مشاهدة النسخة كاملة : اختيار
أحمد عيسى
07-11-2007, 09:47 PM
في غرفة الطبيب يدور بوجهه المتجهم ... ويسأل السؤال الغريب
لكن الطبيب لا يستطيع أن يعلنها هكذا .. دون مقدمات ... يعيد الفحص مرة ومرات ... متحاشياً النظر في عينيها التي تسأل ألف سؤال وسؤال
ويعود اليه ...
أخبرني يا دكتور ...
فيلقي الطبيب قنبلته لا يدري كيف يكون رد فعله أو رد فعلها على ما سوف يقول ..
- زوجتك حامل ، وفي شهرها الرابع
كيف يحدث هذا ، لا يمكن أن يسمح به ... لكن الفكرة تداعب خياله وقد أصبحت قريبة فعلاً ...
يبتسم بسرعة ، تأتي في مخيلته ألف فكرة لطفل صغير يداعب وجنتيه ، يشده من جلابيته ، يرتمي على حضنه ويشد له شعره ناطقاً بالكلمة التي يتمنى أن يسمعها منذ تزوج ياسمين قبل عشر سنوات مضت ...
يتخيله قد بدأ يكبر ... وتكبر معه أحلامه ، يحيط به في كل مكان ، ويذهب معه الى أي مكان ... يكون له ظله وسنده ، لم يكن المكان ليسع حجم تخيلاته وأحلامه ... وكانت الدنيا تبدو جميلة .. لو .. حدث هذا
وكيف يحدث ...
يدور بعينيه اليها ...
ياسمين
تجلس على الكرسي المقابل لمكتب الطبيب الذي أطرق رأسه لا يستطيع النطق ...
والدموع تغرق مقلتيها ...
ما فكرت به أي زوجي فكرت به وأكثر ، حلمت به وأكثر ، جال بخاطري كل يوم وكل لحظة وكل دقيقة ولكن يا عزيزي ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..
قال الطبيب : ربما نصل الى مرحلة ما .. نختار فيها ، هو أو أنتِ ، وقتها .. سيكون الاختيار المرير
قالت : أفضل أن يعيش هو ، وأن يسعد زوجي ما تبقى له برفقة هذا الطفل الصغير الذي يملأ عليه حياته ، وقتها أكون أديت رسالتي في الحياة
وقال الطبيب : لكن الخطر سيشتد ، وربما يصل الى أن يطالكما أنتما الاثنين ، فان استمررنا بالعلاج الكيميائي مات الطفل أو تشوه ، وان توقفنا عنه فان حياتك وحياة طفلك في خطر
فكر سعيد ... مرة ومرة ،
أمسك بيد ياسمين ، وقف مصافحاً الطبيب
فماذا قررت ...
......... قررت أن يعيش كلاهما باذن الله ...
وانصرف مع زوجته على أمل بحياة جديدة ..
************
وفاء شوكت خضر
08-11-2007, 11:14 AM
تعلم أيها الفاضل ..
اصابتني قشعريرة حين وصلت نهاية القصة ..
اتخذ الحكي مسارا هادئا حتى النهاية ، كنت أترقب أمرا ما ، أتابع بفضولي الحدث ..
وفاجأتني حيث أتت بما لم أتوقعه ..
دمت مبدعا ..
جوتيار تمر
08-11-2007, 04:37 PM
العزيز احمد...
لديك قدرة فائقة على التحكم في التخيل / من من زاوية الانشغال الذهني بالمعيش النفسي والاجتماعي/ ونادرا ما يوجد نص سردي يلتمس من خلال الوصف رسم واقع ما / دون ان يكون مقتصدا هدفا معينا يمزج له وبه الالوان ببعضها ويراهن عليه / وهذا ما يجعلنا ندرك تماما ان مرجع الرؤية في تتبع الحدث الاساس / وحركة فكرالسارد الفنان / تجاوز بالضرورة عينية المشاهدة لحركة التفاصيل / وتعمل علىغرس فكرته في ذهن المتلقي/ وهنا اللوحة جاءت تبشر بالامل في النهاية / وعدم الاستسلام حتى للاقدار.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
سحر الليالي
09-11-2007, 10:03 PM
الفاضل " أحمد عيسى"
قصة ممتلئة بــ الح ــزن...!!
ما أشد الألم هنا...!!!
سلمت دام قلمك
لك خالص تقديري وقوافل ورد
أحمد عيسى
13-11-2007, 01:11 PM
تعلم أيها الفاضل ..
اصابتني قشعريرة حين وصلت نهاية القصة ..
اتخذ الحكي مسارا هادئا حتى النهاية ، كنت أترقب أمرا ما ، أتابع بفضولي الحدث ..
وفاجأتني حيث أتت بما لم أتوقعه ..
دمت مبدعا ..
الأخت الفاضلة الأديبة : وفاء خضر
مرورك جميل وأسعدني وجود اسمك في صدارة المارين هنا
تحياتي لروحك الجميلة
أحمد عيسى
22-11-2007, 11:10 PM
العزيز احمد...
لديك قدرة فائقة على التحكم في التخيل / من من زاوية الانشغال الذهني بالمعيش النفسي والاجتماعي/ ونادرا ما يوجد نص سردي يلتمس من خلال الوصف رسم واقع ما / دون ان يكون مقتصدا هدفا معينا يمزج له وبه الالوان ببعضها ويراهن عليه / وهذا ما يجعلنا ندرك تماما ان مرجع الرؤية في تتبع الحدث الاساس / وحركة فكرالسارد الفنان / تجاوز بالضرورة عينية المشاهدة لحركة التفاصيل / وتعمل علىغرس فكرته في ذهن المتلقي/ وهنا اللوحة جاءت تبشر بالامل في النهاية / وعدم الاستسلام حتى للاقدار.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
البروفيسور : جوتيار تمر
أخي الفاضل ..
تحليلك أحياناً أجده أحلى من النص ، أكثر دقة ، ينم عن كاتب عملاق ، وناقد بارع ..
أحييك أخي ...
خالص حبي وتقديري
هشام عزاس
23-11-2007, 01:40 AM
المبدع / أحمد عيسى
كم هي صعبة تلك اللحظات التي قد نكون مجبرين فيها على اختيار إحدى أمرين أحلاهما مر
تتبعت خطوات القصة خطوة خطوة ... ظننت أنك توقفت عند هذا المقطع
فكر سعيد ... مرة ومرة ،
أمسك بيد ياسمين ، وقف مصافحاً الطبيب
فماذا قررت ...
لتجعل من المتلقي يختار وفق رؤيته كنهاية مفتوحة للقصة على شكل تساؤل ...
و لكنني وجدتك وضعت قرار الإختيار و هو عدم التضحية بكلاهما و المتفائل فينا سيمضي مع الأمل وفق المعطيات الروحية و المتشائم قد يحسم الأمر بذهنه وفق المعطيات المادية
اكليل يغلف قلبك
هشـــــــام
رنده يوسف
24-11-2007, 10:37 PM
الكاتب القاص احمد عيسى
ثقته وايمانه الكبير بالله دفعه للاختيار
لك كل الود
حنان الاغا
25-11-2007, 09:31 AM
نص إنساني حتى النخاع
يقع الحدث في الفسحة الممتدة ما بين سؤال وجواب .
اتخذ النص مكانا واحدا واقعيا هو حجرة الطبيب ، لكنه على المستوى الوجداني ملأ مساحات كبيرة من الحياة.
لغة تصل إلى هدفها بالطريق الأقصر .
أحمد عيسى
شكرا لك وأهلا بك
راضي الضميري
26-11-2007, 03:07 PM
تعزف هنا لحنًا جميلاً وحزينًا وترسم صورة إنسانية واقعية من صور هذه الحياة الممتلئة بالهموم والأحزان .
نعم ............ قررت أن يعيش كلاهما باذن الله ...
لله در حرفك ما أروعه .
أخي الفاضل أحمد عيسى
يسعدني أن أقرأ ما تكتب .
تقديري واحترامي
أحمد عيسى
30-11-2007, 08:36 PM
الفاضل " أحمد عيسى"
قصة ممتلئة بــ الح ــزن...!!
ما أشد الألم هنا...!!!
سلمت دام قلمك
لك خالص تقديري وقوافل ورد
الفاضلة : سحر الليالي
مرورك دائماً له نكهة خاصة
وطعم لا يضاهيه أي طعم
لك خالص شكري وتقديري
إيمان دلول
30-11-2007, 10:00 PM
ويبقى الأمل ...
نهاية جدا جميلة أستاذنا .. لقد سطرت تلك القصة باسلوب جميل وألفاظ فذة رقيقة والفكرة من واقع معيش ..
دمت مبدعا ..
مع التحية .
أحمد عيسى
24-08-2011, 09:13 PM
المبدع / أحمد عيسى
كم هي صعبة تلك اللحظات التي قد نكون مجبرين فيها على اختيار إحدى أمرين أحلاهما مر
تتبعت خطوات القصة خطوة خطوة ... ظننت أنك توقفت عند هذا المقطع
فكر سعيد ... مرة ومرة ،
أمسك بيد ياسمين ، وقف مصافحاً الطبيب
فماذا قررت ...
لتجعل من المتلقي يختار وفق رؤيته كنهاية مفتوحة للقصة على شكل تساؤل ...
و لكنني وجدتك وضعت قرار الإختيار و هو عدم التضحية بكلاهما و المتفائل فينا سيمضي مع الأمل وفق المعطيات الروحية و المتشائم قد يحسم الأمر بذهنه وفق المعطيات المادية
اكليل يغلف قلبك
هشـــــــام
الأخ الفاضل والصديق العزيز هشام :
ربما ما جعلني أعود لهذا النص هو اشتياقي لك ، وتساؤلي عن غيابك الذي طال ، نسأل الله أن يكون المانع خيراً ، وأن تكون بخير حال
لك ودي وشوقي دائماً يا هشام
فايدة حسن
24-08-2011, 11:20 PM
الخيرة فيما اختاره الله ومن يتوكل على الله يجعل له مخرجا
في نصك استطعت أن تصوغ المشاعر الإنسانية الأبويه بأجمل تصوير رغم عمق الحزن فيها
ربيحة الرفاعي
13-10-2011, 02:06 AM
جميلة قدرتك على رسم الحدث كثيفا ثقيلا تتأرجح تحت وطأته دخيلة شخوص النص، لينطلق المتلقي في رسم مشاهد متباينة العقدة قبل أن تباغته بقفله تقول "لا ...الطريق من هنا"
أحسنا ايها المبدع
تحيتي
ناديه محمد الجابي
10-02-2013, 08:06 PM
الأمل .. شمعة توقد العزم فى القلوب
هو الدافع لنا لتستمر الحياة
لنجعل كل أيامنا ربيعا ـ زهورا وورودا
وأشجار خضراء ..
فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
أحمد عيسى .. قصة إنسانية , جميلة بناؤها ولغتها
رائعة نهايتها .. سلمت ودام القلم .
براءة الجودي
11-02-2013, 04:21 AM
كنتُ أتمنى أن تكملها لا أن تكون نهايتها مفتوحة , لكن نتفائل خير من ردة فعل الزوج الواثق بالله , يون أن ربه قادر على كل شئ فبقي أمله بالله عظيما
قصة رائعة جدا
تحياتي
نداء غريب صبري
19-03-2013, 10:10 PM
لقد قرر بأنانية
فقد اراد الطفل وغامر بها
ولكنه ادعى النبل والإيمان
تحيرني هذه النوعية من البشر
قصة جميلة أخي
شكرا لك
بابيه أمال
30-03-2013, 01:07 AM
هو الله.. الذي تنعدل بمشيئته كل الأقدار..
أخي عيسى
قصة سلسة التعبير بها من ميزة التفاؤل بما عند الله ما طغى على عنصر الدراما المهيمنة على الأحداث من أولها.
شكرا لفكرك النبيل.
تقديري والدعاء.
د. سمير العمري
16-03-2014, 07:50 PM
اشتقت لحرفك يا أحمد فوجدتني هنا في هذا النص القديم والذي لم أقرأه قبل اليوم ، وهو نص يحمل بدايات الألق في حرفك وفي أدائك كقاص مميز ومبدع ، والقصة أثارت المشاعر الإنسانية بشكل كبير ، وعالجت جانبا إنسانيا واجتماعيا موجودا.
أما من ناحية القص فأنت تعلم أن هذا نص جميل ولكنه كان بحاجة إلى بعض تكثيف وبعض توظيف للمفردة وربما بعض معالجة أقوى للخاتمة ، ولكن يشفع له أنه من قديمك وأنه جاء ببساطة الحالة التي تصيب البسطاء من الناس فيلجأون إلى الأمل والثقة برحمة الله.
تقديري
خلود محمد جمعة
18-03-2014, 10:30 PM
يعزف ناي حرفك بشجن
قصة بسرد وفكرة وحبكة ونهاية من اجمل ما قرأت
دمت مائزا
مودتي وتقديري
آمال المصري
19-02-2015, 09:01 PM
تسلسل وتسلل سريع وسرد جميل لحالة اختيار أحدهما صعب
وكان اختيار الزوج نابعا عن الإيمان بالله وبالقدر
وجاءت الخاتمة مفاجئة موجعة أبرزت جمال النص
بوركت واليراع أيها الرائع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
رويدة القحطاني
03-06-2015, 01:00 AM
ليس صادقا .. فالطبيب لا يتحدث عن خطر غير موجود،لكنه بأنانيتة فضل المغامرة بحياتها مدعيا الرجاء
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir