تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صدمة ...!!



يوسف الحربي
18-09-2003, 06:38 PM
أخذ مكانه المعتاد في المقهى ,المكان الذي أفرغ فيه سنوات عديدة من حياته هو ورفاقه الثلاثة (فنجان القهوة .الأرجيلة.الصحيفة).أصبحوا علامة فارقة في هذا المقهى .تبدأ الطقوس برشفة من القهوة تعقبها أنفاس متوالية من الأرجيلة ثم يبدأ بتصفح الجريدة إبتداء من الصفحة الأولى ..عفواً الصفحة الأولى لديه هي التي تتواجد فيها مقالة كاتبه المفضل سمير فاضل .يحلق مع كلماتها ,يغوص في أعماقها ,غالباً ما يجد نفسه بين سطورها وما إن ينتهي منها حتى يحلق ثانية ولكن نحو حلم رافقه سني حياته .أن يصبح كاتباً متميزاً كسمير فاضل .
إعجابه بهذا الكاتب وصل حد الهوس ..حد الحسد ..شهرة ..مال ..حظوة عند علية القوم ..حياة ترف ودعة ..شاهده مراراً في التلفاز ..لم يكن بذاك المتحدث اللبق ولا المحاور الجيد ولكنه قلم يقطر جمالاً وإبداعا ...إمتدت به مسافات التفكير الطويلة .وقف في إحدى التقاطعات عندما حانت منه التفاتة عفوية صوب المقعد المجاور والذي غالباً ما يحتله شاب نحيل الجسم يقضي وقته بين قلم وورقة وسيجارة .لا تسمع له صوتاً كأنما هو أبكم .كان المكان خالياً إلا من ورقة تركها الشاب بعد رحيله .إمتدت يده بفضول نحوها وبدأ يقرأ ..كان حديثاً شيقاً يبحث في الحب المفقود في هذا الزمن .الحب الذي وئد في عصر طغيان المادة , المشاعر الجميلة التي إبتلعتها لجة المصالح الشخصية ..أحرف صادقة رصفت بعناية واقتدار ..أعاد قراءتها مرة أخرى ثم طوى الورقة ووضعها في جيبه الى حين ..
...........................
في اليوم التالي وفي ذات المقهى ..
_مساء الخير أستاذ .
_أهلاً مساء النور .
_عفواً ..يبدو أن هذه الورقة سقطت منك بالأمس .
_آه ..شكراً ..فعلاً لقد نسيتها .
_مقالة رائعة .
_شكراً لهذه المجاملة اللطيفة .
_العفو ليست مجاملة ..بل حقيقة ..
_أكرر شكري .
إنتهى الحديث ولم تنتهي القصة بعد .
.......................
ما إن أخذ مكانه المعتاد في المقهى حتى بادره الجرسون بالقهوة والأرجيلة .بدأ يقلب في صفحات الجريدة وهو يداعب فمه بمبسم الأرجيلة . وقعت عيناه على صورة كاتبه المفضل سمير فاضل وهي تعلو مقالته اليومية ..قرأ سطورها الأولى وسرعان ما وضح عليه الإهتمام والإنفعال ..تجهم وجهه كأنما وقعت عيناه على أمر جلل ..كانت المقالة تبحث في الحب المفقود في هذا الزمن ..الحب الذي وئد في عصر طغيان المادة .المشاعر الجميلة التي ابتلعتها لجة المصالح الشخصية ...طوى الصحيفة ثم ألقاها جانباً ..ارتشف ما تبقى من القهوة الباردة ..أخذ نفساً من الأرجيلة القابعة عند قدميه ثم نفث الدخان بقوة وطفق يراقب سحب الدخان المتصاعدة ...

ريم اللواتي
19-09-2003, 01:51 PM
ابن المدينة....

أخبرني هل ما وصل لي... كان ذهولا...

أم حققية...

ما إن أخذ مكانه المعتاد في المقهى حتى بادره الجرسون بالقهوة والأرجيلة .بدأ يقلب في صفحات الجريدة وهو يداعب فمه بمبسم الأرجيلة . وقعت عيناه على صورة كاتبه المفضل سمير فاضل وهي تعلو مقالته اليومية ..قرأ سطورها الأولى وسرعان ما وضح عليه الإهتمام والإنفعال ..تجهم وجهه كأنما وقعت عيناه على أمر جلل ..كانت المقالة تبحث في الحب المفقود في هذا الزمن ..الحب الذي وئد في عصر طغيان المادة .المشاعر الجميلة التي ابتلعتها لجة المصالح الشخصية ...طوى الصحيفة ثم ألقاها جانباً ..ارتشف ما تبقى من القهوة الباردة ..أخذ نفساً من الأرجيلة القابعة عند قدميه ثم نفث الدخان بقوة وطفق يراقب سحب الدخان المتصاعدة ...



وللزمن مفارقات غريبة...

شكرا لك...دوما انت متجدد

بثينة محمود
19-09-2003, 04:17 PM
ما أجملها من صدمة ..!!
أن ترى حلمك قابعاً بجوارك بكل تواضع
وقد كنت تظنه لا يسكن إلا جوار القمر

تعبير بديع وصياغة رائعة

تحية جميلة

بندر الصاعدي
19-09-2003, 05:32 PM
أخي الأستاذ الحبيب يوسف ..

قد خرجتُ بفائدةٍ عظيمة من هذا النصِّ ألا وهي أنْ يحلم الإنسان فقط يطبطب على خيبتهِ بأكفِّ العجز .... ليس هنالك حدود للأحلام ولكن ليس لها نتاج سوى ضباب لحظي يتلاشى ... إنَّ أجمل ما في الحلم هو السعيُ لتحقيقه حتّى وإن لم تحقّقهُ يكفيك أن تحسَّ بلذَّةِ سعيك له ,, كما أنَّ على الإنسان لا يققل من شأنهِ فلينظر أين هو ؟ وإلى أين يسعى؟ وكيف يصل ؟؟ ..

لك التحية والتقدير
دمت بخير
في أمان الله .

د. محمد الشناوي
20-09-2003, 02:40 AM
أستاذي الحبيب "ابن المدينة"
أسلوبك يروقني, وأخيلتك لشد ما أعجبتني.
دمت وسلمت يدك.

نعيمه الهاشمي
20-09-2003, 03:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاخ العزيز ابن المدينه

مجرد تسجيل اعجاب بابداع فكرك وسموا قلمك

نص نستفيد منه الكثير!

عين الله ترعاك وترعى حمى ظيبة المصطفي

ودام قلمك حرا ابيا

يوسف الحربي
20-09-2003, 10:07 PM
سيدتي فدك..
تلك حقيقة تتضح أكثر ما تتضح في البلدان المترهلة مالاً وترفا ..من برج عاجي يكتب عن الفقراء ..من ملك الدنيا يتحدث عن المعاناة ..أليس في هذا تناقض ..
دمتِ حرفاً متوهجا..

عبدالرحيم فرغلي
20-09-2003, 10:55 PM
أخي وصديقي العزيز ابن المدينة
دائما ما تتحفنا بالهدف الذي نروم ان يكون حقيقة في نصوصنا .. فلا تختال بين تهويمات وخلجات نفسية تكاد تتقاطع .. حتي تقطع افهامنا .. آنى لمن يعيش في برج عالى ان يكتب عن الفقراء والمتعبون ومن اندت الدنيا جبينهم عرقا .. ولا يروق لهم هذا إلا ان يسرقوا مشاعرهم لينسبوها اليهم طمعا في شهرة .. ما اصعب وما اقسى ان نسرق مشاعر الاخرين لمجرد الشهرة والصدارة في الصحف والمجلات .. دمت بكل هذا النقاء والصفاء ..

بندر الصاعدي
21-09-2003, 06:03 AM
أخي الحبيب يوسف ..
قد تناولتُ صورةً أخرى من هذا النصِّ ربما لانشغالي بها .. قد اتّضح مغزاك وهو بيّنٌ من أصله وليس لديَّ ما أقوله فالحديث عنهم يخنقني .. تخيّل بديناً مكتنزاً من النعم يصدح ببيتٍ كالتالي ::

أذاقني الدهرُ أسقاماً أكابدُها // إذا ترى الجسمَ تلقى وقعةَ الورمِ

تحياتي وتقديري
دمت بخير
في أمان الله ..

يوسف الحربي
21-09-2003, 02:29 PM
سنبله ..
أشكر لك مرورك الكريم وتفاعلك ..
لك الود والتقدير ..

يوسف الحربي
25-09-2003, 02:01 PM
أخي محمد الشناوي ..
اسأل الله أن يديم على أرضي هطول حرفك ..
دمت نقيا ..

يوسف الحربي
03-10-2003, 03:16 PM
الشريفة العنود الهاشمي..
كلماتك تزيد طريقي نوراً وبهاء ..رد الله غربتك سيدتي..

يوسف الحربي
07-10-2003, 05:52 PM
سيدي أبو همام ..
ما أكثرهم أولئك الذين يعيشون على دم البائسين والمعوزين ..ما أكثرهم لصوص الفكر والأدب ..ما أكثرهم الذين يعتقدون أنهم بأموالهم سيصلوا الى كل مبتغى ..
دمت سيدي .

يوسف الحربي
21-10-2003, 10:06 AM
الرائع بندر ...
أشكر لك مرورك مرة أخرى ..
بندر ...
عدت لكم أيها الأنقياء ..عدت للحقول اليانعة بعد أن يئست من إعادة الحياة للحقول العارية ..

د. سمير العمري
03-01-2004, 01:01 AM
أيها الرائع:

كم من خراص فكر قناص قوت مصاص دماء.


ولا عذر لمن يبيع عقله مهما كانت الظروف أو المغريات.



تحياتي وإعجابي
:os:

د. محمد صنديد
03-01-2004, 01:56 AM
أرغب بتسجيل إعجابي بفكرة النص و هي فكرة ذكية جداً و متميزة و ذات مغزى جميل و معبر.........

شكراً لك لإمتاعنا.

تحياتي القلبية......

:os: :os: