المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم مرعي - أقصوصة - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
25-12-2007, 12:17 AM
أم مرعي
أقصوصة
نزار ب الزين*
*****



اسمها أم مرعي و لا أحد يعرفها بغير هذا الإسم ، و هي في أواخر الأربعينيات من عمرها ، تعمل خادمة غير مقيمة ، يطلقون عليها في بلاد الشام ( لفاية ) ، تحضر إلى المنزل مرة واحدة كل أسبوع ، فعندما تأتي تكون في أوج نشاطها و لكن عندما تنصرف تكون منهكة و هذا أمر طبيعي ، و لكن غير الطبيعي حدث مؤخرا ، فقد بدأت أم مرعي تقوم بأعمالها المطلوبة بايقاع أبطأ ، و أصبحت تتصرف بشيء من العصبية و لا تتقبل أي توجيه في عملها ، كثيرة التذمر و الشكوى و التأوه ، مما لفت أنظار سيدة الدار ، فسألتها ذات يوم : " لقد تغيرت يا أم مرعي ، و كأني بك تأتين لخدمتي مرغمة ، ما الحكاية يا أم مرعي ؟ "


توقفت عن إتمام ما بيدها ، سرحت بعيدا بعيدا ، زفرت زفرة طويلة طويلة ، ثم أجابتها و الدمع يترقرق في عينيها : " خليها على ربك يا ست أم أنور ، آلام في خاصرتي لا يقوى على احتمالها جمل ، قال لي الطبيب أن كليتي اليمنى مليئة بحصوات مسننة و أنها أيضا ملتهبة و يجب استئصالها " فأجابتها السيدة : " يعني أنتِ مريضة و بحاجة إلى جراحة ، يعني أنك لا تعانين من وعكة عابرة أو عارض بسيط ، فما يجبرك على العمل و أنت في هذه الحالة ؟ " حدجتها أم مرعي بنظرة تحمل ألف معنى ، ثم استأنفت عملها ......
---------------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب

حسام القاضي
25-12-2007, 12:59 AM
سؤال بليغ من صاحبة الدار؟!!!
ورد غاية في البلاغة من "أم مرعي"
هذه هي القصة
المفارقة بين السؤال الغير منطقي
والرد المنطقي.

وفاء شوكت خضر
25-12-2007, 01:20 AM
أستاذي الفاضل / نزار الزين ..

القصص الإجتماعية غالبا ما تثير الشجون فينا ، نعيشها بواقعية أكثر من غيرها ونتفاعل معها..
تعايشت مع الموقف والحدث والنهاية أتت بشكل ربما نستطيع تأويله إلى حاجة أم مرعي للعمل ،
أو اعتيادها على هذا العمل الذي أرهقها وهي مازلت متمسكة به تأبى الخلود للراحة رعم العيا والإعياء ..

تقبل مروري ..
تحيتي .

جوتيار تمر
25-12-2007, 02:13 PM
الاستاذ الكبير نزار الزين......

أم مرعي صورة ليست استثنائية لالف ام مرعي اخرى ، تعيش بين جنبات هذا الوطن وذاك ، سرديتك هذه المرة جاءت وفق ايقاع سريع ، في الحدث ، بحيث لمتمهل المتلقي في الغرق في متاهات الخدم ومشاكلهم مع اسياد البيوت ، ولعل هذه المشاكل التي تعدت من كونها مشاكل مال وخدمة واتقان عمل ولا اتقان الى مشاكل اجتماعية ، جنسية ، والى غير ذلك ، في نصك هذا لم تدع المتلقي يصل الى ابعد من كونها مشاكل مالية ، وبهذا اقفلت النص بختمة ورؤية تنم عن ذكاء وقدرة على التحكم بالنص ، وما اثارني هو انك في قول ام مرعي للسيدة ومنادتها بأم انور قد فتحت بابا للتفكير بمشاكل قد تؤثث من خلال انور ، لكنك سرعان ماعدت واتممت القصة برد ام انور ومن ثم صمت ونظرة ام مرعي.

دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

نزار ب. الزين
28-12-2007, 05:11 PM
سؤال بليغ من صاحبة الدار؟!!!
ورد غاية في البلاغة من "أم مرعي"
هذه هي القصة
المفارقة بين السؤال الغير منطقي
والرد المنطقي.
===========================

شكرا لمرورك أخي الأستاذ حسام
نعم يا أخي فرب نظرة تغني عن كلمات
مع عميق المودة و التقدير
نزار

نزار ب. الزين
28-12-2007, 06:00 PM
أستاذي الفاضل / نزار الزين ..
القصص الإجتماعية غالبا ما تثير الشجون فينا ، نعيشها بواقعية أكثر من غيرها ونتفاعل معها..
تعايشت مع الموقف والحدث والنهاية أتت بشكل ربما نستطيع تأويله إلى حاجة أم مرعي للعمل ،
أو اعتيادها على هذا العمل الذي أرهقها وهي مازلت متمسكة به تأبى الخلود للراحة رعم العيا والإعياء ..
تقبل مروري ..
تحيتي .
===================

يا مرحبا أختي وفاء
الحاجة تدفع أمثال أم مرعي إلى الإستمرار رغم آلام المرض و تلميحات ربة البيت
شكرا لمرورك و دمت بكل خير
نزار

نزار ب. الزين
28-12-2007, 06:03 PM
تحليلاتك دائما عميقة و صائبة أخي الحبيب جوتيار ، و غوصك في النصوص ينم عن خبرة نقدية و ميل شديد للأدب و شغف به و بنقده
حياك الله على هذه الروح الوثابة و دمت رائعا
نزار

علاء الدين حسو
01-01-2008, 07:58 AM
استاذ نزار المحترم
تحية طيبة ، نص اخر جميل نضيفه الى مخزوننا نص فيه المرارة المضحكة ..نص يطرح الحياة على بساط الحقيقة المزعجة ..تحية لشيخ المنتديات مع الدعاء بطول العمر ودوام الاستفادة ..

نزار ب. الزين
12-01-2008, 07:46 PM
استاذ نزار المحترم
تحية طيبة ، نص اخر جميل نضيفه الى مخزوننا نص فيه المرارة المضحكة ..نص يطرح الحياة على بساط الحقيقة المزعجة ..تحية لشيخ المنتديات مع الدعاء بطول العمر ودوام الاستفادة ..
========================

الأخ الفاضل الأستاذ علاء
شكرا لزيارتك و متابعتك لنصوصي
و ألف شكر لثنائك الدافئ و دعائك الطيِّب
و لك عميق مودتي
نزار