تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنابوليس .. والإنتهاكات المستدامة : لطفي زغلول



لطفي زغلول
03-12-2007, 06:18 PM
أنابوليس .. والإنتهاكات المستدامة


لطفي زغلول
نابلس / فلسطين

كان من المفترض أن تتوقف ، أو حتى أن تتجمد ولو لأيام منظومة الإنتهاكات الإحتلالية اليومية في أثناء انعقاد لقاء أنابوليس . إلا أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث على أرض الواقع ، وظل المشهد الفلسطيني العام يرزح تحت وطأة الإجتياحات والإغتيالات والإعتقالات والحصارات والحواجز ، وكأن هذه التظاهرة السياسية في أنابوليس لا تخصه ولا تعنيه .

وكان من المفترض أن يطلق سراح الأربعمائة والأربعين أسيرا فلسطينيا من المعتقلات الإسرائيلية . ومرة أخرى ظل قرار خروجهم إلى الحرية رهن المزاج والمماطلة ، وغير محكوم بتاريخ ولا يوم معين . وكان من المفترض أن " يجمد جزئيا " الإستيطان ، ومرة ثالثة ، وهي بكل تأكيد ليست الأخيرة لم يتجمد الإستيطان ، ولم يجد من هو معني بتجميده جزئيا ولا كليا ، أو أن يتخلى عنه إكراما للعملية السلمية .

وما دمنا في صدد الإستيطان ، فقد حذر تقرير جديد نشرته صحيفة " هآرتس " الإسرائيلية مؤخرا من أن الحكومة الإسرائيلية تتجاهل تعهداتها للرئيس الأميركي جورج بوش الإبن بشأن تجميد الإستيطان . وهذه الحكومة جادة في إضفاء صفة " مشروعية " لمواقع إستيطانية عشوائية ، فيما هي تواصل توسيع الإستيطان في كل الإتجاهات الرأسية والأفقية .
إضافة إلى ما ذكرنا آنفا ، فقد كشفت جريدة " هآرتس " الإسرائيلية النقاب عن نية الحركات اليمينية الإسرائيلية اللابرلمانية إقامة ثلاثة مواقع إستيطانية جديدة ، والتحضير للعودة إلى خمسة مواقع إستيطانية تم إخلاؤها في وقت سابق .

ولا تقف الإنتهاكات عند هذه الحدود ، فعلى الصعيد السياسي ، وبطلب من الحكومة الإسرائيلية ، سحبت الولايات المتحدة الأميركية مشروع قرار إلى مجلس الأمن ، كانت قد عرضته عليه ، يهدف إلى دعم مبادرة إعادة إطلاق مفاوضات مسيرة السلام في الشرق الأوسط التي أعلن عنها الرئيس الأميركي في لقاء أنابوليس . وكان من المفترض ، فيما لو تم تمرير هذا القرار ، أن يتولى مجلس الأمن دعم برنامج عمل للمفاوضات ، وتنفيذ الإلتزامات التي تضمنتها خارطة الطريق .

وحقيقة الأمر أن النوايا الفلسطينية جادة في سعيها للسلام ، وايجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية ، ضمن ما يصرح به المسؤولون الفلسطينيون على الدوام من إلتزام بالثوابت الوطنية . وسواء رضي الراضون عن أنابوليس ، أو غضب الرافضون له عليه ، فإن الموضوع لا يتعلق بالنوايا الفلسطينية ، بل هو يخص تحديدا النوايا الإسرائيلية التي سجلت إنتهاكا خطيرا بطلبها سحب مشروع القرار الأميركي .

ولا عجب في ذلك ، فقد دأبت حكومات إسرائيل على اختلاف ألوان أطيافها السياسية على رفض أي دور للأمم المتحدة فيما يخص القضية الفلسطينية ، كي لا تقع في دائرة أية ضغوطات دولية ، وبغية الانفراد بالفلسطينيين . إن ما تريده إسرائيل هو التفاوض الثنائي مع الفلسطينيين الذين تعتقد أنهم أضعف منها عسكريا وسياسيا ، بغية أن تفرض منظورها لأية تسوية معهم .

واستكمالا ، ففي إطار هذا المنظور الإسرائيلي الذي تجسد في سحب مشروع القرار الأمريكي الذي أشرنا إليه ، فإن إسرائيل تأمل أن تتفاوض مع الفلسطينيين دون أدنى إلتزامات أو جداول زمنية وهي بهذا تحوز على مساحة شاسعة من الإشتراطات التعجيزية والحجج ، والمماطلة ، والإعاقة ، والتأجيل والتأخير كما يروق لها ، وضمن مخططاتها هي ، وكونها على يقين من أن الولايات المتحدة الأميركية حليفتها الإستراتيجية لن تفرض أية حلول ، وهي بهذا تدعم المنظور الإسرائيلي للتسوية .

إن هذه المقدمات ، وغيرها الكثير تلقي بظلالها القاتمة على أية مفاوضات سوف يخوض الفلسطينيون غمارها دون أن تكون لها ضمانات إسرائيلية أو أميركية . وقد خاض الفلسطينيون طوال أربعة عشر عاما من التفاوض مع الإسرائيليين ، منذ أوسلو ، فكان حصادهم بقاء الإحتلال وتوسيع الإستيطان ، وتهويد القدس ، وهذا الجدار العازل ، والإجتياحات المدمرة التي أصبحت على مدار الساعة واليوم .

في اعتقادنا ، إن الصورة العامة لمستقبل المفوضات قاتمة ، إذا ما أضفنا إلى كل هذا وذاك ما صرح ويصرح به الإسرائيليون علانية من أنهم وبدعم الولايات المتحدة لن ينسحبوا إلى حدود العام 1967 ، وهذا يعني احتفاظهم بالكتل الإستيطانية الكبرى ، وبكل إفرازات جدار الفصل العنصري ، وأخيرا لا آخرا رفضهم حق العودة ، وقد دعموا هذا الرفض بإعلانهم يهودية دولة إسرائيل .

والسؤال الذي يطرح نفسه : ماذا تبقى للتسوية النهائية ، وماذا تبقى للدولة الفلسطينية التي بشر بها الرئيس الأميركي قبل ستة أعوام ، وما زالت نطفة في رحم الغيب السياسي ؟ ماذا تبقى للشعب الفلسطيني من قضيته وها هي قد بلغت من عمرها المأساوي الكارثي ستين عاما ؟ .

إن الفلسطينيين جادون في إيجاد تسوية عادلة لقضيتهم في إطار ثوابتهم الوطنية . وهم مستعدون لها وصادقون في نواياهم . أما نوايا الطرف الإسرائيلي ، فكيف يمكن أن تفسر وسط هذه الإنتهاكات الصارخة ، إلا أنها لا تنطلق من رغبة صادقة في إقامة سلام دائم عادل ومشرف مع الفلسطينيين .

كلمة أخيرة ، إن الشعب الفلسطيني ، وقد قبل بالعملية السلمية برغم كل مراراتها وتضحياته وتنازلاته من أجل تسوية عادلة ، ما زال يؤمن يؤمن بحقه في ترجمة ثوابته الوطنية كاملة غير منقوصة . وهي ثوابت لا يتجنى فيها على أحد كائنا من كان . لقد كفلتها له الشرعية الدولية عبر قراراتها التي يسعى الطرف الإسرائيلي إلى الإلتفاف عليها. إلا أن الشعب الفلسطيني من الذكاء والقدرة على التحمل ، والإصرار على المزيد من التضحيات والصبر . وإن غدا لناظره قريب .

عبدالصمد حسن زيبار
05-12-2007, 01:12 PM
إن الفلسطينيين جادون في إيجاد تسوية عادلة لقضيتهم في إطار ثوابتهم الوطنية . وهم مستعدون لها وصادقون في نواياهم . أما نوايا الطرف الإسرائيلي ، فكيف يمكن أن تفسر وسط هذه الإنتهاكات الصارخة ، إلا أنها لا تنطلق من رغبة صادقة في إقامة سلام دائم عادل ومشرف مع الفلسطينيين .
كلمة أخيرة ، إن الشعب الفلسطيني ، وقد قبل بالعملية السلمية برغم كل مراراتها وتضحياته وتنازلاته من أجل تسوية عادلة ، ما زال يؤمن يؤمن بحقه في ترجمة ثوابته الوطنية كاملة غير منقوصة . وهي ثوابت لا يتجنى فيها على أحد كائنا من كان . لقد كفلتها له الشرعية الدولية عبر قراراتها التي يسعى الطرف الإسرائيلي إلى الإلتفاف عليها. إلا أن الشعب الفلسطيني من الذكاء والقدرة على التحمل ، والإصرار على المزيد من التضحيات والصبر . وإن غدا لناظره قريب .


الشكر الجزيل لك أستاذ لطفي زغلول
فقضية فلسطين قضية الأمة ككل

ثوابت الشعب الفلسطيني يبيعها الحكام واحدة تلو الأخرى
أقصد جل الحكام العرب
من جانبنا لا بد من إحياء القضية لدى الشعوب و الفئات المثقفة
لا بد و أن تكون القضية في مقدمة انشغالاتنا

تحياتي لك