لطفي زغلول
18-11-2007, 05:05 PM
لقاء أنابوليس .. والإستيطان
لطفي زغلول
نابلس / فلسطين
إذا ما كتب له أن ينعقد ، فإن المسافة الزمنية الفاصلة بيننا وبين لقاء الخريف في مدينة أنابوليس الأميركية ، قد أصبحت تعد بالأيام ، وبعبارة أدق بدأ العد التنازلي له . وبرغم ذلك فإن المشهد العام في الأراضي الفلسطينية لم يطرأ عليه أي تغيير دراماتيكي يفترض أنه يسبق عملية سلمية بحجم لقاء أنابوليس ، وما يروج له ، هو مقبل عليها .
ولنأخذ مثالا لا حصرا على وضعية المشهد الفلسطيني العام متمثلا بالإستيطان الإسرائيلي . لقد اعتبر الفلسطينيون منذ أن كانت لهم قضية أن الإستيطان الإسرائيلي هو من أخطر العوامل التي تتهدد وجودهم وقضيتهم ، وأية عملية سلمية يطلب منهم المشاركة فيها وخوض معتركها .
إنه الإستيطان . والإستيطان من منظور إسرائيلي ، لا يعني مجرد اغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية ، ولا مجرد إقامة الوحدات السكنية وما يتبعها من مرافق ، ولا إنشاء الطرق الإلتفافية ، ولا بناء جدار العزل العنصري فحسب ، وإنما هو تكريس لكيان واحد وحيد على الأرض الفلسطينية هو الكيان الإسرائيلي ليس إلا .
إن إسرائيل في إصرارها على مشروعاتها الإستيطانية ، إنما تنطلق من منظورها العقائدي السياسي المتمثل في أن فلسطين من النهر إلى البحر هي أرض إسرائيل الكبرى . وهو منظور دأبت سياساتها المتعاقبة ذات الأطياف السياسية المختلفة على توظيفه على أرض الواقع منذ اليوم الأول لاستكمال احتلال بقية الأراضي الفلسطينية في العام 1967 .
واستباقا للقاء أنابوليس ، بغية رسم انطباع المتجاوب والمهتم ، فإن " التنازل " الوحيد الذي أبدته الحكومة الإسرائيلية ، والذي صرحت به مصادر حكومية يتمثل في أن إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بصدد الإعلان عن تجميد جزئي في النشاط الإستيطاني . وهذا يعني أن الأستيطان ماض ، ولن يطال التجميد إلا جزءأ منه . أما أين وكيف ومتى ، وما هي مدى الجدية في هذا الإعلان ، فلا يعلم ذلك إلا الله وحده .
وهنا تدور في أذهان الفلسطينيين ، وهم مقبلون على لقاء أنابوليس ، أسئلة كثيرة تثيرها مشروعات الإستيطان الإسرائيلي التي اغتصبت خيرة الأراضي الفلسطينية ، وغيرت معالمها الجغرافية والديموغرافية .
أول هذه الأسئلة : لماذا تجميد جزئي وليس تجميدا كليا ؟ ولماذا التجميد وليس التوقف النهائي ؟ . وما هو المنطق الذي يبرر استخدام مصطلحي الإستيطان القانوني والإستيطان غير القانوني ؟ . وماذا عن وعد الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن للجنرال شارون يوم أن كان رئيسا للحكومة الإسرائيلية من أن أية عملية سلمية مع الفلسطينيين سوف تستثني تفكيك الكتل الإستيطانية الكبرى ، والوعد ينطبق على ما أحدثه جدار الفصل من تغييرات جغرافية وديموغرافية في خارطة الأراضي الفلسطينية ؟ .
أسئلة كثيرة يسألها الفلسطينيون ، وهم على يقين أن الإستيطان الإسرائيلي هو أحد أخطر العقبات الكأداء التي تحول دون تعبيد أي طريق إلى أي مؤتمر سلام . إن الأرض من منظور فلسطيني لا يقبل التنازل عنها ، هي إحدى أسس السلام الرئيسة ، إلى جانب الإستحقاقات الأخرى الخاصة بالقضية الفلسطينية .
إن الفلسطينيين يعلمون يقينا أن الإسرائيليين لن يتنازلوا عن مشروعاتهم الإستيطانية إكراما لأي سلام . إن الأرض التي صادروها اغتصابا من الفلسطينيين هي من منظورهم أهم بكثير من أية صفقة سلام معهم ، وقد أكدوا على ذلك مرارا وتكرارا ، وبشتى الوسائل والأساليب ، وأصروا عليه منذ أن احتلوا بقية الوطن الفلسطيني في حزيران / يونيو من العام 1967 .
إن لب الصراع العربي الإسرائيلي الذي هو وليد القضية الفلسطينية كان هو الأرض وما عداها كان يتفرع منها ليس إلا . وباختصار فإن أساس المشكلة الفلسطينية هو اغتصاب الأرض التي ينبغي أن يمارس عليها الفلسطينيون حقهم المشروع في المواطنة والسيادة وتقرير المصير وإقامة الدولة بكامل مؤسساتها ، وممارسة بقية فعاليات الحياة التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين الأرضية الوضعية ، أسوة بغيرهم من الشعوب الأخرى .
إن الإستيطان بحد ذاته هو لب المشكلة ، وما زال يشكل بؤرة ديمومة الصراع ذلك أنه أساسا غير قانوني ولا شرعي في كل المفاهيم الفلسطينية والعربية والدولية . وهو بالتالي يلقي ضوءا على خارطة السياسة الإسرائيلية التي تتحكم في رسمها مزاجات المستوطنين وأهوائهم التي تعتبر أن الإستيطان خطوط حمراء ، تشكل حدود إسرائيل وسلامها وأمنها من كل الجهات .
إن الإستيطان من منظور فلسطيني يعني شرعنة استلاب الأرض التي هي مادة الوجود الفلسطيني الرئيسة . والفلسطينيون لا يتصورون سلاما دائما مع استلاب أراضيهم وهي ليست أية أراض ، وإنما هي منتقاة ومختارة بعناية تؤدي وظائف تخدم أهدافا إحتلالية إستراتيجية بعيدة المدى .
وللتذكير فأن الأراضي التي يقوم عليها الإستيطان الإسرائيلي هي قمم الجبال والمرتفعات الفلسطينية التي تشكل مواقع أمنية واستراتيجية للتحكم بكل التجمعات الفلسطينية والإشراف على طرق مواصلاتها . وهي خيرة الأراضي الخصبة التي يعتاش على غلالها الفلسطينيون . وهي الأراضي التي تشكل مخزونا إسراتيجيا ديموغرافيا لاستيعاب الزيادات الناجمة عن النمو السكاني الطبيعي . وهي أخيرا لا آخرا أراضي آبائهم وأجدادهم منذ آلاف السنين .
وفي ذات الصدد ، فإن الفلسطينيين ينظرون إلى تفكيك مستوطنات قطاع غزة وإخلائها على أنه الحلقة الأولى في مسلسل التفكيك والإخلاء . وأما الحلقة الثانية فهي تتمثل في تفكيك مستوطنات الضفة وإخلائها ,التي لا ينبغي لها أن تكون بديلا لمستوطنات القطاع . وأما الحلقة الثالثة فهي تتمثل في استرجاع كل ما افترسه جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية وجعلت منه كاتما على أنفاس الفلسطينيين .
وأما الحلقة الرابعة وقد لا تكون الأخيرة ، فهي حق الفلسطينيين في القدس التي يسعى الإسرائيليون إلى تهويدها بكل طاقاتهم ، وتغيير كل ما يمت فيها إلى التاريخين الإسلامي والعربي بصلة . وساعتئذ يمكن الحديث بكل تفاؤل وثقة عن العملية السلمية التي لا بد لها أن تنطلق من قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بمنظمة الأمم المتحدة .
إلا أن الإسرائيليين يريدون أن يفرضوا مفهومهم الخاص بالتسوية والمتمثل في فرض السلم الإسرائيلي الذي استثنوا منه الأرض ، وأسقطوا كل ما يخص منظومة الحقوق الفلسطينية . لقد أثبت الإسرائيليون من خلال الإستراتيجية الإستيطانية أن المستوطنين هم العنصر الرئيس المحرك للسياسات الإسرائيلية ، وأن الإستيطان هو مفتاح الدخول إليها ، وفهم مغازيها واتجاهاتها وخطوطها الخضراء والحمراء . وخلاصة القول ، فإنه إذا ما كان هناك قانون استند إليه الإستيطان فهو قانون القوة ، ومنطق الهيمنة ، وتكريس الإحتلال .
وتذكيرا ، لقد ضربت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل المشروعات السلمية بعرض الحائط ، إبتداء من مؤتمر مدريد عام 1991 ، مرورا بأوسلو وكامب ديفيد وواي رفر والبيت الأبيض وطابا حتى خارطة الطريق التي تنص على وقف الإستيطان . إلا أن هذا الإستيطان ظل هو العنصر الأساسي في السياسة الإسرائيلية . والسؤال الأكبر من كل الأسئلة ، والذي باتت الإجابة عنه معروفة : ما هي حظوظ لقاء أنابوليس لتأسيس بنية سلام تحتية حقيقية في ظل هذا المد الإستيطاني ؟ .
كلمة أخيرة إن أقل ما يمكن أن يرضى به الفلسطينيون هو دولة تكون طاهرة مطهرة من كافة أشكال الإستيطان وإفرازاته الكارثية على المشهد العام للوجود الفلسطيني . وليس في هذا أدنى اشتراط أو تعجيز ، بل هو حق مستحق ، لا يعقل أن يكون هناك سلام بدونه . وإن غدا لناظره قريب .
لطفي زغلول
نابلس / فلسطين
إذا ما كتب له أن ينعقد ، فإن المسافة الزمنية الفاصلة بيننا وبين لقاء الخريف في مدينة أنابوليس الأميركية ، قد أصبحت تعد بالأيام ، وبعبارة أدق بدأ العد التنازلي له . وبرغم ذلك فإن المشهد العام في الأراضي الفلسطينية لم يطرأ عليه أي تغيير دراماتيكي يفترض أنه يسبق عملية سلمية بحجم لقاء أنابوليس ، وما يروج له ، هو مقبل عليها .
ولنأخذ مثالا لا حصرا على وضعية المشهد الفلسطيني العام متمثلا بالإستيطان الإسرائيلي . لقد اعتبر الفلسطينيون منذ أن كانت لهم قضية أن الإستيطان الإسرائيلي هو من أخطر العوامل التي تتهدد وجودهم وقضيتهم ، وأية عملية سلمية يطلب منهم المشاركة فيها وخوض معتركها .
إنه الإستيطان . والإستيطان من منظور إسرائيلي ، لا يعني مجرد اغتصاب المزيد من الأراضي الفلسطينية ، ولا مجرد إقامة الوحدات السكنية وما يتبعها من مرافق ، ولا إنشاء الطرق الإلتفافية ، ولا بناء جدار العزل العنصري فحسب ، وإنما هو تكريس لكيان واحد وحيد على الأرض الفلسطينية هو الكيان الإسرائيلي ليس إلا .
إن إسرائيل في إصرارها على مشروعاتها الإستيطانية ، إنما تنطلق من منظورها العقائدي السياسي المتمثل في أن فلسطين من النهر إلى البحر هي أرض إسرائيل الكبرى . وهو منظور دأبت سياساتها المتعاقبة ذات الأطياف السياسية المختلفة على توظيفه على أرض الواقع منذ اليوم الأول لاستكمال احتلال بقية الأراضي الفلسطينية في العام 1967 .
واستباقا للقاء أنابوليس ، بغية رسم انطباع المتجاوب والمهتم ، فإن " التنازل " الوحيد الذي أبدته الحكومة الإسرائيلية ، والذي صرحت به مصادر حكومية يتمثل في أن إيهود أولمرت رئيس الحكومة الإسرائيلية بصدد الإعلان عن تجميد جزئي في النشاط الإستيطاني . وهذا يعني أن الأستيطان ماض ، ولن يطال التجميد إلا جزءأ منه . أما أين وكيف ومتى ، وما هي مدى الجدية في هذا الإعلان ، فلا يعلم ذلك إلا الله وحده .
وهنا تدور في أذهان الفلسطينيين ، وهم مقبلون على لقاء أنابوليس ، أسئلة كثيرة تثيرها مشروعات الإستيطان الإسرائيلي التي اغتصبت خيرة الأراضي الفلسطينية ، وغيرت معالمها الجغرافية والديموغرافية .
أول هذه الأسئلة : لماذا تجميد جزئي وليس تجميدا كليا ؟ ولماذا التجميد وليس التوقف النهائي ؟ . وما هو المنطق الذي يبرر استخدام مصطلحي الإستيطان القانوني والإستيطان غير القانوني ؟ . وماذا عن وعد الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن للجنرال شارون يوم أن كان رئيسا للحكومة الإسرائيلية من أن أية عملية سلمية مع الفلسطينيين سوف تستثني تفكيك الكتل الإستيطانية الكبرى ، والوعد ينطبق على ما أحدثه جدار الفصل من تغييرات جغرافية وديموغرافية في خارطة الأراضي الفلسطينية ؟ .
أسئلة كثيرة يسألها الفلسطينيون ، وهم على يقين أن الإستيطان الإسرائيلي هو أحد أخطر العقبات الكأداء التي تحول دون تعبيد أي طريق إلى أي مؤتمر سلام . إن الأرض من منظور فلسطيني لا يقبل التنازل عنها ، هي إحدى أسس السلام الرئيسة ، إلى جانب الإستحقاقات الأخرى الخاصة بالقضية الفلسطينية .
إن الفلسطينيين يعلمون يقينا أن الإسرائيليين لن يتنازلوا عن مشروعاتهم الإستيطانية إكراما لأي سلام . إن الأرض التي صادروها اغتصابا من الفلسطينيين هي من منظورهم أهم بكثير من أية صفقة سلام معهم ، وقد أكدوا على ذلك مرارا وتكرارا ، وبشتى الوسائل والأساليب ، وأصروا عليه منذ أن احتلوا بقية الوطن الفلسطيني في حزيران / يونيو من العام 1967 .
إن لب الصراع العربي الإسرائيلي الذي هو وليد القضية الفلسطينية كان هو الأرض وما عداها كان يتفرع منها ليس إلا . وباختصار فإن أساس المشكلة الفلسطينية هو اغتصاب الأرض التي ينبغي أن يمارس عليها الفلسطينيون حقهم المشروع في المواطنة والسيادة وتقرير المصير وإقامة الدولة بكامل مؤسساتها ، وممارسة بقية فعاليات الحياة التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والقوانين الأرضية الوضعية ، أسوة بغيرهم من الشعوب الأخرى .
إن الإستيطان بحد ذاته هو لب المشكلة ، وما زال يشكل بؤرة ديمومة الصراع ذلك أنه أساسا غير قانوني ولا شرعي في كل المفاهيم الفلسطينية والعربية والدولية . وهو بالتالي يلقي ضوءا على خارطة السياسة الإسرائيلية التي تتحكم في رسمها مزاجات المستوطنين وأهوائهم التي تعتبر أن الإستيطان خطوط حمراء ، تشكل حدود إسرائيل وسلامها وأمنها من كل الجهات .
إن الإستيطان من منظور فلسطيني يعني شرعنة استلاب الأرض التي هي مادة الوجود الفلسطيني الرئيسة . والفلسطينيون لا يتصورون سلاما دائما مع استلاب أراضيهم وهي ليست أية أراض ، وإنما هي منتقاة ومختارة بعناية تؤدي وظائف تخدم أهدافا إحتلالية إستراتيجية بعيدة المدى .
وللتذكير فأن الأراضي التي يقوم عليها الإستيطان الإسرائيلي هي قمم الجبال والمرتفعات الفلسطينية التي تشكل مواقع أمنية واستراتيجية للتحكم بكل التجمعات الفلسطينية والإشراف على طرق مواصلاتها . وهي خيرة الأراضي الخصبة التي يعتاش على غلالها الفلسطينيون . وهي الأراضي التي تشكل مخزونا إسراتيجيا ديموغرافيا لاستيعاب الزيادات الناجمة عن النمو السكاني الطبيعي . وهي أخيرا لا آخرا أراضي آبائهم وأجدادهم منذ آلاف السنين .
وفي ذات الصدد ، فإن الفلسطينيين ينظرون إلى تفكيك مستوطنات قطاع غزة وإخلائها على أنه الحلقة الأولى في مسلسل التفكيك والإخلاء . وأما الحلقة الثانية فهي تتمثل في تفكيك مستوطنات الضفة وإخلائها ,التي لا ينبغي لها أن تكون بديلا لمستوطنات القطاع . وأما الحلقة الثالثة فهي تتمثل في استرجاع كل ما افترسه جدار الفصل الذي أقامته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية وجعلت منه كاتما على أنفاس الفلسطينيين .
وأما الحلقة الرابعة وقد لا تكون الأخيرة ، فهي حق الفلسطينيين في القدس التي يسعى الإسرائيليون إلى تهويدها بكل طاقاتهم ، وتغيير كل ما يمت فيها إلى التاريخين الإسلامي والعربي بصلة . وساعتئذ يمكن الحديث بكل تفاؤل وثقة عن العملية السلمية التي لا بد لها أن تنطلق من قرارات الشرعية الدولية المتمثلة بمنظمة الأمم المتحدة .
إلا أن الإسرائيليين يريدون أن يفرضوا مفهومهم الخاص بالتسوية والمتمثل في فرض السلم الإسرائيلي الذي استثنوا منه الأرض ، وأسقطوا كل ما يخص منظومة الحقوق الفلسطينية . لقد أثبت الإسرائيليون من خلال الإستراتيجية الإستيطانية أن المستوطنين هم العنصر الرئيس المحرك للسياسات الإسرائيلية ، وأن الإستيطان هو مفتاح الدخول إليها ، وفهم مغازيها واتجاهاتها وخطوطها الخضراء والحمراء . وخلاصة القول ، فإنه إذا ما كان هناك قانون استند إليه الإستيطان فهو قانون القوة ، ومنطق الهيمنة ، وتكريس الإحتلال .
وتذكيرا ، لقد ضربت حكومات إسرائيل المتعاقبة كل المشروعات السلمية بعرض الحائط ، إبتداء من مؤتمر مدريد عام 1991 ، مرورا بأوسلو وكامب ديفيد وواي رفر والبيت الأبيض وطابا حتى خارطة الطريق التي تنص على وقف الإستيطان . إلا أن هذا الإستيطان ظل هو العنصر الأساسي في السياسة الإسرائيلية . والسؤال الأكبر من كل الأسئلة ، والذي باتت الإجابة عنه معروفة : ما هي حظوظ لقاء أنابوليس لتأسيس بنية سلام تحتية حقيقية في ظل هذا المد الإستيطاني ؟ .
كلمة أخيرة إن أقل ما يمكن أن يرضى به الفلسطينيون هو دولة تكون طاهرة مطهرة من كافة أشكال الإستيطان وإفرازاته الكارثية على المشهد العام للوجود الفلسطيني . وليس في هذا أدنى اشتراط أو تعجيز ، بل هو حق مستحق ، لا يعقل أن يكون هناك سلام بدونه . وإن غدا لناظره قريب .