تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غربة



فريد البيدق
27-12-2007, 09:28 AM
دخل , نظر محاولا التذكر. كانت الجدران نظيفة قبلا, كانت الترابيزة قائمة وسط الحجرة , كان الكرسي قبالتها قائما على أربع , كان الإنسان موجودا .. أعاد النظر, العناكب تحتل الجدران, التراب يعلو الوجود. الأرضية الملساء الناعمة ، الترابيزة المنفردة هناك هناك في أقصى الركن، الكرسي الملقى في إهمال جريحا.
هو كان يجلس وعليه جوع السنوات وتراب الفزع .. خطا إلى الداخل، قال: لعل الخطو يذكره أو يعيدني، كثر الخطو وما عاد.
- قال : رجعت!! نعم ، أنا هو .. ألا تتذكرني؟!
رفع الجالس رأسا فانتثر التراب مالئا المكان ، نظر ، لم ينبس.
- ألا تعرفني؟ لقد عدت ..
انكفأ في إهمال ، خرجت حروفه قيودا وحزنا :
-أعرفك ،أنت من رحل وتوغل بك الرحيل ،.. هناك وحدك وهنا وحدك ، فارجع ..
-إني عائد منتويا الـ..
تطاير الشرر من الرأس ذي الشعر الأشواك :
-صه! .. قلت : ارجع ، لا أريدك ..
انكفأ الرأس وعليه ظمأ السنوات العطاش، نظر الوجه ، دخله التراب ، شربه ، امتصه.. بدأت القدم الانسحاب على السطح الأملس الناعم .

جوتيار تمر
27-12-2007, 05:51 PM
البيدق الرائع......
وجدتني امام نص يحمل صفة الازدواجية في الصورة والفكرة ، بحيث وجدت في البداية صورة عائد لعمل ، من ثم وجدتني افكر في احتمالية اعمق ، عائد الى الوطن ، وبين هذا وذاك وجدتني التمس العذر للمتلقي حيث ان النص اغرقنا في ماهيات عميقة جدا ، فكأن العائد ، قد رحل في وقت كانت الحاجة في بقائه كبيرة ، لذا عندما عاد كانت الحاجة اليه قد اخذت شكل الرسميات والوجبات التي يجد المرء نفسه امامه مضطرا واجبا اجتماعيا انسانيا لااكثر ولااقل ، كذا اخذتني قصتك وتركتني اعيش الفكرة في نفسي.

دمت مبدعا
محبتي لك
جوتيار

فريد البيدق
28-12-2007, 12:18 PM
الكريم "جوتيمار"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
بات حرفك مرتقبا أيها الحبيب؛ فلا تحرمنا!

ربيحة الرفاعي
22-05-2014, 10:06 PM
قص بتفرع ملفت في محموله حمل بعمق إشارات باتجاهين واضحين
أجدت سردها بمهارة واقتدار

لا حرمك البهاء

تحاياي

نداء غريب صبري
16-07-2014, 02:23 AM
قصة بفكرة عميقة وأسلوب قصصي احترافي

أمتعتني قراءتها

شكرا لك أخي

بوركت

خلود محمد جمعة
19-07-2014, 02:27 PM
هي عودة من الماضي للماضي
عودة بعد فوات الآوان أدت الى عودة منكسرة
هكذا رأيتها وراقت لي
عميقة وقوية سردت بهدوء وجمال
دمت بخير
تقديري

ناديه محمد الجابي
20-09-2020, 07:13 PM
قصة تحكي ألم الرحيل والإغتراب على من نتركهم
عاد .. بعد أن تركه لجوع السنوات، وتراب الفزع، وظمأ السنوات العطاش
فما تجدي العودة بعد فوات الأوان.
قصة جميلة ، قوية الملامح، واقعية موجعة
حيكت بحرفية عالية ومهارة أديب لامع.
تحياتي وتقديري.
:009::003::009: