مشاهدة النسخة كاملة : ... يا من سرقت حذائي .. (باسمة)
صالح العَمْري
01-11-2007, 10:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يا من سرقت حذائي!!
من باب تغيير الجو.. فقدت حذائي بعد صلاة الجمعة في أحد جوامع الدمام، فعدت مترجلاً إلى بيتي في صيف متوقد لأكتب هذه الأشجان
عجباً لقلبكَ إذ سرقتَ حذائي =و تركتني أمشي على الرمضاءِ
و رسمت في قلبي تجاعيد الأسى =و محوت " بالإرهاب " كل صفاء
و جعلتها في حيرةٍ من أمرها =مما ألمَّ بها من الأرزاء
لمّا تراصفت الصفوف لربّها =روعتها بالغارة الشعواء
فكأنني أرنو إلى زفراتها =تبكي الوفاق بمدمع الخنساء
أبدلت أفراح التلاقي حسرةً =و جعلت قُرب الأنس طول تنائي
و أنا حسير الطرف وقّاد الحشا =متوجعٌ أمشي على استحياء
قد كنت مرفوع الركاب فها أنا =مثل المشرّدِ في العراء النائي
نهب الهجير .. و خجلتي ..وتذمري =و خطا اللظى .. و شماتة الأعداء
طالت مسافات الطريق ملالةً =فكأنني أمشي إلى صنعاء !!
ما أشبه الباكي على أخفافه =بالمفلس المحسور بعد ثراء
فرقت لقيانا ، و رعت قلوبنا =من غير لا إذنٍ و لا استعفاء!!
أثمان عفوي أن تسير بها على =درب الهدى و البر و العلياء
و افزع إلى الحسنات إن ضياءها =يمحو الذنوب برفعةٍ و بهاء
خطواتهن إلى المساجد رفعةٌ =و صلاتنا تنهى عن الفحشاء
و السعي في عون الضعيف تفضلٌ =والسير في الحاجات محض سخاء
لا تحقرنَّ من الفضائل خصلةً =فالله مكتفلٌ بحسن جزاء
و اهجر هواك إذا دعاك تورعاً =فإلى متى نصغي إلى الأهواء ؟!
شتان بين فؤاد حرّ يهتدي =و مجخّي كالصخرة الصماء
و اذكر - و في بلوى ا لزمان تذكّر - =دمع اليتيم و حاجة الفقراء
آمنت بالله الكريم ، و حكمُه =عدلٌ و كل قضيةٍ بقضاء
و لئن بُليت فللإله فضائلٌ =لو لم يكن إلاّ زلال ا لماء
و محاسن ما غرني عن شكرها =و ومكارم جلت عن الإحصاء
خُفَيّ : صبراً فالمصائب جمّة ٌ =عظم الجزاء مع عظيم بلاء
من سار في ستري و سدّ مثالبي =لجديرةٌ مني بحسن ثناء
لولا الملامة - والملامة مرةٌ - =لأطلت في آثاركن رثائي
صالح العمري- الظهران
حازم محمد البحيصي
01-11-2007, 11:06 PM
رائعة وجميلة ومعبرة
دمت بخير اخي
عبدالملك الخديدي
02-11-2007, 12:33 AM
الشاعر القدير : صالح العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رائعة هذه القصيدة .. وبها لطافة وطرافة وكم من شخص تعرض لهذا الموقف فتألم من الرمضاء ، وشدة الحرارة ..
عوضك الله عنها ايها الشاعر الكبير ولعلها تذكرة بعد الصلاة بحر جهنم اجارنا الله واياك منها ..
تقبل تحيتي وتقديري
فارس جميل الهيتي
02-11-2007, 05:42 AM
الشاعر النبيل
صالح العمري
صباحك ورد
أضحكتني والله
دمت ودام ألقك
سمو الكعبي
02-11-2007, 06:18 AM
موضوع حمل كثيرا من الطرافة, والحرارة في لسعة الأرض لقدميك نسأل الله لك الأجر والمثوبة .
أسعدتنا فقد غيرت جو القصيد من الحزن إلى الطرف .
تحياتي لك أدبية شعرية
بندر الصاعدي
02-11-2007, 01:34 PM
الشاعر الحبيب صالح العمري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيُّ طرافة هذه ترثي بها خفيَّك وتشنع على سارقهما فعلته , قد كنت أحسبه موضوعًا اعتياديا لا يضير كون المسروق حذاءً بريالات معدودة وقد تعرضنا لمثل هذا كذا مرة , غير أن الموضوع أكبر من ذلك حقيقة فهو سرقة بل وسرقة من أمام أبواب خير البيوت يعني أن المسروق منه رجل خير والسارق رجل دنيء لا يقدر حرمة السرقة ولا حرمات الأماكن , ومن كرمك وحسن طويتك أنك تعفيه في سبيل الله لا باستراجعها بل بجلها سبيلًا لتوبته وسعيه في الخير , وهنا أتذكر قصة أحد العلماء نسيت اسمه أنه دعاء لسارقٍ منه شيئًا أنه إن كان في حاجةٍ له فاجعله قاضيًا لحاجتهِ وإن كان سارقًا محتالًا فاجعل ما سرقه أخر ما يسرق إشارة إلى أن يتوب .
قد ذكرت مناقب حذائك فالحذاء التي تعود صاحبها على المساجد خير من رجل يله عنها وعن ذكر الله رغم كرامة الإنسان .
بارك الله فيك وآجرك على كل خطوةٍ تخطوها في سبيل الله منتعلا أو حافيًا
لك التحية والتقدير
فاطمة جرارعة
04-11-2007, 06:36 PM
تحفة أخي الكريم
سلمت يداك
و جازا الله من سرق حذاءك
تحيتي
عطية العمري
05-11-2007, 11:30 AM
رائعة وممتعة
دمت بألف خير
محمد بن ظافر الشهري
05-11-2007, 05:03 PM
سلم لسانك وبنانك
يا صاحب الحرف الحي الذي يشركنا حياتنا اليومية
وفقك الله
النواري محمد الأمين
05-11-2007, 07:36 PM
قصيدة رائعة وطريفة ..
أضحك الله سنك ..
ورد لك حذاءك أو أبدله خيرا منه بحول الله ..
إن كنت تسمح اخي الغالي عندي ملاحظة صغيرة ..
أظن أن صنعاء هنا ممنوعة من الصرف ..
طالـت مسافـات الطريـق مـلالـةً = فكأننـي أمشـي إلـى صنـعـاء !!
تقديري ومحبتي ..
دم في ود ..
صالح العَمْري
05-11-2007, 08:18 PM
حازم البحيصي:
شكرا لزيلرتك ومداخلتك المشجعة.. جزاك الله خيرا..
صالح
صالح العَمْري
05-11-2007, 08:20 PM
عبدالملك الخديدي:
دائما تغمرني بحضورك الجميل وكلماتك المباركة المشجعة..
شكرا جزيلا ودعوات خالصة..
أخوك/ صالح
صالح العَمْري
05-11-2007, 08:28 PM
فارس الهيتي:
مرحبا بك وبتواجدك هنا أمام لوحة "السرقة" هذه..
شكرا وحبّا ودعاءً خالصا..
صالح العَمْري
05-11-2007, 08:30 PM
سمو الكعبي:
مرحبا بمداخلتك.. وشكرا لكلماتك المشجعة..
صالح العمري
صالح العَمْري
05-11-2007, 08:32 PM
بندر الصاعدي:
شكرا لقربك الدائم من إخوانك.. كما أشكر تفاعلك مع هذه القضيّة والموقف الظريف المتكرر على الناس..
مازن سلام
11-11-2007, 09:29 PM
الشاعر صالح العَمْري المحترم
.....
لو قرأ السارق قصيدتك هذه لاعترف بفعلته تباهياً بأنه المقصود في قوافيها و أنه ملهمها ...
سارق الحذاء أضحكنا و أحزننا في آن.
بوركت يمينك
.....
كل التحية
مازن سلام
معاذ الديري
12-11-2007, 12:55 AM
لماذا افترضت انه سرقها عمدا؟
كثيرا ما انتعلت حذاءا غير حذائي متوهما انه هو بسبب الازدحام واحيانا التشابه .. ونادرا الظلام.. واكتشف الامر في اليوم التالي .. اي بعد فوات الاوان .
دعونا لا نفترض النية السيئة التي لست انفيها تماما..
واقولها بشكل عام فالشئ بالشئ يذكر مثنيا على طرفة الفكرة ومحييا كاتبها .
تحيات حافية
د. سمير العمري
15-11-2007, 06:28 PM
أضحكتنا ونصحتنا أخي الشاعر الكبير.
سلم اللسان والبنان ولا حرمنا الله منك هذا البيان.
تحياتي
يوسف أحمد
26-11-2007, 08:20 AM
الأخ الفاضل صالح العمري حفظك الله
ها قد عدت بهذه الأبيات، التي تصور ما حدث لحذائي – أجلكم الله- حين كنت في الصف الرابع، إذ سرق اللص نعلا منه، ونعلا من حذاء ابن عمه، فدلني ابن عمه على السارق فاسترددنا النعلين شاعرين بالفخر وقتها، أما الحادثة الأخرى فسأضرب عنها صفحا إذ كانت وأنا في ميعة الشباب
هلّا رأفـت بمعشـر الشعـراء=وأرحتهم مـن شـدّة الأعبـاء
هلا رحمـت قلوبنـا فتركتهـا=تنسى الهزائم في رحى الهيجاء
أتريـد منـا أن نبـوح بسرنـا=أو أن نصـول برايـة بيضـاء
إني أظن بأنّ "فَخَّـك" صادنـي =فلقد وقعـت وخاننـي إنشائـي
ولدغت من جحر صغيرا مـرة= ولدغت أخرى حين شبّ فَتائـي
قد كدت أنسى يا أُخَيَّ مواجعـي =حتى نكأت مصائبـي وعنائـي
وأثار شعركم الضحوك حميتـي =وأعاد تذكيـري بفقـد حذائـي
ها قد أثار حفيظتـي وأعادنـي= عشرين عاما يا أخـي لـوراء
ذكرتني باللص صلّـى جانبـي =فحسبتـه مـن خيـرة الرفقـاء
لكنه خـان الأمانـة واحتمـى= من مكـره إبليـس بالـوزراء
هي " جزمتي" السوداء قد ميزتُها= لم خنتني في الجمعـة الغـراء
أسرقت " فردتها اليمين" وأختُها= بالباب تغرق في دمـوع رثـاء
هلا سرقت "الفردتيـن" بخفيـة= وأرحت أعصابي وحسن حيائي
ماذا جنى نعلاي تسرق واحـدا= فيغوص آخر في بحـور بكـاء
ماذا جنى نعل ابن عمك خنتـه= فسرقـت يسـراه بغيـر حيـاء
على فكرة:
الجزمة كانت تعني عندنا حذاء مطاطيا طويلا يصل الركبة كنا نلبسه في الشتاء
أما الفردة فهي النعل الذي يلبس في القدم الواحدة، فإذا اجتمعا صارا زوجا..............
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir