , أقول , وما صفعة الحياة إلا خيزران ذاتي , لو قال , وماذا إذن ؟ أقول ,

مغرم حوريات اليم , وعاشق الهوى , هوى البحر في هدوئه وغضبه , في صمته وكلامه , على دفتي غسق الشروق وشفق الغروب , لن أتنازل عنك مهما صار , قل

عني ثائرة , غاضبة أو حتى مجنونة , فأنا مدركة لما أقوله وليس لي يد فيما أنا عليه, سأ نتظر جوابك مهما طال الزمن , ولكن أرجوك بل أتوسل إليك دون أن

يعاودك الصمت مرة أخرى فصدقني هذه ا لمرة سأجن سأنتظر . . . , وفجأة صوت رنين هاتفي النقال رن على ساعة اليقظة , فصحوت ويا ليتني ما صحوت .

نور سمحان
21-10-2007, 10:46 AM
الرقيقة فدوى
جميل حرفك
تقديري لك

جوتيار تمر
21-10-2007, 11:57 AM
العزيزة فدوى.....
الفانوس الضائع / نص اعجبني فيه المزواجة الرقيقة بين البوح والسردية/ بحيث غلب البوح على السردية في فترات / وفي فترات غلبت السردية البوح / ولكني لامست الهمس في النص يعيش حالة ذوبان وضياع / كأني به / يقول في ابتعاده / انا الغريب في عالم متورم العينين / احمل في يدي فانوس ديوجين /
باحثا بين اطلال الحبيب الضائع عن ظله / ولم اعثر على الظلال / ولم تنجب صلواتي وابتهالاتي ثمرتها المنشودة /لا /لااظنك تنسى /لكني اخشى انك قد تريد /لانك / وانت تحاول لم شتات قلبك تتعب / فتنسى / لانك وانت تعرف معنى ابتعادك / تتجاهل / لانك حتى في اتصالك كنت كما ظننت ...

تقديري لهذا البوح الرائع والجميل...

محبتي لك
جوتيار
همسة / علامات الترقيم هنا تحتاج الى وقفة................

حمزة محمد الهندي
21-10-2007, 06:41 PM
الفوانيس ...



سيدة هذا المساء ...


الحروف ..

تستفز الضي بـ افواه القناديل السهارى !!


الغياب ..


حُبلى بـ احلام الشوق!!






و اناديلك ! فأنا معجب بحرفك حد الثمالة


حمزة ومن الياسمين باقة لكِ

د. نجلاء طمان
22-10-2007, 06:40 AM
أفرزتِ الوجع فيبوح شفيف, عانقته أذرع الوحدة القاسية, ولمسته عفوية الألم اللانهائي.

شذى الوردة لنص عفوي رائع

د. نجلاء طمان

هشام عزاس
23-10-2007, 03:17 PM
بوح في منتهى الشفافية و بحث قد يطول دهرا
لزم الصمت لأنه لا سبيل لنا إلا النهوض من نومنا و متابعتنا الحياة فالبحث عن الفانوس الضائع أشبه بمغامرة مخاطرها تفوق نسبة النجاة
راقني النص كثيرا سيدتي
دمت مورقة الحس شفيفة الروح
هشام

د. سمير العمري
05-12-2008, 08:06 PM
الأخت الكاتبة المبدعة:

لك أسلوب نثري جميل حقا وتركيب أدبي متين سرني أن أقرأه وأجد فيه مستوى مميز قابل للتفوق التام.

أحسنت وأنتظر منك نصوصا جديدة أكن ضيفا على ضفافها.

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي