مشاهدة النسخة كاملة : &(في رحاب آيـة)&
سحر الليالي
01-12-2007, 10:26 PM
في رحاب آيـة
**************
{الم. أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}
إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف؛ وأمانة ذات أعباء؛ وجهاد يحتاج إلى صبر، فلا يكفي أن يقول الناس: آمنا. فهم لا يتركون لهذه الدعوى، حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم. كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به، ومع أن الله يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء؛ إلا أن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو مكشوف لعلم الله، مغيب عن علم البشر؛ فيحاسب الناس إذن على ما يقع من عملهم لا على مجرد ما يعلمه سبحانه من أمرهم. ثم إن الإيمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم لها أهل وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص. وإلا الذين يؤثرونها على الراحة والدعة، وعلى الأمن والسلامة، وعلى المتاع والإغراء. وهي أمانة ثقيلة؛ ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء. ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله، ولا يملك النصرة لنفسه ولا المنعة؛ ولا يجد القوة التي يواجه بها الطغيان. وهذه هي الصورة البارزة للفتنة. ولكنها ليست أعنف صور الفتنة. فهناك فتن كثيرة في صور شتى، ربما كانت أمر وأدهى. هناك فتنة الأهل والأحباء، وهناك فتنة إقبال الدنيا على المبطلين، وهناك فتنة الغربة في البيئة والاستيحاش بالعقيدة، وهناك الفتنة الكبرى. فتنة النفس والشهوة. وجاذبية الأرض. فإذا طال الأمد، وأبطأ نصر الله، كانت الفتنة أشد وأقسى. وكان الابتلاء أشد وأعنف. ولم يثبت إلا من عصم الله. وهؤلاء هم الذين يحققون في أنفسهم حقيقة الإيمان. والنفس تصهرها الشدائد فتنفي عنها الخبث؛. وتطرقها بعنف وشدة فيشتد عودها ويصلب ويصقل. وكذلك تفعل الشدائد بالمؤمنين فلا يبقى صامدا إلا أصلبهم عودا؛ وأقواهم طبيعة، وأشدهم اتصالا بالله، وثقة فيما عنده من الحسنيين: النصر أو الأجر، وهؤلاء هم الذيبن يسلمون الراية في النهاية مؤتمنين عليها بعد الاستعداد والاختبار.
سحر الليالي
02-12-2007, 10:35 PM
{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
يضرب الله المثل لحقيقة القوى المتصارعة في هذا فيوضح أن هنالك قوة واحدة هي قوة الله. وما عداها من قوة الخلق فهو هزيل واهن، من تعلق به أو احتمى، فهو كالعنكبوت الضعيفة تحتمي ببيت من خيوط واهية.فهي وما تحتمي به سواء: إنه تصوير عجيب صادق لحقيقة القوي في هذا الوجود. الحقيقة التي يغفل عنها الناس أحيانا، فيسوء تقديرهم لجيمع القيم؟ وعندئذ تخدعهم قوة الحكم والسلطان يحسبونها القوة القادرة التي تعمل في هذه الأرض. وتخدعهم قوة المال، يحسبونها القوة المسيطرة على أقدار الناس وأقدار الحياة. وتخدعهم قوة العلم يحسبونها أصل القوة وأصل المال، وأصل سائر القوى التي يصول بها من يملكها ويجول، وتخدعهم هذه القوى الظاهرة. وينسون القوة الوحيدة التي تخلق سائر القوى الصغيرة، وتملكها، وتمنحها، وتوجهها، وتسخرها كما تريد، حيثما تريد. وينسون أن الالتجاء إلى تلك القوى سواء كانت في أيدي الأفراد، أو الجماعات، أو الدول. كالتجاء العنكبوت إلي بيت العنكبوت. حشرة ضعيفة رخوة واهنة لا حماية لها من تكوينها الرخو، ولا وقاية لها من بيتها الواهن. وليس هنالك إلا حماية الله، وإلا حماه، وإلا ركنه القوي الركين. هذه الحقيقة الضخمة هي التي عني القرآن بتقريرها في نفوس الفئة المؤمنة، فكانت بها أقوى من جميع القوى التي وقفت في طريقها؛ وداست بها على كبرياء الجبابرة في الأرض ودكت بها المعاقل والحصون. وإن أصحاب المبادئ الذين يتعرضون للفتنة والأذى، وللإغراء والإغواء. لجديرون أن يقفوا أمام هذه الحقيقة الضخمة ولا ينسوها لحظة، وهم يواجهون القوى المختلفة. هذه تضر بهم وتحاول أن تسحقهم. وهذه تستهويهم وتحاول أن تشتريهم. وكلها خيوط العنكبوت في حساب الله.
وفاء شوكت خضر
02-12-2007, 11:02 PM
سحر الليالي ..
أسجل دخولي على صفحتك ، فالعنوان جدذبني وهو أول ما وقعت عليه عيناي لحظة دخولي ..
نعم " صدق الله العظيم " إن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت ، وما هو إلا لعاب يجف على شكل خيط ، فما أوهنه وما أضعفه ، وما أضعف من يحتمي به ..
القوة لله جميعا ، يعطي الملك من يشاء ونزع الملك عمن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء ..
فلا يغرن من أعطي الملك ملكه ، ولا يغرن من أعزه الله ما هو به ، فكله إلى زوال ، ولا يبقى إلا مالك الملك العزيز الجبار ..
فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ونصره ..
فلنقف قليلا أمام هذه الآية ، ولنتفكر ولنتخذ منها العظة والحمة ..
فسبحان خالق الخلق ، فكم من مثل ضرب لنا ونحن عنها عمى ..
منار الغالية ..
جزاك الله كل الخير على التذكرة والعظة ..
بارك الله بك يا فراشة الواحة الرائعة ..
لك حبي وسلال الفل ..
صهيب توفيق
03-12-2007, 12:59 PM
مشكورة جزيل الشكر
سحر الليالي
على هذه العظة وهذا التذكير فكم نحن بحاجة الى التذكر والتفكر في آيات القرآن الكريم وما تحمله لنا هدي
لك من الفاضل كل تحية
سحر الليالي
03-12-2007, 10:54 PM
{قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ}
بعد أن أرسل الله إليهم ثلاثة رسل اعترض أهل القرية عليهم بالاعتراضات المكرورة في تاريخ الرسل والرسالات. وهذا الاعتراض المتكرر على بشرية الرسل تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك، كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول. والرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية. وحياة الرسول هي النموذج الواقعي للحياة وفق ذلك المنهج الإلهي. وهم بشر. فلا بد أن يكون رسولهم من البشر ليحقق نموذجاً من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.ولكن هذه الحقيقة الواضحة القريبة هي التي ظلت موضع الاعتراض من بني الإنسان.{ما أنتم إلا بشر مثلنا}. وقصدوا أنكم لستم برسل.{وما أنزل الرحمن من شيء}. مما تدعون أنه نزله عليكم من الوحي والأمر بأن تدعونا إليه.{إن أنتم إلا تكذبون}. وتدعون أنكم مرسلون!
سحر الليالي
04-12-2007, 10:21 PM
{وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ. اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ. وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
إنها استجابة الفطرة السليمة لدعوة الحق المستقيمة. إنها صورة من الإيجابية الفاعلة فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لها بعد ما رأى فيها من دلائل الحق والمنطق ما يتحدث عنه في مقالته لقومه. وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت هذه الحقيقة في ضميره فلم يطق عنها سكوتاً؛ ولم يقبع في داره بعقيدته وهو يرى الضلال من حوله والجحود والفجور؛ ولكنه سعى بالحق الذي استقر في ضميره وتحرك في شعوره. سعى به إلى قومه وهم يكذبون ويجحدون ويتوعدون ويهددون. وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم بواجبه في دعوة قومه إلى الحق، وفي كفهم عن البغي، وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون أن يصبوه على المرسلين. وظاهر أن الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان. ولم يكن في عزوة من قومه أو منعة من عشيرته. ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه وتجيء به من أقصى المدينة إلى أقصاها. ثم ها هو يهتف فيهم {اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون}. إن الذي يدعو مثل هذه الدعوة، وهو لا يطلب أجراً، ولا يبتغي مغنماً. إنه لصادق. وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفاً من الله؟ ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة؟ ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة؟ والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم، وهو لا يجني من ذلك كسباً، {وهم مهتدون}. وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم. فهم يدعون إلى إله واحد. ويدعون إلى نهج واضح. ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض. فهم مهتدون إلى نهج سليم، وإلى طريق مستقيم. ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو وعن أسباب إيمانه، ويناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه فاقتنعت بالبرهان السليم، إنه تساؤل فطري. {ومالي لا أعبد الذي فطرني؟}. وهو يحس بفطرته الصادقة الصافية كذلك أن المخلوق يرجع إلى الخالق في النهاية. كما يرجع كل شيء إلى مصدره الأصيل. فيقول :{وإليه ترجعون}. ويتساءل لم لا أعبد الذي فطرني، والذي إليه المرجع والمصير؟ ويتحدث عن رجعتهم هم إليه. فهو خالقهم كذلك. ومن حقه أن يعبدوه .
سحر الليالي
05-12-2007, 11:13 PM
{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ. لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}
وردت قضية الوحي في أول السورة. وتجيء الآن في صورتها هذه للرد على ما كان يدعيه بعضهم من وصف النبي بأنه شاعر؛ ووصف القرآن الذي جاء به بأنه شعر. وهنا ينفي الله - سبحانه - أنه علم الرسول الشعر. ثم ينفي لياقة الشعر بالرسول :{وما ينبغي له} فللشعر منهج غير منهج النبوة. الشعر انفعال. وتعبير عن هذا الانفعال. والانفعال يتقلب من حال إلى حال. والنبوة وحي. على منهج ثابت. على صراط مستقيم. يتبع ناموس الله الثابت الذي يحكم الوجود كله. ولا يتبدل ولا يتقلب مع الأهواء الطارئة، تقلب الشعر مع الانفعالات المتجددة التي لا تثبت على حال. {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}. فهو ذكر لله يشتغل به القلب، وهو قرآن يتلى ويشتغل به اللسان. وهو منزل ليؤدي وظيفة محددة: {لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين}. وهكذا يعلم الناس أنهم إزاء هذا القرآن فريقان : فريق يستجيب فهو حي. وفريق لا يستجيب فهو ميت ويعلم هذا الفريق أن قد حق عليه القول، وحق عليه العذاب!
سحر الليالي
09-12-2007, 10:21 AM
{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون}
هذا هو ميعاد الله ووعده واقع وكلمته قائمة. ولقد استقرت جذور العقيدة في الأرض. ولقد ذهبت عقائد المشركين والكفار.وبقيت العقائد التي جاء بها الرسل. تسيطر على قلوب الناس وعقولهم، وتكيف تصوراتهم وأفهامهم. وما تزال على الرغم من كل شيء هي أظهر وأبقى ما يسيطر على البشر في أنحاء الأرض. هذه بصفة عامة. وهي ظاهرة ملحوظة. في جميع بقاع الأرض. في جميع العصور. وهي كذلك متحققة في كل دعوة لله. يخلص فيها الجند، ويتجرد لها الدعاة. إنها غالبة منصورة مهما وضعت في سبيلها العوائق، وقامت في طريقها العراقيل. وإن هي إلا معارك تختلف نتائجها. ثم تنتهي إلى الوعد الذي وعده الله لرسله. الوعد بالنصر والغلبة والتمكين. ولقد يريد البشر صورة معينة من صور النصر والغلبة لجند الله وأتباع رسله. ويريد الله صورة أخرى أكمل وأبقى. فيكون ما يريده الله. ولو تكلف الجند من المشقة وطول الأمد أكثر مما كانوا ينتظرون. ولقد يهزم جنود الله في معركة من المعارك، وتدور عليهم الدائرة، ويقسو عليهم الابتلاء؛ لأن الله يعدهم للنصر في معركة أكبر. ولأن الله يهيى ء الظروف من حولهم ليؤتي النصر يومئذ ثماره في مجال أوسع، وفي خط أطول، وفي أثر أدوم. لقد سبقت كلمة الله، ومضت إرادته بوعده، وثبتت سنته التي لا تتخلف ولا تحيد.
سحر الليالي
09-12-2007, 11:12 PM
{وَعَجِبُوا أَن جَاءهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ}
قصة العجب من أن يكون الرسول بشراً قصة قديمة، مكرورة معادة، قالها كل قوم وتعللوا بها منذ بدء الرسالات. وتكرر إرسال الرسل من البشر؛ وظل البشر مع هذا يكررون الاعتراض. مع أن أقرب شيء إلى الحكمة والمنطق أن يكون المنذر منهم، بشراً يدرك كيف يفكر البشر وكيف يشعرون. بشراً يعيش بين البشر - وهو منهم - فتكون حياته قدوة لهم؛ وتكون لهم فيه أسوة. ولكن أقرب شيئ إلى الحكمة هو الذي كان دائماً موضع العجب، ومحط الاستنكار، وموضوع التكذيب، ذلك أنهم كانوا لا يدركون حكمة هذا الاختيار؛ كما كانوا يخطئون تصور طبيعة الرسالة. {وقال الكافرون هذا ساحر كذاب}. قالوا كذلك استبعاداً لأن يكون الله قد أوحى إلى رجل منهم. وقالوه كذلك تنفيراً للعامة من محمد وتهويشاً على الحق الواضح في حديثه، والصدق المعروف عن شخصه. والحق الذي لا مرية فيه أن كبراء قريش لم يصدقوا أنفسهم لحظة وهم يقولون عن محمد بن عبد الله الذي يعرفونه حق المعرفة إنه ساحر وإنه كذاب! إنما كان هذا سلاحاً من أسلحة التهويش والتضليل وحرب الخداع التي يتقنها الكبراء؛ ويتخذونها لحماية أنفسهم ومراكزهم من خطر الحق الذي يتمثل في هذه العقيدة؛ ويزلزل القيم الزائفة والأوضاع الباطلة التي يستندون إليها!
سحر الليالي
17-09-2008, 07:57 PM
:
::
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}
هذا حديث عن فئة استحقت عن جدارة أن تنال هذا اللقب السامي "عباد الرحمن" وها هي ذي السمة الأولى من سماتهم: أنهم يمشون علي الأرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف ولا تصنع، فيها وقار وسكينة، وفيها جد وقوة وليس معنى: {يمشون على الأرض هونا} أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس، كما يفهم بعض الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح وإنما فيهم عزة الإسلام ورحمته {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما} لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ لا عن عجز إنما عن استعلاء، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع. كما أنهم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ، بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم بين يدي الله قائمون ساجدون.
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir