المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الردود في واحتنا الظليلة(دعوة لاختيار أجمل الردود)



د. مصطفى عراقي
18-11-2007, 08:58 AM
الأخوات الفضليات
الإخوة الأكارم

ما رأيكم لو نخصص هذه المساحة لاختيار أجمل الردود على مشاركات الأعضاء هنا في جميع الأقسام

وهذا الاقتراح ينبع من إدراكي بأن الردود الجميلة الإيجابية جزء لا يتجزأ من العملية الإبداعية والفكرية

مع رجاء ألا يكون الرد في موضوع من يقوم بالاختيار حتى لا تكون شهادته مجروحة!

تُرى من سيفتح الباب بأول اختيار لأجمل رد؟






أخوكم : مصطفى

سحر الليالي
19-11-2007, 01:41 PM
أستاذي الكبير :"د.مصطفى العــ راقي "

ما أروع الفكرة ....جميلة بــ حق ...فــ شكرا على هذه الصفحة ...!!!

وسأبدأ بإذن الله بــ المشاركة...

وأرى إن من أروع الردود في واحتننا هي ردود الحبيبة {أسماء حرمة الله }
فإليكم بعض من قلبها :

\
{ سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة مكتوبة بالمسـك


مرآة النفـس،

بوحٌ ينتزع الرّوحَ من روحِهـا، اقتفيتُ معكِ بنبضاتِ قلبي كلّ أنفاس حرفك، بل كلّ أنفاسِ قلبـك وهي تتوزّع بين كلّ حرف ونبضـة !
هو الحبّ، يقتحم قلوبنا المغلقة اقتحاماً، ودونَ أن نختـار! لايترك لنا مجالاً للفرار منـه أوْ للاعتراض، بلْ يقيمُ فيها مأدبةً على شرف الأماني والأحلام والأشواق والأسئلة الحائرة المتقلّبـة على جمرِ الألم والبسمة، ورغماً عنّـا .. هو ناموسُ الحبّ أديبتنـا !

ليتك تكتبين بوحكِ المرهف من اليمين إلى اليسار في جمل متتابعـة، سيكون في حلّـة النثر أبهى وأجمـل ..


حماكِ ربّي وحقّق لكِ كلّ ما تتمنّيـن في الداريْـن
تقبّلي خالصَ تقديري وودّي
وألف طاقة من الورد والندى}

******

{سلام اللـه عليكِ ورحمته وبركاتـه

تحية ضمّختُها لكِ بعطور الفجر
ليـال،

غريبٌ هو الشتاءُ حين يستفزّ ذاكرتَنا المسكونةَ بِسَمِيّــِه، ليدخلَها بكلّ ُيسرٍ، مُحاولاً فتحَ الزوايا المهجورة فينا ! وغريبةٌ هي أرواحُنا حينَ تسرقُ الأنفاسَ من أنفاس الشتاء !
كم هو قاسٍ أنْ يتوحّدَ الشتاءُ الداخلي والخارجي معاً، وأن تكونَ غايتهما واحدة : زعزعة الدفء المعتكف بأقصى مكانٍ بالذاكرة، ومحاولة انتزاعه من مجلسه العبِق بأطايب الجراح والأفراح، بأطايب الذكريات الحلوة والمرّة !
كم هو غريبٌ أن يكونَ الإنسانُ داءً لدائه ! يتبادلان الأدوارَ كأحزان الشتاء التي لاتنتهي !
وكم هو عجيبٌ أن يغدو الدفءُ أمنيةً عصيّة، لاتتحقّق إلاّ في حلـم، أو في حضن ذكرى جميلة أو مُرّة !

أيتها الغالية، أجبرني نصُّكِ المتدفق صدقاً ورُوحاً وإحساساً، بالتوغّل فيه حتّى انسكبتُ روحاً ودمعاً وأزمنةً ! أفيكونُ ذاكَ، إضافةً إلى إعجابي بحرفك، لأنّ شتائي الداخلي أبى هو الآخر إلاّ أنْ يتوغّل في مسامّ الشتاءَ الخارجي، ليصيرا لوناً واحداً وفصلاً واحداً ؟! أبى إلاّ أن يعترفَ بأن لا شفاءَ ! وكأنّي أراه يفعل !

ليال، قبلَ أن أطرقَ نافذةَ حرفك، أحضرتُ معي بنفسجةً، لاأدري كيفَ أفلتتْ من سياط الشتاء ! فهلاّ حرستِها معي بالربيع الذي يتأبّطُ قلبكِ الأبيض ؟

حماكِ ربّي وأسعدكِ في الداريْن
خالص محبّتي ودعائي الغزير
وألف طاقة من الورد والندى}
*****

{سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة تعبَقُ بالأريج


أديبنا بندر،

نصّ يضوعُ جمالاً ورقةً، يتنزّه عبر ردهاتِ الرّوح كحبّـةِ مطـر !
دائماً تكون طقوسُ الوداعِ أشبـهَ بلحظاتِ الغيبوبة، لا يعي فيها المرءُ شيئاً ممّا يجري حولـه، ولاأيّ أرضٍ تُقلُّه وسماء تُظلّـه، بلْ وحينَ يستيقظُ من غيبوبته تلك، يكتشفُ أنّ روحَه غادرتْ مع الراحلين، غادرتْ وهي تعِـدُ ما تبقّـى من الأنفاس المعلٌّقـة برحلـةِ خطـفٍ قريبـة !

كنْ خصماً للغياب أديبنا، فقد اشتاقت مملكة النثر لهطولـك
حماكَ ربّي أينما حللتَ وارتحلتَ
تقديري الخالصُ لكَ ودعائي
وألف طاقة من الورد والندى}

*******

{سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة مخضّبة بالعطـر

ميـم،

الحبّ، هذا الكائنُ الأسطوري العميقُ معنىً، الغريبُ هويّـةً، المتدفّقُ صمتاً، المتدفّق وفاءً وعطاءً، المتشكّل في غفلةٍ منّا، مرةً على شكل غيمة، ومرةً على شكل بسمة، ومرة على شكلِ قوس المطر ..!
حينَ يسكنُ قلوبَنا، يُقسِم ألاّ يفارقَها حتّى تفارقنا الأنفاس، يرتّب فينا تفاصيلَ الحرف والرّوح والخطوات، ويُهدينا إلى أجمـلِ موسـم: موسم الاحتراق !

نصّكِ ليسَ رائعاً وحسبُ يا ميم، بل زلزلني من أعماقي، زعزعَ بي الأشياءَ والألوانَ والنبضات حتّى صرتُ منكمشةً في كفّ دمعـة !
دائماً ما يكون الصّدقُ الرسولَ بين القلوب، يربطها بحبلٍ سُرّي عجيب ! هذا ما فعل بي نصّكِ وربّي، ليفرحِ الحبُّ إذا بسهادِ أرواحنا، برحلتها النابضة الثمِلة التي تسيرُ عكسَ ساعاتِ الخفق .. دائماً !

للتثبيت، احتفاءً بشلال الصدق المنساب هنا، وتقديراً لقلمك المُجيد ..

-ليتك ميم تكتبين نصّك مرسلاً، منسكباً في قالب النثر
-لا زالت مستمرةٌ = مستمرةً
كوني بخيرٍ ميم، ولاتخرجي من مملكة الوفاء أبداً ..ظلّي كما أنتِ، تخفقين للحبّ ولـه، حتّى آخر نفَسٍ بصدرك وبحبرك !
محبّتي لكِ وإعجابي
وألف طاقة من الورد والندى}

******

{سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة خضّبت راحتيْها بالحنّاء
ميـم،
صرتُ أمرّ بحدائق الورد قبل أن أطرق شرفاتك، لأحمل لكِ معي سلالاً من بنفسج أنثرها بين كل حرفٍ وآخر، فقد يقتنع الشجنُ الذي يطعن قلبَ حروفك بالتنحّي ولو قليلاً، حتّى تصافحك الشّمس ..
أشكركِ شكراً وارفاً منى، على الصدق الذي يتدفق من نصوصكِ شلالاً، وعلى الوفاء الذي يحرسها بكل الوفـاء .. ! لا تضلّ الحروف الصادقة طريقَها، فرسائلها تصـل .. !

لاتحزني إنْ أورقَ الحبّ بقلبك أكثر، فأورق معه الشوقُ أكثر، أوأورق العذاب أضعافاً كلّما زاد مركب مَـن تحبّين ابتعاداً، فمَن يدري ؟! قد تعود رسائلُ قلبك بالمركب الغائب من جديد، وإن لم تعدْ، فيكفيكِ أنكِ أحببتِ بكل صدق .. ونقـاء ..

ثمة خيوط هاربة تحدث لنا أثناء الكتابة بلوحة المفاتيح، اسمحي لي بالإشارة إليها :
يهيأ = يُهيّئ
قظم = قضم
ادنو = اُدنُ
كوني بخيرٍ منى، انثري رحيقَ الأماني فيك، وانتظري رحمة اللـه، رحمته التي لاتحمل معها غير الخير، بل الخير كلّـه !
حماكِ ربّي
خالص محبّتي لكِ وتقديري
وألف طاقة من الورد والندى}
********
سلام اللـه عليك ورحمته وبركاتـه

تحيـة مضمّخـة بأريج الياسميـن

الكريم مؤمن مجدي،

مملكةُ الحبّ رغمَ تموقعها على خارطة الشمس النقيـة، فالضوءُ قد يغيب عنها مدى العمر، فتُزهر جراحاً، ومرة يسقيها بكرمٍ بالغ، فتزهر أفراحاً ! ليس كلّ العاشقين في الحزن أو في الفرح سواء !
قد أبرمَ الحبّ عهداً مع العاشقين، أنْ يقطفَ قلوبهمْ كما يريد ومتى يشاء، أن يحكم عليهم بالدمعة أو بالبسمة، بل ودونَ أن يخبرهمْ بالموعد والمكان والزمان !

نصّكَ رقيقٌ يقطر شجناً، ألماً وأملاً ، أخيلةً ولوحاتٍ جميلة، بارك بك ربّي وبحرفك، فقطْ اسمحْ لي أيها الكريم بالإشارة إلى ما يحدث أثناء الكتابة بسبب السرعة أو الكتابة بلوحة المفاتيح :
لَْمْ يأتي = يأتِ
لمّا كنا صغار = صغاراً
والمغزي = والمغزى

- أمّا بالنسبة لطريقة كتابة النّص، فحبّذا لو كتبتَـه مرسلاً، سيكون في حلّة النثر أجمـل

بانتظارك دوماً على ضفاف الحرف
تقديري واعتزازي
وألف طاقة من الورد والندى}
********
لــ لك أستاذي كل التقديري وقوافل ورد
ولي عودة بإذن الله لأضع روائع أخرى

وفاء شوكت خضر
19-11-2007, 03:34 PM
أنت أيها المتكوم على رصيف زمني
تلملم أوراق عمري المتساقطة فوق ظلك الممتد امتداد الأفق
تحسو سخونة الدمع في عيني
وتجثم فوق صدر الحرف
وعلى منضدة الغياب تترك بصمتك وتمضي
كم عشقتك ليلا مترعا بهمهماتي
وقمرا مفعما بمساءاتي
وحلما يتوسدني
لكن عبثا كنت أحاول جعلك شخصا آخر يختلف عنهم
أدركت ذات صدفة أنك مثلهم بل أكثر
تتسلقني تمتصني تبتلعني تنثرني تبعثرني تلملمني فيك
ثم ما تلبث أن تركلني حين تجد عالما آخر يحتوي دناءة ذاتك
عالما يحتضن زيف ارتعاشاتك
يا ذاك..........
أ
ك
ر
ه
ك




هي نور سمحان ..

صاحبة الحرف المتدفق شعرا وشعورا ..
صدفة وجدت هذا الرد لها على نص للأديبة مينا عبدالله صديقتي الغارقة بالوهم ..

أشكر الأستاذ والأخ والصديق والمعلم / د. مصطفى عراقي على اقتراحه الجميل هذا ..
بحق هناك ردود ، هي قصائد شعر ، و روائع نثر ، وزخات من حروف تروي ظمأ الأرواح العطشى لجمال الأدب الراقي .

سحر الليالي
19-11-2007, 05:08 PM
وعودة مع فيلسوف الواحة الفاضل " جوتيار" واقتباسات من رورده العميقة والفيلسوفية:
\
التراب توسدنا منذ امد طويل/ واصبحنا جزء من لعبته التي لم يعد بامكاننا التملص منها/ وهذا بلاشك يبرهن لنا العلاقة الحميمية بين التراب والروح/الجسد/ الانسان/ اما توهم الاشياء/ فهي ليست بسنة جديدة/ فقد توهم آباء الخليقة منذ اللحظة الاولى اشياء لم تكن في صالحها/ لذا عملية التوهم/ ليس بامر طارئ/ لكن الطارئ هو ان نبقى اسير التوهم/ نصك عميق كعادتك/ تعزفين لحنا حزينا/ على ابواب مملكة حزينة.

*******
عندما يسخر المرء الكلمة لاظهار الداخل دون تعقيد / او خوف / تأتي الكلمات مضيئة / خارقة / صادقة / لاتتوقف عند حد / او شيء عارض / تتعداه لتصل الى العمق / ومن ثم تخرج لتصل لابعد افق يراه المرء / وهي في كل حرف وهمسة تعبر عن الانة الداخلية للكاتب / بذلك تكون منه كالروح / تخرج / لتحوم حول حمى من الهمتها / سواء حباً وحناناً خارقاً / أم الماً وعذاباً ولوعة ً خارقة / وانت في نصك هذا سجلت للتاريخ حضور انسان / بكل تقلبات الاخر فيه / وبكل رؤى الحياة فيه / وكذا هي الحرية اذا كانت من صنع الكلمات / وليس القناعات.

***********تستبيح الكلمات حمى الذات / وتبيح الذات الاحرف/ فتأتي الاولى حامية/ وتصبح الثانية مزلزلة/ وفي خضم الصراع بينهما / تقف المشاعر جامدة/ وفي لحظة الانتصار لاحدهما تاتي المشاعر مهلهلة/ لان المشاعر فينا غدت تؤمن بالا قوى/ كما الحياة اصبحت تعلمنا بان القوي هو المستمر/ وهكذا نعيش الاصرار في فنون الحياة/ وفي اعماقنا/ تتشابه الاشياء فينا/ لكن مواقفنا من الاشياء لاتتشابه/ الاصرار في بلوغ الاشياء لايتشابه/ ايتها العزيزة لقلمك نغمة خاصة/ يعجبني صراحته/ ويعجبني واقعيته.
*******
الرؤية متعلقة باالجبرية اللاهوتية/ حيث ذهب هولاء الى انكار اية حرية في الاختيار للانسان/ واستندت الى القدرة الالهية المطلقة لانكار وجود حرية لدى الانسان/ بدعوى انه لو كان الانسان حرا لكام مستقلا عن الله/ والواقع هنا يفرض نفسه/ ان القول بالاختيار قد يبدو متعارضا مع العلم الالهي الازلي/ وهذا مشكلة اصطدم بها المتكلمون والفلاسفة من قديم الزمان/ وهي ما عبر عنها عمر بين الخيام :
علم الله قبل خلقي اني اشرب الخمر ثم لااتخلى
فاذا ما منعت نفسي منها كان بي علم الله من قبل جهلا
وهنا يتبادر السؤال الاهم هل يتنبأ الله حقا بافعالنا الحرة/ كما يتوهم الذين ينسبون الى الله بصيرة كبصيرتنا/ الواقع ان الله خارج عن الزمان/ فهو لايتنبأ بأفعالنا/ وانما هو يراها فقط/ لأن كل لحظات الزمن حاضرة امام ازليته الخلاقة/ وهذا ما يجعل امكانية اللرد على الخيام بقولنا/ ان علم الله ليس علة لشربك الخمر/ وانما شربك للخمر هو علة لعم الله/ والسبب في ذلك انه ليس ثمة زمان بالنسبة الى الله/فكل ما يفعله الانسان بطلق حريته واختياره ماثل امام الله/ معلوم لديه قبل خلقه الانسان نفسه/ وقد نتجازو هنا قايلا ونقول ان الله لم يعلم ان هذا الانسان سيشرب الخمر او لايشربها الا لأن الانسان نفسه بمحض ارادته سوف يريد ذلك او لايريده/ فالعلة هي فعل الانسان/ والمعلول هو علم الله/ وفي حالة المعلول يتقدم العلة/ لان علم الله سابق لفعل الانسان لكن يجب ان لاننسى بان العلية لاوجود لها بالقياس الى الله/ فضلا عن كون الله في حاضر مستمر او لنقل ابدية دائمة لاتعرف زمانا ولا صيرورة.

******
الطليان المبدع ......
النص يتحكم فيه تيار الوعي / السارد هنا يريد منا ان نتخيل الواقع وفق معايير لاتكاد تكون مخفية / فقارنها بالرؤية الاحلامية / اتي هي دليل على انبهار الانسان بالشعاراتية في زمن الواقعية الجدية / فلاحلام هنا لاتنم الا عن رؤية اخرى هي تلك التي تقودنا دائما الى الهزائم النفسية قبل الهزائم الاخرى/ الانسان الذي يتحم فيه الحلم / والذي يتحكم فيه الشعارات/ اقصد بذلك تحوير الحقائق / وعدم الاخذ بنظر الاعتبار الرؤية الاجمالية له/ يكون في حلم دائم / وتسبح به الاحلام لا هو من يتحكم بها / وهذا بلاشك يخلق نوع من التناقض بين الانسان وواقعه / وهذا ما يجلب له في النهاية رؤية تناقضية ومعاناة نفسية لانهاية لها/ الاحلام كما يقول نوفاليس / تنتهي عندما تعرف بانك كنت تحلم / لكن الانسان دائما يبقي الاحلام كصور ثابتة تحكم في مخيلته / وهنا يبرز قيمة العمل/ من حيث تيار الوعي الذي تفرضه اللحمة النهائية / حيث على المتلقي اجتياز هذا الاختبار من اجل بلوع اهداف اسمى من مجرد الحلم.
*******
دائما اقول البدء بأستفهامية / تعني اجبار المتلقي على تقمص السؤال / والبحث عن مداليله الضمنية والظاهرة / من اجل استعاب المعنى / والمغزى من العنوان نفسه / قبل الولولج في النص/ وانت في عنوانك الاستفزازي هذا / اجبرتيني كمتلقي ان افكر بالموت / اكثر من النص نفسه/ لان للموت / لهذا الكلمة / وقع خاص في نفسي / وما اعجبني في النصوص هو ثقتك وانت تبحثين موضوعا كهذا / وكأني بك تقولين للانسان اي كان / وانت تفكر في نفسك في الموت تفزع / لكنك بغبائك المعهود منك تعود بعدها لتصنع الموت/ والموت ليس موت واحد / انما للموت اصناف / وهناك دائما موت اكبر من الموت.
*****
غاليتي وفاء ...
ما يؤخذ على النص هنا / هو سرعة التقلب / في النهاية دون تمهيد مسبق / او تمهيد يبشر بالنهاية هذه / اما النص كلوحة فريد في الوجع / فهو بلاشك رائع/ من حيث الللغة التي جاءت مشبعة بالكم الهائل من المداليل / والايحاءات التي لاتحصر في معنى دون اخر / وكذلك في التناسق الرقيق بين الالم المبطن / والاخر الظاهر / ومن ثم بين الالمين هذين / والالم الموجود في الصورة المرفقة نفسها / وفي تمازج هذه الالوان / والالام / وقعت بين ايدينا لوحة هي في اوج روحها الانسانية / وكأني بها تقول في صفاء لامتناهي ايها الانسان هذا انت ولادةً وحياةً ومصيراً / فكف عن مايدور في خلدك / وعش لهذا


لــ عودة بإذن الله مع ردود أروع:0014:

د. نجلاء طمان
19-11-2007, 05:43 PM
جميلة هذه الصفحة
والفكرة أجمل
والهدف أجمل وأجمل

شذى الوردة لك بحر اللغة: د. مصطفي عراقي

وشذى خاص لسحر الجميلة , فقد جاءت فعلا بأجمل الردود.

أتابعكم

د. نجلاء طمان

د. مصطفى عراقي
22-11-2007, 10:42 PM
ولك يا ابنتنا الغالية : سحر
أسمى آيات التقدير وأجمل طاقات الشكر لهذه الطاقة الزاهرة الناضرة من روائع الردود وأجملها ليمامة الواحة النقية الوفية ، وأتفق مع تمام الاتفاق في الرأي والرؤية حين قلت:

وأرى إن من أروع الردود في واحتننا هي ردود الحبيبة {أسماء حرمة الله }
[/color][/center]


صدقتِ والله ،

فجزاك عنا خير الجزاء وفي انتظار إشراقاتٍ أخرى محملة بأزهار الردود ، ولآلئها النيّرات .
مصطفى

د. مصطفى عراقي
22-11-2007, 10:47 PM
هي نور سمحان ..
صاحبة الحرف المتدفق شعرا وشعورا ..
صدفة وجدت هذا الرد لها على نص للأديبة مينا عبدالله صديقتي الغارقة بالوهم ..
....
بحق هناك ردود ، هي قصائد شعر ، و روائع نثر ، وزخات من حروف تروي ظمأ الأرواح العطشى لجمال الأدب الراقي .
أختنا الغالية ، وأديبتنا الصادقة الأستاذة : وفاء
حضورٌ مشرقٌ من مشكاة النور والصفاء، واختيار رائع من معينِ الأدب والصدق.

فلك الشكر موصولا لأنكِ هنا

ودمت بكل الخير والسعادة والودّ

أخوك: مصطفى

د. مصطفى عراقي
22-11-2007, 11:03 PM
وعودة مع فيلسوف الواحة الفاضل " جوتيار" واقتباسات من رورده العميقة والفيلسوفية:
....

لــ عودة بإذن الله مع ردود أروع:0014:



الله يا سحر

ما أجمل هذه الخطرات العميقة الرشيقة لأديب الفلاسفة وفيلسوف الأدباء الأستاذ جوتيار الذي دان له الجميع هنا بالود والإعجاب ،

ولا حرمنا الله عودتك الرائعة أيتها النحلة الزاهية


مصطفى

د. مصطفى عراقي
22-11-2007, 11:07 PM
جميلة هذه الصفحة
والفكرة أجمل
والهدف أجمل وأجمل
شذى الوردة لك بحر اللغة: د. مصطفي عراقي
وشذى خاص لسحر الجميلة , فقد جاءت فعلا بأجمل الردود.
أتابعكم
د. نجلاء طمان



وبكل الصدق أقول إن الأجمل هو هذا المرور الربيعيّ من وردة الواحة الفواحة بأجمل شذا ، وأطيب عبير

أديبتنا الصادقة الدكتور نجلاء
أسعدك الرحمن بهذه المتابعة الكريمة، وفي اشتياقٍ لاختياراتك المميزة.

ودمت بكل الخير والسعادة والنور


مصطفى

هشام عزاس
23-11-2007, 12:52 AM
أعجبني هذا الرد للرائع جوتيار تمر في قصة البجعة العرجاء للدكتورة نجلاء

نجلا.......
البجعة العرجاء/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ لعل ما يجمع الثلاثة معا..هو النص هذا لكون الاخير لايحاصر في دائرة/ ولكون القاصة تمتلك مساحة واسعة في بوحها..فالبجعة العرجاء تحمل نسقا سرديا نابعا عن حالة ذاتية تتسم بالنظرة التشاؤمية لكل ما هو انساني حولها..فالانسان الذي هو محور النص يدخل من خلال ثقب ابرة في هذا الوجود المفعم بكل ما هو متناقض وتضاد مع ميوله وتطلعاته..وقلكا يكتشف انسان الامر هذا لكون يرضخ للانية الحياتية من حيث الاستمتاع اللحظي الاني..وهكذا يغوص يوما بعد في مآسي الوجود حتى يجد نفسه ذات يوم على شرفة النهاية..حينها تنهال الفواجع على ذاته.. فتصير صورة وجع ارضية لذات تخلق الوجع في ذاتها وتصدره الى ما خارجها../ اما ما يخص بحيرة البجع/" إن هناك بحيرة رائعة ساجية تنساب فيها سابحة بجعات مسحورات في جوّ من الدّعة والاطمئنان , إلى أن تضطرب أمواج البحيرة بسبب إعصار عاصف شديد , فتلوذ البجعات ببعضها تنشد الأمان وبكل حذر شديد , ثم نرى الأمير الشاب سيجفريد يعدّ لإجراء مراسم عيد .. يستقبل حاشيته في القصر , وضيوفاً فيهم فلاحون يمرون أمامه بخضوع علامة على ولائهم له , وتكون هناك رقصة فالس على أمواج البحيرة التي أخذت تسترد وداعتها بعد الإعصار ، ولكن ما هي إلا لحظات حتى يضربها الرعد , فتدخل الأميرة الوالدة وتلوم ابنها سيجفريد على إهماله حاله , وتذكره أنه أصبح في سن الزواج وعليه أن يختار.. وهنا تعرض ثلاث فلاحات رقصاتها أمامه , وتدعوه بقولهن هيا : تعال نسكر من عاطفتنا تجاه بعضنا بعضاً !!" لعل هذه الصورة التي نقلتها عنها توضح الامر../ اما ما يخص تشايكوفسكي/دائما يُنظر الى تشايكوفسكي كمؤلف موسيقي على أنه تشاؤمي مبالغ في التشاؤم.. وانه مريض نفسيا يدعو الى الكآبة والتخلف العاطفي في ألحانه.. والحقيقة ان أزمة تشايكوفسكي الانسان لا تنفصل عن أزمته كفنان .. فالعزلة والاضطراب النفسي والفقر هي العوامل التي شكلت وجدان هذا الفنان وجعلت ألحانه ثائرة، حزينة، مضطربة..فهو يعتصر المستمع في قبضته ويعتصره في ذروة الانفعال ثم يتركه منهكا، مسترخي الأعصاب.. ومتفلسفا مع الحياة .. خاصة فيما يتعلق بالموت والعدم!/
وفي نظرة سريعة لعناصر القص الثلاثة هذه/ البجعة العرجاء_القاصة/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ نلاحظ بان هناك جذور ثلاث مهيئة للنظر هنا..من خلال السردية هذه.. من حيث الدلالة الاولى التي تهم الانسان القاصة/الوحدة النفسية الفضيعة التي تحولت الى كابوس حياة وهاجس موت/ الثانية تستحضر الاماني الانسانية والعاطفة الجياشة التي يتعمتع بها/ والثالثة يتمتع بعمق الفكر الانساني في الذات قبل الحياة بحيث يتحول الى آلة رهيبة/ وفي الجذور الثلاث يترسخ العقدة النصية هنا من حيث المزج الزمكاني/ ومن حيث المزج الروحي الجسدي لدى الانسان/ وبهذين الخلطين نجد النص يكسر في جنباته النسق العادي والتجنيس الادبي/ فهو يجمع بين الخاطرة/البوح الذاتي العميق/ والسردية في تحول الحدث السردي/ والشاعرية في انتقاء المفردات.
النص محاولة جيدة جدا لك نجلا واجد فيه ارتقاء ملحوط في اسلوبك السردي والعناية باللغة.
دمت بخير
محبتي لك
ورمضان كريم
جوتيار

هشام عزاس
23-11-2007, 12:58 AM
هذا الرد كذلك للعضو زياد عمار في قصة " الدخيل "أديبتنا الفاضلة وفاء شوكت خضر

الصديقة الرائعة وفاء شوكت خضر تحيّتي لقلبك.
قصة جميلة جداً، تحاكي الواقع الاجتماعي وما آلت إليه بعض العلاقات الاجتماعية نتيجة
التوظيف غير الإيجابي للتكنولوجية الحديثة (تكنولوجية الاتصالات) كالحاسب والفضائيات والنقال وغيرها.
اتّبعت الكاتبة الأسلوب السردي لعرض هذا الجانب - الهدّام والمدمر - المغمور في حياتنا الاجتماعية، متّخذة من نفسها شخصيّة البطلة والراوية لقصّتها بنفس الوقت، لتعرض لنا جهل بعض أفراد المجتمع - من سيّئي السلوك - في استغلال وتوظيف التطور التكنولوجي لمصلحة الفرد والأسرة وصولاً إلى المجتمع ككل.
جاءت القصة قوية في مفهومها الأساسي والهدف المنشود منها.
العبارات جاءت قوية مترابطة، وقد تعمّدت الكاتبة إخفاء ذاك الدخيل الذي أحدث تحوّلاً ملموساً في مسار الحياة الأسرية على أمل إبرازه كعنصر مفاجئة في نهاية القصة، وقد نجحت تماماً في شدّنا حتى نهاية القصة بتشويق وفضول كبيرين.
الدخيل، قصة رائعة بحق، تحمل بين طيّاتها توجيهات وأهداف سامية جدّاً تشي بروعة الكاتبة ونبلها وقدرتها على رؤية المجتمع من زاوية ومنظور آخر.
الصديقة وفاء الرائعة، أرجو أن يتسع صدرك لما ثرثر بهِ لساني، وما خربش بهِ قلمي هنا، والسبب وراء ذلك هو الإعجاب بما بحتِ بهِ من جميل.
أترك لك بعض النبض ليهمس لكِ بمودّتي وتقديري واحترامي لشخصك وقلمك.
...........................................

هشام عزاس
24-11-2007, 03:12 PM
رد للناقد مأمون المغازي بقصة قلم كحل أسود للدكتورة نجلاء طمان


قلم كحل أسود
للأديبة : الوردة السوداء
بين الحقيقة والوهم

بداية لابد أن أشيد بالقراءتين البارعتين لأستاذي الدكتور : سلطان الحريري ، والأستاذ القاص : محمد سامي البوهي .
قرأت هذه القصة وكأني أشاهد هذا المشهد رأي العين وأسمع الحوار في لحظة انفصال عن الواقع وهذه أول مهارة استغلتها القاصة .
الدخول والإدخال :
في هذه القصة هجوم مباشر على الحدث، ولكنه هجوم متيقن ، كانت القاصة موفقة فيه إلى حد كبير ، وقد بدأ ذلك من العنوان ( قلم كحل أسود ) ولا يمكن أن أتناول العنوان دون الغلق في هذه القصة بالتحديد حيث القلم ، اللون الأسود ، حيث كانت العلاقة الممتدة بين العنوان والغلق ليكونا معًا الإناء الذي احتوى جزئيات القصة .
القاصة في هذا العمل تتناول حالة واقعية ، سواء كانت قد عايشتها ، أو استحضرتها من واقع الحياة ، أو ربما هي قصة سيدة في محيطها ، أو زوج ذهبت الغيرة بلبه في محيطها هو الآخر .
ومن الملاحظ أن القاصة دخلت بنفس العنوان إلى المشهد الأول ليتحول العنوان إلى قصة وليس إشارة أو رمزًا :
وقفتْ أمام المرآة تكتحلْ بهدوء على ضوء أشعةٍ تتلصصْ من ثقوب النافذة ...طرقات على الباب يعقبها دخول أختها الشابة..التى تمد يدها عفويا تضيء المصباح... ينتشر الضوء ...ترى وجههاً فى المرآة..تتعجبْ..أهذا وجهها؟ كأنما نامت فى الكهف واستحالت غريبة.. وأصبح وجهها .. وجهاً قديماً تعششْ فى جانبيه الغبار..تقف أختها بجانبها تتاملها .
نلاحظ أن الشخصية المحورية في القصة ـ على الرغم من يقينها بجمالها ـ تكتفي بأشعة الشمس المتسللة عبر النافذة ، وهنا استوعبت القاصة الحدث كاملاً وكان من الممكن أن يفلت منها خيط القص ، إلا أنها تداركت ذلك حين استخدمت الحوار فأعاد هذا الحوار الدفة إلى يد القاصة ، إلا أنه تسبب في بعض الترهل ، حيث أتفق مع الأستاذ محمد البوهي وأستاذنا الكبير : سلطان الحريري في أن الحوار كان يحتاج التكثيف فقد طال ، وجاءت عباراته بشكل مسرحي كان يلزمه تشذيب لزوائده ، إلا أنه على الرغم من ذلك خدم العمل ، وخدم التنقل من حالة لحالة ، خصوصًا أن القاصة استعملته ممزوجًا بالسرد .
تنظرْ في المرآة... الجمال في وجهها ينتحرْ على سطح حزنٍ داكن مثل فراء الليل... يتفجرْ من نبع آخر في كهوف ضلوعها طيور وحشية... تفقسْ في ثنايا وجهها أفراخاً سوداء... تغرسُ مناقيرها في قلبها.... تثقبُه... فتفورُ نوافير الدم الأسود.. . يأتي صوت أختها من بعيد فتطيرُ الأفراخ :
هل تعلمين ؟ أنت أكبر منى بسبع سنوات , ولكن من يراك معي يعتقد أنك أصغر منى, أنت لا تكبرين يا أختاه!
هنا مفترق الطرق .
هنا نتبين تمامًا أن الشخصية المحورية تعيش أزمة نفسية ، وهنا أجادت القاصة في استعمال الحوار بين الشخصية المحورية واختها ، حيث لم يطل الحوار ، وإنما جاء كومضة كاشفة كانت القاصة موفقة فيها ، ولو أنها تخلت عن إغراء اللغة لها في وصف الحالة الشعورية لبلغت حد التفوق ، لكن هذا المشهد بارع ، أجادت فيه القاصة استعمال مهاراتها . وقد تبين ذلك من كونها لم تنس دور المرآة وهي الرابط بين الواقع والتاريخ ، كما نلمح من خلال المشهد حنو الأخت الصغرى على الأخت الكبرى والتي أرهقها جمالها ، لنتبين حالة إنسانية في غاية الروعة .
تضع خاتما فى إصبعها.. كل شىء يصيرْ الى غيره..انها دورة الأيام.. تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن... ولهذا تهطلُ فى غابة نفسها أمطار الحزن ,يعودْ صوت الأخت فيتوقف المطر:
لك عينان هما أجمل ما فى وجهك , فرعونيتان رائعتان ليت لى مثلهما!
تأخذْ قلم الكحل وتكتحلْ... العيون زجاجية...تكتحلْ بدمع العمر المسروق.. ويتشحْ ضباب المآقى بندفٍ من عسل... يغرقْ فى ليل أسود .. يعودُ صوت الأخت من جديد ,فتعودُ المرآة الضائعة من جديد:
هل تعلمين ؟ أحيانا أشعرُ بالشفقة على زوجك السابق !
ترد فى لا مبالاة وهى تكتحل :صحيح! ولماذا؟
:جمالك أفقده صوابه.
هنا بداية الانفجار المكتوم :
القاصة هنا تستجمع الخيوط وتستجمع الأدوات وتحاول تكثيف المشهد لتستعد للخروج ، إنه خروج الشخصية المحورية وخروج القاصة من حالة القص ، وهنا استحضار رائع للماضي والحاضر ، وكان الدخول إلى المشهد موفقًا من خلال الخاتم ، هذا الخاتم الذي يوحي بالامتلاك ، تمام الزينة ، الاستعداد إلى إنهاء التجمل ، الخروج من أسر المرآة ، ليأتي صوت الأخت بالذكرى ، بالألم ، بالوجع ، بالفقد .
أحيي القاصة على هذا المشهد حيث تمكنت بالفعل من أدواتها وسيطرت على القصة وحجمت تدخلها كقاصة ، كما أحييها على استخدامها لهذا التعبير ، الذي أعجب الشاعر : شاهين أبو الفتوح ( تبدأ رحلتها قادوساً فى ساقية الزمن ) كما أعجبني أيضًا ، وهنا إيحاء بالارتباط بالبيئة .
يجمدُ القلم فى يدها... المرآة تتحول الى دوائر ماء يتوسطها وجهها... وصوته يأتى صارخاً فتهتزُ الدوائر فى عنف:
أيتها الجميلة كم رجلا تعشقين؟
هل تقنعُ أسطورة الجمال برجل واحد؟
تمتدُ يداه من وسط الدوائر.. تسحبُ عنقها.. وهو يصرخُ فى هياج:
كم أكره جمالك!
كم عدد عشاقك يا فاتنة؟
أخبرينى يا أسطورة الجمال كم عددهم؟
ويتسلل صوتها ضعيفا مختنقا: اتركنى أنت مجنون.. مجنون!.
ويضيع الصوت.. ويترسب صمتها فى القاع... تغمرها طحالب ميتة.. تفكر.. تحفرُ صوتا فى الماء.. وتنسى.. ويندلقُ الهذيان .. تصطف الهوامش أمام غبار المرآة وتطالبها بالمشهد ذاته... تكنسها ... تنفض رأسها فى عنف.. وتضع قلم الكحل:
هنا التقاء الحقيقة بالهذيان :
هنا قصة تامة العناصر ، ولكنها مترتبة على ما سبق مرتبطة به ، هنا تلعب الكاتبة على الوتر النفسي ، والضغط العصبي ، لتنطلق حالات الاسترجاع ، تهجم على الحاضر ، حالة القيد الذي تعيشه الشخصية المحورية ، ومرة أخرى الألم ، الوجع ، الفقد ، وعلى الرغم من أن القاصة سبق ولعبت على هذا الوتر ، إلا أنها هنا قامت بتنميته بطريقة مكثفة جميلة تعوض الانفلاتات السابقة لتلعب كل العناصر دورها :
الصوت
اللون
الضوء
الحركة
في مزج مع :
الحاضر
الماضي
المعاناة
حالة التذكر ، أو ما يمكن أن أسميه بالبعث ، وهنا تبرز شخصية الأخت أكثر .
هنا تلعب القاصة ببراعة بالتشكيل والتخييل لتدخل بنا إلى حالة درامية خيالية ، وظفت فيها الخيال لخدمة الواقع ، فقد تمكنت من نقل الواقع ( المسرح الزمني والمكاني ) من حالته الواقعية إلى حالة خيالية لتجد إمكانات أكثر تحرر حيث تلعب المرآة دورها الذي أطالت القاصة في التمهيد له ، فلم تعد المرآة مرآة ، وإنما هي الذكريات التي تحولت إلى حقائق واقعة في لحظة القص لتجتمع الآلام .
هيا لقد تأخرتْ .
تتناول حقيبة العمل والنظارة السوداء..وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة .. فتجد أنها نسيتْ أصابعها على قلم الكحل الأسود.
التخلص :
هذا غلق جيد حيث النقلة من حالة المرآة والانعكاسات إلى الحقيقة والواقع ، وهنا أداء رائع ، سواء جاء بقصد أو غير قصد ( وتمد يدها لتقفل ضوء الغرفة ) لقد لبست النظارة السوداء لتخفي عينيها ، تخفي آلامها ، وتمد يدها لتطفئ ضوء الغرفة ، لاحظ أن التي أشعلته كانت الأخت ، التي قامت بالتذكير ونبش الجرح ، وهنا الشخصية المحورية هي التي تقوم بالتخلص فهي التي تظلم المكان ، تطفئ ذكرياتها ، تواري جمالها ، هذا الجمال الذي أوقعها فيما هي فيه .
وتغلق الكاتبة نهائيًا ( نسيت أصابعها على قلم الكحل الأسود ) لتفتح القصة من جديد .
في هذه القصة :
تناولت القاصة قضية اجتماعية نفسية ، إنها المرأة فاتنة الجمال في مجتمع لا يتعامل مع المرأة إلا على أنها مثار الشهوة ومحلها ، ليكون الزوج هو الضحية ، ولكن ، هل هو المسؤول الوحيد عما آل إليه حاله من فقد العقل ؟!
لا أعتقد ؛ فقد يبلغ الحال بالمرأة الجميلة إلى تجاوز مراحل الدل ( الدلع ) بجمالها على الزوج إلى الإثارة ، إلى التشكيك ، لتشارك المجتمع الجائع في الضغط على الزوج ليتحول الشك إلى يقين في مخيلته ، فكم من امرأة تشعر زوجها أنه غير قاد عن إشباع حاجتها للشعور بجمالها ، فيقع فريسة لفكرة أن أكثر من عاشق يعيش في قلب حبيبته وذاكرتها ، يمدح جمالها وينهل ، منه ، وهنا ألمح أن القاصة لم تبرئ شخصيتها الرئيسة ، وإنما تضعها في دائرة الاتهام .
القاصة : الوردة السوداء
لقد أثرت بقصتك هذه العديد من الحالات النفسية والاجتماعية التي تناولها العديد من الباحثين بالداسة ، والتي لا ينتهي القول فيها .
بقي أن أقول: إن كل ما ورد في هذه القراءة رأي لا يقلل أبدًا من براعتكِ وإبداعكِ .
مودتي وتقديري
مأمون

النواري محمد الأمين
24-11-2007, 03:25 PM
فكرتك جميلة جدا د.مصطفى عراقي ..
شكرا على المجهود ..
أما بالنسة لأفضل الردود فشخصيا يروقني مما رأيت ردود السيد جوتيار تمر..
والردود الشعرية للدكتور الشاعر محمد ابراهيم الحريري ..
تقديري ومودتي

د. مصطفى عراقي
24-11-2007, 04:28 PM
أعجبني هذا الرد للرائع جوتيار تمر في قصة البجعة العرجاء للدكتورة نجلاء
نجلا.......
البجعة العرجاء/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ لعل ما يجمع الثلاثة معا..هو النص هذا لكون الاخير لايحاصر في دائرة/ ولكون القاصة تمتلك مساحة واسعة في بوحها..فالبجعة العرجاء تحمل نسقا سرديا نابعا عن حالة ذاتية تتسم بالنظرة التشاؤمية لكل ما هو انساني حولها..فالانسان الذي هو محور النص يدخل من خلال ثقب ابرة في هذا الوجود المفعم بكل ما هو متناقض وتضاد مع ميوله وتطلعاته..وقلكا يكتشف انسان الامر هذا لكون يرضخ للانية الحياتية من حيث الاستمتاع اللحظي الاني..وهكذا يغوص يوما بعد في مآسي الوجود حتى يجد نفسه ذات يوم على شرفة النهاية..حينها تنهال الفواجع على ذاته.. فتصير صورة وجع ارضية لذات تخلق الوجع في ذاتها وتصدره الى ما خارجها../ اما ما يخص بحيرة البجع/" إن هناك بحيرة رائعة ساجية تنساب فيها سابحة بجعات مسحورات في جوّ من الدّعة والاطمئنان , إلى أن تضطرب أمواج البحيرة بسبب إعصار عاصف شديد , فتلوذ البجعات ببعضها تنشد الأمان وبكل حذر شديد , ثم نرى الأمير الشاب سيجفريد يعدّ لإجراء مراسم عيد .. يستقبل حاشيته في القصر , وضيوفاً فيهم فلاحون يمرون أمامه بخضوع علامة على ولائهم له , وتكون هناك رقصة فالس على أمواج البحيرة التي أخذت تسترد وداعتها بعد الإعصار ، ولكن ما هي إلا لحظات حتى يضربها الرعد , فتدخل الأميرة الوالدة وتلوم ابنها سيجفريد على إهماله حاله , وتذكره أنه أصبح في سن الزواج وعليه أن يختار.. وهنا تعرض ثلاث فلاحات رقصاتها أمامه , وتدعوه بقولهن هيا : تعال نسكر من عاطفتنا تجاه بعضنا بعضاً !!" لعل هذه الصورة التي نقلتها عنها توضح الامر../ اما ما يخص تشايكوفسكي/دائما يُنظر الى تشايكوفسكي كمؤلف موسيقي على أنه تشاؤمي مبالغ في التشاؤم.. وانه مريض نفسيا يدعو الى الكآبة والتخلف العاطفي في ألحانه.. والحقيقة ان أزمة تشايكوفسكي الانسان لا تنفصل عن أزمته كفنان .. فالعزلة والاضطراب النفسي والفقر هي العوامل التي شكلت وجدان هذا الفنان وجعلت ألحانه ثائرة، حزينة، مضطربة..فهو يعتصر المستمع في قبضته ويعتصره في ذروة الانفعال ثم يتركه منهكا، مسترخي الأعصاب.. ومتفلسفا مع الحياة .. خاصة فيما يتعلق بالموت والعدم!/
وفي نظرة سريعة لعناصر القص الثلاثة هذه/ البجعة العرجاء_القاصة/ بحيرة البجع/ تشايكوفسكي/ نلاحظ بان هناك جذور ثلاث مهيئة للنظر هنا..من خلال السردية هذه.. من حيث الدلالة الاولى التي تهم الانسان القاصة/الوحدة النفسية الفضيعة التي تحولت الى كابوس حياة وهاجس موت/ الثانية تستحضر الاماني الانسانية والعاطفة الجياشة التي يتعمتع بها/ والثالثة يتمتع بعمق الفكر الانساني في الذات قبل الحياة بحيث يتحول الى آلة رهيبة/ وفي الجذور الثلاث يترسخ العقدة النصية هنا من حيث المزج الزمكاني/ ومن حيث المزج الروحي الجسدي لدى الانسان/ وبهذين الخلطين نجد النص يكسر في جنباته النسق العادي والتجنيس الادبي/ فهو يجمع بين الخاطرة/البوح الذاتي العميق/ والسردية في تحول الحدث السردي/ والشاعرية في انتقاء المفردات.
النص محاولة جيدة جدا لك نجلا واجد فيه ارتقاء ملحوط في اسلوبك السردي والعناية باللغة.
دمت بخير
محبتي لك
ورمضان كريم
جوتيار




بارك الله فيك يا أديبنا الرائع الأستاذ هشام عزاس

وفيما غرستَ هنا من أشجار الردود الطيبة لتظل تؤتي أكلها كل حين



ودمت بكل الخير والسعادة والودّ


مصطفى

د. مصطفى عراقي
24-11-2007, 04:30 PM
فكرتك جميلة جدا د.مصطفى عراقي ..
شكرا على المجهود ..
أما بالنسة لأفضل الردود فشخصيا يروقني مما رأيت ردود السيد جوتيار تمر..
والردود الشعرية للدكتور الشاعر محمد ابراهيم الحريري ..
تقديري ومودتي

=====

ابننا الخلوق وشاعرنا القدير الأستاذ النواري

ونعما اخترتَ أيها الكريم


دمت بكل الخير والسعادة والألق



مصطفى

راضي الضميري
24-11-2007, 04:41 PM
هذا ردٌ أعجبني للأديبة الفاضلة الأخت حوراء آل بورنو حفظها الله على نص للأخت الفاضلة وفاء شوكت خضر حفظها الله والموضوع بعنوان ( ما زلتَ تقرَعُ أبوابَ الذّاكرةِ المُوصَدةِ بعُنف ) وعندما يجتمع النقاء مع النقاء فهذا ما يحدث اقرأ معي...

الحبيبة وفاء
و هل نستطيع خلع ما تجذّر في الروح و علق بين ثناياها ؟! أو نستطيع ؟!
أتعلمين ؛ أعلم طالباتي دوماً أن يحفظن المعرفة في قلوبهن .. فا للقلوب ذاكرة لا تمحى أبداً و للعقول ذاكرة لا تدوم أبداً !
فكيف ننسى من اختلطت أرواحهم بمادة قلوبنا ؟! كيف يا وفاء ؟!
بتر القلب ربما يفلح .
أنت و ذاكرة لا تعرف النسيان بألف خير .
كل الود

د. مصطفى عراقي
24-11-2007, 05:32 PM
هذا ردٌ أعجبني للأديبة الفاضلة الأخت حوراء آل بورنو حفظها الله على نص للأخت الفاضلة وفاء شوكت خضر حفظها الله والموضوع بعنوان ( ما زلتَ تقرَعُ أبوابَ الذّاكرةِ المُوصَدةِ بعُنف ) وعندما يجتمع النقاء مع النقاء فهذا ما يحدث اقرأ معي...

الحبيبة وفاء
و هل نستطيع خلع ما تجذّر في الروح و علق بين ثناياها ؟! أو نستطيع ؟!
أتعلمين ؛ أعلم طالباتي دوماً أن يحفظن المعرفة في قلوبهن .. فا للقلوب ذاكرة لا تمحى أبداً و للعقول ذاكرة لا تدوم أبداً !
فكيف ننسى من اختلطت أرواحهم بمادة قلوبنا ؟! كيف يا وفاء ؟!
بتر القلب ربما يفلح .
أنت و ذاكرة لا تعرف النسيان بألف خير .
كل الود
أخي الكريم أديبنا الصادق الأستاذ راضي الضميري
كم أنا سعيد بأنها لم تعد ساحة لروائع الردود في واحتنا الظليلة فحسبُ ، بل لأنها صارت بكم أيها الأوفياء الأنقياء إلى هذا ساحة للوفاء ، والصفاء ، والنور.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أخوكم: مصطفى

سحر الليالي
01-12-2007, 08:52 PM
إليك أيها الفاضل أستاذي ...
وهنا وجدت رد لك على الحبيبة أسماء:
>> ((أختنا الرقيقة الأديبة الصادقة السامقة أسماء
وكان نسيم طيب يمرُّ فتناهى إلى سمعه صوت شجي ندي فاقترب منه فإذا الصوت صوتكِ ينبعث من مجلسك الطيب مع الشوق فجلس يستمع إلى حديثك العذب مع الشوقِ وهما يستزيدان قائليْن:
إيهِ يا أسماء
إن لبوحك أيتها المحلقة بيننا وبنا وقعا آسرا
وإن لنحتك على جدران الأوراق والقلوب أثرا طيبا
وحين هممت بالرحيل استبقاكِ الشوق
فاستمعَ النسيمُ اتهامك للشوق بالأثرة فحدجه بنظرة قاسية وهم بمعاتبته ولكن الشوق تداركه قائلا في صوتٍ أسيف كسيف:
أيها النسيم الكريمُ
والله ما بي من أثرة ولكن أنى لمن يرى مثل هذه الروح الشفيفة تحلُّ بمجاله ثم يسمح لها بالمغادرة
فقال النسيم الحكيم:
أيها الشوقُ المسكين
أدركُ ما بك ، وأرثي لحالك ، ولكن كيف وأنت الشوقُ تمنع يمامة من التحليق
بل دعها في سمائك تغدو وتروح
ولكن الشوقَ أبى
فلم يملك النسيمُ إلا أن يظل مراقبا والألم يعتصر قلبه الواهن وهو يطالعُ اليمامة في إغماءتها ، وقد وشحها الضحى بعباءتها النورانية امتزجت بأنوارها المنبعثة فلم يطمئن قلبه إلا حين استمع إلى أغنية الزنبق الحانية متأملا لوحات البراءة والنضارة على جدران الصمت رغم الحزن ، وقارئا رسالتكما المنقوشة بحروف من لغة الزنبق الوضَّاءة .
مصطفى>>))
مع خالص احترامي وتقديري وتراتيل ورد

د. مصطفى عراقي
07-12-2007, 12:01 PM
بارك الله فيك يابْنتي الغالية
ولك من جزيل الشكر لاختيارك هذا الرد الذي أعتزُّ به حقا في ظلال حروف أديبتنا السامقة أسماء حرمة الله


ودمت بكل الخير والسعادة والنور

د. مصطفى عراقي
20-12-2007, 12:43 AM
ومن روائع الردود هذا الرد الجميل لشاعرنا القدير الأستاذ يحيى السماوي:




عزيزي الأديب معاذ الديري : تحية ومحبة ..
كل الآراء صحيحة ـ ولكن : من وجهة نظر المؤمنين بها ..
أن ينال إعجابك بيت واحد من القصيدة ، فذلك يعني أنها ليست فاشلة تماما ... ( رغم ان البيت الذي نال اعجابك ليس في حقيقته غير تضمين ـ في المعنى ـ لقوله تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )
أسأل الله أن يمنحنا جميعا المزيد من العمر ، عساني أكتب ما يرضي ذائقتك الشعرية ، فتقبل مني المحبة والود .

حسام القاضي
10-01-2008, 07:36 AM
رد آخر لشاعرنا القدير الأستاذ / يحيى السماوي

"أهو صديقي وحبيبي الشاعر الفذ مصطفى حسن عراقي ذاته ؟

العطر ذات عطر مصطفى ... والنبض ذاته ... والصورة ذات صورة الصديق الذي " اصطفاه " قلبي ذات وحشة ليتخذ منه نافذة ضوء في كهف مغتربه الموحش .... ولكن : اذا كان هو ذات صديقي وحبيبي ـ فلماذا لم يجب على رسالتي التي بعثتها اليه عبر صندوق بريده في الواحة ( وربما عبر تعليق حول احدى قصائده الرائعة ) ...

قلبي يقول انه ذاته .... فالقلب يعرف احبابه ـ وليس كالعين المعرضة للرمد والشيخوخة وغبار الدروب ...

يا صديقي الحميم : ناشدتك أن ترسل لي عنوان مائدتك ـ لأنني أريد أن أضع عليها رغيفا ورقيا خرج توا من تنور مطبعة دمشقية .... فلماذا لم ترسله حتى الان ؟

اذا كنت منشغلا بكتابة قصيدة رائعة جديدة ـ فلك العذر .... وإن لا ، فلا ...."

حسام القاضي
10-01-2008, 07:41 AM
وهنا رد للقدير / د. مصطفى عراقي
يرد فيه على الرد السابق لشاعرنا القدير الأستاذ / يحيى السماوي
"حبيبي وسيدي وإمامي في الشعر والحب والصفاء : شاعرنا السماوي
سبحان الله!
أهذا الذي صورته حروفكم النورانية أنا أم سواي؟
أهكذا أيها النبيل الجميل ترى تلميذك المحب الهائم في ديار شعرك العامرة ؟
أهكذا يسبغ عليه جمالك كل هذا الألق المستحيل؟
رفقا بقلبي أيها الغالي العالي
وهل لمثلي إلا أن يأتي أفياءك الطاهرة الباهرة حبوا ، وحبا، وشوقا ؟!
فلا تمنعه حينا سوى الرهبة والانبهار ؟!
إن حرفا واحدا من مشكاة جمالك وأفضالك جدير بأن يحلق بي في الأعالي
فكيف برسالة ضنت بها الأيام على قلبي لتدخرها لي خزائن فيوض انْبجستْ هنا عيون وُدٍّ ، ما إن مافاتحها لتنوء بقلبي المسكين ، لولا أن رأف الله به حتى يكاد يستطيع أن يتحمل أنوارها ألقا ، فلا يخر من أنوارها صعقا!
ولك العتبى أيها السامق مليكا سماويا يتفضل بالسؤال عن أحد رعاياه المحبين ، ويأبى كرمه إلا أن يكون السؤال كذلك سماويا :
وَما الحبّ إِلا نَفحَةٌ بعدَ نَفحَةٍ=سَماوِيّةٍ لا زالَ حبّي سَماوِيا
حفظك الله لنا أيها السامق
وبارك لنا في قلبك النضير
مصطفى
واحد من محبيك يا سيدي "

د. مصطفى عراقي
18-01-2008, 08:00 AM
أخي الحبيب المفضال الأستاذ: حسام

شكرا جميلا جزيلا لتشريفي باختيارك الكريم حتى أحظى بشرف الجوار لأستاذي الحبيب هنا



ودمت بكل الخير والسعادة والنور.



أخوك المحب: مصطفى

د. مصطفى عراقي
18-01-2008, 08:04 AM
يطيب لي أن أضع بين أيديكم هنا هذا الرد المتألق لأخي الشاعر القدير الأستاذ : عبد الصمد على قصيدة الشاعرة المبدعة الأستاذة: سيلفا حنا حنا بعنوان: لوعة واشتياق


هنا: https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=26607&page=3

أجْملتم في جمالها ؟
أما أنا فسأغتبق التفاصيل كعادتي في تعاطي الجمال :
1 - ( قد زارني شهريار قبل موعده )
الزيارة التي تحققت ـ خيالا ـ بـ ( قد ) استهلال لم يكن عبثيا بل كان مرصودا بعناية فهي باعث وتمهيد لـ ( متى الوصال ) ـ حقيقة ـ .
2 - ( ما كان سحرك ) التي تلت ( قد زارني )
انتقال من ضمير الغائب إلى ضمير المخاطب في ( التفات ) جميل بات معه شهريار قريبا يصيخ سمعه إلى النجوى وهنا نستطيع أن نقول إن سيلفا قد تلبسها الخيال .
3 - ( وحي أغنية كادت مواويلها تودي بأوراقي )
الأغنية ، المواويل أصوات لكنها مع حالة اللوعة البالغة حد اللهب استحالت أدوات كادت تودي بالأوراق حريقا أو بعثرة .
4 - ( أمشي على فنن الدنيا تراقصني ريح )
أحكمت سيلفا هنا قبضتها بزمام الصورة كي تخرج المشهد غير منقوص وكأني أنظر إليها وهي تخاصر الريح والفنن يهتز من تحتهما كأنهما يؤديان حركة بهلوانية في ( سيرك ) عالمي :011:
ذلك ما كان من جمال الصورة ، أما جمال المعنى في هذه اللوحة فيحتاج مني إلى أن أعدل جلستي
فالدنيا شجرة باسقة والغصن غض وفي حضرة الريح كيف يكون السير عليه ؟؟ إنه تكثيف بديع لحالة ممتدة من التبعثر وجدب الحلول والقتام الذي يحجب الرؤية ووووووو .................................
والأكثر إبهارا أن سيلفا حولت المشهد العاصف إلى حلبة رقص ماتع ـ تماما ـ كما يُمتع ويستمتع المغامرون .
5 - ( إعصارا يجوب دمي )
توظيف ( يجوب ) كان في غاية الدقة التعبيرية مع ما في المفردة من فخامة .
6 - ( وأنت العمر أجمله )
البدل ( أجمله ) لم يكن شخصا في حاشية بل كان الموكب كله ، :v1:
وكذا الحال في ( عرش الحب أجمعه ) .
7 - ( عش هكذا )
مفردتان اختصرتا تغييب الأنا والوعي عند سيلفا ليبقى الرضا على أي حال
ويبقى عبد الصمد مشدودا إلى النص حتى موعد لم يُفِق بعد
"
سيلفا
كم كنت متجلية وأنت تصبين شعورك في قدح الشعر الشهي .

أحمد الردادي
29-01-2008, 11:39 AM
فكرة قمة في الجمال والروعه سيدي الدكتور مصطفى العراقي
ولي عودة بإذن الله مع أجمل رد.

محب الواحة ..... أحمد الردادي

ماجدة ماجد صبّاح
10-03-2008, 12:49 PM
الدكتور مصطفى،،
فكرة جميلة
تشجع الأعضاء على وضع أروع ردودهم
ها أنت الغيور على لغتك! لغتنا الجميلة!
سلمت أستاذي،،،
تقديري
/ماجدة

د. مصطفى عراقي
08-06-2008, 10:23 PM
فكرة قمة في الجمال والروعه سيدي الدكتور مصطفى العراقي
ولي عودة بإذن الله مع أجمل رد.
محب الواحة ..... أحمد الردادي



أخي الفاضل الأديب الصادق الأستاذ أحمد



لك الشكر أيها الكريم
وفي انتظار مشاركاتك الطيبة هنا



ودمت بكل الخير والسعادة والود



مصطفى

د. مصطفى عراقي
08-06-2008, 10:25 PM
الدكتور مصطفى،،
فكرة جميلة
تشجع الأعضاء على وضع أروع ردودهم
ها أنت الغيور على لغتك! لغتنا الجميلة!
سلمت أستاذي،،،
تقديري
/ماجدة


====

ولك أسمى آيات الشكر با ابنتي الغالية
وفي انتظار اختياراتك الرائعة

وأفكارك الرائعة

حسام القاضي
19-06-2008, 01:36 AM
أخي الكريم / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تذكرت رداً متفرداً اعتبره بحق من أروع
الردود في واحتنا ..
وهو لأخي وأستاذي القدير
د/ محمد حسن السمان
وكان تعقيباً على قصيدتكم الرائعة "مع ابن تيمية في سجن القلعة"
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=19479&page=2
سلام الـلـه عليكم
قراءة سريعة
في قصيدة "مع ابن تيمية في سجن القلعة"
للشاعر المبدع والناقد الكبير
الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي
"إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة."
" ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة. وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة."
غريب هذا الشعور الذي انتابني , وأنا أقرأ القصيدة , فقد رحت في حالة من اللاوعي , لاشاهد العالم شيخ الاسلام , المبتلى في سجنه , في قلعة دمشق , بهيبته وحضوره , يذكر الـلـه في حالة عشق وتبتل , يقرا سورة الفاتحة , من بدء الفجر حتى مطلع الشمس , يتلو آيات الـلـه , يسبّح باسم الرحمن , ويضيء الظلمات , ويصب النور على الصفحات , يعيش جنّة لايعرفها إلا من حباهم الـلـه بها نعمة , هل يعقل هذا الذي فعله الشاعر , أية مقدرة هذه , وأي تمثّل لحالة مرت في التاريخ .
"نور, وبهاءٌ يخترقانِ ظلامَ السجنِ الحالكْ
وهُنالِكْ
يتلو منْ آي القرآنْ
ويسبِّحُ باسْم الرحمنْ
وينيرُ الليلَ صلاةً ، ومناجاة.
يبعثُ في أرْكانِ الزنزانةِ رُوحًا ، وحياة .
ويفيضُ على أوراقٍ من بحْرِ العلمِ الزاخرْ
ينهلُّ النور من الأوراقْ "
ولايكتفي الشاعر بما قام به من رسم حركي ووجداني للشيخ والزنزانة, بعبق شعري لافت , وتدفق جميل أخّاذ , وكأننا امام فيلم مصور , بل يدخل في حوار مع الشيخ الجليل , ليرسم لنا ومضات من داخل النفس , ويلامس فيها منحنيات التفكير والايمان والرؤية عند الشيخ , بشكل لايقدر عليه إلا أديب وشاعر , وقبل هذا مفكّر عميق التحليل , حّاد الرؤية .
" لكني ألمسُ وجْهَ المأساة
أحملها جُرحًا في الأعماقِ
- يا شيخي الطيِّبْ
- - ماذا يا ولدي؟
- حدِّثني عن آفاقِ القُرْبْ
- - ذاك حديثٌ علويٌّ غامرْ
- حدِّثني
- فلتجْلِسْ يا ولدي
هذي زنزانتُنا ضيقة
لا تحزنْ
- إني في سجْنٍ أضيقْ
وظلامٍ أعمقْ
حدثني
أخرجني من إظْلامي من سجْني! "
وبحركة موفقة ينتقل الشاعر , وقد توحد مع الشيخ الجليل , في تفاؤله الايماني بنصرة الحق , وشعوره بتفاهة أثر الزنزانة والسجن , على جهاده الفكري , فترى الشاعر يرى الفجر وقد انشق , وانطلق مع الشيخ من ضيق الزنزانة , للعالم الرحيب المتسع .
"ويزورُ الفجرُ حديقتنا ويرِفُّ علينا بحنوِّ
والشيخُ الطيِّبُ يصعدُ بي يرقَى لسموٍّ فوق سموِّ
رقَّتْ زِنْزانتُنا، وتخلَّتْ عن قسْوتِـها
رحبُتْ دُنيانا واتسعتْ كُلُّ الآفاقْ
وشعرتُ بدفءٍ يسْري في أوْصالي
وانشقَّ الفجْرُ ، وشعَّ القلبْ
شكرًا يا شيخي الطيبْ"
ثم يتناول الشاعر , مسالة هامة في مسيرة حياة شيخ الاسلام , بين فطرة الشاعر واحساسه , وبين الثقافة الغنية , والاستيعاب المترع بالقوة , وهي مقارعة الباطل , والحركات الزائغة عن الدين القويم , والتأكيد على منهج الوسطية , والالتزام بالفكر النبوي .
"- ماذا في جعْبته؟!
فليرشقْنا بسهامٍ بعد سهامْ
ولْيرمِ علينا الأوهامْ
وليقذفنا بالأضغانْ
ليس لكفِّ الباطلِ يا ولدي سُلطانْ
يدُهُ مهما بطشتْ شَلَّاءْ
أينالُ الباطلُ مني ؟ هيهاتْ
و نعيمي في صدري أصحبه يصحبني حيث أكونُ بغير فراقْ "
ثم يعود الشاعر للتأكيد على فلسفة الشيخ , تاركا ايّاه يعبّر عن فكره , مقتربا في عدسته , من المشهد , واضعا الشيخ في بؤرة الصورة المتحركة , ليقول : بأن لاشيء يمكن أن يحجب نور الحق , فنور الحق يخترق الجدران , ولعل في ذلك مايشير الى ايمانه , بأن الـلـه لابد ناصر لدينه .
" يخبو وجهُ المأْساةِ الشاحِبْ في إطراق"
- ماذا يبقى إن هُمْ سجنوا النورْ؟
- لا يسجنُ يا ولدي نورْ
سيشعُّ النورُ الصادقُ يـخْترِقُ الـجُدرانْ
يسعى في كل مكانْ بالإشراقْ "
وفي اسلوب ذكي , يعود الشاعر لضبط المشهد , وكأنه قد رفع يده مودعا الشيخ الجليل , ليردد ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية , من خلال حالة التوحد معه , مذكرا ومقدما جرعات غنية من فكره ومسيرته الجهادية المباركة .
" ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة. وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة."
ماذا يبغي أعدائي منِّي؟
ما أهونَ كيْدَ الأعْداءْ!
إنْ أُسجنْ فهي الخلوةُ خلوةُ حبّْ
تسعى روحي بالأشواقْ
تُسقى من نـهْرِ القُرْبْ
والنفي سياحة قلبٍ يستلهم أنوارًا
أني يذهبْ في الآفاق
يشهدْ
يتأملْ
يرقُبْ
يرهبْ
يرغبْ
بالقلب الخفاقْ
- والقتلْ؟
القتلُ شهادة
القتلُ لِقـاءْ
وأنا مشْتاقٌ يا ولدي لِلِقَــاءْ
وأنا مشتاق يا ولدي لتلاقْ "
في قصيدة اخذت شكلا متطورا من الأداء الشعري , قدّم لنا الشاعر المبدع , انموذجا متقدما في الابداع الشعري , ملتزما بأبجديات الاصالة , حرفا وكلمة وبناء ووزنا , جعلنا ننظر باعجاب ودهشة , ولنشهد دون تردد بقوة الشاعر , وتمكنه من كل الادوات , وثقافته الثّرة , وطلاوة جرس البوح , والذكائية العالية في انهاء القصيدة , وقبل كل هذا وذاك , نشهد له بتقديم فكر ورسالة .
أخوكم
السمان

لكما كل التقدير والاحترام.

عبير محمد الحمد
25-06-2008, 02:04 AM
.
.
فكرة مذذذهلة يا أستاذ .. فوالله إن في هذه المتصفحات لردودًا سُبكت بالذهب عقودًا يزدان بها جيد البيان
وإنها لحقيقة بالعناية حتى إن بعضها ليستحق أن يضيفه صاحبه إلى جملة أعماله الأدبية ويعتز به واثقًا
.
.
سلمت الأقلام .. وبانتظار المزيد
.
.

د. مصطفى عراقي
11-07-2008, 06:42 AM
ألإخوة الكرام

اخترت لكم هذا الرد الصادق البليغ :

https://www.rabitat-alwaha.net/showpost.php?p=104250&postcount=46




طريقتك ليست بجديدة اليك هذه القصة :
اغبياء
قبعت ( منتهى ) في ركن منزو من حديقة المدينة الكبيرة, تراقب حركة الهاربين من عناء الحياة, يتنفسون عبق الطبيعة, و يضعون عن كاهلهم اعباء وهموم اسبوع مثقل بالكدر, بدا الازدحام وكأنه المحشر الذي كلمتها عنه جدتها ( عائشة ) ذات ليلة كي تخلد الى النوم ناسية اسياف الجوع تقطّع امعاءها , وعادت اليها الصورة واضحة جلية تخترق ثلاثين عاما من الغياب, لقد بالغت الجدة عائشة في الوصف كي تتضاءل امامه احاسيسها الطفولية التي لا تقاوم, فبالغ المشهد في الامتداد بين حنايا ايامها البائسة , قالت في نفسها : الآن انت سيدة قرارك , وهبت واقفة واندفعت الى وسط الزحام , خالعة ملابسها دون خجل او وجل , وعلى تضاريس جسدها النافرة المثيرة عبارة تكاد تخفيها النجاد والوهاد , اوقفوا الحرب على الــ ......
انتقل المشهد بلمح البصر وثارت زوبعة متباينة من الاحتجاجات والمعاني : فن ... , مومس ...., جرأة ... , فلسفة ... , ...., كان البستاني ( ابو حنظلة ) في هذه الأثناء يجرجر بصعوبة بالغة مرش المياه الى الجانب الآخر من الحديقة , ليكفأ عن خضرتها سحنة العطش والذبول , مارا بالمشهد المثير, اقشعر بدنه ودون ارادة منه لهج لسانه بالسباب وهو يعارك المرش اللعين , وافلتت من بين اسنانه المصطكة احرف متناثرة : ... قح ... بي ... بن .... تل .... , وانفجرت اثر كلماته موجة من السخط والسباب , استدارت ( منتهى ) تقهقه في حركة مسرحية الى الجمع لتقول : الآن عرفت كيف تفكرون , تمتمت في سرها ...... ايها الأغبياء .

=====


الأخ الكريم الأديب الراقي الأستاذ حمزة الحلبي
أحسنت أيها الفاضل صنعا بذكر هذا المثال المصوّر المعبّر .
وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال في مثل هذا و هذه :
"إذا لم تستح فاصنع ما شئت"
اسمح لنا بنسخة إلى روائع الردود

علاء عيسى
11-07-2008, 11:33 AM
فكرة
رائعة
لا تقل روعتها
عن روائع مشاركاتك ومواضيعك وردودك
أيها الكريم
د. مصطفى
لك التحية

د. مصطفى عراقي
04-08-2008, 02:34 PM
ويطيب لي أن أثبت هنا هذا الرد من ردود أختنا الجليلة الأستاذة حوراء



أيها الفاضل
أجد في حرفك كثيرا من إبداع و فيضا من حكمة .
لكني يا فاضل أرجو لنصك المزيد من البهاء ؛ فعلك تلزم الكتابة النثرية الأصيلة و تراجع النص لتفادي الزلل اللغوي الكثير الذي أصابه .
ستستفيد حقاً من المواضيع المثبتة في أعلى دوحة النثر عن طريقة الكتابة النثرية الأصيلة .
تحيتي .
===
أستاذتنا الجليلة: حوراء العلم والأدب
كم افتقدنا نقدك الصادق الجميل
الذي يبتغي وجه الحق دون انتظار لجزاء ولا لشكور
متعك الله بالعافية أينما كنت
ودمت بكل الخير والسعادة والنور

محسن شاهين المناور
04-08-2008, 02:45 PM
أخترت لكم هذا الرد الرائع للدكتور وائل القويسني
.
.


أخى وحبيبى وصديقى المناور (محسن المناور)
هنا ألقاك يا صديقى وقد أتعبك البكاء
*
*
ظهر هذا التعب من عنوان القصيدة
(يا قدس إنا مترعون من الأسى)
ثم ازداد هذا الإيحاء فى بداية القصيدة
إذ أن القصيدة تبدأ بمناجاة ونداء لله سبحانه ؛ ثم يطلب الشاعر العفو من الله ويزيد أن إعياءه قد هده وأنه الضعيف المكبل بالشقاء وكأن الذنب ذنبه وحده ؛ ثم يذكر ما كان من ذنوب كثر أثقلت كاهله حتى أتي على الله مثقلا بالذنوب والخطايا. مناجاة هى تفيض أسى وحسرة فقد طرق الشاعر كل الأبواب فأغلقت إلا الباب الذى لا يغلق.
لكن النظرة الأولى توحى بأن التعب والإرهاق
إنما هو بكاء على القدس (يا قدس إنا مترعون من الأسى)
والقدس جرح الشعراء.
****
ثم يزداد الأنين قسوة عند الإنتقال من المناجاة ونداء الرب إلى نداء المجهول (الأمل) ورغم أنا نرى ذلك الأمل قريبا إلا أن شاعرنا يراه (القريب النائى) وهنا قدرة الشاعر على الإيحاء من خلال متضاداته.
ثم يزداد البكاء ويزداد الشقاء.
ويتكبد الشاعر المزيد من المعاناة حينما يتذكر الجرح الاكبر
(إنى أنا العربى فى زمن الخنا) وهنا أذكر قول الشاعر:

أنا يا صديقة متعب بعروبتى=فهل العروبة لعنة وعقاب؟؟؟
ورغم هذه القسوة .....

إني انا العربي في زمـن الخنـا=جردت من إسمي ومـن أشيائـي
إسمـي أنـا ألـم وهـم كنيتـي=والأرض ظلي والسماء غطائـى
رغم هذا كله لا يزال الشاعر يحمل صفاته العربية التى لا يزال يفخر بها.

لكننـي هـذب الخصـال معتـق=مابعت أرضي أورهنـت إبائـي
وهنا تتجلى شاعرية الشاعر وهنا تتحدث العروبة
فرغم كل هذه الصعاب لا يزال الشاعر متمسكا بصفاته العربية الأصيلة ليس فقط من خلال الإلتزام بها وإنما أيضا من خلال

أرضعت أطفالي لبـان عروبتـي=لا لم أكن شبحـا مـن الدخـلاء
ثم يواصل الشاعر حديثه عن ذلك الوطن الكبير الواسع

أمي العروبة وابتليـت بطهرهـا=وأبي عريق الأصل من صنعـاء
ماحيلتي والنيل يجري في دمـي=وهوى الجزائر يمتطي إغرائـي
في القدس سارية النضال ركزتها=وتركتهـا رمـزا بكـف فــداء
حيفا ويافـا والخليـل مدائنـي=والضفتان اليوم بعـض عنائـي
ولست أدرى إن كان الشاعر قد ذكر كل هذا وطاف بنا فى أرجاء الوطن العربى مباهيا متفاخرا بوطنه الكبير العريق أم باكيا على ما آل إليه الحال فى هذا الوطن هنا تتجلى قدرة شاعرنا وبلاغته ولو سألناه أينا تقصد سيجيب أقصدكم جميعا. ثم يبرهن على أنه يقصدنا جميعا من خلال (فى القدس سارية النضال) فهو يذكرنا رغم فخره بعروبته وأصله بالحال فى القدس وهو يفخر أيضا بأهله الذين لا يتكاسلون فهم يرفعون سارية النضال فهنا فخر وتذكرة وبكاء.
ثم ينتقل الشاعر إلى شعره وكيف أنه (مداد من دمه) فهو لا يكتب إلا ما يشعر به فالمداد من دمه ؛ والأصل فى الشعر الشعور. ورغم كل ما افتخر شاعرنا به إلا أنه يريد أن (يخط رثاءه). ثم يوضح اهمية شعره فما كان ليتشاعر أو ليكتب ما لا يشعر به فما كان يزعن للمعانى لو دنت يوما تساوره لبعض عطاء. فما كان لشاعرنا أن يكتب الشعر لو لم يتمكن الشعر منه ولو لم تتغلغل القصيدة فى أعماقه ؛ فهو لا يهاجم الشعر ولكن الشعر يراوده فيكتبه.
لكنى لا أوافق الشاعر فى هذه الأبيات

ولقد تركـت الشعـر للشعـراء=ونهيت عـن تقريضـه أبنائـي
وكتبت حتى للصغـار وصيتـي=ضمنتها قبـل الممـات رجائـي
فوجدت أصغرهم أصيـب بعلتـي=ويقول ماقبـل الفطـام رثائـي فرغم ما بهذه الأبيات من جمال إلا انها تعد قصيدة مستقلة ؛ ولا تقبل أن تكون حشوا بهذه القصيدة وأكاد أجزم أن شاعرنا قد كتبها مستقلة ثم أضافها لهذه القصيدة بدليل التصريع فى البيت الأول ؛ ثم أنها كانت فاصلا أخرجنا من الجو النفسى للقصيدة.
ثم نعود مع الشاعر ثانية لجرحة الذى يبكيه أو يبكى منه أو يبكى عليه

ياقدس إنا مترعون مـن الأسـى=نشكوالهوان وسطـوة الأعـداء
غفل الرعاة لشأننا فاستنسـرت=زمر البغاث تعيث فـي الأرجـاء
عشرون سارية وألـف مصيبـة=تنتابنـا بالقهـر كـل مـسـاء
( باراك ) يمرح في عواصمنا أخا=وأخو العراق اليـوم نـد عـداء
ويعـود يشتمنـا بعقـر ديارنـا=واخو العروبة مرهف الإصغـاءجرح وما أقساه من جرح فشاعرنا هنا يبكى على دياره وعلى حقه الضائع فيا لهذه الصورة
فكأن شاعرنا يقف بعيدا يراقب عدوه الذى اغتصب بيته وهى من أجمل الصور فى القصيدة فكأنا نراه على لوحة أو على شاشة تلفاز يراقب ما يدور ببيته الذى أجبر على الخروج منه ؛ وعدوه منعم فى بيته الذى هو حقه ؛ وأخاه الذى لا يبالى (واخو العروبة مرهف الإصغـاء) ونذكر هنا قول المصطفى (والبخيل من سمع اسمه ولم يصل عله) (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). صورة باكية كادت تنطق أو تصرخ أو تبكى.
ثم يعود شاعرنا بذاكرته للوراء يراجع تاريخه الذى يحق له أن يتباهى به لكنه لا يرى فى التاريخ عظمة الملوك ولا النصر والإستقلال وإلا عد ذلك خروجا على الجو النفسى للقصيدة لكنه تغلب على ذلك ببراعة الشاعر الذى تمكن منه القريض فيقول

أبصرت نور الله مـن صفحاتـه=وبيـان حـق واضـح بجـلاء
قرآننـا وحـي بـه دستـورنـا=وعدالة الإسـلام نهـج صفـاء
وحبيبنا نـور الوجـود محمـد=خير الأنـام وأعـذب الأسمـاء
فهو يفخر بالحق الذى كان سائدا فى أمته بين أبناء وطنه وأبناء دينه ؛ يفخر بالدستور (القرآن) ؛ يفخر بالعدالة (عدالة الإسلام) ؛ يفخر بكونه على دين نبى الله محمد الذى قال عنه أحد المستشرقين (لو كان محمد حيا لقام بحل جميع مشاكل الدنيا وهو يحتسى فنجانا من القهوة).
ثم ينتقل بنا الشاعر إلى فاصل من المدح النبوى

وحبيبنا نـور الوجـود محمـد=خير الأنـام وأعـذب الأسمـاء
عمت سجاياه البـلاد وأشرقـت=مذ عم سر الكـون غـار حـراء
من قدس أرض الله شق طريقـه=متجاوزا سبـع السمـا بسمـاء
بـه بشـر الله الأنـام وخصـه=بالمعجزات تعـم فـي الأرجـاءورغم الإنتقال من غرض إلى غرض فإن الشاعر قد انتقل ببراعة حيث لم نشعر بالإنتقال وإنما سرنا معه نكمل الرحلة التى بدأها والتى طاف بنا بها من قبل حول وطنه (العربى الكبير).
ثم يتحدث عن النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) متجاوزا السماوات السبع (فى رحلة المعراج) والتى بدأت من (القدس) بعد رحلة الإسراء ؛ وهنا يعيدنا الشاعر ببراعة إلى ما بدأه من البكاء على القدس التى كانت بداية رحلة الإسراء
ثم يزداد بكاء شاعرنا حتى أنه يجهش بالبكاء على القدس

وعلى بطاح القدس هلت صبوتي=لأرى الوجـود مكلـلا بـجـلاء
وترابها طهـر الوجـود معمـد=بالـورد والريحـان والحـنـاء
فالقدس مذ فجـر الزمـان أبيـة=وعصية حتمـا علـى الأعـداء
فالقدس المحتلة ترابها طاهر وستظل أبية قوية عصية على المغتصب الذى سيهلك على ترابها فـــ

سيطـل صنديـد يفـك إسارهـا=يهدي الصباح لفجرهـا الـلألاء
تاالله ما لانـت عزائـم إخوتـي=رووا الثـرى لجلالهـا بـدمـاء
لكنهـا أسـرت بليـل ضغينـة=وتهـاون بتـخـاذل الجبـنـاء
سنعيدها مهمـا تطـاول ليلهـا=ونعيد مجـد الصخـرة الشمـاء
فالقدس ستعود لا محالة ؛ وما كانت لتحتل إلا فى ساعة من غفلة وتهاون بالعدو الذى إستغل ذلك فهجم فانتصر ؛ لكنها عائدة مهما طال الليل ؛ ثم يضع نقطة على الحرف الأخير مذكرا بطهر القدس ومكانتها الرفيعة مذكرا إيانا أن هذه القدس هى أرض عليها قبة الصخرة (الصخرة الشماء).
ثم ينتقل الشاعر ببراعته المعهوده ليشير إلى الطريق من بعيد وكأنها وصية حكيم فى آخر الزمان

القـدس نـورالله فـي عليائـه=وخلاصهـا بقوافـل الشـهـداء
فالسبيل للخلاص واحد (قوافل الشهداء) وكما يقولون .......
(دماء الشهداء تروى غرس الحرية)
*****
ظهرت براعة الشاعر فى القصيدة فانسابت مشاعره بلا تكلف ومن ثم كانت صوره جميلة واضحة منها ما هو معتمد على خيال الشاعر ومنها ما هو معتمد على العاطفة التى تزداد أحيانا فتصل حد الزروة ومنها ما هو معتمد على اللفظ والتركيب لكن الصورة فى النهاية كانت صورة كلية كاملة لم تشبها شائبة إلا ما كان فى تلك الأبيات الثلاثة التى أشرت إليها فكانها حلقات الفضة فى عقد من الذهب.
*****
كان هناك شئ من الإستسهال فى القافية فى بعض الأبيات ربما كان لتسرع الشاعر فى الخروج بالقصيدة إلى النور.
******
كان هناك بعض الأخطاء اللغوية التى أثق تمام الثقة أن الشاعر سوف يقوم بتعديلها فمن بنى هذا الجمال قادر على ان يتمه ومن رسم هذه الصورة قادر على تلوينها وربما كان ذلك لتسرع الشاعر فى نشر القصيدة وأكاد أجزم أن الشاعر كتب قصيدته ثم نشرها فى اليوم ذاته.
*****

حسام القاضي
28-12-2008, 02:06 PM
وهنا تعقيب أكثر من رائع
بل نموذج لما يجب أن يكون عليه
التعقيب في الشعر
وهو لأخي الأستاذ / وائل القويسني رداً على قصيدة عامية بعنوان "نعمل ايه"
لأختنا الفاضلة / وفاء خضر

وفاء الواحة
لا أستطيع أن أعبر لك عن مدى سعادتى بهذا النص.
محاولة رائعة فى كتابة الشعر العامى
ولا أظنها الأولى
مشاعر الحزن التى طغت على النص مع اختلاف أسلوب الحوار والتوجيه
أكسبت النص حسا جماليا ....
بمعنى أنك تصفين حالتك مع توجيه الحوار للقارئ ووصف حالة ربما مر بها أو يمر
يبقى إحكام الفكرة على قدر الكلمة والتصوير
النص على تفعيلة خببية...
وهذا البحر التى كتبت عليه القصيدة أثار جدلا وخلافا كبيرين فى الشعر الحديث
فمنهم من قال أن الخبب يقبل تتابع الحركات إلى خمس حركات ومنهم من قال إلى سبع
ومنهم من قال إذا زادت الحركات عن ثلاث سمى (بحر السبب)
ذلك أن البحر عبارة عن تتابع أسباب خفيفة (/ه) وأسباب ثقيلة (//)
لذا كان بحر السبب عبارة عن تتابع عدد فردى من الحركات يليه سكون
وقد كتبتُ على هذا البحر أكثر من قصيدة مثل (صلاة العيد).
ولو نظرنا مثلا إلى (على ملى وشك) فى قصيدتك ....
سنجد أنها خمس حركات قبل السكون إذ لا ينطق المد فى على وملى
فتصبح الكتابة العروضية لها (عَلَمَلَ وِشَّكْ)
فتكون كالتالى (/////ه/ه) خمس حركات ثم سكون ثم حركة ثم سكون
وهذا جائز والبعض يستحبه وهو أصل بحر السبب
وهذا تعديل بسيط لمواضع الضعف فى الوزن مع الحفاظ على المعنى أرجو أن تروق لك
.
.
تعمل إيه
.
.
تِعْمِلْ إِيه لَوْ حِلْمَكْ خَاصْمَكْ !
لَمَّا الدَّمْعِ يْقَتِّلْ فَرْحَكْ ؟
لَمَّا الدُّنْيَا تْقَفِّلْ بَابْهَا فْ لَحْظَةْ فْ وِشَّكْ ؟
لَمَّا الْحُزْن بْيِسْكُنْ قَلْبَكْ ؟
يِقْلِقْ لِيلَكْ يِسْرَقْ نُومَكْ ..
تِعْمِلْ إِيه لَمَّا تْكُونْ وَحْدَكْ ؟
وِمَا حَدِّشْ بِيْشَارْكَكْ هَمَّكْ ؟
مِينْ بِيْقَاسْمَكْ فَرْحَكْ .. زَعَلَكْ ؟؟
صَدْرِ حْنَيِّنْ يِحْضُنْ وَجَعَكْ ..
إِيدْ بِتْطَبْطَبْ تِمْسَحْ جَرْحَكْ ؟؟
تِعْمِلْ إِيه لَوْ حَظَّكْ خَاصْمَكْ ..
مَاشِي تْلَطَّشْ مِنْ غِيرْ رَحْمَةْ ..
نَحْسْ وْرَاكْبَكْ .. كَاسِرْ قَلْبَكْ ..
هَمَّكْ يِكْبَرْ يِحْنِي فْ ضَهْرَكْ ..
تِعْمِلْ إِيه لَمَّا تْكُونْ عَامِلْ زَيِّ الْكُورَةْ ؟
رِجْلِ تْشُوطَكْ .. إِيدْ بِتْحُوشَكْ ..
تَضْرَبْ حِيطَةْ بَرَّه الْمَرْمَى ..
أَوْ تِدَّحْرَجْ عَلَى مَلَى وِشَّكْ ..
تِعْمِلْ إِيه وِالْحَظِّ مْخَاصْمَكْ ..
مِينْ بِيْشُوفَكْ؟ مِينْ يِسْمَعْ لَكْ؟؟ ..
عَايِشْ وَحْدَكْ .. إِنْتَ وْضِلَّكْ ..
عَايِشْ وَحْدَكْ .. إِنْتَ وْحُزْنَكْ ..
*****
محاولة رائعة وفى انتظار المزيد
ودى وتقديرى
وائل القويسنى
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=32924

أحمد الرشيدي
10-04-2009, 07:56 PM
وهذا رد لأستاذنا العلم الدكتور مصطفى عراقي - حرسه الله ونفع به طلاب العلم والأدب :

" وهكذا تشكلت الحروف شعرا وفكرا ، في صراع فني ثائر مع المادة والكتلة والفراغ لتشكل معها رؤية جديدة ذات أبعاد مبتكرة تنطلق من فيزياء صحرائنا نحن وثقافتنا التي مزجت العلم بالأدب ، والفن بالحكمة ، عبر سلسلة مترابطة من النقل والعقل درأت ما بينهما من شبهة التعارض ، فحملت أمانة العلم ، وسلمتها للأجيال كاملة غير منقوصة بعد أن أضفت عليها ما أضفت من أسرار الروح ورؤى الإبداع ، بين قلق الشك، وسكينة اليقين.



واسمح لي بهذه الهمسة :

لاَ بَيَاضَاتَ فِي جُلِّه = لا بياضاتِ
أَنْتَ يَا ظِلُّهُ الحَارِسُ..
..
أَنْتَ يَا ضِلْعُهُ الخَامِسُ..
يَا عُقُوقُ المُرَبَّعِ = أَنْتَ يَا ظِلَّهُ ..
يَا عُقُوقَ المُرَبَّعِ
..
أَنْتَ يَا ضِلْعَهُ ..
(لأنه منادى مضاف)

حَوَّلْتَ خَارِطَةَ الانْكِسَارَاتِ
= الإنكسارات (من أجل الوزن)



ودمت لنا ودام التجدد والتفرد شكلا ومضمونا



محبك: مصطفى

***

لوجود من هو بحجمك - علما وسمتا ... - مغنم ونعمة نحمد الله عليها .


حفظك الله