د. جهاد بني عودة
18-12-2007, 02:36 AM
إصبِر فإني أرَى في وَجهِكَ الفَرَجا
سَمعتُ خِطابَ رجلٍ من سادات الأمة نِصفهُ في الأخرة فأحزنني وقلت :
إصبِر فإني أرَى في وَجهِكَ الفَرَجا = وَوَجهُ غَزَّةَ في خَدَّيكَ مُبتَهِجا
وفي جَبينِكَ آياتٌ مُطََرَّزَةٌ بالحَقّ = فاصدَح بِها مُستَعصِماً لَهِجا
أصبِِر فإنّكَ – أيمَ اللهِ – رائِدُها = نحو الخُلود فَشيِّد حولَها البُرُجا
قَاتِل بها الدّهرَ ، أنت اليومَ فارِسُها= وأعبُر بها البَحر، أقحِم صِيدَها اللُّجَجا
يا أشيَبَ الحقِّ إن الأربَعين قَضَت = لا تَخشَ في شَيبَةِ الإسلام أن تَلِجَا
فليسَ أوّلَ مَوتٍ قُمتَ تَقحَمُهُ = ولَستَ أوّلَ من رَامَ الرّدى ونَجَى
فَكيفَ تُكتَبُ في سِفر الخَالِدينَ ولمْ = تَسفَحْ لِمَبدَئِكَ العَينينَ والوَدَجَا
حِصارٌكَ اليومَ بالحَقِّ الّذي حَمَلوا = حِصارُ يَثرِبَ لَمَّا استيئَسوا انفَرَجا
وجوعُكَ اليوم جوعُ الرَّهطَ من مُضَرٍ = في شِعبِ مَكَّةَ لمَا حوصِروا حِجَجا
لِتَعلَمَ الأرضَ أن الحَقَّ مُنتَصِرٌ = ونوقِدُ الدّمَ في الأقصَى لَهُ سُرُجا
كَمِ ادلَهَمَّت بأهلِ الحقّ مَرحَلَةٌ = فقُمتَ تُدلِجُهُم لَمَا الظّلام دَجَا
إصبِِر ونفسي فِدا حَقٍّ يوطِّئُهُ = رَسيمُ خَطوٍكَ إذ دَمَّغتَها حُجَجا
إصبِر فَديتُكَ ما أوتيتُ من سَعَةٍ = وجُلُّ قومي هُنا يَفدُونَكَ المُهَجا
فانهَض بأمرِِكَ هذي الأرض غالِيَةٌ = إن المَعالي إذا ما رُمتَها دَرَجا
الرّملُ جاعَ وما جاعَت ضَمائِرُكُم = والبَحرُ جَفَّ ومَاءُ العَزم ما انحَرَجا
عُشرونَ عاماً عَطاءاً لا نَفاذَ لَهُ = وكُلَما جُزَّ فيها زَرعُكُم نَضَجَا
ضَاقَت عَليكم بِلادُ الَله قَاطِبَةً = ولا يَزالُ من اللهِ اللَطيفِ رَجا
ضاقَ الحِصارُ وضاقَ البَحرُ حولكُمُ = والبَغيُ والظلمُ في عَصرِ العبيدِ سَجا
فاصبِر أبا العَبدِ فالعُقبى لمن صبروا = ومن على دَرب أصحابِ العُلى نَهَجا
(واصبِر لَها غير محتالٍ ولا ضَجِرٍ) = ففي الزّمانِ مَواعِيظٌ لأهلِ حِجا
فالزَم حُقوقَكَ إن الحقَّ مُلتَزَمٌ = وبعضُ قَومي هُنا يَبغونَهُ عِوَجا
واعلَم بأنّك مَطلوبٌ وذو خَطَرٍ = وتَصعَدٌ اليومَ عَكسَ الرِّيحِ مُنعَرَجا
فابرُز لِحَتفِكَ لا شَاكٍ ولا ضَجِرٍ = فإنّ فيهِ وفي عِلاّتِهِ حَرَجا
فلن يَكون دَمُ الثوّارِ في شَرَفٍ = حتّى يكون بِرملِ الشّطٍّ مُمتَزِجا
تَظلٌّ ما بقي الإسلام في بَلَدٍ = تُزكي الحُقوقَ على طُلاّبِها أرَجَا
فَي سَاحِلُ الشّامِ قومٌ للوَغى صُبُرٌ = لاقُوا المَنايا زُحوفاً إذ أقبلَت هَرَجا
رُحماكِ غَزّةَ رُحمى الصّادقين بِها = ما أنَّ فيكِ حَزينٌ بالبَلاءِ شَجا
سَمعتُ خِطابَ رجلٍ من سادات الأمة نِصفهُ في الأخرة فأحزنني وقلت :
إصبِر فإني أرَى في وَجهِكَ الفَرَجا = وَوَجهُ غَزَّةَ في خَدَّيكَ مُبتَهِجا
وفي جَبينِكَ آياتٌ مُطََرَّزَةٌ بالحَقّ = فاصدَح بِها مُستَعصِماً لَهِجا
أصبِِر فإنّكَ – أيمَ اللهِ – رائِدُها = نحو الخُلود فَشيِّد حولَها البُرُجا
قَاتِل بها الدّهرَ ، أنت اليومَ فارِسُها= وأعبُر بها البَحر، أقحِم صِيدَها اللُّجَجا
يا أشيَبَ الحقِّ إن الأربَعين قَضَت = لا تَخشَ في شَيبَةِ الإسلام أن تَلِجَا
فليسَ أوّلَ مَوتٍ قُمتَ تَقحَمُهُ = ولَستَ أوّلَ من رَامَ الرّدى ونَجَى
فَكيفَ تُكتَبُ في سِفر الخَالِدينَ ولمْ = تَسفَحْ لِمَبدَئِكَ العَينينَ والوَدَجَا
حِصارٌكَ اليومَ بالحَقِّ الّذي حَمَلوا = حِصارُ يَثرِبَ لَمَّا استيئَسوا انفَرَجا
وجوعُكَ اليوم جوعُ الرَّهطَ من مُضَرٍ = في شِعبِ مَكَّةَ لمَا حوصِروا حِجَجا
لِتَعلَمَ الأرضَ أن الحَقَّ مُنتَصِرٌ = ونوقِدُ الدّمَ في الأقصَى لَهُ سُرُجا
كَمِ ادلَهَمَّت بأهلِ الحقّ مَرحَلَةٌ = فقُمتَ تُدلِجُهُم لَمَا الظّلام دَجَا
إصبِِر ونفسي فِدا حَقٍّ يوطِّئُهُ = رَسيمُ خَطوٍكَ إذ دَمَّغتَها حُجَجا
إصبِر فَديتُكَ ما أوتيتُ من سَعَةٍ = وجُلُّ قومي هُنا يَفدُونَكَ المُهَجا
فانهَض بأمرِِكَ هذي الأرض غالِيَةٌ = إن المَعالي إذا ما رُمتَها دَرَجا
الرّملُ جاعَ وما جاعَت ضَمائِرُكُم = والبَحرُ جَفَّ ومَاءُ العَزم ما انحَرَجا
عُشرونَ عاماً عَطاءاً لا نَفاذَ لَهُ = وكُلَما جُزَّ فيها زَرعُكُم نَضَجَا
ضَاقَت عَليكم بِلادُ الَله قَاطِبَةً = ولا يَزالُ من اللهِ اللَطيفِ رَجا
ضاقَ الحِصارُ وضاقَ البَحرُ حولكُمُ = والبَغيُ والظلمُ في عَصرِ العبيدِ سَجا
فاصبِر أبا العَبدِ فالعُقبى لمن صبروا = ومن على دَرب أصحابِ العُلى نَهَجا
(واصبِر لَها غير محتالٍ ولا ضَجِرٍ) = ففي الزّمانِ مَواعِيظٌ لأهلِ حِجا
فالزَم حُقوقَكَ إن الحقَّ مُلتَزَمٌ = وبعضُ قَومي هُنا يَبغونَهُ عِوَجا
واعلَم بأنّك مَطلوبٌ وذو خَطَرٍ = وتَصعَدٌ اليومَ عَكسَ الرِّيحِ مُنعَرَجا
فابرُز لِحَتفِكَ لا شَاكٍ ولا ضَجِرٍ = فإنّ فيهِ وفي عِلاّتِهِ حَرَجا
فلن يَكون دَمُ الثوّارِ في شَرَفٍ = حتّى يكون بِرملِ الشّطٍّ مُمتَزِجا
تَظلٌّ ما بقي الإسلام في بَلَدٍ = تُزكي الحُقوقَ على طُلاّبِها أرَجَا
فَي سَاحِلُ الشّامِ قومٌ للوَغى صُبُرٌ = لاقُوا المَنايا زُحوفاً إذ أقبلَت هَرَجا
رُحماكِ غَزّةَ رُحمى الصّادقين بِها = ما أنَّ فيكِ حَزينٌ بالبَلاءِ شَجا