المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيهما الحلم ؟



عمار الجنيد
20-12-2007, 01:19 AM
الليلة مترفة بأوجاعي .. والسهد يمارس بين جفوني مسيرات ليلية .. تتصاعد من عيني أنفاس مكلومة . أدنو من فمي أتعقب ذاتي في أي سراب سألقاها محشورة
في بهو سري مخنوق بالحذر لا ادري ينزلق شعوري فجائيا أين أنا !؟
تقودني الخطوات لسرداب يختبئ الحاضر في عتمته منذ سنين .
آآآه تعبت من الغربة وأبجدية الألم البكماء , أدمنت الصمت القهري فتشت كثيرا في كأساة الذاكرة الملقاة هنا, وأباريق النسيان المدّثرة بغبار التاريخ لا شيء يدهش ؟
فهذا جزء من العبث المتكرر بنا يتأبط وجهي , ضوء مجاني أسرف بمشاعته حد التخمة ، تترجل أنفاسي وتمر ببطء في رئتي -
الوحشة تتحرش بأعصابي , صوتي المقموع في زنزانة أذني يهتف يا: ذاتي أتعبني فراقك , حواسي تتعهد بالتوبة من طغواها فاتحدي بي .
قربت من النافذة ثمة حشرجات هستيرية , كانت الحشائش تقيم عرسا جماعيا .
رميت بي على أريكة في الشرفة , كان القمر يعزف سيمفونيته كالعادة, ولا ينتظر جمهورا؛ كما انه لا يحب التصفيق كنت أعيش النيرفانا في أعماق القمر .
استنفرت عنقي ؟!!!
أحس بدبيب أصابع محمومة تمر عليه, وتأخذ استراحة فوق صدري ؛
حشائش صدري تستقبل هذا الغيم يتغمدني شوق مجهول .
تقترب أنفاس كالشرر ؟ من صدري, ترسم نوتات موسيقية بجدار القلب ,تمتلئ أصابعي بالحبر الملكوتي , أتحسس أصابعها الملغومة بالدفء, تكتم أنفاسي قبلة كافرة بالصمت, تتصاعد شفتي كبخار الماء إلى فمها وندخل دوامة الرجع الأخير من صوت الحياة.
آآآآه حبيبي لماذا غادرت السرير وتركت أحضاني ؟ كيف تشرد عني
وتسلم جسدك لبرد الشرفة.
القمر ليس أجمل من عيني والشرفة بين عيوني أكثر بهجة
آه نسرينتي فقط أخذتني الخواطر المقلقة ,فخشيت أن تتسرب إلى نومك وانسلخت عن نهديك , ورميت بي هنا .
لا حبيبي دعنا نشرب الوجع معا نحن كيان واحد , تعتقلني شفتها مرة أخرى إلى المضجع , يتوسد خدها صدري, وأصابعها تسيل على جسدي بدون توقف , يأخذها النوم أغيب في متاهة جديدة ؛ يضيع كل شيء حولي تغيم سحب الملح تسكب فوق جسدي المتأرجح بالفقدان .
الوهم كل شيء هنا, ولا حقيقة حتى أنا؟؟؟ والوجود كما قال صديقي(عطل طارئ في ألوهية العدم) كيف اكذّب هذه الدونية بحجة داروين وحكاوي الوحل البكتيري؟.
هذه طعنات تشق طريقها في أوردتي ، وتحقق أمر (اهريمان )! ولا عشتار تخلصني من هذا الموت الآسن . يتأطر وجه الإيمان وتكبّر أشلائي من قاع المنفى
الطعنة تأخذ شكلا أفقيا في كلماتي .
والمؤتفكات تغربل أنسجتي , وتؤكسد رئتي بالغيب الهذيان الأسطوري .
الغربة ألفت أن تسكن وجهي المكسور
بعضي يتأله بالأدوار على بعضي
الأمس, اليوم ,غدا . أقنعة الزمن الوهمي
لا شيء يمر هنا غيري .
غني أورفيوس . واغويني عن هم ّ الطعنات
يختنق أورفيوس بالصمت .
تعبق رائحة البارود , لا يولد هنا إلا الموت .
انتزع شظايا أفكاري من معركة الوقت , وأرتل سفر الطوّاسين
استبهج جرحي , وكأني أضحية في مذبح ابرهيم يتبهرج لون الدّم ,
ويصير الألم نشيد وطني لطيور الفردوس
اجترح الأغنية الأولى من أحشاء الناي أعماق اورفيوس
تستيقظ نسرين مرة أخرى وتغني أغنية فيروزية
)أنا خايفة ودّّيلك قلبي
وتكون ناسيني وناسي حبي
أنا عاشقة دايماًً ياحبيبي
وروحي بإيدك يا حبيبي
بعتّ لك .....آه ....بعتّ لك ....آه
بعتّ لك ....بعتّ لك ....بعتّ لك آه
بعتّ لك روحي)
ماذا هذا الإنقطاع والأتصال في آن واحد اللحظات اكبر مني
يأخذني صوت فيروز من شفاه نسرين لدنيا أخرى
ولكن هل نسرين في أحضاني فعلا , لماذا اغيب عنها حين تنام وأجدني حين تستيقظ ؟
أغنية أخرى لفيروز يا حبيبي أنا عصفورة الساحات
أهلي ندروني للشمس وللطرقات
لسفر الطرقات ...لصوتك يندهني مع المسافات
ويطل يحاكيني بالريح الحزيني
هذه بصوت فيروز فعلا
انتبه للموبايل والضوء في آن واحد افتح الموبايل
(ألو صلواتي تغشاك ياعمار أين أنت يا حبيب مالك اتأخرت بالرد على التلفون
أأأأوووه الغالي رمزي حبي يغشاك لا والله بس كنت نايم وصحيت على اتصالك
وين بتخزن اليوم يا عمار مشتاقين جدا نحش ههههههه
اوكيه أقوم اتغدي واتصلك اتفقنا باي )
يا ربي ما هذا؟ كيف اتأكد اني لست في حلم اخر .....؟!

جوتيار تمر
20-12-2007, 11:52 AM
الجنيد المبدع.........
بين الحلم واليقظة / سطرت هنا قصة سردية محكمة البناء / ومتينة من حيث اللغة / ورائعة في معالمها الوصفية / وخارقة في مدركات الخرق الذاتي واخراج مكنونات الذات بدقة لامتناهية / وبوصف وبوح سردي مثير ومستفز في آن واحد / نفس سردي متميز / يرتكز على اختيار البساطة في اللغة والفكرة و البناء / فيشد القارئ حتى ليكاد يمسك عليه أنفاسه بحثا عن لحظة انفراج من سلطة السارد المتحكم في عناصر اللقطة المراد تصويرها بخلفياتها الاجتماعية والسياسية / إنها بساطة الإمتاع التي يتعلق بها المتلقي / وروعة الادراك التي يتمناها المتلقي / وقوة الفكرة التي تستفز ذهنية الاثنين معا السارد والمتلقي من اجل اضفاء نكهة زمكانية مستمرة على النص.

دمت بخير
كل عام وانت بخير

محبتي لك
جوتيار

عمار الجنيد
21-12-2007, 12:50 PM
الجنيد المبدع.........
بين الحلم واليقظة / سطرت هنا قصة سردية محكمة البناء / ومتينة من حيث اللغة / ورائعة في معالمها الوصفية / وخارقة في مدركات الخرق الذاتي واخراج مكنونات الذات بدقة لامتناهية / وبوصف وبوح سردي مثير ومستفز في آن واحد / نفس سردي متميز / يرتكز على اختيار البساطة في اللغة والفكرة و البناء / فيشد القارئ حتى ليكاد يمسك عليه أنفاسه بحثا عن لحظة انفراج من سلطة السارد المتحكم في عناصر اللقطة المراد تصويرها بخلفياتها الاجتماعية والسياسية / إنها بساطة الإمتاع التي يتعلق بها المتلقي / وروعة الادراك التي يتمناها المتلقي / وقوة الفكرة التي تستفز ذهنية الاثنين معا السارد والمتلقي من اجل اضفاء نكهة زمكانية مستمرة على النص.
دمت بخير
كل عام وانت بخير
محبتي لك
جوتيار

الغالي جوتيار ، هذه اول تجربة لي مع القصة القصيرة ، قراءتك هذه تزرع حقولا من القمح في صحراء خيالي ، اشكرك على تواضعك الجم بمرورك على أزقتي المغموسة ببساطتها ، والمغليّة بأنفاس مجنونة
لك خالص الحب والمودة

د. مصطفى عراقي
22-12-2007, 04:50 PM
الليلة مترفة بأوجاعي .. والسهد يمارس بين جفوني مسيرات ليلية .. تتصاعد من عيني أنفاس مكلومة . أدنو من فمي أتعقب ذاتي في أي سراب سألقاها محشورة
في بهو سري مخنوق بالحذر لا ادري ينزلق شعوري فجائيا أين أنا !؟
تقودني الخطوات لسرداب يختبئ الحاضر في عتمته منذ سنين .
آآآه تعبت من الغربة وأبجدية الألم البكماء , أدمنت الصمت القهري فتشت كثيرا في كأساة الذاكرة الملقاة هنا, وأباريق النسيان المدّثرة بغبار التاريخ لا شيء يدهش ؟
فهذا جزء من العبث المتكرر بنا يتأبط وجهي , ضوء مجاني أسرف بمشاعته حد التخمة ، تترجل أنفاسي وتمر ببطء في رئتي -
الوحشة تتحرش بأعصابي , صوتي المقموع في زنزانة أذني يهتف يا: ذاتي أتعبني فراقك , حواسي تتعهد بالتوبة من طغواها فاتحدي بي .
قربت من النافذة ثمة حشرجات هستيرية , كانت الحشائش تقيم عرسا جماعيا .
رميت بي على أريكة في الشرفة , كان القمر يعزف سيمفونيته كالعادة, ولا ينتظر جمهورا؛ كما انه لا يحب التصفيق كنت أعيش النيرفانا في أعماق القمر .
استنفرت عنقي ؟!!!
أحس بدبيب أصابع محمومة تمر عليه, وتأخذ استراحة فوق صدري ؛
حشائش صدري تستقبل هذا الغيم يتغمدني شوق مجهول .
تقترب أنفاس كالشرر ؟ من صدري, ترسم نوتات موسيقية بجدار القلب ,تمتلئ أصابعي بالحبر الملكوتي , أتحسس أصابعها الملغومة بالدفء, تكتم أنفاسي قبلة كافرة بالصمت, تتصاعد شفتي كبخار الماء إلى فمها وندخل دوامة الرجع الأخير من صوت الحياة.
آآآآه حبيبي لماذا غادرت السرير وتركت أحضاني ؟ كيف تشرد عني
وتسلم جسدك لبرد الشرفة.
القمر ليس أجمل من عيني والشرفة بين عيوني أكثر بهجة
آه نسرينتي فقط أخذتني الخواطر المقلقة ,فخشيت أن تتسرب إلى نومك وانسلخت عن نهديك , ورميت بي هنا .
لا حبيبي دعنا نشرب الوجع معا نحن كيان واحد , تعتقلني شفتها مرة أخرى إلى المضجع , يتوسد خدها صدري, وأصابعها تسيل على جسدي بدون توقف , يأخذها النوم أغيب في متاهة جديدة ؛ يضيع كل شيء حولي تغيم سحب الملح تسكب فوق جسدي المتأرجح بالفقدان .
الوهم كل شيء هنا, ولا حقيقة حتى أنا؟؟؟ والوجود كما قال صديقي(عطل طارئ في ألوهية العدم) كيف اكذّب هذه الدونية بحجة داروين وحكاوي الوحل البكتيري؟.
هذه طعنات تشق طريقها في أوردتي ، وتحقق أمر (اهريمان )! ولا عشتار تخلصني من هذا الموت الآسن . يتأطر وجه الإيمان وتكبّر أشلائي من قاع المنفى
الطعنة تأخذ شكلا أفقيا في كلماتي .
والمؤتفكات تغربل أنسجتي , وتؤكسد رئتي بالغيب الهذيان الأسطوري .
الغربة ألفت أن تسكن وجهي المكسور
بعضي يتأله بالأدوار على بعضي
الأمس, اليوم ,غدا . أقنعة الزمن الوهمي
لا شيء يمر هنا غيري .
غني أورفيوس . واغويني عن هم ّ الطعنات
يختنق أورفيوس بالصمت .
تعبق رائحة البارود , لا يولد هنا إلا الموت .
انتزع شظايا أفكاري من معركة الوقت , وأرتل سفر الطوّاسين
استبهج جرحي , وكأني أضحية في مذبح ابرهيم يتبهرج لون الدّم ,
ويصير الألم نشيد وطني لطيور الفردوس
اجترح الأغنية الأولى من أحشاء الناي أعماق اورفيوس
تستيقظ نسرين مرة أخرى وتغني أغنية فيروزية
)أنا خايفة ودّّيلك قلبي
وتكون ناسيني وناسي حبي
أنا عاشقة دايماًً ياحبيبي
وروحي بإيدك يا حبيبي
بعتّ لك .....آه ....بعتّ لك ....آه
بعتّ لك ....بعتّ لك ....بعتّ لك آه
بعتّ لك روحي)
ماذا هذا الإنقطاع والأتصال في آن واحد اللحظات اكبر مني
يأخذني صوت فيروز من شفاه نسرين لدنيا أخرى
ولكن هل نسرين في أحضاني فعلا , لماذا اغيب عنها حين تنام وأجدني حين تستيقظ ؟
أغنية أخرى لفيروز يا حبيبي أنا عصفورة الساحات
أهلي ندروني للشمس وللطرقات
لسفر الطرقات ...لصوتك يندهني مع المسافات
ويطل يحاكيني بالريح الحزيني
هذه بصوت فيروز فعلا
انتبه للموبايل والضوء في آن واحد افتح الموبايل
(ألو صلواتي تغشاك ياعمار أين أنت يا حبيب مالك اتأخرت بالرد على التلفون
أأأأوووه الغالي رمزي حبي يغشاك لا والله بس كنت نايم وصحيت على اتصالك
وين بتخزن اليوم يا عمار مشتاقين جدا نحش ههههههه
اوكيه أقوم اتغدي واتصلك اتفقنا باي )
يا ربي ما هذا؟ كيف اتأكد اني لست في حلم اخر .....؟!


الأديب المبدع الأستاذ : عمار عبد الوهاب الجنيد


أحييك أيها الرائع على هذه التجربة القصصية الشاعرية بل الشعرية في معظمها وزنا وأسلوبا

كما أحب أن أشير إلى جمال اختيارك للأصوات المتداخلة من الأغاني فقد كان اختيارا معبرا عن ذائقةٍ فنية راقية من جهة ، ومتسقا مع التجربة من جهة أخرى.

ولكنني أرى أنك ظلمت تجربتك الجميلة بهذا العنوان الطويل بغير مبرر فني من وجهة نظري
أقترح بدلا منه : "أيهما الحلم؟"


والأمر إليك
ودمت بكل الخير والسعادة والألق

مصطفى

عمار الجنيد
22-12-2007, 04:59 PM
الأديب المبدع الأستاذ : عمار عبد الوهاب الجنيد
أحييك أيها الرائع على هذه التجربة القصصية الشاعرية بل الشعرية في معظمها وزنا وأسلوبا
كما أحب أن أشير إلى جمال اختيارك للأصوات المتداخلة من الأغاني فقد كان اختيارا معبرا عن ذائقةٍ فنية راقية من جهة ، ومتسقا مع التجربة من جهة أخرى.
ولكنني أرى أنك ظلمت تجربتك الجميلة بهذا العنوان الطويل بغير مبرر فني من وجهة نظري
أقترح بدلا منه : "أيهما الحلم؟"
والأمر إليك
ودمت بكل الخير والسعادة والألق
مصطفى

شرف كبير مرورك الزاخر بالضوء يا دكتور مصطفى ، اشعر برضى عن تجربتي الأولى مع القصة
لانها نالت استحسانك ، واتفق معك في مسألة العنوان ، انا ايضا كنت اشعر بعدم قناعتي من طول العنوان
ويكفي أن يكون أيهما الحلم ، لذا اتمنى من الدعم الفني للرابطة أن يغيره إلى (( أيهما الحلم ))
لك خالص محبتي واحترامي

ربيحة الرفاعي
25-07-2013, 02:07 AM
تجربة أولى وددت بعدها لو أطلعنا مبدعنا على حديثه وقد مضى على بدايته زمن

جميل وملفت

تحاياي

لانا عبد الستار
13-07-2014, 01:18 AM
قصة ماتعة بسرد شاعري وأداء موفق

أشكرك

نداء غريب صبري
13-09-2014, 02:33 AM
قصة جميلة فيها المشاعر وفيها الشعر وفيها موسيقى حقيقة عزفتها الكلمات
أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت

آمال المصري
10-11-2015, 11:34 PM
نجحت أديبنا الفاضل في جذب المتلقي والمتابعة المستميتة للنص
كانت اللغة أنيقة تتأرجح بين القصة والخاطرة بأسلوب شعري شاعري ولكن اكتملت فيها أركان القصة
وصف جميل وسرد ماتع ولغة طيعة وحرف يستفذ المتلقي للبحث عن المزيد من كتاباتك
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

خلود محمد جمعة
13-11-2015, 12:33 PM
ما بين حلم وحلم وشعر وقص وعزف وغناء كانت القصة تتربع على عرش افكارك لتتجلى بجمال على سطور بدايتك التي اتحفتنا
فهل من مزيد
رائعة
بوركت وكل التقدير