ثلاث قطط وكلب

[ابراهيم عبد المعطى]

ثلاث قطط وكلب
أسدل الليل أستاره , وهيمن على الكون نعمة السكون وهبت نسائم لطيفة معبقة
بشذا الأزهار والرياحين , ولاحت النجوم الساهرة كالدرر المنضودة .
وعلى غير موعدالتقى ثلاث قطط وكلب فى الميدان الرئيسى حول المسلة المقدسة .
صوب الكلب عينيه البراقتين وأتجه بأذنيه الصغيرتين وكشر عن أنيابه وجهز
مخالبه وارتكز نصفه الأسفل على الارض بينما بقيى نصفه الأعلى مرفوعا فى توثب
وعو ا , و زمجر , ولكنه وجل !!!
التفت القطط الثلاث على هيئة نصف دائرة فى وضع قتالى وانبثق من أعينهم
فى الظلام الدامس شعاع مخيف وإرتخت الشفة السفلى وارتفعت الشفة العليا
فظهرت أنياب حادة بينما علت اليد اليمنى عن الأرض قليلا فلمعت أظافر كخطاطيف
ناهشة , وماءوا ,وزاموا , لكنهم وجلوا !!!
ودار هذا الحوار التالى :
القط : ماالذى أتى بك الى هنا ؟؟
الكلب : هذه أرضى !!
القط : لا هذه أرضى وارض أجدادى على مر العصور
الكلب : لا بل هذه أرضنا نحن !وإسأل المسلة المقدسة من أنشأها ؟؟
القط : جدى الأكبر !!
الكلب : جدك الاكبر هو جدى ومنه نسلنا !!
القط : ونحن من نكون ؟
الكلب : أنتم رعاع همجيون طرتم أجدادنا !!
القط : نحن لم نطرد أجدادكم ولكنهم انتقلوا الى الميادين الاخرى بحثا عن
الطعام
الكلب : هل هذا كلام يعقل ؟
القط : هذه هى الحقيقة اخرج حالا من الميدان .
الكلب : لن أخرج ولن أترك المسلة المقدسة ؟؟
القط : حتى المسلة المقدسة تزعم أنها ملكك يابجح
الكلب : لاتكن شتًاما ورفع صوتك لايخيفنى , أتذكر أخوتك ماذا فعلت بهم ؟؟
القط : شتائم وسباب بصوت عال .
الكلب : لازلت ترفع صوتك , هذه جبلتك لاتستطيع تغييرها ...اذا قلت المحال رفعت صوتى ..وان قلت اليقين أطلت همسى .
القط : نعم , لكنها لغتنا مالك أنت بها ؟
الكلب : لاتهمنى فى شىء , فلي لغتى الخاصة التى أتعبد بها لمسلتى
المقدسه !!!
القط : تانى تقول مسلتك المقدسة !!
الكلب : عندى اقتراح
القط : اقترح
الكلب : نجلس سويا ونحل كل مشاكلنا
القط : أأخذ رأي زملائى
وحانت من القط التفاتة ناحية زميليه فرأى عجبا !!!
واحد يغط فى ثبات عميق
والثانى منهمك فى أكل سمكة فى لهفة محمومة
ولمعت عين الكلب فى خبث وراودته فكرة الهجوم المباغت لكن العينين البراقتين
والأنياب البارزة والأ ظافر الحادة أرهبته !
تمتم فى سره
هناك وسائل أخرى
************************************************** ****************
ولا زال الصراع مستمرا
والقطط الثلاث مابين متحفز ونائم ولاهى
والكلب إستأسد وتوحش
والمسله المقدسه تصرخ
واقدساه , واقدساه , واقدساه
**************************************
ابراهيم عبد المعطى

[جوتيار تمر]

الرائع عبدد المعطي ...
وسيظل الحوار متسمرا دون جدوى / لأنه في الاصل بني على قضايا لاجدوى منها / فكل حزب بما لديهم فرحون / ولاشيء يجمعهم سوى ما دفنوه بانفسهم / الانسانية / والان لغة الكرسي والمصالح هي اللتي طغت وهي التي تحكم الضمائر / ومن يبقى يعتمد على لغة الماضي والاتكالية الابائية لن يعطي سوى ما اعطاه طوال هذه القرون التي بدأت بهم بلاشيء ولن تنتهي الا بلاشيء / القصة برغم رمزيتها الا انها وضاحة المعالم / وذات بنية سردية جميلة / ولغة مفهومة / وتوظيف جميل للحدث المستمر في زمكانية تدوم عليها وفيها الصراع الى ما لانهاية.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

[راضي الضميري]

الأخ الفاضل إبراهيم عبد المعطي

الأمر واضح جلي ، لكن قومي يجهلون ، وسيستمر هذا الصراع حتى يعود الحق لأصحابه بإذن الله تعالى.

قلم شجاع وفكر راقي .

أسجل إعجابي و تقديري .

كن بخير

[صبيحة شبر]

الأخ العزيز عبد المعطي
قصة رمزية تعبر عن الصراع الرهيب الطويل
بين أصحاب الحق وخصومهم
كل يرفع صوته ان كان على خطأ ويهمس ان كان على صواب
أجدت القص أخي العزيز

[ابراهيم عبد المعطى]

الأستاذ الفاضل / جوتيار تمر
أشكركم عظيم الشكر على حسن رأيكم فى نصى المتواضع
ولكن يبدو أنه حدث خطأ ما أخل بالنص وقد حاولت إرسال رسالة خاصة
للتصحيح ولكن لازالت مشاركاتى دون 100 فلذا أرجو التفضل بتصحيح
الآتى :
1- الكلب : لاتكن شتًاما ورفع صوتك لايخيفنى , أتذكر أخوتك ماذا فعلت بهم ؟؟
2- القط : شتائم وسباب بصوت عال
3- الكلب : لازلت ترفع صوتك , هذه جبلتك لاتستطيع تغييرها ...إلى آخره
وأقدم اعتذارى الشديد لحدوث هذا الخطأ الغير مقصود لكم ولجميع الأساتذة
الأفاضل والزملاء الأعزاء .
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى

[هشام عزاس]

الفاضل / عبد المعطي

قصة رمزية موفقة جدا . تلك حالنا للأسف كالقطط تماما أبدا لن تتوحد عند فكرة محددة و لن تدافع عن مسلتها رغم أنها الأحق بها و لطالما هو ذلك الحال فالكلب سيظل على موقفه و لن يغادر المكان .
تقبل إعجابي و احترامي
اكليل من الزهر يغلف قلبك
هشــــــــام

[وفاء شوكت خضر]

الأخ الأديب ابراهيم عبدالمعطي ..

رمزية واضحة المعالم ، ولا تحتاج لتعليق بقدر ما تحتاج أن نتفكر بفكرتها ..
سنبقى نموء والكلاب تنبح ، ولكن سؤال طرأ يطرق العقل ..
من يكون القتلى إذن ؟؟

سخرية مريرة على واقع أمر ..


دمت بألق .
تحيتي .