المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و كان المشهد اليومي مكتملا



محمد دراز
19-11-2007, 01:55 AM
وكان المشهد اليومي مكتملا
سوى رجل هنا يمشي علانية كأن الأرض سانحة كأن الكون من تدبير خالقه / كأن مسلّمات الطيبين تحوم في الأفق القريب /
كأن شمسا ما ستشرق من هنا و كأن دربا طيبا يصل المكان بنفسه
يمشي يظن الطير تخرج في الصباح على مواعدة من الرزق الذي نثرته في وضح البلاد يد الخصوبة
يحسب الزيتون أخضر طيبا لم يختبره تعاهد اللصين لم يحمر في مرمى الجريدة لم تجرده الخطابه لا ولم تسلبه زيت الطيبين و يحسب الجميز متروكا على الطرقات في الترع القريبة يحرس الضعفاء من غضب الطبيعة يمنع السعلاة عن دمهم يعد لهم موائده و كم عرسا و كم غرسا و كم درسا و كم يدَ فوقه تحنو و كم جوعان يدعو كم سماء تطيع كم ولدا رأى بنتا فأيقظ حلمه و مضى يسوق الكون و الأشجار يخطب خدها العناب يقطف ثغرها العنبر
يمشي
يسيل مواجعا خضراء ـ لو أجدبت لالتأمت شروخك / للمكان صفات أهل البيت / للغة استعارة ساكنيه و للزمان تناقضات الحاضرين فقل أتيت مع القطيع و قل أموت على القطيع و لا تقل ما للقطيع ؟ احفظ لنفسك حيدة المعنى المراوغ / منعة التأييد / سبحان الوسط ـ
لا تحسبن الأرض تعرف قاطنيها إنما للأرض وجه العابرين
لا أنت أنت و لا البلاد محصنات ثيبات تحفظ الرجل الذي لما استبد به المكان استبدل العنوان و الألفاظ ليحفظ المعنى فأحيته اللغه
يا رب لم أقتل سوى ظلي و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
يا رب ما صارحت غيرك أنني المنذور للإنقاذ أبلد من عروس النيل / إسماعيل يا أبتي أبت أمي الخروج لغير ذي زرع فلم أشبهك إلا في اللغه
و أنا أموت هنا أموت هناك /أموت في التجوال في الكتب الرديئة في مصافحة الغريب و في عيون الجند مروا منذ قافيتين من جسدي على بعد ارتعاد أو يزيد من النخاع
أنا أموت على المشاع أموت وحدي أو مليئا بالطيور و بالأغاني و العيون /
فهل تراني كل موت ؟
هل ترق لميت لم يرض عنه أبوه لم تذكره قافية و لم تحفل له بلد و لم تنبت عليه مدينة لم تختبره قيامة من أنت / ما يرديك / من أي البلاد أتيت / في أي البلاد سقطت /هل نرثيك / هل نرضى التعازي فيك أم ثأر لنا من قاتليك ؟
و ما تركت لنا لنحفظ في غيابك ؟...
هل عيون حبيبتي تبقى ؟
ـ لها عينان أشهى من هواء الأرض في نظر الغريق و من مياه الأرض في حلق قضى ظمآ ـ
و هل تكعيبة العنب التي أورثتها صفتي ستخرج خلف غارسها ؟
و تحكي كان يبكي كلما حط الحمام على يديه و لم يجد قمحا تعوده لديه
و كان أطيبكم و أخصبكم و أرحبكم
على الأفعال أن ترضى بفاعلها
على الأسماء أن ترضى بحاملها
و للموتى براح الصبر و الصبار
كان المشهد اليومي مكتملا
سوى رجل هنا يمشي..
علانية

باريس
ليلة 19 نوفمبر 2007

نور سمحان
19-11-2007, 11:49 AM
حرف راق
وموسيقى جميلة
وألفاظ معبرة
دمت بخير

عبدالملك الخديدي
19-11-2007, 01:59 PM
الله الله
ما أروع هذا النص وما أجمله .. بحق مبهر
ودهشت كثيراً حينما وصلت إلى هذا المقطع الجميل :
لا تحسبن الأرض تعرف قاطنيها إنما للأرض وجه العابرين
لا أنت أنت و لا البلاد محصنات ثيبات تحفظ الرجل الذي لما استبد به المكان استبدل العنوان و الألفاظ ليحفظ المعنى فأحيته اللغه
يا رب لم أقتل سوى ظلي و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
قراءتي له لم تنته فأنا لا زلت أعيش في لحظات المتعة معه ..
وأتمنى فقط لو يتم تنسيق النص وترتيبه وتوزيع هذا الإبداع على مساحات مناسبة.
تقبل تحيتي وفائق التقدير

محمد دراز
20-11-2007, 01:27 AM
حرف راق
وموسيقى جميلة
وألفاظ معبرة
دمت بخير
فرح فاره بمرور طيب و ورد كثير
مودة عميقة تبقى:0014:

عبدالله بيلا
20-11-2007, 07:45 PM
الشاعر / محمد دراز ..

واللهِ إنَّ هذا النص الشعري ..

من روائعِ ما وقفتُ عليه من بيانٍ ورؤية ..

فللهِ درك أيها المبدع الجميل ..


فقط .. لو اهتممت قليلاً بتنسيقِ القصيدة ..

لخرجت في حُلَّةٍ أبهى .


لك تحياتي .

محمد دراز
21-11-2007, 03:17 PM
الله الله
ما أروع هذا النص وما أجمله .. بحق مبهر
ودهشت كثيراً حينما وصلت إلى هذا المقطع الجميل :
لا تحسبن الأرض تعرف قاطنيها إنما للأرض وجه العابرين
لا أنت أنت و لا البلاد محصنات ثيبات تحفظ الرجل الذي لما استبد به المكان استبدل العنوان و الألفاظ ليحفظ المعنى فأحيته اللغه
يا رب لم أقتل سوى ظلي و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
قراءتي له لم تنته فأنا لا زلت أعيش في لحظات المتعة معه ..
وأتمنى فقط لو يتم تنسيق النص وترتيبه وتوزيع هذا الإبداع على مساحات مناسبة.
تقبل تحيتي وفائق التقدير


ياااااااااااااااااه

أتعرف يا أستاذنا
حين تمر على مكان عابرا فترى فيه أبا و أخا و صديق
و ترى الأرض تناديك
هنا أرضك
هذا بيتك فتريث و اتكئ ؟


هذا ما يراه المرء بينكم

لكم عليّ ما للأهل

و لأرضكم عليّ ما للوطن


و لك الشكر حتى يفي
فإن لم يفِ
و لن يفي
فلك بل لكم محبة تزدهر يوما بعد يوم

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

أما عن تنسيق النص

فقد شرفني الأستاذ عبد الله بيلا بنصح في التنسيق لا أحيد عنه




(( كان المشهد اليوميُّ مكتملاً ..))




..وكان المشهد اليومي مكتملا ..
سوى رجل هنا يمشي علانيةً
كأن الأرض سانحة كأن الكون من تدبير خالقه /
كأن مسلّمات الطيبين تحوم في الأفق القريب /
كأن شمسا ما ستشرق من هنا
و كأن دربا طيبا يصل المكان بنفسه!!



يمشي يظن الطير تخرج في الصباحِ
على مواعدةٍ من الرزق الذي نثرته في وضح البلاد يد الخصوبة.
يحسب الزيتون أخضرَ طيباً
لم يختبره تعاهد اللصين .. لم يحمَرَّ في مرمى الجريدةِ
لم تجرده الخطابة .. لا.. ولم تسلبه زيت الطيبين
و يحسب الجميز متروكا على الطرقاتِ
في الترع القريبة يحرس الضعفاء من غضب الطبيعة
يمنع السعلاة عن دمهم
يعد لهم موائده ..
و كم عرساً ؟ و كم غرساً ؟ و كم درساً ؟
و كم يدَ فوقه تحنو .. و كم جوعان يدعو؟
كم سماءَ تطيعُ ؟
كم ولدا رأى بنتاً فأيقظ حلمه و مضى
يسوق الكون و الأشجارَ ..
يخطب خدها العنّاب .. يقطف ثغرها العنبر ؟



يمشي ..
يسيل مواجعا خضراءَ ـ
لو أجدبت لالتأمت شروخك /
للمكان صفات أهل البيت /
للغة استعارة ساكنيه .. و للزمان تناقضات الحاضرين .
فقل : أتيت مع القطيع .. و قل : أموت على القطيع ..
و لا تقل ما للقطيع ؟
احفظ لنفسك حيدة المعنى المراوغ /
منعة التأييد /
سبحان الوسط ـ



لا تحسبن الأرض تعرف قاطنيها
إنما للأرض وجه العابرين .
لا أنت أنت ..!
و لا البلاد محصنات ثيبات
تحفظ الرجل الذي لما استبد به المكان استبدل العنوان و الألفاظ
ليحفظ المعنى فأحيته اللغه .



يا رب لم أقتل سوى ظلي !
و لم أفقأ سوى جرحي و لم أجلد سوايّ ,,
يا رب ما صارحت غيرك أنني المنذور للإنقاذ أبلد من عروس النيل /
إسماعيل يا أبتي ..
أبت أمي الخروج لغير ذي زرع فلم أشبهك إلا في اللغه .
و أنا أموت هنا أموت هناك /
أموت في التجوال .. في الكتب الرديئةِ .. في مصافحة الغريبِ ..
و في عيون الجند.. مروا منذ قافيتين من جسدي
على بعد ارتعاد أو يزيد من النخاع ..
أنا أموت على المشاعِ ..
أموت وحدي أو مليئا بالطيور و بالأغاني و العيون /
فهل تراني كل موت ؟!
هل ترِقُّ لميت لم يرض عنه أبوه ..؟
لم تذكره قافيةٌ .. و لم تحفل له بلد .. و لم تنبت عليه مدينة لم تختبره قيامةٌ ..
من أنت / ما يرديك /
من أي البلاد أتيت /
في أي البلاد سقطت /هل نرثيك /
هل نرضى التعازي فيك أم ثأر لنا من قاتليك ؟
و ما تركت لنا لنحفظ في غيابك ؟...
هل عيون حبيبتي تبقى ؟
ـ لها عينان أشهى من هواء الأرض في نظر الغريق
و من مياه الأرض في حلق قضى ظمآ ـ
و هل تكعيبة العنب التي أورثتها صفتي ستخرج خلف غارسها ؟
و تحكي ..
كان يبكي كلما حط الحمام على يديه
ولم يجد قمحا تعوده لديه !!
و كان أطيبكم .. و أخصبكم .. و أرحبكم .



على الأفعال أن ترضى بفاعلها
على الأسماء أن ترضى بحاملها
و للموتى براح الصبر و الصبار .



كان المشهد اليومي مكتملا
سوى رجل هنا يمشي..
علانية 0



باريس
ليلة 19 نوفمبر 2007

يحيى سليمان
03-11-2008, 08:23 PM
وهذا صديقي الشاعر المصري المبدع
محمد دراز
والذي دلني نصه هذا
- عندما بحثت عنه - على واحة الخير
أعادك الله لقصائدك
سالما يا صديق

د. سمير العمري
01-10-2010, 06:41 PM
شاعر مبدع صاحب تمكن في الحرف كبير وحرفة في التركيب حاذقة.

سعدت كثيرا بإعادتك النص مدورا بشكل أفضل فقد زاد بهاؤه وبدا ألقه.

دمت متألقا مبدعا وفي انتظار ألقك دائما!

أهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي

محمود فرحان حمادي
02-10-2010, 09:32 PM
شاعرنا المبدع محمد دراز
أحسنت تصوير المشهد
بمفردة شاعرية مقتدرة ناصعة
وخيال رحيب واسع
صور النص تترى وروعته أخّاذة مبهرة
بورك النبض
تحياتي

ممدوح سالم
02-10-2010, 10:14 PM
الشاعر الشاعر محمد دراز
كنت مبدعا وما أجمل الحرف تنسجه
لك تحياتي
ولد الجنوب

ربيحة الرفاعي
06-10-2010, 11:26 PM
تتابعت الصور خلابة في نص جندت له خصب الخيال وبهي المفردة
فأبدعت التركيب وتألقت في رسم المشهد

نبض شاعري بهي
دمت مبدعا

محمد ذيب سليمان
07-10-2011, 09:52 AM
راااائع

والله انه مما يستحق التوقف والوقوف والإنحناء

جمال وحرفة تبعث على الإنبهار

دمت مشرقا ايها الشاعر المجيد