المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدب الإسلامي ...



د. عبد الفتاح أفكوح
17-11-2007, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأدب الإسلامي
ترى ما عساه يكون "الأدب الإسلامي"؟ وما عساه يكون ما يشوب هذا المصطلح لفظا ودلالة من فهم خاطئ وريبة، وإدراك قاصر؟
سنحاول في هذا المقال التعريف بالأدب الإسلامي أولا، ثم نكشف بعد ذلك عن جميع الزوائد والشوائب التي تحيط بحقيقة هذا الأدب، الذي أثار وما يزال يثير الكثير من الجدل.
إن معظم الأدباء، والنقاد، والباحثين يكادون يلتقون عند تعريف واحد للأدب الإسلامي، وهو الآتي : الأدب الإسلامي تعبير جمالي وفني مؤثر بالكلمة عن الحياة والإنسان، والكون، وهو صدى القيم في النفس والتصورات الفكرية من خلال الرؤية الإسلامية.
لقد اهتم كثير من الباحثين والنقاد بالأدب الإسلامي، فحاولوا كشفه وإيضاحه، واجتهدوا في إبراز خصائصه الفنية والموضوعية، منطلقاته وغاياته، عسى أن تتضح صورته النهائية في أذهان الأدباء، والنقاد، والقراء، ونجد أمامنا اليوم جملة من المؤلفات والدراسات النقدية والأعمال الأدبية، التي اتخذت الأدب الإسلامي محورا ومدارا.
وليست الدعوة إلى هذا الإتجاه الأدبي حديثة العهد، أو نتيجة لانتشار الصحوة الإسلامية؛ بل إن الأدب الإسلامي عتيق في آيات الذكر الحكيم وسوره الكريمة، وفي كلمات محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وفي كم غير قليل من النثر والشعر العربي منذ بزوغ فجر الدعوة الإسلامية.
لكن ما يثير الإستغراب حقا، هو أن البعض يعتبرون مصطلح "الأدب الإسلامي" مجرد تعبير شاع في الأعوام القليلة الأخيرة، في ظل ما عرفته الحركات الإسلامية في مصر والعالم العربي الإسلامي من تطور ونمو؛ بل ويزعمون أن هذا الأدب لم يتم بعد تحديد اصطلاحه وضبط حمولته الدلالية بكيفية علمية، وهناك طائفة ثانية من الأدباء والنقاد ترفض الأخذ بمصطلح "الأدب الإسلامي"، وتأبى توظيفه بدعوى غيابه في الدراسات الأدبية التراثية، وثمة طائفة ثالثة تنظر إلى الأدب الإسلامي على أنه فكرة عاطفية غير ناضجة، تنطوي على نظرة تقديسية إلى الماضي، وتستدل على هذا الزعم والإدعاء بواقع العلاقة التي تجمع الأديب المسلم بالقرآن والسنة.
إن الأدب العربي الحديث يعاني من ظاهرة تغريب الذات المسلمة، وغياب الذاتية الإسلامية في هذا الأدب يعني أن الذات الكاتبة تشكو من انفصام شديد، وميزة الأدب الإسلامي تكمن في انفراده بقواعد أساسية لا تصدر عن مفاهيم وضعية، أو أهواء وتأملات بشرية؛ بل إنها قواعد نابعة من قلب العقيدة الإسلامية، القائمة على القرآن والسنة النبوية، ثم إن الأدب الإسلامي ليس مجرد تجربة عارضة أو عابرة، أو هو عبارة عن مغامرة فردية أو جماعية، قائمة على مبدأ "خالف تعرف "، وإنما هو أدب له من الخصائص المادية والروحية ما لاسبيل إلى تجاهله أو إنكاره.
أما الشرط الأساس في الأدب الإسلامي، فهو أن يكون بالمعيار الإبداعي راجحا، وأن يكون الأثر الذي يتركه في النفس محمودا، وأن يرغب القارئ في الإسلام بمبادئه وقيمه السامية، باعثا له على الإقتراب منه، وليس المقصود بالأدب الإسلامى أن يكون تاريخا أو بحثا فقهيا، ولا تفسير آية أو شرح حديث، فهذه الأنماط من الكتابة ليست أدبا.
لكن الذي يجب أن نؤكد عليه وننبه إليه أولا و أخيرا، هو أن الأدب الإسلامي رهين بالإسلام، وموقوف على الأديب المسلم، وبعبارة ثانية نقول: إن الحديث عن الأدب الإسلامي في غياب العقيدة الإسلامية والذات المسلمة يعد ضربا من المستحيل؛ فنحن لا نتفق جملة وتفصيلا مع من يرى بأن الأدب الإسلامي يشمل كل نص أدبي، شعرا كان أم نثرا، يتحقق فيه المعنى الإسلامي، وإن كان صاحب النص لا يدين بالإسلام، ولا يلتزم به في واقع حياته.
صحيح أن جميع العصور التي عرف فيها الإنسان الأدب، لم تخل مما يجوز أن نسميه: "أدب الفطرة الإنسانية"، سواء الشفهي منه أم المكتوب، وهو أدب يتفق ولا يختلف في مضمونه ومحتواه مع "الأدب الإسلامي"، لكنه لا يتماهى معه أو يرادفه من حيث المدلول، واللفظ، والماهية، لأن أدب الفطرة الإنسانية يفتقد روح العقيدة الإسلامية، التي يجب أن تحكم رؤيته ومنحاه وغايته، بخلاف الأدب الإسلامي الذي ينبع من تصور الدين الإسلامي، ويهتدي بتعاليمه، وقيمه، ومبادئه.
نعم، قد تأتي على الإنسان غير المسلم أوقات يتحدث فيها أو يكتب تبعا لما فطر عليه، واهتداء بصوت الفطرة الذي يتردد صداه في أعماقه، لكن من المستحيل أن نلتمس الأدب الإسلامي عند كتاب يرفضون أصلا الانتساب إلى هذا الأدب، ويجهرون علانية بتمسكهم وإيمانهم بتصورات تناقض الإسلام في أصوله وفروعه.
ومما لا شك فيه أننا لن نتمكن بأي حال من إقرار المضمون الإسلامي لأي نص أدبي بدعوى أن صاحبه مسلم، لأن إسلام الشخص غير كاف للحكم بالـصفة الإسلامية لأي خطاب أدبي؛ بل إن الحكم بهذه الصفة يقتضي النظر في الإنتاج الأدبي، لكننا في ذات الوقت لا نتفق مع من يرى بأن مصطلح "الأدب الإسلامي" لا صلة له بالأديب، وإنمـا هو دال على الأدب في ذاته، فهل نحـكم للـنص الأدبي بالصفة الإسلامية لمجرد أن صاحـبه استشهد بآية قرآنية أو بحديث نبـوي شريف؟!
وبناء على شرط الإعتقاد في الإسلام يظهر الفرق جليا بين "الأدب العربي" و"الأدب الإسلامي"، وهذه الحقيقة ليست وليدة اليوم؛ بل تاريخها يعود إلى مجيء الإسلام، حيث اتخذ الأدب منحى آخر ووجهة مغايرة لتلك التي عاشها في العصر الجاهلي، كما عرفت القراءة الأدبية تطورا ملحوظا، فصارت هي والأدب أداتين للتهذيب الخلقي، والتربية النفسية والروحية.
وبالفعل ارتقى الأدب العربي بفضل الإسلام إلى مكانة جليلة، بحيث لم ينف عنه المفهوم الذي عرف به في الجاهلية؛ بل قومه وسدده بأن وجهه الوجهة الصحيحة التي تمكنه من النمو والسمو الفكري والروحي، وهذه كانت روحا ودفعة جوهرية جدد الإسلام بها الحياة في قلب وجسد الأدب العربي، وهي نفس الروح التي يفتقر إليها معظم الإنتاج المنشور اليوم باسم الأدب العربي الحديث، الذي تحكمه في الغالب تصورات غير إسلامية، وتهيمن عليه رؤية غير واضحة المعالم، ويكفي أنه أدب تتنازعه مظاهر القومية، والإقليمية، والمحلية الضيقة من جهة، والمفاهيم والمواضعات من جهة ثانية.
إن الأدب الإسلامي هو الذي بإمكانه أن يشمل كلا من "الأدب العربي" و"الأدب الأجنبي"، لكن بشرط أن تكون الذات المنتجة لأي نص أو عمل أدبي معتقدة في الإسلام، وأن تكون كتاباتها الأدبية شاهدة على اعتقادها، إذ لا وجود إطلاقا لأي إنتاج أدبي مجرد؛ بل إن صلة كل إبداع وثيقة بما يدين به صاحبه، أو ما يؤمن به فكرا كان أم عقيدة، ثم إن الإسلام لم يكن يوما دينا موقوفا على العرب فقط، أو عقيدة مغلقة ومعزولة في مكان وزمان محدودين؛ بل منذ كان الإسلام وهو دين مفتوح أمام الأعاجم، وغير محرم على من يريد الدخول فيه طواعية.
هذه كانت نظرة وجيزة حول الأدب الإسلامي، الذي لقي دون وجه حق غير قليل من التجاهل المنكر من طرف الكثيرين، فهل من منتصر لهذا الأدب الشامخ العريق ..؟
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

حسام القاضي
17-11-2007, 07:21 PM
الأخ الفاضل الأديب / د. عبد افتاح أفكوح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقالة مهمة كنا نحتاج إليها بالفعل خاصة في الأونة الأخيرة
حيث كثر اللغط عن الإسلام والمسلمين بشكل عام ، والتركيز على سلبيات
بعض المبدعين المسلمين ضمن حملة عالمية للتشويه المتعمد .
أرجو أن تكون هذه المقالة باباً لمناقشات مستفيضة حول هذا الموضوع الهام .
تقبل تقديري واحترامي .

د. عبد الفتاح أفكوح
17-11-2007, 08:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك اخي الكريم
حسام القاضي
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك زهر الشكر وأريجه وشذاه، ولك ورد التقدير وطيبه ونداه على ما نثرته من حروف سنية على أديم هذه الصفحة المشرقة في رحاب الواحة الثقافية المزهرة، ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا التوفيق والسداد في كل حرف نخطه باليمين، وأن تكون كل كلمة نرسلها مبحرة من جنس ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

خليل حلاوجي
23-12-2007, 01:38 PM
اليوم والأدب الإسلامي يتعثر في خطاه ... حين يركض الأديب خلف جمهوره والأولى أن يسبقهم أقول يكفي استخفافاً بالمتلقين أن تكون( ثقافة الصورة ) اليوم قد طغت وحققت مبتغاها على حساب الأدب ..

أجريت قبل أيام إجراءً عمليا ً فسألت بعض المثقفين عن محمد إقبال والنورسي ..

دهشت حين كانت الإجابة أنهم نوا الأول روائي والثاني مخرج ...


\

بالغ تقديري

د. عبد الفتاح أفكوح
12-03-2008, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
خليل حلاوجي
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك زهر الشكر وطيب طيبه، ولك ورد التقدير ومسك ختامه، على ما أشرق من حروفك السنية على جبين هذه الصفحة البهية، في رحاب الواحة الثقافية المورقة بكل أصيل وجميل، ونسأل الله جل وعلا أن يرزقنا الإشارة إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

د. عبد الفتاح أفكوح
12-03-2008, 03:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم أهل هذه الواحة الثقافية المباركة
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
دائما في انتظار مشاركاتكم حول موضوع
الأدب الإسلامي
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

هشام مصطفى
14-03-2008, 10:19 PM
أستاذي الكريم / د. عبد الفتاح
يبدو أن مشاغباتي لن تقتصر على موضوع واحد لكنني أريد أن أسألك أستاذي الكريم
هل الأدب ينسب للغته أم لقيمه أم لمعتقدات صاحبه ؟
وأقصد بالقيم أستاذي القيم الجمالية لا الأخلاقية بمعنى معنى الفن فيه ومصادره وأهم الأسس الفلسفية التي تحكمه
مودتي

محمود عبدالله
16-03-2008, 06:59 PM
كاد وأخواتها غير ناسخة






في ثقافية الاثنين من شوال 1428هـ قرأت مقالاً لأبي أوس الدكتور إبراهيم الشمسان بالعنوان المعلن فشدني إلى قراءته، يقول المقال (يرى النحويون أن «كاد وأخواتها» ناسخة مثل «كان»)

ولكنا نجد في تركيب الجملة اختلافاً بيناً، وهو اختلاف لم يدعهم إلى مراعاته في التصنيف، ومن هذه الاختلافات أن خبرها يكون فعلاً مضارعاً.. ثم جاء الكاتب بشواهد على كاد منها آيات قرآنية كريمة، ومنها أبيات شعرية أثرى بها بحثه وخلص إلى ما يلي:

والذي ننتهي إليه أن (كاد) ليست داخلة على الجملة الاسمية المؤلفة من المبتدأ والخبر، بل هي واقعة في جملة فعلية، ولذلك لا تعد ناسخة مثل كان الناقصة)، ا هـ.

وقد رجعت إلى ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك لأستشيره في مقال الأستاذ شمسان فقال:

ككان: (كاد عسى لكن ندر).

غير مضارع لهذين الخبر.

هذا هو القسم الثاني من الأفعال الناسخة للابتداء وهو: (كاد) وأخواتها.

عملها: وهي تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ اسماً لها، ويكون خبراً لها في موضع نصب، وهذا هو المراد بقوله: ككان: كاد وعسى، ولكن الخبر في هذا الباب لا يكون إلا مضارعاً نحو (كاد زيد يقوم) وندر مجيئه اسماً بعد كاد كقول تأبط شراً:

فأبت إلى فهم وما كدت آيباً؟؟

وكم مثلها فارقها وهي تصفر

لقد انتهى الكاتب إلى أن (كاد) لا تدخل على الجملة الاسمية، والمثال الذي قدمه ابن عقيل (كاد زيد يقوم) دخل على الجملة الاسمية وتقيس عليه أمثله لا تُحصى تقول مثلاً (كاد المطر يهطل) وهكذا..

وقدم الكاتب نماذج على (كاد) التي دخلت على الفعل كما في الشاهد الأول من مقاله وهو الآية الكريمة: {مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ}.

أما في الشاهد الثاني وهو قوله تعالى {وَلَا يَكَادُ يُبِينُ}، فإن (كاد) داخلة هنا على جملة اسمية لا فعلية والتقدير ولا يكاد هو يبين فاسمها محذوف، وقد ظهر في الآية الكريمة التي أوردها الكاتب على أن (كاد) دخلت على جملة فعلية والشاهد هو (وإن كادوا ليفتنونك) أورد المؤلف هذا الشاهد على دخول (كاد) على الجملة الفعلية وهي جملة اسمية، فالضمير الواو في (كاد) اسمها.

والتقدير: (وإن كاد الكفار - أو قريش - ليفتنونك..).

يبدو أن الكاتب الفاضل لديه استشراف إلى التجديد في هذا العلم وهو النحو، ولكن الذي انتهى إليه مخالف لما قرره علماء النحو وأساطينه الأقدمون من أن (كاد) داخلة على الجملة الاسمية، ويقول الأستاذ شمسان، لا ليست داخلة على الجملة الأسمية.

ويقول الأستاذ شمسان إن (كاد) لا تعد ناسخة مثل (كان) ويقول العلماء المتخصصون بهذا العلم: إن كاد (ككان).

ولو احترز الأستاذ شمسان في أن خبر كاد لا يأتي إلا مضارعاً بأن يقول مثلاً: ومجيء خبر (كاد) اسماً قليل أو نادر لكاد أضبط وأحوط.

على كل حال فنحن نشكر للأستاذ الدكتور شمسان جهده في هذا المقال وغزارة شواهده فله مِنَّا كل تقدير.

د. عبد الفتاح أفكوح
05-06-2012, 11:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله جلَّ جلاله عليكم ورحمته عزَّ وجلَّ وبركاته
وبعد ...
أرجو أن يتمَّ نقل موضوع الأخ الكريم محمود عبد الله، المعنون بـ(كاد وأخواتها غير ناسخة)- المثبت على هذه الصفحة - إلى المكان المناسب، فليسَ هنا مقامه ...
ثمَّ إني دائماً في انتظار حروفكم الحوارية حول (الأدب الإسلامي)
حياكم الله
أبو شامة المغربي

د. عبد الفتاح أفكوح
05-06-2012, 11:18 AM
بسم الله الرَّحمن الرحيم
سلام الله عليكَ أخي الكريم
هشام مصطفى
ورحمته جلَّ وعلا وبركاته
وبعد ...
لك في البدء من أخيك أبي شامة المغربي شذا الشكر وشدو التقدير على جميل اهتمامك بما نثرت من كلمات في ظلال هذه الدوحة السامقة المورقة بكل حرف عربي أصيل، والله أسأل أن يهدينا سواء السبيل إلى كل قول منطوق حسن، وكل كلمة مخطوطة طيبة، وكل عمل منجز صالح ...
أما عن سؤالكَ، فالرأي عندي بإيجاز شديد أنَّ الأدب الإسلامي ليس سرد آيات قرآنية كريمة، أو استعراض أحاديث نبوية شريفة، بل هو أدب يخفق بروح الإسلام، ويحيل ضمنا وتلميحاً ببيان آسر لا يفتقر إلى الجمال المستقى ممَّا جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى، وعلى ما ورد في أحاديث الصَّادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فهو أدب يترجم جوهر الإسلام ومقاصده بأساليب بيانية وجمالية بليغة، سواء أكانت ذات صلة بالشعر أم ذات علاقة بالنثر، ثمَّ إن الرأي عندي في شأن انتساب الأدب، أنَّ كلَّ أدب مخطوط أو مطبوع مقروء، وكلَّ أدب منطوق شفهي مسموع، وكلَّ أدب مرئي مشاهد يجب أنْ ينسبَ إلى معتقد / دين صاحبه ... والله أعلم.
حياكَ الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

محمد عز الدين
05-06-2012, 11:59 AM
مقال رائع جدا وجميل أستاذى العزيز ، فهذا دوما ما أقوله إن الأدب الإسلامى هو الذى يعبر عن شرقيتى وهويتى دون تغريب شخصية الأديب المسلم لأن ذلك يشوه أدبنا بل يخفى ملامحه شيئا فشيئا حتى يصير غربيا يعبر عن رؤى ليست منا ولسنا منها فى شىء

ولكن الجدير بالذكر مع قضية الأدب الإسلامى هو أن نذكر قضية ( الإلزام والإلتزام ) فى الأدب ، فكى نقرر أدبا إسلاميا حقيقيا لابد أن يكون الأديب فى أعماق نفسه أديبا ملتزما بقضيته وهى هنا الأدب الإسلامى حتى يستطيع التعبير عن هويته بكل موضوعية ، ولا نلزم الأدباء بهذا النوع من الأدب أو نملى عليهم قواعد بعينها ليتبعوها حتى ننتج أدبا إسلاميا فهذا مما يضير الأدب الإسلامى ، ولعلك تتذكر معى أستاذى الكريم ما فعلته روسيا عندما أجبرت كتابها للدعوة الى منهجها فصدر عن ذلك أدبا رديئا لا قيمة له ، فدائما ما أحذر من هذه النقطة كل من يتحدث عن مفهوم الأدب الإسلامى ... وشكرا لمقالك هذا الذى أثرى العقول والأفهام مودتى واحترامى أستاذى الفاضل
:noc:

د. عبد الفتاح أفكوح
08-06-2012, 06:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله ذي العزة والجلال عليك أخي الكريم
محمد عز الدين
ورحمته تعالى وبركاته
أمَّا قبل...
لك من أخيك أبي شامة المغربي خالصَ الشكر الجزيل، ولك منه صادق التقدير الأصيل على جميل احتفالكَ بحروف عربية ارسلتها محلقة شادية في سماء الأدب الإسلامي، ولكَ عينَ الشكر وذات التقدير على إشراقة حروفك الزاهرة، وعسَى أن يرزقنا العليم الحكيم التوفيق والسداد في كلِّ كلمة نخطها باليمين، ثمَّ عسَى أنْ تدلَّ هذه الكلمات القراءَ الكرام والقارئات الكريمات، ولو على سبب من أسباب الخير والمعروف ...
وبعد ...
أرى أخي الكريم، والله أعلم، أن ثمة كلمة أبلغ وأدق من كلمة "الالتزام"، وهي كلمة "المسؤولية"، فقد جاء في القرآن الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ، وَالْبَصَرَ، وَالْفُؤَادَ، كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " سورة الإسراء - الآية رقم:36.
حياكَ الله
أبو شامة المغربي

ربيحة الرفاعي
11-07-2012, 11:03 PM
يكون لدينا أدب إسلامي بالمعنى المأمول حين يتحقق في الأدباء الالتزام المطلوب المستند لوعي حقيقي وانتماء صادق للأمة بعمقيها الاسلامي والعروبي، وفهم لمسؤولية الاديب أمام الله

موضوع ذي شجون كثر حومنا مؤخرا حوله ربما لحاجة الأمة فعلا لهذا الأدب بما يعول عليه من بناء واستنهاض

شكرا للموضوع الرائع أديبنا
واهلا بك في واحتك

تحاياي

د. عبد الفتاح أفكوح
13-07-2012, 11:34 AM
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
سلام الله ذي العزة والجلال عليك أختي الكريمة
ربيحة الرفاعي
ورحمته جلَّ وعَلا وبركاتهُ
وبعد ...
لك من أخيك أبي شامة المغربي مسكَ الشكر وطيبَ التقدير على حسنِ متابعتكِ، والعليم الحكيم أسأل أن يرزقنا التوفيق والسداد في القول والكتابة والعمل، فمَا الأدبُ الإسلامي في المستهل والمنتهى سوَى تعبير صادق لا شبهة فيه عن إسلام الأديب ...
حيَّاكِ اللهأبو شامَة المغربي