المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل للنحو صلة بالمشاعر الإنسانية ؟



د. مصطفى عراقي
23-12-2007, 06:59 PM
هل للنحو صلة بالمشاعر الإنسانية ؟

سحر الليالي
23-12-2007, 07:51 PM
الله الله ما أجمل السؤال ...!!!

حضور أولي لـ حجز مكاني من بين الجمهور ...!!!

بــ حق سؤال رائع ...

سلمت أستاذنا

د. مصطفى عراقي
23-12-2007, 09:16 PM
الله الله ما أجمل السؤال ...!!!
حضور أولي لـ حجز مكاني من بين الجمهور ...!!!
بــ حق سؤال رائع ...
سلمت أستاذنا


======

لك الشكر الجميل الجزيل أيتها السباقة بالخير والفضل

وبارك الله في إشراقك المتجدد

دمتِ ودام حضورك الأنيق

عبير محمد الحمد
23-12-2007, 11:16 PM
هم يقولون : لا
ويقولون أيضًا : إن أهل علوم الآلة غالبًا ما يكون فيهم غلظة وشدة في تعاملهم وحديثهم , وأن علوم العقل جعلتهم أبعد عن مشاعرهم .
وأنا أقوووول :
النحو علمٌ عقليٌّ لا مِراء ..
وكلما انهمك المرء في عقله ابتعد عن عاطفته..
ولا أجد رابطًا بين النحو والمشاعر غير ذلك الإحساس المجنون باللذة والحبور حين الانغماس في تأمل مسألة نحوية والشعور السعيد حدَّ الرغبة في التقافز حين إدراكك أنك تشربتها فهمًا واستيعابًا وأنك تتملّى قناعةً بالحجة القوية فيها ..
وليس ألذ من الشعور برضا العقل عن حجة تثبت فرضيةً ما ..
.
.
أما المشاعر في دنيا النحوي .. فهي مرتبطة به أولاً .. فالقلب المفعم بمشاعره قادر على الاحتفاظ بها وتعاطيها بتلقائية حتى لو ظلَّ عُمرَه يدرس النحو
وأذكر أني قرأت مرة في صفة أبي حيان الأندلسي أنه كان رقيق القلب بكّاءً عند سماع القرآن وشعر الغزل .
وهو من هو بينَ النحاة !
.
.
ولقد جربت من أساتذة الأدب والبلاغة من تناهوا في الجمود والشدة والصلف
فليس للأمر ضابط ..
.
.
أما علم النحو من حيثُ هو؛ فلا علاقة له بالمشاعر من قريب ولا بعيد!:008:
إلا إن كان منظروه مثلك يا دكتور .. سيتعاطفون مع الأرامل والثكالى عند تقعيد القواعد :v1:
<<< لا .. توبة خلاص .. والله أمزح !:001:
.
.
على فكرة ..
هذا السؤال : جدًا غريييييب !
.

د. مصطفى عراقي
24-12-2007, 12:06 AM
.
أما علم النحو من حيثُ هو؛ فلا علاقة له بالمشاعر من قريب ولا بعيد!:008:
إلا إن كان منظروه مثلك يا دكتور .. سيتعاطفون مع الأرامل والثكالى عند تقعيد القواعد :v1:
<<< لا .. توبة خلاص .. والله أمزح !:001:
.
.
على فكرة ..
هذا السؤال : جدًا غريييييب !
.
=======================
وما رأيك يا أديبتنا الجليلة لو كان للشعور تأثير جليّ على الإعراب؟
حتى إنه ليغير إعراب الصفة ويقطعها قطعا مثلا لشعورٍ يسميه النحاةُ : " الترحم" في باب من أبواب النحو الصميمة.
وما "الترحُّم"؟
لن أجيب أنا حتى لا أتهم بأنني عاطفي
بل سأترك إمامنا سيبويه يتولى عني التعاطف هذه المرة، حيث يقول:
"والترحم يكون بالمسكين والبائس ونحوه" (الكتاب : باب ما يجري من الشتم مجرى التعظيم
وما أشبهه) (لم يبعد كثيرا عن الأرامل والثكالى !)

كريمة العلم والأدب:

هل ما يزال السؤال غريبا؟

حسام القاضي
24-12-2007, 12:17 AM
أخي الحبيب المبدع والناقد والعالم / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم
أسرني الحوار الدائر هناك ( في الاعراب)
فجئت هنا لأجد ما لا يقل عنه رقياً وفكراً
فلتسمح لي أستاذنا بالحضور في صمت تام .
تقبل تقديري واحترامي.

عبير محمد الحمد
24-12-2007, 12:41 AM
نعم يا أستاذ مازال غريبًا ..أتدري لمه؟
.
.
لأني تبيّنتُ من جوابِكَ الأخير ما كنت ترمي إليه من معنى السؤال الواسع الذي تتسع الرؤى فيه
ألا ترى ما حمله لي معناه / وماحملَه لك أنت ؟
ثم إن هنالك أمرًا اسمح لي بمخالفتكم فيه, وهو أن ماذكرتم من أن المشاعر مرتبطة بالنحو على الوجه الذي تكرمتم بالتنويه له فيه نوعُ اعتساف
فالنحو هنا لم يتأثر بمشاعر المتحدث من حيث هي مشاعر
فهو لا يعدو كونَه مستقصيًا للظواهر اللغوية بصدد تقنينها في قواعدَ يُسارُ عليها تحاشيًا للحن والخطأ ..
أما الترحم فليس إلا معنًى من المعاني التي يهتم النحو بها (ما شكَّلت ظاهرةً نحويةً تطّرد فيها حالةٌ ما ضبطًا ونطقًا) وهي مبتدأً معانٍ احتملتها اللغة العربية عند الناطقين بها قبل أن يُخلق النحو
وقد كان الفرزدقُ حين يخالف القاعدة النحوية يتعرض لتخطئة النحويين في زمانه فيرد بقوله هازئًا بهم: نحن نتكلم وأنتم تُخرِّجون لنا مانقول .
فإخراج الصفة من بابِها ونصبُها على الترحم مخرجٌ (مرتبط بالمعنى -إن تحرينا الدقة-
لا بالمشاعر) خرج به النحاة من مخالفة القاعدة, ولما رأوا كثرتَه في كلام العرب جعلوه مطّردًا في قاعدة منضبطة
والسؤال هنا : هل سيجعل النحو للترحم حالة خاصة به لو أن العرب لم يفعلوا حين نطقوا؟؟؟

.
اعذرني على الإطالة .. ثم إني ظننتك تتحدث عن جريان المشاعر في الدراسة النحوية فقلت ماقلت ..
بوركت أيها الجليل / وبورك جهدك
.
.

د. مصطفى عراقي
24-12-2007, 12:41 AM
أخي الحبيب المبدع والناقد والعالم / د. مصطفى عراقي
السلام عليكم
أسرني الحوار الدائر هناك ( في الاعراب)
فجئت هنا لأجد ما لا يقل عنه رقياً وفكراً
فلتسمح لي أستاذنا بالحضور في صمت تام .
تقبل تقديري واحترامي.
============
أخي الغالي الأديب المبدع الأستاذ حسام القاضي
أهلا بك أيها الكريم وسهلا ومرحبا
وهل يحلو الحوار إلا بكم وبجمال حضوركم
وهل تكتمل إلا بسماع أصواتكم الحبيبة
بارك الله فيك ولا حرمنا إطلالتك الغالية
أخوك: مصطفى

د. مصطفى عراقي
24-12-2007, 01:42 AM
نعم يا أستاذ مازال غريبًا ..أتدري لمه؟
.
.
لأني تبيّنتُ من جوابِكَ الأخير ما كنت ترمي إليه من معنى السؤال الواسع الذي تتسع الرؤى فيه
ألا ترى ما حمله لي معناه / وماحملَه لك أنت ؟
ثم إن هنالك أمرًا اسمح لي بمخالفتكم فيه, وهو أن ماذكرتم من أن المشاعر مرتبطة بالنحو على الوجه الذي تكرمتم بالتنويه له فيه نوعُ اعتساف
فالنحو هنا لم يتأثر بمشاعر المتحدث من حيث هي مشاعر
فهو لا يعدو كونَه مستقصيًا للظواهر اللغوية بصدد تقنينها في قواعدَ يُسارُ عليها تحاشيًا للحن والخطأ ..
أما الترحم فليس إلا معنًى من المعاني التي يهتم النحو بها (ما شكَّلت ظاهرةً نحويةً تطّرد فيها حالةٌ ما ضبطًا ونطقًا) وهي مبتدأً معانٍ احتملتها اللغة العربية عند الناطقين بها قبل أن يُخلق النحو
وقد كان الفرزدقُ حين يخالف القاعدة النحوية يتعرض لتخطئة النحويين في زمانه فيرد بقوله هازئًا بهم: نحن نتكلم وأنتم تُخرِّجون لنا مانقول .
فإخراج الصفة من بابِها ونصبُها على الترحم مخرجٌ (مرتبط بالمعنى -إن تحرينا الدقة-
لا بالمشاعر) خرج به النحاة من مخالفة القاعدة, ولما رأوا كثرتَه في كلام العرب جعلوه مطّردًا في قاعدة منضبطة
والسؤال هنا : هل سيجعل النحو للترحم حالة خاصة به لو أن العرب لم يفعلوا حين نطقوا؟؟؟
.
اعذرني على الإطالة .. ثم إني ظننتك تتحدث عن جريان المشاعر في الدراسة النحوية فقلت ماقلت ..
بوركت أيها الجليل / وبورك جهدك
.
.
==========
أديبتنا الجليلة الأستاذة عبير
أراك تعجلتِ وأردت المصادرة على المطلوب ونحن ما نزال في البداية!
إن اتهامك بالاعتساف سابق جدا لأوانه لو أنصفتِ
فأنا لمَّا أذكرْ رأيي ، وما فعلتُ إلا أن أشرتُ مجرد إشارة إلى مثال واحدٍ من كتاب سيبويه لأوضح مشروعية السؤال.
تحدثتُ في السؤال عن "صلة" بالمشاعر الإنسانية
ألم تلحظي في قطع الصفة إلى الرفع أو النصب في قولنا مثلا:


انظر إلى الشعبِ المسكينُ ، أو المسكينَ

هذه الصلة
ألا نقول في الإعراب هنا : قطعت الصفة للترحم الذي هو شعور بالشفقة؟

ولو سألك سائل عن إعراب هذا المثال بالرفع أو النصب
أفلا يكون ذلك سؤالا في النحو؟
ثم لو أعربتِ له فذكرتِ في إعرابك "الترحم أو الشفقة"
أفلا يكون ذلك ذكرا لشعور من المشاعر الإنسانية فسَّر الإعراب والنطق جميعا


تقولين:"
فإخراج الصفة من بابِها ونصبُها على الترحم مخرجٌ (مرتبط بالمعنى -إن تحرينا الدقة-
لا بالمشاعر) .
.
وأقول بل هو غرض أبان عنه الإعراب وإن من أغراض الناس النعبير عن مشاعرهم ، وإن لم يكن الترحم بالبائس والمسكين من المشاعر الإنسانية فأي شيء يكون منها؟
والإعراب كما هو " هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ"(الخصائص
فإنه إلى ذلك يوقف على أغراض المتكلمين.

يقول الزركشى : " الإعراب هو الذي يميز المعنى ويوقف علي أغراض المتكلمين " ( الزركشي : البرهان في علوم القرآن 1 : 1 3)

ويقول عبد القاهر: "قد علم أن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحها، وأن الأغراض كامنة فيها، حتى يكون هو المستخرج لها، .(دلائل الإعجاز 28)

ففرق بين المعنى والغرض.
والغرض هو الذي يدخل فيه الترحُّم وإرادة المدح أوالذم،
فليست كل أغراض المتكلمين مادية ونفعية بل منها التعبير عن المشاعر الإنسانية.


ثم لاحظي أنني أتحدث في السؤال عن النحو الذي هو انتحاء سمت كلام العرب
ولولا أن من كلام العرب قطع الصفة للترحم لخرج هذا المثال من محل النزاع .
ولهذا فإن أجابتي عن سؤالك :


: هل سيجعل النحو للترحم حالة خاصة به لو أن العرب لم يفعلوا حين نطقوا؟؟؟
.
.

لا!
ولكن ماذا نصنع وهو من جملة كلام العرب ؟
وكذلك أقول في سائر الأمثلة التي رأيتُ فيها علاقةً بين النحو والمشاعر الإنسانية

لو أن العرب ما نطقوا بها أو بمثلها لما ذكرتها هنا ، بل ما كنت لأطرح السؤال أصلا .
ولكن ماذا نصنع وقد نطق بها العرب وفسرها النحاة بأغراض هي من قبيل المشاعر الإنسانية.

وقد أثبتِ أنت هنا - مشكورة -



وقال أحمد بن يحيى يا شاعراً نصب بالنداء وفيه معنى التعجب والعرب تنادي بالمدح والذم وتنصب بالنداء فيقولون يا رجلاً لم أر مثله وكذا يا طيبك من ليلة وكذا يا شاعراً "
.
.
ولعلنا نخلص من هذا إلى نتيجة واحدة :
ليس كل نكرةٍ نُصب حالَ النداءِ منونًا نكرة ٌ غيرُ مقصودة , ويحكم ذلك السياق الذي يوحي بقصد المتكلم إياها أم لا ..

.

أن للغرض (قصد المتكلم) مدخلا في تفسير الإعراب.


أما ماذكرتِه من أن الفرزدق " كان يتعرض لتخطئة النحويين " فيحتاج إلى مراجعة.
فشاعرنا إنما كان يتعرض لتخطئة من رجل بعينه ، اسمه
: عبد الله بن أبي إسحاق(119 هـ)
ففي تذكرة أبي حيان من النهاية قال عبد الله بن أبي إسحاق للفرزدق: بم رفعت أو مجلف؟
فقال: بما يسوءك وينوءك، علينا أن نقول، وعليكم أن تتأولوا."
وقال ابن الخشاب : لم يجر في سنن الفرزدق من تعجرفه في شعره بالتقديم والتأخير
المخل بمعانيه والتقدير المشكل، إلا المتنبي، ولذلك مال إليه أبو علي وابن جني، لأنه مما يوافق
صناعتهما."
أرأيت كيف مال عالمان جليلان مشهوران بالعلم إلى مثل ما نفر منه عبد الله بن أبي إسحاق هذا ؟!
وهو ليس من علماء النحو الذين يعتد بهم
قال أبو المحاسن التنوخي:
وبلغ الفرزدق أنه يعيب عليه، فقال:

فلو كان عبد الله مولى هجوته =ولكنَ عبد اللهِ موْلى مَوَالِيَا

ويروى أنه لما سمع هذا البيت، قال: وهو في هذا أيضا مخطيء، والصواب: مولى موالٍ.
وأبو عمرو والخليل وسيبويه يجعلون هذا من ضرورة الشعر."
ولا ريب أن أبا عمرو والخليل وسيبويه يمثلون النحو والنحاة أكثر منه في عدم تخطئة الشعراء.


ثم هل تسمحين بسؤال آخر أم أن القضية حُسمتْ لديكِ.
لو مازلت تسمحين
لسألتك عن أسلوب من أساليب العرب مشهورٍ في أبواب النحو هو : أسلوب الندبة
كيف عرفه النحاة في كتب النحو ؟
وما غرضه لديهم؟
وأما إذا كانت حسمتْ لديك
فسيبقى السؤال مطروحا للنظر والتأمل والمدارسة

وجزاك الله خير الجزاء
ودمت بكل الخير، والسعادة ،والتوفيق.

سحر الليالي
24-12-2007, 07:04 PM
تحيا ،تحيا عبير ...!! :)

أستاذي د.مصطفى الع ــراقي : أتابع بــ شغــف ...!!

وتحياتي لــ جيوشنا الفرزدق ، والزركشي ، وسبيويه ،المتنيي ...!!

عبير محمد الحمد
24-12-2007, 11:36 PM
.
:noc:
حياكم الله يا سيدي.. ثم مالكم تكأكأتم عليَّ كـَ تكأكُئِكُم على ذي جِنة؟D:
أنا لم أحسم شيئًا ولم أقطع بصحة دعواي, بل قلت : اسمحوا لي بمخالفتكم والأمر وجهة نظر ليسَ غير!
وأما قصة عبد الله بن إسحاق مع الفرزدق فهي –والله- التي بخاطري إلا أني لم أجد حاجةً للتفصيل, لأن الشاهدَ كان في كلام الفرزدق الذي نقلتُه بالمعنى على وجهٍ لم يُبدِّل حقًا بباطل.
ومع ذلك ..
أعتذر لعدمِ تحرِّيَّ الدقةَ في النقل حرفيًا والإشارةِ للمصدر .. فالمعذرة.:001:
.
.
ثم يا أستاذي ألا ترى أننا لا نختلفُ كثيرًا في الموضوع إلا من حيثُ اعتباري الترحمَ والندبةَ والاستغاثةَ وخلافها في عرف النحاة (معانيَ) تتأثر بـها القواعد النحوية
(بالنظر لها كعوامل معنوية صِرفة) فيجعلون منها تخريجاتٍ لما خالف أقيستَهم / ثم إذا رأوها كثيرةً بحيث تشكّل (ظاهرة نحوية) قعَّدوا لها قاعدة وأخرجوها من دائرة الضرورة والشذوذ والقلة, على حين تسميها أنت (مشاعر) يتأثر بها الحكم النحوي ويراعيها ويرتبط بها.
فلا خلاف حول ارتباط النحو بالـ (معاني) وتغيُّرِ مناحيه تبعًا لها, نحن نختلف في التسمية فقط.
ومازلت متمسكةً برأيي .. D:
لأني أرى هذه التسميةَ غيرَ علميةٍ ولا دقيقة بحيثُ يقال فيها:
(النحو علم يرتبط بالمشاعر) بهذه الصياغة.
فإن سأل سائلٌ : كيف؟ ثم أجبناه بالذي رميتم إليه..
أفلا يحقُ له أن يعترض بالذي اعترضتُ به أنا؟
حتى في سؤالكم عن الندبة سترى أن النحاة - وإن ذكروا في كتبهم معناها اللغويَّ المرتبطَ بالحالة الشعورية (التفجُّع)- يتعاملون معها على أنها (صوت/ حرف/ ظاهرة لغوية / نوع من النداء)
ولأن النحوَ مرتبطٌ بالمعاني لا المشاعر (وأركّز على هذا) سموها ندبةً حينَ كان الحرفُ الذي تتم به مختلفًا عن حرف النداء الذي يراد به الاستدعاء, فالرجل
أبدًا لا ينادي آخرَ بـِ (وافلان) أو (يافلاناه) ليستدعيَهُ.
ولو كان سائغًا توحُّدُ الاستعمال في النداء والندبة معًا لسمَّوْهُ نداءً ولم يَعْنِ لهم -بحال من الأحوال- شعورُ التفجع أيَّ معنًى يستوقفهم أو يدعوهم للتبويب والتفصيل !
ثم إن المستقصي لكتب النحاة سيجدهم يُعنَون بتبيان المعاني الدقيقة لأشياء كثيرة لا علاقة لها بالشعور كحروف المعاني مثلاً
فهل نقول إن معانيَها مرتبطة بالمشاعر ولهذا اعتنوا بها؟
طيّب.. ما رأيك بالأصوات فوقَ التركيبية ودلالاتِها الشعورية (الاحتقار / الاستهزاء/ التعجب/ الأسى/ الإحباط..وغيرها)؟؟
لماذا لم يلتفت لها علم النحو إن كان يُعنى بالشعور؟
إنها ظواهر صوتية منطوقة/ والنحو يُعنى بالمنطوق..
واللغة دُرِسَت مسموعةً قبلَ أن تُكتَبْ .. فلماذا لم يعتنِ بها مادام يراعي المشاعر؟
ببساطة : إنه لم يلتفت لها لأنها (لا) تؤثر أبدًا في الحالات الإعرابية للمفردة داخل السياق, ولا تُطرِئُ أيَّ تغيير على الصياغات اللغوية.
مازلت أؤمن بأن النحاة لا يلتفتون لهذه الأمور إلا من حيث هي مؤثرات لغوية..
(لغوية بحتة):v1:


.
.
أستاذ مصطفى / أنا لم أفكر أبدًا في الإلزام برأيي أو ادعاء الصواب لنفسي
ولست ممن يُعرضون عن الحق لأحسمَ أمرًا يسوغ فيه النقاش والاختلاف
فلا تظنن بي غير ذلك بارك الله خُطاك ..
وأدام الود يا كريم:014:
.
.

عبير محمد الحمد
24-12-2007, 11:44 PM
سحر يا مشاكستنا الجميلة ..
أمازلتِ تهتفين منذ تلك الأيام الخالية؟ :hat:
...
حسنًا .. كفي عن الهتاف الآن .. وادعيني لفنجان قهوة على الأقل D:
.
.
سحّورا الأمورا ..
أحبك يشهد الله
.
.

سحر الليالي
25-12-2007, 12:04 AM
أجل ...أجل ...مازلت أهتق وسـأظل أهتف بإسمك أيتها المقاتلة:010: ....!!!

فــنجان قهوة فقط ..! بل سأحضر المقى كله هنا ...!!!D:

دمت بــ نقاء يا عبورة ..وقبلة على جبينك .:0014:

د. مصطفى عراقي
25-12-2007, 12:15 AM
تحيا ،تحيا عبير ...!! :)
أستاذي د.مصطفى الع ــراقي : أتابع بــ شغــف ...!!
وتحياتي لــ جيوشنا الفرزدق ، والزركشي ، وسبيويه ،المتنيي ...!!
==============
ابنتي الغالية سحر
وهل هناك من يستحق الهتاف والتشجيع وصيحات الإعجاب مثل عبير
التي أقدرها شاعرةً سامقة
وأعتز بها محاورة صادقةً
ذكية لا يُشق لها غُبار
قويةَ العارضة شديدة المعارضة كابن حزم ولكن بالحسنى والكلمة الطيبة
ولك خالص الشكر لكرمك الذي لم ينسَ الترحيب بجيشنا العرمرم من ضيوفنا الكبار الطيبين
وأسمى تحياتي لمتابعتك الكريمة الغالية
ولحضورك المونق
بارك الله فيك وأسعد أيامك وحقق أحلامك

د. مصطفى عراقي
26-12-2007, 12:21 AM
.
:noc:
حياكم الله يا سيدي.. ثم مالكم تكأكأتم عليَّ كـَ تكأكُئِكُم على ذي جِنة؟D:
أنا لم أحسم شيئًا ولم أقطع بصحة دعواي, بل قلت : اسمحوا لي بمخالفتكم والأمر وجهة نظر ليسَ غير!
وأما قصة عبد الله بن إسحاق مع الفرزدق فهي –والله- التي بخاطري إلا أني لم أجد حاجةً للتفصيل, لأن الشاهدَ كان في كلام الفرزدق الذي نقلتُه بالمعنى على وجهٍ لم يُبدِّل حقًا بباطل.
ومع ذلك ..
أعتذر لعدمِ تحرِّيَّ الدقةَ في النقل حرفيًا والإشارةِ للمصدر .. فالمعذرة.:001:
.
.
ثم يا أستاذي ألا ترى أننا لا نختلفُ كثيرًا في الموضوع إلا من حيثُ اعتباري الترحمَ والندبةَ والاستغاثةَ وخلافها في عرف النحاة (معانيَ) تتأثر بـها القواعد النحوية
(بالنظر لها كعوامل معنوية صِرفة) فيجعلون منها تخريجاتٍ لما خالف أقيستَهم / ثم إذا رأوها كثيرةً بحيث تشكّل (ظاهرة نحوية) قعَّدوا لها قاعدة وأخرجوها من دائرة الضرورة والشذوذ والقلة, على حين تسميها أنت (مشاعر) يتأثر بها الحكم النحوي ويراعيها ويرتبط بها.
فلا خلاف حول ارتباط النحو بالـ (معاني) وتغيُّرِ مناحيه تبعًا لها, نحن نختلف في التسمية فقط.
ومازلت متمسكةً برأيي .. D:
لأني أرى هذه التسميةَ غيرَ علميةٍ ولا دقيقة بحيثُ يقال فيها:
(النحو علم يرتبط بالمشاعر) بهذه الصياغة.
فإن سأل سائلٌ : كيف؟ ثم أجبناه بالذي رميتم إليه..
أفلا يحقُ له أن يعترض بالذي اعترضتُ به أنا؟
حتى في سؤالكم عن الندبة سترى أن النحاة - وإن ذكروا في كتبهم معناها اللغويَّ المرتبطَ بالحالة الشعورية (التفجُّع)- يتعاملون معها على أنها (صوت/ حرف/ ظاهرة لغوية / نوع من النداء)
ولأن النحوَ مرتبطٌ بالمعاني لا المشاعر (وأركّز على هذا) سموها ندبةً حينَ كان الحرفُ الذي تتم به مختلفًا عن حرف النداء الذي يراد به الاستدعاء, فالرجل
أبدًا لا ينادي آخرَ بـِ (وافلان) أو (يافلاناه) ليستدعيَهُ.
ولو كان سائغًا توحُّدُ الاستعمال في النداء والندبة معًا لسمَّوْهُ نداءً ولم يَعْنِ لهم -بحال من الأحوال- شعورُ التفجع أيَّ معنًى يستوقفهم أو يدعوهم للتبويب والتفصيل !
ثم إن المستقصي لكتب النحاة سيجدهم يُعنَون بتبيان المعاني الدقيقة لأشياء كثيرة لا علاقة لها بالشعور كحروف المعاني مثلاً
فهل نقول إن معانيَها مرتبطة بالمشاعر ولهذا اعتنوا بها؟
طيّب.. ما رأيك بالأصوات فوقَ التركيبية ودلالاتِها الشعورية (الاحتقار / الاستهزاء/ التعجب/ الأسى/ الإحباط..وغيرها)؟؟
لماذا لم يلتفت لها علم النحو إن كان يُعنى بالشعور؟
إنها ظواهر صوتية منطوقة/ والنحو يُعنى بالمنطوق..
واللغة دُرِسَت مسموعةً قبلَ أن تُكتَبْ .. فلماذا لم يعتنِ بها مادام يراعي المشاعر؟
ببساطة : إنه لم يلتفت لها لأنها (لا) تؤثر أبدًا في الحالات الإعرابية للمفردة داخل السياق, ولا تُطرِئُ أيَّ تغيير على الصياغات اللغوية.
مازلت أؤمن بأن النحاة لا يلتفتون لهذه الأمور إلا من حيث هي مؤثرات لغوية..
(لغوية بحتة):v1:
.
.
أستاذ مصطفى / أنا لم أفكر أبدًا في الإلزام برأيي أو ادعاء الصواب لنفسي
ولست ممن يُعرضون عن الحق لأحسمَ أمرًا يسوغ فيه النقاش والاختلاف
فلا تظنن بي غير ذلك بارك الله خُطاك ..
وأدام الود يا كريم:014:
.
.
وحياك الله وبياك أيتها الرائعة الغالية
وأهلا بالعبير
ومرحبا بالاختلاف المثمر
أما ما خشيت أن يكون مصادرة على المطلوب فقولك:
"فهو لا يعدو كونَه مستقصيًا للظواهر اللغوية بصدد تقنينها في قواعدَ يُسارُ عليها تحاشيًا للحن والخطأ .."
وأنت في هذا القول جليت مكمن الخلاف من خلال عبارة:"لا يعدو كونه"
فأنت ترين النحو ضربا واحدا ، هو التقنين والتقعيد من أجل تحقيق المعيارية.

وتحسبينني رأيته أيضا شيئا واحدا كله المشاعر الإنسانية. (غير العلمية)
وليس الأمر عندي كذلك بل أرى النحو بناءً مُركَّبا من ذاك، وذاكا، وغيرهما.
فأنا متفق معك أن للنحو جانبه التقعيدي التقنيني من أجل السلامة من الخطأ واللحن

ولكن نحاتنا أدركوا أن للنحو غاية أبعد عبر عنها " الفاكهي " :
" وغايته: الاستعانة على فهم معاني الكتاب والسنة ومسائل الفقه ومخاطبة العرب بعضهم لبعض " : شرح الحدود : 55 وانظري: الصبان : حاشيته علي شرح الأشموني 1 : 15
ولهذا احتاج إلى جوانب أُخَر

منها : الجانب الدلالي المعنوي
ومنها - فيما نحن بصدده - الجانب العاطفي.
وربما ظهرت له جوانب أخرى يكشفُ عنها التأمل والنظر بشرط البعد عن الاعتساف والمبالغة.
وليس في البحث عن هذه الجوانب ما يهدد الجانب التقعيدي الأصيل بل هي تجيء تجليةً له وإضاءةً وتفسيرا.

ومما يشهد لذلك قول الشيخ الأمير مناقشا من قال : " لا مدخل للطبع في الأحكام النحوية لا ردا ولا قبولا "
" أما قوله لا مدخل للطبع فيه إن أراد لا مدخل في اختراع حكم وأصل إثباته فهذا لم ندَّعه ، وإن أراد لا مدخل له في ترجيح الاحتمالات فلا يسلم " (1) .
ففرَّق بين إنشاء الحكم النحوي ، وإثباته من جهة ، والترجيح النحوي من جهة أخرى . " الشيخ الأمير حاشيته على مغني اللبيب 1 : 31
ويشير الإمام ابن القيم إلى طرفٍ من هذا الجانب العاطفي للنحو العربي قائلا: : "ومثل هذه المعاني يستدعي لطافة ذهن ورقة طبع ولا تتأتى مع غلظ القلوب والرضى بأوائل مسائل النحو والتصريف دون تأملها وتدبرها والنظر إلى حكمة الواضع ومطالعة ما في هذه اللغة الباهرة من الأسرار التي تدق على أكثر العقول وهذا باب ينبه الفاضل على ما وراءه . ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور (سورة النور: 4)
(ابن القيم : جلاء الأفهام 1: 149)
من أجل هذا أوصى " ابن جني " بالملاطفة في التعامل مع الصور المتغيرة عن الأصل حيث يقول :
" وذلك أن ترى العرب قد غيرت شيئا من كلامها من صورة إلى صورة فيجب حينئذ أن تتأتى لذلك وتلاطفه لا أن تخبطه وتتعسفه " (الخصائص) : 2 : 472
وقد جعل "جفاء طبع الناظر" سببا في الوقوع في الخطأ ( الخصائص 1 : 219)
وما أخذته عليك في حكاية الفرزدق مع عبد الله لم يكن لوما على عدم ذكر المصدر ولكنه للتعميم في قولك :
"وقد كان الفرزدقُ حين يخالف القاعدة النحوية يتعرض لتخطئة النحويين في زمانه "
فأردت أن أدفع عن النحويين في زمانه هذه التخطئة .
=====
وعندما سألت عن الندبة في كتب النحو كنت أشير إلى عناية النحاة بالجانب العاطفي البارز فيها:
ففي أسلوب الندبة تتجلى العلاقة بين النحو والشعور بالحزن .
يقول ابن الأنباري:
إن قال قائل ما الندبة قيل تفجع يلحق النادب عند فقد المندوب وأكثر ما يلحق ذلك النساء لضعفهن عن تحمل المصائب!
فإن قيل فما علامة الندبة ؟
قيل وا أو يا في أوله وألف وهاء في آخره
وإنما زيدت وا أو يا في أوله وألف في آخره ليمد بها الصوت ليكون المندوب بين صوتين مديدين وزيدت الهاء بعد الألف لأن الألف خفية والوقف عليها يزيدها خفاء فزيدت الهاء عليها في الوقف لتظهر الألف بزيادتها بعدها في الوقف .
فإن قيل فلم وجب ألا يندب إلا بأعرف أسمائه وأشهرها قيل ليكون ذلك عذرا للنادب عند السامعين لأنهم إذا عذروه شاركوه في التفجع فإذا شاركوه في التفجع هانت عليه المصيبة.( أسرار العربية : 1: 109)
فجمع بين الغرض من أسلوب الندبة ، وربطه بالنساء لضعفهن(!)
ثم عبر عن علاقة بين القيمة الصوتية والقيمة الوجدانية لتحقيق المشاركة الشعورية.
فما أجلها من صفحة نحوية دلت على قيم اجتماعية (ربما نختلف حولها) وقيم شعورية نبيلة لا أظنها تتغير بتغير الزمان والمكان.
ويضيف الجزولي : "المندوب منادى على وجه التفجع، فإذا قلت:
يا محمداه !
فكانك تناديه وتقول له: تعال فاني مشتـــاق إليك، " (شرح الكافية: 1: 345)
وهذا نص في عناية النحاة بالعاطفة في تصوير أسلوب الندبة تصويرا شعوريا مؤثرا
ولم يخافوا أن يتهمهم أحدٌ بأن لغتهم هنا غير علمية
وللحديث بقية إذا أعان المولى، ويسر.
ودمتِ في الحوار والجوار
حميدةً سعيدةً

د. علا حسان
11-01-2008, 10:10 PM
هل للنحو صلة بالمشاعر الإنسانية ؟


أستاذي الناقد الدكتور / مصطفى عراقي


سؤال جديد ، لم يطُرح من قبل بل نسمع به مطلقا
مما يؤكد تفرده وجدته ، وموضوع جدير بالبحث ،
وحوار يبعث على التأمل
ومحاورات لبقات وأخص منهن النحوية المتميزة عبير الحمد
فأظنها ستكون ذات شأن في النحو أو في التنظير بشكل عام


وإن كان هذا ميدانك أستاذي الذي لا يباريك فيه أحد
ونحن ننتظر بالفعل نظرية جديدة تزيح شيئا
من الجمود الذي يظنه البعض في علم النحو
لذا اسمح لي بـ


التثبيت


لهذا الموضوع الفريد


مع تقديري


علا حسان

ألفت الجوجو
09-12-2008, 03:20 PM
سؤال سابر من د. مصطفى عراقي
سؤال غريب حقاً، ولكنني قد طرحت مسبقاً في قضية العلاقة بين النحو والذكاءات المتعددة ولاسيما الذكاء الوجداني(ذكاء المشاعر)
هناك عرى وثيقة تربط بين النحو وذكاء المشاعر، ويظهر ذلك -على وجه الخصوص في موضوع"التعجب"، و"واو الندبة" ويا"الاستغاثة"، والنعت للصفات الحسنة للمواقف التي تجلب السعادة، والترحم كما تم ذكره مسبقاً، أضف إلى ذلك الشعور المفعم بالسعادة عند حل المشكلات النحوية.
د. ألفت الجوجو

د. مصطفى عراقي
22-03-2009, 12:02 AM
سؤال سابر من د. مصطفى عراقي
سؤال غريب حقاً، ولكنني قد طرحت مسبقاً في قضية العلاقة بين النحو والذكاءات المتعددة ولاسيما الذكاء الوجداني(ذكاء المشاعر)
هناك عرى وثيقة تربط بين النحو وذكاء المشاعر، ويظهر ذلك -على وجه الخصوص في موضوع"التعجب"، و"واو الندبة" ويا"الاستغاثة"، والنعت للصفات الحسنة للمواقف التي تجلب السعادة، والترحم كما تم ذكره مسبقاً، أضف إلى ذلك الشعور المفعم بالسعادة عند حل المشكلات النحوية.
د. ألفت الجوجو


الأستاذة الفاضلة الدكتورة ألفت

سعادتي غامرة بمشاركتك الراقية التي عمقت المسألة وأضافت إليها أبعادا طيبة ، ومحاور جديدة


بوركت ودمت في الحوار والجوار

ماجدة ماجد صبّاح
31-05-2009, 10:48 AM
قرأت الموضوع وأنا ابتسم صراحة...
لست ممن يهتم بالنحووو أبداااااااا أبداااا
ولكن، النقاش أعجبني جدا...
د. مصطفى دمت فذا
والأخت عبير...دمت رائعة
وأنا ...دمت متابعة!

ربيحة الرفاعي
14-09-2012, 02:20 AM
حوارية قيمة عظيمة النفع في قسم علوم اللغة
تعالوا نقراها بعناية
ونصل لما أراد الفقيد إيصاله بهذا الأسلوب السلس المشوق

للرفع إبرازا لإبداعات الفقيد

رحمكم الله فقيدنا العزيز د. مصطفى عراقي

طارق السكري
09-03-2013, 05:25 PM
ماذا هل مات الدكتور ؟؟!! لاحول ولاقوة إلا بالله إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم اغفر له وارحمه واجعل مانثره هنا من العلم الصالح النافع الذي يلحقه إلى مثواه . اللهم آمين .