مشاهدة النسخة كاملة : بحور لم يؤصلها الخليل: البحرُ اللاّحق
د.عمر خَلّوف
18-11-2007, 01:07 PM
وزنٌ شعريٌّ مستحدث، لم يذكرْهُ الخليل بن أحمد (-175هـ)، لا في بحوره المستعملة، ولا في بحوره المهملة. بل ليس له في دوائر الخليل العروضية مكان. يتميز بإيقاعٍ موسيقيٍّ خفيف، يكاد أن يصلَ به إلى مصافّ البحر السريع أو البحر المخلّع ..
وقد وجدت له عدداً من الصور المستعملة، ووضعت له عدداً آخرَ من الصور الافتراضية التي يمكن أن تندرجَ تحته، مما يعطيه حقَّ التفرُّدِ والاستقلال، بحراً قائماً بذاته، اصطلحتُ على تسميته (بالبحر اللاّحق)، اسماً كان القرطاجني قد أطلقه على (المخلّع)، فآثرْتُ استخدامَه هنا، إذ لا يخفى ما يحمله هذا الاسم من معنى إلحاقِ جديدٍ بقديم. وقد وضعتُ له مفتاحَه الخاص به، ضبْطاً لوزنه، وتيسيراً لحفظه، فقلت :
ولاحِقٍ حَقُّهُ ماثِلُ = مستفعلن فاعلن فاعِلُمشيراً في ذات الوقت إلى اسمه، وحقّه، ووزنه.
وكان الجوهري (-393هـ) الذي جاء بعد قرنين من عصر الخليل، قد ذكَرَ هذا الوزن عَرَضاً، عندما جعله صورةً مستحدثةً من مخلّع البسيط:
مستفعلن فاعلن مفعولن! وذلك بقوله عن المخلع: "ولَم يجِئْ طَيُّهُ عن العرب، وقد طَواه المُحْدَثون، وبيته:
يا مَنْ يلومُ فَتىً عاشِقاً = لُمْتَ، فلومُكَ لي أعْشَقُوطيُّهُ يعني: حذف رابعِه الساكن (وهو الواو) من (مفعولن) فيبقى (مَفْعُلُن = فاعلن).
ولعلنا نستشف من قوله: "وقد طواه المحدثون" أنه كان مستخدماً في زمانه، ولو على نطاق ضيق، إذ لا يمكن لمثل هذا البيت أن يردَ ضمن أبياتٍ كُتِبَتْ على المخلّع!
ولم يرِدْ لهذا الوزن ذكْرٌ آخر في كُتُب العروض إلاّ بعد ثلاثة قرون من عصر الجوهري، وذلك عندما نصَّ حازم القرطاجنّي (-684هـ) في حديثه عن طرق بناء الأوزان من التفاعيل السباعية المتغايرة، على أن أشطارَها تُبنى دائماً من ثلاثة تفاعيل؛ مثماثلتين ومفردة، فتحدّث أولاً عن تقدّم المتماثلتين وتأخّر المفردة، كما في البحر السريع، الذي يساوي عنده:
مستفعلن مستفعلن فاعلاتنثم تحدّث عن توسّط المفردة بين متماثلتين، كما في البحر الخفيف:
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتنثم أنكر البناء الذي تتقدّم فيه المفردة على المتماثلتين استثقالاً.
وقال: "وقد وَضَع بعض الشعراء الأندلسيين على هذا البناء [أي بتقديم المفردة على المتماثلتين] وزناً، إلاّ أنه جعلَ الجزأين المزدوجين خماسيين فراراً من الثقل .... وذلك قوله :
أقصَرَ عن لومِيَ اللائِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُتقديرُ شطره: (مستفعلن فاعلن فاعلن)". دون أن يضع له اسماً، ولا ردَّه إلى أيٍّ من الأوزان الخليلية المعروفة .
ومع أن هذا الوزن قد ورد أيضاً في بعض الموشحات -كما سنرى- إلاّ أن كُتُبَ العروض جميعها -شأنها مع كل جديد- قد أعرضت تماماً عن محاولة تقييده وتقعيده، أو حتى مجرد ذكره، سبعةَ قرونٍ أخرى، عندما ادّعت نازك الملائكة في رسالةٍ إلى د.عبده بدوي (عام 1973م) أنها أوّل مَنْ كتَبَ عليه شعراً، وأنه "وزنٌ غير مستعمل في الشعر العربي"! سمّته "الموفور". وقد تابعها د.بدوي على ذلك، فكتب عليه أولاً، ثمّ دعا إلى الكتابة عليه ثانياً، فاستجاب لدعوته علي الصياد، ونور الدين صمود، الذي أكّد على أنه -كنازك وبدوي- لم يطّلع قبل ذلك على شيءٍ مكتوبٍ على هذا الوزن! وذلك على الرغم من صدور الطبعة الأولى من منهاج البلغاء للقرطاجني عام 1966م!
هذا وقد حاولَ بعض المعاصرين أن يُلحِقوا هذا الوزنَ -خَطَلاً- ببعض بحور الشعر العربي، فألصقَ جلال الحنفي بعضَ صوره بالبحر البسيط مقدّراً تفعيلَها هكذا:
مستفعلن فاعلن فعِلُن = مستفعلن فاعلن فعْلُنوبعضَها بالبحر المنسرح مقدّراً تفعيلَها هكذا:
مستفعلن مَفْعُلاتُ فَعَلْ = مستفعلن مَفْعُلاتُ فَعَلْوواضح أنّ الوزنين متطابقان، ومتوافقان مع وزن اللاحق.
وجعله عبد الصاحب المختار من البحر المجتث أو أصْلاً له. وهو أبعد ما يكون عن البسيط أو المنسرح أو المجتث!!
وفي دراسته المتميزة لعلم العروض؛ أشار د.أحمد مستجير إليه وزناً مستقلاًّ، ولكنه نشأ عنده من تكرار التفعيلة (مفعولُ) أربع مرات في الشطر الواحد:
مفعولُ مفعولُ مفعولُ مفعولُ!ممثّلاً له بقول شوقي متّصلاً هكذا:
زيادُ ما ذاقَ قيسٌ ولا هَمّا
طبخُ يدِ الأمِّ يا قيسُ ذُقْ مِمّا
الأمُّ يا قيسُ لا تطبُخِ السّمّا ولذلك أطلق عليه اسم "بحر شوقي!! وواضح تماماً أنَّ ما أشار إليه مستجير هو (بحرٌ مهمل) لم يَكتُبْ عليه أحدٌ أبداً. وهو وزنٌ لا ينطبق على وزن اللاّحق مالم يُحذف من آخره سببان وجوباً، هكذا:
مفعولُ مفعولُ مفعولُ مفْـ ....ـعولُ
/ه /ه //ه /ه //ه /ه //ه...../ه /ه
مستفعلن فاعلن فاعلن
وليست أبيات شوقي إلاّ على الوزن الرجزي -منفصل الشطرين-: (مستفعلن فعْلن * مستفعلن فعْلن) الذي أكثرَ منه الوشّاحون والمعاصرون، كما في قول الأعمى التطيلي:
دِنْ بالصِّبا شَرْعا = ما عشْتَ يا صاحِ
ونزّه السمْعا = عن منطق اللاّحي وقول أبي ريشة:
أمشي على رسْلي = في مدرج الرمْلِ
حيران أستقصي = دربي وأستجْلي
والريحُ في سخْرٍ = منّي ومنْ ظـلّي وممن تحدث عن هذا الوزن أيضاً؛ الأستاذ سليمان أبو ستة في دراسته القيّمة عن العروض، حيث تابع نازكاً الملائكة في تسميته "الموفور"، مشيراً إلى ذِكْر الجوهري والقرطاجني له، وإلى قصّة انبعاثه مرةً أخرى على يد نازك الملائكة. كما أشار أبو ستة إلى إمكانية وروده على الضرب (فالن /ه/ه) دون أن يضع له المثال، وإلى إمكانية وروده على الضرب (فاعِلانْ)، مستشهداً بقول محمود درويش:
الطفلة احترَقَتْ أمّها = أمامَها ، احترقتْ كالمساءْ منبّهاً إلى سَبْق درويش لنازك الملائكة بالنظم على هذا الوزن، حيث صدر ديوانه " أحبّك أو لا أحبّك" عام (1972م)، أي قبل رسالة نازك إلى د.بدوي بعام واحد.
وسنلاحظ بعد قليل أن لسيد قطب قصيدة موشحة على هذا الوزن تسبق قصيدة نازك بما يزيد على خمسة وثلاثين عاماً، حيث يعود تاريخ نشرها إلى عام (1937م). بل لقد وجَدْتُ قصيدةً لعبد الباقي العمري (-1278هـ)، سبقت هؤلاء جميعاً، إذ يزيد عمرها على مئة وأربعين عاماً، خلطت بين المخلّع واللاحق. بل وجدت موشحة على وزن اللاحق لابن سناء الملك (608هـ)، وأخرى لابن خاتمة الأندلسي (-770هـ)، غير مستبعدين طبعاً أن يكون هنالك آخرون كتبوا على هذا الوزن قبل ذلك أو بعده.
- يتبع إن شاء الله -
عمر خلوف
د. مصطفى عراقي
18-11-2007, 02:42 PM
إيهِ يا عروضينا الكريم وبحرنا الزاخر
نتابعك بكل الود والتقدير
بارك الله لنا فيك وفي علمك الجليل
د.عمر خَلّوف
19-11-2007, 05:53 AM
أخي العزيز د.مصطفى
معكم تكتمل الجهود
وبكم يتجدد الإبداع
فلا غنى لنا عن متابعتكم، وتسديدكم
بارك الله بجهود الجميع
ونحن على الوعد
عمر خلوف
د.عمر خَلّوف
24-11-2007, 05:49 PM
وهي مجموع صور البحر المستعملة، والافتراضية، مرتبة ترتيباً تنازلياً منطقياً، يتدرج من التامّات إلى المشطورات. نعرضها مجموعةً، ثم نُفرد كلاًّ منها مع شواهده وأمثلته.
التامات :
مستفعلن فاعلن فاعلن=مستفعلن فاعلن فاعلاتنْ
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلانْ
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلن
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فَعْلنْ
المشطورات:
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
مستفعلن فاعلن فاعلانْ
مستفعلن فاعلن فاعلن
جوازات البحر :
1- يجوز أن تتحول (مستفعلن) إلى (متفعلن) أو (مستعلن) .
2- ويجوز أن تتحول (فاعلن) إلى (فعِلن) .
3- ويجوز في الضرب (فاعلاتن) و(فاعلانْ) أن يصيرا إلى (فعِلاتن) و(فعِلانْ) على
التوالي.
د.عمر خَلّوف
24-11-2007, 06:02 PM
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلنوهو القالب الرئيسي للبحر ، وعليه معظم الأمثلة. يقول أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحنّاط الكفيف (-437هـ):
أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
ما زِلْتُ في حبِّهِ مُنْصِفاً = مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمُ
أسهَرُ ليلي غراماً بِهِ = وهْوَ أخو سَلْوةٍ نائِمُ
مُهَفْهَفٌ ماسَ في بُرْدِهِ = غصْنٌ ثَنَتْهُ الصّبا ناعِمُ
شمسٌ ولكنّما فَرْعُها = ليلٌ على صُبْحِها فاحِمُ
إنَّ ابنَ ذكوانَ ذو راحةٍ = كديمةٍ صَوْبُها دائِمُ
لَمْ يأتَلِقْ برقُها خُلَّباً = ولا اتّقى خٌلْفَهُ الشائمُ
ومَنْ أبوهُ أبو حاتمٍ = قصَّرَ عن جودِهِ حاتَمُ
يبني العُلا بالندى جاهداً = وغيره للعُلا هادِمُ
مُحَكَّكٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ = محنَّكٌ حازمٌ عازمُ
تُبصِرُهُ دهرَهُ قاعِداً = وهْوَ بأعبائهِ قائمُ
إذا انتضى سيفَهُ مُعْلَماً = لَمْ تدْرِ أيّهما الصارمُ
مَنْ لَمْ يكنْ شاعراً عالِماً = فإنني الشاعرُ العالِمُ
البدرُ في أخمصي شِسْعُةٌ = والشمس في خنصري خاتمُ
الدرُّ لو بلّغوهُ المنى = نظمَهُ في فمي الناظِمُ
ومن المعاصرين ، تقول نازك الملائكة :
(خضراءُ) برّاقةٌ مُغْدِقهْ =كأنّها فَلْقَةُ الفستقهْ
الشَّعرُ سبحانَ مَنْ لَمَّهُ=والثّغْرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ
شفاهُها شَفَقٌ أحمرٌ=كم حاولَ الورْدُ أن يسرِقَهْ
سُمْرَتُها عَسَلٌ سائلٌ=للحسْنِ في خدِّها رقرَقَهْ
داليَةٌ غضَّةٌ عذْبَةٌ=في هُدْبِها نجْمةٌ مُشْرِقَهْ
عصفورةٌ حلوةٌ كالرؤى=مَنْ يا تُرى صوتها (مَوْسَقَهْ)؟
الفجْرُ أهدى لَها قُبْلةً=والروضُ ألقى لَها زنبقهْ
ومِنْ ردّ د.عبده بدوي عليها:
أشعلْتِ في خاطري حُبَّها=يا حُبَّها جَلَّ مَنْ رقْرقَهْ
كانت وراءَ المنى وردةً=وفي ضمير السَّنا زقزقَهْ
وحين زُفّتْ مشى نورُها=فهَزَّ أيّاميَ المُطرِقَهْ
وقالَ للشعرِ : قلْ كِلْمَةً=فأهْرَقَ الشِّعْرُ ما عتّقَهْ
حتى إذا كان منها الشذى=والخَطْوُ ، والبَسْمةُ الشّيِّقهْ
والكَرْمُ في لثْغةٍ عذْبةٍ=والطيرُ من أحرُفٍ مورِقَهْ
هزّتْ من الشِّعْرِ ينبوعَهُ=ومنْ رفيفِ الشذى أعمقَهْ
وممّن استجاب لدعوة د.بدوي للكتابة عليه؛ الشاعر علي الصياد، فقال:
فكلُّ يومٍ نرى ناقِداً=قد شوَّهَ الشِّعْرَ .. قدْ مزّقَهْ
مدَّعِياً أنّ في شعْرِنا=ما يأنَفُ العصْرُ أنْ ينطِقَهْ
والشعْرُ أوزانُهُ رحْبَةٌ=ولَمْ تكنْ بيننا ضيّقَهْ
وإنّما ضِيقُ آفاقِنا=في الشعْرِ قد كادَ أنْ يخنقَهْ
وقال نور الدين صمود:
( ميْلاءُ) يا وردةً تعبقُ =أشذاؤها أوشكتْ تنطقُ
في روضةٍ عطرها ساحرٌ=قد ضاعَ منها شذىً يُنشَقُ
والطلُّ ما بين أوراقِها=كالنورِ في كوكَبٍ يخفقُ
إخالُها قمَراً مُرسَلاً=إشعاعهُ حولَنا يدْفقُ
كأنّها إذْ رنَتْ نحوَنا=وطرفُها بحرُهُ مغرقُ
داليةٌ كرمُها لؤلؤٌ=موسِمُها أبداً يصدُقُ
يا طفلةً غضّةً كالمنى=كزهرةٍ في الندى تغرَقُ
يروقُني منْكِ بحْرٌ بدا=في مقلةٍ لونُها فستُقُ
اللهَ يا حُسْنَها إذْ بدَتْ=كوردةٍ غضَّةٍ تعبقُ
د.عمر خَلّوف
27-11-2007, 04:32 PM
وقد وجدتُ قصيدةً قديمةً لعبد الباقي العمري (-1278هـ)، جاءت صدور أبياتها على البحر المخلّع، وأعجازها على البحر اللاحق ، يقول فيها( ):
أقمْتَ يا كعبةَ المَعالي=في ساحةِ الحرَمِ المحترَمْ
فعَزَّ حتّى طَوافُ فكْري=في ذلك الركْنِ والملتزمْ
فراحَ خطّي ينوبُ عنّي=وعن لساني يقولُ القلَمْ
شافاكَ مولاكَ يا ملاذي=منْ كلِّ ما تشتكي من سقَمْ
فأنتَ شمسٌ متى توارَتْ=أمستْ جميعُ الورى في الظُّلَمْ
د.عمر خَلّوف
27-11-2007, 04:37 PM
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فَعْلنْ
وهو قالب افتراضي وضعتُه قياساً. ويمكن الحصول عليه بالوقوف على نهايات الأبيات السابقة، كقولنا:
أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمْ=لَمّا دَرى أنّني هائِمْ
ما زِلْتُ في حبِّهِ منصِفاً=مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمْ
أسهَرُ ليلي غراماً بِهِ=وهْوَ أخو سلْوةٍ نائِمْ
مهفْهَفٌ ماسَ في بُرْدِهِ=غصْنٌ ثَنَتْهُ الصِّبا ناعِمْ
شمسٌ ولكنّما فرعُها=ليلٌ على صُبْحِها فاحِمْ
ومما أورده الحنفي؛ الأبيات المفردة التالية( ):
ليت الذي كان ذا أدَبٍ=كان لَهُ مثْلُهُ مالُ
وقوله :
فالعدْلُ قد باتَ مندَحِراً=والجَوْرُ قد باتَ منصورا
وقوله :
إنّ الأُلى اشتقْتَ صُحْبَتَهمْ=ما فيهُمُ صادِقُ الصُّحْبَهْ
معتبراً أعاريضها على (فعِلن)، وهو زحافٌ جائز، غير ملتزم. وهي عنده من البسيط كما ذكرنا!!.
ويلاحظ أن الشطر الثاني هنا يساوي: (مستفعلن فاعليّاتن)، أي بزيادة سبب خفيف واحد على البحر المجتث. ولذلك نرى أن الكتابة على مثل هذا الضرب فقط يُدخله في زمرة المجتث، ما لم تكن عروض القصيدة على (فاعلن)( ).
د.عمر خَلّوف
27-11-2007, 04:40 PM
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلانْ
وضعته قياساً كذلك، ولم أجد له شاهده حتى الآن، إلاّ أنّ عبد الصاحب المختار استعمله مقلوباً، وهو عنده من المجتث كما ذكرنا! يقول المختار( ):
في رشفةٍ من رحيقِ الشفاهْ = أنفاسُها من لُحونِ الأُوَلْ
لَثْمٌ ، وهل في فَمِ العاشقينْ = نامتْ لِتُنسى بقايا قُبَلْ
قصّةُ حبٍّ طواها الزمانْ = تُتْلى على وجْهِ ثاوي الثكلْ(!)
مستعِلن فاعلن فاعلانْ = مستفعلن فاعلن فاعلن
ومنه أيضاً قول محمود درويش السابق( ):
الطفلةُ احترقت أمُّها = أمامَها .. احترقت كالمساءْ
د. مصطفى عراقي
28-11-2007, 01:39 PM
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلنوهو القالب الرئيسي للبحر ، وعليه معظم الأمثلة. يقول أبو عبد الله محمد بن سليمان بن الحنّاط الكفيف (-437هـ):
أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
ما زِلْتُ في حبِّهِ مُنْصِفاً = مَنْ لَمْ يزَلْ وهْوَ لي ظالِمُ
أسهَرُ ليلي غراماً بِهِ = وهْوَ أخو سَلْوةٍ نائِمُ
مُهَفْهَفٌ ماسَ في بُرْدِهِ = غصْنٌ ثَنَتْهُ الصّبا ناعِمُ
شمسٌ ولكنّما فَرْعُها = ليلٌ على صُبْحِها فاحِمُ
إنَّ ابنَ ذكوانَ ذو راحةٍ = كديمةٍ صَوْبُها دائِمُ
لَمْ يأتَلِقْ برقُها خُلَّباً = ولا اتّقى خٌلْفَهُ الشائمُ
ومَنْ أبوهُ أبو حاتمٍ = قصَّرَ عن جودِهِ حاتَمُ
يبني العُلا بالندى جاهداً = وغيره للعُلا هادِمُ
مُحَكَّكٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ = محنَّكٌ حازمٌ عازمُ
تُبصِرُهُ دهرَهُ قاعِداً = وهْوَ بأعبائهِ قائمُ
إذا انتضى سيفَهُ مُعْلَماً = لَمْ تدْرِ أيّهما الصارمُ
مَنْ لَمْ يكنْ شاعراً عالِماً = فإنني الشاعرُ العالِمُ
البدرُ في أخمصي شِسْعُةٌ = والشمس في خنصري خاتمُ
الدرُّ لو بلّغوهُ المنى = نظمَهُ في فمي الناظِمُ
ومن المعاصرين ، تقول نازك الملائكة :
(خضراءُ) برّاقةٌ مُغْدِقهْ =كأنّها فَلْقَةُ الفستقهْ
الشَّعرُ سبحانَ مَنْ لَمَّهُ=والثّغْرُ سبحانَ مَنْ فتَّقهْ
شفاهُها شَفَقٌ أحمرٌ=كم حاولَ الورْدُ أن يسرِقَهْ
سُمْرَتُها عَسَلٌ سائلٌ=للحسْنِ في خدِّها رقرَقَهْ
داليَةٌ غضَّةٌ عذْبَةٌ=في هُدْبِها نجْمةٌ مُشْرِقَهْ
عصفورةٌ حلوةٌ كالرؤى=مَنْ يا تُرى صوتها (مَوْسَقَهْ)؟
الفجْرُ أهدى لَها قُبْلةً=والروضُ ألقى لَها زنبقهْ
ومِنْ ردّ د.عبده بدوي عليها:
أشعلْتِ في خاطري حُبَّها=يا حُبَّها جَلَّ مَنْ رقْرقَهْ
كانت وراءَ المنى وردةً=وفي ضمير السَّنا زقزقَهْ
وحين زُفّتْ مشى نورُها=فهَزَّ أيّاميَ المُطرِقَهْ
وقالَ للشعرِ : قلْ كِلْمَةً=فأهْرَقَ الشِّعْرُ ما عتّقَهْ
حتى إذا كان منها الشذى=والخَطْوُ ، والبَسْمةُ الشّيِّقهْ
والكَرْمُ في لثْغةٍ عذْبةٍ=والطيرُ من أحرُفٍ مورِقَهْ
هزّتْ من الشِّعْرِ ينبوعَهُ=ومنْ رفيفِ الشذى أعمقَهْ
وممّن استجاب لدعوة د.بدوي للكتابة عليه؛ الشاعر علي الصياد، فقال:
فكلُّ يومٍ نرى ناقِداً=قد شوَّهَ الشِّعْرَ .. قدْ مزّقَهْ
مدَّعِياً أنّ في شعْرِنا=ما يأنَفُ العصْرُ أنْ ينطِقَهْ
والشعْرُ أوزانُهُ رحْبَةٌ=ولَمْ تكنْ بيننا ضيّقَهْ
وإنّما ضِيقُ آفاقِنا=في الشعْرِ قد كادَ أنْ يخنقَهْ
وقال نور الدين صمود:
( ميْلاءُ) يا وردةً تعبقُ =أشذاؤها أوشكتْ تنطقُ
في روضةٍ عطرها ساحرٌ=قد ضاعَ منها شذىً يُنشَقُ
والطلُّ ما بين أوراقِها=كالنورِ في كوكَبٍ يخفقُ
إخالُها قمَراً مُرسَلاً=إشعاعهُ حولَنا يدْفقُ
كأنّها إذْ رنَتْ نحوَنا=وطرفُها بحرُهُ مغرقُ
داليةٌ كرمُها لؤلؤٌ=موسِمُها أبداً يصدُقُ
يا طفلةً غضّةً كالمنى=كزهرةٍ في الندى تغرَقُ
يروقُني منْكِ بحْرٌ بدا=في مقلةٍ لونُها فستُقُ
اللهَ يا حُسْنَها إذْ بدَتْ=كوردةٍ غضَّةٍ تعبقُ
=========
أخانا الكريم أستاذنا الفاضل الدكتور عمر خلوف
بارك الله فيك وفي هذا الجهد المشكور لإثبات هذا البحر اللاحق وصوره .
وأنا أشعر(مجرد شعور ) أن النغمة الشعرية الطاغية على أكثر نماذجه هي نغمة بحر المتقارب (بحذف حركة من أولى التفعيلات في الشطرين:
أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
عول فعولن فعولن فعو = عولن فعولن فعولن فعو
ودمت بكل الخير والسعادة والودّ
أخوك: مصطفى
محمد سمير السحار
28-11-2007, 02:09 PM
أخي الحبيب وأستاذنا الجليل الدكتور عمر خلوف
أتابعكَ بشغف ولي تجربة معكَ في هذا الموضوع
وهي قصيدتي رحماكَ ربّي
التي جاءت على وزن
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
مستفعلن فاعلن فاعلاتن
وأعيد هنا نص القصيدة
رُحْمَاكَ رَبّي أَنَا في حِمَاكَا = في ظُلْمَةِ الليْلِ أَرْجو نَدَاكَا
أَشْقَانِيَ الذَنْبُ وَالذَنْبُ يُشْقِي = العَبْدُ عَبْدُكَ مَا لي سِوَاكَا
الدَمْعُ يَغْسِلُ ذَنْباً وَيمْحي = طوبَى لِعَبْدٍ بَكَى في رِضَاكَا
القَلْبُ يَسْمو وَيَرْجو نَجَاةً = فَاصْفَََحْ إِلََهي لِِقَلْبٍ رَجَاكَا
إنّي عَلَى العَهْدِ مَا زلْتُ أَمْضِي = إِنْ تهْتُ دَرْبِي هَدَاني هُدَاكَا
فَاجْعَلْ حَيَاتِي رَبيعاً وَنُوراً = وَارْزقْ فَقيرَكَ أََعْلى رُبَاكَا
أَنْتَ الرَحِيمُ وَمَنْ لِي سِوَاكَا = فاغْفِرْ إِلَهي لِعَبْدٍ أَتَاكَا
محمد سمير السحار
1428-04-15
2007-05-02
رغم أنّني لم أجد في الأمثلة التي أتيت بها استخدام فاعلاتن في العروضة
إلا أنّني أجدها قريبة لبحر اللاحق
باركَ الله فيكَ أستاذنا الجليل
وتقبّل خالص تقديري ومحبتي
أخوك
محمد سمير السحار
د.عمر خَلّوف
29-11-2007, 04:16 PM
=========
أخانا الكريم أستاذنا الفاضل الدكتور عمر خلوف
بارك الله فيك وفي هذا الجهد المشكور لإثبات هذا البحر اللاحق وصوره .
وأنا أشعر(مجرد شعور ) أن النغمة الشعرية الطاغية على أكثر نماذجه هي نغمة بحر المتقارب (بحذف حركة من أولى التفعيلات في الشطرين:
أقْصَرَ عنْ لومِيَ اللاّئِمُ = لَمّا دَرى أنّني هائِمُ
عول فعولن فعولن فعو = عولن فعولن فعولن فعو
ودمت بكل الخير والسعادة والودّ
أخوك: مصطفى
صاحب الأذن الموسيقية
الأستاذ الكبير د.مصطفى عراقي
هذا ليس مجرد شعور، ولكنه إحساس حقيقي، لشاعر ربما لم تخنه أذنه الموسيقية قط.
ففي بحثي عن هذا البحر، المنشور في مجلة الدراسات اللغوية، جاء ما يلي:
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الوزن كثيراً ما يتداخل مع بعض شطور البحر المتقارب المثلومة (أي التي سقط منها المتحرك الأول من الشطر) ليبقى منها (عولن فعولن فعولن فعو) والذي يساوي مقطعياً وزن اللاحق.
فمثلاً يقول امرؤ القيس( ):
يا هندُ لا تَنكحي بوهَةً=عليهِ عقيقَتُهُ أحْسَبا
مستفعلن فاعلن فاعلن=فعولُ فعولُ فعولن فعو
ويقول الخليل بن أحمد الفراهيدي( ):
كفّاهُ لَمْ تُخْلَقا للندى = ولَمْ يَكُ لُؤْمُهُما بِدْعَهْ
مستفعلن فاعلن فاعلن=فعولُ فعولُ فعولن فعْ
ويقول الأخطل( ):
لَمْ أرَ ملحمةً مثلها=فقِفْ لي أُخبّرْكَ أخبارَها
مستَعلن فعِلن فاعلن=فعولن فعولن فعولن فعو
ومثل ذلك كثير( ).
ولكن ذلك لا يعني أبداً أن يكون البحران شيئاً واحداً، فشتان ما بينهما.
فخرم المتقارب قليل في الشعر، وهو يقع كما تعلم في الشطر الأول من القصيدة كلها، يشبه في ذلك تداخل الطويل المخروم مع الكامل على سبيل المثال.
أدعوأن تبقى نظراتك ثاقبة
ولتسلم لأخيك
عمر خلوف
د.عمر خَلّوف
29-11-2007, 04:33 PM
الأخ الشاعر الحبيب محمد سمير السحّار
سأبدأ ردي بمثل عامي معروف عندنا، يقول: (لو صبر القاتل على المقتول كان مات لحاله)!!
إن نظرة واحدة إلى المشاركة رقم4، والمعنونة باسم: قوالب البحر، ستجد أن القالب الأول من (التامات)، والأول من (المشطورات) ينسجمان بلا شك مع قصيدتك تلك، وكنت سأضعها بنفسي هنا عند الحديث على القالب التام الأول. وقد كفيتني ذلك بنفسك، على الرغم من كون عروض القصيدة جاء على (فاعلاتن)، فهو لن يغيّر من كونها على وزن البحر اللاحق، بزيادة سبب إلى آخر كل من العروض والضرب.
أشكر لك تواجدك البهي على شرفة هذا المقال المتواضع.
عمر خلوف
د.عمر خَلّوف
29-11-2007, 04:38 PM
مستفعلن فاعلن فاعلن ** مستفعلن فاعلن فاعلاتنْ
قالب افتراضي، وضعته قياساً، ولم أجد له ـ حتى الآن ـ أية شواهد صحيحة. ولكنْ في موشحةٍ لابن باجة الأندلسي، على المنسرح: (مستفعلن مفعولاتُ مفعولن)، شذّ شطران، فجاءا على: (مستفعلن مَفْعُلاتُ فَعولن)، وهذا يساوي: (مستفعلن فاعلن فعِلاتن)، ويمكن بالتالي استخدامُهُما هنا للاستشهاد، يقول ابن باجة ( ):
شهادتي أنْ أموتَ عليْهِ=تَشَوَّفَتْ ورْدَتانِ إليْهِ
متفعلن فاعلن فعِلاتن=متفعلن فاعلن فعِلاتن
ونظراً للتصريع؛ فهما مضافان للمشطورات.
كما يمكن أن نضيفَ هنا بعض ما يستشهدون به على (الثلْم) في المتقارب، كقوله( ):
تهوي كجَنْدَلةِ المنْجَنيقِ=يُرْمى بها السورُ يومَ القتالِ
مستفعلن فعِلن فاعِلاتُ=مستفعلن فاعلن فاعلاتن
د.عمر خَلّوف
01-12-2007, 04:48 PM
مستفعلن فاعلن فاعلن يقول ابن سناء الملك وقد التزم البديل الضرب (فعِلن) من باب لزوم ما لا يلزم:
شمسُ المحيّا أمِ القمَرُ
أمْ بارِقُ الثغرِ يا بَشَرُ
أمِ البَها حفّهُ الخَفَرُ
بطَرْزِ خدّيكَ مستطَرُ
فقم تباهي
بِما تباهي
ولا تلاهي
فكلُّ أحبابنا حَضَروا
والعودُ يُشْجيكَ والوَتَرُ
***
أفديكَ بالسمْعِ والبصَرِ
يا أهيَفاً وصْلُهُ وَطَري
بدْرٌ بدا في دُجى الشَّعَرِ
قد لَذَّ في حبِّهِ سَهَري
إذا تجلّى
وقد تحلّى
عليكَ تجْلى
[تحارُ] في وصْفِهِ الفِكَرُ
والعقْلُ والسمْعُ والبصَرُ
***
فهاتِ حدّثْ عن الطّرَبِ
وعن سُلافِ ابنةِ العِنَبِ
إذا سقاها معَ الضَّرَبِ
بدْرٌ بأفْقِ الجمالِ رُبي
في ظلِّ بانِ
على المثاني
من غير ثانِ
إلاّ النّدامى إذا سكِروا
والروضُ والماءُ والشجَرُ
ومثلها ما جاء في ديوان محمد مصطفى حمام (ديوانه ص27. كذا ضبطَها محقق الديوان، والأغلب أنها مقيدة القافية، بدليل المقطع الثاني من القصيدة، فتكون حينئذ من المخلّع ( مستفعلن فاعِلاتُ فعْ )، وليست من اللاحق):
في الليلِ في طلْعَةِ القَمَرِ
في الفجْرِ في هدْأَةِ السَّحَرِ
في الروحِ والنّفْحِ والزّهَرِ
في اللفْحِ والصخْرِ والحَجَرِ
في البحْرِ والعصْفِ والخَطَرِ
وزيادةً في التمثيل، وتوضيحاً لإمكانيات هذا الوزن، نورد هنا بعضاً من موشحةٍ لابن اللبانه، كتبها أصلاً على مجزوء البسيط (مستفعلن فاعلن مستعِلن). وبتقييد قافيتها تصبح على وزن اللاحق؛ (مستفعلن فاعلن فاعلن). يقول ابن اللبانه:
قد باحَ دمعي بما أكتُمُهْ
وحنَّ قلبي لِمَنْ يظْلِمُهْ
رشَاً تمرَّنَ -في لا- فَمُهْ
كَمْ بالمنى أبَداً ألْثُمُهْ
يفترُّ عنْ لؤلؤٍ متَّسِقْ
هلْ منْ سبيلٍ لرشْفِ القُبَلْ
هيهاتَ منْ نَيْلِ ذاكَ الأمَلْ
كَمْ دونَهُ منْ سيوفِ المُقَلْ
سُلَّتْ بلَحْظِ وَقاحٍ خَجِلْ
أبدى لنا حُمْرةً في يَقَقْ
طابَ الزمانُ لنا واعتدلْ
في دولةٍ أورثَتْنا الجذَلْ
ردّتْ علينا الصِّبا والغزَلْ
فقلتُ حينَ حبيبي رحَلْ
أهْدِ السلامَ لِصَبٍّ قَلِقْ
ونقلَ الحنفي بيتاً -على هذا الوزن- استشهد به الصبّان -في شرحه لمنظومته- على المضارع المخزوم!!، بينما استشهد به البنتيتي -في شرحه كتاب الكافي- على المقتضب المخزوم أيضاً!! في حين اعتبره الحنفي نفسه من البحر المنسرح!! يقول فيه:
أورثَني حبُّكَ السّقَما
صرْتُ لهذا الورى عَلَما
ومما استشهد به الحنفي للمنسرح أيضاً:
عجبتُ ما أقربَ الأجَلا
منّا ، وما أبعَدَ الأمَلا
وقوله أيضاً:
فالأكؤُسُ الآنَ خاليةٌ ** ما إنْ بِها قطرةٌ لِصَدِ وهي -دون تمحّل- على وزن اللاحق؛ وقد جاء الضرب فيها على (فعِلن) كما هو واضح.
د.عمر خَلّوف
01-12-2007, 05:33 PM
مستفعلن فاعلن فاعلانْ
وقد استخدم ابن خاتمة الأندلسي هذا الضرب إلى جانب وزن المجتث في إحدى موشحاته، ومنها قوله):
هَبَّتْ من النومِ عينُ البَهارْ ** تومي بلحْظٍ رقيعِ
ولْتجْلُها ذاتَ نورٍ ونارْ ** رقْراقَةً عن نجيعِ
دفْئاً لجسمٍ صريعِ الوقارْ ** فطيبُ عيشِ الخليعِ
فهاتِ منْ كفِّ ذاتِ سِوارْ ** كالبدرِ عند الطلوعِ
يا لائمي في دموعي الغِزارْ ** دعني فسَكْبُ الدموعِ وعلى ذات الضرب، وجدت قصيدة لسيد قطب، نشرها في مارس 1937، في مجلة المقتطف المصرية (ج3، م9، ص323)، يقول فيها:
إلى الثلاثينَ تمضي الرِّكابْ=حثيثةً يا ليالْ
مضى من العمرِ أغلى الرِّغابْ=فلستُ آسى لِغالْ
مضى من العمرِ ما يُستطابْ=من بهجةٍ أو جمالْ
مضى كما جاءَ عهْدُ الشبابْ=عَهْدُ المنى والخيالْ
وضاعَ في غَمْرةٍ واضطرابْ=ومرَّ دونَ احتفالْ
فأسرعي يا لَيالْ
علامَ منْ بعدهِ تمهلينْ=وأيّ غيبٍ تهابْ
وما احتفالٌ بِمَرِّ السنينْ؟=منْ بعد مرِّ الشبابْ
وما الذي يا ليالي يكونْ؟=بعد اكتهالِ الرِّغابْ
يكون ـ واحسرتاه ـ السكونْ=على ضفاف اليبابْ
يكون كالقَيْدِ عقْلٌ رزينْ=يعطو لِشطّ الصوابْ
فيا لسوءِ المآبْ
فذلك العقلُ رمز القيودْ=ونحنُ شرّ العُناهْ
يذودُنا عن مَراقي الخلودْ=وخير ما في الحياهْ
والطيشُ رمز الشباب المَريدْ=يسمو بنا عن مَداهْ
فنحنُ نرنو لهذا الوجودْ=بفتنةٍ وانتباهْ
فلا نبالي بصرْفِ الجدودْ=ولا نخافُ الغداهْ
فكلّ يومٍ حياهْولعل سيد قطب قد اطلع على موشحة ابن خاتمة كما نظن .
ومما جاء على هذا الضرب؛ قول محمود درويش من قصيدته السابقة:
لأنَّهُ قالَ لي: .. قالَ .. قالْ
أمُّكِ لا تُشْبهُ البرتقالْ ** ولا جذوع الشجرْ
أمُّكِ في القبْرِ لا في السّماءْ
عبداللطيف محمد الشبامي
01-12-2007, 05:38 PM
الدكتور الفاضل / عمر خلوف
ربما إن الإشادة في مواطن العلم والمعرفة قد تفسد حلاوة المتابعة والتطلع ...
ولكنها كلمة حقٍ وصدق عرفاناً بما تقدمه من جهد تحسد عليه ...
أتابعك بشغف ولي عودة ..
لأني قرأتُ في كتاب اشتريته العام المنصرم وهو بعنوان معجم علوم العربية وقد ذكر المؤلف الدكتور / محمد التونجي في هذا المؤلَف بحوراً عدة منها المتئد والمستطيل كما أتذكر ... سأرجع إلى مكتبتي المتواضعة وأسطرُ هنا كافة تلك البحور ...
ولكن أتساءلُ هنا يا دكتور ....
لماذا أُسميَ باللاحق ... ؟؟
دمت بخير
خالص التحايا والتقدير
د.عمر خَلّوف
01-12-2007, 05:40 PM
ومما جاء على وزن اللاحق من شعر التفعيلة قول محمود درويش:
الطفلةُ احترقَتْ أمّها = مستفعلن فعِلن فاعلن
أمامَها .. احتَرَقَتْ كالمساءْ = متفعلن فعِلن فاعلانْ
وعلّموها يصيرُ اسمُها = متفعلن فاعلن فاعلن
في السنةِ القادمَهْ = مستعِلن فاعلن
سيّدةَ الشهَداءْ = مستعِلن فعِلانْ
وسوفَ تأتي إليها، إذا وافَقَ الأنبياءْ = متفعلن فاعلن فاعلن فاعلن فاعلانْ
من يومها لا تحبّ القمرْ = مستفعلن فاعلن فاعلن
ولا الدمى .. كلّما = متفعلن فاعلن
جاء المَسا ، صرَخَتْ كلّها: = مستفعلن فعِلن فاعلن
أنا قتلْتُ القمرْ = متفعلن فاعلن
لأنه قال لي: .. قالَ .. قالْ = متفعلن فاعلن فاعلانْ
أمّكِ لا تشبه البرتقالْ = مستعلن فاعلن فاعلانْ
ولا جذوعَ الشجَرْ = متفعلن فاعلن
أمُّكِ في القبرِ لا في السماءْ = مستعلن فاعلن فاعلانْ
د.عمر خَلّوف
01-12-2007, 05:59 PM
الدكتور الفاضل / عمر خلوف
ربما إن الإشادة في مواطن العلم والمعرفة قد تفسد حلاوة المتابعة والتطلع ...
ولكنها كلمة حقٍ وصدق عرفاناً بما تقدمه من جهد تحسد عليه ...
أتابعك بشغف ولي عودة ..
لأني قرأتُ في كتاب اشتريته العام المنصرم وهو بعنوان معجم علوم العربية وقد ذكر المؤلف الدكتور / محمد التونجي في هذا المؤلَف بحوراً عدة منها المتئد والمستطيل كما أتذكر ... سأرجع إلى مكتبتي المتواضعة وأسطرُ هنا كافة تلك البحور ...
ولكن أتساءلُ هنا يا دكتور ....
لماذا أُسميَ باللاحق ... ؟؟
دمت بخير
خالص التحايا والتقدير
الأخ الكريم عبد اللطيف
أشكر لك متابعتك، منتظراً عودتك الميمونة بكل ما ستحمله من تفاعل.
أما عن سؤالك: لماذا أسميَ باللاحق؟
فقد جاء في المقدمة ما يلي:
وقد وجدت له عدداً من الصور المستعملة، ووضعت له عدداً آخرَ من الصور الافتراضية التي يمكن أن تندرجَ تحته، مما يعطيه حقَّ التفرُّدِ والاستقلال، بحراً قائماً بذاته، اصطلحتُ على تسميته (بالبحر اللاّحق)، اسماً كان القرطاجني قد أطلقه على (المخلّع)، فآثرْتُ استخدامَه هنا، إذ لا يخفى ما يحمله هذا الاسم من معنى إلحاقِ جديدٍ بقديم.
وهو اسم يشبه إلى حد كبير اسم (المتدارك) من البحور، الذي تدورِك به على البحور الخليلية،
وهذا بحر مُلحَقٌ بها كما ترى.
ولا مشاحة في المصطلح كما يُقال، لأن الاسم لن يقدم أو يؤخر، وإنما هو علَمٌ على البحر.
أشكرك أخي
وتقبل مودتي
عبداللطيف محمد الشبامي
03-12-2007, 05:57 PM
عدتُ والعود أحمد
كما أشرتُ سابقاً أيها الدكتور العزيز / عمر
أن الكتاب الذي ذُكر فيه بحور مهملة وهي كالآتي كما وردتْ في كتاب معجم علوم العربية في صــــ 108،109،110
الطبعة الأولى دار الجيل 2003م_1424هـ ومؤلفه الدكتور / محمد ألتونجي
" بحر العميد
وهوبحر مهمل، وزنه :
مفعولُ مفاعيلن مفاعيلن فعْ
مفعولُ مفاعيلن مفاعيلن فعْ
بحر الفريد
مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلُ فعولُ
(مرتان )
بحر المتئد
وهو مقلوب المجتث ، مهمل ووزنه :
فاعلاتن فاعلاتن مستفعِ لنْ (مرتان )
بحر المتوفِّر
وهو بحر قليل الإستعمال ، ووزنه :
فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ ( مرتان )
بحر المستطيل
هو بحر مهمل قليلُ الإستعمال ، وزنه مقلوب الطويل :
مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعول ( مرتان )
بحر المطَّرِد
هو بحرمهمل ، وزنه :
فاعِ لاتنْ مفاعيلن مفاعيلن ( مرتان )
بحر الممتد
هو بحر نادر الإستعمال ، وزنه مقلوب وزن المديد :
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
بحر المنسرد
هو بحر مهمل ، ووزنه :
مفاعيلن مفاعيلن فاعِ لاتُنْ ( مرتان )
___ أهـــ ____
.................................
يلاحظ أن المؤلف أو من صنعهُ بحسب ما أورده في بداية المعجم أنه لم يورد أي مثال على هذه البحور المهملة .
وبعيداً عن هذا لو تكرمتَ أستاذي في افادتي حول هذا البيت :
كيفَ لي أنْ أنامَ الليالي ولمْ *** أحتفِ بالمنى من عبير الزهرْ
احترتُ في الشطر الثاني فقطعتهُ كالآتي :
فاعلُ فاعلن فاعلن فاعلن
هل يجوز في المتدارك فاعلُ بدلاً عن فاعلن ..؟
وكما أعرف أن فاعلن لها بديلٌ وهو فاعلُ عندما يتم استعمال فاعلن إلى فَعِلُنْ أو فَعْلُنْ ///0 ، /0/0
واعذرني إن خلطتُ بين ما تفضلت وبين سؤالي ..
دمت بخير وعافية
خالص التحايا والتقدير
د.عمر خَلّوف
03-12-2007, 11:39 PM
الأخ اللطيف عبد اللطيف
أهلاً بك مرة أخرى
البحور المهملة يا أخي معظمها نتاج دوائر البحور الخليلية، أشارت إليها معظم كتب العروض القديمة دون أن تسميها، لأنها أوزان غير مستعملة كما يدل على ذلك اسمها. إلاّ أن المتأخرين من العروضيين أطلقوا عليها أسماءها، ووضعوا لها شواهدها المصنوعة المفردة، كما يفعل بعض مدعي التجديد والاختراع اليوم، حيث يركّبون من التفاعيل وزناً، ثم يرصون على نهجه كلمات لا ترقى في أحسن الأحوال إلى مستوى الشعر، لأنك تحس بالمعاظلة في تركيبها، وتنافر إيقاعها.
وتجد أدناه بعض هذه الأمثلة، أكتبها بلون آخر:
بحر المستطيل
هو بحر مهمل قليلُ الإستعمال [بل غير مستعمل]، وزنه مقلوب الطويل:
مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعول ** مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعول
لقد هاج اشتياقي، غريرُ الطرفِ أحورْ ** أُديرَ الصدغُ منه، على مسكِ وعنبر
(وواضح نشازُ إيقاعه، ما لم يقف المرء على الفاصلة في وسط البيت)
ولذلك قالوا: ويستعمل مربّعاً، يعني بأربع تفاعيل في كل بيت، كقولهم:
أيسلو عنك قلبٌ ** بنار الشوقِ يصلى
وقد سدّدْتَ نحوي ** من الألحاظ نصلا
وهذا عندنا من مقصرات المتقارب.
وقل مثل ذلك فيما أسموه بالممتد (مقلوب المديد)، ووزنه:
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن ** فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن وربما سموه (الوسيم)، ووزنوه هكذا:
فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن ** فاعلاتن فعولن فاعلاتن فعولن وهو ذاته ولكن بتفعيل مختلف، مثاله:
صاد قلبي غزالٌ، أحورٌ ذو دلالٍ ** كلّما زدْتُ حبّاً، زادَ مني نفورا
قالوا: ويستعمل مربعاً، كقول أبي العتاهية:
عتْبُ ما للخيالِ ** خبّريني ومالي
لا أراهُ أتاني ** زائراً مذْ ليالِ
وهذا عندنا من مقصرات المتدارك.
بحر المتوفِّر
وهو بحر [مهمل] قليل الإستعمال [بل غير مستعمل]، ووزنه:
فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ ** فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ مثاله:
ما وقوفُكَ بالرّكائبِ في الطلّلْ ** ما سؤالُكَ عن حبيبِكَ؟ قدْ رحلْ
فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ فاعلن ** فاعلاتُكَ فاعلاتُكَ فاعلن
ويسمونه محرّف الرمل، وربما (المعتمد).
بحر المتئد
وهو مقلوب المجتث ، مهمل ووزنه:
فاعلاتن فاعلاتن مستفعِ لنْ ** فاعلاتن فاعلاتن مستفعِ لنْ مثاله:
ما لسلمى في البرايا من مُشْبهٍ ** لا ولا البدرُ المنيرُ المستكملُ
وأيضاً:
كن لأخلاقِ التصابي مُستمريا ** ولأحوالِ الشباب مستحليا
بحر المنسرد
هو بحر مهمل، ووزنه:
مفاعيلن مفاعيلن فاعِ لاتُنْ ** مفاعيلن مفاعيلن فاعِ لاتُنْمثاله:
لقد ناديتَ أقواماً حين جاؤوا ** وما بالسمع من وقرٍ لو أجابوا
وأيضاً:
على العقل فعوّل في كل شانِ ** ودانِ كلَّ من شئتَ أن تُداني
بحر المطَّرِد
هو بحرمهمل،[مقلوب المنسرد أو المضارع الدوائري]، وزنه:
فاعِ لاتنْ مفاعيلن مفاعيلن ** فاعِ لاتنْ مفاعيلن مفاعيلنمثاله:
ما على مستهامٍ ريعَ بالصدِّ ** فاشتكى، ثمّ أبكاني من الوجد؟
وأما:
"بحر العميد
وهوبحر مهمل، وزنه:
مفعولُ مفاعيلن مفاعيلن فعْ ** مفعولُ مفاعيلن مفاعيلن فعْ
والبحر الفريد
مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلُ فعولُ ** مفعولُ مفاعيلُ مفاعيلُ فعولُ
فهما (الدوبيت) بشحمه ولحمه، ولم ينتبه واضعوهما لذلك، ولو أنهم وضعوا شاهديهما لتبين لهم خطل ما هم فيه، كما أثبت ذلك في كتابي (الدوبيت).
___ أهـــ ____
عبداللطيف محمد الشبامي
05-12-2007, 11:03 AM
بارك الله فيك أستاذي د . عمر
على ما تفضلتَ به ...
وبالأمس قرأتُ أمثلةً على بعض تلك البحور في كتاب الهاشمي ميزان الذهب في صناعة شعر العرب ..
ولعلي سأتجه إلى بيت الثقافة بصنعاء لأطالع كتاب الشيخ / جلال الحنفي .. العروض تهذيبه وإعادة تدوينه
لأني كنتُ أطالعُ فيه الأسبوع المنصرم ... لعلي أقتطف منه ما يفيدنا جميعاً ..
وختاماً دمت رائعاً مبدعاً
خالص التحايا والتقدير
د.عمر خَلّوف
06-12-2007, 04:40 PM
وبعيداً عن هذا لو تكرمتَ أستاذي في افادتي حول هذا البيت :
كيفَ لي أنْ أنامَ الليالي ولمْ *** أحتفِ بالمنى من عبير الزهرْ
احترتُ في الشطر الثاني فقطعتهُ كالآتي :
فاعلُ فاعلن فاعلن فاعلن
هل يجوز في المتدارك فاعلُ بدلاً عن فاعلن ..؟
وكما أعرف أن فاعلن لها بديلٌ وهو فاعلُ عندما يتم استعمال فاعلن إلى فَعِلُنْ أو فَعْلُنْ ///0 ، /0/0
الأخ عبد اللطيف..
أهلاً بك مرة ومرات..
لقد أصبح شائعاً أن ما كتب على (فاعلن) يختلف كثيراً عما كتبَ على (فعلن).
إذ ليس (لفاعلن) الوتدية هذه سوى بديل واحد هو (فعِلن) بتحريك العين. وهو ما نسميه (المتدارك).
وأما ما كتب على (فعْلن)، فهو ما نسميه (الخبب)، وهذه تفعيلة سببية، لا وتد فيها، يجوز أن ترد في أي من مواقعها المختلفة من الحشو، على (فعِلن) بتحريك العين، وعلى (فعْلن) بسكونها، وعلى (فاعِلُ)، بل وعلى (فعِلَتُ) بأربع حركات متتالية.
ولذلك (ففاعِلُ) في البيت المذكور غير مقبولة هنا، لأنها هدمت وتد التفعيلة الذي لا يجوز أن يُمسّ بزحاف. ولذلك أيضاً فأنت مجبر على إشباع حركة الفاء لتصير إلى ياء (أحتفي)، حتى يستقيم لك الوزن.
أرجو أن تثبت هنا القصيدة التي استلّ منها هذا البيت، كي أضيفها عندي إلى شواهد البحر المتدارك، مع ذكر قائلها، ومصدر النقل إذا أمكن.
أشكرك مرة ثالثة، وأتمنى أن أسمع شيئاً من رأيك عن كتاب الحنفي الذي تقرأ فيه، وهو موجود في خزانتي.
تحياتي للجميع
عمر خلوف
عبداللطيف محمد الشبامي
07-12-2007, 06:41 PM
أستاذي د. عمر
أشكرك من أعماق قلبي بما تكرمتَ به من توضيح دقيق ومشبع ومقنع على تفعيلة فاعلن ...
وأما بالنسبة لذلك البيت فهي من أبياتي المتواضعة من قصيدة ليتني ألتقي وهي موجودة على هذا الرابط
وظلل النص كي تقرأه .. لا أدري ربما حدث تعديل في المنتدى مما جعل إدراج المشاركة كذلك .
وهذه القصيدة قد وضعتها في مجموعتي الشعرية التي أعدها ... أي القصائد الجدد .. فهذه القصيدة كتبتها في شهر9 مارس 2006م .
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=14213
جئتُ طيفَ المنى باسماً في السَّحَرْ
يا حياتي أنا .. كم أطيلُ السَهـرْ
كيف لي أنا أنامَ الليالـي .. ولـمْ
أحتفِ بالمنى من عبيـرِ الزَّهَـرْ
كـلُّ قـولـي لهاـوالهـاًـرقـةٌ
من نسيمِ الهنا .. واشتياقِ القدَرْ
إنَّ لي كـل يـومٍ أتـى راضيـاً
مهجةً ترقُبُ الشـوقَ والمنتظـرْ
حدثينـي بمـا قــد أراهُ لـنـا
مكسباً زاهراً فـي حصـاد الأثـرْ
يا حبيبي لقد تهتُ فـي عالمـي
كيف لي أن أعيشَ الدُّنى في كـدرْ
لهفـةٌ واشتيـاقُ اللقـا والهنـا
والمنى والـرؤى وانتظـارٌ قهَـرْ
وخدودي بهـا الدمـعُ لا ينتهـي
في زفيرٍ أحسُ ضلوعـي شـررْ
ليتني مثـل طيـر السمـا قـادراً
أو سحاباً تـزفُ السنـا والمطـرْ
ليتنـي ألتقـي بالمحـبِ ولــو
لحظةً كي أُذيعَ الـذي قـد ظهـرْ
وبالمناسبة لم أكن أعلم أنه يوجد ذلك الخلل إلا أن نبهني إلى ذلك أحد المشرفين في الساخر ..
فقلتُ في نفسي لعل هناك مخرجاً لذلك ... عموماً فكرتُ أن أعدل البيت ربما إلى "
كيف لي أن أنام الليالي وقد
أحتفي بالمنى من عبير الزهر
أو وهل أحتفي ... وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر ... هل يمكن اعتبار " ولم أحتفي .. " بدون حذف الياء ضرورة شعرية ..؟
أجد أن المعنى مع لم أبلغ وأنسب ... مع أنها مع بديلتها قد تقترب إلى حد ما ....
أو أن هناك رأيا آخر ... ؟
وكما إني أكتبُ سليقة ولا أعمد إلى التقطيع العروضي إلا في النادر .. ولا أخفيك أني أحب الأوزان بل مغرم بها ولي قصيدة في ذلك لعلي سأدرجها قريباً .. منها هذه الأبيات :
وحبيبتي لما رأتني مقْبِلاً *** ظللتُها وأطلتُ في تقديرِها
متفاعلن متفاعلن يا فاتني *** تستفهمين وإنني في غيرها
عذبُ اللسانِ فصاحةً وبلاغةً *** .............................
أعذرني أستاذي لم أعد أتذكر لأنها قصيدة في الأدراج ولها وقت لا بأس به ربما خمسة أعوام .... ولا أخفيك أيضاً أني كنتُ أخلط بين بحري البسيط والكامل ... ولكن مع المران والملاحظة التي كنتُ أتلقاها من الأصدقاء ممن هم أبصر مني تحسنت إلى أن كتبتُ بأغلبية البحور :
الطويل :
سأجني أزاهير البديعِ لسائلي *** وأهديه من روض القصيد سنابلي
البسيط :
ودعّْْ فؤادي ولا تهواهُ بعدئذٍ *** وطلقِ الحبَّ وارفعْ رآيةَ العلمِ
الوافر :
أنا طيفُ الخيال بكل شعرٍ *** وكلٌ من بياني قد تأثرْ
السريع كما أعتقد لأنه قد يكون من بدائل الكامل :
في كل ناحية أرى وطني *** قد غارَ منهُ الحسنُ و السِحْرُ
المجتث :
أشكو الوشاةَ إلهي *** ساقوا إليَّ الدواهي
الخفيف :
سامحيني حبيبتي سامحيني *** لستُ أنسى رغم العناء حنيني
الهزج :
أنختُ قصائدي فجراً *** ولكنْ خانني الفجرُ
الرمل :
وتصبرتُ اشتياقاً علَّني *** أرتوي عشقاً من الكأس النقيهْ
وغيرها ... على سبيل الذكر لا الحصر للأبيات ....
وأما بالنسبة لرأيي في كتاب العروض السالف الذكر ... فسوف أعطيك رأيي فيه ولكن أمهلني بعض الوقت ... وكما أشكرك مجدداً لما تفضلت به أيها الراسخ الشامخ ..
دمت بخير وعافية وزادك علماً إلى علمك ... واعذرني على التطويل في بعثراتي الكتابية ..
خالص التحايا والتقدير
د.عمر خَلّوف
08-12-2007, 05:55 AM
أهلاً بك يا عبد اللطيف
هكذا الشاعر دائماً، ترى خافقه يمور فلا يقرّ، ونفسه توّاقة إلى المعرفة والعلم..
لك مني أطيب الدعاء بالتوفيق..
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=14213
كيف لي أنا أنامَ الليالـي .. ولـمْ
أحتفِ بالمنى من عبيـرِ الزَّهَـرْ
فكرتُ أن أعدل البيت ربما إلى "
كيف لي أن أنام الليالي وقد
أحتفي بالمنى من عبير الزهر
أو وهل أحتفي ...
أجد أن المعنى مع لم أبلغ وأنسب ...
ما رأيك لو جعلتها: (.. ولم ..أكترثْ بالمنى..)؟
السريع كما أعتقد لأنه قد يكون من بدائل الكامل :
في كل ناحية أرى وطني *** قد غارَ منهُ الحسنُ و السِحْرُ
إذا كانت القصيدة على مثل هذا البيت فهي الكامل بلا ريب، وليست السريع.
الهزج :
أنختُ قصائدي فجراً *** ولكنْ خانني الفجرُ
وهذه على مجزوء الوافر، لا الهزج.
أخي عبد اللطيف
دمت طيباً
د.عمر خَلّوف
09-12-2007, 10:09 PM
أحيي أستاذنا الشاعر العروضي الكبير عمر خلوف، صاحب الحس المرهف، والذوق الأصيل، فالذين قرأوا كتاب منهاج البلغاء لحازم القرطاجني لا يحصي عددهم إلا الله، ولكن كان الأستاذ عمر من القلائل الذين أحسوا بقيمة هذا الوزن وندرته وكونه جديرا بأن يلحق بأوزان الخليل، وزاد عليهم فاختار له اسم (اللاحق) نازعا بذلك هذه الصفة التي أطلقها حازم على المخلع، والحق كل الحق ما فعل الأستاذ عمر، فهذا الوزن الرقيق والذي فات فحول الشعراء وكبارهم قديما وحديثا أن يكتبوا عليه لجدير بأن يضاف وزنا جديدا إلى بحور الشعر العربي.
وأقول بهذه المناسبة هذه القطعة التي صنعتها لمجرد المسامرة:
دخلتُ في الفلَك الدائر= مـا أنا باللاحق القادر
بحرٌ على طيب إيقاعه = وحـسنه ليس بالسائر
نظرتُ في فجر أشعارنا = فـلـم أجده لدى شاعر
يـكـاد مـن رقة أنه = يخفى على مقلة الناظر
وربـمـا لـيـلةً ليلةً = يخرج من طوقه الآسر
فـهل عميقُ افتتاني به = يشفّ عن ذوقي القاصر
لـو أنـني شاعر مُلهم = لكان قد مرّ في خاطري
*زهير 17 - نوفمبر - 2007
فأجبته:
الشعرُ.. أنت به سابِقُ = والـنثرُ من بعده لاحِقُ
زهيرُ في روضِهِ زهرُهُ = وفي العُلا نجمُهُ السامقُ
وأنت مصطبحٌ ضوءَهُ = ومـن مدى طيبهِ غابقُ
لا زلـتَ في فنّهِ غارقاً = وهْـوَ لتطوافكمْ وامقُ
عبداللطيف محمد الشبامي
14-12-2007, 06:08 PM
أشكرك أستاذي على ما تفضلتَ به ...
ولولا انشغالي في أموري لأشعلتُ المنتدى بالأسئلة والاستفسارات التي ستجعله في حركة كما خلية النحلة ...
D:
وأخيراً توصلتُ الى ما هو أقرب في المعنى دون أن يختل الوزن ..
أحتفلْ بدلاً عن أحتفي
كيف لي أنا أنامَ الليالـي .. ولـمْ
أحتفِلْ بالمنى من عبيـرِ الزَّهَـرْ
دمتَ بخير وصحة وعافية
خالص التحايا والتقدير
ماجدة ماجد صبّاح
24-12-2007, 07:19 PM
الدكتور الفاضل عمر الخلّوف..
ما أرى هنا غير عجبا عجابا شطر من بين فحاول اللغة!
أسمع كثيرا عن علم العروض وأنا أتتوقع شوقا لأن أتعلمه
لم أدرس منه للآن سوى الكتابة العروضية والتقطيع فقط ولا أعرف غير هذا
أتمنى أن تواصل، فبمجهودك وتقديرنا لا بدّ أن يكون هناك نتيجة...وأتمنى أن أكون تلميذة عندك..
كل الاحترام
د.عمر خَلّوف
25-12-2007, 11:29 PM
الأخت ماجدة..
لك الشكر على ثنائك..
وأتمنى أن تقتني كتاباً مبسطاً في علم العروض، وأن تجاهدي في معرفة أوزان الشعر العربي، فالعلم بالتعلم، وجميع الأخوة هنا على استعداد لمساعدتك فيما تسألين عنه، أو تحتاجينه.
مع دعائي لك بالتوفيق
د.عمر خَلّوف
05-06-2013, 05:43 PM
لتذكير الشعراء والدارسين بهذا الوزن الجميل،
بعد أن أتحفنا شاعرنا المبدع: جبر البعداني ببعض قصائده المكتوبة على هذا الوزن
نداء غريب صبري
11-06-2013, 07:41 AM
ولاحق حقه ماثل = مستفعلن فاعلن فاعل
مع أني أتوجس قلقا على الشعر كلما سمعت بإضافة لما قدم الخليل مهما كانت ثقي بصاحبها
لكني أحببت موسيقى هذا البحر وارتحت له
شكرا لك أخي العروضي الرائع دكتور عمر خلّوف
بوركت
د.عمر خَلّوف
12-06-2013, 10:56 AM
أختنا المبدعة نداء صبري..
لا تكوني كبعض المتحجرين الذين يخشون أي تجديد، فيخوفوننا بفساد قواعد اللغة فيما لو فتحنا باب التجديد في موسيقى الشعر
وهم كمن يخشى اختلال قاعدة فيزيائية فيما لو وصفنا الأرض بالكروية!
فلا خوف على شعرنا العربي من أية إضافة أو تجديد
وقواعد موسيقى الشعر لا علاقة لها بقواعد اللغة وإن كان واضعهما واحد وهو الخليل رحمه الله
وكم كنتُ أخشى على قواعد الموسيقى والنغم لو لم يضِعْ كتابا الخليل في الإيقاع والنغم.
شكراً لك شاعرتنا نداء
وحفظك الله
خشان محمد خشان
12-06-2013, 12:56 PM
أستاذتي الفاضلة نداء غؤيب صبري
أستاذي الفاضل د. عمر خلوف
لاحق حازم ليس بحرا جديدا. بل هو من مقصرات المنسرح
لاحق خلوف ليس بحرا حديدا. بل هو صورة ثانية من مجزوء البسيط وصورته الأولى هي تلك المتفقة وزنا - لا لونا ولا حكما - مع صورة مقصر المنسرح ( لاحق حازم)
ما تجدينه ويجده أستاذي د. خلوف من سلاسة في هذا البحر راجع إلى أنه جزء أصيل من البسيط.
والنظر وفق منهاج الخليل إلى القول بأنه بحر مستقل عن مجزوء البسيط ولا مكان له في دوائر الخليل يعني اكتشاف مساحة في الذائقة العربية لم يشملها نهج الخليل.
هذا الوزن 4 3 2 3 2 3 لا وجود له في الشعر . الموجود في الشعر هو الوزن 4 3 2 3 2 3
والتلوين هنا ليس فذلكة بل يعني - كما يعرف أهل الرقمي وكما سأفصل في الرد التالي - أن للأول صورا لا يشملها الثاني وهي بالتالي في أحسن حالاتها من الموزون وليست من الشعر.
العروض السائد وصف تجزيئي تطبيقي .
علم العروض منهج متصل بفكر الخليل.
القول في علم العروض دون وعي على منهج الخليل أدى إلى أخطاء العروضيين الكبار
1- حازم القرطاجني
2- نازك الملائكة
3- د. عمر خلوف
4- د. أحمد مستجير
لا يقع في مثل ما وقعوا فيه دارس الرقمي حتى في دوراته الأولى مع قلة ذخيرته من الشعر.
المنهج هيئة أو نوع لحمته وسداه ربط المعلومات بطريقة منهجية وهو مجال علم العروض.
المحفوظ من الشعر وسواه كم ووصفه الجزئي لا يستدعي ربطا وهو مجال العروض.
القول في علم العروض اعتمادا على الكم الجزئي دون وعي على المنهج الكلي متاهة أضلت الكبار من العروضيين.
وضحت جانبا من ذلك في موضوع ( الرقمي قبس من نور الخليل )
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/-qabas
http://www.youtube.com/watch?v=HGb3ZfVoVpQ
وسوف أعود لعرض أخطاء الكبار لغياب المنهج لديهم في موضوع مفصل أركز فيه على أن اللاحق بمصطلحيه ليس بحرا جديدا.
هناك من قال إن مئات بحوره تتفق مع منهج الخليل. وهناك هذا القول بأن اللاحق بحر جديد مستقل عن بحور الخليل ولكنه ضمن منهجه.
أليس من حقنا أن نسأل كلا القائلين بتحديد منهج الخليل الذي يقع خارج دوائره.
لو أن الأمر يتعلق بجزئية تطبيقية لما أعرته هذه الأهمية . لكنه نقض لأساس منهج الخليل يستدعي وقفة مع كبار وهي في حالة أستاذي خلوف صعبة على نفسي لكن الحق أولى أن يقال.
المبدأ الكلي ينطبق عليه مثال الكرة لا تعود كرة لأقل خرق
التطبيقات الجزئية ينطبق عليها مثال الطاولة لو كسر بعضها يبقى البعض الآخر يؤدي غرض الطاولة.
وكلي أمل أن يسعني اليوم حلمه كما أفادني في السابق علمه.
أقول كل هذا مع استعدادي للاعتراف بخطا - أفترضه احتماله دائما في آرائي - إن أقاموا الحجة على قولهم فغلبت حجتي والقراء هم الحكم بيني وبينهم.
د.عمر خَلّوف
13-06-2013, 07:24 PM
في مداخلته على موضوع (البحر اللاحق)، وبأدبه الجمّ المعهود، يقول أستاذنا خشان: إنه (نقْضٌ لأساس منهج الخليل، يستدعي وقفة مع كبار، وهي في حالة أستاذي خلوف صعبة على نفسي، لكن الحق أولى أن يقال).
ويحزّ في نفسي، أن يقفَ المرءُ على حقٍّ يراه، ويقتنع به، ثم لا يجهر به، مراعاةً لأسبقية، أو مجاملة في صداقة..
فأجمعْ أمرَكَ يا أخي الحبيب، ثم لا يَكُنْ أمرُكَ عليكَ غُمّة، ثمّ اقْضِ به.. سواءٌ أأقنعتنا بحقّك، أم لم تقتنع بحقنا، فلا مجاملة في العلم.
والأستاذ في مداخلته تلك، يخشى كثيراً من مسألة "اكتشاف مساحة في الذائقة العربية لم يشملها منهج الخليل"! فيرى أن نظرية الخليل العروضية قد استوعبت كل إمكانات الموسيقى الشعرية، ما مضى منها وما غبَر.
وهي خشية لا مبرر لها عندنا البتة، لأن الذائقة العربية استساغت -منذ بداياتها- ما لم تُحط به نظرية الخليل، (كبحر الخبب) الذي عجز الخليلُ عن تأصيله وتقعيده، لمخالفته كل قواعد منهجه (الشمولي)، فألقى حبله على غاربه، وتركه هائماً في فضاء الله الوسيع، وذلك على الرغم من وجود هذا البحر قبل أن يُخلق الخليل، وعلى الرغم مما نُقِل عنه بأنه نَظَمَ على وزنه.
ولكي يبرر الأستاذ وجود الخبب أو سواه، خارجَ منهج الخليل (الشمولي!)، يجعل الخبب من (الموزون) وليس من الشعر.. في اضطرابٍ (مصطلحي)، يوحي بأن البحر ليس من الموزون.. وهذا خلاف المقصود.
وما دام الوزن قائماً بذاته، فهو (بحرٌ وموزون)، سواءٌ أدَخَلَ منهج الخليل، أم بقيَ خارج منهجه.
وحتى لا يبقى ما أسميناه (بالبحرَ اللاحق) خارج (المنهج الشمولي)، يقرّر الأستاذ بثقة أنّ الوزن: (مستفعلن فاعلن فاعلن) "لا وجودَ له في الشعر"، وأن الموجود في الحقيقة هو: (مستفعلن فاعلن فاعلن) المتفرع عن البسيط، والذي لولا تفرعه عن البسيط ما وجدَ فيه د.خلوف تلك السلاسة التي يدّعيها فيه!. ولكن على قارئ (شعر اللاحق) أن يُبقي خَيالَه يقِظاً وواعياً بأنّ الوتد: (عِلُنْ) في ضرب الصورة الأولى يجب أن يكون (أحمر اللون)، وأنّ (عِلُنْ) في ضرب الصورة الثانية يجب أن يكون (أزرق اللون)!! وهذا مما لا يفهمه إلا أهل الأرقام.
وكان الخليل رحمه الله تعالى في منهجه (الشمولي) كذلك قد حمَلَنا على الخَيال، بأن نعتبر (فاعلن) في ضرب (السريع) ليست أصلاً فيه، ولكنها فرعٌ معلولٌ عن (مفعولاتُ)!! ذلك أنه لم يَجد للسريع في واقعه الشعري مكاناً أو مفَكّاً في دوائره، فابتدَع له هذا الضرب حفاظاً على منهجه الشمولي من السقوط.
لكنني أستغرب هنا، كيف استطاع (المنهج الشمولي) أن يُخرِج اللاحقَ (بمصطلحيه) من البحور، ثم يُؤمِنُ بانفصالِ (البحر المجتث) عن أصله البسيط، بحراً قائماً بذاته!!
فأين المنهجية الشمولية من ذلك؟
ولا لوم على أستاذ الشمولية في ابتداع كيانٍ (نظري) يلمّ فيه شتات الأوزان، حتى لو أدّى ذلك إلى شيء من التخيّل، والافتراض.. ولكن الغرابة أن يضَعَ (المنهج الوصفي) وهو (منهج خليلي)، يقرأ الأوزان والبحور في واقعها الشعري المستخدم، دون أن يغفل وشائج قُرْباها، في الكفّة الناقصة من المعادلة!! وأن يَجعلَ أصغرَ دارسٍ لما يُسمّى (بالعروض الرقمي) -لا خبرةَ له بالشعر ولا العروض- لا يقَعُ في (الضلال) مثل ما وقعَ به الكبار، كحازم القرطاجني، ونازك الملائكة، وعمر خلوف، وأحمد مستجير، لغياب المنهج لديهم!! فدارِسُ الأرقام وحده صاحب (نظرة شمولية) يفتقدها هؤلاء الكبار!!
أستاذي الحبيب:
إن (النظرة) التي تربط البحر السريع بالبحر الخفيف، كما تربط اللاحقَ بالبسيط، من أجل (شمولية) مُدَّعاة لَهي نظرة ضيقة، تحتكر الفضل لها، لتنزعه عمّن سواها.
وليحفظك الله ويرعاك سيدي
خشان محمد خشان
13-06-2013, 09:46 PM
أخي وأستاذي الحبيب د. عمر خلوف
أشكر لك سعة صدرك وتصريحك لي بالتفكير بصوت عال أمامك. وأرجو أن تعتبر ما أكتبه طرح تلميذ أمام أستاذه .
وإن كنت أفخر بشيء في الرقمي فهو استخلاص الصواب من كم من أخطائي ، ولا أزعم أن الرقمي وصل إلى الكمال
أو أنه خال من الأخطاء. وتلك طبيعة اي نهج علمي يطمح إلى التقعيد الشامل، حتى في العلوم المادية تطرح نظريات
وتمحص وتعدل وتصوب في توجه نحو الأرقى والأشمل. وهذه المعاناة وما يلابسها من أخطاء أمران تبرأ منهما أو
من أغلبهما التوصيفات الجزئية المتعلقة بالشكل، وإن حصل خطأ فإن تصويبا لمرة واحد يقومه، وذلك لعدم وجود
عملية فكرية متواصلة متعلقة بالمضمون الشامل لعدة ظواهر ومحاولة استنباط الرابط بينها.
سيكون حوارنا فرصة لتوضيح وجهة نظري وسآخذ بعين الاعتبار كل ملاحظاتك وكلي ثقة بأن نتيجة هذا الحوار
ستصب في مصلحة العروض عامة والرقمي خاصة.
وسأعرض بالتفصيل لكل فقرة تفضلت بها في ردودك القيمة . وذلك في موضوع ( المنهج واللامنهج ) .
https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=66144
ولكني استبق بالرد على قولك بأني أعتبر الخبب من الموزون ـ
إني إن كنت قد ذكرت أن الخبب من الموزون فأنا مخطئ . فالخبب عندي ركن أساس في الرقمي
وأنا أعتبره إيقاعا مستقلا في مقابل الإيقاع البحري ولعل موضوع التخاب المؤسس على ذلك
أهم موضوع في الرقمي. أخشى أن يكون هناك خشان خلوف :) كخشان أبو زيد يزودك بمعلومات لا أقول بها.
حراك الفكر وتدافعه خير وبركة وخيره في مجالنا ما كان معك استاذي الكريم.
يحفظك ربي ويرعاك أخا كريما واستاذا رائعا حليما.
د.عمر خَلّوف
23-06-2013, 12:07 PM
ليس عندي بكبير أهمية اعتبار الوزن -أي وزن- الخارج على نظرية الخليل بحراً قائماً بذاته، أم شيئاً من الموزون..
المهم أنه خارج النظرية الخليلية، ولكنه يؤلّف (بحراً موزوناً) رضيَ به الشعراء فكتبوا عليه، واستساغته الذائقة العربية فطربت له
ربما لم يقل أبو صالح إن الخبب من الموزون، ولكن بما أنه خارج الدوائر الخليلية، فأنا أفهم أنه شيء من الموزون، ولا يُسمّى عند أبي صالح بحراً، على الرغم من كونه أحد أركان النظرة الأرقامية!!
سددك الله وحفظك أستاذاً وأخاً
خشان محمد خشان
23-06-2013, 05:08 PM
ليس عندي بكبير أهمية اعتبار الوزن -أي وزن- الخارج على نظرية الخليل بحراً قائماً بذاته، أم شيئاً من الموزون..
المهم أنه خارج النظرية الخليلية، ولكنه يؤلّف (بحراً موزوناً) رضيَ به الشعراء فكتبوا عليه، واستساغته الذائقة العربية فطربت له
ربما لم يقل أبو صالح إن الخبب من الموزون، ولكن بما أنه خارج الدوائر الخليلية، فأنا أفهم أنه شيء من الموزون، ولا يُسمّى عند أبي صالح بحراً، على الرغم من كونه أحد أركان النظرة الأرقامية!!
سددك الله وحفظك أستاذاً وأخاً
أخي وأستاذي الكريم الحبيب.
الأولوية في هذا النقاش هي لتبيان آثار قولك حول موقف الرقمي من الخبب.
اشعر بالحرج وأنا أشرح الرقمي في حضرتك. فأنت أستاذي . فأرجو أن تتجاوز عن أسلوب الشرح الذي لا استطيع تخليصه من بعض الظلال التي يوحي بها سياق الحديث إذ أبدو فيه محاضرا بين يدي أستاذي. ولو كنت استطيع تجاوز ذلك أو الالتفاف عليه لفعلت وجنبت نفسي هذا الحرج. ولكن نقل صورة صحيحة عن الرقمي تقتضي ذلك بشكل لا لبس فيه.
الرقمي بما له وما عليه منهج متماسك معلوماته ككم قد لا يكون فيها جديد، ولكن الجديد فيه الهيئة أي طريقة الربط بين هذه المعلومات وهي عملية متواصلة من أوله لآخره . وللأسف فإن لم يدرس دورات الرقمي بتدرجها ومنهجيتها وإن عرف شكله ودلالة ذلك الشكل من سبب ووتد فإنه لا يعرف حقيقة مضمون الرقمي.
وحديثي هنا حديث وامق حزين ويائس من أغلب العروضيين. ذلك أني أرى أحبة يمضون في اتجاهات هم بأعلى وأفضل منها أجدر، ولو كلف أحدهم نفسه بعض الوقت لفهم مبدإ الرقمي لمضى فيه ولوفر على نفسه الكثير ولأستنار وأنار. ويزيد الحزن أن حديثي لا يجد استجابة. فتجد أن ما رأي أحدهم عن الرقمي لا يتعلق بالرقمي الذي أعرفه بل بصورة لديه عن الرقمي تصنعها له مقاربته للرقمي. أما اليأس فراجع إلى أن العروضيين الذين حاورتهم عن الرقمي لم يكلف أحد منهم نفسه فهمه. باستثناء بعض التفهم لدى أساذتتي سليمان أبو ستة و د. محمد تقي جون علي وإلى حد ما د. محمد جمال صقر.
إسمح لي أن أوضح لك وجهة نظري في الرقمي من خلال المقارنة بين ثلاثة مواضيع:
1- الشعر : يستطيع القارئ فتح أية صفحة من أي ديوان وتحصيل ما فيها
2- العروض : يحتاج القارئ إلى معرفة مقدمة معينة تشمل التعاريف الأساسية ثم باستطاعته أن يفتح على أي بحر ويفهمه
المعلومات في الموضوعين أعلاه أشبه ما تكون بالوصل على التوازي في الكهرباء فانقطاع التيار في أحدها لا يؤثر على سريانه في البقية. وهذا يعني أن اكتشاف خطإ في جزء ما لا يؤثر على بقية الأجزاء ويتم إصلاحه موضعيا
3- العروض الرقمي من أوله إلى آخره مترابط متماسك فلا يمكن فهم أي درس فيه قبل الذي سبقه الأمر الذي يقود إلى أن فهمه الصحيح لا بد وأن يكون بدراسته من الدورة الأولى ثم التدرج فيه إلى نهاية الدورات ثم إلى ما وراء الدورات.
وهو بذلك أشبه ما يكون بالوصل على التوالي فانقطاع التيار في نقطة معينه يوقف سريانه فيما بعدها. وهذا يعني أن أي خطأ يكتشف فيه لا يمكن اعتباره خطأ موضعيا، بل هو نتاج سلسة سابقة له من الأخطاء. ويقتضي تصحيحه تصحيح كل ما سبقه. وإلى هذا – على ما فيه من مشقة – تعود الخطوات الواسعة التي خطاها الرقمي منذ بدايته بأخطاء كثيرة كلما اكتشف أحدها أدى إلى تصويب المسار بكامله.
كان ما تقدم تمهيدا لأوضح لك آثار ما يعنيه في هذاالسياق قولك:" ربما لم يقل أبو صالح إن الخبب من الموزون، ولكن بما أنه خارج الدوائر الخليلية، فأنا أفهم أنه شيء من الموزون، ولا يُسمّى عند أبي صالح بحراً، على الرغم من كونه أحد أركان النظرة الأرقامية!!"
أرجو أن يكون إدراكك أن ممن سيقرأ ما أقوله من يعرفون الرقمي جيدا ما يجعلك تعطي احتمالا معقولا لصحة ما أقول إذ أني لو بالغت فيه فسأبدو مهرجا أمامهم. ولأهمية ما أوضحته هنا فسأنشره في منتدى الرقمي.
إن وصفي الخبب بأنه موزون أو بحر ينسف العروض الرقمي نسفا. فبعض الكلمات تنسف المنهج إن استعملت خطأ . أما استعمالها خطأ في اللامنهج فتأثيره محدود في موضعه، وتفكك اللامنهج يحصنه ضد النسف الكلي.
فقولي إنه موزون يخرجه من مجال الشعر كافة ويلغي دوره في العروض بشكل تام.
وقولي إنه بحر يلغي التخاب ولعله أهم ركن من أركان الرقمي. أقول هو أحد إيقاعي الشعر العربي.
تقول لي : " ألهذه الدرجة ؟ "
أقول نعم وهذه ضريبة المنهجية والتي تقوم في العروض على أن منهج الخليل - في عمومه - متسق شامل يمثل ذائقة عربية متسقة شاملة وعدم اتساق المنهج يعني اضطراب الذائقة. وهذا الاتساق قد تنسفه كلمة واحدة تخالف منهجيته إن تم تبنيها . كما ينسفه الخطأ في تلوين مقطع واحد.
. من غير منهج لا يوجد ضابط موضوعي لآراء العروضي فتراه يقبل هنا ما يرفضه هناك وتكون تبعات كثير من تجديده - دون وعي على المنهج وحدوده - إنشاء لذائقة جديدة.
لكم أتمنى أن يعير العروضيون بعض الجهد لفهم مضمون الرقمي. حتى ولو بغرض نقضه أو نقده. وذلك صعب على نفوسهم.
لقد تبين لي في الأعم الأغلب أن لكل عروضي خشانه الذي يعطيه فكرة مغلوطة عن الرقمي أعرف منهم خشان ابو زيد وخشان الغول وخشان عمر عبد االرحمن وخشان خلوف :)
وللعلم فالخبب إيقاع قائم بذاته في الشعر العربي وهو كذلك في بعض أشعار العالم. بل إن بعض أشعار العالم خببي بالكلية كما شرح ذلك د. إبراهيم أنيس و د. أحمد رجائي.
وأما الموزون فهو كل وزن فيه وتد وخرج عن عروض الخليل. بعضه كما تفضلتَ في حدود منهجه وبعضه خارج عن حدود منهجه.
هل لديك استاذي تعريف واضح المعالم لمنهج الخليل خارج عروضه يحدد المساحة بين عروض الخليل ومنهجه ؟
أعتقد أن الرقمي هو الوحيد الذي يحاول تحديد هذه المساحة.، ذلك انه المنهج الوحيد الذي يتناول تفكير الخليل كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ .":
ومهما بلغت ثقتي برأيي أختم بالقول ربما أكون مخطئا، ولذا ألزم قولي حتى يثبت لي أنه خطأ فأعدل عنه للصواب.
والله يرعاك.
د.عمر خَلّوف
27-06-2013, 07:17 PM
أخي الحبيب
لكأني بالأستاذ الذي وصف حواره (بالجذري)، أراد أن يجعل منه حواراً بدهي المقدمات، بدهي النتائج، فيوهم قارئه بأنّ كل شيءٍ فيه مُنْتهٍ ومستقر بين المتحاورين!!
ولو كان الأمر كذلك لَما كان هنالك حاجة للحوار أصلاً.
إنّ الثقة مسألة مهمة للمُحاور، ولكنها يجب أن لا تصل إلى مستوى الحسم قبل الحوار!
وحديثي هنا حديث وامق حزين ويائس من أغلب العروضيين. ذلك أني أرى أحبة يمضون في اتجاهات هم بأعلى وأفضل منها أجدر، ولو كلف أحدهم نفسه بعض الوقت لفهم مبدإ الرقمي لمضى فيه ولوفر على نفسه الكثير ولأستنار وأنار. ويزيد الحزن أن حديثي لا يجد استجابة. فتجد أن ما رأي أحدهم عن الرقمي لا يتعلق بالرقمي الذي أعرفه بل بصورة لديه عن الرقمي تصنعها له مقاربته للرقمي. أما اليأس فراجع إلى أن العروضيين الذين حاورتهم عن الرقمي لم يكلف أحد منهم نفسه فهمه. باستثناء بعض التفهم لدى أساذتتي سليمان أبو ستة و د. محمد تقي جون علي وإلى حد ما د. محمد جمال صقر.
يؤسفني غاية الأسف أن أكون واحداً ممّن أيأسَك وأحزنَكَ من العروضيين، وأنت تراه يمضي في اتجاهٍ لا يتوافق مع ما تأمله منه، من التضلّع من منهجٍ تحسبه -وهذا حقك- الأجدر أن يُتّبَع.
وليس ذلك عن قِلًى أو كراهيةٍ، فأنت بالمودة المتبادلة عليم، والله بها أعلم، ولكنني -أولاً- أحسبُ -وهذا حقّي- أنني أسير على منهجٍ يُوافِقُ ما أُحبّ أن أرى علمَ العروض عليه. كما أنني –ثانياً- لا يستهويني التعامل بالأرقام البتّة، لِعَيبٍ –ربما- في تربيتي العلمية، أو لتأثير ما ألِفْتُهُ من مفاتن العروض الخليلي، أو لِشيخوخةٍ بدأت تغشى أخاك، أو ربّما لجِماعِ ذلك كله.
فإذا ظهر لك السبب، وجب العذر.
إن وصفي الخبب بأنه موزون أو بحر ينسف العروض الرقمي نسفا. فبعض الكلمات تنسف المنهج إن استعملت خطأ . أما استعمالها خطأ في اللامنهج فتأثيره محدود في موضعه، وتفكك اللامنهج يحصنه ضد النسف الكلي.
فقولي إنه موزون يخرجه من مجال الشعر كافة ويلغي دوره في العروض بشكل تام.
وقولي إنه بحر يلغي التخاب ولعله أهم ركن من أركان الرقمي. أقول هو أحد إيقاعي الشعر العربي.
وللعلم فالخبب إيقاع قائم بذاته في الشعر العربي وهو كذلك في بعض أشعار العالم. بل إن بعض أشعار العالم خببي بالكلية كما شرح ذلك د. إبراهيم أنيس و د. أحمد رجائي.
أعود لأؤكّد لك أنني في منهجي أعتبر كلَّ موزونٍ بحراً، وكلَّ بحرٍ موزوناً، دون أن تنسفَ هذه الحقيقة عندي أيَّ جانبٍ من جوانب العروض.
ولستُ أدري لم تحملكَ الصرامةُ على حشوِ الكلمات بمعانٍ تنسفُ المنهجَ عندك نسفاً إن استُعمِلت خطأ كما تقول.
فما الذي سيتغير لو استعملتَ مصطلحي (بحر وتدي)، (وبحر خببي)؟؟
إن الخبب كما أراه: (بحرٌ) سببي، و(إيقاعٌ) سببي، (موزونٌ) بالأسباب دون الأوتاد، قائمٌ بذاته.
ونتيجة هذه الأوصاف عندي واحدة، حيث يبقى (الخبب) بحراً موزوناً على إيقاع السبب، شاذاً عن بقية بحور الشعر (الموزونة) على إيقاع الأسباب والأوتاد معاً.
وما تفضلتَ به من معنى التفريق بين الإيقاعين، وهو ما أتبنّاه كما تعلم، يجب أن لا يقف عثرة في طريق قبولك للجديد أو المستجد، سُمّي ذلك بحراً أم موزونا.
ولكن يبقى أن قبول الذائقة العربية لإيقاع الخبب (قنبلة) تنسف محاولات الإبقاء على الهيكلية النظرية التي أرادها الخليل للبحور.
هل لديك استاذي تعريف واضح المعالم لمنهج الخليل خارج عروضه يحدد المساحة بين عروض الخليل ومنهجه ؟
وأما سؤالكَ عن "تعريفٍ واضح المعالم لمنهج الخليل خارجَ عروضه، يُحدّد المساحة بين عروض الخليل ومنهجه" فهو سؤال عائمٌ غائم، شأن الكثير من الأسئلة التي يطرحها (الرقمي)، كالسؤال عن أسرار العبقرية الخليلية، والسؤال عن تحليل العملية الذهنية ...الخ
أعتقد أن الرقمي هو الوحيد الذي يحاول تحديد هذه المساحة.، ذلك انه المنهج الوحيد الذي يتناول تفكير الخليل كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ .":
وكم يفلقني تبنيك الدائم والمتكرر إلى درجة الإملال، لمقولة مُدَّعٍ متسلّق كميشيل أديب، سطَا بوقاحة غريبة على فكرة كتابنا: (فن التقطيع الشعري)، وادّعاها لنفسه، في كتاب له سماه: (حكاية العروض)، ولكنه بحمد الله تعالى لم يستطع أن يرقى إلى مستواها، أو أن يُضيف إليها شيئاً ذا بال، بل على العكس من ذلك شَوّهَها، وما أظنه بمقولته التي تتبنّاها إلا ساطٍ على مقوله من هو أفضل منه.
وأنتَ يا سيدي أعلى منه كعباً، وأظنك قد توصّلتَ إلى معنى مقولته تلك قبل أن تقرأها له في مجلة الموقف الأدبي.
إن العروض عندي علمٌ (وصفي)، لا يمكن حصره في قواعد رياضية (رقمية) شاملة. وكل محاولات حصره ضمن قواعد صارمة ستبوء بالإخفاق.
فهو على الرغم من ارتباطه بشيء من قواعد الموسيقى شيئاً قليلاً، لكنه يتمتع بمرونة عجيبة تقدمها له اللغة العربية، بما تحمله حروفها، وكلماتها، وجملها، من شحنات وظلال موسيقية.
والله يسددك يرعاك.
خشان محمد خشان
28-06-2013, 08:02 AM
من يحاور أستاذا بقامة أستاذي خلوف يعرف متعة يندر أن يجدها عند من هم دونه علما وخلقا. استعملت للمتكلم التعابير التالية
خشان 1 : ماكا مقتبسا من أصل موضوعي ( حوار جذري )
د. خلوف : ما تفضل أستاذي به من رد
خشان 2 : ردي على رد أستاذي
ألوان الفقرات تذكر بالقائل ومرحلة النص
***********
خشان 2 : أخي الحبيب وأستاذي الكريم د. عمر خلوف
الحوار بل حتى الاختلاف مع ذي علم وخلق مثلك فرصة لا أدعها تفوتني . ففيها من العائد العلمي العام - ولي خاصة - وتحفيز التفكير – ولي خاصة – ورؤية نفسي بمرآة كاشفة ربما تكشف لي من خطئي وشططي ما لا يتم بدونها أو تزيل الشبهة وتبعد سوء الفهم عن بعض ما يكتنف رأيي.
د. خلوف : أخي الحبيب
لكأني بالأستاذ الذي وصف حواره (بالجذري) ، أراد أن يجعل منه حواراً بدهي المقدمات، بدهي النتائج، فيوهم قارئه بأنّ كل شيءٍ فيه مُنْتهٍ ومستقر بين المتحاورين!!
ولو كان الأمر كذلك لَما كان هنالك حاجة للحوار أصلاً.
إنّ الثقة مسألة مهمة للمُحاور، ولكنها يجب أن لا تصل إلى مستوىالحسمقبل الحوار!
خشان 2 : إنني ببساطة عبرت عما في نفسي بصدق، دون قصد توهيم . وعماد الحوار في رأيي هو التعبير عما لدى المحاو من رأي هو في نظر صاحبه صواب. وربما ميزني في هذا الجانب أن تجربة الرقمي ومسيرته الفكرية بما اكتنفها من أخطاء وتصويبها علمتني أنه مهما بلغ اعتدادي برأيي في مرحلة ما فإن ثمة احتمال بأنه قد يكون خطأ أو أقله قابلا للتعديل إلى الأفضل .
خشان 1: وحديثي هنا حديث وامق حزين ويائس من أغلب العروضيين. ذلك أني أرى أحبة يمضون في اتجاهات هم بأعلى وأفضل منها أجدر، ولو كلف أحدهم نفسه بعض الوقت لفهم مبدإ الرقمي لمضى فيه ولوفر على نفسه الكثير ولأستنار وأنار. ويزيد الحزن أن حديثي لا يجد استجابة. فتجد أن ما رأي أحدهم عن الرقمي لا يتعلق بالرقمي الذي أعرفه بل بصورة لديه عن الرقمي تصنعها له مقاربته للرقمي. أما اليأس فراجع إلى أن العروضيين الذين حاورتهم عن الرقمي لم يكلف أحد منهم نفسه فهمه. باستثناء بعض التفهم لدى أساذتتي سليمان أبو ستة و د. محمد تقي جون علي وإلى حد ما د. محمد جمال صقر.
د. خلوف : يؤسفني غاية الأسف أن أكون واحداً ممّن أيأسَك وأحزنَكَ من العروضيين، وأنت تراه يمضي في اتجاهٍ لا يتوافق مع ما تأمله منه، من التضلّع من منهجٍ تحسبه -وهذا حقك- الأجدر أن يُتّبَع.
وليس ذلك عن قِلًى أو كراهيةٍ،فأنت بالمودة المتبادلة عليم، والله بها أعلم، ولكنني -أولاً- أحسبُ -وهذا حقّي- أنني أسير على منهجٍ يُوافِقُ ما أُحبّ أن أرى علمَ العروض عليه. كما أنني –ثانياً- لا يستهويني التعامل بالأرقام البتّة، لِعَيبٍ –ربما- في تربيتي العلمية، أو لتأثير ما ألِفْتُهُ من مفاتن العروض الخليلي، أو لِشيخوخةٍ بدأت تغشى أخاك، أو ربّما لجِماعِ ذلك كله.
فإذا ظهر لك السبب، وجب العذر.
خشان 2 : أنا واثق أخي أنك تحب لي الخير وقد تعلمت من كتابك الرائع ( فن التقطيع الشعري ) قاعدة التناوب العامة وهي من أسس العروض الرقمي، بل إنني أرى في قواعد التأصيل التي تعلمتها من كتابك ما يبدد ما تظنه من استثناء في قواعدك المذكورة. أفرأيت إن أحببت لك ما تحبه لي من خير. أعتقد – ويغلب على ظني أني مصيب دون استبعاد احتمال الخطأ – أن الرقمي كمضمون لو استطعت أن أوصله لك فسيكون في ذلك خير لي وللعربية بشكل عام لما أوتيتَه من مزايا أفتقر إلى مثلها. وحتى لو كان في هذا الشعور الملح تجاوز فإني واثق أن سعة صدرك وحلمك على أخيك أكبر من أكيد إعذاره لك في أيما موقف تراه.
خشان 1: إن وصفي الخبب بأنه موزون أو بحر ينسف العروض الرقمي نسفا. فبعض الكلمات تنسف المنهج إن استعملت خطأ . أما استعمالها خطأ في اللامنهج فتأثيره محدود في موضعه، وتفكك اللامنهج يحصنه ضد النسف الكلي.
فقولي إنه موزون يخرجه من مجال الشعر كافة ويلغي دوره في العروض بشكل تام.
وقولي إنه بحر يلغي التخاب ولعله أهم ركن من أركان الرقمي. أقول هو أحد إيقاعي الشعر العربي.
وللعلم فالخبب إيقاع قائم بذاته في الشعر العربي وهو كذلك في بعض أشعار العالم. بل إن بعض أشعار العالم خببي بالكلية كما شرح ذلك د. إبراهيم أنيس و د. أحمد رجائي.
د. خلوف : أعود لأؤكّد لك أنني في منهجي أعتبر كلَّ موزونٍ بحراً، وكلَّ بحرٍ موزوناً، دون أن تنسفَ هذه الحقيقة عندي أيَّ جانبٍ من جوانب العروض.
ولستُ أدري لم تحملكَ الصرامةُ على حشوِ الكلمات بمعانٍتنسفُ المنهجَ عندك نسفاًإن استُعمِلت خطأ كما تقول.
فما الذي سيتغير لو استعملتَ مصطلحي (بحر وتدي) و (بحر خببي)؟؟
إن الخبب كما أراه: (بحرٌ) سببي، و(إيقاعٌ) سببي، (موزونٌ) بالأسباب دون الأوتاد،قائمٌ بذاته.
ونتيجة هذه الأوصاف عندي واحدة، حيث يبقى (الخبب) بحراً موزوناً على إيقاع السبب، شاذاً عن بقية بحور الشعر (الموزونة) على إيقاع الأسباب والأوتاد معاً.
وما تفضلتَ به من معنى التفريق بين الإيقاعين،وهو ما أتبنّاه كما تعلم، يجب أن لا يقف عثرة في طريق قبولك للجديد أو المستجد، سُمّي ذلك بحراً أم موزونا.
خشان 2: سرني هذا الوضوح وهو يكشف أمرين :
1 – اتفاق في المضمون واختلاف في المصطلح في التفريق بين الخبب وسائر البحور ولا بأس بذلك
2 – إختلاف في المضمون واتفاق في التسمية فيما يخص تعبير الموزون
فأنت تراه بمعناه اللغوي أي صحيح الوزن
وأنا أعني به ما كان على هيئة الشعر وليس بشعر مما يدعو أصحابه بحورا جديدة كالبحر الذي وزنه : مفاعيلن مستفعلن وقد اشرت إلى العديد من هذه ال ( بحور) في موضوع (بحور جديدة) وورد بعضها في موضوع ( المنهج واللامنهج )
د. خلوف: ولكن يبقى أن قبول الذائقة العربية لإيقاع الخبب(قنبلة) تنسف محاولات الإبقاء على الهيكلية النظرية التي أرادها الخليل للبحور.
خشان 2: لا أرى رأيك أستاذي فعندي أن دوائر الخليل تناولت ( البحور الوتدية – الإيقاع البحري) والخبب كـ ( بحر خببي – إيقاع خببي) غير مشمول في هذه البحور بل أذهب أكثر من ذلك إلى القول إن وعي الخليل على الخبب وعدم ضمه إلى دوائره يثبت بشكل رائع هيكليته النظرية إذ يستثني الخبب منها. يمثل هذا الوعي لدى الخليل أو لدى طائفة تراه عند الخليل ما ينسب إلى الخليل من نظم عليه :
هذا عمرو يَستعفي مِن ..... زيدٍ عند الفَضْل القاضي
فَانْهَوْا عَمْراً إني أخشى ..... صَول اللَيث العادي الماضي
و
سُئلوا فَأبَوا فلقد بَخلوا .....فَلَبئسَ لَعَمْركَ ما فعلوا
أبكيتَ على طَلَلٍ طَرَباً .....فَشَجاكَ وأحزنك الطللُ
أنت ادرى مني بصحة نسبة الأبيات للخليل . وحتى لو لم تكن صحيحة فهي تدل على أن ثمة من يوافقني الرأي بأن الخليل يعرف الخبب ولا يضمه إلى دوائره فهو خارج هذه الدوائر بالمعنى المطلق والوزني كما تبين هذه الساعة :
https://sites.google.com/site/alarood/shapes/khabab-out.jpg
بل إن مفهوم د. مستجير يصور الخبب محيطا بهذه الدائرة فيكون امتداد كل وتد خارجها سببين خفيفين في المحيط الخببي.
خشان 1 : هل لديك استاذي تعريف واضح المعالم لمنهج الخليل خارج عروضه يحدد المساحة بين عروض الخليل ومنهجه ؟
د. خلوف : وأما سؤالكَ عن "تعريفٍ واضح المعالم لمنهج الخليل خارجَ عروضه، يُحدّد المساحة بين عروض الخليل ومنهجه" فهوسؤال عائمٌ غائم،
خشان 2 : أتخيل أن أقوم أنا بتعريف نهج الخليل فيكونن رأيك فيه أنه غائم عائم.
ولكن الأمر – وأنت به أدرى – كان في هذا السياق :
أ – أنت قلت :" ولا أستطيع أن أحجر على أولئك المتوقفين عند حدود ما وصل إليه علم الخليل، ولكنني لن أغمط حقّ الشعراء العرب بعد الخليل، ممن تجاوزوا التوصيفَ الخليلي، دون أن يخرجوا عن نهجه. وأعتبر ذلك تطويراً للذائقة العربية، لا انحرافاً عنها، لأنها لم تخرج في مخرجاتها عن أسس الشعر العربي ونهجه."
وأنا سألتك عن تعريفك لمصطلحاتك والمسافة بين كل مصطلح والآخر؟ وترد بأن سؤالي غائم . فماذا عساي أقول ومن ترى أنه ينبغي أن أسأل وكيف أفصح ؟
د. خلوف : شأن الكثير من الأسئلة التي يطرحها (الرقمي)،كالسؤال عن أسرار العبقرية الخليلية، والسؤال عن تحليل العملية الذهنية ...الخ
خشان 2: الرقمي أستاذي يحاول الإجابة على الأسئلة المطروحة وبكشف جوانب كثيرة منها. حسبك تركيزه على منهجية الخليل وتفكيره الرياضي بإحصاء الجذور المحتملة التي أحصاها الخليل قبل بدئه بتأليف معجم العين فكانت :
الثنائية = 28×27............................ 756
الثلاثية = 28×27×26....................... 19,656
الرباعية = 28×27×26×25................ 400,491
الخماسية = 28×27×26×25×24........ 11,793,600
المجموع.................................... ... 12,214,503
خشان 1 - أعتقد أن الرقمي هو الوحيد الذي يحاول تحديد هذه المساحة.، ذلك انه المنهج الوحيد الذي يتناول تفكير الخليل كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة الرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."
د. خلوف : وكم يفلقني تبنيك الدائم والمتكرر إلى درجة الإملال، لمقولةمُدَّعٍ متسلّق كميشيل أديب،سطَابوقاحة غريبة على فكرة كتابنا: (فن التقطيع الشعري) ، وادّعاها لنفسه، في كتاب له سماه: (حكاية العروض)، ولكنه بحمد الله تعالى لم يستطع أن يرقى إلى مستواها، أو أن يُضيف إليها شيئاً ذا بال، بل على العكس من ذلكشَوّهَها،وما أظنه بمقولته التي تتبنّاها إلاساطٍ على مقوله من هو أفضل منه.
خشان 2 - أضحك الله سنك وجعلت فداك .
أخي واستاذي الكريم الكتاب لدي والقطع بالسطو يحتاج تحقيقا وأنا سافكر أمامك هنا بصوت عال:
1 - أغلب كتب العروض التقليدية تتناول نفس المادة بفروقات بسيطة.
2 – عرفت عن ( كتاب العروض ) الرقمي للدكتور محمد تقي جون علي ويتقاطع ما تفضلت به وكذلك مع كتاب الأستاذ ميشيل أديب وأنا واثق كل الثقة أنه لم يطلع على أي من كتابيكما أو كتابي قبل نشر كتابه.
3 – الدكتور عبد العزيز محمد غانم له كتاب ( العروض الرقمي ) ولم يعرف أحدنا الآخر أو أطلع على كتابه وترميز كتابه وكتابي متطابقان ولا توجد شبهة للنقل أو حتى التأثر عند التأليف.
4 – ما تقدم جانب ضد مقولة السطو، ولكن الموضوعية تجعلني لا تستبعد هذا الاحتمال من حيث المبدأ ولكن يضعف هذا عندي أن الناقل يطور وينتج الأفضل وكتابك خير من كتابه. ولو افترضنا أنه اساء النقل فلعمري إنه بمقولته التي أكررها لدرجة الإملال إن ثبت أنه توصل إليها لتأثره بك فقد قلدك وسام فخر ينبغي أن تشكره عليه.
أقول هذا متذكرا أني عندما أخبرتك أنني اقتبست قاعدة التناوب العامة من كتابك وأني أرى بموجبها أنه لا يوجد في طريقتك في التأصيل ما ذكرته من استثناء أنكرت ذلك الفضل المنسوب لطريقتك وأسكتني بقولك إنك بنظريتك أعرف.
د. خلوف : وأنتَ يا سيدي أعلى منه كعباً،وأظنك قد توصّلتَ إلى معنى مقولته تلك قبل أن تقرأها له في مجلة الموقف الأدبي.
خشان 2: أترى أستاذي طرب المستمع لقصيدة تصور ما نفسه بشكل يعجز عنه، ذلك ما خلفته في نفسي مقولته تلك، بغض النظر عن مصدرها.
د. خلوف : إن العروض عندي علم (وصفي) ،لا يمكن حصره في قواعد رياضية (رقمية) شاملة. وكل محاولات حصره ضمن قواعد صارمة ستبوء بالإخفاق.
خشان 2: رغم معارضتي الكلية لما تفضلت به هنا فإني جد سعيد لسماعه منك لأنه جاء تصديقا ساطعا كنور الشمس لفصل ( الفرق بين العروض وعلم العروض ) والحمد لله أن كتابي قد تأخر للتشرف بالاستشهاد بهذا القول منسوبا لك في ذلك الفصل، تمييزا بين نظرتين.
أخبرك بفهمي لتعبير ( علم وصفي ) راجيا أن تتكرم بتعديله ليوافق رأيك : " العلم الوصفي هو الطريقة التي تصف كل ظاهرة على حدة دون مرجعية عامة هذا في المجال العام وأما في علم العروض فهو تلك الطريقة التي تدرس كل صورة من صور البحور ( أم تراها كل بحر) على حدة دون ربط بين الصور ( أم تراها البحور) وبالتالي فإن من تحصيل الحاصل عدم افتراض وجود قواعد كليه جامعة.
تشجعني دماثة خلقك وسعة علمك وصدرك وموضوعيتك في المضي في دراسة الاختلاف بيني وبنيك في موضوع ( المنهج واللامنهج ) التي أراها ذات شجون والتي فيها القابلية لأن تنشر كتابا في المستقبل إن تهيأ االظرف مؤكذا ومذكرا أني لا أستبعد موضوعيا أن يكون أي من آرائي ناقصا أو خطأ .
فهو على الرغم من ارتباطه بشيء من قواعد الموسيقى شيئاً قليلاً، لكنهيتمتع بمرونة عجيبة تقدمها له اللغة العربية، بما تحمله حروفها، وكلماتها، وجملها، من شحنات وظلال موسيقية.
والله يسددك يرعاك.
خشان 2: حفظك ربي ورعاك أخا ومعلما وصديقا حبيبا.
د.عمر خَلّوف
30-06-2013, 11:09 AM
خشان 2 - أضحك الله سنك وجعلت فداك .
أخي واستاذي الكريم الكتاب لدي والقطع بالسطو يحتاج تحقيقا وأنا سافكر أمامك هنا بصوت عال:
2 – عرفت عن ( كتاب العروض ) الرقمي للدكتور محمد تقي جون علي ويتقاطع ما تفضلت به وكذلك مع كتاب الأستاذ ميشيل أديب وأنا واثق كل الثقة أنه لم يطلع على أي من كتابيكما أو كتابي قبل نشر كتابه.
4 – ما تقدم جانب ضد مقولة السطو، ولكن الموضوعية تجعلني لا أستبعد هذا الاحتمال من حيث المبدأ ولكن يضعف هذا عندي أن الناقل يطور وينتج الأفضل وكتابك خير من كتابه.
أستاذي الحبيب
لست أدري من أين ملأت الثقة نفسك وأنت تقرأ آثار السطو السافر على كتاب (فن التقطيع الشعري)، في جل ما كتبه في كتابه: (حكاية العروض). ولذلك أحيلك إلى الرابط:
http://www.warraq.cc/Core/dg/dg_topic?ID=2932&sort=us.firstname&order=asc
ولو افترضنا أنه اساء النقل فلعمري إنه بمقولته التي أكررها لدرجة الإملال إن ثبت أنه توصل إليها لتأثره بك فقد قلدك وسام فخر ينبغي أن تشكره عليه.
أستاذي: أنا لم أقل إن مقولته تلك هي من نتاج تأثره بي، أو أنه سطا بها عني. لذلك فلا وسام ولا شكر أرجوه من ورائه.
أخبرك بفهمي لتعبير ( علم وصفي ) راجيا أن تتكرم بتعديله ليوافق رأيك : " العلم الوصفي هو الطريقة التي تصف كل ظاهرة على حدة دون مرجعية عامة هذا في المجال العام وأما في علم العروض فهو تلك الطريقة التي تدرس كل صورة من صور البحور ( أم تراها كل بحر) على حدة دون ربط بين الصور ( أم تراها البحور) وبالتالي فإن من تحصيل الحاصل عدم افتراض وجود قواعد كليه جامعة.
علم العروض هو ظاهرة كلية واحدة، يتضمن ظواهر فرعية عديدة، مرجعيتها علم العروض الخليلي المعروف.
والمنهج الوصفي في علم العروض هو الطريقة التي تنظر في هذا العلم نظرة كلية (شاملة)، فتصفها، ثم تنظر وتصف كل دقيقة من دقائقها، بدءاً بالساكن والمتحرك، فالمقطع العروضي، فالوحدة الإيقاعية (التفعيلة)، فالنسق أو السياق الإيقاعي (البحر)، فتقارنها بواقعها وبما أقرتها عليه النظرية.. ومدى دقة معياريتها، أو مدى ابتعادها عن ذلك الواقع..
وتقتضي هذه الطريقة إعادة النظر في كل ما أقرته النظرية (الخليلية)، وبالتالي إقرار ما تقره من قواعدها، وهذا كمٌّ كبير، أو نقد بعض مفرزاتها، وإن كان قليلاً.
فإذا استطاع الباحثُ الحصيف، أن يعيد صياغة النظرية، أو يعدّل في إجراءاتها، كان ذلك فضل من الله
وإن لم يستطع، فله شرف البحث، وإثارة الأسئلة، وتحريك الراكد.
ولذلك فمن الخطأ القول: إن من تحصيل الحاصل عدم افتراض وجود قواعد كليه جامعة
فلعل الله يأتي بالفتح من عنده
خشان محمد خشان
01-07-2013, 12:39 PM
أستاذي الحبيب
علم العروض هو ظاهرة كلية واحدة، يتضمن ظواهر فرعية عديدة، مرجعيتها علم العروض الخليلي المعروف.
والمنهج الوصفي في علم العروض هو الطريقة التي تنظر في هذا العلم نظرة كلية (شاملة)، فتصفها، ثم تنظر وتصف كل دقيقة من دقائقها، بدءاً بالساكن والمتحرك، فالمقطع العروضي، فالوحدة الإيقاعية (التفعيلة)، فالنسق أو السياق الإيقاعي (البحر)، فتقارنها بواقعها وبما أقرتها عليه النظرية.. ومدى دقة معياريتها، أو مدى ابتعادها عن ذلك الواقع..
وتقتضي هذه الطريقة إعادة النظر في كل ما أقرته النظرية (الخليلية)، وبالتالي إقرار ما تقره من قواعدها، وهذا كمٌّ كبير، أو نقد بعض مفرزاتها، وإن كان قليلاً.
فإذا استطاع الباحثُ الحصيف، أن يعيد صياغة النظرية، أو يعدّل في إجراءاتها، كان ذلك فضل من الله
وإن لم يستطع، فله شرف البحث، وإثارة الأسئلة، وتحريك الراكد.
ولذلك فمن الخطأ القول: إن من تحصيل الحاصل عدم افتراض وجود قواعد كليه جامعة
فلعل الله يأتي بالفتح من عنده
اخي واستاذي الحبيب :
لا أجد تعريفا لمنهج العروض الرقمي في شموليته خيرا من قولك في تعريف المنهج الوصفي :" هو الطريقة التي تنظر في هذا العلم نظرة كلية (شاملة) "
على أي حال أضع بين يديك هذه العبارات الثلاث التي تفضلت بها وأرجو أن تتأملها لتدرك حيرتي في صعوبة الجمع بينها:
1- والمنهج الوصفي في علم العروض هو الطريقة التي تنظر في هذا العلم نظرة كلية (شاملة)
2- وتقتضي هذه الطريقة إعادة النظر في كل ما أقرته النظرية (الخليلية)، وبالتالي إقرار ما تقره من قواعدها، وهذا كمٌّ كبير، أو نقد بعض مفرزاتها، وإن كان قليلاً.
3- إننا نتّخذ من (الوصفية) لواقع الأوزان منهجاً نعتقد أن الخليل رحمه الله قد اتّبعه بدايةً قبل أن تستهويه لعبة النظرية المتكاملة، ليقعَ توصيفُه الرائع للأوزان المختلفة في دوامتها المصطنعة."
ضرورة المنهجية للتقعيد لا تنحصر في تقليل وقوع تناقض فيه، بل كذلك وفي كشفه إن وقع، الأمر الذي يؤدي بالمقعـّد إلى تصويب تناقضه أو البحث في صحة منهجه. والجمع بين ممارسة بعض التقعيد والتمتع بمزايا التقعيد الوصفي البحت الذي لا مجال للخطإ فيه يحرم صاحبه من خط رجعة إلى منهج . أقول هذا من واقع ما وجدته من نعمة خط الرجعة من عديد أخطائي إلى منهج أفترضه متكاملا فأنسب خطئي إلى نفسي وأواصل البحث عن تكامل ذلك المنهج.
ولما كان العروض الرقمي يحاول كشف أبعاد شمولية فكر الخليل وكان المنهاج التقعيدي فيه هو الأساس فإن الجهد فيه منصرف إلى تحقيق الانسجام وإيجاد تفسير منطقي لما يبدو من تناقض. فإن أخفق الباحث كان ذلك علامة نقص يعتبرها قصورا في استكناهه فكر الخليل وظل يواصل البحث عن حل لإشكالها. بل إن الرقمي في بنيته العامة ضوابط ذاتية لكشف تناقضات ونقائص وأخطاء التقعيد فيه. وكم وقعت في ذلك وأدى كل خطإ اكتشفته إلى تصويب في فهمي لكافة المنهج فالجزء فيه مرتبط بالكل. وكم أسر عندما تكتشف لدي أخطاء وأعتقد أن بعضها لا زال موجودا وسيبقى مجال التصويب والارتقاء بالرقمي مفتوحا إلى ما شاء الله.
حفظك ربي ورعاك.
خالدحامدالبار
08-03-2014, 02:54 AM
الحقيقة كل ما كتب هنا الفضل لله ثم للفراهيدي --------ولا ارى جديد هنا اطلاقاااااااااااااااااااا ااااااااااااا كرما كفوا كفوا كفوا
د.عمر خَلّوف
08-03-2014, 08:11 AM
إذا لم يكن فيما كتبناه شيئاً جديداً (إطلاقااااااااااااااااااا ااااااااااااا)
فما الجديد الذي تنتظره يا شيخ خالد؟؟
لا شكّ أن الفضل لله أولاً
ولواضع علم العروض
الخليل بن أحمد رحمه الله
أفلا تترك لنا شيئاً من هذا الفضل؟؟
(ابتسامة)
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir