تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غنائية على ضفة الفرات



عبد الواحد الأنصاري
16-09-2003, 07:18 PM
غنائية على ضفة الفرات
الإهداء :
إلى ذلك الكبير جدا ، الذي علمني كيف أصنع من الأسطورة شعرا دفّاقا.ــــــ
وليدا أطلاّ
فما كان شيئاً
سوى فرخِ ورقاءَ حتى أبلاّ
تمرّ الرياحُ على وجههِ
وتذروا رمال النفودِ على عينهِ
ولم يلق أمّاً
تقصّ الأظافرَ أو خصْلةَ الشَّعر خلف القفا
فأغراهُ وقع السنين المريرُ
بأن يقفا
مديداً مديداً
كساقِ الصنوبرْ
سريعا سريعاً
كأعشاب بدء الربيعِ
وأخضر كالآس عند الأصيلِ
فيغدو يشِبّ ُ
ويمسي يُحِبُّ
ويُصغي للحنِ البعوضِ المغنّي
وللبكراتِ
على البئر تشكو
زحام الرعاةِ برنّ ِ
تهتّكَ للنهر..
يُلقي عليه بأثوابهِ
ثمّ يُلقي :
"أبر ُّ بمائكَ بِرّاً أشدّ
أشدّ من البرّ بالأنبياءْ
فُتِنتُ
بمرآة وجهكَ يبدو عليها القمر :
عليلاً
تلوّى هلالا
قلامة ظفرٍ
بها الريح تلهو
يمينا شمالا
" ولو كنتُ ظبيا
لكنتُ أجيءُ
أحاذرُ ذئب الفلا..
وأغيب إذا اكتمل القرص بدراً
حذارَ حشود العواءْ
أزورُ عليلا ً
تنصّبَ رحّالة ً قبل َ آدمَ لكنه ما استقرّ
"ولو كنتُ ظبياً
لما كنت أدركُ زجرَ البشرْ
لأنيَ ألقيتُ عنّي الرداءْ
وأهديتُ عُريي لهذا العراءْ
وأدخلُ أنساب ُ أسبح ثم أغوص ُ
أغوصُ
لأنيَ أنشدُ منك الرواءْ
أحبّ ابنة النهرِ ..
يروي لديها
ترانيم طفلٍ كشيخٍ
وشيخٍ كطفلٍ
ترانيم تعترك الروح منها ..
احتوتها النخيل
شهورا
سنينا قرونا
وذات مساءٍ يريح الغمام عليه
ملاءة طلّ ٍ خفيفٍ
تراود تلك الفتاة أباها العجوزَ
تقول:
"سأخرج يا أبتاهُ
لأحتلبَ الآن ثمّ أعودُ "
وتخرج تهوي
تهرول شوقا وتوقاً
ويومض نجمُ السها ثم يخبو
ويعجب :
"عذراءُ تصبو ؟"
ويأتي الفتى البدويّ الشجيُّ
يمدّ ذراعين مهزولتين
ولا ينطفي من هواه الأوار
فيبكي ويحكي
ويحكي ويبكي
إلى أن يميتَ الظلامَ النهار:
"خذيني إليكِ
فما عاد يجدي فراري
سأهربُ منكِ إليكِ
ستنتابني رعشةُ ُ..
مثل رعدٍ مهولٍ
وإغماءةُ ُ مثل إغماءة النازفين
نزيف الرعافِ
سأحكي وأبكي
فلا تجزعي
دثريني:
" وجاؤوا
على مركبٍ يتهادى
تفرّ التماسيح وهي التي لا تفرُّ
تفرّ التماسيح وهي التي قبل ُ كانت
تقضّ مضاجع من يرقدون
على ضفة النهر إذ يغفلون
فتخطف أطفالهم
وفرّ الرجال بأطفالهمْ
وهل لي أبُ ُ ؟!
كأنّ المجاديف أذرعة الأخطبوط احتشادا
تركتُ ثيابي ورائي
تركت شياهي ورائي
تركت فتاتي ورائي
أصيح أصيح
ولكنهم يسمعون
ولا ينطقون
غلاظا شدادا
" ويبتعد الشطّ عني ..
حتي كأنّ البسيطة ماء
ويعصر ربّانهم غصن زندي
ويهصر طوقي
ويفتل ينثر شعري
كما قد تبدّد في البحر نهري
ويسخر بحّارهم فيقول:
أتخزن من قمل شعرك للصيد طعما ؟
وناولني شربة من لبن
لها لذعةُ ُ مُـرّةُ ُ كالشجن
فقلت :
"أغثني بشربة ماءْ
أبلّ بها ريقي المحترق
فلستُ نبيّا
ولست أخاف الغرقْ"
"ويلقي الشباك
ويأمر : أ لقِ الشباكَ
ويبهرني لون عينيه كالماء تحت صفاء السماء
ولكنني كنت أأبى
وأأبى وأأبى
ويبهره لون عينيّ كالماء تحت ظلام السماء
ويولد فرعون
يخرج
ينفض عنه رمادهْ
يردد :
" هل يكفر العبد بعد العبادة؟
وهتلر:
هل يعشق الضعفاء الشهادة؟
وصدام:
هل يظهر الشعب عندي عنادهْ
وفي عينه تتجلّى
ميول الإبادة.

نعيمه الهاشمي
20-09-2003, 09:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاخ والكاتب القدير عبد الواحد الانصاري

مجرد تسجيل مرورك بظلال ابداعك هنا

لله درك

عانقت كلاماتك سماء الفكر والابداع


تحباتى وتقدري

عبد الواحد الأنصاري
21-09-2003, 09:40 PM
الأخت العنود الهاشمي :

لي حظ سعيد بامتنانك برفع قصيدة التفعيلة هذه.

أتمنى أن نلتقي على بساط الحرف ، دائما.

ياسمين
21-09-2003, 11:12 PM
وجه الحلم الحزين بزهرة برية
لحن شجى باكى
يغسل الجرح ببسمة دمع
يتجول فوق دموع الفرات
يسكن جفن السيف
ويقيم بثغر الحرف
هذه هى ترجمة حروفك
,
,

أخى العزيز
قرأتك فى القصة وجدتك رأئعا متمكنا من حيث الاسلوب والجمال
وعندما قرأتك هنا وجدتك أروع
تحياتى لهذا القلم المتألق

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

عبد الواحد الأنصاري
22-09-2003, 09:06 AM
ياسمين الواحة :

بحضورك المتكرر في نصوصي أشعر بعقدة الذنب لأني لم أستطع مجاراتك ، لكنها المشاغل ، وقد أعود لأنبش ما دونك وما خلفك كي أرد بعض الجميل .

حرستك الملائكة.

بندر الصاعدي
23-09-2003, 12:26 PM
أخي الفاضل عبد الواحد

أهلا ومرحباً بك بيننا في واحة الفكر والأدب والمعذرة على التأخر في الترحيب بك ..

قرأتُ رائعتك مراراً ولا أدري كيف أحتويها بل هي أحتوتني لما ضمّنتْ من قيمة فنّية عالية ,, قد استرسلتَ في ذكر سيرةِ إنسانيةٍ تاريخية ووفّقتُ في التختيم برجالِِ الظلمِ والعدوانية وما كان في دساتيرهم من قوانين

تحياتي لك وتقديري
دمت بخير
في أمان الله ..

عبد الواحد الأنصاري
29-09-2003, 12:17 PM
العزيز بندر الصاعدي :

النص محظوظ فعلا بمرور عين وقلب بندر الصاعدي.

نعيمه الهاشمي
05-12-2003, 06:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله
للرفع هذه الوحه الوحه العاليه فى القمه
لمن فاتته
وتمنيات ان يعود الى واحته هذا الكاتب القدير بكل خير وعطاء

د. سمير العمري
29-12-2003, 11:01 PM
أخي الحبيب عبد الواحد:

جئت لأتذوق نكهة الإبداع من منابعها ولأتنشق عطر أخ غاب فأطال.

قصيدة أكثر من رائعة مليئة بعوامل التألق إلا من بعض ما أخذت عليها من التدوير غير المتسق في بعض أجزائها.


في انتظار غنائية جديدة أيها الرائع.



تحياتي وشوقي
:0014:

عبد الواحد الأنصاري
27-01-2004, 07:18 PM
اعتذاري يا أستاذي سمير : والله لقد سُرق إيميلي في أواخر رمضان ولم أتوصل لعنوانكم ولا لطريقة تغيير الإيميل إلا اللحظة ، قراءتك على العين والرأس ، وتقبلوني عائدا إلى رحاب أحضانكم.

أبو وفاء

د. سمير العمري
28-01-2004, 04:54 AM
أهلاً بأبي الوفاء وأهله.... أهلاً بعودتك أخي الحبيب.


حفظك الله من كل سوء.



سعداء بك من جديد

تحياتي وودي
:0014: