تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العَـدَاءُّ شأنٌ فرديٌ له ملابساته ، أما الحربُ فمعادلة جماعية لها شروطها .!



أبوبكر سليمان الزوي
16-12-2007, 06:24 PM
بقـراءة واقعية هادئة - للمغالطات الفكرية التي أدت إلى التفكير ومن ثمّ إلى تنفيذ أحداث 11 \ سبتمبر 2001 ، تلك المغالطات التي مفادها أن القائمين على ما بات يُعرف بتنظيم القاعدة - قد توهّموا أن حُسْنَ تدبيرهم وصواب أفكارهم ، وكراماتهم وبطولاتهم - في أفغانستان هي التي أدت إلى سقوط الاتحاد السوفيتي ، وستؤدي إلى استقلال الشيشان .!

فتوهّموا أن سقوط أميركا سيكون كذلك على أيديهم ، وسيكون بجهد أقل وفي زمن أقل من سابقه – نظراً لخبرتهم في إسقاط القوى العظمى .!

وبفحـصٍ دقيق للمضاعفات الثقافية التي ترتبت على تلك المغالطات والأوهام- والتي كانت متشعبة وغامضة ومؤسفة أشد الأسف- في جُـلِّ محطاتها ؛ حيث أن التاريخ قد سَجَّـلَهَا تدنيّاً معيباً في تحضـّرِ الضمير الإنساني ، وفتح بها نافذةً مُخيفةً- طلت من خلالها بعضُ صورٍ من عصور انحطاط الفكر البشري- الغابرة .

وبالنظر إلى النتائج العملية- المادية والمعنوية- لتلك الأحداث ، والتي تبلورت في صورٍ مأساوية أربكت علاقات الأمم ، وقتلت الأمن والأمان في حياة المجتمعات والأفراد ، والتي ما تزال تنمو وتتفاعل وتـُستغل وتُستثمر في جلب الخراب إلى ديار المسلمين ، والتنفير من الإسلام ؛ وهي لا تعدو أن تكون فتنة عظيمة (أشد من القتل) يرسمها المنحرفون ، ويُغذيها السُذّجُ الغافلون ، ويدفع ثمنها الفقراء والمستضعفون . ( ولا سقطت أمريكا وهم يحزنون .! ) ..

أقول بقراءة واقعية هادئة لكل ذلك ، نستطيع أن نـُدرك حجم الانحراف الثقافي والتبلّد الفكري - اللذين يؤثران بقوة في مسيرة الأمة العربية الإسلامية ، ويرسمان لها الطريق .!

لا شك أننا جميعاً نسمع ونشاهد كل يومٍ- تطورات الوضع الأمني المؤلم في العراق المحتل ، ومعاناة المواطن البسيط ، وانتشار ما يُعرف بالشركات الأمنية الخاصة ، تلك الشركات التي ابتكرها الفكر الغربي حماية لأفراده ومؤسساته ، والتي وجدت فيها الحكومات والاستخبارات الغربية - المُنقذ والمَنفذ الذي تتملّص بواسطته من الإدانات الدولية ، ومن استحقاقات الاتفاقيات بشأن الحروب وأخلاقياتها وحقوق الإنسان في حدها الأدنى ، وتفادياً لتبعات جرائم الحرب ، ومحاسبة شعوبها لها – باعتبار أن شعوب الغرب قادرة على محاسبة حكوماتها وإسقاطها .!فهل تساءَلَ أو تَفَاعَلَ صُنّاع الفكر العربي الإسلامي - بشكل منطقي مع هذا التطور الميداني الذي أنتجه الفكر الغربي رداً على الفكر الإسلامي ، بعد أن شـرّع هذا الأخير لأتباعه ثقافة العداء وفكر الحرب ، وأباح لهم استهداف منشآت وإنسان العدو بغض النظر عن طبيعة الهدف- عسكرياً أو مدنياً .!

ولعلنا سمعنا مؤخراً أن الحكومة الإسرائيلية قد باشرت في تنفيذ السياسة ذاتها ، فقامت بتكليف شركات أمنية خاصة لحراسة المعابر التي يسلكها العمال الفلسطينيون .ورأينا على شاشات التلفاز كيف أن الفلسطينيين الأبرياء قد أصبحوا يُعانون أضعاف معاناتهم السابقة- جهاراً نهاراً- ودون أدنى أملٍ في حق قانوني أو أخلاقي لهم أو تعاطف دولي معهم .

ورأينا كيف أنهم باتوا يمتدحون معاملة الجنود الإسرائيليين مقارنة بأفراد أو جنود الشركات الأمنية الخاصة - حيث أنهم أحسّوا بالغياب الكامل المُتعمد والمُعلن - للجانب الإنساني والأخلاقي أثناء تفتيشهم .

تكمن المشكلة لدينا في جنوح الثقافة باتجاه التعصّب ، وتصلّب الفكر عند مفاهيم ثابتة ، وسيطرة ذلك على العقل العربي المسلم ، مما جعل العقل عاجزاً عن فهم آلية إدارة الصراع ، ورافضاً لمبدأ التعايش مع الواقع متى كان في صالح الآخرين .. ،
.. وكأن الأيام ليست بيد الله يُداولها بين الناس وفق مشيئته ( كما جاء في القرآن الكريم ) .

خليل حلاوجي
23-12-2007, 12:43 PM
ينبغي أن نعيد صياغة ثقافة المواجهة ... حتى نعرف من هو عدونا وطرق استعدائه

\

بالغ تقديري

محمد المختار زادني
27-12-2007, 05:00 AM
كتدبير عملي، أرى أن نتعلم قراءة الأحداث بشكل يتيح فهمها للعامة ويمهد الطريق نحو تكوين جيل قارئ كي تتواصل الفعاليات الأدبية والثقافية مع العموم، ثم نجد تفسيرا حقيقيا للوقائع لينكشف الغموض السائد.

تحياتي

أبوبكر سليمان الزوي
05-02-2008, 10:41 PM
ينبغي أن نعيد صياغة ثقافة المواجهة ... حتى نعرف من هو عدونا وطرق استعدائه
\
بالغ تقديري
نحن العرب قبل الإسلام - في الجاهلية - كنا قبائل متجاورة ولكنها متناحرة ، وكانت لدينا ثقافة انصر اخاك ظالماً أو مظلوماً ، وكانت أغلب صراعاتنا فيما بيننا ، فكان العربي بدافع الحمية والتعصب ينصر أخاه فيقاتل أخيه .!

ويبدو أن تلك الثقافة لا تزال معنا ، ولكنها تطورت مع الزمن ، وبفعل تحول التجمعات من قبائل إلى دول ، وأصبحت تلك الثقافة تعني لنا معاداة الآخـر بغض النظر عن إمكانية احتوائه .!

والحمية المفرطة وآثار الجاهلية التي ورثناها وتخلفنا وضعفنا المعاصر .. تفاعلت فولدت لدينا ثقافة خاطئة مفادها أن النصر لا يُحسب إلا بفعل اليد والقتل المباشر ، وليست لنا قدرة ولا رغبة في استعمال العقل وقراءة الواقع وحساب النتائج ، ولا نستطيع الاعتراف بأن الآخـر قد يكون الأقوى ، وأنه علينا حينها أن نفهم ثقافة الآخر ونعي مصالحه فنستغلهما في إدارة الصراع معه والخروج بأقل الخسائر من المواجهة عندما تـُفرض علينا ونحن في حالة ضعف .!


تحياتي أخي خليل ، وشكراً لمرورك ، وعذراً على التأخير

أبوبكر سليمان الزوي
05-02-2008, 11:44 PM
كتدبير عملي، أرى أن نتعلم قراءة الأحداث بشكل يتيح فهمها للعامة ويمهد الطريق نحو تكوين جيل قارئ كي تتواصل الفعاليات الأدبية والثقافية مع العموم، ثم نجد تفسيرا حقيقيا للوقائع لينكشف الغموض السائد.

تحياتي



عذراً أخي زادني ، على تأخرى عنك ،

المشكلة في عالمنا العربي الإسلامي أجدها في قراءة العصر بثقافة الماضي ، وتسجيل ذلك باسم الإسلام .!
فلو أردتَ محاورةَ مُثقفٍ عربي مسلمٍ فإنه من نادر الأمور وشاذها أن تجد من يستطيع محاورتك وفق المنطق والموضوعية ، وبدل ذلك ستجد أن كل الأفكار والتحليلات الصادرة من جُلِّ المثقفين والكُتّاب تمُـرُّ عبر بوابةِ ثقافةِ ومصطلحاتِ ومفاهيمِ الماضي ، ولن تجدَ مجالاً ولا قدرةً ولا فتوى تسمحُ بقراءةٍ متجددةٍ عصريةٍ - تُحلل الأحداث في عصرها .!

تحياتي أخي \ محمد المختار زادني .

أنس إبراهيم
09-02-2008, 10:24 PM
أستاذي أبو بكر

أرى أن المشكلة هي الإلتجام بالمفاهيم الماضية والتزمت في مفاهيم البطولة والشجاعة التي تفتقر إلى الرأي الصواب كما قال المتنبي " الرأي قبل شجاعة الشجعان "
وما يفتقر إليه المجتمع الإسلامي هو النظر بصورة واقعية لواقع هو يعيشه ! ويتوجب عليه كي يكون في الجانب الآمن حتى من مجرد الفكرة والتفكير داخل العقل وليس خارجا على مستوى سياسي كبير أن يكون منحازا لواقع .. للفكرة المنطقية وللموضوعية التي تلجم العقل النظر في الأمور كما هي
فالعقل إن أرآد شيئا ولم ينظر إليه من باب المنطق كان منظوره له هو أن ما يفكر بهِ أو ما يتوجب عليه فعله هو الصواب دون اللجوء إلى الواقع كي يرشده استخدام فكرته أو عقله


تحياتي

يسرى علي آل فنه
08-06-2008, 03:59 AM
إخواني الكرام:-

حديثكم طيب وأجمل مافيه أنه يحفز العقل للتفكير الإيجابي والذي يدعو الإنسان العربي إلى
التوافق بين مايريده ومايفعله وكلاهما يجب أن يكون متوازن وواضح
وعليه وفي كل الأحوال نحن بحاجة لهكذا وقفات علنا نتقن فن التعبير والتطبيق بشكل مختصر مفيد
ولعلني أضيف هنا بأنه لا سبيل لبتر الماضي-ولسنا بحاجة إلى ذلك بل على العكس - لان فيه على علاته محاسن يجب أن تسكن حاضرنا.. لكن للأسف نحن لم نتشرب معانيه الدسمة وإنما وصل لنا منها نكهتها فقط
وكأبسط مثال الحمية المؤثرة سابقاً سلباً أو ايجاباً تحولت حمية كلامية والرغبة في الثأر لكرامات مهدورة تفتقر إلى توافق في الأسلوب فتصبح الأوقات مستثمرة في جدليات مشتتة
ولسان حالنا يقول تحسبنا جميعاً وقلوبنا شتى وتتضح صورنا متباينة.. فئة باحثة عن الملذات تقول أنا ومن بعدي الطوفان وفئة زاهدةٌ في الحياة ترى الصراع عليها مضيعة لوقت التفكر وكلا الفريقين لايصلح لإصلاح حال
وفئة تنادي يجب أن نحيا بمنطق لاافراط ولاتفريط وهذه مازالت تنادي فهل من مجيب ليتشكل جيل متوازن فكريا ونفسياً قادر على إحداث مكرمات يتباهى ويزهو بها قلب الإنسان العربي بعيداً عن حشرجة الحلم .

أتساءل الآن لماذا الحورات في هذا المنتدى تنتهي قبل أن تنتهي ؟.

بكل حال أشكركم فلقد استفدت من وقتي معكم