خليل حلاوجي
31-12-2007, 08:48 AM
كيمياء الأفكار
بقلم خليل حلاوجي
القول أننا ننطق لا يعني أننا نفكر فاللغة التي ننطقها هي غير اللغة التي نفكر بها . والفرق بين اللغتين أن الأولى غريزية لكل جنس من المخلوقات فللطير والنمل لسانها الناطق والنبي سليمان عليه السلام علمه الله تعالى منطق الطير وهو من قبل لا يعلمه غريزياً .
بل أكثر من هذا فلكل المخلوقات لغات خاصة بها والغرض الأساس من تلك اللغات هو تسهيل آليات الترابط فيما بين كل جنس من ناحية وتيسير التواصل مع خالقها من ناحية ثانية وهو بحسب المصطلح القرآني ( لغة التسبيح ) قال تعالى :
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44
لا علاقة للإنسان بهذه اللغة للمخلوقات إلا بمقدار التوافق معهم في ذلك التسبيح كون الإنسان هو المخدوم الوحيد في الكون وكل ما عداه هو يعد خادماً للإنسان.
والآن : بعد أن أدركنا لغة المخلوقات النطقية هذه نسأل السؤال الأهم :
هل تستطيع المخلوقات أن تفكر ؟
نقول : إن آلة البصر هي العين التي وظيفتها الإبصار
كما أن آلة الفكر هو العقل الذي وظيفته التفكير .
وحتى نكون أكثر دقة هنا علينا معرفة كنه ( العقل ) هذا بذات الطريقة المختبرية التي تعلمنا فيها كنه
(العين) عندما تم تشريحها ودراسة وظيفتها تبعاً لشكلها.
وهنا وعند هذه الجزئية سوف نستعين بمقررات آخر المؤتمرات العلمية التي ناقشت موضوعة ( الدماغ ) عندما أثبت أطباء الأعصاب قلب معادلة ديكارت فجعلوها : أنا موجود إذن أنا أفكر.
ماقبل ديكارت كان الطرح المعرفي يقول أن الإنسان هو ( جسد وروح ) تأثراً بالأديان في حين طرح ديكارت ثنائية ( الجسم والعقل ) وأسقط مبحث الروح لأنه وجدها غير ملموسة ومابعد ديكارت كان الطرح يتناول( العقل والدماغ) لنأتي أخيراً لدراسة مرحلتنا هذه والتي تتسم بدراسة ( معضلة الوعي )كدالة على التفكير الإنساني .
لقد دخل إلى مبحثنا من جديد ( دراسة ظاهرة الروح) وأثبت خطأ ديكارت عندما استبعد كل ما هو غير مرئي فاليوم نحن نعي ظاهرة الجاذبية وظاهرة الأمواج الكهرومغناطيسية وهما غير ملموستان ولكننا سيطرنا على سننهما .
إذن :
الدماغ يقوم بالحركة والعقل مسؤول عن إرادة الحركة.
ولغة التسبيح التي تكلمنا عنها هي ذاتها لغة اكتشاف السنن والسيطرة على ما يحيطنا بسنن الله نفسها .
وعليه :
فان توافقنا مع لغات المخلوقات هو توافق في ضبط القانون التسخيري .
فمثلاً قطعة الحديد التي تسقط من بين أيدينا لو رميناها لأعلى استطعنا بالمقابل تسخيرها والسيطرة معها على قانون الجاذبية وحولنا هذه الحديدة إلى طائرة ومركبة فضائية تخترق جو الفضاء إذ تتغلب على الجاذبية ، أليست هذه لغة نحاكي بها الكون ؟
أخيراً لابد من معرفة أمر هام ذكره ( محمد إقبال ) رحمه الله في كتابه ( تجديد التفكير الديني )صـ 44:
وهو أن الإسلام ومعجزته الخالدة ( القرآن ) هو إيذان بانتهاء عصر الخوارقية وهو بشارة ظهور العقل الاستدلالي وإغلاق باب الخارق والخلاب والأسطوري.
\
يتبع
بقلم خليل حلاوجي
القول أننا ننطق لا يعني أننا نفكر فاللغة التي ننطقها هي غير اللغة التي نفكر بها . والفرق بين اللغتين أن الأولى غريزية لكل جنس من المخلوقات فللطير والنمل لسانها الناطق والنبي سليمان عليه السلام علمه الله تعالى منطق الطير وهو من قبل لا يعلمه غريزياً .
بل أكثر من هذا فلكل المخلوقات لغات خاصة بها والغرض الأساس من تلك اللغات هو تسهيل آليات الترابط فيما بين كل جنس من ناحية وتيسير التواصل مع خالقها من ناحية ثانية وهو بحسب المصطلح القرآني ( لغة التسبيح ) قال تعالى :
{تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }الإسراء44
لا علاقة للإنسان بهذه اللغة للمخلوقات إلا بمقدار التوافق معهم في ذلك التسبيح كون الإنسان هو المخدوم الوحيد في الكون وكل ما عداه هو يعد خادماً للإنسان.
والآن : بعد أن أدركنا لغة المخلوقات النطقية هذه نسأل السؤال الأهم :
هل تستطيع المخلوقات أن تفكر ؟
نقول : إن آلة البصر هي العين التي وظيفتها الإبصار
كما أن آلة الفكر هو العقل الذي وظيفته التفكير .
وحتى نكون أكثر دقة هنا علينا معرفة كنه ( العقل ) هذا بذات الطريقة المختبرية التي تعلمنا فيها كنه
(العين) عندما تم تشريحها ودراسة وظيفتها تبعاً لشكلها.
وهنا وعند هذه الجزئية سوف نستعين بمقررات آخر المؤتمرات العلمية التي ناقشت موضوعة ( الدماغ ) عندما أثبت أطباء الأعصاب قلب معادلة ديكارت فجعلوها : أنا موجود إذن أنا أفكر.
ماقبل ديكارت كان الطرح المعرفي يقول أن الإنسان هو ( جسد وروح ) تأثراً بالأديان في حين طرح ديكارت ثنائية ( الجسم والعقل ) وأسقط مبحث الروح لأنه وجدها غير ملموسة ومابعد ديكارت كان الطرح يتناول( العقل والدماغ) لنأتي أخيراً لدراسة مرحلتنا هذه والتي تتسم بدراسة ( معضلة الوعي )كدالة على التفكير الإنساني .
لقد دخل إلى مبحثنا من جديد ( دراسة ظاهرة الروح) وأثبت خطأ ديكارت عندما استبعد كل ما هو غير مرئي فاليوم نحن نعي ظاهرة الجاذبية وظاهرة الأمواج الكهرومغناطيسية وهما غير ملموستان ولكننا سيطرنا على سننهما .
إذن :
الدماغ يقوم بالحركة والعقل مسؤول عن إرادة الحركة.
ولغة التسبيح التي تكلمنا عنها هي ذاتها لغة اكتشاف السنن والسيطرة على ما يحيطنا بسنن الله نفسها .
وعليه :
فان توافقنا مع لغات المخلوقات هو توافق في ضبط القانون التسخيري .
فمثلاً قطعة الحديد التي تسقط من بين أيدينا لو رميناها لأعلى استطعنا بالمقابل تسخيرها والسيطرة معها على قانون الجاذبية وحولنا هذه الحديدة إلى طائرة ومركبة فضائية تخترق جو الفضاء إذ تتغلب على الجاذبية ، أليست هذه لغة نحاكي بها الكون ؟
أخيراً لابد من معرفة أمر هام ذكره ( محمد إقبال ) رحمه الله في كتابه ( تجديد التفكير الديني )صـ 44:
وهو أن الإسلام ومعجزته الخالدة ( القرآن ) هو إيذان بانتهاء عصر الخوارقية وهو بشارة ظهور العقل الاستدلالي وإغلاق باب الخارق والخلاب والأسطوري.
\
يتبع