المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا قدس عودي



ياسر
31-12-2007, 09:24 AM
يا قدسُ عودي
مالي أطيل الصمت حين أرى سماءك بالغيوم تلبدت، فأراه دمعاً في الشروق، وفي الغروب دماً على شفقٍ يودّع آخر الأيام في أسرٍ يقيم ولا يروح

يا قدسُ عودي، رمّميني فالجروحُ الغائرات تهدُّ روحي، بالنوى وتمرُّ كالأخدودِ في صخرٍ تحدى عادياتِ الريحِ والأمطارِ والإعصارِ.. لكنْ هدَّه تنقيطُ ماءٍ في تجاويفِ الجروحْ..

يا قدسُ عودي، إن دمعي حينَ هلَّ سقى الصحارى بيننا، فغدتْ مروجَ الوردِ إذ تمتدُّ من عيْنِي وقلبي نحو سورَك باخضرارٍ شاهقٍ نحو الصروح

يا قدسُ عودي، إنّ ما بيني وبينَك من غرامٍ واشتياقٍ واعتناقٍ، لا تضاهيه القصائدُ في دفاترِ عاشقِيك.. قصائدي سَبَقَتْ هواهُم، غير أني لا أبوحْ

يا قدسُ عودي إن دهراً قد مضى وتفتّتتْ لفراقِنا أحلامُنا، بتفاعُلِ البارودِ والنيرانِ بالأشلاءِ والدَّمِ والتشتتِ واللجوءِ.. وما انتهى!! وتحكُّم السجّانُ والمحتلُّ بالأطلالِ والجيلِ الطموح

يا قدسُ عودي، كي أُلَمْلمَ ذكرياتي في شوارعِكِ المكوّرةِ الزوايا والشبابيكِ المطلّةِ صوبَ سورِ المسجدِ الأقصى العزيزِ. ففي الحواري الحالماتِ تلاشتِ الآهاتُ والأناتُ والخفقاتُ من قلبي، ورجّعتِ الصدى في صوتِ لاجئةٍ تنوحْ

يا قدسُ عودي، عادَ كل الناسِ إلاّنا، وعادَ لك السنونو الأربعون، ولا نزالُ نفتّشُ الدنيا ونبحث عن وسيلةِ عودةٍ، بالسيفِ والبارودِ بالأحجارِ بالجنسيةِ الأخرى وبالتصريحِ كي نشفي القروحْ

لكن أبواب السفارات اللئيمةِ والفصولِ الأربعين مع السنونو أُغلقت، وتحوّلت بوجوهِنا أسوارَ فصلٍ عنصريٍّ يبتغي أن يحجبَ الأحلامَ عن شمسِ الحقيقة كي تغيبَ القدسُ عن فجرٍ يلوحْ

لكنَّ فجرَكِ قادمٌ يا درّةَ الأكوانِ، قومي لملِمِينا يا حبيبةُ واسكبينا في قواريرِ العطورِ لكي نلامسَ ذاتَ يومٍ –يا حبيبةُ- نورَك المكنونَ في الوجهِ الصبوح

د. مصطفى عراقي
31-12-2007, 02:54 PM
يا قدسُ عودي
مالي أطيل الصمت حين أرى سماءك بالغيوم تلبدت، فأراه دمعاً في الشروق، وفي الغروب دماً على شفقٍ يودّع آخر الأيام في أسرٍ يقيم ولا يروح
يا قدسُ عودي، رمّميني فالجروحُ الغائرات تهدُّ روحي، بالنوى وتمرُّ كالأخدودِ في صخرٍ تحدى عادياتِ الريحِ والأمطارِ والإعصارِ.. لكنْ هدَّه تنقيطُ ماءٍ في تجاويفِ الجروحْ..
يا قدسُ عودي، إن دمعي حينَ هلَّ سقى الصحارى بيننا، فغدتْ مروجَ الوردِ إذ تمتدُّ من عيْنِي وقلبي نحو سورَك باخضرارٍ شاهقٍ نحو الصروح
يا قدسُ عودي، إنّ ما بيني وبينَك من غرامٍ واشتياقٍ واعتناقٍ، لا تضاهيه القصائدُ في دفاترِ عاشقِيك.. قصائدي سَبَقَتْ هواهُم، غير أني لا أبوحْ
يا قدسُ عودي إن دهراً قد مضى وتفتّتتْ لفراقِنا أحلامُنا، بتفاعُلِ البارودِ والنيرانِ بالأشلاءِ والدَّمِ والتشتتِ واللجوءِ.. وما انتهى!! وتحكُّم السجّانُ والمحتلُّ بالأطلالِ والجيلِ الطموح
يا قدسُ عودي، كي أُلَمْلمَ ذكرياتي في شوارعِكِ المكوّرةِ الزوايا والشبابيكِ المطلّةِ صوبَ سورِ المسجدِ الأقصى العزيزِ. ففي الحواري الحالماتِ تلاشتِ الآهاتُ والأناتُ والخفقاتُ من قلبي، ورجّعتِ الصدى في صوتِ لاجئةٍ تنوحْ
يا قدسُ عودي، عادَ كل الناسِ إلاّنا، وعادَ لك السنونو الأربعون، ولا نزالُ نفتّشُ الدنيا ونبحث عن وسيلةِ عودةٍ، بالسيفِ والبارودِ بالأحجارِ بالجنسيةِ الأخرى وبالتصريحِ كي نشفي القروحْ
لكن أبواب السفارات اللئيمةِ والفصولِ الأربعين مع السنونو أُغلقت، وتحوّلت بوجوهِنا أسوارَ فصلٍ عنصريٍّ يبتغي أن يحجبَ الأحلامَ عن شمسِ الحقيقة كي تغيبَ القدسُ عن فجرٍ يلوحْ
لكنَّ فجرَكِ قادمٌ يا درّةَ الأكوانِ، قومي لملِمِينا يا حبيبةُ واسكبينا في قواريرِ العطورِ لكي نلامسَ ذاتَ يومٍ –يا حبيبةُ- نورَك المكنونَ في الوجهِ الصبوح
شاعرنا المتألق المتدفق الأستاذ ياسر
ما أجلها من مناجاة فجرت ينابيع الشجون فكأن كل نداء ضربة معول في صخور حكاياتنا الأليمة لتنبجسَ منها عيون الذكرى وأمل الفجر القادم
وكأن كل نداء يجلي ملمحا من ملامح درة الأكوان من خلال الصمت والدموع ابتداءً ، وعبر الريح والأمطار تارةً، وعبر البوح و النوْح ، والوجد ، والذكريات المحملة بالآهات ، وصولا إلى لحظة الكشف ومطالعة الوجه الصبوح.
فلك أسمى آيات الشكر والتقدير على هذه الرحلة الوجدانية العلوية في آفاق القدس السليبة الحبيبة التي أراها قد استمعت إلى نداءاتك الطيبة .
فمتى نستجيب لنداءاتها الموجعة ؟!

شاعرنا المبدع
أرجو النظر في هذه الملحوظات الطباعية اليسيرة:
نحو سورَك = نحو سورِِك

والشبابيكِ المطلّةِ = الشبابيكُ المطلةُ (إذا كانت معطوفة على الزوايا ،وهو الأجمل)

ولا نزالُ نفتّشُ الدنيا = ما نزالُ.

ودمت بكل الخير والسعادة والنور.



مصطفى

درهم جباري
01-01-2008, 08:20 AM
يا قدسُ عودي
لكنَّ فجرَكِ قادمٌ يا درّةَ الأكوانِ، قومي لملِمِينا يا حبيبةُ واسكبينا في قواريرِ العطورِ لكي نلامسَ ذاتَ يومٍ –يا حبيبةُ- نورَك المكنونَ في الوجهِ الصبوح
اللهم عجل ببزوغ هذا الفجر الذي نرتقبة بكل حين
ونأمل ألا يطول ترقبنا له وأن تعود لنا القدس قبل أن نودع الدنيا دون أن نراها طليقة
الحبيب والشاعر القدير / ياسر ..
طرنا معك بجناحيك فحلّقت بنا في سماوات القدس وحّلق معنا أمل عودتها الذي بات قريبا بإذن الله
جزاك الله خيرا ولم شملك بالحبيبة القدس
ولك مني خالص الود .

ياسر
02-01-2008, 11:40 AM
شاعرنا المتألق المتدفق الأستاذ ياسر
ما أجلها من مناجاة فجرت ينابيع الشجون فكأن كل نداء ضربة معول في صخور حكاياتنا الأليمة لتنبجسَ منها عيون الذكرى وأمل الفجر القادم
وكأن كل نداء يجلي ملمحا من ملامح درة الأكوان من خلال الصمت والدموع ابتداءً ، وعبر الريح والأمطار تارةً، وعبر البوح و النوْح ، والوجد ، والذكريات المحملة بالآهات ، وصولا إلى لحظة الكشف ومطالعة الوجه الصبوح.
فلك أسمى آيات الشكر والتقدير على هذه الرحلة الوجدانية العلوية في آفاق القدس السليبة الحبيبة التي أراها قد استمعت إلى نداءاتك الطيبة .
فمتى نستجيب لنداءاتها الموجعة ؟!
شاعرنا المبدع
أرجو النظر في هذه الملحوظات الطباعية اليسيرة:
نحو سورَك = نحو سورِِك
والشبابيكِ المطلّةِ = الشبابيكُ المطلةُ (إذا كانت معطوفة على الزوايا ،وهو الأجمل)
ولا نزالُ نفتّشُ الدنيا = ما نزالُ.
ودمت بكل الخير والسعادة والنور.
مصطفى

حياك الله أخي الأستاذ مصطفى
أشكر لك مرورك وتوجيهك

بخصوص التصحيحات

كنت قد صححت (نحو سورِك) في النص الأصلي، لكني نسيت تصحيحه هنا

اما بخصوص الشبابيك فهي معطوفة على شوارعك

ما نزال = لا نزال
ما أعرفه من مهنتي السابقة (التصحيح الصحفي)، ان (لا) تستخدم مع (نزال وتزال و.. صيغ المضارع)، أما (ما) فتستخدم مع (زال .. وصيغ الماضي)..

حياك الله سيدي، وأشكر لك تعليقك مرة أخرى
ياسر

ياسر
02-01-2008, 11:43 AM
اللهم عجل ببزوغ هذا الفجر الذي نرتقبة بكل حين
ونأمل ألا يطول ترقبنا له وأن تعود لنا القدس قبل أن نودع الدنيا دون أن نراها طليقة
الحبيب والشاعر القدير / ياسر ..
طرنا معك بجناحيك فحلّقت بنا في سماوات القدس وحّلق معنا أمل عودتها الذي بات قريبا بإذن الله
جزاك الله خيرا ولم شملك بالحبيبة القدس
ولك مني خالص الود .


ولك مني خالص الود والتقدير

اخي الكريم

يكفي أنها القدس التي مهما كتبنا لها لن نجازيها ما تستحق

ستعود إن شاء الله إليها

ياسر

ضحى بوترعة
02-01-2008, 11:49 AM
شفق القدس ماذا دهاك.....؟

أيّها الشفق الحزين
كل يوم تتناسل من رحمك

جثّة قتيل وأنين جريح

تجرجر خلفك جحافل النّخيل المطعون

فوق أرض المسيح.........

مالك تنزف؟

هل للجنائز فيك صوت أبدي..........

يدثّر كل يوم جسد شهيد

أخي العزيز شكرا لقلمك الذي اقتحمني بوجعه فكتبت نزفي

من أجل هذا الوطن من أجل القدس

مودتي لك

عبدالملك الخديدي
02-01-2008, 01:43 PM
الشاعر المبدع : ياسر
نص جميل ورائع .. بمعنى الكلمة
والحقيقة أنني استمتعت به وقرأته بلهفة العاشق للحرف الجميل ..
ويكفي أنها بدات بنداء شعري رائع ( ياقدس عودي )
وهي أمنية ستتحقق بإذن الله تعالى وستعود القدس وسيدخلها أهلها فاتحين منتصرين ..
تقبل تحيتي ..

د. مصطفى عراقي
03-01-2008, 12:05 AM
حياك الله أخي الأستاذ مصطفى
أشكر لك مرورك وتوجيهك
بخصوص التصحيحات
كنت قد صححت (نحو سورِك) في النص الأصلي، لكني نسيت تصحيحه هنا
اما بخصوص الشبابيك فهي معطوفة على شوارعك
ما نزال = لا نزال
ما أعرفه من مهنتي السابقة (التصحيح الصحفي)، ان (لا) تستخدم مع (نزال وتزال و.. صيغ المضارع)، أما (ما) فتستخدم مع (زال .. وصيغ الماضي)..
حياك الله سيدي، وأشكر لك تعليقك مرة أخرى
ياسر


أخي الكريم الشاعر المبدع الأستاذ ياسر

شكرا على توضيحك فيما يتعلق بكلمة "شبابيك" بإيثار العطف

وأما "لا" مع الفعل "نزال" فهي تفيد الدعاء في الأرجح ، ولهذا رأيت أن الصواب هنا في سياق القصيدة :"وما نزالُ " التي تدل على الإخبار
والله أعلم

وحفظك المولى لنا


مصطفى

ياسر
03-01-2008, 08:53 AM
شفق القدس ماذا دهاك.....؟
أيّها الشفق الحزين
كل يوم تتناسل من رحمك
جثّة قتيل وأنين جريح
تجرجر خلفك جحافل النّخيل المطعون
فوق أرض المسيح.........
مالك تنزف؟
هل للجنائز فيك صوت أبدي..........
يدثّر كل يوم جسد شهيد
أخي العزيز شكرا لقلمك الذي اقتحمني بوجعه فكتبت نزفي
من أجل هذا الوطن من أجل القدس
مودتي لك

إنها حبيبة السماء
فكيف لا تكون حبيبة الأرض وأهلها
يفدونها بالدماء والغالي والنفيس

أشكر مروركم العطر،
وتعليقكم المنثور كعبير من الأحاسيس على صفحة القدس

ياسر
03-01-2008, 09:00 AM
الشاعر المبدع : ياسر
نص جميل ورائع .. بمعنى الكلمة
والحقيقة أنني استمتعت به وقرأته بلهفة العاشق للحرف الجميل ..
ويكفي أنها بدات بنداء شعري رائع ( ياقدس عودي )
وهي أمنية ستتحقق بإذن الله تعالى وستعود القدس وسيدخلها أهلها فاتحين منتصرين ..
تقبل تحيتي ..

أخي المبدع عبد الملك

أشكر مرورك
ويسعدني مديحك الذي أسأل الله أن أكون على قدره
ونقول آمين.. سندخلها فاتحين إن شاء الله

ياسر
03-01-2008, 09:02 AM
أخي الكريم الشاعر المبدع الأستاذ ياسر
شكرا على توضيحك فيما يتعلق بكلمة "شبابيك" بإيثار العطف
وأما "لا" مع الفعل "نزال" فهي تفيد الدعاء في الأرجح ، ولهذا رأيت أن الصواب هنا في سياق القصيدة :"وما نزالُ " التي تدل على الإخبار
والله أعلم
وحفظك المولى لنا
مصطفى


حفظك المولى أستاذي الكريم مصطفى عراقي
وأشكر لك الإفادة

إياد عاطف حياتله
03-01-2008, 08:23 PM
رائعة جديدة من روائعك أخي ياسر

أحسنت

ياسر
15-01-2008, 12:08 PM
معقول إني ما رديت علىمشاركة الحبيب أبو عاطف

حقك علي يا غالي

أشكرك على مرورك، ما بتقصّر والله
ياسر

احمدالذبحاني
15-01-2008, 02:13 PM
اخي الشاعر ياسر
بارك الله فيك كلمات اكثر من رائعه
ومناجاة حيه
اللهم اعد القدس الى حمى الامه

اخوك الذبحاني

عبد الصمد الحكمي
17-01-2008, 09:23 PM
لا أظنها إلا قد أصاخت إليك سمعها

ورددت :


كيف يعلو الدخان ُ مرجل قومٍ = والأثافيّ تحته من جليد

"

دام الشعر والشعور

د. سمير العمري
02-06-2008, 11:25 PM
حرفك المخملي يظل ألقا مهما طال عه زمن.

وهنا وجدت مشاعر محب غيور صادق ، وثق با أخي بأنها ستعود فالقدس لنا وهي وعد السماء.

لعلني افتقدتك فجئت أتلمس هنا من بعض عبقك.

التدوير أخي من أهم خصائص قصيدة السطر وله ضوابطه وفق المبنى والمعنى وتمنيت لو رأيت لهذه القصيدة تدويرا كبيرا كقدرها.



تحياتي

ياسر
04-06-2008, 03:18 PM
اخي الشاعر ياسر
بارك الله فيك كلمات اكثر من رائعه
ومناجاة حيه
اللهم اعد القدس الى حمى الامه
اخوك الذبحاني


حياكم الله من جديد

عذراً على الغياب

ولكن الأمر ليس بيدي

تحياتي لكم جميعاً

وأشكر لك أخي الذبحاني لفتتك الجميلة ومرورك العطر
ياسر

ياسر
04-06-2008, 03:20 PM
لا أظنها إلا قد أصاخت إليك سمعها
ورددت :

كيف يعلو الدخان ُ مرجل قومٍ = والأثافيّ تحته من جليد
"
دام الشعر والشعور


الأستاذ عبد الصمد الحكمي

إنها القدس التي نعتذر إليها كلما تأخرنا عن تحريرها يوماً

دمت أخي الكريم بتقدير ومودة

ياسر

ياسر
04-06-2008, 03:21 PM
حرفك المخملي يظل ألقا مهما طال عه زمن.
وهنا وجدت مشاعر محب غيور صادق ، وثق با أخي بأنها ستعود فالقدس لنا وهي وعد السماء.
لعلني افتقدتك فجئت أتلمس هنا من بعض عبقك.
التدوير أخي من أهم خصائص قصيدة السطر وله ضوابطه وفق المبنى والمعنى وتمنيت لو رأيت لهذه القصيدة تدويرا كبيرا كقدرها.
تحياتي

حياك الله أستاذنا الكريم
دعاني إلى هذه الرابطة منذ البداية المستوى وطيب اللقاء وحسن النصيحة وصدقها

أشكر لك أخي الكريم مرورك القيّم ونصيحتك التي أعتز بها

ياسر