مشاهدة النسخة كاملة : الشتاء في فلسطين ... بحث في حلقات ..
إياد عاطف حياتله
24-12-2007, 09:05 PM
الأخوات والإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد نشرت هذا الموضوع في العام الماضي في أحد المنتديات ، وأرغب بإعادة نشره هنا للفائدة
الشّتاء في فلسطين
من منّا لا يثير الشتاء لديه منابع الذكريات ، ويستدعي أنهار الوجع الكامن على تخوم القلب ، ويستحضر صور الذين رحلوا دون وداع ، وأطياف ضحكاتهم المرسومة على جدران الحلم ، وأصواتهم المجلجلة التي تستنهض الذكرى ، وترتجل الدموع في المآقي ، تبكي الأيام الخوالي ، وليالي الدّفا والعفا .
وهنا أيها الأخوة سأتناول موضوع الشتاء الفلسطيني من عدة محاور
** بناء البيت الفلسطيني
** وسائل تدفئة البيت الفلسطيني
** الطّابون
** الحياة الإجتماعية والعادات والمعتقدات الشعبية في شهور الشتاء
** الشتاء والفلاح الفلسطيني
** المربعانية والخمسينية
** الأمثال الشعبية المرتبطة بشهور الشتاء
** أهم الأحداث المؤثرة في القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني التي وقعت في شهور الشتاء
وغير ذلك من الأمور والأحاديث والذكريات الشتوية الحميمة
وأحبّ أن أنوّه أنني إعتمدت في هذا البحث على بعض الكتب والعديد من مواقع الأنترنت ، وكذلك المكالمات الهاتفية مع المرحوم والدي والإستفسارات الشخصية حيثما سنحت الفرصة
والباب مفتوح لمشاركة الجميع
فأهلا وسهلا ومرحبا
ولكن بشرط ألا يستبق أحد المحاور قبل طرحها ، وسوف أقوم بإنزال محور في كل ليلة ، أو حسب توفر الوقت ، وبإمكان الأخوة أن يكتبوا في محاور أخرى تتعلق بفصل الشتاء أيضا
فلا تحرمونا من مشاركاتكم وتعليقاتكم
وسأبدأ معكم من الغد
فاْنتظروني
والله الموفق
إياد عاطف حياتله
24-12-2007, 09:06 PM
الأخوة المشرفون
لم أعرف أين أضع هذا البحث
فهل هو في مكانه الصحيح ؟
وإن لم يكن
فأرجو نقله إلى حيث يجب أن يكون
إياد عاطف حياتله
24-12-2007, 09:09 PM
حبابَك يا قلب بالأمس كانونْ
يا نار فراقهم تشعل بالحشا كانونْ
يمُر تشرين ما رجعوا ، وكانونْ
***
أدعيلهم بالخير عسى دعواتي طالتهمْ
يا ترى يعودوا الصّبح وافرح بطلّتهمْ
يحيونْ بيّي الرّوح مِن شوف طلّتهمْ
***
بلكي وساوس بالصدر يهدونْ ويكنّونْ
إياد عاطف حياتله
30-12-2007, 07:20 PM
الحياة الفلسطينية في فصل الشتاء
بالرغم من صغر مساحة بلادنا الحبيبة فلسطين ، إلا أنها تشهد تنوعا جغرافيا وتضاريسيا ومناخيا قلّ أن يوجد في بلاد أخرى ، فمن جبال حرمون والجرمق والكرمل وجبال نابلس إلى السهول الساحلية ومرج إبن عامر ، إلى المدن الداخلية والأغوار إلى صحراء النقب ، تتباين الطبيعة الجغرافية للمناطق بشكل يفرض تنوعا وإختلافا في المناخ وأحوال الطقس ، ولكن بشكل عام يعتبر فصل الشتاء في فلسطين فصلا باردا يشهد هطولات مطرية تتفاوت بين عام وآخر ، بالإضافة إلى تساقط الثلوج في أغلب الأعوام على معظم مناطق فلسطين وخصوصا الجبلية والعالية منها ، وهذا ما يجعل الناس تترقب قدوم الشتاء وتعد العدّة لإستقباله وإتقّاء برودته ، ناهيك عن الفلاحين والمزارعين الذين يشكّل الشتاء ونزول الأمطار فاصلا حيويا مهمّا في دورة حياتهم السنوية .
البيت الفلسطيني
( في كانون الأصمّ أقعد ببيتك وإنطمّ )
من هذا المثل الشعبي الذي ينصح الناس أن تلزم بيوتها في الكوانين الباردة سنبدأ بإلقاء نظرة على البيت الذي من المفروض أن يقي سكانّه شرّ البرودة الشتوية القارسة والأمطار الغزيرة الهاطلة والريّاح المحمّلة بصقيع الشمال وجفاف الشرق ورطوبة الغرب .
تختلف أساليب البناء ونماذجه بين المدن والقرى ، ناهيك عن المخيمات التي أنشئت بعد النكبة ، فأسلوب الحياة يفرض نظاما معينا لهندسة البيت ، وبينما كانت البيوت في المدن الداخلية تبنى على الأغلب من الأحجار التي كانت تجلب من المقالع القريبة ، وتتصف بمساحاتها الكبيرة وسقوفها العالية المصنوعة من الأعمدة الخشبية المتعامدة بالطول والعرض وفوقها طبقة من الإسمنت ، وقد عرفت البيوت ذوات الطوابق أيضا ، أما في المدن الساحلية فقد كانت البيوت تبنى من أحجار قوالب إسمنتية تسمى ( الطابوق أو البلوك ) .
أما بيوت القرى والمدن الصغيرة والتي هي أقرب إلى حياة الريف منها إلى حياة الحضر، فغالبا ما كانت تبنى من كتل طينية تصنع في قوالب خاصة ، وحتى يزداد تماسك هذه الكتل فقد كان يضاف إلى الخلطة الطينية كميات مناسبة من سيقان الحبوب ( كالقمح والشعير ) المدقوقة والتي تسمى ( قصل ) وكانت هذه القوالب تسمى ( قوالب التبن أو اللِبِن ) ، وعادة ما تكون سقوف هذه البيوت مصنوعة من أغصان الأشجار التي يوضع فوقها طبقة من الطين الممزوج بالقصب مما كان يستدعي صيانتها كل عام ، وخاصة عقب أول تساقط للأمطار في تشريين الأول والتي كان يطلق عليها ( مطر الصليب ) ، وكانت هذه الصيانة تتم عن طريق دحل هذه الأسقف بمدحلة خاصة تؤدي إلى رص السقف وتمتينه بحيث لا تنفذ منه مياه الأمطار ، وكانت هذه العملية تُكرر بعد كل شتوة كبيرة .
أما الناس المقتدرون في القرى نفسها ، فقد كانوا يبنون بيوتهم من الأحجار ، وتكون سقوفها عبارة عن عقود وقناطر حجرية تسمى في بعض المناطق ( القيصريات ) لأن نمط بنائها يعود في قدمه إلى أيام الرومان .
وكانت الدار غالباً ما تتخذ الشكل المستطيل ، وتبنى الغرف على أحد أضلاعه أو على بعض أو كل أضلاعه ، وتتوسط الدار ساحة مكشوفة تسمى صحن الدار أو أرض الدار تستخدم في عدة أغراض ، كأن تزرع ببعض الأزهار والشجيرات لتكون حديقة للدار والتي يجلس فيها أهل الدار ويستمتعون بشمس الشتاء الدافئة ، وبنسمات الربيع المنعشة ، ويقضون فيها كثيراً من ليالي الصيف حيث يسمرون وبخاصة في الليالي المقمرة .
وإلى جانب أرض الدار الأقرب إلى الباب الخارجي كانت تبنى غرفة للمواشي ، الأغنام أو الأبقار ، وتسمى ( الزريبة ) ، وغرفة أخرى صغيرة للدجاج تسمى ( الخمّ ) ، وأحيانا تكون الزريبة والخمّ خارج البيت ، في الحديقة الملحقة بالدار والتي كانت تسمّى ( الحاكورة ) .
وكثيراً ما كان يفصل بعض حجرات الدار صالة مفتوحة دونما حائط من الأمام ، وإنما تزينها عقود من الحجر، وكان يطلق على هذه الصالة ( ليوان ) وجمعها ( لواوين ) وربما كان أصلها من الإيوان ، ويستخدم الليوان في الولائم والمناسبات والأفراح .
وفي بعض الغرف كانت توجد في إحدى الحيطان ما يشبه الخزانة دون أبواب وإنما تستخدم ستارة من القماش لحجبها ، ويطلق عليها ( يوك ) وهي كلمة تركية على ما أعتقد . ويستخدم ( اليوك ) في حفظ اللُحف والمخدات ومرتبات ( فرشات ) النوم والملايات والأغطية ونحوه ، إذ كان معظم الناس ينامون على الأرض دون استخدام للأسرة .
و في بعض الغرف كان يوجد خزائن أخرى ولكن لها أبواب وهي أصغر من اليوك تسمى ( السندره ) و تكون غائرة داخل الجدار حيث أن جدار ( الغرفة ) أو ( العقد ) قد تصل سماكته من متر إلى متر ونصف . ( والسندره ) تسخدم لحفظ الأطعمة وما شابه
وفي بعض الأحيان يقوم بعض الناس ببناء غرفة فوق إحدى غرف الدار تسمى ( عليّة ) نظراً لعلوّها عن باقي الغرف وتستخدم في النوم في ليالي الصيف الحارّة ، أو تستعمل مثل صالة حيث ينفرد بها صاحب الدار بزوّاره من الرجال ، ويمكن الصّعود إلى هذه ( العليّة ) بواسطة درج بسيط يسمى ( سَلملك ) وهي أيضاً كلمة تركية ، ومن أجل الحماية ، وخشية من وقوع الناس ، وبخاصّة الأطفال كان يوضع عليه درابزين ، والذي كان يطلق عليه إسم ( حضير ) وهي على ما يبدو تحريف لكلمة حذر لأنه يحذر ويمنع الناس من السقوط ، وكان أثاث البيوت بسيطاً للغاية ، ويتألف من البسط الصوفية في فصل الشتاء ، والبسط القطنية أو بسط الشرايط في الصيف ، وتسمى ( قياسات ) ومفردها ( قياس ) وكذلك كانت تستخدم السجاجيد العجميّة وبخاصّة في بيوت الموسرين والوجاهات .
وفي بيوت الوجاهات هؤلاء غالبا ما كانت توجد غرفة للضيّوف أو السّهيرة تسمى مضافة ، تفرش أرضيّتها بالبسط أو السجّاد ، وتتوضّع على جوانبها فرشات رقيقة من القطن تسمّى ( طراريح , مفردها طرّاحة ) وتُغطّى هذه الطراريح بجواعد الصوف في فصل الشتاء ، وعليها مساند محشوّة بالقش اليابس يُتكأ عليها تسمّى ( مساند أو يساتك ) ، ويتوسط المضافة عادة كانون النار وعليه دلال القهوة المرّة والمعاميل ، وغالبا ما تُزيّن جدران المضافة بقطع من السجّاد المطرّز بالزخارف الجميلة وصور الغزلان ، أو الآيات القرآنية وكان القادمون يخلعون أحذيتهم عند عتبة المضافة ثم يجلسون على الطراريح من بعد إلقاء السلام ، وهات يا قرّ وهات يا حكي .
وفي فصل الصيف وحينما يشتد الحر، كان كثير من الناس يبنون في ساحة الدار عريشاً من الخشب ، ويغطى سقفه بسعف النخيل أو بأوراق العنب المزروع من حوله ، ويقضون في العريش أو كما تسمى ( العريشة ) أوقاتاً يكون فيها المكوث في الغرف صعباً من شدة الحر ، وفي وسط الدار كان يُبنى خزان اسمنتي صغير يسمى ( بُتيِّة أو حاووز ) لخزن المياه التي يستخدمها أهل الدا ر، أما الزير أو الجرّة فكان يوضع في مكان ظليل ، ويخصص للشرب فقط ، وفي بعض البيوت كانت تحفر آبار للحصول على المياه الجوفية ، وبعضها كان يستخدم لتجميع مياه الأمطار وتخزينها ويسمى ( بير جمع ) .
وكان يوجد في جوار أغلب البيوت الريفية الفلسطينية ( التنور ) أو ( الطابون ) وهو عبارة عن فرن مصنوع من الطين ، وتبدأ عملية صنع الخبز بجمع الوقود أو الحطب وتسمى ( قحاويش )ومنها يقال فلانة ( تُقحوش ) أي تجمع وقود الفرن ، وتشعل النار في الفرن حتى يسخن ويسمى هذا الجزء من العملية ( تحماية الفرن ) وقبل وضع عجين الخبز في الفرن تقوم المرأة بتنظيف أرضية هذا الفرن بقطعة من قماش أو خيش مبللة بالماء تسمى ( مصلحة ) .
أما عن بيوت المخيّمات ، وخاصة في بداية إنشائها ، فحدّث ولا حرج ، فقد بدأت بالخيام ، وتطورت إلى البيوت المسقوفة بالزينكو ، فإلى بيوت الإسمنت الأقرب إلى بيوت المدن في الكثير من مخيّماتنا .
روميه فهد
30-12-2007, 11:13 PM
نحمد الله أن الطبيعة تسكننا ونسكنها ، والشتاء خاصة فصل مميز يجبرنا على الالتفاف بالقرب من بعضنا البعض حول المدفأة أو البقاء في البيت مدة أطول وأطول .
أستاذ إياد ...
اكتب لنا أكثر عن شتاء فلسطين ونحن من المتابعين إن شاء الله .
دمتَ بود ..
صاحبة الحروف الأربعة
إياد عاطف حياتله
04-01-2008, 05:33 PM
حيّاك الله أختي الفاضلة صاحبة الحروف الأربعة
وسأتابع معكم بإذن الله
إياد عاطف حياتله
04-01-2008, 05:56 PM
أنقاض بيوت عربية من قرية الشجرة قضاء طبريا
تظـهر بوضـوح هيـئة البيوت المبنـية من الحـجر الجـيري ، مقسـمة من الـداخـل ، وأمامها ساحـة أو حـوش مشـترك لعـدة بـيوت
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/1-1.jpg
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/2.jpg
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/3.jpg
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/4.jpg
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/5.jpg
إياد عاطف حياتله
04-01-2008, 05:57 PM
المدخـل إلى حوش كبـير في قرية الجاعونة قضاء صفد ، يحتوي على أنقاض عدد كبيـر من البيوت.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/6.jpg
داخـل الحـوش في الصـورة السابـقة ، وتبـدو هنا بوضوح ضخـامة وعظمـة بيـوت الجاعـونة ، فهي من النوع الذي كان يدعى في فلسطين " بيـوت العِـلـيّة " أي غرف كبيرة للمعيشـة اليومية في الطابق الأول ، وغرف نـوم صـغيرة في الطابق الثاني
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/7.jpg
إياد عاطف حياتله
04-01-2008, 05:59 PM
واجهة أحد البيوت الكبيرة في قرية دير القاسي قضاء عكا
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/8.jpg
أحـد العَـقـديـن في الطـابـق السـفـلي من نفـس البـيت ، والشـبابـيك المسـدودة هي في الحائـط الشـرقي ، مـن الواضح أن هـذا البيـت هو لأحـد وجـهاء البـلد أو أغنـيائها.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/9.jpg
العَـقـد الآخـر في نـفـس البـيت ، والمصطـبة مغـطاة كلـياً بـبراز البـقر، فهـذا البيت كغـيره مـن البـيوت العربية يسـتعمـل حظـيرة للأبـقار من قبل اليهود .
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/10.jpg
سـقـف الغرفـة الرئيـسـية في الطابـق العـلوي من نفـس البـيت ، مزين برسـومات إسـلامية ، وعلى الجـدران آيات من القرآن وأحـاديث نـبويـة وزخـرفات أخـرى .
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/11.jpg
إياد عاطف حياتله
04-01-2008, 06:00 PM
بقايا بيت عربي من قرية الزيب قضاء عكا
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/12-1.jpg
بيت من صفورية قضاء الناصرة
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/13.jpg
بيت آخر من صفورية
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/14.jpg
غرفة من البيت في الصورة السابقة
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/15.jpg
الطـوالـة "جـرن لتقديم العـلف للبهائم" في طرف أحد البيوت الباقية .
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/16.jpg
إياد عاطف حياتله
04-01-2008, 06:09 PM
للتنويه فقط أيها الأحبة
كل الصور مأخوذة من الموقـع الشـخـصي
للدكـتـور مصـلح كـناعـنة
ابن عرابة البـَطـّـوف في الجـليل
وأستاذ علم الإنسان وعلم الاجتماع
في جـامـعة بيرزيـت
في الضـفة الغـربية المحـتـلة
http://www.jalili48.com/pub/AR_Intro.ASP
إياد عاطف حياتله
15-01-2008, 12:42 PM
الطابون
هذا هو طابون الحاجة أم أحمد في عرابة ، وللحاجة أم أحمد الفضل في إحياء هذا الجزء الهام من تراثنا العربي الفلسطيني الذي كاد أن ينقرض كلياً من قرانا في الجليل ، ويعجز الكلام عن وصف ما تكبدته أم أحمد من مشقة لبناء وتشغيل هذا الطابون في زمن لا يعرف أغلب الناس ما هو الطابون .
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1101-B.jpg
تطلق كلمة "الطابون" على الغرفة التي تحتوي على الموقد ، وهي غرفة صغيرة بحجم "خم الجاج" ، سقفها منخفض ومدخلها صغير للمحافظة على الحرارة في الداخل ، وكذلك تطلق الكلمة على الموقد نفسه ، والذي يدعى أيضا "بيت الخبز" أو "بيت العيش".
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1102-B.jpg
الطابون مدفون في الأرض ، وهو مصنوع من الطين الأصفر المخلوط بالقش، قطره 80-100 سم وعمقه حوالي 40 سم ، والفتحة في الوسط بقطر 40-50 سم ، وغطاء الفتحة من الحديد ويدعى "صْـمامة الطابون".
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1103-B.jpg
قاع الطابون مغطى بحجارة بازلتية سوداء ، صغيرة ومستديرة ومنفصلة عن بعض ، وتدعى "الرضـف"، وإذا علقت هذه الحجارة برغيف الخبز أو علقت قطع صغيرة من الرغيف بها ، فإنها تدعى عندها "شـباب الطابون" ، والهدف من الرضف هو زيادة الحرارة والمحافظة عليها لوقت أطول بسبب توهجها البطيء .
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1104-B.jpg
يستعمل الطابون من الداخل للخبز والطبخ (الصواني والقِدرِة) والشي (الباذنجان) والتحميص (حبوب القهوة)، أما "ساس الطابون" وهو الجدار الخارجي المغطى بالرماد (السكن) فيستعمل لشي البطاطا والكستناء والبلوط، ولـ"تجمير" الفحم لاستعماله في كانون التدفئة ولصنع القهوة في البيت.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1105-B.jpg
إياد عاطف حياتله
15-01-2008, 12:45 PM
هـنا نرى كيف يسـتعمل الطابون لصنع "المسـخـَّن" أو "المحـَمـَّر"، وهو خبـز طابون مغطى بخليط من البصل والزيت والبهارات بالإضافة إلى الدجاج المحمـَّر.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1106-B.jpg
إخراج الخبز أو الصينية من الطابون يدعى "القلع". تشغيل الطابون يسمى "تدوير"، ويقال "دارت الطابون" أي شغلته للمرة الأولى، وهذا يحدث عادة في أول موسم الشتاء.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1107-B.jpg
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1109-B.jpg
تزويد الطابون يوميا بمواد الوقود يسمى "تزبيل". ويـُزبـَّل الطابون مرتين في اليوم، عند الفجـر، وعند الغروب. والمواد المستعملة للتزبيل هي زبل الماشية أو الجفت (بقايا الزيتون بعد عصر الزيت منه) أو خليط من الاثنين، وعند الحاجة إلى استعمال الطابون مبكراَ يتم خلط الزبل أو الجفت بالقصل (عيدان القمح الجافة) الذي يشتعل بسرعة.
يمر الطابون بست مراحل يومياً: 1-"دوبه مزبـَّل"، بعد التزبيل مباشرة ويكون بارد. 2-"معسعس"، بداية احتراق الزبل. 3-"معسقد"، قمة احتراق الزبل وخروج دخان كثيف من الطابون. 4-"متساقط"، يخف الدخان وتكون حرارة الطابون مرتفعة. 5-"متهدي"، حرارة الطابون في الأوج، وهي المرحلة المثلى لاستعمال الطابون. 6-"هامـد"، ينتهي احتراق الزبل وتنخفض الحرارة.
يتم تزبيل الطابون بإبعاد السكن (الرماد) عن ساس الطابون والصـمامة بواسطة لوح عريض من الخشب بطول حوالي نصف متر، ويدعى "المقـحار"، ثم يغطى الطابون كليا بالزبل، من قاع الساس إلى أعلى الصمامة.
عملية إبعاد السكن عن ساس الطابون تسمى "تكشيف"، فالمرأة تقول: "كشفي عن الطابون" أي أزيحي السكن عنه.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1110-B.jpg
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1113-B.jpg
كميات الزبل والجفت والعيدان المستعملة لتزبيل الطابون يتم الاحتفاظ بها في "خـُشّـة" تدعى "المزبل"، وهي غرفة صغيرة بجانب الطابون.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-1112-B.jpg
بعد تغطية الطابون كلياً بالزبل أو الجفت، يعاد السكن في مكانه ليغطي الزبل أو الجفت تماما، ويبدأ احتراق الزبل بفعل الحرارة المتبقية من التزبيلة الماضية.
كان الطابون قديماً مكان تجمع للنساء يقابل المضافة أو الديوان للرجال، وكان أيضا مكانا تستطيع المرأة أن تختلي فيه إلى نفسها لترتاح من بقية أهل البيت ولو للحظات.
فقرة الطابون مع جميع الصور منقولة من موقع
http://www.jalili48.com/pub/AR_ShowG...uName=الطابـون
إياد عاطف حياتله
15-01-2008, 12:47 PM
الجفت
ما يتـبـقى من ثـمار الزيـتون بعـد عصـر الزيـت منها هو "الجِـفـت". والجـفـت يتـكون من مسـحـوق لحـمـة ثمار الزيتون وقشـرتـها ونواتها الصـلبة. ونـواة الزيـتون الصـلبة تدعى "العَـجَـمِه".
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-847-B.jpg
كان الجـفت (حـثالـة الزيـتون) هو مصـدر الطاقة الرئيسـي للبـيوت الفلسطـينية في الجلـيل، فهو مادة سـريـعة الإشـتـعال ويـدوم اشـتـعالها لفـترة طويـلة، فكانت تسـتعمل للخـبز والطبـخ وتسخـين الماء والتدفـئة في الشتاء.
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-848-B.jpg
أهـم ما كان يُسـتعمل الجـفت لـه هو "تزبـيل الطابـون". وكانت الطوابين منتشـرة جدا في قرى الجليـل (خصـوصا في منطـقة البـطوف) حتى نهاية السـتيـنات، أما اللآن فهي نادرة الوجـود. في هذه الأيام يُسـتعمل الجفـت في "الموقـدة" (للخبز والطبخ) و "الفرن" (للخـبز والتدفـئة) و "الداخـون" (للتدفـئة داخـل المنازل).
http://i159.photobucket.com/albums/t144/aiadal/P-849-B.jpg
سهير ابراهيم
15-01-2008, 01:03 PM
احببت موضوعك جدآ اخي الكريم
لك كل الاحترام والتقدير
وتحية لبلد اهلى واجدادي التي لم اعش فيها فلسطين الحبيبة
إياد عاطف حياتله
25-01-2008, 04:06 PM
الشّتاء والفلاّح الفلسطينيإذا كنا نعرف من التقاويم الميلادي والهجري ، فإن للفلاح الفلسطيني تقويمه الخاص ورزنامته التي إعتمدها بالخبرات المتوارثة جيلا بعد جيل ، وبالتجربة المتكررة التي أكدّت صحة ما توصّل إليه من دروس وعبر عرفها بنظرته الثاقبة وحدسه الذي لا يخيب .
وإذا كانت السنوات تبدأ مع كانون الثاني أو محرّم ، فإنّ السنة الفلاحية الفلسطينية تبدأ مع فصل الخريف وبالتحديد مع عيد الصليب ( 14 أيلول ) حيث يأخذ الجو بالميل نحو البرودة ، يقول المثل ( ما إلك صيفيات بعد الصليبيات ) ويترافق هذا مع رياح شرقية تسمى ( شراقى الصليب ) أو ( شراقى الخريف ) تهب على البلاد في أواخر أيلول مع هطول مبكر للأمطار يسميه الفلاحون الموسم البدري ( أيلول ذنبه مبلول ) وعادة ما تسمى المطرة الأولى ( شتوة المساطيح ) وعندما ينزل المطر ويترك أثرا واضحا على الأرض يقال ( الدنيا أوسمت ) .
وهناك يوم آخر مشهور في الرزنامة الفلاحية وهو ( عيد لد ) ويكون في السادس عشر من تشرين الثاني ويعتبر هذا اليوم فاصلا ومؤشرا على بدء الشتاء ( في عيد لد شد يا فلاح شد ما بقى للشتا تعد ) أي أن العد التنازلي للشتاء قد إنتهى .
ومن الأمثلة الشعبية على جودة الموسم أو ردائته ظهور بعض الطيور المهاجرة إلى فلسطين وشرق الأردن مع بدايةالشتاء
مثلاً
* ( سنة الحمام افرش ونام ) دلالة على عدم جودة الموسم
* ( سنة الزرزور احرث في البور ) دلالة على جودة الموسم
* (سنة القطا نام بلا غطا ) دلالة على إعتدال الجو وعدم قدوم الأمطار وبالتالي عدم جودة الموسم
وهناك إشارات أخرى يعتمد عليها الفلاح الفلسطيني في الرصد الجوى مثل ظهور نوع من الديدان الاسطوانية التي تسمى الواحدة منها ( ابو مغيط ) ويعتقد الفلاح انه عندما يرفع البقر رأسه ويشتم الهواء القادم من الغرب، فإن ذلك يعني إقتراب المطر، كما أن حصول العواصف في أول العام نذير بنزول المطر ويعتبر ظهور نجم سهيل في السماء مؤشرا على بداية موسم الأمطار وفي هذا يقول المثل ( إن طلع سهيل ، لا تأمن السيل ) وكذلك ( إن طلع سهيل ، آوي الخيل ) .
وكذلك فإن للرياح أثرا كبيرا في إستجلاب المطر من عدمه وهذا ما تعلّمه الفلاح الفلسطيني من مراقبة تقلبات الجو بعين بعيدة النظر ، وهنا يقول المثل ( ما مطر بلا ريح ) وهنا يربط الفلاح بين إتجاه الريح وأثر ذلك على المطر ( النّو لا ينتهي إلا بالمطر ) ويقال أيضا ( إن هبت غروبي يا سعدك بالرطوبة ) و بالتالي يكون الجو ماطراً وأيضا ( إن هبت شرقي يا ضيعة ابنيّى ) لأن الهواء قادم من الصحراء وخال من الرطوبة ، وعلى العكس من ذلك فإنّه يجفف الزرع ويهدد بسنة محل و مجاعة قاتلة .
ويقال أيضا ( في سنة الشراقي ، بتدوّر ما بتلاقي ) أي أن الخير يكون معدوما ، ويتخوف الفلاح أيضا من الريح الشمالي ( إن هبّت شمالي ، يا ضيعة عيالي ) لأن الهواء الشمالي بارد وغير ماطر وضار بالزرع والموسم .
إياد عاطف حياتله
25-02-2008, 02:58 AM
أربعينية الشتاء وخمسينيته
( المربعانية والخمسينية )
يبدأ موسم الأمطار في فلسطين عادة في منتصف شهر تشرين ثاني ( نوفمبر ) ويتواصل حتى نهاية شهر نيسان ( ابريل ) وقد تستمر الأمطار في الهطول بوتيرة قليلة ومتفرقة حتى في شهر أيار ( مايو )
أما من الناحية الفلكية فإن فصل الشتاء يبدأ إعتبارا من يوم الإنقلاب الشتوي 21/12 حيث يكون نهار هذا اليوم أقصر نهار في العام وليله أطول ليل كذالك ، ولا يتجاوز طول نهار هذا اليوم في فلسطين العشرة ساعات ويكون طول ليلها أربع عشرة ساعة ، إذ تشرق الشمس حوالي الساعة السادسة وأربعون دقيقة صباحا وتغيب حوالي الساعة الخامسة إلا ربعا مساء ، ويستمر فصل الشتاء
إلى يوم الاعتدال الربيعي 21/3 من كل عام ، وطول هذه المدّة تسعون يوماً ، وقد قسّمها الأسلاف والجدود إلى فترتين :
أربعينية الشتاء ( المربعانية ) ومدّتها أربعون يوما من21 /12 ولغاية 30/1
وخمسينية الشتاء ومدّتها خمسون يوما من 31/1 ولغاية 21/3 .
والمربعانيه فترة مهمة في التراث الشعبي والذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني وتتميز بالبرودة الشديدة والقاسية وتترافق مع سقوط الثلوج والبَرَد في بعض المناطق أحيانا ، وهنا يقول المثل ( بين كانون وكانون عند صاحبك لا تكون ) أي لا تذهب حتى الى بيت صديقك من شدة البرد ، و أمطار المربعانية هامة جدا للموسم الزراعي لأنها تهطل في فترة نمو المحاصيل الحقلية مثل القمح والشعير وغيرها حيث يكون الطقس فيها باردا جدا والتبخر معدوم إلى حد ما ، مما يمكّن الأمطار من التغلغل إلى أعماق التربة الزراعية وريّ الجذور وتشكيل مخزون جيد من الرطوبة ، ويستبشر الفلاحون خيرا مع بدء المربعانية من كل عام ويبدأون بتقليم
الأشجار وخصوصا الزيتون .
ولا يعرف على وجه التحديد كيف تسّنى تقسيم فصل الشتاء إلى هاتين الفترتين ومتى بدء العمل بهذا العرف لأول مرة .
أما عن الخمسينية فتستهلّ قدومها بهبات الرياح الباردة جدا .. ومع ذلك فلا تقاس برودتها ببرودة المربعانية و يكون جوها العام أكثر دفئا ومن الأمثال فيها : ( الدروة أحسن من فروة ) أي أن الأماكن المحمية تقي من البرد كما تفعل فروة الصوف وأكثر ، وتبدأ الخمسينية مع أول شباط ..حيث يقول المثل ( شباط مهما شبط ولبط ، ريحة االصيف فيه ) وذلك تفاؤلاً بإستعداد فصل الشتاء للرحيل
هذا وتقسم الخمسينية إلى أربعة أجزاء متساوية تسمى السعود طول كل منها ما بين 12 إلى 13 يوما .
وهذه السعود هي :
1- سعد ذبح أو سعد ذابح
الذي يمتد من أول شباط حتى منتصف اليوم الثالث عشر منه ويقال أنه سمي كذالك لشدة برده الذي يذبح ذبح ( سعد دابح برد دابح ) ( سعد الذابح ما بيخلي على الباب كلب نابح ) ويقال أيضا أن شخصا إسمه سعد خرج مسافراً على ناقته في يوم من أيام شباط ونصحه والده أن يلبس الملابس الثقيلة ويتزود بالحطب إتقاء لبرد الطريق ، فلم يسمتع لنصيحة أبيه معتقدا أن الطقس دافئ ولن يتغير كثيرا أثناء رحلته ، ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق حتى هبت ريح باردة واكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وأبرقت
وأرعدت وهطل المطر والثلج بغزارة مما اضطره لذبح ناقته وتجويف بطنها وتكوّر فيه اتقاء للبرد والمطر، فسميت تلك الفترة بسعد الذابح ، ( هذا والله وسعد أعلم ) .
2 - سعد بلع
ويبدأ عادة في النصف الثاني من يوم 13 شباط وينتهي في 25 شباط وتتميز هذه الفترة بالأمطار الغزيرة وطولها 12.5 يوما أيضا ، ويقال أنه مهما أمطرت الدنيا خلالها فإن الأرض تبتلع المطر بسرعة ولا تتشكل السيول خلال هذه الفترة، ويقول المثل فيه ( بسعد بلع السما بتمطّر و الأرض بتبلع ) .
3 - سعد السعود
ويبدأ من 26 شباط وينتهي ظهر يوم 10 آذار ، أي 12.5 يوما أيضا (بسعد السعود بتدور الماوّية بالعود ) ، والماوّية هي الروح والحياة ، أي أن النسغ يسير في جذوع الأشجار وأغصانها ، كما تسري الدماء في شرايين البشر إيذانا بعودة الحياة وإستبشارا
بقدوم الربيع ، وأيضا يقول المثل هنا ( بسعد السعود بتدب الميّة بالعود و بيدفا كل مبرود ) .
ويذكر أن هناك سبعة أيام في سعد السعود بين نهاية شباط وبداية آذار تسمى ( المستقرضات ) أو ( مستقرضات الروم ) وهي ثلاثة أيام في آخر شباط وأربعة في أول آذار أو بالعكس إذا كانت السنة كبيسة ، وتشهد هذه الأيام مطرا غزيرا وبردا شديدا وريحا هوجاء ، وهناك رواية تقول أنّ شهر آذار كان توّاقا للقدوم بالدفء بعد أن ملّت الناس من برودة وتقلبات شباط ، فخاطب شهر شباط قائلا ( شباط يا إبن عمي ، ثلاثة منّك ، وأربعة منّي ، بنخلّي دولاب العجوز يغنّي ) ، المقصود دولاب المغزل ، وهكذا كان ، فبدأ الطقس بالتحول إلى الدفء وقامت العجوز بالخروج من البيت وجلست في الحاكورة ، تحت الشمسات ، وبدأت بغزل الصوف مستمتعة بأشعة الشمس الدافئة والجو المعتدل ، وقالت شامتة ( راح شباط وحشينا بقفاه المخباط ) فسمعها شباط ، فغضب لهذه الإهانة أيّما غضب واستنجد بإبن عمه آذار قائلا ( آذار يا إبن عمي ، أربعة منّك وثلاثة منّي ، بنخلّي العجوز تحرق دولابها والمغزلة ) وفي رواية أخرى ( آذار يا إبن عمي ، أربعة منّك وثلاثة منّي ، بنخلّي الصبيّة تحرق قبقابها ، والعجوز تشعل دولابها ،
وتنضّب ورا بابها ) فاستجاب له آذار ، وكانت أيام سبعة شديدة المطر والبرد ، مما اضطر العجوز أن تحرق كل مالديها من حطب لتتدفأ عليه ، حتى أنها اضطرت لحرق مغزلها وإشعاله طلبا للدفء . !!!!
وفي هذا يقول المثل ( ما إلك طرش يقوم ، و لا مركب يعوم ، إلا بعد مستقرضات الروم ) وأيضا ( مثل شباط بيعير وبيستعير وبيضّل ناقص ) ، وفي المعتقدات الشعبية أن مواليد المستقرضات يكونون عليلي الصحة ولا يعمّرون طويلا .
4- سعد الخبايا
ويبدأ من ظهر يوم 10 آذار وينتهي في 22 آذار ، أي 12.5 يوما أيضا وبذلك تنتهي خمسينية الشتاء ، ويبدأ فصل الربيع ، ويقال ( في سعد الخبايا بتطلع الحيايا وبتتفتّل الصّبايا ) ، وهذا دليل على ميلان الجو نحو الإعتدال وقدوم فصل الربيع .
إياد عاطف حياتله
03-02-2009, 05:50 PM
احببت موضوعك جدآ اخي الكريم
لك كل الاحترام والتقدير
وتحية لبلد اهلى واجدادي التي لم اعش فيها فلسطين الحبيبة
تحياتي لك أيتها الأخت الفاضلة سهير
وسأتابع بقية الموضوع معكم بإذن الله
إياد عاطف حياتله
03-02-2009, 05:55 PM
الأمثال الشعبية الفلسطينية المتعلقة بأشهر الشتاء
المثل الشعبي في معظم الحالات يكون تعبيراً عن نتاج تجربة شعبية طويلة تخلص إلى عبرة وحكمة ، وهو أشبه بالراوية الشعبية التي تقصّ قصّة موجزة تساهم في تشكيل الذاكرة الجمعية لشعب ما ، ومجموعة الأمثال الشعبيّة ، على تناقض بعضها مع بعض أحيانا ، فإنها تكوّن ملامح فكر شعبي ذي سمات ومعايير خاصّة ، فهي جزء مهم من ملامح الشعب وقسماته وأسلوب عيشه ومعتقده ومعاييره الأخلاقية .
والمثل جملة مفيدة موجزة متوارثة شفاهةً من جيلٍ إلى جيل ، وهو جملةٌ محكَمة البناء بليغة العبارة ، شائعة الاستعمال عند مختلف الطبقات ، وبما أنّه يلخّص قصة عناءٍ سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة فقد حاز على الثقة التامة للناس المتعاملين به .
والمثل الشعبي الفلسطيني يُعبّر أصدق تعبير عن حياة الفلسطيني فوق أرضه الممتدة من البحر إلى النهر ومن الصحراء إلى الجليل ، وسط بيئات مختلفة حسب التوضع الجغرافي ، فهناك البيئات البحرية ، الداخلية ، الجبلية ، والصحراوية ، لذلك فإن التعدد والتنوع نتاج جغرافيا المكان والتطور التاريخي ، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى تباين بالمفاهيم من منطقة إلى أخرى ، ولا يلغي هذا الاختلاف البسيط وحدة المفاهيم التي قام عليها المثل الشعبي لأنه المرآة التي ترى ما بداخلها وتكشف ما حولها وكل ما يمت إليها بصلة .
وقد يستعمل المثل بين الناس ، ولا يعرف كل من يستعمله تفاصيل الحكاية أو الحادثة التي وراءه ، وإنما يتعاملون مع الإيحاء العام لعبارته ، مثل : ( صيف وشتا على سطح واحد.. كيف بيصير؟ ) أو ( شو عرفّك شو في تحت ذيلها ؟ ) أو ( اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول كف عدس ) ، أو ( مثل قصة الحيّة ) .
ومن الأمثال ما هو عصارة ملاحظة الطبيعة والمعرفة الجغرافية المناخية والزراعية ( آذار أبو الزلازل والأمطار ) ، ( ظل الحجر ولا ظل الشجر ) ، ( إن غيّمت باكر احمل عصاتك وسافر وإن غيّمت عشية شوف لك مغارة دفيّة ) .
وهنا مربط الفرس بالنسبة لموضوعنا ، بما أننا سنتناول الأمثال المتعلقة بالطقس وأحوال الجو في أشهر الشتاء وعلاقة ذلك بالزراعة والمواسم الشتوية ، وقد لاحظت هنا أنّ الكثير من الأمثال تتخذ من أعياد الطوائف المسيحية في فلسطين والوطن العربي نقاط إرتكاز وفواصل تأريخية بن موسم وآخر .
والأعياد التي ستمر معنا في هذا البحث هي :
*** عيد الصليب ويكون في 14 أيلول للطوائف الغربية وفي 27 أيلول للطوائف الشرقية
*** عيد لد أو ما يقال له عيد الخضر ويكون يوم 16 تشرين الثاني وينسب للقديس مار جرجس أو الخضر المدفون في مدينة اللد
*** عيد البربارة _ وهي قديسة مسيحية _ ويكون في الرابع من شهر كانون الأول
*** عيد الميلاد ويكون في 25 كانون الأول للطوائف الغربية وفي 7 كانون الثاني للطوائف الشرقية
*** عيد الغطاس و يكون في السادس من كانون الثاني عند الطوائف الغربية وفي الثالث عشر منه عند الطوائف الشرقية وفيه يبدأ المسيحيون بإزالة شجرة وزينة الميلاد
ومع تركيزنا في هذا الموضوع على فصل الشتاء فلا ضير أن نستأنس ببعض الأمثال التي تقال في الخريف .
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir