تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : زكام



خالد عمر بن سميدع
15-09-2003, 01:13 PM
زكام
_____


ذهب بأبيه إلى المستشفى ...
فقد كان يسعل ،، وبقوة ...
وهو رجل كبير في السن ..
وقد بلغ من العمر عتيا ..
وما عاد يشعر ببهجة الحياة ..
وفي الموت راحة له ..
وولده الآن يسرع به ويقود سيارته بكل جنون ..
لم يدع إشارة إلا وقطعها ..
ولا ماراً إلا وأفزعه من شدة سرعته ..
وقلبه من شدة الخوف على أبيه يدق وبقوة ..
لم يكن يرى إلا جسر الموت يكاد يُنصب أمام عينيه ..
وكأن للموت عباءة ألقيت من السماء وتكاد تلامس الأرض ..
ويشعر مدى ما هي قريبةٌ منهُ ..
لكنه لا زال يسرع حتى وصل المستشفى ...
فخرج مسرعاً وحمل والدهُ على يديه ..
وبدء يجري به نحو ممر المستشفى ..
وهو يلهث وقلبه يدق بقوة أكثر وأكثر ..
فهو كبيرٌ في السن أيضا ...
وما أن وصل لباب الطوارئ حتى وضع والده على سرير قريب منه ..
ونادى في الممرضين فهرعوا إليه ...
وذهبوا بأبيه ليعالجوه وينقذوه ..
وهنا بدء يشعر بالراحة وألقى بنفسه على أرضية الممر ..
من شدة تعبه وإرهاقه ...
وقلبه يرج الأرض رجا ..
وبدء يرى الدنيا وقد هدأت ..
ولم يكد يأخذ أنفاسه إلا وقد توقف قلبهُ من شدة الإرهاق ..
فارق الحياة وهو ينظر للجميع وقد شُغِلوا بعلاج أبيه من " نزلة برد " .

مـتـذوّق
15-09-2003, 03:34 PM
هل نقول إنه القدر ؟؟

أم نقول إنه البر بالوالدين ؟؟

أم نقول إنه التفكير بالذات والأقربين ؟؟

حروفك حملت أكثر من ذلك .. وسأقرأها مرارا ً لأحاول الخروج بأكبر قدر ممكن من الفوائد :010:

تحياتي لك ..


:0014::0014:

د. محمد الشناوي
16-09-2003, 03:58 AM
أخي مغترب
"إنه القدر ليس يتنبأ به"

لم يكن يرى إلا جسر الموت يكاد يُنصب أمام عينيه ..
وكأن للموت عباءة ألقيت من السماء وتكاد تلامس الأرض ..

خيال رائع
دمت لي

ياسمين
16-09-2003, 12:42 PM
الموت واحد مهما تعددت الاسباب
ولكن النهايات دائما تختلف لتضع المعانى النهائية للحياة
فهناك من يموت على الطاعة وهناك من يموت على المعصية
أو على فعل الخير أو الشر
تختلف الصور لتضع المعنى النهائى لاعمال الانسان
,
,
مغترب
دائما قلمك له فكر يحمل معانى جميلة
ودائما تصوغ هذه المعانى بكلمات لها بريق

تحياتى لألق هذا القلم
لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

نعيمه الهاشمي
16-09-2003, 02:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ مغترب قديم
نص يتوقف عنده الفكر ففيه العظه والعبره لكل معتبر

ختم الله اعمالنا خالصه لوجه الكريم


تحياتى وتقديري

خالد عمر بن سميدع
17-09-2003, 02:28 PM
اقتباس من الكاتب مـتـذوّق

هل نقول إنه القدر ؟؟
أم نقول إنه البر بالوالدين ؟؟
أم نقول إنه التفكير بالذات والأقربين ؟؟
حروفك حملت أكثر من ذلك .. وسأقرأها مرارا ً لأحاول الخروج بأكبر قدر ممكن من الفوائد :010:
تحياتي لك ..
:0014::0014:



قراءة جميلة لما كتبته اخي الكريم المتذوق

تمنح القصة رونقاً أكثر جمالاً مما هي عليه ...



شكراً لك يا عزيزي ...



:010:

بثينة محمود
17-09-2003, 04:40 PM
نهاية غير متوقعة ..!!
لقد نقلتنى بكلماتك اللاهثة إلى تلك المستشفى
أجرى مع البطل ..
أقلق معه ..
أسقط معه من إرهاقى ..
أموت معه ..
الآن فقط عرفت ..إلى أين كان يتجه ملك الموت الذى كنت أحسه ..!!

تحية جميلة أيها المبدع

اسكندرية
17-09-2003, 05:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مغترب...

قرأت القصة ...و تعايشت معها كلية..

حتى أننى شعرت بدقات قلبه و هى تتباطىء..
و انه ينظر الى الآخرين طالبا الغوث..
لكنه لم يتمكن...
و فكر اخيرا انه أنقذ حياة ابيه
فشعر براحة نفسية عميقة
و تلى الشهدة و اغمض عينيه للابد


قصة تحمل الكثير من المعانى..
و تجعلنا نقف و قفة مع انفسنا..
من فاى انسان فى لحظة ..يغادر و للابد..
فلنعمل لاخرتنا لان الموت لاينتظر

و هذا الانسان ..مات فى لحظة عطاء و لحظة رضا من الله عليه
لانه مات و هو يعطى...و يعطى من؟!
والده ..فما اجمل العطاء و الطاعة


أشكرك مغترب ..لننا جعلتنا نتوقف لحظة
و ننظر الى العمق لا الى الظاهر

اليك تحياتى

عبد الوهاب القطب
17-09-2003, 05:36 PM
مشاعر الحب الصادقة غير المحدودة

تتجلى لنا في اوقات الشدة والبأساء.

فنصير كتلة من العواطف والمشاعر الملتهبة

لا يخترقها عقل ولا منطق..

لا تفكير ..لا تحليل..بل عطاء من قلب رؤوم

ونرمي بالحذر عرض الحائط

ونقفز الى الماء لنجدة غريق عزيز علينا فينجو

ونغرق بعد نجاته لاننا نتذكر اننا لا نجيد السباحة.


اخي المبدع مغترب

كنت اسابق السطور

من شدة اعجابي

تحية لك

المخلص

ابن بيسان

خالد عمر بن سميدع
18-09-2003, 10:17 AM
اقتباس من الكاتب محمد الشناوي
أخي مغترب
"إنه القدر ليس يتنبأ به"
لم يكن يرى إلا جسر الموت يكاد يُنصب أمام عينيه ..
وكأن للموت عباءة ألقيت من السماء وتكاد تلامس الأرض ..
خيال رائع
دمت لي


حياك الله أخي محمد

والرائع هو قراءتك للقصة ...


وردك عليها ...





:010:

عبدالرحيم فرغلي
18-09-2003, 11:50 AM
يأتي الموت للصحيح كما السقيم .. لكل أجل كتاب فمتى يعتبر مثلي
شكرا لقلمك الذي يجعل الرأس تعود للوراء وتتأمل وتفكر وتتبصر
تحية لك وتقدير

خالد عمر بن سميدع
18-09-2003, 04:46 PM
اقتباس من الكاتب ياسمين الواحة

الموت واحد مهما تعددت الاسباب
ولكن النهايات دائما تختلف لتضع المعانى النهائية للحياة
فهناك من يموت على الطاعة وهناك من يموت على المعصية
أو على فعل الخير أو الشر
تختلف الصور لتضع المعنى النهائى لاعمال الانسان
,,مغترب
دائما قلمك له فكر يحمل معانى جميلة
ودائما تصوغ هذه المعانى بكلمات لها بريق
تحياتى لألق هذا القلم
لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين





كل الود والتقدير لك يا يا سمين




:0014:

خالد عمر بن سميدع
21-09-2003, 06:40 PM
اقتباس من الكاتب العنود الهاشمي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ مغترب قديم
نص يتوقف عنده الفكر ففيه العظه والعبره لكل معتبر
ختم الله اعمالنا خالصه لوجه الكريم
تحياتى وتقديري



أسعدني مرورك يالعنود


وأسعدتني كلماتك كذلك .


شكري وامتناني لك ..



:010:

ياسر عبدالباقي
23-09-2003, 10:52 AM
مغترب00 في هذا القصة كنت جميلا في سردك00كان سردك موفق
الى درجة كبيرة0 لكن علية ان اقول ان القصة بدات بداية عادية جدا0
لكن نهايتها لم تكن عادية00 وهدا اعطى للقصة شيئا يحسب لك0

ومزيد من الابداع0

د. سمير العمري
04-12-2003, 02:43 AM
لو تعلم أخي مغترب قديم كم أثرت في هذه القصة القصيرة البسيطة بسردها العميقة بمعزاها؟!

أين منا اليوم من يبر بوالديه كمثل هذا فيفتديه بحياته وهو عجوز قد بلغ من العمر عتياً؟؟؟


بكيت ترحماً لذلك الشاب فخراً به وليتنا كلنا هو.


أطلت الغياب أخي خالد ووعدت غير مرة وقد آن مني العتاب.


تحياتي وأشواقي
:os: