المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث الساعة ...



د. عبد الفتاح أفكوح
15-11-2007, 08:17 PM
حديث الساعة
ثم ماذا حدث ..؟ أخبرني ...
نظرت بإمعان إلى الساعة المعلقة على الجدران، وأرهفت السمع إلى دقاتها الرتيبة المتلاحقة بانتظام، فخيل إلي أني أنظر إلى قلب من القلوب، وأنصت إلى نبضاته المتوالية، ثم سرعان ما تحولت تلك التوقيعات الزمنية في مخيلتي إلى وقع قدمي إنسان يقترب مني، لكن هذه الصورة المتخيلة لم تدم طويلا، فقد حل مكانها مشهد عابر سبيل أخذ منه التعب الجهد الكثير من كثرة السفر وتوالي الترحال، إذ تراءى لي وهو يسم بأثر قدميه المرهقتين رمال صحراء مترامية الأطراف، وحتى هذا المشهد غدا سرابا شبيها بالسراب السائح في رحاب تلك الصحراء ...
ثم ماذا حدث بعد ذلك ..؟
كنت أتأمل الأرقام المثبتة على وجه الساعة الماثلة أمامي، وكأنها جزر متقاربة، وأخذت أتأمل العقارب الثلاثة التي تتوسطها، وكأنها سفن تبحر في ما بينها، متنقلة من رقم إلى رقم ...
حاولت أن أنفذ بسمعي إلى عمق ذلك النبض المنبعث من تلك الساعة، والذي يحاكي نبض قلوب الناس .. حاولت ثم حاولت، إلا أن ما حاولته لم يكن بالأمر السهل ولا الهين، إذ خلص سعيي إلى انتظار دائم وترقب قائم على جسر ممتد بين تأمل البصر وتدبر السمع، لكن ثمة أمر تبادر إلى ذهني الآن وأنا أحدثك، وهو أن لتلك الساعة حديثا، لكنه ليس حديث ساعة، بل هو حديث كل ساعة ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

وفاء شوكت خضر
15-11-2007, 08:52 PM
نشيخ ..
وعقارب الساعة تدور في مكانها ..
تتوالى الأيام والليالي ويمضي عمر ، يموت من يموت ويبقى من يبقى ، وتأتي أجيال وأجيال ..
ولازالت تلك العقارب في دورانها ..

نص نابض ..
تحيتي .

د. عبد الفتاح أفكوح
15-11-2007, 09:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
وفاء شوكت خضر
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك زهر الشكر ونداه، ولك ورد التقدير وشذاه على إطلالتك المشرقة، ثم إننا نسأل الله أن يختم لنا بالحسنى، وأن يرزقنا الصبر والثبات في العسر والضراء، ويهدينا إلى شكر نعمته والتحدث بها في اليسر والسراء، ونسأله أن يفتح لنا أبواب الخير والنعماء، ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته في حال الشدة وفي حال الرخاء ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

جوتيار تمر
16-11-2007, 09:10 AM
دكتور ......
حديث الساعة / عنوان أثارني لأنه افضى بطريقة واخرى بالذي سيأتي / والذي كان / هو تركيب لحركة التجول والرؤية / اذ سنعاين قصا ينحبس في جغرافية السرد ليتوقف عند حدود الذات واعظة خاطبة /ولكأن النص هو اسير هذا الميثاق/العنوان / وما دام النص مقطعا من رؤية ذاتية / لزمكانية الحياة / فيمكن تصوره على لسان المحدث الذي اراه مرويا بعناية فائقة من السارد نفسه .

دمت بألق محبتي لك
جوتيار

د. عبد الفتاح أفكوح
16-11-2007, 10:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
جوتيار تمر
ورحمته سبحانه وبركاته
وبعد ...
أهديك ندى الزهر وشذى الورد على ما نثرته من حروف وضيئة في هذا المقام القصصي، ونسأل الله أن يهدينا سواء السبيل في ما نخطه من حروف باليمين ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

سحر الليالي
16-11-2007, 10:48 PM
الفاضل المبدع الاستاذ" عبدالفتاح"
قصة رائعة ،
بحق تمتلك قلم يملؤه الابداع والدهشة...!

سلمت ودامت روائعك
سأقرأ لك دائما

لك خالص تقديري وقوافل ورد

د. عبد الفتاح أفكوح
17-11-2007, 07:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
سحر الليالي
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لك غيث الشكر وندى نداه، ولك فيض التقدير وشذى شذاه على كرم تلقيك لحروفي القصصية، وجميل متابعتك لما أخطه من كلمات على صفحات هذه الواحة الثقافية السنية، ثم أهلا وسهلا ومرحبا بقراءاتك المشرقة ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

د. عبد الفتاح أفكوح
05-12-2009, 04:37 PM
http://dl3.glitter-graphics.net/pub/1034/1034143fzmnnpnumg.gif