المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عجائب البكاء في معاني الوفاء



د. سمير العمري
12-11-2007, 02:11 AM
لا أذكر منذ بلغت الإدراك في بداية نشأتي أنني تمكنت من زجر تأثري أو رد دموعي في كل مرة أرى فيها أثر وفاء أين تولى وأنى تجلى. لقد اعتادت الدموع هذه العصيان والإصرار على فضح مشاعري التي تضطرم انفعالا وتفاعلا مع أي مظهر من مظاهر الوفاء حتى لو كان بين الأعداء.

ولعل الأمر رغم ما يعتبره بعض القوم منقصة وأراه منقبة وعلى رغم مخالفته لطبيعتي المحافظة الرزينة الحازمة قد يبدو أمرا غريبا ولكنه لا يصل بحال إلى أن يكون عجيبا. أما ما أراه مع من رآه عجيبا فهو ما يحدث معي حين أتأثر جدا حد البكاء بما يكون من وفاء الحيوان للإنسان وأعجب منه من وفاء الحيوان للحيوان. ولا أزال أتذكر جيدا كيف كان وفاء ذلك الكلب الذي رأيته يوما في محطة انتظار الحافلة يضع رأسه على الأرض بحزن وهو يعلق عينيه بعيني صاحبه بحزن عميق وخلت الدمعة تكاد تنهمر منهما وقد طفحتا بما رأيته سؤال حائر مشفق أن ما بك يا صاحبي؟ ، وحين التفت إلى صاحبه وجدته حزينا منكسرا ينظر في الأفق بعيون ساهمة ، وكلما التقت عيونهما سارع الكلب ليخفي ما في عينيه من حزن وقلق فيرفع رأسه ويتمثل مظاهر السعادة يلعق حذاءه ويحاول أن يخرجه من حزنه بحركات كثيرة كانتا كافيتين لإغراء دمعتين صامتتين في عين تراقب.

ولعلني لا أذكر أني بكيت بعد بكائي وفاة أمي رحمها الله كبكائي في حالتين بالذات. أما الحالة الأولى فكانت في بدايات الشباب إثر مشاهدة فيلم هندي يتحدث عن صديقين خارجين عن القانون ولكن يجمعهما عهد الوفاء لصداقة لا مثيل لها حتى إذا تقاعد الشرطي الذي كان اعتقلهما وأودعهما السجن وخرجا من مدة العقوبة استقبلهما عند الباب يطلب منهما أن يقوما بمساعدته في التصدي لعصابة الأشرار الذين يهاجمون قريته ويسلبونها خيراتها. المهم في القصة هو أن الصديقين أوفيا بعهدهما للشرطي وقاما بمحاربة عصابة الأشرار التي تهاجم القرية وتعرضا فيها للكثير من المخاطر التي كانا اتفقا أن يلقيا بعملة معدنية بحوزة أحدهما فإذا جاءت الكتابة كان من بحوزته العملة المعدنية هو من يقدم أولا وإن جاءت الصورة كان الآخر. حتى إذا وقع هذا الآخر في حب إحدى فتيات القرية وخطبها وقررا الزواج بات صاحبه كلما اقترب منهما خطر يرجوه أن يقوم هو بالتقدم للخطر كي لا يحدث لصاحبه مكره يحرمه من السعادة بالحياة مع من أحب ، فكان يرفض ذلك دوما ويصر على اعتماد اتفاقهما القديم على نتيجة قرعة العملة المعدنية. وحدث أن اختطفت العصابة تلك الفتاة في محاولة للقضاء على هذين الشابين. علم خطيبها بذلك أولا فهرع إلى حيث تقيم العصابة في الجبل فوقع في مصيدة نصبت له. وحين علم صديقه بغياب صاحبه جن جنونه وأسرع إلى هناك من طريق أخرى يعرفها فوصل إلى رأس جبل مقابل ورآهم يهمون بقتل صاحبه وفتاته فاستطاع أن يشغل العصابة حتى تمكن صاحبه ومن الإفلات وهرب الثلاثة بين الجبال وإطلاق النيران والعصابة بكل رجالها تلاحقهم حتى أحاطوا بهم وقد نفذت ذخيرتهم وبات الخيار بين أن يقتلوا جميعا أو أن يضحي أحدهم بنفسه من أجل الجميع. أصر كل واحد منهما أن يكون هو من يبقى وأن يقوم صاحبه بالمرور فوق ذلك الجسر المعلق بين الجبلين هروبا للنجاة حتى قررا بعد جدل طويل أن يحتكما إلى قرعة العملة المعدنية كالعادة ففعلا وكانت الكتابة فخرج صاحبه بخطيبته متثاقلا متألما حتى إذا مرا من فوق الجسر ووصلا لدرب السلامة وكانت انتهت ذخيرة صاحبه المحاصر الذي رأى العصابة تحاول المرور من فوق الجسر نحوه فقام بآخر مناورة بقنبلة بقيت معه نسف بها الجسر بمن عليه وقضى على العصابة وسقط ميتا. لم يطق صاحبه الأمر فعتب على نفسه أن ترك صديقه وحديا وندم جدا وقفل راجعا ليجد جثة صاحبه وقد قبض بقوة على شيء في يده. ارتمى عليه يبكيه بحزن ثم فتح يده تلك ليجد فيها تلك العملة التي ما إن تفحصها بدقة حتى سقط فوقه ببكاء لا يوصف. لقد كانت تلك العملة بوجه واحد على كلا الجهتين هو الكتابة.

ولعل أعجب ما أبكاني ما رأيته من فيلم توثيقي عن عائلة من الفهود أم وثلاثة صغار. تابعوا الأم كيف تقوم بتربية الصغار والصيد من أجلهما حتى كبروا وبلغوا وكان الصغار أنثى وذكرين. أما الأم والصغيرة الأنثى فأطاعتا قانون الغاب الذي يجعل كل منهما تتبع ذكورا أخرى وتبدأ سلسلة حياة جديدة. وأما الأخوان الذكران فقد تلازما لا يسيران طريقا إلا معا ولا يصيدان صيدا إلا معا ولا يكادان يتفارقان أبدا. وفي ذات مرة وبينا هما في رحلة صيد إذ دخلا أجمة ليوث دون أن يدركا هذا فما كان إلا أن تربصت بهما لبؤة فهاجمت أحدهما وفر الآخر. قاومها الفهد الشاب حتى فر منها ببعض جراح أثرت عليه بما جعله صيدا أسهل للبؤة أخرى هاجمته فأدمته وزادت من جراحه ففر منها حتى ابتعد عن الآجام يسير بعرجته بتثاقل كبير والدماء تسيل منه.
أما أخوه فلما إذ أمن هجوم اللبؤة وأدرك أن أخاه ليس معه حتى أصابه هلع كبير وحزن شديد ودار يبحث عن أخيه في كل اتجاه يناديه بصوت رقيق وعادة الفهد أن لا يصدر منه صوت إلا عند الكرب ، ويتشمم كل شجرة وكل صخرة وكل درب تعودا أن يسيرا فيه. ثلاثة أيام أو يزيد والفهد لا يعرف نوما ولا يقصد صيدا ولا يستكين لراحة في حر وقر يبحث عن أخيه يتشمم أثره حينا وينادي عليه بصوته الوجيد حينا. وبتقريب التصوير من وجهه كانت عيناه تحملان ما يعجز الحرف عن وصفه من حزن ووجد وفقد وقد سكنت دمعتان في عينيه لا هما سالتا ولا هما زالتا.
وفجأة رأى على البعد حركة بين الأعشاب فأسرع إليها لعله يجد هناك أخاه ، فما إن وصل إلى حيث الحركة التي أحدثت الصوت حتى رأى غير ما توقع ؛ وجد فهدا آخر جريحا لم يعرف فيه أخاه فهجم عليه يريد أن يقضي عليه كما هو ناموس الغاب ، فلما أن كر عليه حتى سمع من الفهد الآخر صوتا يعرفه جعله يتجمد مكانه. كان الفهد الآخر قد تمرغ على الأرض في تذلل وتوسل يصدر صوتا رقيقا. كأن الفهد احتار فهذا صوت أخي ولكنها ليست رائحة أخي. هذا ليس أخي ، عاد ليهجم عليه فسمع ذات الصوت فجمد من جديد. الفهد يعرف أخاه بالرائحة ثم بالصوت ، ولم يجد في هذا الفهد رائحة أخيه ولكنه كان أخاه. ما حدث هو أن هجوم اللبؤات قد جعل رائحتها تعلق فيه وتخفي رائحته الأصلية مع الدماء التي سالت غزيرة على جسده. أما الفهد الجريح فقد عرف أخاه وجلس أمامه بتوسل يحاول أن يستدر عطفه بأن يخبره من خلال الصوت بأنه أخاه الذي يبحث عنه فلا يقتله لكن الفهد وسط حيرته هاجمه للمرة الثالثة فسمع ذات الصوت فجمد مجددا ثم إنه عاد فعاد وعاد فعاد حتى كاد الجنون يصيبه في حيرة بين رائحة لا تشبه رائحة أخيه وصوت هو بالتأكيد صوت أخيه. وقف أمامه يتأمله بحزن وصمت وحيرة لدقائق بلا حراك ثم التفت عنه ومشى بتثاقل خطوة أو اثنتين وأخوه لا ينفك يصدر صوته الرقيق مستجديا فوقف والتفت إليه برأسه دون جسده يتأمله في حزن وحيرة لدقائق ثم مشى خطوتين فكان ذات الأمر ثم مشى بضع خطوات قبل أن يلتفت إليه بكل جسده ويتأمله من جديد بحزن أوجع قلبي وقد طفرت من عيونه الدموع تسيل - أقسم بربي رأيتها تسيل- ثم إنه التفت عنه يعدو بكل طاقته إلى حيث أخذته قدماه ، وأما أخاه الجريح فقد علم أن الأمل قد مضى بمضي أخاه فآوى إلى حضن شجرة وتمدد ليموت بعده بدقائق.
يومها بكيت عليهما بكاء ثاكل.

ولعلني لخصت هذه العادة في بيت من أبيات قصيدتي ناديت قومي أقول فيها:


مَتَى رَأَيْتُ وَفَاءَ المَرْءِ صَاحِبَهُ=فَقَدْ رَأَيْتَ دُمُوعَ العَينِ تَنْسَجِمُ


لا أبكى الله لكم عيونا إلا فيما يسركم.




تحياتي

بابيه أمال
12-11-2007, 11:53 PM
سلام الله عليكم..


مَتَى رَأَيْتُ وَفَاءَ المَرْءِ صَاحِبَهُ
فَقَدْ رَأَيْتَ دُمُوعَ العَينِ تَنْسَجِمُ

نعم هناك التزام في قلب كل شكل من أشكال الوفاء الذي يمكن أن نجده على صعيد جميع العلاقات الإنسانية.. التزام تكبر روابطه المتينة كلما ازداد عمق هذه العلاقات في رضا الله لتترفع عن كل ما يشدها إلى أسفل من روابط دنيوية فقط قد تتقطع خيوطها بعامل المصالح الفردية الصغيرة الأمد..

هو زمن غريب بأناسه الذي نعيشه اليوم.. وصعب فيه تغيير الكثير من العقليات التي لم يعد الإحساس الوجداني من أولوياتها في خضم التيارات المادية التي جرفت الكثير في طريقها.. نسأل الله السلامة فيما تبقى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بما قد يأخذ بها إن شاء الله إلى بر أمان والأخطار المميتة محدقة بها من كل جانب..

ويبقى الأمل في رحمة الله بالجميع قائما إلى يوم يبعث عباده..
دمت للخير د. سمير العمري.. ونسأل الله لك الجزاء الوافر بين يديه سبحانه على كل صفحات الخير بالواحة الظليلة..

وفاء شوكت خضر
13-11-2007, 12:02 AM
ألأستاذ الديب الشاعر / د.سمير العمري ..

مَتَى رَأَيْتُ وَفَاءَ المَرْءِ صَاحِبَهُ
فَقَدْ رَأَيْتَ دُمُوعَ العَينِ تَنْسَجِمُ

وما مثل الوفاء من طيب الخصال ..
ألم يذكر الله سبحانه وتعالى الوفاء في كتابه في مواقع كثيرة ؟؟
وأولها الوفاء له بالإيمان وبالعهد ؟؟

بيت الشعر يفي عن قصيدة .
فقد حمل جل معاني الوفاء ..

تبقى أديبا سامقا ..
احترامي ..

د. مصطفى عراقي
13-11-2007, 04:25 AM
==============


أخانا الحبيب الدكتور سمير
سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى
وجزاك الله خير الجزاء على هذه البكائيات الغالية في تجلياتها المتعددة ، وصورها المتنوعة والتي تنبع جميعا من قلبٍ مشحون بالرحمة والرقةِ والجمال.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".(رواه الشيخان واحمد في مسنده)
ويقول عمر بن ذر : « ما رأيت باكيا قط إلا خيل إلي أن الرحمة قد تنزلت عليه »
ولكن ماذا نصنع لأقوامٍ قد نزع الله من قلوبهم الرحمة والوفاء
وأسأل الله عز وجل أن ينفعنا ببركات هذه الدموع الطاهرة
كما قال هارون بن رئاب ، قال : « بلغني أن البكاء مثاقيل لو وزن بالمثقال الواحد منه مثل جبال الدنيا » ، أو قال : « جبال الأرض رجح البكاء ، وإن الدمعة لتنحدر فتطفئ البحور من النار ، وما بكى عبد لله مخلصا في ملأ من الملأ إلا غفر لهم جميعا ببركة بكائه ».
وسلمك الله أيها الغالي


ودمت بكل الخير والسعادة والود
أخوك المحب: مصطفى

سحر الليالي
13-11-2007, 12:22 PM
أستاذي الكبير " د.سمير العمري"

أراني أعج ــز عن خط حرفــ....!!!!
حتى الصمت قليل (قليل جدا) في حق نبضك...!!

حفظك الله وسدد خطاك دوما بـ الخ ـــير

لك خالص إحترامي وتقديري وقوافل ورد

د. مصطفى عراقي
18-11-2007, 09:25 AM
عودة للتثبيت

حبا وتقديرا لنبل المشاعر ، وروعة الوفاء

د. سمير العمري
19-11-2007, 05:51 PM
سلام الله عليكم..

مَتَى رَأَيْتُ وَفَاءَ المَرْءِ صَاحِبَهُ
فَقَدْ رَأَيْتَ دُمُوعَ العَينِ تَنْسَجِمُ
نعم هناك التزام في قلب كل شكل من أشكال الوفاء الذي يمكن أن نجده على صعيد جميع العلاقات الإنسانية.. التزام تكبر روابطه المتينة كلما ازداد عمق هذه العلاقات في رضا الله لتترفع عن كل ما يشدها إلى أسفل من روابط دنيوية فقط قد تتقطع خيوطها بعامل المصالح الفردية الصغيرة الأمد..
هو زمن غريب بأناسه الذي نعيشه اليوم.. وصعب فيه تغيير الكثير من العقليات التي لم يعد الإحساس الوجداني من أولوياتها في خضم التيارات المادية التي جرفت الكثير في طريقها.. نسأل الله السلامة فيما تبقى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بما قد يأخذ بها إن شاء الله إلى بر أمان والأخطار المميتة محدقة بها من كل جانب..
ويبقى الأمل في رحمة الله بالجميع قائما إلى يوم يبعث عباده..
دمت للخير د. سمير العمري.. ونسأل الله لك الجزاء الوافر بين يديه سبحانه على كل صفحات الخير بالواحة الظليلة..


صدقت أختاه فولله إنه لزمان عجيب أغلى المتاع وأرخص الإنسانا. وما عاد هذا الزمان يعترف أو يتعامل بمفهوم الوفاء ولا حتى بما يقترب من هذا المفهوم وإن احتفظ باللفظ لمعنى يراد غير ما يقصد ليكون جزءا من حال خلط المفاهيم وتشويش المصطلحات لتصب كلها في النهاية في ذات المستنقع القذر للمصالح والأهواء.

وإنما كان الوفاء سيد الأخلاق لأنه العنصر الجامع لمجموع القيم النبيلة ، ومن لا يعرف للوفاء معنى فقد فقد معاني القيم الإنسانية ولا أراه يستحق احتراما ولا اهتماما.

هذه هي الحال وإلى الله المشتكى والمآل.

أشكر لك مرورك الكريم المثمر ، وأمتن لك على هذا الدعاء الطيب.كما أشكر لك مرورك الكريم وردك المثمر المتفاعل.


دعواتي

هشام عزاس
24-11-2007, 04:33 AM
الدكتور الفاضل / سمير العمري

يا الله كم هي مؤثرة كلماتك و أمثلتك هذه عن الوفاء الذي ننشده و نبحث عنه في كل مكان
هو شعورنا الفطري السليم من يجعلنا نبكي و نتأثر من مشاهد تثير بأنفسنا الشجن فنعيش اللحظة بصدق
و لا نشعر إلا و الدمع قد خط طريقا على خذوذنا ... هي الروح الشفيفة السليمة التي أودعها الله فينا
ليس ضعفا منا تلك الدموع التي أحيانا كثيرة نحاول أن نخفيها كي لا يراها من حولنا بل هي في منتهى الجمال و الروعة و كل القوة أن نعترف بأننا بكينا و بكينا و ما زلنا سنبكي مادام النبض يخفق بمضغتنا
اكليل يغلف قلبك سيدي
هشـــــــام

د. سمير العمري
22-12-2007, 07:37 PM
مَتَى رَأَيْتُ وَفَاءَ المَرْءِ صَاحِبَهُ
فَقَدْ رَأَيْتَ دُمُوعَ العَينِ تَنْسَجِمُ
وما مثل الوفاء من طيب الخصال ..
ألم يذكر الله سبحانه وتعالى الوفاء في كتابه في مواقع كثيرة ؟؟
وأولها الوفاء له بالإيمان وبالعهد ؟؟
بيت الشعر يفي عن قصيدة .


كما أسلفت أختي الغالية فإنما كان الوفاء سيد الأخلاق لأنه العنصر الجامع لمجموع القيم النبيلة ، ومن لا يعرف للوفاء معنى فقد فقد معاني القيم الإنسانية ولا أراه يستحق احتراما ولا اهتماما.

أشكر لك مرورك الكريم وأثمن رأيك الحكيم في معنى الوفاء ولا عجب وأنت اسم الوفاء ومعناه..


دعواتي

د. نجلاء طمان
05-02-2008, 09:24 AM
أما عن وفاء الكلب, فعجبًا أن يفي الكلب للإنسان ويعضه أخوه الإنسان!

وأما عن أمك الغالية, رحمها الله الغالية وأمي الحبيبة وكل أمهات المسلمين!

وأما عن الفيلم, فهو الشعلة الهندي, وأظنني بكيت معه بكاءً أقسمت بعده ألا أشاهده ثانية !

وأما عن الفهدين فهذا حالنا عندما نتيه بين أحبتنا ويتوهوا فينا, فنتغرب ونموت !

وأما عن دموعك فهي لشفافيتك التي بلغت أقصاها, ورثائك لوفاءٍ انتحر !


صبرًا أخي على الجرح عساه يلتئم!, دمت غاليًا شفيفًا.

د. نجلاء طمان

د. سمير العمري
06-06-2008, 12:41 AM
==============
أخانا الحبيب الدكتور سمير
سبحان الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى
وجزاك الله خير الجزاء على هذه البكائيات الغالية في تجلياتها المتعددة ، وصورها المتنوعة والتي تنبع جميعا من قلبٍ مشحون بالرحمة والرقةِ والجمال.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا هِيَ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ".(رواه الشيخان واحمد في مسنده)
ويقول عمر بن ذر : « ما رأيت باكيا قط إلا خيل إلي أن الرحمة قد تنزلت عليه »
ولكن ماذا نصنع لأقوامٍ قد نزع الله من قلوبهم الرحمة والوفاء
وأسأل الله عز وجل أن ينفعنا ببركات هذه الدموع الطاهرة
كما قال هارون بن رئاب ، قال : « بلغني أن البكاء مثاقيل لو وزن بالمثقال الواحد منه مثل جبال الدنيا » ، أو قال : « جبال الأرض رجح البكاء ، وإن الدمعة لتنحدر فتطفئ البحور من النار ، وما بكى عبد لله مخلصا في ملأ من الملأ إلا غفر لهم جميعا ببركة بكائه ».
وسلمك الله أيها الغالي
ودمت بكل الخير والسعادة والود
أخوك المحب: مصطفى

مرور رطيب أيها القريب الحبيب ، ورد كريم من نفس غالية وهمة عالية لا حرمني الله طيب صحبتك ولا أريج محبتك.

نعم أخي ماذا يمكن أن نفعل لمن تتحجر قلوبهم درجة الجحود والنكران وطعن الإخوان؟؟

الله هو حسب الجميع وهو الذي يقسم رحمته بين عباده ويقدر لهم نصيبهم في كل أمرهم.

اللهم اجعل فيما قسمت لنا الخير ورطب قلوبنا بحبك وخشيتك والرحمة بالعباد.



تحياتي

د. سمير العمري
14-10-2010, 01:10 AM
أستاذي الكبير " د.سمير العمري"

أراني أعجــز عن خط حرفــ....!!!!
حتى الصمت قليل (قليل جدا) في حق نبضك...!!

حفظك الله وسدد خطاك دوما بـ الخ ـــير

لك خالص إحترامي وتقديري وقوافل ورد

بارك الله بك أيتها الرقيقة الراقية وجعل أيامك كلها خيرا وبركة.

لم أجد عحزا هنا فقد قال صمتك أكثر مما قال قول غيرك.

دمت بخير ورضا!

وأهلا ومرحبا بك في أفياء واحة الخير.


تحياتي

سالم العلوي
17-10-2010, 10:37 AM
لا أدري مم أعجب هنا
أمن الموضوع ؟
أم من صاحبه ؟
أم من المعلقين عليه ؟
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
وارزقني وإخواني وأخواتي ثباتا في الخلق لا نحول عنه ولا نستقيل حتى نلقاك وأنت راض عنا يا أرحم الراحمين ..
دمت أيها المبدع المتألق الراقي بخير وعافية.

زينب وليد
17-10-2010, 01:49 PM
مؤلم نبض الوفاء عندما نكون في أرض مقفرة

لك تراتيل شكر على مداد قلمك

رفعت زيتون
17-10-2010, 06:05 PM
.

قرأتها قبل أيام

وكانت كالوجبة اللذيذة الغنية بكلّ ما لذّ وطاب

من قصص المحبّة والوفاء

جمعت بأسلوب شيق أحاديثا دلّت على رقة هذا الذي بين أضلعك

كيف لا تتحدث عن الوفاء وأنتَ اهله وقد جمعت حولك

كل هذه الكوكبة من الأوفياء في بيت كلّه نقاء ووفاء

دمتَ على رأس هذه الشجرة الطّيبة

.

د. محمد صنديد
21-10-2010, 12:05 PM
أخي الغالي:

لعلي شبيهك في بعض ما ذكرت. إذ لطالما بكيت لمواقف فيها بعض وجد، يعتبرها الغير مواقف تافهة، لكني نظرتها بذلك الوقت بعين أخرى: كأن تكون ذكرتني بموقف حدث معي، أو شهدت له شبيهاً في طفولتي.
أذكر مثلاً أنني ذات مرة تركت ما أنا ذاهب لأجله، و لم يكن ذهابي لأمر تفه، فقط لكي أساعد طفلاً يبكي تأخر أمه عنه بحرقة شديدة و لوعة و هو ينتظر قدومها أمام مدرسته. لقد انهمرت دموعي مدرارا بينما أرقبه من بعيد، و لولا خوفي ممن قد يظن السوء لأركبته سيارتي و أوصلته بيته. إلا انني بقيت أنتظر جانبه مهدءاً من روعه، دموعي تغلب دموعه، حتى جاءت أمه لاهثة، و قد غلبت رؤيتها لي متأثراً ما كان من لومها لنفسها لتأخرها. و لعل أشد عقوبة للتأخر كانت محاضرة طويلة عريضة من صاحبكم هذا.D:

أن تكون رجلاً أسيفاً لهو بحق أمر محرج. فلطالما كفكفت دموعاً من أمام زوجتي و أطفالي، ربما من منظر على التلفزيون أو لمقطع حزين من أغنية، و أنتم تعلمون ما يجب على الأب أن يكون عليه أمام من يعول: قمة القوة و البأس و الصبر كي يزرع فيهم الثقة و يمنحهم الأمان.:004:

لا أحزنك الله يوماً يا د. سمير و دمت طيباً

د. محمد صنديد
21-10-2010, 12:16 PM
كان سيدنا أبو بكر شديد البكاء إذا ما سمع القرآن، حتى أنه يوم وفاة النبي صلى الله عليه و سلم قال النبي: "مروا أبا بكر فليصل بالناس"، فقالت عائشة: "يا رسول الله إن أبا بكر رجلٌ أسيفٌ، إذا قرأ القرآن بكى فلا يسمع الناس منه شيئاً. مر عمر فليصل...".

و حين رأى أبو بكر مبايعة وفد اليمن إلى النبي يبايعونه على الإسلام، فحين سمع الوفد القرآن بكوا، فقال أبو بكر رضي الله عنه و أرضاه: كنا كذلك قبل أن تقسو القلوب !! فلما قالها بكى.

د. سمير العمري
21-10-2010, 11:54 PM
أيها الحبيب د. محمد:

لعلك أبكيتني هنا ثلاثا فجعلت أغالب دمعا أشرق في العين حتى لا يراه من حولي ؛

فأما الأولى فهي عودتك هذه التي اشتقت إليها ومطالعة وجهك الحبيب البهي!

وأما الثانية فقصتك عن الطفل وأنا أتخيل دموعك الراقية الصادقة وميلك بحنو على الطفل.

وأما الثالثة فقصة الصديق أبي بكر وبكاءه ، ولعلني أذكر هنا بأن جدي الفاروق كان أيضا بكاء على ما عرف عنه من قوة وشدة.

سعيد بعودتك أخي كي نطمئن عليك فإنا والله لا ننساك وإن شغلتك عنا أمور الحياة.


دمت غاليا عاليا!


تحياتي

نجوى الحمصي
22-10-2010, 04:26 PM
وَكَمْ مِنْ قُلُوْبٍ قَسَتْ وَفُقِدَتْ دَمْعَةُ الْرَّحْمَةِ
وَلِلْوَفَاءِ تَنَكَّرَتْ وَجَعَلْتَ مِنْ الْإِنْسَانِيَّة ضَعُفَ
آَلِا يَعْلَمُوْنَ أَنَّ الْدَّمْعَةَ تَغْسِلُ الْقُلُوْبَ وَهِيَ الْطُّهْرِ وَالْنَّقَاءُ فِيْهِ
أُسْتَاذُنَا شَاعِرُنَا الْأَدِيبُ وَالْشَّجَرَةَ الْوَارِفَةِ بِالْعَطَاءِ وَالْخَيْرِ وَالْوَفَاءِ وَالْرَّحْمَةِ
د.سمير العمري


قِصَصٌ نَسِيْمِهَا دَاعَبَ كُلِّ نَبْضٍ كِيَانَنَا الْجَمِيْلَ
وَأَرَاقَ مِنْ مَآَقِيً قُلُوْبَنَا بَعْضَ دَمْعَ لمَوَاقِفَ مُمَائِلَةٍ
دُمْتُ بِخَيْرٍ وَالْخَيْرِ يَقُوْلُ أَنَّهُ أَنْتَ
بِالْنَّبْلِ وَالْقَلْبُ الْكَبِيْرُ وَرِسَالَةُ أَدَبٍ وَعَلَّمٍ وَخُلُق
يُشَرِّفْنَا أَنْ نَكُوْنَ طُلُاب فِيْ مَدْرَسَةِ تَعْلِيْمِكَ
كُلِّ الْتَّقْدِيْرُ وَالِإِحْتِرَامِ يَنْحَنُونَ أَمَامَ هَذَا الْإِبْدَاعِ

ناديه محمد الجابي
13-10-2021, 10:38 PM
الوفاء .. من صفات النفوس الحرة الأبية، ومن لوازم القلوب الصافية النقية،
نص جميل لونته انسانيةحسك وجمال حرفك ـ وقصص جميلة ممتعة برقة في الكلام وعذوبة في المعاني
كان موضوعك من أمتع ما قرأت.
ليه الدمع عيب من عين رجال = حتى الجبال تسقط احجارها
ليه الالم نخفيه ونقول رجال = وتتحطم السفن قبل ابحارها
دمت بكل حير.
:009::008::009:

ناريمان الشريف
01-11-2021, 09:09 PM
كثيرة هي المواقف الحياتية التي نسمع عنها أو نشاهدها على التلفاز تستدعي البكاء
ولا عجب أن تبكيك مواقف الوفاء، حيث أن الوفاء من أصعب الصفات النبيلة لأنها تتطلب تضحية عالية المستوى
لذلك بات من الصفات النادرة، التي لا نراها على أرض الواقع كثيراً كما تجسدها الأفلام في قصص قد تصل إلى الخيال أحياناً
لا أبكى الله لك عيناً ، وطابت مشاعرك المرهفة
تحية ... ناريمان