المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قَافُ قَهْر ..



د. عمر جلال الدين هزاع
31-10-2007, 02:31 PM
قَافُ قَهْر ..
,,,,,

بِرُوحِيَ تلْكَ الْأَرضُ , إِذْ هَزَّنِيْ الشَّوقُ=وَ مَاءٌ فُرَاتُ الخَيْرِ مَوْجَاتُهُ دَفْقُ
وَ أَرْقبُ نَجْمَاتٍ يُسَاهِرنَ دَمعَتِي=وَ بَدْرًا تَسَامَى فِي الأَعَالِيْ لَهُ فَلْقُ
وَ كُلُّ غَدُوْرٍ - دُونَها - لَيْسَ عِنْدَنَا=لَهُ غَيْرُ أَسْيَافِ النِّضَالِ بِهَا الخَزْقُ
سِوَى المَوْتُ أَلْقَانِي بِمُسْتَنْقَعِ الشَّقَا=وَ طَوَّقَنِي , هَيْهَاتَ مِنْ نِيْرِهِ عِتْقُ
هُنَاكَ وَ فِي قَبْرٍ تَنَامِيْنَ بَيْنَما=فُؤَادِيَ مَطْعُونٌ , وَ نَبْضِيْ لَهُ دَهْقُ
فَيَا أُمُّ , لَمْ تُبْقِ المَنَايَا وِصَالَنَا=وَ قَدْ غَادَرَ الْأَحْبَابُ وَ الْآلُ لَمْ يَبْقُوا
يُعَاتِبُنِي صَحْبِيْ وَ لَا زَالَ فِي دَمِي=حَنِيْنٌ يُغَذِّيْ نَارَهُ المبْسِمُ الطَّلْقُ
وَ أُصْلَى بِنَارِ العَذْلِ إِنْ جِئْتُ رَاثِيًا=وَ لَمْ يَرحَموا قَلبِي , إِذا نَالَهُ المَحْقُ
فَزِيْدُوا عَلَيَّ الَّلومَ فَالدَّمْعُ جَمْرُهُ=تَسَاقَطَ مِنْ عَيْنِيْ فَغَصَّ بِهِ الحَلْقُ
فَمَا عَادَ يَحْلُو لِي التَّرَنُّمُ - عاشقًا -=وَ بَاتَ مَصيرَ الحُبِّ فِي دَاخِلِي الخَنْقُ
سَيَسْخَرُ مَوْهُوْمٌ وَ يَغْتَاظُ كَارِهٌ=وَ يَشْغَلُهُ لَوْمٌ , وَ يُضْرِمُهُ حُمْقُ
وَ أُبْلِغُهُمْ أَنِّيْ وَ إِنْ كُنْتُ أَوَّلًا=بِفَقْدِكِ يَا أُمَّاهُ قَدْ لَاكَنِيْ شِدْقُ
فَإِنَّهُمُ بَعْدِي , وَ وَ الَّلهِ سُنَّةٌ=بِأَنَّ هَزِيْمَ الرَّعْدِ يَسْبِقُهُ البَرْقُ
وَ لَكِنَّ لِيْ قَلْبًا تَأَذَّى شغَافُهُ=بِحَسْرَةِ مَفْجُوعٍ يُرَدِّدُهَا الخَفْقُ
وَ صَرْخَةُ طِفْلٍ هَدَّهُ اليُتْمُ بَاكِرًا=إِذا بِالمَدَى أَطْلَقْتُها انْتَحَرَ الْأُفْقُ
وَ زَفْرَةُ مَوْجُوعٍ مِن البَيْنِ سُعِّرَتْ=فَرَقَّ لَهَا صَخْرٌ , وَ نَاحَ لَهَا وِرْقُ
وَ زِيْدَ عَلَى حُزْنِي مِن الْأَهْلِ إِخْوَةٌ=إِذا رَقَّ لِيْ خَصْمِي - فَفَي المَوْتِ - مَا رَقُّوا
وَ قَدْ كُنْتُ فِي البَلْوَى لَهُمْ خَيْرَ صَاحِبٍ=وَ فِي الجَدْبِ أَمْوَاهًا يُسَاقِطُهَا الوَدْقُ
وَ أُنْحَرُ مَظْلُوْمًا وَ مَا مِنْ جَرِيْرَةٍ=سِوَى أَنَّنِيْ - يَا أُمُّ - فِي أَضْلُعِي حَرْقُ
وَ يَنْهَشُنِيْ قَوْمِيْ لِشِعْرٍ نَظَمْتُهُ=بِفَقْدِكِ مُلْتَاعًا , وَ يَنْقدُنِي الخَلْقُ
وَ أَمَّا الَّذِيْ سَمَّى بُكَائِيْ تَبَاكِيًا=لَهُ الحَقُّ , لَمْ يَعْلَمْ بِجُرْحِيْ , لَهُ الحَقُّ
وَ مَا كُنْتُ ذَاكَ السَّاهِرَ الَّليْلِ فِتْنَةً=وَ لَكِنْ ظَلَامَ القَهْرِ مَا عَادَ يَنْشَقُّ
وَ لَا لَسْتُ - وَ الَّلهِ - الَّذي نَاحَ رَاغِبًا=وَ لَكِنْ - بِرَغْمِ الصَّبْرِ - دَمْعِيْ لَهُ دَلْقُ
فَإِنْ عَاوَدَتْ ذِكْرَاكِ يَا أُمُّ مُهْجَتِي=وَ لَمْ تَهْطُلِ الْآمَاقُ , لَانْتَفَضَ العِرْقُ
كَأَنِّيَ فِي يُتْمِيْ طَرِيْدٌ تَنُوشُنِي=نِبَالٌ مِن الْأَحْزَانِ رَمْيَاتُهَا رَشْقُ
وَ ضَرْبَاتُ أَرْزَاءٍ تُصَدِّعُ هَامَتِي=وَ يُغْرِيْ بِهَا التَّحْطِيْمُ وَ العَسْفُ وَ السَّحْقُ
فَتُنْكَأُ أَقْرَاحٌ , وَ تُغْتالُ خَفْقَةٌ=وَ فِي عُمْقِ آلَامِيْ لِمِبْضَعِهَا عُمْقُ
أَنَا يَا صحَابَ الشُّؤْمِ لَولَا تَرَفُّعِي=لَكَانَتْ لِيَ الحُسْنَى وَ كَانَ لَكُمْ شَنْقُ
وَ تَشْهَدُ أَيَّامِي عَلَى طُهْرِ مَنْبَعِي=وَ مَوْطِئُ أَقْدَامِي مَنَابِتُهُ العِثْقُ
وَ نَظْرَةُ أَحْدَاقِيْ لَهَا النُّورُ صَاحِبٌ=وَ فِي عُتْمَةِ الْأَوْهَامِ - حَقًّا - لَهَا بَثْقُ
وَ لَيْسَ عَلَى وَجْهِ البَسِيْطَةِ شَاعِرٌ=يُنَازِعُنِيْ عَرْشِيْ , وَ لَيْسَ بِهِ خَرْقُ
وَ أُعْرِضُ عَنْ بَوْحٍ إِذا هَاجَ حَرْفُهُ=لَأَفْصَحَ عَنْ غَمِّيْ , وَ أَرْدَانِيَ الزَّهْقُ
يَقُولُونَ : ( فِي غَرْبٍ , قَوَافِيَّ أُلْجِمَتْ=حُرُوفُ مَعَانِيْهَا ) , وَ شِعْرِيْ لَهُمْ شَرْقُ
فَقُلْتُ لَهُمْ : ( دَمْعِيْ كَتُوْمٌ لِسِرِّهِ=وَ فِي خَافِقِيْ بُؤْسٌ وَ فِي جِيْدِيَ الطَّوْقُ
وَ لَكِنَّنِي لَمْ أَبْنِ فِي الرَّمْلِ قَلْعَتِي=وَ لِلْمَجْدِ قَبْلَ الخَلْقِ كَانَ لِيَ السَّبْقُ
فَأَيْنَ قَوَافِي الشِّعْرِ ؟ هَاتُوا رَوِيَّكُمْ=وَ دُقُّوا طُبُولَ الحَرْبِ - هَيَّا لَهَا - دُقُّوا )
وَ أَرْدَفْتُ : ( إِنِّيْ , وَ القَرِيْضُ عَلَى فَمِي=تَوَائِمُ فِي الْإِحْسَاسِ مَنْبَعُهَا الذَّوْقُ )
فَكَمْ تَنْبُتُ الْأزهارُ مِنْ صُلْبِ شَوْكَةٍ=وَ كَمْ يُصْلِحُ الكِتْمَانُ مَا أَفْسَدَ النُّطْقُ
فَهَلْ يَسْتَوِيْ فِي العِزِّ تِبْرٌ وَ تُرْبَةٌ ؟=وَ بَيْنَ الثُّرَيَّا وَ الثَّرَى لَمْ يَعُدْ فَرْقُ ؟
وَ هَلْ بَاتَ مِنْ ظُلْمٍ - عَتِيْقٌ - كَأَنَّهُ=يُصَفَّدُ مَحْبُوسًا , وَ يَنْهَشُهُ الرِّقُ ؟
لَقَدْ كَانَ لِيْ فِي مَا مَضَى الشِّعْرُ رَاوِيًا=لَهُ مِثْلُ سَوْقِ الرَّكْبِ فِي قَلَمِيْ سَوْقُ
وَ إِنَّ لِيَ الْإِقْدَامَ وَ النَّاسُ تَرْعَوِي=وَ إِنَّ لَهُمْ زَحْفًا , وَ لِيْ - فَوْقَهُمْ - فَوْقُ
فَلَا لَسْتُ مَنْ أَقْوَتْ بَسَاتِيْنُ حَرْفِهِ=وَ لَا امْتَدَّ نَحْوَ الغَيْرِ لِيْ - خِلْسَةً - عُنْقُ
وَ لَسْتُ كَمَنْ بَاتَتْ أَمَانِيُّ شِعْرِهِ=يُعَذِّبُها - فِي بَابِ سُلْطَانِنَا - طَرْقُ
بِمَنْطِقِ إِلْحَافٍ يُحَابِيْ تَمَلُّقًا=فَيَسْمَنُ كَذَّابًا , وَ يُضْعِفُنِي الصِّدْقُ
أَنَا ذَلِكَ النِّحْرِيْرُ لِلْمَجِدِ غَايَتِي=وَ غَيْرِيْ عَلَى الْأَقْدَامِ , كَانَ لَهُ لَعْقُ
وَ مَا كُنْتُ مَدَّاحًا لِوَجْهٍ شَتَمْتُهُ=لِأَجْنِيَ مِنْ مَدْحِيْ , وَ أَحْرَى بِهِ البَصْقُ
فَأَفْصَحُ مِنْ شَكْوَايَ صَمْتِي بِمِحْنَتِي=وَ أَبْلَغُ - يَا أُمِّيْ - وَ مِنْ أَحْرُفِي التَّوْقُ
فَلَولَا مَبَادِيْ الطُّهْرِ مُذْ كُنْتُ عَابِثًا=لَهَاْجَتْ حُرُوفُ الغيِّ وَ اجْتَاحَنِي الفِسْقُ
وَ لَولَا مُصَابُ النَّفْسِ بِالفَقْدِ غِيْلَةً=لَكُنْتُ سَأَهْجُوْهُمْ , وَ لَنْ يَنْفَعَ الرَّتْقُ
سَأَمْلَأُ آفَاقًا بِتَغْرِيْدِ عَنْدَلِي=وَ أَكْتُمُ أَصْوَاتًا , إِذَا شَانَهَا النَّعْقُ
وَ أَدْحَرُ هَمَّازًا وَ تَشْوِيْهِ ثَارَتِي=فَذَا غَضَبِي آتٍ , وَ سَوْرَتُهُ صَعْقُ

,,,,,,
كنت آمل أن أؤخرها
ولكن هناك ما دفعني لها دفعًا
فلكم أشكو بثي و حزني
والله المستعان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طارق زيد آل مانع
31-10-2007, 03:17 PM
لي الشرف أن احتل المكان الأول

ولي عودة

حازم محمد البحيصي
31-10-2007, 03:30 PM
شرفنى ان اكون من أوائل المارين هنا
لاضع بصمات اعجابي وتقديرى لك
ايها المميز

عمر زيادة
31-10-2007, 07:34 PM
لا فض فوك أيها النحرير
أخذتني بها و بك إنسانا و شاعرا
ففاض مني الشعرُ هُنا:

سلامٌ على عينيكَ يا أيّها البرقُ =إذِ ارفضّ من عينيّ دمعٌ لهُ دفْقُ
سلامٌ على عينيكَ و الليلُ حالكٌ=تَناوشُ في ظلمائهِ الأرضُ و الخلْقُ
بكيتَ, و لاحَ الشعرُ نجماً مشرّداً=و شاخت سطورُ الهمِّ و استعجَمَ الرَقُّ
لعمركَ ما الأيّامُ إلاّ نوائبٌ=بها الفتكُ و التقتيلُ و (العسفُ و السحقُ )
فصبراً جميلا يا أخا القلب إنّما=ستنقشعُ الدأماءُ و النحْبُ و النعْقُ
و تشتعلُ الآفاقُ بالصبْحِ و السنا=و يَبْسُمُ عن شمسٍ على ثغرِهِ شَرْقُ


اعذرْ أخاكَ أيّها الحبيب
و لا تضرّك سفاسفُ الكلامْ و تكاثف الظلامْ
مودتي لك كبيرة

عبدالملك الخديدي
31-10-2007, 08:36 PM
شاعرنا الكبير
لا فض فوك .. والله إنها من روائع الشعر العربي فلله درك ..
وأقل ما تستحق هو
التثبيت
تقديرا لما ورد فيها من روعة الشعر وبيان الحكمة ..
فائق التحية والتقدير

النواري محمد الأمين
31-10-2007, 11:43 PM
فَكَمْ تَنْبُتُ الْأزهارُ مِـنْ صُلْـبِ شَوْكَـةٍ
وَ كَمْ يُصْلِحُ الكِتْمَانُ مَا أَفْسَـدَ النُّطْـقُ

والله تحيرت في اختيار جمانة هذا العقد الفريد ..
لا فض الله فوك أخي عمر ..
بورك بك

طارق زيد آل مانع
01-11-2007, 09:20 AM
[quote=د. عمر جلال الدين هزاع;320802
وَ تَشْهَدُ أَيَّامِي عَلَى طُهْرِ مَنْبَعِي=وَ مَوْطِئُ أَقْدَامِي مَنَابِتُهُ العِثْقُ
[/quote]

شاعر يمسك بزمام الكلمة

لا فض فوك

ذكرتنا بالشعر العربي الأصيل

قاموس شعري كبير

لغة قوية

صور محلقة

تحياتي

طارق المانع

د. عمر جلال الدين هزاع
01-11-2007, 04:14 PM
لي الشرف أن احتل المكان الأول
ولي عودة

ـــــــ

بل شرف لي حضورك
وأنتظر العودة
مع ودي

فارس جميل الهيتي
02-11-2007, 05:21 AM
الشاعر الحبيب
د. عمر
أسرتني كلماتك الراقية
لله درك أيها الجميل
قصيدة من عيون الشعر
دمت بعز

د. عمر جلال الدين هزاع
02-11-2007, 12:30 PM
شرفنى ان اكون من أوائل المارين هنا
لاضع بصمات اعجابي وتقديرى لك
ايها المميز


شرفتني بالحضور
و برؤية اسمك الحبيب
و قراءة حروفك الغالية
دمت لي
ودام الود
أخي المكرم
تحيتي و تقديري

د. سمير العمري
03-11-2007, 06:34 PM
وَ أَمَّـا الَّـذِيْ سَمَّـى بُكَائِـيْ تَبَاكِيًـا
لَهُ الحَقُّ , لَمْ يَعْلَمْ بِجُرْحِـيْ , لَـهُ الحَـقُّ
وَ لَا لَسْتُ - وَ الَّلهِ - الَّذي نَاحَ رَاغِبًـا
وَ لَكِنْ - بِرَغْمِ الصَّبْرِ - دَمْعِيْ لَـهُ دَلْـقُ

شعر جميل ورثاء مؤثر بحس صادق. الألفاظ موفقة والتراكيب جزلة والأسلوب متماسك.

وفقك الله أيها الشاعر وحفظ عليك قلبك من كل سوء.



تحياتي

إسراء عزالدين خيرو
09-11-2007, 08:57 AM
يُعَاتِبُنِـي صَحْبِـيْ وَ لَا زَالَ فِـي دَمِـي
حَنِيْـنٌ يُغَـذِّيْ نَـارَهُ المبْسِـمُ الطَّلْـقُ
وَ أُصْلَى بِنَـارِ العَـذْلِ إِنْ جِئْـتُ رَاثِيًـا
وَ لَمْ يَرحَمـوا قَلبِـي , إِذا نَالَـهُ المَحْـقُ
فَزِيْـدُوا عَلَـيَّ الَّلـومَ فَالدَّمْـعُ جَمْـرُهُ
تَسَاقَطَ مِـنْ عَيْنِـيْ فَغَـصَّ بِـهِ الحَلْـقُ
:
إنها ترانيمُ ساحرٍ
قد أجاد فنَّ البلاغةِ شِعراً
والتنسيق الدرامي للحدث
حتى صارَ النسيجُ محبوكاً كحريرٍ لا يَبلى
:
قصيدة فذة تلامسُ النجومَ في عُلاها
:
دامَ عليكَ هذا الإلهام
وحفظكَ اللهُ من كلّ قهر

http://d21c.com/AnnesPlace/Anniv/NosegayBouq.gif

مجذوب العيد المشراوي
09-11-2007, 10:30 AM
عمر تجاذب الحنان ومرّ ما بقى بعدها ينجز عجبا فيك ..هيَ الدنيا هكذا تقسو عليك لتولد من جديد كل مرة

شكرا