صالح العَمْري
05-11-2007, 08:59 PM
يا من غادر السفينة!!
رسالة إلى زميلٍ منتكس أرجو أن يعود
كان بالأمس على الشطِّ يستنقذ الغرقى، فكيف أصبح بينهم يصارع الأمواج؟!
رضيت بالدونِ؟! أم أسلمت للنكدِ ؟! = أم السرابُ ابتلى عينيك بالرَّمد؟!
أم هل بلغت المنى..والشمس ما وقفت = والعمر متصلٌ و الدرب في مددِ؟!
أم هزّك البغي و الأيام دائرةٌ = والحق يعلو على الأعداد والعُددِ؟!
هل نغصتك البلايا و هي زائلةٌ = واستهلكت ما زها في القلب من جلدِ؟!
لاتحسبنّ الهوى ينجيك من كبدٍ = فإنما خُلق الإنسان في كبد!!..
و جنّة الخلد تنسي كل مسغبةٍ = أنعم بذاك النعيم الناضر الأبدي
هل بات يلهيك ما يلهيك من مُتعٍ ؟! = فاذكر بربك ما تلقاه بعد غدِ
أم هل تغشّاك قُطاع الطريقِ ضحىً = وحبلهم- يا أخي في الله- من مسدِ
أم هل غُررت بكْثر الساقطين هنا؟! = فالحق لا يبتغى من كثرة العدد
دنيا تربّت على التنغيص فالتصقت = بطبعها.. كالتصاق الروح بالجسد
محبوبة قوتها وجدان عاشقها = أعوذُ بالله من نفاثّة العقدِ
تزينت لاصطياد القوم وابتسمت = والسمُّ في ثغرها فوق اللهاة ندي
يا أنتَ:أين المُنى اللاتي شمخت بها = فأعظم الذنب إزهاق المُنى بيدي
غشاوة الدرب في عينيكَ شاهدةٌ = أنّ السقام اجتوى جنبيك من أمدِ..
والنفس كالموج تستهوي الرياح به = والذئب يغريه قاصي البهم بالرصدِ
والفقر بعد الغنى ذلٌّ و مسكنةٌ = والغيُّ بعد الهدى عارٌ إلى الأبدِ
و كلُّ نفس أُهينت بعد عزّتها = فليتها قبلُ لم تعزز و لم تسدِ
قد كان لي فيك آيات و موعظةٌ = تزفُّ وبل الرضا بردا على كبدي
و كنتَ عند حدود الله ذا وجلٍ = فما لك اليوم لا تلوي على أحدِ
أين التلاوة و العبرات مسبلةٌ = أين الأحاديث ذات المتن والسند ؟!
أين العلوم التي أسدتك رونقها = وذقت ما ذقته من عيشها الرَّغِدِ؟!
ما لي أراك كسيف الطرف منهزما = وكنتَ بالأمس ترياقا لكلِّ صدي
ماذا أُسطرُ و الآياتُ بيّنةٌ؟! = و أنت تعلم ما يلتاع في خلدي
لكن تناجيك أشجاني.. و معذرتي = أنّي محبٌ رماه الحزنُ بالفندِ
إن لم يكن في الفؤاد الحرِّ من قبسٍ = فليس يجديك ما أعددتُ من عُددي..
فخشية الله أطواق النجاة ، وما = يغني النفوس بهاءُ المالِ و الولدِ
لمّا سقطتَ أمامي وانجلى بصري = عزّيتُ نفسي وثار الخوف في أودي
واحلولكت كلمات البشر في شفتي = وأظلم الكون في عيني على عَمَدِ
ومهجتي وُترت.. فالنفسُ بائسةٌ = كأنها قبلُ لم تبسمْ و لم تزدِ !!
أأنت من يشتري الدنيا بباقيةٍ؟! = ويصطفي الزيف عن إشراقة الرشدِ ؟!
قد كنتَ بالأمس في درب التقى علما = فلا تك اليوم تمثالا لكلِ ردي ..
عُرى العقيدة جلّت عن مساومةٍ = ما قيمتي في الملا من غير معتقدي؟!
قد كنتُ أبقيك للخطب الجليل فمن = لغيهب الغمِّ و البأساءِ و الكمد ؟!!
إبليسُ يغرينِ و الأهواءُ عارمةٌ = إني أعوذ بوجه الواحد الصمدِ
يا مالك الملك يا من عزّ عابدهُ = يا من سمكت زواياها بلا عمدِ
ثبّت فؤادي .. وكفّر كلّ معصيةٍ = مالي سوى ملجأي بالواحد الأحدِ
يا صنو نفسي: دروب الشكِّ شائكةٌ = بلا ركوبٍ و لا زادٍ و لا مددِ
والله يفرح إن تاب المسيءُ له = وباب رحماه مفتوحٌ إلى أمدِ
و للهداية هبّات مقدّرةٌ = وفرصة العمر قد تمضي ولا تعدِ
إنّ اللآلي تبقى و هي غاليةٌ = وإنما تعصف الأمواج بالزبدِ !!..
صالح بن علي العمري- الظهران
رسالة إلى زميلٍ منتكس أرجو أن يعود
كان بالأمس على الشطِّ يستنقذ الغرقى، فكيف أصبح بينهم يصارع الأمواج؟!
رضيت بالدونِ؟! أم أسلمت للنكدِ ؟! = أم السرابُ ابتلى عينيك بالرَّمد؟!
أم هل بلغت المنى..والشمس ما وقفت = والعمر متصلٌ و الدرب في مددِ؟!
أم هزّك البغي و الأيام دائرةٌ = والحق يعلو على الأعداد والعُددِ؟!
هل نغصتك البلايا و هي زائلةٌ = واستهلكت ما زها في القلب من جلدِ؟!
لاتحسبنّ الهوى ينجيك من كبدٍ = فإنما خُلق الإنسان في كبد!!..
و جنّة الخلد تنسي كل مسغبةٍ = أنعم بذاك النعيم الناضر الأبدي
هل بات يلهيك ما يلهيك من مُتعٍ ؟! = فاذكر بربك ما تلقاه بعد غدِ
أم هل تغشّاك قُطاع الطريقِ ضحىً = وحبلهم- يا أخي في الله- من مسدِ
أم هل غُررت بكْثر الساقطين هنا؟! = فالحق لا يبتغى من كثرة العدد
دنيا تربّت على التنغيص فالتصقت = بطبعها.. كالتصاق الروح بالجسد
محبوبة قوتها وجدان عاشقها = أعوذُ بالله من نفاثّة العقدِ
تزينت لاصطياد القوم وابتسمت = والسمُّ في ثغرها فوق اللهاة ندي
يا أنتَ:أين المُنى اللاتي شمخت بها = فأعظم الذنب إزهاق المُنى بيدي
غشاوة الدرب في عينيكَ شاهدةٌ = أنّ السقام اجتوى جنبيك من أمدِ..
والنفس كالموج تستهوي الرياح به = والذئب يغريه قاصي البهم بالرصدِ
والفقر بعد الغنى ذلٌّ و مسكنةٌ = والغيُّ بعد الهدى عارٌ إلى الأبدِ
و كلُّ نفس أُهينت بعد عزّتها = فليتها قبلُ لم تعزز و لم تسدِ
قد كان لي فيك آيات و موعظةٌ = تزفُّ وبل الرضا بردا على كبدي
و كنتَ عند حدود الله ذا وجلٍ = فما لك اليوم لا تلوي على أحدِ
أين التلاوة و العبرات مسبلةٌ = أين الأحاديث ذات المتن والسند ؟!
أين العلوم التي أسدتك رونقها = وذقت ما ذقته من عيشها الرَّغِدِ؟!
ما لي أراك كسيف الطرف منهزما = وكنتَ بالأمس ترياقا لكلِّ صدي
ماذا أُسطرُ و الآياتُ بيّنةٌ؟! = و أنت تعلم ما يلتاع في خلدي
لكن تناجيك أشجاني.. و معذرتي = أنّي محبٌ رماه الحزنُ بالفندِ
إن لم يكن في الفؤاد الحرِّ من قبسٍ = فليس يجديك ما أعددتُ من عُددي..
فخشية الله أطواق النجاة ، وما = يغني النفوس بهاءُ المالِ و الولدِ
لمّا سقطتَ أمامي وانجلى بصري = عزّيتُ نفسي وثار الخوف في أودي
واحلولكت كلمات البشر في شفتي = وأظلم الكون في عيني على عَمَدِ
ومهجتي وُترت.. فالنفسُ بائسةٌ = كأنها قبلُ لم تبسمْ و لم تزدِ !!
أأنت من يشتري الدنيا بباقيةٍ؟! = ويصطفي الزيف عن إشراقة الرشدِ ؟!
قد كنتَ بالأمس في درب التقى علما = فلا تك اليوم تمثالا لكلِ ردي ..
عُرى العقيدة جلّت عن مساومةٍ = ما قيمتي في الملا من غير معتقدي؟!
قد كنتُ أبقيك للخطب الجليل فمن = لغيهب الغمِّ و البأساءِ و الكمد ؟!!
إبليسُ يغرينِ و الأهواءُ عارمةٌ = إني أعوذ بوجه الواحد الصمدِ
يا مالك الملك يا من عزّ عابدهُ = يا من سمكت زواياها بلا عمدِ
ثبّت فؤادي .. وكفّر كلّ معصيةٍ = مالي سوى ملجأي بالواحد الأحدِ
يا صنو نفسي: دروب الشكِّ شائكةٌ = بلا ركوبٍ و لا زادٍ و لا مددِ
والله يفرح إن تاب المسيءُ له = وباب رحماه مفتوحٌ إلى أمدِ
و للهداية هبّات مقدّرةٌ = وفرصة العمر قد تمضي ولا تعدِ
إنّ اللآلي تبقى و هي غاليةٌ = وإنما تعصف الأمواج بالزبدِ !!..
صالح بن علي العمري- الظهران