تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وتبقى المقلتان...فتيتان..جسورتان



لميس الامام
30-10-2007, 05:33 PM
لا يجد من حوله سوى السكون الذي يلبسه الليل عباءة تمتزج بسواد يتخلله نسيج من ضوء القمر يضفي عليه شئ من الامان ...تجالسه الوحده ..ينهكه التفكير ..لا يعرف من الوقت الا غياب الشمس وبزوغ شمس الفجر ... عاد يعرف الآن من هو..و كيف وصل هنا الى هذه البقعة الخالية التي تدب فيها النملة فتسمع صوت دبيبها...لتؤنس هذه الوحده التي يقاسيها.. يعرف مقدما أنه على موعد مع الجنة التي اعدت للصالحين وللشهداء..سيلقى اباه وأخاه وابن عمه وابن خالته..وجاره صفوان..كانا يلعبان صغارا وفتية لكن يد الغدر طالت صفوان واسرته ..ومن قبلها طالت أباه وأخاه وأقرباءه..
كل ما يعرفه انه هنا ليؤدي مهمة وطنية قبل بزوغ الفجر..وانها حق الوطن..ومن بعدها الجنة والحور العين..

• الجدار الشائك هنا ...يفصله عن اكثر من نصف وطن ..
شبك يفصله الآن عن جزء من وطن تضج فيه اقدام الغزاة
في معترك حياة مسكونة بلا حق ..بل بغد يضج حقدا.. .


مقلتان تحدقان في الظلام الظامئ الى بزوغ الفجر..
فلترتدي المقلتان رداء الحزم وليتدثر قلبه بالجسارة .
بركبتاه الغضتان يركع لله ابتهالا ان يسدد خطاه ..
تلامس الركبتان ثرى ارض المحبة
طين الارض يهتز من تحته وهي ثابتة ..أ
هي رعشة من غرائز الدفع عن الاذى والهوان...

سنين قصار مرت من عمره..وتاريخ نضال بحجم كبر هذه الارض ..
تحاصر الجسد الغض ارواح شر تأسره
يصحو الصغير من ثواني تأمله...على هدير مارد جبار يملآ اذنيه .
.انه صوت مجنزره تجرح ارضه ..ارض الرحمه
المجنزرة تستهين بالارض تستبيح كرومه التي .تنزف دما
وها هو كالغريب فوق ثراها ..ولصوص الارض يجنون ليلا..
• لا انهم يجنون كيدا يجرحون خده الغض ..
وتبقى المقلتان فتيتان تحملقان في كحل الليل..والقلب جسور لا يهاب الخوض
انه الطفل الذي تفتحت عيناه على غاصب يحتل ارضه .
.ليكبر وتوق بين اضلعه يعربد شوقا للاخذ بالثأر...
يقولون عنه طفلا ..فيشعر بالقيد والاصفاد تثقل خطواته..
لكنه تجاسر بالامس ومضى خلسة تملأ رأسه الاماني..

• يابني لا تتأخر فاليل يحمل الغدر احيانا..قالتها امه وهي لا تدري انه ذاهب بلا عوده..
• يا بني كلاب الليل تنهش فهي جائعة ودوما جائعة..
• يابني سأنتظرك على العشاء فلا تتأخر كما تأخر اباك وأخاك وبعض ذوينا ولم يعودوا...

وتبقى المقلتان فتيتان والقلب جسور لا يرحم قلب الام...

يرفع الفتى رأسه الى السماء معانقا نجومها مبتهلا الى خالقها وخالقه وخالق الاكوان ..وخالق كل شئ
ان يشد من أزره..انه ماض لاختراق حدود ذلك الشبك الذي يفصله عن ارض هي ارضه..
من يقول انه إن وطأتها قدمه سترفضه؟كلا انها ستحضنه حيا فيها او شهيدا..في سبيلها
إنه هناك ... ماض قبل بزوغ الفجر ليعتلي الشبك ..ليلقي بنفسه متمنطقا بحزام المتفجرات الذي يتوق الى الانفجار. . ليفجر نفسه ويفجر ما حوله .
.فقد رحلا وتركا له هاتين غنيمتينن الارادة الحرة ونطاق معقود حول خاصرتيه
.. فليقتص من العدو..
ليقتل بسلاحيه العشرات وليدمر مستوطنات وليأخذ بالثأر..
إن ما أُخذ بالجبر والقوة لا يسترد الا بهما..
لعله يمسح أرضه من دنس اقدام العدو ..
أقدام دعست ربى بلاده بغير حق...
تتخطى خطى الفتى احراشا شاخت من جفاف الخوف
تسقيها السماء ولا ترتوي الا بماء الحنظل لتشيخ وتنتفض شامخة بلا ملامح ..
يعتلي الجدار بحذر لا يشوبه خوف ..
يلقي بنفسه من على حافة معتلى الجدار،
ليسقط فوق كوم من الرمال..
يتقوى بالعزم والارادة ..
يركض باتجاه المعسكر..
يرفع فتيل نطاقه الملآن غضبا ولهيبا..
يدوي انفجار رهيب..
يتقطع الجسد إرباَ..
وتبقى المقلتان جسورتان
..فتيتان..أبيّتان...

لميس الامام

جوتيار تمر
31-10-2007, 07:19 AM
لميس العزيزة.......
وتبقى المقلتان...فتيتان..جسورتان / عنوان ذا ايحاء حزين / وثوري في آن واحد / القصة يمكن ان تصنف ضمن سياق ادب المقاومة / حيث القضية هنا هي التي تتبنى حركية البطل / في بناء سؤدي محكم وجميل / وتقنية عالية في الاستدارك النفسي للمتلقي / اللذي يجد نفسه يرتبط لااراديا بنفسية البطل / حيث يستحضر معه كل ما يمر بذاكرته / ويشاهد معه تلك المشاهد الليلة / بحضور صوري بديع في ذهنيته / وهذا دليل مقدرتك على التصوير / وغرس الصورة في ذهنية المتلقي / القصة اخذت منحنى حماسياً في بعض مراحلها بالاخص في لحظات استحضار ما يفعله العدو بالناس والارض / وكيف تعصف آلته المدمرة بكل شيء / وهذه اللحظات هي التي كانت الدافع ليتحول الرغبة الداخلية للبطل الى عمل بطولي في فكره يخدم به اهله وارضه / فكانت النتيجة اقرار العلمية التي اتى من اجلها / ومما لاشك فيه ان الارض هنا تمثل المنطقة الفاصلة / او الجدار العازل / لقد رسمت لنا القصة ملامح الهدف / وملامح القضية / وملامح البطل / ونوعية العميلة بجدارة / ويبقى السؤال في النهاية دائما / هل تبقى الارض هذه ترتوي من دماء / تحبها / والعدو يحصن نفسه كل يوم اكثر..؟

محبتي لك
واهلا بك بعد غياب طويل
جوتيار

لميس الامام
31-10-2007, 01:02 PM
جوتيار تمر الزميل العزيز

تغيبت عن الواحة لظروف قهرية ..فقد كنت خارج الوطن لفترات متتالية..سعيده بمرورك وقراءتك المستفيضة تلك..قارئ بارع ومحلل ابرع في سبر كنه المادة القصصية القصيرة بتمعن وعمق..

اقدر لك هذا المرور الرائع جوتيار..ولنا لقاءات عديدة مقبلة ان شاء الله

مودتي دائما

لميس الامام

مادلين يوحنا
31-10-2007, 03:47 PM
الاخت العزيزة لميس

قصة رائعة وحبك بديع ،،،، ودائما نرانا نغيش تحت ظلم واظهاد يجعلنا نفكر بالموت من اجل التحرر من تبعيتهم وسلطتهم الخبيثة ولاتهم الوسائل المهم التخلص منهم

مودتي

لميس الامام
01-11-2007, 08:54 AM
مادلين الغالية

أصبت يا صديقتي ..المهم التخلص منهم..ولكن متى ..وما أكثر من الفداء بالنفس لأجل قضية طال رحاها..

مودتي وعبق التحايا لمرور الجميل

لميس الامام

سحر الليالي
01-11-2007, 06:42 PM
الغ ــالية "لميس "

سعادتي لا توصف بــ قراءتي لك..!!!
مبدعة أنت مبدعة بكل معتى الكلمة...!!

بحق سع ــيدة بــ جديدك

لك ودي وتراتيل ورد

لميس الامام
01-11-2007, 08:59 PM
سحر الليالي الغالية

دائما ازهو بمرورك فوق خطوط رسمتها
المشاركة الوجدانية لوطن تمنينا ان يقف
صامدا كجبل لا تهزه ريح.. والامل كبير
بأن يصمد ويصمد رجاله...الابطال..

مودتي يا سحر الليالي

لميس الامام

ربيحة الرفاعي
06-05-2014, 12:37 AM
تصوير قصّي إبداعي لمشهد بطوليّ ضمن رسالة تعبوية نضالية المدى
وفقت الكاتبة في الوصف التفصيلي لمكانية الحدث، وحوارية المكان بمعطياته متضمنة الأحداث الثانوية على هامش الحدث المحورية والتي خاطبت دخيلة البطل فكان الحوار الداخلي المؤدي للنتيجة المحملة برسالة النص

أسلوب العرض كان مرهقا من حيث ابتعاده عن الشكل الأليق بالسرد القصي مرسلا بالفقرة المترابطة وباستخدام علامات الترقيم

دمت بخير غاليتي

تحاياي

نداء غريب صبري
04-07-2014, 06:24 PM
القصص النضالية هي الأكثر تأثيرا في المتلقي
والقصص التي تحث على النضال لا يكتبها إلا الأبطال

قصة رائعة أختي

بوركت

رويدة القحطاني
30-08-2014, 12:48 AM
من صور النضال والبطولة
قصة جميلة مكتوبة بإحساس

وليد مجاهد
04-08-2015, 03:22 AM
قصة جميلة موضوعها أثر بي وأسلوبها اعجبني
وليتك اهتممت بتنسيقها بالشكل المعتاد في كتابة القصة
لك تقديري

ناديه محمد الجابي
18-06-2019, 05:16 PM
مقلتان تحدقان في الظلام الظامئ الى بزوغ الفجر..
فلترتدي المقلتان رداء الحزم وليتدثر قلبه بالجسارة .
بركبتاه الغضتان يركع لله ابتهالا ان يسدد خطاه ..
تلامس الركبتان ثرى ارض المحبة

من أدب المقاومة قدمت لنا قصة جميلة
عمل إبداعي متميز، ولغة تصويرية، وأسلوب فني راقي
وسرد موحي معبرـ والأداء قوي، والنفس القصي والأسلوب رائعين
معان مترعة، وحرف مخملي باذخ الحرف رائع الصور.
سلمت الأنامل ودام ألق قلمك.
:sb::sb: