المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيلٌ في قفصِ الاتهام



عبد الحميد محمود
19-11-2007, 10:03 PM
جِــيــلٌ في قَــفَـــصِ الاتِّـــهَـــــامِ
************************

يا سَيّدي القَاضِي العَزيزْ
إنّي أرَي جِيْلاً من الأحْلامِ عَانقَه الغُروبْ
جيلٌ يَذوبْ
مَا عَادَ يَمْلكُ أنْ يَسِيرْ
مَا عَادَ يَمْلكُ أنْ يَكونَ مُمَيْزًا
إنْ ظَلَّ يَنْتَظرُ المَصِيرْ

جِيْلٌ صَغِيرْ
يَرْنُو مُعَانَقَةَ الكَسَلْ
مِنْ تَحْتِ أمْطارِ السَّمَاءْ
ويُقَدِّسُ التَفْكِيرَ في وَقْتِ المَسَاءْ
في ظلِ أضْواءِ الشُّمُوعِ
الذائِبَاتِ عَلي مَصِيرٍ يَحْتَضِرْ
يَبْكِي نَهَارًا مُظْلِمٌ بالظَالمِينْ
فَتَحَطَّمَتْ في دَاخِله
أيُّ انْحِيَازٍ لانْتِمَاءٍ أو حَنِينْ
فَعُرُوقُهم تَجْرِي بِهَا سُمٌ زُعَافٌ قَاتِلٌ
يُدمِي العُقُولَ ويَسْلبُ الرَوْحَ الكِيَانَ بِلا حَيَاءْ
وَيُحَطِمُ الرَيْحَانَةَ البَيْضَاءَ في قَلْبِ العَذَارَى التَائِبِينْ
قُتِلَ الحَنِينْ
وَتَبَلَّدَتْ كُلُ المَشَاعِرِ في قُلُوبِ العَاشِقِينْ
لتَصِيْرَ حَبْرًا جَامِدًا
يَحْكِي خَرِيْفًا يَابِسًَا وَسُقُوطُ أوْرَاقِ الشَّجرْ
كَيْفَ الرَبِيْعُ بِدُونِ مَاءٍ سَيْدِي
وَالمَاءُ يَحْتَاجُ المَطرْ
جُنَّ السُّؤالُ منَ التَسَاؤلِ عَنْ جَوَابْ
شَابَ الشَبَابْ
مَا عَادَ يُبْصِرُ مَاءَهُ إلَّا سَرَابْ
قَدْ أُنْهِكَتْ طَاقَاتُه فِي ذَلِكَ الوَقْتِ الوَجِيزْ

يَا سَيِّدي القَاضِي العَزِيزْ
قَدْ مَاتَتْ الأحْلامُ فِي رَحِمِ الحَيَاةْ
والمَوْتُ يَنْتَظِرُ المَزِيدْ
فَلتَلحَقُوا بِفُتَاتِ جِيْلٍ يَحْتَرِقْ
مِنْ قَبْلِ أنْ يُمْسِي رَمَادًا سَاكِنًا أو يَنْفَجِرْ
فَتَثُورُ حَبَّاتُُ الرَّمَادِ المُحْتَرقْ
في كُلِ أَنْحَاءِ السَّمَاءْ
كيْ مَا تَصِيرَ سَحَابَةً سَوْدَاءَ
تُخْفِي النُورَ عَنْ عَيْنِ الكَثِيرْ
وتَفَيْضُ بِالمَطَرِ الغَزِيرْ
مَطرٌ مِنَ الإحْبَاطِ فَوْقَ رُؤوسِنَا
أَدْلَتْ بِهِ فَوْقَ الرُؤوسِ وَفِي النُفُوسِ
سَحَابَةُ اليَأسِ الخَبِيثْ

يَا سَيِّدي القَاضِي العَزِيزْ
أنَا لسْتُ أرْفُضُ مَا يَشَاءُ اللهُ للعَبْدِ العَنِيدْ
لكنَّنِي أأبَي مُحَاكَمَةَ الضَحِيَةِ أوْ عِتَابًا مِنْ جَدِيدْ
فَالَّليْل أَوْشَكَ أَنْ يَفُورْ
وَالفَجْرُ أَضْحَي بَيْنَ بَينْ
وَالطَّيْرُ يُذْبَحُ مَرَّةً
لا مَرَّتَينْ
الطَّيْرُ يُذْبَحُ مَرَّةً
لا مَرَّتَينْ
*****************

عبدالملك الخديدي
20-11-2007, 07:06 AM
الشاعر المبدع : عبد الحميد محمود
جيل في قفص الاتهام
نص شعري رائع وكأنه مرافعة في محكمة ، دافعت فيه عن المتهمين بعد أن أدانهم المحامي الشاعر بورقة الاتهام التي تقرر عجز الجيل وكسله ولكن تدارك الأمر في نهاية المرافعة بهذا المقطع الجميل :

يَا سَيِّدي القَاضِي العَزِيزْ
أنَا لسْتُ أرْفُضُ مَا يَشَاءُ اللهُ للعَبْدِ العَنِيدْ
لكنَّنِي أأبَي مُحَاكَمَةَ الضَحِيَةِ أوْ عِتَابًا مِنْ جَدِيدْ
فَالَّليْل أَوْشَكَ أَنْ يَفُورْ
وَالفَجْرُ أَضْحَي بَيْنَ بَينْ
وَالطَّيْرُ يُذْبَحُ مَرَّةً
لا مَرَّتَينْ
الطَّيْرُ يُذْبَحُ مَرَّةً
لا مَرَّتَينْ

يَبْكِي نَهَارًا مُظْلِمٌ بالظَالمِينْ = مظلماً
أأبى = آبى والأصح : أرفض إذا لم يختل الوزن.

تقبل التحية

صهيب توفيق
20-11-2007, 11:53 AM
يَا سَيِّدي القَاضِي العَزِيزْ
قَدْ مَاتَتْ الأحْلامُ فِي رَحِمِ الحَيَاةْ
والمَوْتُ يَنْتَظِرُ المَزِيدْ



عبد الحميد محمود

شعر رائع وكلمات اروع ولا املك الا ان اقول
الله الله عليك

لك من الفاضل كل تحية

عبد الحميد محمود
20-11-2007, 05:25 PM
أخي الفاضل / عبد الملك

أشكر مرورك وتعلقيك علي القصيدة جزاك الله خيرًا

أما بالنسبة للأخطاء فمعك الحق في ما وقع من خطأ في رفع الحال(مظلمًا)

وأما الفعل (أأبي) فأنا لست متأكدًا منه تمامًا قد يكون الحق معك

ولكن لماذا لا أستطيع تعديل المشاركة ؟!!!


علي كلٍ فأنا سعيد بمرورك الطيب لا حرمني الله مثله

ولك خالص تقديري واحترامي

عبد الحميد محمود
22-11-2007, 09:11 PM
أخي الفاضل / فاضل

أشكرك علي مرورك وعلي ثناءك
لك خالص امتناني واعتزازي

عبد الحميد محمود
11-12-2007, 08:11 PM
القصيدة بعد تعديل بسيط


جِــيــلٌ في قَــفَـــصِ الاتِّـــهَـــــامِ
************************
يا سَيّدي القَاضِي العَزيزْ
إنّي أرَي جِيْلاً من الأحْلامِ عَانقَه الغُروبْ
جيلٌ يَذوبْ
مَا عَادَ يَمْلكُ أنْ يَسِيرْ
مَا عَادَ يَمْلكُ أنْ يَكونَ مُمَيْزًا
إنْ ظَلَّ يَنْتَظرُ المَصِيرْ

جِيْلٌ صَغِيرْ
يَرْنُو مُعَانَقَةَ الكَسَلْ
مِنْ تَحْتِ أمْطارِ السَّمَاءْ
ويُقَدِّسُ التَفْكِيرَ في وَقْتِ المَسَاءْ
في ظلِ أضْواءِ الشُّمُوعِ
الذائِبَاتِ عَلي مَصِيرٍ يَحْتَضِرْ
يَبْكِي نَهَارًا مُظْلِمًا بالظَالمِينْ
فَتَحَطَّمَتْ في دَاخِله
كُلُّ انْتِمَاءَاتِ الجَنِينِ إلي الحَيَاة
فَدِمَاؤه يَجْرِي بِهَا سُمٌ زُعَافٌ قَاتِلٌ
يُدمِي العُقُولَ ويَسْلبُ الرُوْحَ الكِيَانَ بِلا حَيَاءْ
وَيُحَطِمُ الرَيْحَانَةَ البَيْضَاءَ في قَلْبِ العَذَارَى التَائِبِينْ
قُتِلَ الحَنِينْ
وَتَبَلَّدَتْ كُلُ المَشَاعِرِ في قُلُوبِ العَاشِقِينْ
لتَصِيْرَ حِبْرًا جَامِدًا
يَحْكِي خَرِيْفًا يَابِسًَا وَسُقُوطُ أوْرَاقِ الشَّجرْ
كَيْفَ الرَبِيْعُ بِدُونِ مَاءٍ سَيْدِي
وَالمَاءُ يَحْتَاجُ المَطرْ
جُنَّ السُّؤالُ منَ التَسَاؤلِ عَنْ جَوَابْ
شَابَ الشَبَابْ
مَا عَادَ يُبْصِرُ مَاءَهُ إلَّا سَرَابْ
قَدْ أُنْهِكَتْ طَاقَاتُه فِي ذَلِكَ الوَقْتِ الوَجِيزْ

يَا سَيِّدي القَاضِي العَزِيزْ
قَدْ مَاتَتْ الأحْلامُ فِي رَحِمِ الحَيَاةْ
والمَوْتُ يَنْتَظِرُ المَزِيدْ
فَلتُلحَقُوا بِفُتَاتِ جِيْلٍ يَحْتَرِقْ
مِنْ قَبْلِ أنْ يُمْسِي رَمَادًا سَاكِنًا أو يَنْفَجِرْ
فَتَثُورُ حَبَّاتُُ الرَّمَادِ المُحْتَرقْ
في كُلِ أَنْحَاءِ السَّمَاءْ
كيْ مَا تَصِيرَ سَحَابَةً سَوْدَاءَ
تُخْفِي النُورَ عَنْ عَيْنِ الكَثِيرْ
وتَفَيْضُ بِالمَطَرِ الغَزِيرْ
مَطرٌ مِنَ الإحْبَاطِ فَوْقَ رُؤوسِنَا
أَدْلَتْ بِهِ فَوْقَ الرُؤوسِ وَفِي النُفُوسِ
سَحَابَةُ اليَأسِ الخَبِيثْ

يَا سَيِّدي القَاضِي العَزِيزْ
أنَا لسْتُ أرْفُضُ مَا يَشَاءُ اللهُ للعَبْدِ العَنِيدْ
لكنَّنِي أأبَى مُحَاكَمَةَ الضَحِيَةِ أوْ عِتَابًا مِنْ جَدِيدْ
فَالَّليْل أَوْشَكَ أَنْ يَفُورْ
وَالفَجْرُ أَضْحَي بَيْنَ بَينْ
وَالطَّيْرُ يُذْبَحُ مَرَّةً
لا مَرَّتَينْ
الطَّيْرُ يُذْبَحُ مَرَّةً
لا مَرَّتَينْ
*****************

د. سمير العمري
17-09-2008, 04:53 PM
نص يكاد يفور بموهبة رائعة وبانسياب شعري مميز.

أرحب بك شاعرا مبدعا في أفياء واحة الخير.

للتثبيت تقديرا.



تحياتي

أم المجد
20-09-2008, 11:49 AM
ويُقَدِّسُ التَفْكِيرَ في وَقْتِ المَسَاءْ
في ظلِ أضْواءِ الشُّمُوعِ
الذائِبَاتِ عَلي مَصِيرٍ يَحْتَضِرْ

صورة أثارت في داخلي الكثير

آمل أن يتغير حال جيلنا للأفضل ولا يمكن أن تجاهل الجانب المشرق من هذا الجيل الواعد

قصيدة رائعة تستحق التثبيت وانسياب شعري سلسل وواضح

وائل محمد القويسنى
20-09-2008, 01:50 PM
أخى عبد الحميد
شاعرية بدت هنا فى كل حرف
توقفتُ على جمال بعض الصور فى القصيدة
قائلا (أحسنت)
كما كانت النهاية الفاصلة المحكمة الحكيمة
لتنهى الدفاع نهاية محكمة تدمع العين
على هذا الجيل الذى نال العقوبة
وينتظر عقوبة أخرى
أحسنت يا صديقى
ودى وتقديرى
وائل القويسنى