تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليلة شتاء



ابراهيم عبد المعطى
23-11-2007, 08:59 AM
ليلة شتاء
فوضى عارمة إجتاحت منزلى أثر غياب زوجتى القهرى لمرافقة أختها المريضة فى
المستشفى
أبحث فى المطبخ عن الأقداح , والأطباق , وأعواد الثقاب , وبكل صبر وحكمة تمكنت
من تجهيز العشاء للغالى - إبنى الوحيد -
جلست على الأريكة فى الصالة الخارجية أنتظر عودته من الجامعة
مرت برهة سريعة كلمح البصر , إنتفضت من مكانى , وبعينين ثاقبتين راقبت الطريق
من خلف خصاص النافذة
ياخبر!!
تأخر الغالى كثيرا , الساعة تدق منتصف الليل
رباه
أين ذهب الغالى ؟
الشتاء يودع الدنيا بصخبه المعتاد , والرياح تصدر صفيرًا حادًا يقبض النفس
ماذا أفعل ؟
التليفون معطل منذ أسبوع , وتلفونى المحمول مع الزوجة فى المستشفى
مابليد حيلة
وضعت معطفى على كتفى وخرجت من المنزل أتخبط فى الظلام فتكتنفنى أمواج من
الرياح المتدفقة وهى تزفر زفيرًا مخيفًا كما تزفر الحيًة قبل أن تنقض على فريستها
هاهو مكتب تليفون يهم صاحبه أن يغلقه
حثثت الخطى , وأسرعت المسير , ورجوته معتذرًا بقلب واجف وعينان فيهما ماء
الأمل , قدًم لى التليفون بعد أن أمليته رقم الغالى
وجاء صوت الغالى :
- أين أنت ياوالدى ؟؟
- أين أنا ؟؟ بل أين أنت ؟
- أنا فى حجرتى !
- منذ متى ؟؟
- حضرت فى موعدى وفتحت الباب بمفتاحى ورأيتك مستلقيًا على
الأريكة فلم أشأ أن أزعجك , ودخلت إلى فراشى ونمت , لكن أين أنت ياوالدى ؟؟
- آه ياإبن ال !!
وإبتسمت إبتسامة لاأعرف حتى الآن معناها ؟
لماذا إبتسمت ؟
ولماذا قبضت يدي ؟
ولماذا فردت أصابعى ؟؟

ريمة الخاني
23-11-2007, 09:52 AM
تركت تساؤلا....
كما وصلنا...
والجواب عند كل قراءة مختلفه
تحيه لك كاتبنا

هشام عزاس
23-11-2007, 06:24 PM
الفاضل / ابراهيم

ربما ابتسامتك تلك هي نوع من الرضا بعد موقفك المشحون بعواطف من القلق و الترقب ...
هي ابتسامة رضا على تصرف الإبن الذي راعى راحة والده و لم يرد إزعاجه
أو هي ابتسامة اختلطت بإنفعال تصور كان قائما بذهنية الأب و توتره الذي فقد في لحظة أسبابه فأتت قبضة
اليد و فردها في حركة آلية و بفعل لا ارادي يصور حالة القبض و الإنفراج التي كانت قد تملكت نفسية الأب
من لحظات قليلة
تقبل قرائتي المتواضعة سيدي
اكليل يغلف قلبك
هشـــــام

جوتيار تمر
23-11-2007, 06:44 PM
المبدع عبد المعطي ......

سرد جميل وموفق / وبناء محكم / وترابط جميل بين الحدث ومخلفاته / سواء على المستوى اللغوي / ام الصوري / اثرت اعجابي بوصفك الرائع للحالة الداخلية والخارجية معاً / واثرت اعجابي اكثر من خلال الفكرة نفسها التي تضمنت رؤية / يمكن ان تؤخذ بنظرتين حسب رأي / الاولى عدم وجود الزوجة / الام / وما تخلفه من فوضى بحق داخل الهرم الاسري / من جميع النواحي / والثاني الرغبة الملحة في ان يمارس الاب الرجل دوره كفرد داخل المجموعة ويتحمل مسؤليته داخل البيت ايضا وليس دائما خارج البيت / ولعل مشهد الابن الذي يترفق بالوالد ويعي تعبه هنا ايضا مثيرة وجميلة / والتساؤل الاخير اجده يضعنا اما تيار اخر من التساؤلات والعلية هنا تعود الى المعلول الاول / ونحن بانتظار الانفراج عنها .

دمت بالف خير
محبتي لك
جويتار

ابراهيم عبد المعطى
24-11-2007, 06:16 PM
الأديبة والكاتبة / ريم
أسعدنى مرورك الكريم وتحليلك الرائع
وتقبلى خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى

حنان الاغا
25-11-2007, 09:53 AM
ليلة لاهثة متوترة انفرجت بعد مشوار مطري يبعث على التفاؤل ،
اطمأن الأب على الغالي فتحركت القبضة انقباضا وانفراجا مع ما يشبه سبابا مداعبا درا بخلد الأب ، مصحوبا بصفعة (مداعبة ) أيضا ، وكلها دلالات أوردها القاص ليقول لنا عن مدى القلق والخوف على فلذة كبده.

نص هو موقف جميل من الواقع اليومي ، يؤشر إلى الامكانات الكبيرة التي تمنحنا إياها الحياة اليومية على رتابتها أحيانا ، وعين الخبير ، ورؤية المبدع هي من تستطيع اقتناص اللحظات التي تتحول إلى عمل إبداعي.
أخي إبراهيم
وددت لو تخلصت من همزات القطع التي جاءت في غير أماكنها أحيانا ، مثال : إجتاحت / اجتاحت

أثر / إثر
إنتفضت / انتفضت

شكرا أيها المبدع

ابراهيم عبد المعطى
25-11-2007, 06:09 PM
الأستاذ الفاضل / هشام
تحليلك القيًم البارع لنصى المتواضع هو وسام شرف
اعتز به وأفخر
فلك منى عظيم الود والإمتنان
ابراهيم عبد المعطى

سحر الليالي
26-11-2007, 10:10 AM
الفاضل "عبدالمعطي"

قصة جميلة !!!
سعدت بقراءتها

سلمت ودمت مبدعا
لك خالص تقديري وقوافل ورد

ابراهيم عبد المعطى
27-11-2007, 07:05 PM
الأستاذ الفاضل / جوتيار تمر
تحليلكم الرائع وقراءتكم المتأنية لنصى المتواضع أسهم فى معرفة
ابعادا جديدة , ورؤيا عميقة .
فشكرا لإعجابكم الكريم
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى

ابراهيم عبد المعطى
28-11-2007, 06:28 PM
الكاتبة والمبدعة / حنان الأغا
تشريفك لنصى المتواضع والتعليق عليه هو وسام شرف
أحمله مبتهجا مسرورا ,
وملاحظاتك عن همزات القطع سوف تؤخذ فى الإعتبار
فى النصوص القادمة ان شاء الله .
فشكرا لتشريفك الغالى
ابراهيم عبد المعطى