مشاهدة النسخة كاملة : مراهقة - أقصوصة - نزار ب. الزين
نزار ب. الزين
22-11-2007, 04:11 PM
مُراهَقَة
أقصوصة
نزار ب. الزين*
كانا يتسكعان بعد الدوام المدرسي ، هما صديقان و زميلان في الصف الثاني الثانوي ، في الثالثة عشر من العمر ؛ لمحا تلميذتين في عمريهما تقريبا خارجتين لتوهما من مدرستيهما ، نادى محمود " يا قمر !.. " فالتفتت إحداهما ، فأكمل محمود متصنعا الغناء : " بص في عيني ، شوف حبيبي و شوف جماله " ، فضحكت الفتاة و شاركتها زميلتها الضحك ، و لكنهما تابعتا سيرهما مسرعتين .
ظن محمود و زميله أن الفتاتين تجاوبتا لغزلهما، فأصرا على متابعتهما ، صعدتا الحافلة فصعدا وراءهما ، هبطتا منها فهبطا وراءهما ، غنى محمود ثانية : " حبيبي .. كل ما فيك يا حبيبي حبيبي ، شعرك ليلي ، و ليلك قمري ، و حبك رحلة عمري و قدري .. " و لكن لم تلتفت أي منهما بل ضاعفتا سرعتيهما حتى قاربت الهرولة .
صعدتا طريق الجبل ، جادة بعد جادة ، فصعداه وراءهما ، و عاد محمود للغناء و هو يلهث : " مشغول عليك مشغول ، ما اقدر أغيب عنك " .
في الجادة الرابعة و على حين غرة دخلت الفتاتان دكان بقال ، ثم خرجتا مسرعتين ، و قبل أن يهما بمتابعتهما ، خرج إليهما البقال و في يده عصا غليظة .
" ألا تستحيان يا هذين ، أليست لكما شقيقات ، هل فقدتما نخوتكما و شرفكما يا أولاد ..... ؟! " و هم بالإقتراب منهما ملوحا بعصاه ..
ارتبك محمود و هم بالفرار و لكن زميله سليم عاجلته فكرة :
" عمو أنا طالب قرب ، أمي تخطب لي و تبحث لي عن فتاة مناسبة ، و قد أعجبتني تلك التي على اليمين ، فقط أردت معرفة دارها لأرشد والدتي إليها ! و صديقي هذا ليس أكثر من مرافق "
هنا ، و أمام ذهول الصبيين .. تحول غضب البقال إلى قهقهة عالية ، و بعد أن هدأ قليلا قال موجها كلامه لسليم ، و بصوت لا زال الضحك يقطعه : " إذهب لأمك – يا روح أمك - و اطلب منها رضعة ! "
-------------------
[SIZE="3"][COLOR="Navy"][RIGHT][B]* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
جوتيار تمر
22-11-2007, 05:29 PM
الاستاذ الكبير نزار الزين...
هذا السن / هو سن البلوغ نفسه منذ بدء النمو السريع الذي يصاحب البلوغ / ويعيش المراهق فيه جملة تغيرات على جميع المستويات / سواء أكانت على المستوى النمور الجسدي / أم الانفعالي / ام الاجتماعي / وهذه التغيرات جميلة يتبعها امور اخرى داخلية تتصل بمخلفات البيئة نفسها / وكل هذه الامور تجعل من امراهق يعيش حالة من الحركية / الديناميكية الزائدة والتي تحتاج الى تصريف الطاقة بأي شكل / لأن تراكمها قد يؤدي ترسبات قد تؤثر سلبا على المراهق نفسيا واجتماعيا وجسديا ايضا / ومن خلال هذه اللمحة السريعة عن احدى حالات المراهقة الطبيعية التي اوردتها في نصك / اراك قد اجدت في رسم هذه الصورة التي تؤكد ميل المراهق للجنس الاخر / وكذلك سرعة البداهة لديه واتخاذ موقف تجاه اي حدث يصادفه حيث تزداد قدرة المراهق على الفهم ونمو التفكير المجرد والقدرة على فرض الفرضيات وتقديم الأدلة والبراهين / لااستطيع الخوض اكثر في الموضوع لانه كلما خضنا فيه تتسع مداركه اكثر / فهو موضوع لايناقش في جلسة او مجرد تحيليل لنص لانه اكبر / ويعد من اهم المشاكل التربوية الحالية ايضا / وكم نحتاج الى رؤية عميقة لماهية هذه المرحلة واتخاذ افضل السبل من اجل رسم ملامح اللذات لدى المراهق بدل التانيب المستمر واللوم الدائم وربما الضغط الغير مجدي .
دمت بالف خير
تقديري ومحبتي
جويتار
هشام عزاس
22-11-2007, 10:20 PM
الأديب / نزار الزين
أقصوصة المراهقة هي عمل مزج بين السرد الخفيف الحلو و قضية اجتماعية مهمة للغاية , فالمراهقة هي سن حساس يؤثر في سلوكيات المراهق و يجعله ينظر إلى الأشياء بشكل مختلف و هي في الحقيقة مجرد رؤى داخلية تتشكل لا إراديا فيعمد المراهق إلى محاولة ترسيخها بذهنه و يأتي فعله بعد ذلك تصديقا لما رسمه بعقله الباطن . و هناك نقطة أخرى مهمة جدا و هي أن المراهق يجد جرأة على تطبيق ما قد يدور بخلده عندما يجد مراهقا آخر يسانده , و بالأخير نلمح صورة أخرى و هي طريقة معاملة المجتمع لهذه الفئة
بالزجر و ربما بالضرب و هذا ما يخلف انعكاسات نفسية قد تكون لها تأثيرات بالغة في نفسية المراهق و قد تستمر فيما بعد
اكليل يغلف قلبك
هشـــــــام
نزار ب. الزين
23-11-2007, 03:08 AM
الأديب / نزار الزين
أقصوصة المراهقة هي عمل مزج بين السرد الخفيف الحلو و قضية اجتماعية مهمة للغاية , فالمراهقة هي سن حساس يؤثر في سلوكيات المراهق و يجعله ينظر إلى الأشياء بشكل مختلف و هي في الحقيقة مجرد رؤى داخلية تتشكل لا إراديا فيعمد المراهق إلى محاولة ترسيخها بذهنه و يأتي فعله بعد ذلك تصديقا لما رسمه بعقله الباطن . و هناك نقطة أخرى مهمة جدا و هي أن المراهق يجد جرأة على تطبيق ما قد يدور بخلده عندما يجد مراهقا آخر يسانده , و بالأخير نلمح صورة أخرى و هي طريقة معاملة المجتمع لهذه الفئة
بالزجر و ربما بالضرب و هذا ما يخلف انعكاسات نفسية قد تكون لها تأثيرات بالغة في نفسية المراهق و قد تستمر فيما بعد
اكليل يغلف قلبك
هشـــــــام
======================
أخي الكريم الأستاذ هشام
يبدو أنك على دراية كتقدمة بعلم الإجتماع و علم النفس ، فقراءتك تشير إلى ذلك
شكرا لزيارتك و تفاعلك وألف شكر لثنائك الجميل
عميق المودة و التقدير
نزار
نزار ب. الزين
23-11-2007, 09:09 AM
أخي و صديقي الحبيب الأستاذ جوتيار
كعادتك تولي الموضوع حقه من الدراسة و التحليل ، و قدم تحليلك اليوم درسا أكاديميا عن سن المراهقة
مبدع حين تقرأ و تحلل و مبدع حين تكتب
سلمت يمناك و دمت متألقا
نزار
زاهية
23-11-2007, 09:16 AM
أضحك الله سنك ورضي عنك ..عندما أقول إنك أديب الشعب فكلامي والله
لاأقوله إلا عن ثقة وإيمان بذلك ..قصة رائعة وكأنني أصعد جادات
المهاجرين ،وأشهد فصول القصة أخي المكرم نزار الزين ..
بارك الله بك ورعاك
أختك
بنت البحر
نزار ب. الزين
23-11-2007, 10:14 AM
أضحك الله سنك ورضي عنك ..عندما أقول إنك أديب الشعب فكلامي والله
لاأقوله إلا عن ثقة وإيمان بذلك ..قصة رائعة وكأنني أصعد جادات
المهاجرين ،وأشهد فصول القصة أخي المكرم نزار الزين ..
بارك الله بك ورعاك
أختك
بنت البحر
=========================================
أختي الفاضلة مريم
أسعدني استمتاعك بالقصة
أما ثناؤك فهو إكليل من الياسمين طوق عنقي
شكرا لزيارتك و دعائك الطيِّب
كل المودة و التقدير
نزار
ابراهيم عبد المعطى
24-11-2007, 06:05 PM
الأستاذ المبجل / نزار ب الزين
بعد تعليق الأساتذة الأفاضل
ليس لى تعليق إلآ : بارك الله فيك وفى قلمك البارع
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى
نزار ب. الزين
24-11-2007, 07:52 PM
الأستاذ المبجل / نزار ب الزين
بعد تعليق الأساتذة الأفاضل
ليس لى تعليق إلآ : بارك الله فيك وفى قلمك البارع
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى
===============================
أخي الأديب الرائع الأستاذ ابراهيم
مجرد حضورك و قراءتك للنص تشريف له و رفع من قيمته
دمت بخير و عافية
نزار
د. سمير العمري
26-11-2007, 12:49 AM
إن قوما ثقافته ترتكز على مثل هذه الأغاني الهابطة لا يتوقع منه أفضل مما كان. هو بالفعل وصف للواقع أحسنت تجسيده ونتمنى أن نبحث عن حلول للخروج من هذه الكبوة الثقافية التي توصلنا إلى كبوات سياسية واقتصادبية وعسكرية واجتماعية.
أشكر لك الأمر الذي طرحته في قصتك أخي الأديب.
تحياتي
نزار ب. الزين
26-11-2007, 05:18 AM
إن قوما ثقافته ترتكز على مثل هذه الأغاني الهابطة لا يتوقع منه أفضل مما كان. هو بالفعل وصف للواقع أحسنت تجسيده ونتمنى أن نبحث عن حلول للخروج من هذه الكبوة الثقافية التي توصلنا إلى كبوات سياسية واقتصادبية وعسكرية واجتماعية.
أشكر لك الأمر الذي طرحته في قصتك أخي الأديب.
تحياتي
==========================
أخي الكريم الدكتور سمير
لا شك أن هناك علاقة وثيقة بين تردي الفن و تردي الثقافة العربية بأبعادها الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية .
و الحلول لا تأتي إلا بتكثيف جهود الطبقة المثقفة الواعية ، لأن الحكومات لا تولي هذا الجانب الهام حقه
شكرا لزيارتك و تفاعلك مع أهداف النص و لثنائك الرقيق
خالص المودة و التقدير
نزار
رنده يوسف
26-11-2007, 06:40 AM
الاديب الكبير / نزار الدين
حقيقة تبسمت وانا اقرأ قصتك وانا لم ابتسم منذ مده هذه حال مجتمعاتنا وهذا هو سن المراهقه
جميل ما كتبت لك كل الموده
نزار ب. الزين
26-11-2007, 10:31 PM
الاديب الكبير / نزار الدين
حقيقة تبسمت وانا اقرأ قصتك وانا لم ابتسم منذ مده هذه حال مجتمعاتنا وهذا هو سن المراهقه
جميل ما كتبت لك كل الموده
==========================
أختي الكريمة رنده
أسعدتني استمتاعك بالأقصوصة
شكرا لزيارتك و لثنائك العاطر
دمت بخير
نزار
ربيحة الرفاعي
04-11-2012, 06:31 PM
مشهد متكرر على صفحة الأيام يحكي واقعا لا يلام فيه مراهق حظي بتربية لم تحصنه ضد ممارسات خاطئة يخالها دليلا على نضجه
أديبنا الرائع نزار الزين
أهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير
تحاياي
نزار ب. الزين
06-11-2012, 12:47 AM
مشهد متكرر على صفحة الأيام يحكي واقعا لا يلام فيه مراهق حظي بتربية لم تحصنه ضد ممارسات خاطئة يخالها دليلا على نضجه
أديبنا الرائع نزار الزين
أهلا بحضورك الفاعل في واحة الخير
تحاياي
=================
أختي الفاضلة ربيحة
تكاتف المدرسة و البيت في المجال التربوي
يساعد في غرس المبادئ القويمة
في نفوس البالغين بحيث يغلبهم الحياء
قبل الإقدام على الممارسات الخاطئة
***
الشكر الجزيل لزيارتك و اهتمامك
بإخراج النص من أعماق الأرشيف
مع عميق مودتي و تقديري
نزار
نزار ب. الزين
06-11-2012, 10:30 PM
==========================
أختي الكريمة رنده
أسعدني استمتاعك بالأقصوصة
و لكني تأثرت لقولك "أنك لم تبتسمي
منذ مدة طويلة
أرجو من الله أن يعيد إليك البسمة الدائمة
***
شكرا لزيارتك و لثنائك العاطر
دمت بخير
نزار
نداء غريب صبري
20-11-2012, 04:56 PM
أضحك الله سنك أخي
قصة جميلة امتعتني قراءاتها ولم تفتني فكرتها الناصحة
شكرا لك
بوركت
نزار ب. الزين
24-11-2012, 03:22 AM
أضحك الله سنك أخي
قصة جميلة امتعتني قراءاتها ولم تفتني فكرتها الناصحة
شكرا لك
بوركت
***************
أختي ا لفاضلة نداء
أسعدني استمتاعك بالأقصوصة
مع ودي و وردي
نزار
آمال المصري
08-05-2013, 05:24 PM
صنعتهم الأغاني في عمر يستجيب فيه للمؤثرات الخارجية ليعتاش دور العاشق أو الخطيب
في زمننا هذا يقتدي المراهق بـ " محمد رمضان بطل عبده موتة و ساي صاحب أغنية جانجام ستايل "
هداهم الله وألهمهم الرشد
تتطرق أديبنا الفاضل لمواقف اجتماعية وهنا كانت الصورة هزلية بأسلوب جميل شائق
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي
عبد الله راتب نفاخ
08-05-2013, 06:46 PM
عرف ما يرد به عليه ههههه
سلمتم أستاذنا الغالي
تطرقون باب الهدف الأخلاقي وتعالجونه بواقعية
سلمكم الله
دمتم بروعتكم
أحمد عيسى
09-05-2013, 07:14 AM
قصة قديمة جديدة أ نزار
فجيل اليوم ربما أسوأ من الجيل الذي كتبت عنه قصتك ، وأغاني اليوم أسوأ ، بل ومعاكسات اليوم أصبحت تحرشات واعتداءات صارخة ، وليتهم ظلوا يراهقون بالأغاني ، بل صار الأمر فجاً ينذر بكارثة ..
تقديري لقلمٍ لا يكتب الا صدقا
وليد عارف الرشيد
10-05-2013, 03:48 AM
جميلة طريفة وتحمل في عمقها الكثير مما يقال
أجمل ما في قصك أستاذي الجميل هي الواقعية التي تجبر القارئ على التفاعل بقوة
دمت بخير وإبداع
لك محبتي وكثير تقديري
نزار ب. الزين
12-05-2013, 07:31 PM
قصة قديمة جديدة أ نزار
فجيل اليوم ربما أسوأ من الجيل الذي كتبت عنه قصتك ، وأغاني اليوم أسوأ ، بل ومعاكسات اليوم أصبحت تحرشات واعتداءات صارخة ، وليتهم ظلوا يراهقون بالأغاني ، بل صار الأمر فجاً ينذر بكارثة ..
تقديري لقلمٍ لا يكتب الا صدقا
******
صدقت أخي الحبيب الأستاذ أحمد
فالأمر يسير نحو الأسوأ
***
الشكر الجزيل لزيارتك
و إعجابك بالنص
و ثنائك الرقيق
مع ود بلا حد
نزار
نزار ب. الزين
12-05-2013, 07:41 PM
[CO]="[/B][/CENTER]Magenta"]جميلة طريفة وتحمل في عمقها الكثير مما يقال
أجمل ما في قصك أستاذي الجميل هي الواقعية التي تجبر القارئ على التفاعل بقوة
دمت بخير وإبداع
لك محبتي وكثير تقديري[/COLOR]
***********
أخي الحبيب الأستاذ وليد
إعجابك بما أقدم من قصص
أثلج صدري
فلك من الشكر جزيله
و من الود عميقه
نزار
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir