المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيــخ ...



د. عبد الفتاح أفكوح
02-12-2007, 06:04 PM
الشيخ
... وفجأة سقط مغشيا عليه، وعلى الأرض صار ممددا إلى جانب عصاه بلا صوت ولا حراك، إلا من بقية زفير واهن وفضل شهيق ضعيف، ثم إنهم أسرعوا إليه متسائلين عما أصابه وألم به، فحمله ثلاثة منهم على الفور، ووضعوه جانبا على الرصيف في ظل شجرة، فبادر أحدهم إلى مناداته عسى أن يخرج من غمرة ما هو فيه، وأقبل الثاني على وجهه ببعض الماء عسى أن يفيق ...
بدت على الوجوه الناظرة إليه ملامح الإستفهام والإشفاق بارزة، وسرعان ما جرت منطوقة مسموعة على الألسن .. ما الذي حدث؟.. مسكين هذا الشيخ .. هل يوجد بيننا من يعرفه أو يعرف مسكنه؟.. اطلبوا سيارة الإسعاف لتحمله إلى أقرب مشفى .. ترى ما الذي اعتراه وداهمه؟.. لنبحث في جيوب ملابسه لعلنا نعثر على بطاقة تعريفه، أو على عنوان بيته، أو حتى على رقم هاتف يدلنا على أحد من أبنائه أو أفراد أسرته ...
لقد صار الشيخ كتابا مبسوطا من رأسه إلى أخمص قدميه أمام الجمع المنكب عليه، إذ أخذت أعينهم تقرأ ظاهره، وشرعوا بمخيلاتهم يجتهدون في نسج المحتمل والممكن والمستحيل، بل حاولوا جاهدين النفاذ إلى باطن الأمر انطلاقا من أديمه، لكن الشيخ ظل في حاله تلك خاتمة قصة بغير عنوان ...
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

ابراهيم عبد المعطى
05-12-2007, 06:51 PM
الأستاذ الدكتور / عبد الفتاح أفكوح
من جمال السرد , وبديع

العبارة , وفصاحة الجملة , وحلاوة التشبيه
لايسعنى إلآ أن أرفع يدى بالتحية الخالصة .
وتقبل خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى

د. عبد الفتاح أفكوح
05-12-2007, 11:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
إبراهيم عبد المعطي
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لك من جزيل الشكر منتهاه، ولك من أصيل التقدير مرساه، على ما نثرته فوق سهل هذه الصفحة القصصية من مسك وطيب، وغاية القصد أن يتلقى القراء الكرام والقارئات الكريمات ما قرأته في هذا المقام من حروف قصصية بقبول حسن ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

د. نجلاء طمان
10-12-2007, 11:12 AM
أيها المبدع

ولم سميتها قصة بدون عنوان؟؟

لقد بدأت القصة بعنوان ملفت, وهو أول أركان القص , ثم ظهرت عادية جداً في ثاني أركان القص وهو الافتتاحية, ثم بدأ السرد يأخذ منحنىً متوقعاً مني, من خلال الركن الثالث في الأركان وهو الحبك القصي؛ فهي قصة تحدث كثيراً وبلا توقف, لكن جاء الركن الرابع وهو الخاتمة, أكثر من عبقري, قلب كل موازين توقعي, وفتح مجالات التخيل بشكل رائع. القصة يمكن إسقاطها سياسياً واقتصادياً, لكن اجتماعياً -من وجهة نظري- يكون الإسقاط الأرجح. إن القاص يعالج قضية اجتماعية من أخطر القضايا وآفة خلقية استشرت في المجتمعات كلها بلا استثناء كسرطان لعين, الغيبة. الغيبة, ونهش لحم الآخرين والتأول على الجميع بكافة الأشكال, وإعمال التخيل في عرض الناس وأسرارهم وخصوصيتهم, فاكهة المجالس التي أصبح الكل يتلذذ بالأكل منها.

أعجبتني اللغة الشاعرية التي صيغت بهاالقصة, وكلا من الخاتمة, والفكرة فعلاً رائعتان. هذه أول مرة أقرأ لك, وأتمنى ألا تكون الأخيرة,وإن كانت كل قصصك على نفس المستوى, فأكيد فقدت أنا الكثير من المتعة, وأهيب بك أخي باسم الأدب أن تتمهل في إنزال نصوصك الثرية حتى تأخذ حقها من المشاهدة فلا تتوارى سريعا في الصفحات الخلفية, فتحرم القصة التواجد وتحرمنا متعة القراءة.

عساه مروراً ليس ثقيلاً

د. نجلاء طمان
الوردة السوداء

جوتيار تمر
12-12-2007, 03:29 PM
دكتور .......

كعادتك تبدع في الحبك / والسرد / وتضيف نكهة خاصة للنصوص من خلال لغتها الشعرية التي تغلب عليها في احيان كثيرة.

دم بخير

محبتي لك
جوتيار

د. عبد الفتاح أفكوح
09-03-2008, 06:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكما
د. نجلاء طمان - جوتيار تمر
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لكما من أخيكما أبي شامة المغربي جزيل الشكر وأصيل التقدير على ما نثرتماه فوق محيا هذه الصفحة المشرقة من مسك الكلمات الحوارية وطيبها، فالإبحار ساحر في هذه الرحاب القصصية، والرحلة شيقة في هذا المقام النثري ...
حياكما الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

ناديه محمد الجابي
09-12-2018, 09:18 PM
بلغة شاعرية وببناء فني يثير الدهشة والمتعة وأسلوب قصصي راقي
قدمت قصة تسير في إيقاع سريع حتى النهاية المؤلمة
نص تألقت فيه بروعة الحضور وبلاغة التصوير
سلمت وسلم مداد قلمك.
:002::005::009: