المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل من مرجع؟



محمد المختار زادني
05-12-2007, 08:15 PM
كلنا نكتب عن الحقيقة ونقول إننا منطقيون في تحليل ما نعايش من أحداث واقعة، غير أن لنا من الأساليب ما لا يعترف إلا بمصداقية العاطفة وما يرضي الحلم أو الغرور. ذلك أننا لا نراجع ما يطرأ على المرجعيات من تغيير نتيجة ما يجدّ في العالم من حولنا.
فكم حقيقة سلّمنا بها ردحا من الزمن ذابت في غبار الحروب أو في العواصف التي بثّها الشّر والفساد في الأرض، وكم أفقنا على قرع طبول وهم جديد أو على صفعة واقع أمرّ وأدهى من سابقه... وما زلنا نتعلّم وسنظلّ نتعلّم ! لكن المعرفة التي نتعلمها من واقعنا ما تلبث أن تنهار لبناتها فوق رؤوسنا، ويتجلّى لنا مدى جهلنا الكبير الواسع بما كان علينا أن نقيم من أسس لنرسي عليها ما نكتسبه من معارف .
نتساءل دائما عن مكمن الغموض وعن صعوبة الإجابة على ما يدور بداخلنا من تساؤلات، بينما الأحرى أن نبحث عن صيغة السؤال المؤدي إلى باب المعرفة المُجدية لفهم واقعنا والتأثير فيه، دون الوقوع في جفاف النفعية "البرغماتية".
ولعلّ أكثر ما عاناه جيلنا وما بعده من تشتّت مذهبي وفكري، عائد إلى بحث مؤسساتنا الثقافية والتعليمية عن هوية ارتبطت طورا بالإقليمية وتارة بنزعات أخرى غذّتها شعارات كانت تمليها الظروف السياسية أو ما في فلكها مما يعود لاعتبار موقعنا وموقفنا من الآخر.
وفي ضباب هذه الظّروف طرأ على حياة الناس تغيير جذريّ صبغ كل وجوهها بلون المادة وبث في كل مفاصلها حمّى التّسارع . وقد أشرف العالم على دمار محقق أثناء الحرب الباردة بما عرف من سباق نحو التسلّح دام عقودا شدّت خلالها الأنفاس واضطربت المقاييس وتبدلت عدة مفاهيم في العالم كله ... وبقينا كما نحن، نبحث عن طريق للخروج من جهلنا وتخلفنا ! ولمـّا انتُزع فتيل الأزمة، وجدنا أنفسنا خارج دائرة الفهم لما يجري حولنا إذ انقلب كل شيء رأسا على عقب؛ فما كان حديثا أصبح كلاسيكيا، وما كان مذموما من السلوكيات غدا عربونا للتحرّر، وما كان مجرّد صراخ أضحى فنّاً. واليوم نقرأ ونسمع ونشاهد ما يصفنا به الآخر من التخلف والنزعة العدوانية والخطورة دون أن نجد ردّا على ادّعاءاته إلا ما يساق من إعادة لصور تاريخية يفخر بها هذا الخلف وهي من خير ذاك السلف... وهكذا باتت الموازين غير صالحة للقياس. ومتى تناولنا بالنقاش الشأن المعرفي أو الفكري، ظهرت فئة من الناس تعزو كل ما جرى من تغيير واختلال إلى النّسبية التي تحولت إلى شمّاعة . فهل من مرجع ثابت نحتكم إليه في أمور فكرنا وثقافتنا؟

عبدالصمد حسن زيبار
06-12-2007, 01:49 PM
تحية للأستاذ محمد المختار زادني
بالفعل هل من مرجعية ؟
هل من مرجع ثابت نحتكم إليه في أمور فكرنا وثقافتنا؟

لتكن هذه التساؤلات مبدأ حوار معرفي بيننا
لعلنا نجدد المرجع

لي عودة مع الموضوع



وهو للتثبيت

محمد المختار زادني
07-12-2007, 05:42 PM
تحية للأستاذ محمد المختار زادني
بالفعل هل من مرجعية ؟
هل من مرجع ثابت نحتكم إليه في أمور فكرنا وثقافتنا؟
لتكن هذه التساؤلات مبدأ حوار معرفي بيننا
لعلنا نجدد المرجع
لي عودة مع الموضوع

وهو للتثبيت


بارك الله قلمك

إن المشكلة الرئيسية التي تعاني منها الأمة أنها اعتقدت في حقائق كانت
لا تثير نقاشا لمدة قرون حتى بات اليوم من الضروري إعادة النظر فيها
إما لتجديد مفهوم أو لتدارك خطأ أو غير ذلك.

وشكرا لك

أبوبكر سليمان الزوي
07-12-2007, 08:00 PM
جزيل الشكر للأخ المشرف \ عبد الصمد زيبار ، الذي بادر إلى تثبيت الموضوع تنبيهاً لأهميته .


والتحية مستحقة والشكر موصول للأخ \ محمد المختار زادني - كاتب الموضوع .


هذه المقالة بما تطرحه من تساؤلات غاية في الأهمية ، وبما أشارت له من قولبة فكرية وما يُشبه الطلاسم الثقافية التي أثقلت وتُثقل كاهل العقل العربي المسلم عقوداً من الزمن ، وبما ألمحت له من دوران سرمدي للفكري العربي حول محطات تاريخية - أرهقها وحمّلها مسئولية تخلفنا - اتخاذنا لها منطلقاً ومرجعاً ثابتاً جامداً - في غير عصرها وحتى في غير مجالاتها أحياناً كثيرة ،
تلك المحطات التي أدّت أدوارها في أزمانها ، وهي تنتظر منا التجديد وربما الاستبدال منذ زمن بعيد .!
فإني ، وبكل جدية أرجو أن نتخذ منها عنواناً لندوة حوارية جادة تنطلق فوراً وتستمر بنا حتى نخرج منها بمفاهيم ومنطلقات فكرية لا غموض ولا لبس فيها ولا اختلاف حولها ، وحتى يُدرك كلٌ منا من يُحاور ، ولكي نحصر اختلافاتنا الفكرية والثقافية في قدراتنا العقلية وحصيلتنا المعرفية - بعد أن نتفق على المنطلقات والمرجعيات .!

إنني أدعو كل الأخوة المختصين ، والمهتمين بشؤون الفكر والثقافة برابطة الواحة إلى المساهمة الجادة معنا في إثراء هذا الحوار ، وذلك بطرح ما لديهم من فهم ورؤى وأفكار وحصيلة معرفية - فلسفية ومعلوماتية - حيال المراجع التي يجب أن يستند إليها الكاتب والمفكر ، والثوابت التي يجب أن يقف عندها - في فلسفاته وعند نقده أو تأييده لهذا الفكر أو تلك الثقافة .

ملاحظة : أَجِدُ الموضوعَ - وأُحِبُه كذلك - متسائلاً عن المرجعيات أو المراجع الفكرية والثقافية - العربية الإسلامية - بصفة عامة ، ولكن نشر المقالة في ( منتدى الحوار السياسي العربي ) قد لا يُشير إلى حجم الموضوع ، وقد يفهمه البعض (من خلال العنوان والمنتدى) على أنه تساؤل حول المراجع السياسية بمفهومها الضيق .!


أهلاً بكم جميعاً ، ولي عودة قريبة بإذن الله .

محمد المختار زادني
08-12-2007, 06:57 PM
جزيل الشكر للأخ المشرف \ عبد الصمد زيبار ، الذي بادر إلى تثبيت الموضوع تنبيهاً لأهميته .


والتحية مستحقة والشكر موصول للأخ \ محمد المختار زادني - كاتب الموضوع .


هذه المقالة بما تطرحه من تساؤلات غاية في الأهمية ، وبما أشارت له من قولبة فكرية وما يُشبه الطلاسم الثقافية التي أثقلت وتُثقل كاهل العقل العربي المسلم عقوداً من الزمن ، وبما ألمحت له من دوران سرمدي للفكري العربي حول محطات تاريخية - أرهقها وحمّلها مسئولية تخلفنا - اتخاذنا لها منطلقاً ومرجعاً ثابتاً جامداً - في غير عصرها وحتى في غير مجالاتها أحياناً كثيرة ،
تلك المحطات التي أدّت أدوارها في أزمانها ، وهي تنتظر منا التجديد وربما الاستبدال منذ زمن بعيد .!
فإني ، وبكل جدية أرجو أن نتخذ منها عنواناً لندوة حوارية جادة تنطلق فوراً وتستمر بنا حتى نخرج منها بمفاهيم ومنطلقات فكرية لا غموض ولا لبس فيها ولا اختلاف حولها ، وحتى يُدرك كلٌ منا من يُحاور ، ولكي نحصر اختلافاتنا الفكرية والثقافية في قدراتنا العقلية وحصيلتنا المعرفية - بعد أن نتفق على المنطلقات والمرجعيات .!

إنني أدعو كل الأخوة المختصين ، والمهتمين بشؤون الفكر والثقافة برابطة الواحة إلى المساهمة الجادة معنا في إثراء هذا الحوار ، وذلك بطرح ما لديهم من فهم ورؤى وأفكار وحصيلة معرفية - فلسفية ومعلوماتية - حيال المراجع التي يجب أن يستند إليها الكاتب والمفكر ، والثوابت التي يجب أن يقف عندها - في فلسفاته وعند نقده أو تأييده لهذا الفكر أو تلك الثقافة .

ملاحظة : أَجِدُ الموضوعَ - وأُحِبُه كذلك - متسائلاً عن المرجعيات أو المراجع الفكرية والثقافية - العربية الإسلامية - بصفة عامة ، ولكن نشر المقالة في ( منتدى الحوار السياسي العربي ) قد لا يُشير إلى حجم الموضوع ، وقد يفهمه البعض (من خلال العنوان والمنتدى) على أنه تساؤل حول المراجع السياسية بمفهومها الضيق .!


أهلاً بكم جميعاً ، ولي عودة قريبة بإذن الله .

استجابتك أخي أبوبكر كانت منتظرة ولم أشك في أنك ستعطي الموضوع حقه
عموما فإن مفكرينا لا شك سيتفاعلون مع الموضوع .

لتكن لبنة أولى للنقاش إذن

بارك الله الأقلام والأفكار

وشكرا جزيلا لك أخي أبوبكر

خليل حلاوجي
26-12-2007, 08:21 AM
السلام عليكم ... أقصد .... لاحرب بيني وبينكم

يقول أغلبنا أن مرجعيتنا هي .. الكتاب والسنة ... وهو صادقون لولا أنهم لايضعون النقاط فوق حروف هذا المعتقد حتى لا يصبح منزلقاً خطيراً

الكتاب هو القرآن وهو كلام الله تعالى ... المقدس .. الذي لايأتيه الباطل حتى يرث الله الأرض ونحن عليها

ولكن

القرآن قد وأكرر ( قد ) يتحول بيد بعضنا إلى سلاح فكري يأتيهم بعكس مايريده الله منا اقرأ إن شئت قول الله تعالى : أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب
أي أن معنى الآية أن الله تعالى يستنكر على من يحملون الكتاب أنهم لايفعلونه وفق الطريقة النفعية للإيمان والحقيقة أن الرسول عليه الصلاة والسلام استنكر على الصحابي زياد بن لبيد حينما اعترض زياد على مقولة الرسول : ان العلم سوف يزول فقال زياد : كيف يزول العلم يارسول الله وهذا القرآن بين ظهرانينا
قال له الحبيب محمد : ثكلتك أمنك يازياد كنت أظنك أفقه من في المدينة أو ليست اليهود والنصاري بين أيديهم كتاب الله .

سأنتظر تعليقكم قبل أن أكمل فالمسألة جد خطيرة ... فكريا ً

\

بالغ مودتي

خليل حلاوجي
26-12-2007, 08:25 AM
قال سبحانه:
{ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } (البقرة:44)

محمد المختار زادني
26-12-2007, 11:51 AM
أعتقد أنني فهمت كلامك أخي خليل؛
فذلك الكتاب المكنون هو الآن بيد من يعطونه ابعادا بعيدة عما جاء به من هدى ونور
وقد تحول في تفسير البعض إلى كتاب يدعو إلى دين بابوي كالذي تتلى تعاليمه في الكنائس!
وهذا هو الأمر الجلل الذي يخشاه المسلمون على مر العصور...
دمت حكيما

عبدالصمد حسن زيبار
27-12-2007, 12:05 PM
مدخل


يأتي زمن يحتاج فيه الفرد إلى تجديد إيمانه و تصوراته خصوصا زمن اليوم المتسارع زمن الانقلابات العلمية و المعرفية و الفكرية المنهجية , تسارع التغيرات لا يجاريه إلا من وعاها و خبرها و كان ذا همة و عمل متواصل جماعي و مؤسسي فقد مضى زمن الموسوعيين وحل زمن التخصص و العمق و العمل الاستراتيجي.
إذا ما تحدثنا عن المرجع فليكن حديثنا ضمن :
تجديد الفهم و تنقية التصور و الإدراك
لما ألفناه عبر امتداد زمني حوى الصالح و الطالح النور و الظلام,
فاختلط الأمر و تداخلت الأشياء و عم الجهل المركب و الدجل المنمق
و بالتالي أطبق التخلف عبر كافة الميادين.

يتبع /

عبدالصمد حسن زيبار
27-12-2007, 12:18 PM
حكاية


إنها حكاية البداية بداية الإنسان بدايتي و بدايتك فلنعد إلى الوراء بعيدا حيث لم يكن شيء وكان الله الأول الآخر قبل كل شيء حتى قبل الوجود كمفهوم و تصور و حدث, قبل الزمان و المكان و الفضاء محددات التفكير الكوني الوجودي و بكلمة كان الكون و كان الإنسان كن فكنت أنا و كنت أنت وكان كل كائن .
كان الإنسان الذي تميز بنفخة من روح الله فأصبح الإنسان يحمل شيئا مقدسا:
ووهبه عقل التمييز و قلب الإيمان فنال سجود الملائكة العظام ووظيفة الاستخلاف و عمارة الأرض.
و كانت وصية الله عز وجل لآدم و لزوجه قبل هبوطهما أرض الاستخلاف :


( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليم ولا هم يحزنون . و الذين كفروا وكذبوا بآياتنا أؤلئك أصحاب النار هم فيها خالدون .)

(وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين)

( قال اهبطا منها جميعاً بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى . ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى. قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً ؟ قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى).



نناقش قصة بدئ الخليقة في مناسبة قادمة إن شاء الله عز وجل

يتبع/

عبدالصمد حسن زيبار
27-12-2007, 12:23 PM
قدسية المرجع




فلنتفق ابتدءا أنه لا ينال صفة مرجع إلا شيء مقدس.
فالمرجع أساس و جوهر يستند إليه وهو الحكم و الفصل من هنا كانت إلزامية تفرده و قدسيته.
و لنتفق أنه لا مقدس إلا ما قدسه الله جل في علاه.
وهو في تصوري : صريح العقل و صحيح النقل (الوحي)

و منه ضرورة القيام بمراجعة نقدية لكل التراث الذي لا بد وأن يقرأ في لحظته التاريخية كتراث لا كدين أو تطبيق ملزم أو منهج لا خير في غيره, يستفاد منه كتجربة و تاريخ.
إلا ما هو منزه و مقدس من عند الله عز وجل :
القرآن الكريم و صحيح السنة المطهرة الشريفة , و فهمهما وفق اللغة العربية من غير تأويلات شاذة و لا تفسيرات ذاتية , و كذلك وفق مستجدات العصر و الواقع الراهن.

مرجعية الوحي لأنه منهج الله و مرجعية العقل لأنه هبة الله للإنسان وهو جوهر و تفرد الإنسان .
العقل مناط التكليف تكليف الاستخلاف و العمارة و الوحي منهج و مرشد هذا الإعمار و الاستخلاف.

و هذا يلزم بمجموعة من الضوابط و القواعد منها على سبيل المثال لا الحصر :
* الحرية في الفكر و التفكير
حدود الحرية
لا أرى حدودا لهذه الحرية إلا ما :
يتعدى على حرية الآخرين
و ما يمس معلوما من الدين بالضرورة
و ما يناقض العقل الصريح

* المصلحة مطلوبة شرعا و عقلا
هو أمر حدده علماء المقاصد استنباطا من آيات الذكر الحكيم و سنة المصطفى الأمين
و أينما وجدت المصلحة فتم شرع الله عز وجل فالغاية تحقيق المصالح و درئ المفاسد

و غيرها من الضوابط و القواعد.


/

تحياتي

خليل حلاوجي
27-12-2007, 02:02 PM
مدخل
يأتي زمن يحتاج فيه الفرد إلى تجديد إيمانه و تصوراته خصوصا زمن اليوم المتسارع زمن الانقلابات العلمية و المعرفية و الفكرية المنهجية , تسارع التغيرات لا يجاريه إلا من وعاها و خبرها و كان ذا همة و عمل متواصل جماعي و مؤسسي فقد مضى زمن الموسوعيين وحل زمن التخصص و العمق و العمل الاستراتيجي.
إذا ما تحدثنا عن المرجع فليكن حديثنا ضمن :
تجديد الفهم و تنقية التصور و الإدراك
لما ألفناه عبر امتداد زمني حوى الصالح و الطالح النور و الظلام,
فاختلط الأمر و تداخلت الأشياء و عم الجهل المركب و الدجل المنمق
و بالتالي أطبق التخلف عبر كافة الميادين.
يتبع /


وهنا أراد د. عماد الدين خليل وفي هذه النقطة بالذات أن نعي الفرق بين العلوم وبين فلسفة العلوم فضلا ً عن التفريق بين مرجعي هذين الفضائين .

تقول عفراء جلبي :
الصراع اليوم لين الدين والسياسة ... الصراع اليوم بين الدين والعلم ... بمرجعيتهما

\

سنكمل المشوار أخي الحبيب ...

أبوبكر سليمان الزوي
27-12-2007, 05:58 PM
الأخوة الأفاضل جميعاً ، السلام عليكم

أرى أن المراجع الفكرية التي ننطلق منها ، والتي نحتاج إلى الاتفاق حولها ، ونحتاج إلى التوفيق بينها ، هي ثلاثة مراجع - أو بالأحرى هو مرجع يعمل على ثلاث مراحل ؛ وكل مرحلة لها ما يُميّـزها عن غيرها - وينبغي أن نقف عنده ، وتشترك جميعها في عنصرٍ واحد ، هو حق الإنسان في الحياة والكرامة والحرية - لكي يكون مؤهلاً لحمل الأمانة كما نفهمها ، فيستحق بالتالي العقاب أو الثواب في الآخرة وفق اختياره :

أولاً : المرجع الذي ينبغي أن نتفق عليه ثم نحتكم له فكرياً في الفضاء العربي المسلم الداخلي ، حيث أنه لا يمكننا أن نتجاهل الأثر البالغ والدور الكبير (سلباً وإيجاباً ) الذي يلعبه تشابك العناصر المشتركة - والخاصة بالفضاء العربي المسلم ( الدين واللغة والعرق والثقافة والتاريخ والجغرافيا ) - في صياغة الفكر ، وتوجيه العقل .

ثانياً : المرجع الذي ينبغي أن نحتكم له فكرياً في الفضاء الإسلامي عموماً ، حيث أن عنصر الدين يعمل وحده في هذا الفضاء - إلى جانب العنصر العام المشترك .

ثالثاً : المرجع الذي ينبغي أن نحتكم له فكرياً في الفضاء الإنساني الشامل . حيث أن المرجع هنا ينبغي أن يكون بحجم المهمة ، بحيث يتسع للاختلافات الطبيعية التي أوجدها الله بين البشر .
حيث أنه جعل سبحانه وتعالى لكل أمة شرعة ومنهاجا .

لهذا الحوار الفكري الشيّق معكم - بقية ...

خليل حلاوجي
28-12-2007, 10:08 AM
الأستاذ الحبيب : ابو بكر

ولكن الدين والذي هو الإسلام هو من يحوى في داخل منظومته المنهاجية هذه المراجع الثلاثة كلها

المصيبة هي أننا كيف نفهم مرجعية الدين لنا ... ودور رجال الدين وكيف نحدده ونميزه في ذلك سلباً وايجاباً ... ألم نقرأ أن الله تعالى يخبرنا عن قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ...

إذن

المعضلة هي فيمن يلزمنا بمرجعيته ويستند على الدين في إلزامنا إياه ... في فخ تشابه وتشابك السماوي بالبشري ...

أنا أقترح أن نقف عند هذه الجزئية كثيراً ولا نغادرها حتى نستخرج كل معيقات النهضة ...

ألا توافقني أن إقامة العدل بين الناس هي وظيفتي كمسلم وهي وظيفة يجب أن تسبق وظيفتي في إقامة الشعائر الدينية ؟ومن الخطر أن تأتي بعدها ... فبذا أكون ظالماً من ثلاث شعب : ظالم لنفسي وظالم للآخرين وظالم لربي كوني أستغليت أوامره ونواهيه لصالح مصالحي ...



عوفيتم

أبوبكر سليمان الزوي
28-12-2007, 11:12 AM
المعضلة هي فيمن يلزمنا بمرجعيته ويستند على الدين في إلزامنا إياه ... في فخ تشابه وتشابك السماوي بالبشري ...

أنا أقترح أن نقف عند هذه الجزئية كثيراً ولا نغادرها حتى نستخرج كل معيقات النهضة ...
عوفيتم

أخي خليل \
أوافقك الرأي تماماً ، وأقول -كما قلت سابقاً في غير موضوع - إن الاحتكام بالدرجة الأولى ينبغي أن يكون للعقل والمنطق من أجل إحلال العدل والإنصاف .
وأقول إن الحكم المطلق باسم الدين لا يكون إلا للأنبياء ، وأما نحن فعلينا رفع الصوت عالياً من أجل احترام كينونة الإنسان ، وأن الدين يحتاج منا إلى الدعوة له بالحكمة والموعظة الحسنة ، فالدين شأن فردي واجتماعي بالدرجة الأولى ، وما استغلاله كواجهة سياسية إلا جريمة اقترفوها فضرّت بالدين وبالإنسان .

وأحب أن أشير إلى كلمة قالها رجل دين شيعي عراقي ، حيث قال إن ما يجري اليوم في كل طوائف المسلمين هو عبادة للدين وليس عبادة لرب الدين .

تقبلوا مني هذا المرور السريع ، و لي عودة إن شاء الله .

أبوبكر سليمان الزوي
28-12-2007, 02:41 PM
قدسية المرجع
فلنتفق ابتدءا أنه لا ينال صفة مرجع إلا شيء مقدس.
فالمرجع أساس و جوهر يستند إليه وهو الحكم و الفصل من هنا كانت إلزامية تفرده و قدسيته.
و لنتفق أنه لا مقدس إلا ما قدسه الله جل في علاه.
وهو في تصوري : صريح العقل و صحيح النقل (الوحي)


تحياتي
أجدك أخي الفاضل المفكر \ زيبار ، قد أنصفت المنطق والعقل ، ورسمت الخطوط العريضة هنا بما لا اختلاف عليه .
وبقي الاتفاق على التفاصيل ، فالخشية كل الخشية مما يكمن في التفاصيل .!
فلنتابع إذن سوياً - جميعاً - وضع النقاط على الحروف .

محمد المختار زادني
29-12-2007, 05:50 PM
تحية الأخوة للجميع

أرى أن المعضلة التي يشير إليها أخي خليل حلاوجي، هي بحجم أكبر مما نتصور لأن الأمر يزداد خطورة إذا ما وُجد بين أحضان أمة - أية أمة كانت - من يُعملُ فيها السوس ينخر جذورها بينما يظل يحتمي بمظلة الدين !
هنا تصبح المسألة أصعب من أن يكون الموقف صريحا في واجهة يتصدرها فكر مناقض للأسس التي تقوم عليها مبادئ الأمة...
أما حديث أخي عبد الصمد فإنه يؤسس لفكرة نقية لا تأخذ في الحسبان إلا ما يتفق مع الفكر الإنساني الذي ياتي إلى الدنيا على فطرة سليمة . وهذا نقاش يتناوله الجميع وفي كل المحافل الفكرية . وربما لدى أخي عبد الصمد أفكار أخرى ستفتح لنا طريقا أوسع في النقاش ليكون للعامة أفيد.

عموما فإن تفاعلكم جميعكم مع الموضوع دفعني إلى البحث في قضية المرجع وسأوافيكم بما يصلني سواء من المراجع أو من الدراسات التي قام بها المتخصصون .

دمتم موفقين برعاية الله

خليل حلاوجي
06-01-2008, 01:37 PM
الألأحبة الكرام :
ليكن كلامنا عمليا ً أقترح أن نناقش مايلي

1\ ضرورة البدء - وبشكل جماعي - بتشكيل لجان فكرية تؤشر وتفصل ماهو سماوي مقدس ومطلق وماهو أرضي وغير مقدس ونسبي في كل مما يلي
آ : كتب الفقه
ب : كتب السيرة
ج : كتب الأدب

2\
مراجعة كتب التفسير وفق رؤية عصرية حداثوية لتخليصها من الخوارقيات التي وقع بها مفسرونا بجهدهم البشري

3\
عقد مصالحة مابين ( الوثائق القانونية ) و ( المدونات الفقهية )

4\
ادخال علم اللسانيات في منظومتنا التثقيفية الشرعية واعادة النظر بــــ ( الكلمة ) و ( مضمونها )

5\

دراسة رؤى المستشرقين المنصفين ودمجها مع نتاج كتب الأخوة الفضلاء الغربيين الذي أسلموا بعد الإلحاد مثل الباحث ( جفري لانغ ) والمرحوم ( محمد أسد ) وكيب موللر وغيرهم كثير والحمد لله

6\
انتهاج العمل المؤسسي

7\
التخلص من فلسفة الثنائيات وفلسفة نظرية المؤامرة بجعل جهدنا هذا خالصا ً لوجه الله تعالى


عوفيتم وبوركتم

محمد المختار زادني
08-01-2008, 06:16 PM
أصبت عين المراد أخي حلاوجي

بارك الله بك فلنبدأ على بركة الله

ولتكن أول محطة نقاش حول المعرفة اليقينية والمعرفة الظنية

شكرا لك

خليل حلاوجي
09-01-2008, 08:27 AM
عندي تعريف للمعرفة اليقينية وعندي شروطها
أولاً هي :

هي المعرفة التي لاتتغير تبعاً لزمان ولا لمكان فهي النص المطلق المقدس
بمعنى :

أني الآن أعيش في 2008 للميلاد وهناك خليل آخر يعيش في 3008 وخليل ثالث عاش في 1008
عندما أقول لنفسي ان الانسان نزل فوق سطح القمر ... فيجب أن أصدق ذلك
أما خليل عام 1008 فعليه أن لا يصدق
أما خليل 3008 فعليه أن يذهب بنفسه ليرى القمر فيستكشفه أكثر فأكثر

نحن الثلاثة .. لانستطيع أن ندعي بمعرفتنا للقمر أنها معرفة يقينية ... لانها مرتبطة بالكشف المعرفي التغالبي لحظة بلحظة ...

إذن :

شروط المعرفة اليقينية أنها تأتينا بحقائق لا تتبدل مهمنا تبدلت الظروف الوضعية واعتبارات الزمان والمكان


وهنا علينا تدبر مصادر معرفتنا اليقينية :
وأولها عندي ... القرآن المجيد

وهنا يجب أ، لا نقع في فخ الدلالة والثبوت
فكم من الدلائل قطعية لكنها ثبوتية
وكم من الدلائل ليست قطعية لكنها ثبوتية


وخلاصة الكلام
علينا أ، نتعامل بروحية الشريعة ونفقه روحية كلام الله في قرآنه لنعيش اللحظة الراهنة ولا ننسى أن لا رسل بعد محمد ولا كتاب بعد القرآن فلم يبق لدينا سوىلا العقل الاستدلالي الذي نعيش به مع القرآن للقرآن


\

انتظر تفاعلكم

محمد المختار زادني
12-01-2008, 06:46 PM
شكرا لك أخي خليل
أرى أن المعرفة اليقينية كانت دائما ضالة العلماء والمفكرين والفلاسفة على مرّ العصور، وقد يئس بعضهم من تلك المعرفة إلا فيما تعلق بالموت مثلا فهي يقين وقد ورد في كتاب الله الكريم ذكر الموت بهذا المعنى ...
أما المعرفة الظنية فهي كل ما يتراكم من نتائج علمية اعتمدت الظن والقياس والمقارنة وهي نسبية إذ تتكشّف الحقائق مع مرور الزمن لتبدّل نظرتنا وفهمنا للأشياء..
وللموضوع بقية

محمد المختار زادني
06-04-2008, 09:40 PM
قدسية المرجع

فلنتفق ابتدءا أنه لا ينال صفة مرجع إلا شيء مقدس.
فالمرجع أساس و جوهر يستند إليه وهو الحكم و الفصل من هنا كانت إلزامية تفرده و قدسيته.
و لنتفق أنه لا مقدس إلا ما قدسه الله جل في علاه.
وهو في تصوري : صريح العقل و صحيح النقل (الوحي)
و منه ضرورة القيام بمراجعة نقدية لكل التراث الذي لا بد وأن يقرأ في لحظته التاريخية كتراث لا كدين أو تطبيق ملزم أو منهج لا خير في غيره, يستفاد منه كتجربة و تاريخ.
إلا ما هو منزه و مقدس من عند الله عز وجل :
القرآن الكريم و صحيح السنة المطهرة الشريفة , و فهمهما وفق اللغة العربية من غير تأويلات شاذة و لا تفسيرات ذاتية , و كذلك وفق مستجدات العصر و الواقع الراهن.
مرجعية الوحي لأنه منهج الله و مرجعية العقل لأنه هبة الله للإنسان وهو جوهر و تفرد الإنسان .
العقل مناط التكليف تكليف الاستخلاف و العمارة و الوحي منهج و مرشد هذا الإعمار و الاستخلاف.
و هذا يلزم بمجموعة من الضوابط و القواعد منها على سبيل المثال لا الحصر :
* الحرية في الفكر و التفكير
حدود الحرية
لا أرى حدودا لهذه الحرية إلا ما :
يتعدى على حرية الآخرين
و ما يمس معلوما من الدين بالضرورة
و ما يناقض العقل الصريح
* المصلحة مطلوبة شرعا و عقلا
هو أمر حدده علماء المقاصد استنباطا من آيات الذكر الحكيم و سنة المصطفى الأمين
و أينما وجدت المصلحة فتم شرع الله عز وجل فالغاية تحقيق المصالح و درئ المفاسد
و غيرها من الضوابط و القواعد.

/
تحياتي


أعتقد لو راجعنا ما جاء في كتاب :
قطف الجنى الداني
شرح مقدمة رسالة أبن أبي زيد القيرواني
لعبد المحسن بن حمد العباد البدر

لوجدنا المرجع أصعب من أن يحدد بهذه الصورة

د. مصطفى عراقي
17-05-2008, 02:38 PM
كلنا نكتب عن الحقيقة ونقول إننا منطقيون في تحليل ما نعايش من أحداث واقعة، غير أن لنا من الأساليب ما لا يعترف إلا بمصداقية العاطفة وما يرضي الحلم أو الغرور. ذلك أننا لا نراجع ما يطرأ على المرجعيات من تغيير نتيجة ما يجدّ في العالم من حولنا.
فكم حقيقة سلّمنا بها ردحا من الزمن ذابت في غبار الحروب أو في العواصف التي بثّها الشّر والفساد في الأرض، وكم أفقنا على قرع طبول وهم جديد أو على صفعة واقع أمرّ وأدهى من سابقه... وما زلنا نتعلّم وسنظلّ نتعلّم ! لكن المعرفة التي نتعلمها من واقعنا ما تلبث أن تنهار لبناتها فوق رؤوسنا، ويتجلّى لنا مدى جهلنا الكبير الواسع بما كان علينا أن نقيم من أسس لنرسي عليها ما نكتسبه من معارف .
نتساءل دائما عن مكمن الغموض وعن صعوبة الإجابة على ما يدور بداخلنا من تساؤلات، بينما الأحرى أن نبحث عن صيغة السؤال المؤدي إلى باب المعرفة المُجدية لفهم واقعنا والتأثير فيه، دون الوقوع في جفاف النفعية "البرغماتية".
ولعلّ أكثر ما عاناه جيلنا وما بعده من تشتّت مذهبي وفكري، عائد إلى بحث مؤسساتنا الثقافية والتعليمية عن هوية ارتبطت طورا بالإقليمية وتارة بنزعات أخرى غذّتها شعارات كانت تمليها الظروف السياسية أو ما في فلكها مما يعود لاعتبار موقعنا وموقفنا من الآخر.
وفي ضباب هذه الظّروف طرأ على حياة الناس تغيير جذريّ صبغ كل وجوهها بلون المادة وبث في كل مفاصلها حمّى التّسارع . وقد أشرف العالم على دمار محقق أثناء الحرب الباردة بما عرف من سباق نحو التسلّح دام عقودا شدّت خلالها الأنفاس واضطربت المقاييس وتبدلت عدة مفاهيم في العالم كله ... وبقينا كما نحن، نبحث عن طريق للخروج من جهلنا وتخلفنا ! ولمـّا انتُزع فتيل الأزمة، وجدنا أنفسنا خارج دائرة الفهم لما يجري حولنا إذ انقلب كل شيء رأسا على عقب؛ فما كان حديثا أصبح كلاسيكيا، وما كان مذموما من السلوكيات غدا عربونا للتحرّر، وما كان مجرّد صراخ أضحى فنّاً. واليوم نقرأ ونسمع ونشاهد ما يصفنا به الآخر من التخلف والنزعة العدوانية والخطورة دون أن نجد ردّا على ادّعاءاته إلا ما يساق من إعادة لصور تاريخية يفخر بها هذا الخلف وهي من خير ذاك السلف... وهكذا باتت الموازين غير صالحة للقياس. ومتى تناولنا بالنقاش الشأن المعرفي أو الفكري، ظهرت فئة من الناس تعزو كل ما جرى من تغيير واختلال إلى النّسبية التي تحولت إلى شمّاعة . فهل من مرجع ثابت نحتكم إليه في أمور فكرنا وثقافتنا؟
==========

أخانا الكريم الأستاذ محمد المختار

اشتقنا إلى رؤاك السديدة التي تبدد الضباب ، وتحمل مشاعل النور


أخوك: مصطفى