تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟ ...



د. عبد الفتاح أفكوح
02-12-2007, 10:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم مجددا
أهل الواحة الثقافية الخضراء
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟
فأما الأديب الحق والناقد الحق، فلا أراهما إلا مبدعين معا وعلى حد سواء، فليس الأديب والناقد في شيء يسير أو كثير من الأدب والنقد، إن لم يكونا مبدعين، باعتبار أن النقد إبداع بقدر ما أن الأدب إبداع كذلك، ثم إني لا أرى النقد إلا نهرا يفيض بالماء العذب الفرات الزلال، ولا يجدر به ولا يليق أن يفيض بالماء المالح الأجاج، فهو ينبع من الأدب ويصب فيه، وذات الشأن أراه في الأدب، ثم إني لا أقيم أي وزن لما يسميه البعض (أدبا)، ولا يصل الأدب الحق بأي سبب من الأسباب، أو لما يسمونه (نقدا أدبيا)، وليس من النقد الحق في شيء، فإذا كان العلماء، بكل ما تحمله هذه الصفة من المعنى الحقيقي والأصيل، هم من يخشى الله من عباده:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء"
سورة فاطر - الآية رقم 28
فكذلك أرى، والله أعلم، أن صفة (الأديب) لا يستحقها سوى الأديب الذي يخشى الله ويتقيه في ما يخطه بيمينه، وفي ما يلفظه بلسانه، و كذلك ناقد الأدب، الذي لن يكون أهلا لصفة (الناقد) إلا إذا خشي الرحمن ولزم تقواه في ما يكتبه ويلفظ به، بحكم أن الأدب والنقد الأدبي كلاهما من العلم، الذي يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل، وليس لطلب شهرة، أو رياء، أو ثروة مالية، أو لطلب عبث وكنز زبد يذهب جفاء ولا ينفع الناس ...
ثم إن الأديب المبدع الحق، والناقد المبدع الحق، هما من يحرصان في ما يخطانه من حروف على الكلمة الطيبة، وهما من يعضان بالنواجذ على الحياء، عملا بروح الآيتين القرآنيتين الكريمتين:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً، كَلِمَةً طَيِّبَةً، كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ، أَصْلُهَا ثَابِتٌ، وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء"
سورة إبراهيم - الآية رقم 24
"وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ، كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ، اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ، مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"
سورة إبراهيم - الآية رقم 26
وأما الذين لا يقدرون من الأدباء والنقاد الكلمة الطيبة حق قدرها، وهم يدعون ويزعمون ظلما وافتراء للكذب نسبتهم إلى الأدب والنقد، فيتجاهلونها في ما يكتبون وينكرون ضياءها ونورها، في حين يعرفون الكلمة الخبيثة، ويعشقون إلى حد التقديس ظلماتها، ويقيمون لها نصبا تذكاريا في أنفسهم وفي ما يخطون، ويتعمدون اقتفاء أثر كل كلمة خبيثة، رغبة منهم في كتابتها ونشرها ممدوحة مقروءة بين الناس، فهم ممن قصدهم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح، فاصنع ما شئت"
رواه البخاري
هذا رأيي بإيجاز شديد في الأديب والناقد الحق، ثم إن باب الحوار مفتوح أمام الجميع، فأهلا وسهلا بكم في هذه الواحة الحوارية المزهرة ...
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

مصطفى الجزار
03-12-2007, 07:14 AM
أخي الكريم د/ عبد الفتاح

شكراً لك على هذا الطرح الطيب الواعي لهذا الموضوع الجميل.

وبالمناسبة، قرأت هذه الأبيات وما زالت عالقة بذهني:


ليس الأديبُ أخا الروايةِ للنوادرِ والغريبْ
ولشعرِ شيخِ المُحدَثينَ أبي نُوَاسٍ أو حبيبْ
بل ذو التفضُّلِ والمروءةِ والعفافِ هو الأديبْ

د. عبد الفتاح أفكوح
03-12-2007, 09:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أخي الكريم
مصطفى الجزار
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك الشكر الجزيل في البدء زهرا باسم المحيا، ولك جميل التقدير وردا نديا، ولك كل حرف عربي أصيل إهداء سنيا، على ما أشرق وأورق من كلماتك في هذه الواحة الثقافية البهية...
ثم إننا نسأل الله جل جلاله، الذي علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم، أن يرزقنا صالح القول والعمل، وأن يهدينا سواء السبيل في ما نخطه باليمين من كلمات وجمل ...
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

محمود الديدامونى
26-01-2008, 05:23 PM
من الجميل أن نجد توصيفا جميلا للمبدع والناقد هنا من رجل يحترم قلمه
تحياتى لك يا د / عبدالفتاح

د. عبد الفتاح أفكوح
09-03-2008, 06:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكما أخي الكريم
محمود الديداموني
ورحمته عز وجل وبركاته
وبعد ...
لك من جزيل الشكر أصفاه مصحوبا بحروف من مسك وطيب، ولك من جليل التقدير أسماه مرفوقا بالشذى والأريج، على ما أرسلته من حروف محلقا باسما شاديا في سماء هذه الواحة السنية ...
ثم إن باب المشاركة في هذا اللقاء ما يزال مفتوحا أمام جميع الإخوة والأخوات
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

براءة الجودي
03-05-2020, 12:48 AM
سورة فاطر - الآية رقم 28
فكذلك أرى، والله أعلم، أن صفة (الأديب) لا يستحقها سوى الأديب الذي يخشى الله ويتقيه في ما يخطه بيمينه، وفي ما يلفظه بلسانه، و كذلك ناقد الأدب، الذي لن يكون أهلا لصفة (الناقد) إلا إذا خشي الرحمن ولزم تقواه في ما يكتبه ويلفظ به، بحكم أن الأدب والنقد الأدبي كلاهما من العلم، الذي يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل، وليس لطلب شهرة، أو رياء، أو ثروة مالية، أو لطلب عبث وكنز زبد يذهب جفاء ولا ينفع الناس ...
ثم إن الأديب المبدع الحق، والناقد المبدع الحق، هما من يحرصان في ما يخطانه من حروف على الكلمة الطيبة، وهما من يعضان بالنواجذ على الحياء،

كلام يُكتب بماء الذهب ..
مقالة قيّمة ومربية للنفوس الشاعرة والناقدة ، فهي تهذبها وتربيها على حب الفضيلة ونشر الكلمة الطيبة وتسمو بروحها وهمتها وترفع من شأن الفكر والأخلاق التي لابد وأن تظهر كسمات في النصوص الأدبية والدراسات النقدية ، وتحديد التقوى والحث على ذلك للشاعر والناقد فهو تحديد شامل لكل فضيلة حيث أن من اتقى الله خاف وارتدع وتجنّب كل كلمة خبيثة وقادته نفسه إلى القسط والإنصاف في حق نفسه وفي حق كل عمل أدبي ينقده ..

هذه المقالة تستحق ان تكون متممّة لنصائح عبدالحميد الكاتب للكتّاب والأدباء ، وبرأيي أن تظل كموضوع مثبّت في ناصية القسم ، لكونها وصايا مهمة عبر الزمن تستحقّ أن تُخلّد

كل الاحترام والتقدير

ناديه محمد الجابي
10-06-2022, 05:29 PM
الأديب الحق والناقد الحق هما وجهان لعملة واحدة
الأدب رسالة تنشر الفكر الراقي والهادف
قال الله تعالى : *﴿ما يَلفِظُ من قولٍ إﻻَّ لَديْه رَقيبٌ عتيد}* الحرف الذي تكتبه او تنطقه لا يضيع سُدىً أبداً
إما أن يکون فوق رأسك عزاً أو على ظهرك حملاً وَ وِزرا
مقالة قيمة وراقية فشكرا لك ودام عطاؤك.
:011::002::011: