تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استطاعت الابتسام أخيرا



خديجة منصور
11-11-2007, 09:30 PM
أحست به يقترب من فراشها، عرفت أنه ترك حذاءه عند باب الغرفة كي لا يزعجها، و مع ذلك كانت تحس بخطواته تقترب، عرفت أنه يتطلع الى وجهها الشاحب، عرفت أنه يقاوم لهفته في الإمساك بيدها.... مرت أمام عينيها المغلقتين ذكرى كالوميض ....كان يعصرها بين ذراعيه وهي تضحك و تكاد أنفاسها تقطع فتحاول رسم وجه صارم لتجعله يفك حصاره و حين لا ينفع ذلك في الإفلات منه تلتجأ إلى سلاحها الأخير..." العمر يأخذني بني و أؤكد لك أنك يوما ستفتت عظامي..."
أحست بباب الغرفة يفتح ثانية، و تخيلت وجهه المتجهم و هو ينظر الى أخته في غضب....هي تدرك أنه يؤنبها في صمت على حركتها الطفيفة....كثيرا ما كانت تعاتبه على تأنيبه لأخته لكن الآن تريد أن تبتسم لهذا....تحاول الابتسام.... لن تستطيع...لا تستطيع

حين ذهبا في صمت كما أتيا...فتحت عينيها...لم تأت الممرضة بعد...جلست بعد عناء كبير...و نزلت من السرير...سبحان الله...حركات كانت تقوم بها تلقائيا و لم تع صعوبتها إلا الآن
أغمضت عينيها لتستجمع قواها " ليس سهلا أن يكون احساسك قوي...ليس سهلا أن تكون ممن ينصت الى خلجاته...جميل أن تصل الى ذلك و صعب أن تتحمله..."
كادت أن تسقط فتشبثت بحافة السرير...كانت كـأنها ترى صراع خلاياها و الدواء الذي أخذته منذ قليل...ستقاوم أعراضه ما استطاعت ذلك....اقتربت من الحمام..تريد أن ترى وجهها...هي امرأة....و كما دوما...تسقط نظراتها على عينيها.... تدلف بها لداخلها...حتى أمام المرآة تنسى أنها امرأة...
رفعت غطاء رأسها.....كأن لم يكن لها يوما شعرجميل...اختفى تماما منذ فترة...الآن فقط ترى أنه لم يعد لها حواجب... ابتسمت...
استطاعت الابتسام أخيرا

رضيت أن تضحي بخلايا نبيلة من أجل أن تقضي على تلك الخبيثة....واقع محتم...هي لا تعرف كيف تكاثرت في جسمها...لم تحسها...لم تعيها...
الآن فقط تحس بمقتلها و تحس بصراع جسمها لها.....تبتسم

استطاعت الابتسام أخيرا

سحر الليالي
12-11-2007, 02:12 PM
الفاضل " حديجة"

قصة مؤلمة...!.

سلمت ودمت بخير

وفاء شوكت خضر
12-11-2007, 10:55 PM
الأخت خديجة ..

قصة أعجبتني بسرديتها وفكرتها ..
حيث تطرقت لمرض يعتبر مخيف حد الرعب لمن يصاب به أو يمسع به حتى ..
نعم استطاعت الإبتسام أخيرا ..
فالصراع مع هذا المرض ليس هينا ..

دمت مبدعة ..
ودي ..

جوتيار تمر
14-11-2007, 03:26 PM
العزيزة خديجة...
نفس سردي جميل / بنبرة حضور التيار الشقي / الذي اجده هنا يتلاعب بالذات الانسانية / من حيث الانفصال الزمكاني / الذي وصل لمرحلة الانفصال عن نفسه / حيث الزمن لم يعد الزمن نفسه مع انه سائر لم يتوقف / وبنفس الوتيرة / والمكان لم يعد القديم / مع انه الذكريات التي تتواتر في اللاوعي على الوعي / ولاتريها غير الصور ذاتها لكن باختلاف الملامح / النص استغراق حميم في الماضي / والزمن / وفيه لمحة الصراع الازلي بين الانسان ومكنونات وجوده / وكذلك الانسان ومكنونات الزمكانية / وهذا الصراع يمتدد لامد اطول مما نتصوره / بحيث يخرق جوانيات النفس الانسانية / ويصل بها الى حافة الذوبان / والنص يريد ان يقص علينا بنبرة شقية / حزينة / هذا التواتر الزمكاني الفضيع / حيث هنا الرمزية الدالة تؤكد لنا بأن الحياة تضع فينا ما لانحتسب لها / وكذا هو المرض / الآفة / التي تداهم الجسد / فتهلكه على مهل / ولاشيء يوقفه .

دمت بخير
محبتي لك
جويتار

حسام القاضي
17-11-2007, 08:04 PM
الأخت الفاضلة الأديبة / خديجة منصور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدات قصتك ببداية قوية مشوقة وبها بعض الغموض
ثم تدريجياً بدأت في اماطة اللثام عنه لنكتشف أبعاد
القصة حتى وصلنا للنهاية والتي جاءت وكانها تتويج لهذا
العمل الجميل والذي أجدت فيه التعبير عن دواخل المرأة
التي لا تنسى انوثتها أبداً حتى وهي في قمة ألمها ..
فقط تمنيت لو أنك أنهيت القصة عند :
"إستطاعت الابتسام أخيراً " الأولى ؛فأنا أشعر ان ما بعدها لم يضف إلى العمل بل اخذ منه.
وهذا بالطبع لا يقلل من قيمة هذا العمل الجميل .
تقديري واحترامي .

ربيحة الرفاعي
04-11-2012, 07:12 PM
بمهارة قصية وتمكن من الفكرة وزاوية تناولها وادوات البناء القصي ، رسمت مشهدا حيّا مسكونا بالمعاني يحكيها صراع داخلي ومتابعة لصراع آخر خارجي على المستوى الذاتي والمحيط

جميل ما قرأت هنا أديبتنا وموفق

أهلا بحضورك الفاعل في واحتك

تحاياي

آمال المصري
05-11-2012, 07:43 AM
صراع مع المرض .. وصراع الذكريات
وابتسامة أدركت من خلالها النهاية
مؤثر جدا النص بتصاعد أحداثه وتوالي مشاهده وكأنه مشهد متحرك استنطق الكلمات
ماهرة أنت في استخدام أدوات القص أديبتنا الفاضلة
دام ألقك
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

ناديه محمد الجابي
05-11-2012, 06:06 PM
بمهارة فائقة وقدرة قصصية رائعة استطعت
أن تدخلينا فى الحدث لنعايشه ونتألم مع البطلة
ونعيش صراع الموت والحياة , ونشاركها فى إصرارها
على الإنتصار .. فقد استطاعت الأبتسام أخيرا .
تقديرى لك ولحرفك
ولك أصدق التحايا وأعطرها .

لانا عبد الستار
28-12-2012, 10:45 AM
رفعت الغطاء عن رأسها الأصبع ورأت وجها بلا حواجب
واستطاعت الابتسام!
ما أروع ما يمنحنا الحب من القوة
قصة صعبة وكاتبة صعبة
أشكرك

نداء غريب صبري
08-06-2013, 05:12 PM
قصة مؤلمة رغم خاتمتها المتفائلة
وسرد جميل عشت معه معاناة البطلة

شكرا لك أختي

بوركت

خلود محمد جمعة
07-04-2015, 09:16 AM
ابتسامتها كانت البداية للأمل وإشارة للانتصار على مرضها
دخول موفق للقصة بحبكة متينة ونهاية مشرقة بأسلوب مائز وسرد ماتع
قصة جميلة ومؤثرة
بوركت وكل التقدير

خديجة منصور
11-04-2015, 04:18 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعتذر عن غيابي الطويل و عن عدم إجابتي على تعقيباتكم التي تسعدني دائما و تذكرني بأنني أستطيع الكتابة الأدبية....
شكرا لكلَ بإسمه الفاضل
و أتمنى أن أعود للرسم أو الكتابة لأستطيع العودة للواحة المِعطاء

خديجة

علاء سعد حسن
11-04-2015, 06:27 AM
ما أروع أن يعود الطير المهاجر الى أحضان واحته

وما أعظم واحة يئوب إليها الطير المبدع أدبا ورسما .. فنا لا يدانيه فن لأنه لا ينطلق إلا من شغاف القلب

دمت مبدعة رائعة في ظلال واحتك الغناء

خديجة منصور
11-04-2015, 06:39 PM
شكرا الأستاذ علاء سعد حسن

علاء سعد حسن
14-04-2015, 10:25 PM
شكرا الأستاذ علاء سعد حسن


بل الشكر موصول لك مبدعة الواحة رمز التميز والبراعة

كاملة بدارنه
21-04-2015, 07:13 PM
هي ابتسامة التّحدّي والرّضا بالحالة المرضيّة المؤلمة
قصّة مؤثّرة جدّا
بوركت
تقديري وتحيّتي
(تمنّيت خلوّها من بعض الأخطاء اللّغويّة)

خديجة منصور
21-04-2015, 10:41 PM
الشكر لك الأديبة الكبيرة كاملة بدران
كلّ الإمتنان

خديجة

د. سمير العمري
02-03-2016, 05:30 PM
قصة محبوكة بشكل مميز ، وتشويق في السرد يزيد في التركيز على الحدث ، وفك الرمز بمفتاح مقبول وبلا تكلف.

أردت فقط لو تم صياغة الخاتمة بشكل أقوى حبكا من حيث الطرح ومن حيث اللغة.


تقديري

ناديه محمد الجابي
24-10-2021, 06:56 PM
بعد رؤية وجهها الشاحب في المرآة، والرأس العاري من الشعر، والحواجب التي اختفت
ابتسمت .. رضيت ان تضحي بخلايا نبيلة للقضاء على تلك الخبيثة
هذه هى القوة.. أن يستطيع الإنسان الابتسام رغم صراع خلاياها مع المرض ، وذلك الدواء الرهيب
محتوى قصي قوي ومعبر ـ وسر متمكن لافت راق لي حد الدهشة في نص مؤلم ، زاخر بالمشاعر.
سلم قلم قلبك.
:009::0014::009:

ناريمان الشريف
10-11-2021, 10:52 PM
هناك قاعدة هي من اعتقادي تقول :
كلما كان التأثر بالمكتوب أكثر كان المكتوب قوياً
وهنا تأثرت بها جداً
حيث السرد القوي والمحكم
قصة غاية في الأناقة رغم الحزن الدي يكتنفها
أحببت أسلوبك جداً
تحيتي عزيزتي خديجة