ناجي الحرز
15-09-2003, 05:55 PM
إياك يا ليلى ..
يا مرحبا بكِ قد بلغتِ المُستقرّْ = فترجّلي للأمنِ عن ظهر الخطرْ
صدري لكل شجاكِ أوسعُ مِن مدى = و أحنُّ مِن ليلٍ وأكرمُ مِن مطرْ
أنا مَن تمطى في الأسى حتى ارتوى = منّي و جُن جنونُهُ حتى انكسرْ
أنا مَن تهجّى الهم حتى أصبَحَتْ = حُرقي وآلامي مرافىءَ للبشرْ
أنا حلم كل التائهين إذا انطفتْ = أجفانهم سُهدا وملهم السفر
أنا وعد كل مشرد عن حلمهِ = عصرتني الدنيا وخبأني القدرْ
أنا وعدك الأزليّ يا ليلى وقد = آن الأوانُ فأيقظي ليلَ السّمَرْ
فلقد مددتُ يدي فسافرتِ الصَّبَا= وصَحَتْ سماءُ الوجد وانشقّ القمرْ
عندي إليك رسائلٌ ما مسّها = شوقٌ يُلحُّ ولم يدنسها نظرْ
حضنتني الأمواجُ ليلةَ عقّني = بحر الظنون وأخبرتني بالخبرْ
قالت : ستطرقُ ذات بوحٍ بابكَ ال = موتورَ مرهقةٌ تئنُّ مِن الحذر
فافتح لها هذي الرسائل كلها = واعرض عليها ما بهن من الصورْ
فهي التي خُلقَت مِن الألق الذي = ضيعتَ ذاتَ غوايةٍ بين الفِكرْ
وهي التي كانت لنارك توأما = منذ استقالتْ مِن مُداراةِ الشجر !
لا تتركي للماء أيّةَ فرصة ٍ = لينال من هذا اللهيب المستعرْ
فقد اصطفتنا الريح منذ هبوبها = للجمر عنوانا وللفوضى مقرّ
مَن قال : أن الحزن غير مباركٍ = فيه وأن الدمع نعتٌ للخوَر ؟
نحن الذين إذا بكينا هيّأ = الإنسانُ كوكبهُ لميلاد الظفَرْ
وتحفّزَت كل المواسم وانتشى = صدرُ المروج لها بأفواف الزّهَرْ
وهل استقامتْ هذه الدنيا سوى = بنزيف أعيننا الذي فيها انهمرْ ؟
أما النجاةُ فلا نجا مَن حادَ عن = عصف الرياح وصد عن لفح الشررْ
أنا ما نجوتُ ولو نجوتُ لما انحنى = ظهري ـ على صغر ٍ ـ ولا ابيض الشعَرْ
إياك أن تُلغي مواعيدَ اللظى = أو تشطبي عينيك من وجع السهَر
إياك ياليلى فتلك جناية ٌ = كبرى وذنبٌ عندنا لا يُغتفر ْ
يا مرحبا بكِ قد بلغتِ المُستقرّْ = فترجّلي للأمنِ عن ظهر الخطرْ
صدري لكل شجاكِ أوسعُ مِن مدى = و أحنُّ مِن ليلٍ وأكرمُ مِن مطرْ
أنا مَن تمطى في الأسى حتى ارتوى = منّي و جُن جنونُهُ حتى انكسرْ
أنا مَن تهجّى الهم حتى أصبَحَتْ = حُرقي وآلامي مرافىءَ للبشرْ
أنا حلم كل التائهين إذا انطفتْ = أجفانهم سُهدا وملهم السفر
أنا وعد كل مشرد عن حلمهِ = عصرتني الدنيا وخبأني القدرْ
أنا وعدك الأزليّ يا ليلى وقد = آن الأوانُ فأيقظي ليلَ السّمَرْ
فلقد مددتُ يدي فسافرتِ الصَّبَا= وصَحَتْ سماءُ الوجد وانشقّ القمرْ
عندي إليك رسائلٌ ما مسّها = شوقٌ يُلحُّ ولم يدنسها نظرْ
حضنتني الأمواجُ ليلةَ عقّني = بحر الظنون وأخبرتني بالخبرْ
قالت : ستطرقُ ذات بوحٍ بابكَ ال = موتورَ مرهقةٌ تئنُّ مِن الحذر
فافتح لها هذي الرسائل كلها = واعرض عليها ما بهن من الصورْ
فهي التي خُلقَت مِن الألق الذي = ضيعتَ ذاتَ غوايةٍ بين الفِكرْ
وهي التي كانت لنارك توأما = منذ استقالتْ مِن مُداراةِ الشجر !
لا تتركي للماء أيّةَ فرصة ٍ = لينال من هذا اللهيب المستعرْ
فقد اصطفتنا الريح منذ هبوبها = للجمر عنوانا وللفوضى مقرّ
مَن قال : أن الحزن غير مباركٍ = فيه وأن الدمع نعتٌ للخوَر ؟
نحن الذين إذا بكينا هيّأ = الإنسانُ كوكبهُ لميلاد الظفَرْ
وتحفّزَت كل المواسم وانتشى = صدرُ المروج لها بأفواف الزّهَرْ
وهل استقامتْ هذه الدنيا سوى = بنزيف أعيننا الذي فيها انهمرْ ؟
أما النجاةُ فلا نجا مَن حادَ عن = عصف الرياح وصد عن لفح الشررْ
أنا ما نجوتُ ولو نجوتُ لما انحنى = ظهري ـ على صغر ٍ ـ ولا ابيض الشعَرْ
إياك أن تُلغي مواعيدَ اللظى = أو تشطبي عينيك من وجع السهَر
إياك ياليلى فتلك جناية ٌ = كبرى وذنبٌ عندنا لا يُغتفر ْ